شام
شام
الحلقة الحادي عشرة : المحافظة على الموارد





أنهينا ثلاث حلقات عن المسئولية، ونبدأ حلقة اليوم عن "المحافظة على الموارد" لتستمر معنا عدة حلقات.
وليتذكر الناس موقعنا من خريطة البرنامج، نذكركم بأننا نريد عمل نهضة للمسلمين..
ومعقول نحقق ذلك من خلال برنامج مدته ساعة؟؟


بالطبع لا.. هذا البرنامج قائم على جماهير، وناس، والشارع، والرأي العام، لابد أن يتحركوا كلهم.. وكلهم يتغيروا من الداخل ونساعدهم نحن بدورنا من خلال المشاريع التي يقدمها البرنامج ونوجههم بها.. فينجحوا..
ا

النهضة تحتاج مراحل.. ونحن الآن في مرحلة فك القيود التي تعوق كل الأمة.. الشباب والسيدات والرجال..
وقمنا بفك أربعة قيود: السلبية، وعدم الإتقان، وعدم الجدية، وعدم تحمل المسئولية.. وأنا أرى من كل الأعداد التي تحركت في الحلقات السابقة أن القيود قاربت كلها على الانفكاك..
لقد وصلنا لنصف مرحلة فك القيود تقريبا.. بحلقة اليوم "المحافظة على الموارد" نكون قد قاربنا على الانتهاء من المرحلة الأولى.. هذه هي الخريطة الخاصة بالبرنامج
..

النتائج للآن جيدة جدا.. آخر حلقة تحدثنا عن المكيفات الخمسة.. وآخرهم الحلقة الماضية عن المخدرات.. واتفقنا في نهايتها على عدة أمور:
 أن نبلغ عن تجار المخدرات
 طلبنا من المحامين ألا يترافعوا في قضايا المخدرات
 مشروع "حماة المستقبل": في كل مدرسة وجامعة وكلية ومركز شباب.. يتفق أربعة أو خمسة أو حتى شخص واحد حتى يزيد العدد.. ويقوموا جميعا بعمل توعية لكل الشباب.. بخصوص كل المكيفات الخمسة.. ومن ناحيتنا نساعدهم بكل الوسائل وندربهم على العمل في هذا المشروع.. وطلبنا من الأطباء التقدم لنا بمؤهلاتهم والتبرع بجزء من وقتهم لتدريب الشباب.. ودور هؤلاء الشباب سيكون محاربة المكيفات الخمسة من خلال كل مدرسة وجامعة وناد.

وإليكم النتائج:
1. اشترك معنا للآن عدد 4943 من الشباب ليتدربوا على برنامج حماة المستقبل وعدد 570 طبيب تقدموا للتدريب.. (كل طبيب يقوم بتدريب 9 من الشباب)... وقمنا بعمل رسم بياني للبلاد التي تقدم منها الشباب.. بالترتب حسب العدد هم: مصر- سوريا- المغرب- السعودية- الجزائر- فلسطين- لبنان.
2. تصورنا أن يشترك معنا 3 أو 4 من كل كلية أو مدرسة.. ولكن ما حدث تعدى كل توقعاتنا فقد أصبح الناس إيجابيين.. فوجئنا بوجود مدارس كاملة وكليات كاملة (شاملة المدرسين والعمداء والطلبة) تريد أن تشارك في المشروع.. على سبيل المثال: مدرسة الشيخ زايد الثانوية المشتركة- طلاب مدرسة ضاحية رشيد بالأردن- كلية الهندسة جامعة المنيا- شباب من كندا في الجامعات اتفقوا أن يقوم اتحاد الطلبة المسلمين بتولي المشروع- نادي بلدية المحلة في مصر.
3. عدد كبير من الشباب قاموا بالإبلاغ عن تجار المخدرات بعد أن كانوا يشترون منهم المخدرات ثم توقفوا عنها وتابوا إلى الله- عدد كبير جدا من الشباب على الموقع قاموا بكتابة قصصهم مع الإدمان وكيف تابوا.. وكيف أبلغوا عن تجار المخدرات.
4. لم يعد الموضوع مجرد 3 أو 4 أشخاص- المركز الثقافي بأوكرانيا، أرسلوا لنا أنهم مسئولون عن مشروع "حماة المستقبل".
5. المركز المصري لأبحاث مكافحة التدخين، أرسلوا يخبروننا أنهم سيقومون بعقد مؤتمر إقليمي لمكافحة المكيفات الخمسة.
6. مستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أرسلوا يخبروننا أنهم سيقومون بعمل مشروع لحماة المستقبل.
7. وزارة الصحة في قطر، أعلنت في جريدة الوطن ( بتاريخ 30/4) عن مسابقة "امتنع واربح" والجائزة تذكرة سفر لأوروبا أو تذكرة عمرة.
8. كلية طب جامعة بنها- اتفقوا مع العميد إنه لن تقترب من الكلية أي نوع من المكيفات الخمسة- نفس الشيء: كلية صيدلة جامعة طنطا- مشروع قامت به جمعية خيرية في المدينة المنورة – كلية تربية قسم إنجليزي جامعة صنعاء.
كل هذه المشاريع كانت مفاجأة لنا.. بداية رائعة لمشروع حماة المستقبل. وأنا أؤكد لهم أنني سأواصل معهم حتى تأتي إجازة الصيف ويكون التدريب العملي على المشروع بمساعدة الأطباء.

