نــــور
نــــور
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
في الحقيقة أعجز عن الكلام أمام الروعة الماثلة أمامي

في الحياة أشخاص مهمشين

ينظر لهم المجتمع بالسخرية تارة و بالشفقة تارة أخرى

لكنك جلت في أعماقهم الفسيحة

واستنجت أنهم أعقل العقلاء

نعم هي الحقيقة .. ففي الحياة مفارقات غريبة

هناك مختلين يلبسون ثياب العقلاء و عقلاء يقال عنهم مختلين

والله يعلم من العاقل في هذه الحياة الغريبة

القصة أكثر من رائعة

و القلم شديد التميز

بارك الله بك
بحور 217
بحور 217
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
الأخ أفكر فيك ..

أتذكر هذه القصة جيدا ..

وبكل الألم ... هذا ما يحدث فعلا ..!!

المجتمع يلفظ هؤلاء لأنهم يقفون في وجه المتع والحياة الرغيدة ..

وينبذهم إلى حيث يعيشون آلامهم في وحدة قاتلة وعالم يخلو من المشاعر والإحساس ..

ملاحظاتي على القصة :


هناك خلل في فهم القارئ للحدث في هذا المقطع :

طرقت الباب ..فتح لي بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت
حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ...


حيث يتبادر إلى الذهن أن من فتح الباب هو الابن وليس الأب .


كما أن وصفه بنصف إنسان إن كان تعبيرا عن واقع نظرة الناس له فنعم ..

أما إن كان تقريرا لهذا الوصف فهو بعض من الظلم الواقع عليه .


جزاك الله خيرا على المشاركة الرائعة فكرة واسلوبا .
أفكر فيك
أفكر فيك
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
اهلا أختي نور الشمس

هناك مختلين يلبسون ثياب العقلاء و عقلاء يقال عنهم مختلين

فعلا والله ماأكثرهم ...أولئك المختلين في ثياب العقلاء ..

شكرا لإشادتك ..وتقبلي مني كل التحايا




أهلا بالمشرفة بحور

شكرا لك على ماذكرتيه ..فعلا أذكر أني سمعت هذه الملاحظة من قبل ونسيت أن أدونها وهاهي تعاد على مسمعي مرة أخرى ..
أعتقد لو قلت بدلا من طرقت الباب ..فتح لي بوجهٍ ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب
تنتهي المشكلة ..
أما نصف إنسان فأنا بالتأكيد كماقلتي
أن وصفه بنصف إنسان تعبيرا عن واقع نظرة الناس له ..وليس تقريرا وظلما له ..


