حـ * ـلم
حـ * ـلم
الملك المستنير .. والمشروع العملاق!
إذا اتفقنا على مبدأ أن التعليم هو قاطرة المستقبل فإن مما لا شك فيه أن الملك "عبد الله بن عبد العزيز" هو قائد هذه القاطرة. وهو الرجل الشجاع الذي يقتحم أعتى المشاكل في حياتنا وحياة الأجيال القادمة، ألا وهو أسلوب التعليم الكسيح الذي نتصايح من أجل تغييره منذ عشرات السنين بلا مستمع أو مجيب حتى يأتي الملك القدوة المستنير فيقدم مشروعاً عملاقاً لتغيير التعليم، ولا يتردد في أن يرصد له تسعة مليارات (مليار وليس مليون) ريال وهو مبلغ ضخم جداً يساوي ميزانية دولة بأكملها.
وجميع بنود هذا المشروع العملاق.. مهمة.. ولكن لعل أهمها أو من أهمها مسألة إعادة تأهيل المعلمين.. فالمعلم هو أساس العملية التعليمية.

لقد أكد الأمير الدكتور "خالد المشاري" نائب وزير التربية والتعليم أن المشروع يتضمن إعادة تأهيل 400 ألف معلم ومعلمة من خلال دورات تدريبية مكثفة تسهم في تزويدهم بالقدرات والمهارات التي تمكنهم من إدارة الفصل الدراسي وتصقل مواهبهم وتسهم في زيادة ولاء المعلمين للمهنة خاصة أن العاملين في ميدان التعليم سيعملون على مناهج رقمية، وبهذه يودعون حزمة من المشكلات المزمنة التي كانت تعوق العملية التعليمية.
لقد تبنى المشروع إنشاء بيئة مدرسية ستكون منبعاً للمعلومات من خلال ربط الفصول الدراسية بأنواع كثيرة من الشبكات، إضافة إلى إدخال الحاسوب والتقنيات الحديثة.

ويؤكد الأمير "خالد" أن ارتباط المشروع بخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير "سلطان بن عبد العزيز" يعطي للمشروع قوة وضماناً للتطبيق.. والمشروع سيغطي الحلول اللازمة لتحسين المستويات الوظيفية للمعلمين .. وأن ثمة جهودا تبذل حالياً مع وزارة المالية لحل بعض المشكلات المتعلقة بالموضوع.

أن إصلاح التعليم والقفز به من التعليم التلقيني إلى التعليم الإبداعي ليس فقط إصلاحاً لمستوى التعليم، ولكن هذه الخطوة الجبارة ستضمن تحسين مخرجات التعليم العام والتعليم العالي أيضاً، وهو يوفر الكوادر الوطنية لسوق العمل، وتقليص عدد العمالة الوافدة، ومن تابع.. الملك المستنير والمشروع العملاق! المؤكد أنه سيحقق ريادة علمية للسعودية في السنوات المقبلة.

إننا أمام مشروع لم يسبق له مثيل في تاريخ "السعودية".. وعلينا أن نركز على إنجازه

الاقتصادية 21-فبراير-2007
الكاتب: عبد الله باجبير
حـ * ـلم
حـ * ـلم
مؤتمر صحفي حول مؤتمر التربية الإعلامية الأول


في إطار الاستعداد لعقد المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين بمشيئة الله يوم الأحد 14/2/1428هـ الموافق 4/3/2007م يعقد مؤتمر صحفي يتم خلاله تقديم عرض مرئي وتدشين الموقع الإلكتروني للمؤتمر وذلك بحضور معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم وسمو الأمير الدكتور خالد بن عبد الله بن مقرن المشاري آل سعود نائب الوزير لتعليم البنات رئيس اللجنة العليا لتنظيم المؤتمر.
ذكر ذلك رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية د. عبــدالعــزيز بن جـار الله الجـار الله وأشار إلى أنه من المتوقع أن يقدم في المؤتمر الصحفي أبرز ملامح المؤتمر المزمع إقامته في منتصف شهر صفر المقبل، وأبرز الشخصيات المستضافة في المؤتمر، إضافة إلى أهم أوراق العمل التي سيتم طرحها ونقاشها.
وسيعقد المؤتمر الصحفي في قاعة مكارم بفندق ماريوت الرياض في الساعة الحادية عشرة صباحاً يوم الثلاثاء 4/1/1428هـ الموافق 23/1/2007م.
حـ * ـلم
حـ * ـلم
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام
(رؤية واقعية لفجر جديد)
*********