آخر شيء أقوله قبل أن نترك موضوع المكيفات الخمسة وننتقل لموضوع المحافظة على الموارد يتعلق بالمسابقة التي أعلنا عنها لتصميم ملصق لمحاربة التدخين ليتم نشره في كل مكان. .وصلنا حتى الآن 580 فكرة منها أفكار جميلة جدا.. ولكننا رأينا أن نقوم بمد فترة المسابقة أسبوعين إضافيين لأن الجائزة تذكرة عمرة وهي فعلا جائزة تستحق والموضوع كبير.

ننتقل الآن لموضوع المحافظة على الموارد:

كلمة "الموارد" كلمة صعبة وتريد بعض الشرح... فكرة البرنامج إننا نريد أن نقوم بنهضة.. والعلماء يقولون إن النهضة نوعان:
 نهضة تراكمية: كل جيل يقوم ببناء جزء ويسلمه للجيل الذي يليه وهكذا حتى تحدث نهضة بعد 150 سنة مثلا نتيجة لتراكم العمل.
 نهضة حاشدة: تحشد كل الطاقات والبشر والموارد بسرعة جدا وفي وقت قليل فتقوم النهضة في وقت قليل مثل: الصين واليابان وماليزيا.



نريد في البرنامج نهضة حاشدة.. مثلما فعل الرسول (صلى الله عليه وسلم).. ففي 30 سنة تغيرت الأرض تماما على يد الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة (رضي الله عنهم).. هذا هو ما نريد تحقيقه في البرنامج.. حشد كل الموارد؛ حصرها ثم حشدها.. ولم تحصل نهضة من قبل إلا بحصر وحشد الموارد: الفراعنة- الفرس- الرومان- الإسلام.
الموارد نوعان:
1. موارد بشرية: العقول.
2. موارد طبيعية: الماء – الهواء – المعادن – البترول – الأرض الزراعية – الحيوانات - النبات.

سنأخذ الموضوع خطوة خطوة لأنه موضوع كبير ونريد أن نستوعبه جيدا...

لابد من حصر الموارد جيدا وحشدها، فتحدث النهضة..
سيدنا عمر بن الخطاب كان يفهم جيدا موضوع الموارد وكان يعي أهميتها للنهضة.. ويعي أن الموارد البشرية أهم من الموارد الطبيعية..
ففي مرة كان يجلس مع الصحابة فقال لهم: "تمنوا.. كل منك يطلب أمنية"...
فقال أحدهم: أتمنى أن يملأ هذا البيت مالا (موارد) فنستخدمها في نصرة الإسلام..
فرد عليه سيدنا عمر: "لا ليست هذه"..
فقال الآخر: "أتمنى أن تملأ هذه الدار خيلا فنسيرها في سبيل الله فينتصر الإسلام"..
فرد أمير المؤمنين: "لا ليست هذه"..
فقالوا له: "فقل لنا أنت يا أمير المؤمنين"..
فقال: "أتمنى أن تملأ هذه الدار رجالا كأبي عبيدة بن الجراح وأسامة بن زيد وخالد بن الوليد وبلال فيمتلكون المال والخيول فيسيرونها لنصرة الإسلام".. وهذا أكبر دليل على أن الأمر كان واضحا جليا لسيدنا عمر والصحابة.


وقامت نظريات تقيس مدى غنى البلاد..
نظريات تقول: متوسط الدخل القومي..
ونظريات تقول: متوسط دخل الفرد..
أما أحدث نظريات فتقول: إن غنى البلد يتوقف على مدى الموارد المتاحة لها ومدى استغلالها لهذه الموارد..
ومن هنا فمشكلتنا هي أننا بما نحن فيه لن تقوم لنا نهضة أبدا..
الموارد لدينا أحد أمرين: إما غير مستغلة على الإطلاق... أو يساء استغلالها تماما..

60% من موارد العالم كله يمتلكها الوطن العربي.. ومع ذلك فنحن أفقر شعوب العالم.. لماذا؟؟
بسبب عدم قدرتنا على استغلال مواردنا..
مثال: مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الصالحة غير مستغلة (مثل السودان).. (مثل العقول المهاجرة التي تسافر وتهاجر لكي تنجح).. لدينا أقوى الموارد على الإطلاق وهي غير مستغلة تماما (الشباب)...

ولدينا موارد أخرى يساء استغلالها مثل: المياه – الكهرباء – الأموال التي تدفع في رسائل المحمول لاختيار ملكة جمال العالم، أو أفضل لاعب، أو أفضل أغنية ..
أموال تنفق وتهدر ولا ندري عنها شيئا.. أموال تهدر في الكماليات، ومستحضرات التجميل، والموضة التي تتغير كل سنة، والملابس التي لا يتوقف تغييرها، والسيارات التي لا يتوقف تغييرها..
ثروات تستنزف ولو ظل الحال هكذا فلا فائدة.. لابد أن نفيق..
مواردنا إما إننا نلقي بها بأيدينا، أو إنها تسرق منا..
نريد أن نتفق كيف نحافظ ونتعلم كيف نحافظ على مواردنا.

عند بداية خلق الكون أنزل الله موارد كثيرة وأسماها (النعم).. وهي: الماء – الهواء – المعادن – البترول – الحيوانات – النبات.. إلخ.. كلها بميزان إلهي رباني متناهي الدقة والتوازن.
يقول الله سبحانه وتعالى:
((إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ))
((وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ))
((وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ))
((وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ))


وهكذا كل شيء بميزان دقيق: الإنسان يحتاج للأكسجين ويخرج ثاني أكسيد الكربون..
النبات يأخذ ثاني أكسيد الكربون، لعدم حدوث تلوث ويخرج أكسجين..
الشمس تشرق، وتقوم ببخر المياه من البحار.. تتكون سحب، وتسقط المطر، ليأخذه النبات..
ثم يأكل الحيوان من النبات، وتتكون من مخرجاته الأسمدة التي يتغذى عليها النبات..
ومن هنا فانقراض أي كائن في الكون، يعني انقراض سلسلة من الكائنات معه كانت تقوم عليه..
الطائر الذي يقوم بنقل الرحيق من الزهور تموت الزهور..
فسبحان من خلق الكون بالتوازن..
هذا التوازن يظل قائما طالما كان الإنسان عادلا ولا يطغى.. أما لو تحول الإنسان للظلم، والطغيان، والجشع، يختل الميزان في الكون كله، وتتلف الأرض.

