أفكر فيك
أفكر فيك
أبيات عند الإشارات الثلاث ... لازلت مستغرب من نفسي ..فالوقت غير مناسب تماما ... ففي الساعة الثانية والنصف تقريبا .. تحت لظى الشمس ..كنت للتو ..خارجا من بوابة الكلية ..وسط زخم هائل من السيارات .. تحمل بين دفتيها موظفين وطلاب وطالبات .. وفي الطريق..!! بدأت حشرجات في نفسي ..!وأحاديث شتى وأمشاج خواطر .. وعندالإشارة الأولى.. امسكت القلم ..وعلى قفى دفتر الملاحظات ..كتبت البيت الأول .. لم يكن هناك الوقت الكافي لأكتب بيتاً آخر ..فاللون الأخضر قد لاح ..وأصوات المنبهات تترجم عن غضب من خلفي ..سرت في الطريق ..وعادت أحاديث النفس تلف سكون القلب ..وتنسج بيتاً آخر وعند الإشارة الثانية .. كانت عناصر البيت الثاني قد تكونت .أمسكت القلم ..وكتبت البيت الثاني...وسرت في الطريق ...وطيف خيال يسير معي .. كانت الإشارة الثالثة أصبحت حمراء للتو وللمرة الأولى ..أفرح لمشاهدتها ...أمسكت القلم وكان الوقت نسبيا كافي لكتابة البيت الثالث مقارنة بماسبق .. وصلت للمنزل ..إذ أن الإشارة كانت هي الأخيرة وقبيل أن أدخل المنزل ..أمسكت الدفتر لأقرأ تلك الأبيات الثلاثة .. هل أبصرت عيناكِ بحراً سارح الـ -------أطراف لا تدرين ماأقصاه متلاطمَ الأمواج يجأر كلما ---------لامستِ بالقدمين شط هواه لاتقربيه فذاك بحر عواطفي --------والصوت صوتي ..وأنتي صداه حاولت أن أكمل ..في المنزل ..لكني لم أستطع!! فذاك الشعور الذي كان يتأرجح بين جوانبي ذهب وختفى ..كالأشباح .. وبعد اليأس كتبت ماحدث لي هنا .. ولسان حالي يقول .. آه لو كانت ألف إشارة ---------- ملاحظة ..لاشك أن الأبيات فيها أخطاء كثيره وأعتقد أن العجز في البيت الأخير مكسور لكني أحببت أن أكتبها كما جاءت ..تخليدا لهذه الحادثه ومحاولة لفك رموز هذا البيت .. ففي نفسي دهاليز لم أكتشفها حتى الآن ..واعتقد أني لن أكتشفها أبداً..لأنها مرتبطه بحواء مجهولة ..للكل حتى لي أنا ..ربما مجازية أو حقيقة ..؟؟ ستبقى الإجابة مخبأة بـللاشعور بتاريخ ..يوم الإثنين 24/رجب/1423هـ---الدمام
أبيات عند الإشارات الثلاث ... لازلت مستغرب من نفسي ..فالوقت غير مناسب تماما ... ففي الساعة...
أهلا أختي المصونه ...
أشكرك في الحقيقة على إضافتك الجميلة والثرية ..
مثل ماقلتي تماما ..لكني لا أريد أن أتوسع في هذا المجال
خشية أن نخرج خارج نطاق الأدب ..مع أن هناك للمعلومية منهجا نفسياً للأدب
لكنه لا يعنينا الآن ..
من ناحية أخرى فعلا هناك أشخاص لهم ساعة محددةأو طريقة معينه للإتصال و اللإلتقاء مع اللاشعور
سواء زمان أو مكان مثل الليل ..البحر ..الحديقة ...الخ ..لكن هذا لا يعمم على الكل ...
ربما تكون الإشارة هي نقطة الإلتقاء بيني وبين أحساسي وعقلي الباطني ..

سأحاول ..مع أني لا أعتقد أن الإشارة لها شأن في ذلك ولكن مجرد المحاولة عند الإشارة ..شيء ممتع :D