ينطلق غدا فجر جديد في مسيرة التعليم في وطننا العزيز المملكة العربية السعودية،فجر يحمل بشائر الخير،واستشراف المستقبل البناء لهذا الوطن الغالي،فجر يسجل في مسيرة وتاريخ وانجازات وزارة التربية والتعليم،فجر اشعر الكل بأننا في بلد أنعم الله عليه بقيادة حكيمة ترعى مصالحه وتحرص على تطوره ونمائه،ودعم مايخدم أبنائه ويسير بهم إلى العليا،فجر سيكتبه التاريخ بأحرف ومداد من ذهب ذلك الفجر الذي توشح بقرار مجلس الوزراء الموقر مساء يوم الاثنين 24/1/1427هـ في إقرار مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام والمناهج التعليمية بتكلفة تصل الى تسعة مليارات ريال سعودي.والذي اشتمل على مايلي:
رؤية المشروع:
جاء هذا المشروع استجابة لتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تقضي بأهمية وضرورة مواكبة التطور العلمي والتقني".
برامج المشروع:
يتكون المشروع من أربعة برامج تهدف إلى استكمال عملية التكامل في العملية التعليمية وهذه البرامج تتناول:
= شؤون المناهج:
وذلك عن طريق تطوير وصناعة المناهج.
=المعلمين:
وذلك عن طريق تدريب المعلمين .
=الفصول الدراسية:
وذلك عن طريق تهيئة البيئة التعليمية في الفصول الدراسية.
= الأنشطة غير الصفية:
وذلك عن طريق العناية بالأنشطة والمهارات خارج الفصول الدراسية
مدة المشروع:
مدة المشروع ست سنوات تكون بمثابة البيئة الأساسية لمعالجة الوضع القائم والتهيئة لاستمرارية معطياته ومكوناته خلال الميزانية السنوية للوزارة في السنوات اللاحقة.
أهداف المشروع:
1- تنمية شخصيات الطلاب العلمية والعملية ومهارات التفكير والتعليم الذاتي.
2-تعزيز القيم الإسلامية والأخلاق والولاء للأسرة والمجتمع والوطن.
3-تقدير المكتسبات الوطنية والمحافظة عليها.
4-تحقيق التوازن بين السنوات والمراحل الدراسية وما يقدم فيها من كم معرفي.
5-المواءمة بين المحتوى وربطه بالتقدم العلمي والتطور المعرفي المستمرين.
هذه خطوات المشروع المبارك (مشروع الفجر الجديد)كما أحب ان اسميه،الذي يؤكد لنا جميعا أهمية التطوير والتحديث والتجديد التربوي مواكبة لمتطلبات العصر،وسعيا إلى بناء جيل جديد يسعى لطلب المعرفة العلمية والتقنية الحديثة،منطلقا من تعاليم ومبادىء ديننا الإسلامي الحنيف،ومحققا لطموحات وتطلعات ولاة الأمر والمخلصين من أبناء هذا الوطن العزيز،وتأكيدا على ان التطوير من مبادىء العمل التربوي الناجح الذي لايعرف التوقف بل يسعى إلى التطوير والتقدم التقني والعلمي.
هذا المشروع الذي يعد امتدادا لمشروع خادم الحرمين الشريفين الخليجي الذي بدأ ببرنامج استشراف مستقبل العمل التربوي في دول مجلس التعاون الخليجي والذي كان خطوة ملحة نحو التطوير التربوي في دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية والذي حدد خطط وأولويات وتوجهات العمل التربوي خلال العقدين القادمين -بإذن الله-في الدول الأعضاء،ووضع رؤية مستقبلية تساعد على وضع توجهات إستراتيجية عامة لتطوير العمل التربوي،وكذلك خطط عمل مرحلية مناسبة تنفذ بآليات محددة في فترات زمنية متتالية،تفصل برامجها ومشروعاتها وفق الحاجات المتجددة والظروف المتغيرة،وكان من أولويات هذه الرؤية:" تنمية الفهم الصحيح للإسلام بمقاصده النبيلة وتعاليمه السمحة التي تكرم الإنسان وتوجب أعمار الأرض وتحرم الشر والفساد والظلم والعدوان،وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،وتدعو إلى الخير والإحسان والعدل بالحكمة والموعظة الحسنة".(مكتب التربية العربي لدول الخليج1420هـ،ص28-29).
ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم العام يعد منطلق التطوير التربوي بإذن الله تعالى،هذا التطوير الذي يراد به مجموعة التغيرات التي تحدث في نظام تعليمي بقصد زيادة فعاليته،أوجعله أكثر استجابة لحاجات المجتمع الذي ينشأ فيه.(الخطيب،2006م،ص212).
وأهداف هذا المشروع كما ورد ذكرها أعلاه تبين أهمية النظر إلى النظام التربوي والتعليمي بمايخدم الوطن وأبنائه ومصالحه،وبمايحقق سبل الاستفادة من التقدمات التقنية والعلمية والثقافية والإعلامية في هذا العالم، عالم الحداثة والتواصل والتغير السريع،مع التمسك بالاسس الإسلامية النابعة من ديننا الحنيف الذي يحثنا على العمل والتطور والاخلاص والسعي للأفضل.
وسيكون هذا المشروع -بإذن الله- رافدا قويا لمشروع آقاق لتطوير التعليم العالي الذي انطلق من عزم وزارة التعليم العالي على إجراء عملية تطوير شاملة لنظام التعليم العالي في المملكة، وذلك بتطوير خطة مستقبلية طويلة المدى، تتناول معالجة التحديات التي تواجهه بكل تعقيداتها لإيجاد الحلول الناجعة لجوانب القصور فيه، والارتقاء بجوانبه الإيجابية بأسلوب علمي متزن، بإتباع أسلوب التخطيط الاستراتيجي طويل المدى المستند إلى نتائج علمية وموضوعية مؤكدة لعدد من الدراسات التي تتناول مجمل قضايا النظام، واستخلاص التوصيات العملية لصياغة خطة مستقبلية قابلة للتطبيق العملي، ذات أهداف إستراتيجية وأخرى مرحلية، ورؤية مستقبلية واضحة، وقيم رفيعة المستوى، ومعايير للتقويم المستمر لضبط مسار عملية التطوير والارتقاء بنتائجها وإفرازاتها الإيجابية، وتقليص سلبيات عملية التطبيق المنهجية للخطط المرحلية والإستراتيجية.
وقريبا-بإذن الله سوف تؤتي هذه المشروعات ثمارها وسيعم نفعها،ولكن يبقى منا الدعاء للمولى عزوجل ان يبارك في الجهود وان يحقق الآمال،وان يوفق القائمين على هذه المشاريع لمافيه عزة ورفعة ونماء هذا الوطن العزيز .
حـ * ـلم
حـ * ـلم
برنامج خادم الحرمين لتعليم اللغة العربية