لم تكن هناك مشكلة في الموارد حتى القرن 17.. لم يكن أحد يتخيل أن ينتهي الماء.. أو يتلوث الهواء.. أو تتلوث مياه البحار.. كيف حدث هذا؟؟؟

في القرن الــ 17، تم اختراع الآلة البخارية.. وهو شيء جميل نفرح به كلنا..
ولكن مع هذا الاختراع، ظهرت مجموعة من الناس لديهم جشع.. يريدون أن ينالوا كما هائلا من الأموال، والثروات بصرف النظر عن أي شيء..
ومن هنا كانت الرأسمالية.. وهي باختصار زيادة الإنتاج، وحث الشعب على الاستهلاك، وبالتالي زيادة الثروات لدى هذه الفئة من الرأسماليين، بغض النظر عن القيم الإنسانية، أو الفقراء، أو الناس.. يظل بهذا القوي قويا.. ويظل الضعيف ضعيفا..
وقامت أمامها فكرة الشيوعية تنادي بحق العمال.. وظلت الفكرتان في تنازع حتى سقطت الشيوعية.. أما الرأسمالية ففي طريقها للسقوط هي الأخرى..
ولكن ماذا يريد الله.. الله يريد العدل في الأرض.. التوازن بين المادة وبين الروح..

لنر كيف قمنا بتضييع مواردنا..

عندما تدخل الإنسان بظلمه، وجشعه، وطغيانه، وقامت فكرة الرأسمالية على زيادة الإنتاج، كان يجب أن تقوم على الصعيد الآخر.. زيادة الاستهلاك..
وكنا نحن المستهلكين.. قاموا بتعليمنا كيف نصبح استهلاكيين عن طريق الإعلان..
في عام 1996 قامت أمريكا بصرف 84 مليار دولار على الدعاية والإعلان.. لكي تقنعنا نحن أننا لو لم نشتر السلعة المعلن عنها فسنصبح إما رجعيين أو بخلاء.. ونحن نيام..
هم جشعون ونحن نيام.. ونتصور أننا أذكياء.. في الوقت الذي يضحكون هم علينا..
وبدأنا نستهلك.. وتتغير السيارات والموضات..

أحكي لكم قصة إعلان مضحك: ثلاث بنات واقفات مع ولد.. هذا الولد يعرض عليهم رنة التليفون المحمول الخاص به.. رنة جديدة.. ثم يجيء ولد آخر، ويعرض على البنات رنة أجدد.. فما يكون من البنات إلا أنهم يتركوا الولد الأول ويذهبوا جميعا من الولد الثاني.. ولد جدع.. كسب البنات.. وهكذا يضحكوا علينا كلهم.. يغسلوا عقولنا بأي شيء يجعلنا نستهلك بأي شيء.

المجتمعات ثلاثة:
1. مجتمع ما قبل الصناعة: نحن
2. مجتمع صناعي
3. مجتمع ما بعد الصناعة: أنهى الصناعة ولديه طاقة إنتاجية يريد أن يجعلها تعمل.. فيمن تعمل؟؟ فينا نحن

منذ ثلاث أو أربع سنوات انتشرت في مصر موضة عبارة عن حذاء بوت مستورد من إيطاليا..
هذا البوت له احتياج في بلده.. حيث الجليد، والمطر، والمياه..
لا حاجة لنا إذا له.. ولكن لم يفكر أحد في هذا كله.. قام الكل بشراء الحذاء.

جعلوا صلاحية المنتجات أقل لكي لا تظل فترة طويلة من العمر... جعلوا التكنولوجيا الخاصة بالمنتج لا يتم تنزيلها على مرحلة واحدة ولكن على عدة مراحل.. حتى نضطر لتغيير المنتج كله في كل مرة.. هكذا يفكرون بكل جشع وبلا أية رحمة..

الأكثر من هذا.. قاموا بعمل اتفاقيات (مثل اتفاقية التجارة العالمية).. لكي تدخل السلع كل الدول بلا جمارك ويحصدوا هم الثروات.. وكل من لا يدخل الاتفاقية يحرم من امتيازات كثيرة.. كل هذا استنزاف للموارد.. موارد الأرض ومواردنا.. فكل هذا الكم من الإنتاج، يحتاج أكثر مما تنتجه الأرض..

يا شباب.. مش هي دي الجدعنة.. لو سمحتم وصلوا هذا الكلام للكل..

والأسوأ من هذا أنهم بعد كل هذا لم يتوقفوا بل توجهوا لمواردنا..
إما عن طريق شرائها بأقل الأسعار أو بسرقتها..
بأقل الأسعار عن طريق شراء المواد الخام بأقل الأسعار ثم إعادتها لنا في شكل منتج نهائي بعشرات أضعاف الثمن الأصلي..
وطبعا بما أن الجشع لا يتوقف بدأوا في سرقة الموارد.. بدأت الحروب والاستعمار والاحتلال..
احتلوا بلاد المسلمين.. احتلوا إفريقيا وآسيا والهند.. لم تكن لديهم أية ثقافة عندما احتلونا في القرن الــ 18 و 19 يجيئوا لنا بها.. ولم تكن لديهم منتج نستفيد منه.. ولكنه كانوا يستنزفون مواردنا..