تقبلي تحياتي ..
عطاء
عطاء
أبيات عند الإشارات الثلاث ... لازلت مستغرب من نفسي ..فالوقت غير مناسب تماما ... ففي الساعة الثانية والنصف تقريبا .. تحت لظى الشمس ..كنت للتو ..خارجا من بوابة الكلية ..وسط زخم هائل من السيارات .. تحمل بين دفتيها موظفين وطلاب وطالبات .. وفي الطريق..!! بدأت حشرجات في نفسي ..!وأحاديث شتى وأمشاج خواطر .. وعندالإشارة الأولى.. امسكت القلم ..وعلى قفى دفتر الملاحظات ..كتبت البيت الأول .. لم يكن هناك الوقت الكافي لأكتب بيتاً آخر ..فاللون الأخضر قد لاح ..وأصوات المنبهات تترجم عن غضب من خلفي ..سرت في الطريق ..وعادت أحاديث النفس تلف سكون القلب ..وتنسج بيتاً آخر وعند الإشارة الثانية .. كانت عناصر البيت الثاني قد تكونت .أمسكت القلم ..وكتبت البيت الثاني...وسرت في الطريق ...وطيف خيال يسير معي .. كانت الإشارة الثالثة أصبحت حمراء للتو وللمرة الأولى ..أفرح لمشاهدتها ...أمسكت القلم وكان الوقت نسبيا كافي لكتابة البيت الثالث مقارنة بماسبق .. وصلت للمنزل ..إذ أن الإشارة كانت هي الأخيرة وقبيل أن أدخل المنزل ..أمسكت الدفتر لأقرأ تلك الأبيات الثلاثة .. هل أبصرت عيناكِ بحراً سارح الـ -------أطراف لا تدرين ماأقصاه متلاطمَ الأمواج يجأر كلما ---------لامستِ بالقدمين شط هواه لاتقربيه فذاك بحر عواطفي --------والصوت صوتي ..وأنتي صداه حاولت أن أكمل ..في المنزل ..لكني لم أستطع!! فذاك الشعور الذي كان يتأرجح بين جوانبي ذهب وختفى ..كالأشباح .. وبعد اليأس كتبت ماحدث لي هنا .. ولسان حالي يقول .. آه لو كانت ألف إشارة ---------- ملاحظة ..لاشك أن الأبيات فيها أخطاء كثيره وأعتقد أن العجز في البيت الأخير مكسور لكني أحببت أن أكتبها كما جاءت ..تخليدا لهذه الحادثه ومحاولة لفك رموز هذا البيت .. ففي نفسي دهاليز لم أكتشفها حتى الآن ..واعتقد أني لن أكتشفها أبداً..لأنها مرتبطه بحواء مجهولة ..للكل حتى لي أنا ..ربما مجازية أو حقيقة ..؟؟ ستبقى الإجابة مخبأة بـللاشعور بتاريخ ..يوم الإثنين 24/رجب/1423هـ---الدمام
أبيات عند الإشارات الثلاث ... لازلت مستغرب من نفسي ..فالوقت غير مناسب تماما ... ففي الساعة...
ما شاء الله أخي الكريم أفكر فيك,فيض ابداع نأمل تعهده,وصدق صادف