--------------------------------------------------------------------------------

انطلق منذ 14عاماً ويستفيد منه حالياً 747طالباً من جنسيات متعددة
برنامج خادم الحرمين لتعليم اللغة العربية غرة في جبين تاريخ نشر لغة القرآن والثقافة الإسلامية في روسيا


موسكو- هلال الحارثي:
بدأت إدارة المدارس السعودية بتنفيذ البرامج المسائية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها منذ أربع عشرة سنة مضت والتي يتم تمويلها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله. هذا وقد تنامت أعداد الدارسين في البرامج المسائية ليصل في هذا العام الدراسي 1428/1427ه إلى 747دارسا و دارسة من مختلف الأعمار والأعمال غالبيتهم من الروس وهناك كذلك كثير من الدارسين الذين يمثلون جنسيات مختلفة من أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا والهند ونيجيريا والأكوادور وبنغلاديش وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وبولندا وبوليفيا وغيرها. وقد وزعوا بحسب مستوياتهم إلى مجموعات دراسية تتناسب مع مستويات الدارسين لفهم اللغة العربية. ويفسح البرنامج الفرصة للمواطنين الروس لتعلم اللغة العربية مجانا وبدون أي مقابل وأصبحت المدارس السعودية أحد أهم المراكز لتعليم اللغة العربية بروسيا الاتحادية.