في الهند مثلا عندما احتلتها إنجلترا، أجبرتهم على زراعة محاصيل تلزم لعمل منتجات نهائية ضرورية لهم في إنجلترا.. خاصة صناعة الغزل في مانشستر..
وعندما حاول الهنود أن يغزلوا منعوهم وقطعوا أصابع كل من حاولت أن تغزل من الفتيات..

أفيقوا يا جماعة.. كل هذا بسبب خطأنا نحن..

**********************************************************
لماذا احتلت أوروبا قارة إفريقيا؟؟ كان فيها قبل الاحتلال: ماس – ذهب - رجال تم بيعهم مثل العبيد.. استنزفت تماما حتى ماتت.. الخطأ ليس من اللص ولكن من النائم.. نحن نيام..
واللصوص يسرقوننا.. هل نحن بلاد نايمة أم بلاد نامية؟؟ لا أعرف!


أكثر من هذا... زاد إنتاجهم في بعض السلع حتى خافوا أن تنزل أسعارها.. فما كان منهم إلا أن تخلصوا من الزيادة في الإنتاج عن طريق إلقائها.. القمح مثلا ينتج منه كميات رهيبة.. ولكي لا ينزل سعره العالمي يتم التخلص منه بإلقائه في البحر.. وهناك شعوب تموت من الجوع.. لا تجد ما يسد جوعها..
حتى المعونات يتم إرسالها من أجل التبعية لا من أجل الإطعام..

يا لجمال الإسلام.. انظروا كلام الله: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا".. هل ترى الفرق بين المنهجين؟

أكثر من هذا.. حدث سباق التسلح لمزيد من السيطرة بالقوة من أجل الجشع ومزيد من المال.. هذه الأرقام تتحدث عن سباق التسلح:
 12 مليون دولار ثمن طائرة أباتشي واحدة.. تساوي ثمن 80000 مضخة مياه في العالم الثالث
 7 مليار دولار حجم الإنفاق العالمي في التسلح كل 3 أيام... تساوي القضاء على مرض الملاريا في العالم كله الذي يتسبب في وفاة مليون طفل سنويا.. أو تساوي تمويل الغابات الاستوائية لمدة 5 سنوات
أكثر من هذا قاموا بسرقة كل العقول المفكرة الموجودة في العالم الثالث.. ونحن نيام..
نقوم نحن بالصرف عليهم.. ثم يأخذونها جاهزة ويستفيدون منها..
انظروا هذه الأرقام من تقرير الأمم المتحدة الخاص بتنمية الموارد البشرية لعام 2003:
 عام 1996 من أصل 300000 من خريجي الجامعات العربية غادر نحو 25% إلى أمريكا الشمالية ودول السوق الأوربية
 بين عام 1998 و عام 2000 غادر أكثر من 150000 طبيب عربي للخارج
 خسرت الدول النامية بسبب كل ما أنفقته على تعليم هؤلاء 42 مليار دولار
 في مقابل وفر 8ر1 مليار دولار حققتها أمريكا في الإنفاق على التعليم

كل هذا ونحن نيام وكل ما نحلم به هو رنات محمول..

نتيجة كل هذا أن الغرب أصبح مثل نموذج قارون: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ".. "وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ"..
كل الوصف في الآيات ينطبق على الرأسمالية وكيفية تحركها.. يقولون له: "وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " ..
النتيجة: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ"..
نتيجة ما فعلوه:
1. التصحر: نتيجة قطع الغابات لتحقيق الثروات.. وبسبب كمية المبيدات الحشرية التي تساعد على نمو الزرع سريعا
2. ارتفاع درجة جرارة الأرض والاحتباس الحراري: نتيجة دخان المصانع والنفايات
3. ثقب الأوزون: نتيجة كثرة ثاني أكسيد الكربون من دخان المصانع
4. فقر شديد في الأرض: بسب أن 20% من سكان الأرض يتمتعون بــ 90% من ثروات الأرض والباقي تحت خط الفقر... 1/5 من سكان العالم دخلهم اليومي أقل من دولار واحد.. 70 مليون نسمة في الوطن العربي يعيشون تحت خط الفقر.. هل تتخيل؟؟

أرانا أشبه بمجموعة ركاب في أتوبيس لكن سائقه لا يعرف كيف يسوق أو سكران..
والمضحك في الأمر أن الركاب في غاية السعادة بهذا.. ولا نبالي.. حتى لو كان الأتوبيس سيقع من البحر..

الغرب يثيرون الشفقة.. فهم قوم ضلوا بسبب ضلال من سبقوهم وقاموا على أفكارهم بغير أن يجربوها أولا.. وهم على هذا متعبون جدا.. اكتئاب.. انتحار.. تفكك أسري.. إدمان..
أتمنى لهم أن يعودوا للفكرة الصحيحة.. فكرة الله..
هذه الفكرة هي أن الموارد ليست ملكا لأحد ولكنها ملكا لله.. يقول الله سبحانه وتعالى: "وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ "..

ثم يأتي الإسلام بفكرة العدل والزكاة وتوزيع الثروات..
في عصر عمر بن الخطاب وبينما كان يسير في الطريق وجد شيخا يهوديا يشحذ فسأله عن سبب هذا فرد عليه: "لكي أدفع الجزية"..
فما كان من عمر إلا أن قال: "أخذناها منك شابا ونمنعها منك شيخا؟؟ والله لا يكون هذا"
ثم يأمر له أن يصرف له راتب من بيت مال المسلمين.. هو كل الشيوخ من النصارى واليهود..