الكلم في لحظة صنع فيها الابداع دون موعد


لحظات هذه الفيوض لانخطط لها ولكن النفس تفيض بها فيضا,والذكي من

يصيد صيده ويقيد قيده,كيف فاضت النفس بذلك ,لاندري, ومن الجميل أن

لاندري ,حتى تتحفنا نفوسنا بمثل هذا الصدق والإبداع غير المرتقب

فيأتي أجمل من المصطنع0


تحياتي لقلمك
أفكر فيك
أفكر فيك
في تلك الصحراء القاحلة ..وعلى كثبان الرمال الشهباء ..وتحت حرارة الشمس المحرقة هناك عالم وردي محصن بأسوار شاهقة..أبصرته وأنا على شرف الهلاك ..قد نفذ زادي وجف مائي.. كنت أدعو ربي أن لا يكون ماأراه سراباً ..كنت أدعوه أن يلطف بي ويوصلني لهذا العالم المحصن.. وفعلا ..حصل ما تمنيت هاأنا أقف خلف بوابة ضخمة ..بديعة الصنع مزخرفة بالحب ..بالمودة .. أسوارها مطلية بالرقة والحنان..على جنباتها وردات مضيئات..اللللللللله ..ماأجملها من بوابة حاولت أن أتسللها..لكنها مع جمالها ..هي محصنة .. أسوارها شاهقة لاأستطيع حتى التفكير بختراقها ..بدأت أنظر ببؤس ..نعم !!لقد تحطمت أمنياتي ..وماتت كل أحلامي وبينما أنا كذلك أطلت لي من بين فتحات السور إحدى فتيات هذا العالم ..كانت تلهو بالقرب منه - ماذا تريد أيها الغريب - المعذرة فأنا تائه في هذه الصحراء أذابني حرها وأعطشني جفافها ..هل تسمحين لي بالدخول ابتسمت وقالت .. - لا ..فأنا لست سوى أحد فتيات هذا العالم ليس لي دخل في هذه الأمور .. -إذن ماذا أفعل .. جلست تفكر قليلا ..مممم..حسنا أيها الغريب ..سوف أخبر الأميرة بذلك ..انتظرني !!.. دقائق وكأنها سنين ....حتى كدت أن أفقد الأمل !! ثم جاءت ومن خلفها أربعة الجنود..قالت لهم .. - هذا هو !!وأشارت لي بإصبعها ..ثم ذهبت لشأنها .. أخرج الجندي مفاتيح ضخمة وقام بفتح البوابة .. أمسكني الجندي الآخر ..وقادني بينما يتبعه إثنان أم الثالث فقد كان يحاول إغلاق مافتح وبينما نحن في الطريق إلى قصر الأميرة ..كنت أختلس النظرات ..يمينا وشمالا .. كان على جنبات الطريق بساط أخضر شديد الإخضرار..يجاري النظر في إتساعه ورحابته .. لم أكن أتصور أن يوجد مثل هذا العالم في تلك الصحراء المخيفة ..زاد إعجابي وزاد لهفي .. كان هناك بعض الفتيات ينظرن لي بدهشة ..البعض منهن يقول عني فقير ..والبعض يقول غني متنكر.. أماإحداهن فكادت تقسم أني أحد المخالفين للقانون ..أما الأخرى..كانت تتفحص وجهي بتأمل وتقول .. أعتقد أنه مظلوم .. ..البعض منهن ينظرن لي بعطف وأسف ..والبعض ينظرن لي بتكبر وخيلاء ..والبعض لا ينظرن أصلا ومع كل هذا ..لم نتوقف عن المسير .. ووصلنا إلى قصر الأميرة ... ---------------وفي القصر-------- قامت الأميرة من عرشها ..وفي مجلسها حشد من الوزيرات ..والجلاس ..ولا يخلو مجلسها أيضا من بعض الفتيات الآتي يضفن روح الفكاهة والدعابة ..على الحضور .. وبعد نظرة سريعة فاحصة .. - ماذا تريدأيها الغريب - سيدتي ..لقد كنت على شرف الهلاك لولا أن وجدت هذه القلعة الحصينة وهذه البقعة الندية وهذا العالم ..الوردي ..في هذه الصحراء.. - لم تجب عن سؤالي ..!!قالتها وهي تنظر نظرات حادة - سيدتي الأميرة ..إني ليشرفني ويسعدني أن تسمحي لي بالمكث في هذا العالم قطعة من الزمن فهل يمكن ذلك؟ طأطأت رأسها قليلا ..ثم التفتت للجالسات ..وكأنها تطلب الشورى .. قامت إحداهن.. سيدتي إني لأذكر هذا الفتى حينما كان صغيرا..فهذه القسمات لست بالغريبة ..ورأيي أن يبقى معنا فهو ليس غريبا.. قامت أخرى ..سيدتي الأميرة ..إنك هنا تحكمين وفق القانون ..ولا يحق لك أن تتجاوزيه ..إلا بمشورة الشعب ..فهو الذي يقرر ما إذا كان يود بقائه أم لا .. فكرت الأميرة قليلا ثم قالت - حسنا..أيها الغريب ..إن مكوثك أم رحيلك ..يتوقف على الشعب ..فهذا الأمر ليس لي به يد ونادت المنداية ..أن هلموا يافتيات عالم حواء ... تجمعت الفتيات من كل صوب وناحية ..وجتمع الحشد العظيم..في حديقة القصر !! وقفت الأميرة ..على شرفة القصر وعلى بعد ثلاثة أمتار ..وقفت أنا .. الأميرة: إلى كل فتاة ينبض بها عالم حواء ..صغيرة أم كبيرة .....إلى كل كاتبة ومديرة .. إنكم الشعب الذي أفتخر به ..وأنتم من يحكم ويقرر..ويصنع ويحوّر..وأني لأستشيركم وأستفتيكم في هذا الفتى الماثل أمامكم ..هل نقبله في هذا العالم ..أم نطرده .. بدأت كل فتاة تناجي أختها وعلى صوت الهمهمة والتمتمة ..عندها قلت .. -أخواتي ..ماأنا إلا فتى يرجوا من كل فتاة لطيفة أن تسمح لي بالمكث ..وأعاهدكم أن أسعى في رقي العالم .. وبعد نقاش إستمر نصف ساعة .. قالت إحداهن ..:
في تلك الصحراء القاحلة ..وعلى كثبان الرمال الشهباء ..وتحت حرارة الشمس المحرقة هناك عالم وردي...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم


-----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف-------------------------

هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه

..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!!

كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة

يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي
مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!!

جلست معه في أحد الأيام ..سألني
هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف ..
أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة ..
أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا
قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية
إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت

تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب
هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد ..
قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل ..
أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها
قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق
ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها ....

أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه ..
أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف
قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,...
لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني


.قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار
لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة ..

كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه


فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة

ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت
حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ...
نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!!
وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد ..
قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا
هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر

عبدالله - الدمام
25/9/1422هـ



------------------------
ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
عطاء
عطاء
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
لم ننسَ تلك المشاركة أخي الكريم ..أفكر فيك...والتي تفيض إنسانية

لي عودة إلى صفحتك مرة أخرى...بارك الله فيكم
أفكر فيك
أفكر فيك
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
أهلا بالمعطاء عطاء ..
أختي الكريمة

شكراً لك على مرورك ...وعدم نسيانك لها في حد ذاته يعتبر حسنة....

لك تحياتي