"الرياض" زارت برنامج خادم الحرمين الشريفين في موسكو والتقت بعدد من الدارسين والدارسات واستطلعت آراءهم حيث قال الدارس إلدار يانبوخيت ( 30سنة) ويعمل موظفا في مطبعة بموسكو وبالمستوى الثاني بالبرنامج فقال: قبل ثلاث سنوات درس صديقي في المدارس السعودية وأخبرني عن البرنامج المجاني لتعليم اللغة العربية فالتحقت به في العام الماضي حيث إني مسلم ومعرفة اللغة العربية هامة بالنسبة للمسلمين لكي يتمكنوا بواسطتها قراءة القرآن الكريم ولمساعدتهم في فهم الإسلام بلغته الأم كما أن معرفة لغة إضافية تزيد من فرص العمل هنا أن أشعر بالفائدة ومستواي باللغة العربية يتحسن يوماً بعد يوم حيث إن هذا البرنامج مكثف ويعطي الفائدة كما أن تنوع المدرسين هنا إذ إنهم من دول عربية مختلفة يساعدني في معرفة الثقافة العربية والدول العربية كافة وأخيراً أتمنى أن تكون هناك حوافز للدارسين المتميزين من قبل إدارة المدارس كتنظيم رحلة إلى دول عربية كنوع من التشجيع للدارسين.

أما أناستاسيا يرينسكايا ( 30سنة - موظفة في السفارة المصرية بموسكو) وتدرس بالمستوى الثالث بالبرنامج فقالت: بحثت طويلاً عن مكان أتعلم فيه اللغة العربية إلى أن اتصلت بدليل الاستعلامات بهذا الخصوص وحصلت على رقم وعنوان المدارس السعودية بموسكو فسارعت بالالتحاق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومما شجعني على دراسة اللغة هو اعتناقي للدين الإسلامي قبل أكثر من ثلاث سنوات وكذلك عملي في جهة عمل عربية وختاماً لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لخادم الحرمين الشريفين على تقديمه هذه الهدية -برنامج تعليم اللغة العربية- مجاناً لكافة الراغبين كما أشكر إدارة المدارس السعودية بموسكو على تهيئة الجو المناسب حيث إني أشعر بارتياح في هذا المجتمع الصغير الجميل.

كما تضيف يولا يغوريفتشا ( 22سنة - وتعمل مضيفة طيران) كما تدرس بالمستوى الأول بالبرنامج فقالت: أدرس اللغة العربية لكي تساعدني في التفاهم مع ركاب الطائرة حيث إنني أسافر إلى دول عربية مثل مصر والإمارات ولا شك أن اللغة العربية ضرورية بالنسبة لي وتعرفت بطريق الصدفة عبر أحد الأصدقاء على برنامج خادم الحرمين الشريفين لتعليم اللغة العربية فالتحقت به هذا العام وأكثر ما يعجبني في هذا البرنامج هو الجو العام في المدارس السعودية حيث تسوده الألفة ولقد التحقت بعدة دورات للغات مختلفة ولكن بهذا الجو الرائع وبهذا الارتياح لم أشعر أبداً وقبل التحاقي بهذا البرنامج لم أكن أعرف إلا القليل عن الثقافة العربية وأتمنى عبر البرنامج أن أتعرف عليها بشكل أوسع.

ويقول حبيب الله إسرافيلوف ( 30سنة- مدرب رياضة الكنغفو) فيقول: عرفت البرنامج المسائي من زملائي الذين يدرسون هنا في المدارس أدرس اللغة العربية أولاً لأنها لغة القرآن الكريم والسنة. وثانياً كي أستطيع أن أتحدث مع العرب عندما أسافر إلى بلادهم أما فيما يتعلق بالبرنامج فلا شك أنه برنامج حسن وممتاز كما أتمنى له وللقائمين عليه المزيد من التقدم والإبداع في سبيل نشر اللغة العربية وتعليمها لمحبيها.

وتلتقط الحديث أكسانا ( 14سنة - طالبة بإحدى المدارس الروسية) قائلة: علمت عن البرنامج عبر صديقة لي، وكان سبب التحاقي بهذا البرنامج ودراستي للغة العربية هو حبي لهذه اللغة، ولكي تعطيني فرصة أفضل في المستقبل بإيجاد وظيفة أفضل بعد التحاقي بهذا البرنامج أصبحت أعرف الكثير عن الثقافة العربية كأعياد المسلمين مثلاً وشهر رمضان إن ما يميزه عن الكثير من برامج تعليم اللغات هو أن اللغة العربية هي اللغة الأم لمعلمي البرنامج مما يمكننا من تعلم النطق السليم.