ثم يأتي عمر بن عبد العزيز بفكرة الترشيد في الاستهلاك وعدم الإسراف ويطبق هذا الأمر على نفسه كنموذج.. فيقلده الكل.. فتحدث أكبر رفاهية في العصور الإسلامية..
فجاءت لهم أموال الزكاة بكثرة.. أنفقوها على الفقراء والمساكين وظل منها مال كثير جدا..
فقال لهم ينفقوا من هذا المال على جيش المسلمين.. فبقي مال كثير بعد هذا أيضا..
فقال لهم أن يقضوا الديون عن كل الفقراء والمساكين.. فبقي أيضا مال كثير..
فقال لهم أن يقضوا الديون عن كل النصارى واليهود.. فبقي أيضا مال كثير..
فقال لهم أن يشتروا قمحا وينثروه على رؤؤس الجبال حتى تأكل الطيور من بلاد المسلمين..
هل ترى الفرق بين الجشع والإسراف وبين الترشيد وتوزيع الثروة.


ما كل هذا الإسراف يا مسلمين؟؟ ألم نقرأ الآيات التي تتحدث عن الإسراف:
(( وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ))
(( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المسرفين ))
(( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ))
(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا))
(( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا))


والرسول (صلى الله عليه وسلم) يرى سعد بن أبي وقاص يتوضأ في النهر فيقول له "يا سعد لا تسرف في الماء" فيرد عليه سعد "يا رسول الله أوفي الماء سرف". . فيرد عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم): "يا سعد .. لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر جار".. وكأنه يرانا.. وكأنه كان يقولها لنا هنا في هذا العصر.

سيدنا عمر رأي يوما رجلا يشتري لحما أعجبه.. فسار خلفه فوجده يشتري غيره وغيره من السلع التي تعجبه فقال له: "أو كلما اشتهيت اشتريت؟؟".. فقال الرجل: "نعم" فأخرج عمر عصاه وضربه بها ضربة وقال: "ما هكذا علمنا رسول الله"...


مواردنا تضيع بسبب نومنا، وبسبب إسرافنا، وبسبب نكران حقوق الفقراء..
أريد أن نفيق ونحصر مواردنا التي نسرف فيها ونضيعها.. وأعرف أنه موضوع صعب وكبير..


مشروع الحلقة :

أول مشروع نبدأ به هذه المرة لن يحافظ على الموارد بشكل كبير.. ولكنه بداية لتعليمنا.. مجرد خطوة..
المشروع بدأ مع شاب من المنتدى.. مهندس شاب.. أرسل لنا يقول أن اسمه أحمد إمام وأنه قد شاهد حلقات صناع الحياة وأثارت فيه الحلقات الأمل في أن يعمل عملا إيجابيا.. ففكر في مشروع سهل يستطيع أن يقوم به.. وهو جمع الملابس القديمة وتوزيعها على الفقراء في الصعيد..

قمت أنا بالاتصال به وأبلغته أن الفكرة جيدا جدا وأني كنت أفكر فيها.. ومستعد لتشجيعه ومساعدته.. وفكرت أن هذا المشروع مناسب جدا لموضوع الموارد .. لأننا ننقل موردا قيمته صفر في بيتنا، لمكان آخر يكون قيمته فيه 100 في الــ 100.. كم من الملابس لا نستخدمها في الدواليب؟؟ تصوروا لو قمنا بجمع كل ما نحتاجه وأوصلنا لمن هم تحت خط الفقر.. أليس هذا تدريب بسيط للمحافظة على الموارد؟

لم لا نعمم هذا المشروع في كل البلاد العربية؟؟ ثم وجدت أحمد يتصل ليخبرني أنهم قد وجدوا بالفعل مكانا لتجميع الملابس وتجمع لهم أكثر من 200 حقيبة ملابس كبيرة.. واستأذنني في استخدام شعار البرنامج على هذه الشنط.. وطبعا أبلغته أن الشعار هذا ليس ملكا لي ولكنه ملك للكل.. وها هي الفكرة أمامكم.. لم لا ننفذها كلنا.. مثل أحمد إمام ومجموعته؟؟

بصراحة أعجبتنا الفكرة ثم قمنا في الموقع بوضع نداء لكل البلاد العربية أن يتقدموا لنا بأي مكان متوفر لديهم في أي بلد لجمع الملابس حتى نضع العناوين على الموقع لكي ترسل عليها الملابس القديمة.. فوصلت لنا عناوين من كل الدول العربية وكل المحافظات.. أخبرونا بأي مكان لم تجدوا فيها عنوانا حتى نقوم بملئه.. كل العناوين موجودة في الموقع.. من لا يستطيع أن يدخل للموقع، يتصل بالتليفون .. المشروع جاهز، ولا يبقى سوى أن نفتح الدواليب، ونرسل الملابس.

الفوائد من المشروع:
1. نتعلم كيف نحول موردا قيمته صفر إلى مائة في المائة
2. استغلال الموارد البشرية في أعمال لها قيمة 3. الثواب

يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"
ويقول: "من أدخل السرور على أهل بيت من المسلمين لم يكن له من جزاء سوى الجنة"
ويقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"


ونحن الآن نمر بذكرى مولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وما أحب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أن تأخذ بسنته.. ففي أحد الأيام الباردة في المدينة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يرتعد من البرد.. تجيء له امرأة من الأنصار بعباءة من الصوف كهدية فيفرح بها، ويلبسها، ثم يخرج للصلاة وهو بالعباءة، ولم يلبسها سوى مرة واحدة، فيراه رجل فيقول له: "ما أجمل هذه العباءة.. اكسنيها يا رسول الله" فيخلعها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويلبسه إياها.. فسأل الناس هذا الرجل كيف يفعل هذا فقال: "أردت أن أجعلها في كفني".