سلمت يداك ..وشكراجزيلا
دونا
دونا
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
قصتك ما زالت عالقي بذاكرتي...
فهي من القصة الجميلة التي قرأتها..و عدت أحلق في تفاصيلها في أحلام يقظتي..
ربما وجدت قصتك هذا الصدى...لأن أحد أقاربي من هؤلاء...
على كل..فقصتك تستحق الثناء..و التقدير..
مغزى و أسلوب..و إن كنت أوافق بحور في ملاحظتها..فقد سبقتني إليها..
دونا
أفكر فيك
أفكر فيك
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم -----------------------------------..نصف إنسان ....ونصف------------------------- هاهو مرة أخرى يلوح لي من بعيد مبتسما كالعادة ....إقترب مني ومد يده ..مددت يدي لمصافحته ..لكنه تراجع وضحك بأعلى صوته وكأنه خدعني ثم هرب وهو يتفوه ببعض الكلمات الغير مفهومه ..لم أستغرب من فعلته وأكملت المسير ..فهو على حد علمي مصاب بمرض المانغوليا ..أوكمايقول عنه الصبيان ..مجنون!! كنت أراه دائما يقف أمام تلك الشجرة الضخمة الفارعة الطول يسرح في النظر إليها ..ثم لا يلبث أن يجمع أوراقها المتساقطة ويلعب بها وهو في فرحة غامرة يبتسم لجميع المارة ....أبناء الحي ألفوه ..وألفوا تصرفاته فهي لم تعد تلفت إنتباه أحد سوى الغرباء عن الحي مع أنه نصف إنسان إلا أني أحس في بعض تصرفاته , عبقرية فذة, وعقلية يعجز اللسان عن وصفها ,أحيانا أحس إنه شخص يملك خيالا واسعا ولو أن الله أنعم عليه بنصفه الآخر لكان شاعرا فحلا أو قائدا جهبذا أو مسؤول ناجح أو حكيم يقصده الناس ربما كنت أعلم عنه أكثر مما يعلم عنه الآخرين لأني بختصار أدع له المجال بالحديث وأجاريه ولا أتكلم معه بالعقل والمنطق لأنه ....(..)...!! جلست معه في أحد الأيام ..سألني هل الأشجار تتحدث!!!! ....وبسرعة .. مد يده نحوي محذراً ..لاتقل لا وكأنه يخاطب ملامحي ويستنطقها دون أن أنبس بحرف .. أنت لا تفهم لغتها.. لذلك تقول لا .. إنها أطيب من الإنسان وأجمل منه ,إنظر إلى هذه الشجرة وأشار إلى تلك الشجرة الضخمة ذات الفروع الملتفة .. أتدري من هذه... إنها أمي الحنون أنظر إلى تجاعيد وجهها ..تحسسها بلطف كم تعبتِ من أجلي ياأمي..وقاسيتِ حر الشمس حتى لا يلامسني شعاعها الحارق .. سرقني بنظرة حادة ..انت لا تصدقني أليس كذلك قالها وهو يكشف عن بياض ساقه وأشار بإصبعه إلى عروق الدم ..أنظر إلى هذه ونظر إلى هذه, وأشار إلى الأغصان والعروق في جذع الشجرة ..مارأيك الآن ألسنا من فصيلة واحدة ..............لا....أعلم أنك ستقول لا قالها وهو يهم بالجلوس على عتبة الباب و يضرب كفا على كف ..... لافائدة من الحديث معك ..أنت متعصب للبشرية مثل البقية إنني أكره الإنسانية الحمقاء المليئة بالحقد والكره , أكره الذي جعل من الكرامة سلعة رخيصة تداس ..أكره الـ..........ظل فاتحا فاه بضع ثواني دون كلام ..ثم أطبقة وصمت تعجبت من قوله ,كنت أعتقد أنه لا يدري ما لكرامة ولا الإنسانية ولا الكره والحقد ولا التعصب ..سألته هل تعرف معنى الكرامة والكره والحقد والتعصب هز رأسه بالنفي !!!..ونظر إلي بدهشة وكأني قد طلبت منه حل مسألة بالغة في التعقيد .. قلت إذا مامعنى كلامك الذي قبل قليل .. أبتسم وقال طبعا لن تفهم ماقلت ..إنه من لغة الشجر..إنها تخبرني بكلام جميل ,يستعذبه قلبي ,أحس أنها صادقة في كلامها قلت مستخفا به وأي الأشجار تخبرك هل هذه أم هذه أم هذه ..فقاطعني وقال أنصت ..أنها تتحدث الآن , أغمض عينيك واسرح بمخيلتك ..وستفهم كل ما أعنيه ..لكني أجبته بالنفي وأخبرته أني لا أسمع سوى خشخة الأوراق ضحك بشدة وكأنه قد انتصر لنفسه مني وقال ببرود هي تلك الكلمات التي تفوهت بها .... أطال النظر في وجهي ..وكأنه يحاول أن يرى مدى تأثري بكلماته ...وربما استشف من تقاسيم وجهي نوعا من عدم المبالاه .. أمسك عودا يابساً ووجهه نحوي وهو يهزه... وكأنه يمثل دور المحقق الذي يستنطق مجرما في غرفة الإعتراف قلي !! أتعلم مايقول الناس عني , أحقيقا هو ؟؟ هل أنا فعلا نصف إنسان !!.... وأين نصفي الآخر ,أين ذهب ,... لم أستطع أن أجيب على تساؤلاته ,ولم أستطع الفرار من عينيه التي تضيق وتتسع وهي تلاحقني .قلت وأنا أبتسم ....مارأيك لو سألت هذه الأشجار لم يعجبه جوابي وأحس بأني أستهزء بكلامه و ضل يرمقني فترة ..ثم قام وذهب مقطب الجبين ..يهمهم بكلمات وأغلق الباب بقوة .. كان هذا اللقاء هو الأخير من نوعه فأنا لم أعد كماكنت ..فقد انشغلت بحياتي الخاصة .فضلا على أني صرت أتجنب الحديث معه ...لم أعد أبتسم له كالعادة ..عندما نجتمع نحن أبناء الحي في رأس كل فصل أره إلا أني بالتأكيد لن أضيع هذا الإجتماع بالحديث معه ..أحيانا أشاهده مع والده في مركز المشتروات ..مجرد ابتسامة صفراء فقط ...بدأت أبتعد عنه تدريجيا ...كل ذلك لأني في الحقيقة أحسست بأن البعض يحتقرني لأجله....ذابت الرحمة التي كنت أتصنعها ...كنت حينها أعتقد أنني محسن ورحيم وعطوف وحليم ..و أفتخر بذلك وأتباها حتى أصابني الغرور ..ولم أكن أعلم أن كل ذاك لم يكن سوى هيكل أجوف سقط لأول رجفة ومرت الأيام وزدت أشغالا وبعدا ....حتى أتى ذلك اليوم..الذي أشبه مايكون بضربة عصماء على رأسي حينما زرت ذلك المنزل الذي يقطن فيه لم يكن لأجله وإنما لغرض أريده من أبيه ..طرقت الباب ..فتح لي أباه بوجهٍ شاحب ليس من عادته أن يكون كذلك حاول أن يتصنع البسمة ..إلا إنه لم يستطع, ..مد يده للداخل ..أن تَفضل ..شكرته وتعلثت بالوقت حاولت أن ألطف الجو قبل أن أطلب غرضي ..سألته عن ابنه ... نظر إلي بعينين زائغتين تدحرجت دمعة وسارت ببطىء على خده المجعد ..... مات!! ..هذه الإ جابة التي قلتها لأني كنت أتوقعها منه ...إلا أنه ضل صامتا لم يتكلم ...صورة سوداوية غطت على بصري وشريط من الذكريات مر أمامي سريعا تذكرت تلك البراءة التي تعلو محياه تذكرت حديثه عن الشجر الأخضر تذكرت ..وتذكرت ..وتذكرت ..إلا أنه قطع حبل أفكاري وأوقف شريط ذكرياتي وأضاء نور بصري ..حينما قال لا...لم يمت !!!!!!! وأردف ,لقد ذهبنا به إلى المصحة العقلية ليعيش هناك لا نريد أن نراه ..فهو لم يعد كماكان ...سبب لنا الكثير من المتاعب إنه يكبر ومصائبه تكبر معه أرهقني كثيرا لن تتصور ما حل بي من مصائب لأجله ..أراق ماء وجهي ..لقد .. قاطعته وأنا أفور دما ...أليس له حق بأن يعيش.... أليس له حق بأن يعيش عيشة الأسوياء!؟.. أتحرمه من الحياة !؟..هل الحياة ملك لكم دون غيركم ..هل تحتفظ بماء وجهك على أن تتخلى عن قطعة من كبدك ..كم نحن قساة يامن ندعي العقلانية ..مسكين ..كان يستحلب الحنان من ثدي الشجر ..يريد تعويض النقص الذي يعانيه .. كم كان يتمنى لو ... .أغلق الباب في وجهي لاأدري هل عن قناعة أم لا هممت بالإنصراف وأنا أفرك يداً بيد, وأهتز حنقا لما فعله ذلك الأب المعدوم الضمير ,إلا أني أبصرت خربشات على جذع تلك الشجرة ....إنها بيده!!.. أعلم ذلك جيداً حاولت أن أقترب منها لأقرأها لكني لم أستطع كان الخط شديد التعرج وقد مسحت بعض الحروف وبعد جهد جهيد أدركت أنه من المستحيل أن أقرأها فهي لم تكن مكتوبة بلغة الظلم والعدوانية . لم تكن مكتوبة بلغة التعسف والتجبر .. لم تكن مكتوبة بلغة الأنانية .....بختصار ..لم تكن مكتوبة ..بلغة البشر عبدالله - الدمام 25/9/1422هـ ------------------------ ملاحظة : سبق ونشرت هذه القصة في الواحة لكنها حذفت لخلل فني ...
هذي مشاركة بقصة كتبتها منذ فترة ..و في الحقيقة لست متقن لهذا افن لكنها محاولات أضعها بين أيديكم...
أهلا أختي دونا ...

كل الشكر لما قلتيه ......لكن لدي تساؤل ...طرأ على ذهني ..هل هم حقا ً كذلك ....من الناحية العلمية ...هل هم يتصرفون بهذه التصرفات ..أم لا ...الرد يحتاج لبحث في خصائص هؤلاء ..إن كانوا حقا كذلك أم لا ...:)

شكرا للجميع