أما الأستاذ محمد الطويل (معلم بالبرنامج) فيقول: إن برنامج خادم الحرمين الشريفين لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يلقى اقبالاً جيداً من قبل سكان روسيا بقومياتهم المختلفة وهذا ليس مستغرباً على شعب يحب القراءة والمعرفة كالشعب الروسي ولكن في سؤال طرح على أغلب الدارسين لماذا اخترتم اللغة العربية بالذات وما الهدف من ذلك فكانت الإجابات و الأهداف مختلفة فالبعض من الدارسين هم من المسلمين وحيث إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم رأت هذه الشريحة من الدارسين بأن تعلم العربية هو وسيلة لتعلم تعاليم الإسلام السمحة ووسيلة للعبادة عبر قراءة القرآن الكريم وهناك شريحة أخرى من الدارسين محبون للشرق والثقافة العربية ويجدون في تعلم العربية سبيلاً للتعرف عن قرب على هذه الثقافة الغنية أما الشريحة الأخرى من الدارسين فهم ممن تعلق مصيرهم بمواطنين عرب بمعنى أخر أولئك النساء اللواتي ارتبطن بأزواج عرب فكان لابد لهن من تعلم العربية لكي تساعدهن على الاندماج في المجتمعات العربية. وهناك بعض الدارسين يتخذون اللغة العربية عاملاً مساعداً لإيجاد فرص عمل أو أن يكون مجال عملهم مرتبطاً بدول عربية وختاماً أود التنوية بأن القائمين على هذا البرنامج من معلمين وإداريين يبذلون كل ما بوسعهم لتحقيق أهداف البرنامج و رغبات الدارسين وإنني أتمنى لكل الدارسين والدارسات بمختلف شرائحهم أن يحققوا الأهداف التي التحقوا من أجلها بهذا البرنامج.

فيما تؤكد الدكتورة ثريا الفرا (معلمة بالبرنامج) أن الشرق كلمة عندما تقع على أسماع الجميع تستحضر معها معان لا حصر لها وتخطر في أذهاننا مئات الصور الملونة الموشاة بسحر الشرق وغموضه وأولها كنوزه الأدبية التي طالما شكلت منبع إلهام ومصدر وحي للعديد من الأدباء والشعراء الغربيين ونخص منهم الأدباء الروس وكذلك بحكم قنوات الاتصال المتعددة التي ربطتهم بالشرق العربي وأهمها على الإطلاق الفتوحات الإسلامية التي كانت بمثابة بوابة عبرت من خلالها الحضارة الإسلامية إلى العالم كافة فأنارت جوانبه بالعلم والإيمان. فكان الأدب العربي بأخيلته وصوره الشعرية الموشاة بألوان الشرق منهلا حاول الأدباء الروس الأخذ منه فتأثروا بالرموز الشرقية فيه وباستعاراته وتشبيهاته الفخمة وصوره الرائعة والتي حمل معظمها التراث الروحي الإسلامي. وعلى الرغم من قلة العناصر في تصور الشرق العربي في إنتاج الأدباء الروس إلا أن الصورة الغالبة للشرق في هذا الإنتاج يميزها السحر الحضاري للشرق العربي الإسلامي. ومن أعظم الأدباء الروس على الإطلاق وأبرعهم الذين تأثروا بالدين الإسلامي وكتبوا عنه هو الأديب الكبير والذي حاز على لقب "كاتب الإنسانية" ليف تولستوي الذي كتب للملايين من فقراء العالم فأثر بهم وتأثروا به. وإذا تتبعنا مؤلفات وكتابات تولستوي نراها متأثرة بالشرق العربي وهذا ما أكده المئات من الدارسين لأدب تولستوي.