عندما جاء المهاجرون للأنصار.. قام الأنصار بفتح بيوتهم للمهاجرين، واقتسموا معهم الملابس والطعام.. ونحن لا نطلب منكم كل هذا.. فقط نطلب منكم الملابس التي لا تحتاجونها لكي نوزعها على الفقراء..

وعندما طلب الأنصار من الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يكون جزاؤهم الجنة نظير تقسيمهم الملابس والطعام والثمر مع المهاجرين.. قال لهم (صلى الله عليه وسلم): "قد وفيتم خيرا.. قد وفيتم ولكم الجنة"..

أخرجوا بسخاء لتقتدوا برسول الله..

ونحن نقترح أن يتم المشروع على ثلاث مراحل:
1. المرحلة الأولى: جمع الملابس في الأسبوعين القادمين.. نريد جمع آلاف الأكياس
2. المرحلة الثانية: مرحلة الفرز
3. المرحلة الثالثة: مرحلة التوزيع في القرى والكفور من خلال معارض نقوم بتنظيمها ونتفق عليها سويا

والحمد لله أن المرحلة الأولى ليست صعبة ولا تتعارض مع الامتحانات.. الكل يشترك.. رجال.. بالذات السيدات.. حتى الأطفال.. وكل العناوين متوفرة على الموقع.. وكل من لديه مكان يخبرنا به في الموقع حتى نضيفه.. لنتحرك جميعا.. وجزاه الله خيرا أحمد إمام عن هذا الثواب والأجر ونراكم الأسبوع القادم بأفضل نتائج إن شاء الله..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..





لمشاهدة الحلقة : اضغط هنا
ورود بيضاء
ورود بيضاء
جزاك الله خير عن كل وحده راح تقرا هالموضوع وجعله في ميزان حسناتك يا أختي شام
شام
شام
الحلقة الثانية عشر : المحافظة على الموارد (2)







بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.

في آخر حلقة كنا قد تكلمنا عن " المحافظة على الموارد" قيد ثقيل جداً ويوجعنا في أيدينا. عندنا موارد ولا نعرف كيف نحافظ عليها. وتوقفنا في الحلقة السابقة عند ذكر أن الموارد نوعان، تتذكرون؟

1- موارد بشرية.
2- موارد طبيعية.


وذكرنا أن أهم شيء في الموارد البشرية هو عقل الإنسان؛ الطاقة المعطلة التي تسمى عقولنا، عقول الشباب والناس، والأمة الغنية بشبابها. وبلادنا الغنية في شبابها وعقولها، هذه العقول معطلة، إما نتيجة عدم تأهيل، أو إما نتيجة عدم تشغيل، أو نتيجة للبطالة. فعندنا طاقة بشرية رهيبة، وعندنا موارد بشرية رهيبة، وعندنا موارد طبيعية ضخمة جداً جداً جداً، فــ 60% من الموارد الطبيعية في العالم موجودة في بلادنا. فعندنا موارد في باطن الأرض، وعندنا مياه، وعندنا إمكانيات ضخمة جداً بشرية وطبيعية ومع ذلك نحن غير ناجحين. لماذا؟
رغم أن الموارد الموجودة في العالم كله موجودة عندنا نحن بكثافة، سواء بشرية، أو موارد طبيعية
.

لماذا نحن غير ناجحين بعد ذلك كله؟
لأن عندنا قيداً كبيراً ومشكلة كبيرة في الموارد، ما هي هذه المشكلة؟
إما أننا لا نعرف كيف نستغل مواردنا، وإما أننا نسيء استغلال مواردنا.


لا نعرف كيف نستغل مواردنا، مثل عقولنا نحن المعطلة، أو مثل الأراضي الزراعية التي تصلح للزراعة ولا يوجد أحد يزرعها، مثل أرض السودان.
عندنا موارد ضخمة ولا نستغلها، للأسف، أو نُسيء استغلالها. كيف نُسيء استغلالها؟
مثل الوقت الذي يضيع منا، أليس هذا أعظم مورد عندنا؟ وقتنا الذي أصبح ليس له قيمة، فشبابنا والصيف عندما يجيء، ماذا سيفعل شبابنا في الصيف؟ فوقت يُهدر، ومياه تُهدر، وملابس مُهدرة وهو المشروع الذي نتكلم فيه الآن، طاقات تُهدر.

إهدار في الموارد البشرية والوقت، وإهدار في الموارد الطبيعية. فماذا أريد من ذلك؟
أريد صحوة وأن نفيق، وكل واحد ينظر إلى نفسه وعائلته وبلده، والموارد الموجودة فيها، ولابد أن أُغير في سلوكياتي، ولكنك ستسأل: هل بذلك البرنامج سأُغير سلوكيات الناس؟ وهل سيهتمون بمواردهم؟
وأقول: سنُحاول مع بعض، ولكن كيف؟ سنبدأ بمشروع صغير وسهل، ما هو؟ سهل جداً جداً وبدون أي تعقيد، ولو حصل مثلما نريد، فسوف نرى أثره ضخما جداً، ويُدرك الناس قيمة الموارد، ويشعروا أن الموارد شيء غال جداً، وأنها أغلى شيء نمتلكه.

يا جماعة، تقييم الدول العالمية الآن في تحديد أغنى دولة عالمية، يُقاس بكم الموارد عندها، وكيفية استغلالها لهذه الموارد.