لقد اختار ليف تولستوي قراءة ودراسة اللغة العربية وذلك ليقينه بأن الشرق العربي بأديانه عامر بالكنوز الأدبية والفرائد الذهبية. ولقد شكل الشرق العربي الإسلامي بالنسبة لتولستوي مخرجا روحيا ومخلصا نفسيا ودينيا للأزمات الإنسانية التي عاشها ليف تولستوي والتي ارتبطت في ذلك الزمن بواقعه المعاصر والتي تظاهرت بابتعاد الناس عن الإيمان والدين الحقيقي والضياع الروحي ونلمس ذلك في مؤلفه "الاعتراف". كان يحدث معي شيء ما غريب جدا فقد أخذت في البداية تنتابني مشاعر الضياع واستغرقتني الكآبة ثم بعد هذا الشعور كنت أستمر في العيش كما مضى لكن أوقات الحيرة هذه كانت تتكرر بشكل أكثر وأكثر وبنفس الطريقة هذه الوقفات مع الحياة كانت تنعكس في نفس الأسئلة لماذا؟ وكيف بعد ذلك؟ لماذا أعيش؟ وما مغزى ما أصنعه؟
حـ * ـلم
حـ * ـلم
في هذه الآونة بالذات كان تولستوي يقف على هاوية الانتحار عندما لم يجد مغزى من وجوده فجاء الإسلام بمثابة منقذ لذلك الأديب من حالة اليأس والانتحار التي عاشها فدخل الإسلام إلى قلبه وداعب لبه فأخذ ينهل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لأنه وجد فيهما كل الإجابات للأسئلة التي حارت في ذهنه واشباعا لروحه ونفسه المتعبة وبعدها أصدر أعظم مؤلفاته الإنسانية بعنوان "أحاديث مأثورة لمحمد" جمع فيها أحاديث الرسول العربي الكبير محمد صلى الله عليه وسلم وقام بترجمتها إلى الروسية.

وعناصرها من عمل الخير وحب الإنسانية والدعوة لصلة الرحم وتبيان جوهر الإسلام الذي يتمثل في أن الله واحد وهو رحيم وعادل ومصير الإنسان يتوقف على ما يفعله.

في هذا الكتاب دافع تولستوي عن الشريعة الإسلامية ورد على تهجمات بعض المبشرين في قازان على الدين الإسلامي عندما صوروا الشريعة الإسلامية بغير حقيقتها وبغير الصورة التي نزلت بها على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بهدف أبعاد الناس عن الدخول في هذا الدين وتلك الشريعة السماوية العامرة بالإنسانية والمحبة فقام تولستوي بشرح عقيدة التوحيد في الإسلام والمدهش في

الأمر أن تولستوي تناول الدين الإسلامي بالدراسة والشرح وكأنه عالم في الفقه ولم يكن اهتمامه بترجمة أحاديث الرسول إلى الروسية والتعريف بالفكر القرآني مرده إلى الصدفة وحدها وأيضا تأثره بأسس المعاملات الإسلامية والأحكام الاجتماعية التي تضمنها القرآن والحديث.

ومن شدة تأثره بسيرة الرسول وأخلاقه والتي هي طبعا أخلاق الإسلام فكر تولستوي في إعداد طبعات شعبية وكتب مختصرة عن سيرة الرسول وأعماله للأطفال الروس.

والجدير بالذكر أن اهتمام تولستوي بفلكلور الشرق العربي وأدبه وأديانه لم يفارقه حتى السنوات الأخيرة من عمره.

لقد مثل إنتاج تولستوي فترة ازدهار الواقعية في الأدب الروسي ويعبر تأثره بالشرق العربي الإسلامي عن رغبة الواقعيين في البحث في التراث الروحي لهذا الشرق وتأثرا مع القيم الدينية الإسلامية ممثلة في القرآن الكريم والحديث الشريف وأظهروا تقديرا وحبا عظيما للثقافة العربية والمغزى الصالح الذي حملته سيرة الرسول الكريم فكان إنتاجهم له مذاقا خاصا امتزج بزركشات الشرق العربي وهذا ما كفل لهم الانتشار العالمي لكتاباتهم واتسامها بالعبقرية.

من جانبه قال مدير عام المدارس الأستاذ بجاد بن محمد العتيبي: كان عدد الدارسين قبل 14سنة 150وعدد العاملين 5فقط. ثم تطور البرنامج وأصبح في السنة الحالية 1428ه 2007م كالآتي:

1- بلغ عدد الدارسين 747طالباً وطالبة.

2- ينتمي الدارسون إلى 36قومية من مختلف القارات معظمهم من مواطني روسيا.

3- حوالي 90% من الدارسين هم من طلبة الجامعات والمدارس الروسية. أما البقية فهم موظفون ومهندسون وأطباء ومعلمون وغيرهم.