ونحن عندنا كل شيء، ولكن لا نستغله، فما هو ذلك المشروع السهل الذي أدعو أن نتدرب فيه على المحافظة على الموارد، ولا يكون كلامنا نظرياً، ولكي لا يكون كل كلامي عن الموارد، ومحاضرة والسلام عليكم فقط.
فلو قلت فقط: يا جماعة حافظوا على مواردكم، فما الاستفادة؟ لا شيء.

إن فكرة البرنامج مختلفة.. هيا نعمل، فنتعلم المحافظة على الموارد.
ما هو المشروع؟

مشروع الملابس. فتعالوا لتحويل أشياء توجد في الدولاب قيمتها صفر، إلى شخص آخر يحتاجها، فتكون قيمتها كم؟ 100%

المشروع له ميزات جميلة جداً، ولذلك اخترناه، وهي:

1- ستقوم بإخراج ملابس من دولابك توصلها لمكان آخر، مخزن أو جمعية خيرية، سنتفق عليهم لتخزين هذه الأشياء، فالموضوع بسيط جداً.

2- الموضوع أيضاً بجانب سهولته، سريع النتائج أيضاً، أي في خلال 3 أسابيع من اليوم سنقول جمّعنا كذا كيس، وسنوصل للفقراء والمحتاجين كذا كيس، فتبدأ الناس وتقول (يانهار أبيض)، معقولة تمكنا من إخراج هذا العدد الرهيب من الأشياء، أي هناك 2 أو 3 مليون شخص استطاعوا الحصول على ملابس جيدة؟

فيبدأ الموضوع يشغل أذهاننا عندما نراه بأعيننا، فالناس عندما تجد شيئاً تحرك أمام أعينها، تبدأ في الفهم. ونحن سنفعل ذلك.

3- ميزة أخرى، بالرغم من أننا في وقت امتحانات، فليس مطلوباً من الطلبة سوى أن يفتحوا الدولاب ولن يأخذ ذلك أكثر من 10 دقائق، في أي وقت فراغ خلال هذا الأسبوع بالذات، ويذهب لتوصيلها، فالموضوع سهل.

4- كل الشرائح تستطيع أن تعمل فيه، فالمرأة أكثر وأهم فئة تقدر تشتغل في هذا الموضوع، وكذلك الأطفال. ولكن المهم أن يقوم بنفسه بإخراج ما لا يحتاجه من دولابه وليس أنت، المسلمون و المسيحيون والسُنة والشيعة، كله يقدر على أن يشارك فيه، فالموضوع سهل جداً، كلنا نقدر نشارك فيه، فيصنع لدينا نوعاً من الوحدة الجميلة المطلوبة.

هذه كانت ميزات المشروع، والآن كيف سنعمل في المشروع؟ ما هي مراحله؟

المشروع يا جماعة 3 مراحل:ــ 1-

المرحلة الأولى:ــ جمع الملابس والذي نحن فيها الآن، والمطلوب منك أن تفتح دولابك وتخرج جميع الملابس التي لا تحتاج إليها، وتجمعها، ثم تدخل على الموقع www.amrkhaled.net وتتعرف على الأماكن القريبة من بيتك. إن كل بلد وكل محافظة في الوطن العربي والحمد لله حتى في أوروبا، أصبح لهم مكان تُجمع فيه الملابس.
وإذا كنت لا تعرف الدخول للموقع، فيمكنك أن تتصل على تليفونات البرنامج، وتطلب منهم أنك تريد أن تعرف أقرب مكان إليك، فسيقولون لك، مثلهم مثل الإنترنت تماماً.
فعندك الوسائل سهلة جداً، والأماكن موجودة، هذه الأماكن إما إنها مخازن شركات، أو جمعيات خيرية، فالموضوع متاح وسهل.

2- المرحلة الثانية:ــ لن تكون الآن، وهي مرحلة الفرز، فكل المطلوب منك أن تُوصل الملابس وتكون مغسولة ومفرودة بالمكواة.

3- المرحلة الثالثة:ــ ستقوم الجمعيات والشركات والأماكن التي استلمت الملابس بضبطها وفرزها حسب الأعمار السنية تمهيداً لتوزيعها، فالموضوع أصبح سهلا جداً وواضحا أمامنا.

ولو أردنا الدخول في الموضوع أكثر من ذلك، فهذا المشروع ليس بجديد، ويوجد أناس كثيرون؛ جمعيات أو مؤسسات جزاهم الله خيراً. حتى آباءنا وأمهاتنا في كل شتاء وكل صيف يقومون بإخراج الملابس القديمة ثم توزيعها، وسيقول البعض: (أنا لماذا مكبّر الموضوع هكذا؟)
أنا أقول: الموضوع جديد جداً، فهذا المشروع يتم على مستوى الوطن العربي كله، فالعالم كله في نفس الوقت، أي سيكون الأثر ضخماً جداً، فتخيل كل العالم العربي، كل البلاد، ليس العالم العربي فقط، فكل من يريد المشاركة معنا في هذا المشروع سواء من بلاد مسلمين أو غير مسلمين، فكل المطلوب البحث عن مكان ونكتبه على الموقع، بجانب تليفونات البرنامج، وسنقول للأفراد أن يجيئوا لتوصيل الملابس عندك.

فالموضوع يحصل في أسبوع واحد وفي نفس الوقت أن ملايين القطع تُجمع، فيبدأ الناس وتقول: (ما هذا؟) مواردنا لها قيمة، فيحصل نقلة غير عادية وأثر عند الناس غير عادي، وأمل غير عادي، لأن الناس عندما تشعر أن كل هذه الكميات تم حصرها، فسيحصل أمل غير عادي، وسيقولون (نحن نقدر على عمل حاجة ونقدر ننجح).