4- يدرس في المستوى الأول حوالي 500طالب وطالبة وفي المستوى الثاني 130والثالث 40طالباً وطالبة إضافة إلى المستويات المتقدمة في مجال اللغة العربية.

5- مدة الدراسة حوالي 7شهور بمعدل يومين لكل مجموعة أسبوعيا بحيث تمتد الدراسة من الاثنين وحتى الخميس. أما فترة الدراسة اليومية فهي ثلاث ساعات يوميا.

ويحظى برنامج تدريس اللغة العربية الذي يقدم مجانا باهتمام متواصل من قبل سفارة المملكة العربية السعودية ودعمها المتواصل للأكاديمية السعودية في موسكو التي تسعى جاهدة لتوفير كل ما يلزم لتطويره والاستمرار فيه لكي يساهم هذا البرنامج في تقوية وتمتين العلاقات الثقافية بين المؤسسات التعليمية والمدارس الروسية وبين المدارس السعودية في موسكو. وما أولمبياد موسكو الأول للغة العربية لعام 2004الذي نظمته المدارس السعودية بموسكو بالتعاون مع معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو الحكومية إلا مثال ساطع على الاهتمام المتواصل بتعليم اللغة العربية وبالدارسين لها في روسيا. وهذه التجربة جديدة وناجحة ومفيدة ولاقت إعجابا وتعاطفا من قبل العديد من البعثات الدبلوماسية العربية في موسكو ومن قبل المؤسسات التعليمية الروسية المهتمة بتدريس اللغة العربية. لذلك من واجبنا الحفاظ على هذه التجربة وتطويرها بما يخدم التواصل الثقافي والحضاري الإنساني. كما أضاف أننا نرى في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عملا رائعا يفتح أفاقا للتفاعل الحضاري ويبني جسور المحبة والصداقة بين الشعوب العربية والروسية.

ويهدف البرنامج إلى نشر اللغة العربية بين أوساط المجتمع الروسي - حيث إن اللغة العربية تحتل مكانة دينية فريدة تتميز بها فهي المظهر اللغوي لكتاب المسلمين الخالد (القرآن الكريم) ومصدر ثقافتهم ضمن منظومة الثقافة الإنسانية. وكذلك نشر الثقافة العربية والإسلامية حيث إننا نجد أن اللغة العربية جديرة بأن تعلم وتفقه العالم بما حمله القرآن من معان وقيم تخدم الثقافة والحضارة الإنسانية، وتحمل للإنسانية ميراثاً ثقافياً كبيراً، فقد نقلت العلوم وفلسفاتها إلى العالم في أكثر فتراته ظلاما. أيضا ومن أهم أهدافه توطيد علاقات الصداقة بين روسيا الاتحادية وبلدان العالم العربي وخاصة في مجال التعليم وتبادل الخبرات في مجال تعليم الكبار. بالإضافة إلى تعريف المجتمع الروسي بالمكانة المرموقة الحضارية والثقافية والتعليمية للوطن العربي. وتصحيح وتوضيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تربط وطننا العربي بالإرهاب لا سيما في وقتنا الراهن وفي عالم اليوم.

كما نجد في هذا العام الدراسي 1428/1427ه أن هناك زيادة في عدد المجموعات الدراسية حيث بلغ عددها 34مجموعة دراسية لمختلف المستويات في المدارس السعودية بموسكو، وهناك نخبة من المعلمين والعاملين في هذا البرنامج ذوي الخبرات والكفاءات العالية الذين يقومون بتعليم اللغة العربية والإشراف على سير الدراسة في هذا البرنامج، وبلغ عددهم في عامنا هذا 32منهم حملة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس. يتوزع منهم على الصفوف الدراسية لتعليم اللغة العربية التي فتحتها المدارس السعودية في كل من: جامعة موسكو للعلوم الإنسانية، ومكتبة أكاديمية العلوم الروسية في سانت بطرسبورغ. والمدرسة اللغوية الاستشراقية في مدينة كيروف سابقا، وجامعة موسكو التربوية الحكومية، والمدرسة الروسية بموسكو رقم 489سابقا.

وتدرس في البرنامج مناهج للغة العربية معدة في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وهي مناهج ممتازة وضعها مختصون آخذين بالاعتبار أحدث الطرق التدريسية في تعليم اللغات.