لذلك يا جماعة سأقول إليكم وبصراحة وبمنتهى القوة، وبدون أي خجل من الرقم الذي سوف أذكره المستهدف والمطلوب تجميعه، فالمستهدف بمنتهى البساطة أن يشارك معنا في موضوع جمع الملابس مليون أسرة. فأنا أريد أن يرى الناس جميعاً ويتأثروا، والفقراء في العالم العربي يهتزوا ويشعروا بالوحدة والانتماء، والأغنياء يشعروا بقيمة المورد الذي عندهم، أريد فعل صحوة وإفاقة، فالهدف في الأصل، نريد أن يصحوا الناس ويفيقوا وتزيد الثقة، فنريد الرقم أن يكون ضخماً لكي يؤثر تأثيراً شديداً، فمن الذي سيفعل ذلك؟ أنتم. فبعد هذه الحلقة ستكون قد انتهت المهمة وهيا اعملوا، فالمطلوب مليون أسرة، أي تقريباً نصف مليون كيس، أي كل أسرتين في كيس، والمطلوب جمعهم. وستسأل: من أين أتيت بهذا الرقم الرهيب؟ أهذا رقم فقط؟
سأقول: لا، فعندي دلائل تؤدى إلى هذا الرقم، وهي:

1- الدليل الأول:ــ البرنامج الآن مضى عليه 3 أشهر، لذلك قمت بعمل رسم بياني ترون من خلاله مدى تطور ونمو مشاريع البرنامج:

أ‌- مشروع الإيجابية حقق 15 ألفاً.
ب‌- مشروع صيانة جسد المرأة 75 ألفاً وعلى مشارف الوصول إلى 100 ألف.
ت‌- مشروع محاربة المكيفات الخمس وصلنا إلى 300 ألف، وهم من الأفراد الذين أرسلوا إلينا عبر الموقع وعبر الهاتف والفاكس، فهذه كانت الوسائل المتاحة للوصول إلى البرنامج وحققوا 300 ألف، بجانب الذين لم يتصلوا.


لذلك يا جماعة هذا ما حدث في البرنامج من قبل، وبالتالي فذلك التطور الطبيعي، فمشروع الملابس لابد أن يكون من الطبيعي بناءاً على باقي الرسم أن يؤدى إلى المليون.

تعالوا نرجع ونقول شيئا آخر، أنا ذكرت رقم المليون لشيءً آخر، فنحن بدأنا المشروع في الأسبوع الماضي، وتكلمنا عنه قليلاً، فكانت النتيجة أن موضوع حلقة اليوم كلها يتكلم في مشروع الملابس وأننا يجب أن ننجح في ذلك المشروع.

فعندما تحدثنا عنه في الأسبوع الماضي، وقلنا للناس هيا ابدأوا، والفكرة لم تبدأ منى، وإنما بدأت مثلما تعلمون بشاب اسمه"احمد إمام"، مهندس مصري، وقام بالاتصال بالبرنامج واقترح الفكرة، فصممناها وعممناها على الوطن العربي كله. فبدأ أحمد إمام بمفرده بــ 200 كيس، وتطورت الأمور وتبنينا المشروع وبدأنا، فحصلت أشياء عجيبة جداً في الأسبوع الماضي، تعالوا نراها.
1- إجمالي الأفراد الذين أرسلوا إلينا للتبرع بالأماكن وعلى استعداد للتخزين فيها، فتخيلوا وصل عدد الأمكنة إلى 3200 مكان في أربعة أيام.

2- أيضاً في 26 دولة، كل الدول العربية فيما عدا الصومال وموريتانيا، وكل دولة عربية تذكرها موجود فيها المشروع، وكثير من دول أوروبا، ألمانيا وأمريكا وفرنسا وكندا وإنجلترا وأوكرانيا وسويسرا، وبلد عجيبة جداً هونج كونج، دخلت معنا ونحن سعداء جداً بدخولها في المشروع وأنه وصل إليهم هناك.

3- بعض الدول شاركت بأكثر من مكان، فمصر شاركت بــ 55 مكان، في حوالي 25 محافظة، الإمارات 7 أماكن، سوريا 10 أماكن، اليمن 10 أماكن، الأردن 8 أماكن، المغرب 16 مكان، تونس 5 أماكن، لبنان 7 أماكن، الجزائر 8 أماكن، هونج كونج مكان واحد،، فالرقم ليس بمستحيل، أرأيتم كم كان التفاعل في خلال أسبوع واحد؟؟

4- والأكثر من ذلك يا جماعة، الذي جمع في الأربعة أيام منذ لحظة إذاعة الحلقة السابقة حتى التصوير لليوم40 ألف كيس، ومن الأشياء العجيبة أن فرداً بمفرده وهو أحمد إمام جمع هو والفريق من الأولاد والفتيات الذين يعملون معه 6500 كيس.

ومن بين الـ 3200 مكان، اخترنا 161 مكانا حتى يسهل التعامل، وقمنا بإنزالهم على الموقع لكي يتعرف الناس عليهم في ال 26 دولة، بجانب أرقام التليفونات. ومن بين ال 161 مكان، جمعية قطر الخيرية ،الهلال الأحمر البحريني، في السعودية- هيئة الإغاثة الإسلامية، أصحاب شركات كبيرة في مصر والوطن العربي.

يا جماعة الموضوع نجح. وسنقدر على تحقيق الرقم، والمهم هو أنه بمجرد انتهاء هذه الحلقة، افتح دولابك على الفور.


إن الفكرة تظل فكرة إلى أن نراها مجسدة في صورة إنسان، فتراه بعينيك وتقول: (ما هذا؟) فيعمل عقلك وتقول، أنا أيضاً. فكل المشاريع التي مضت نحن الذين كنا نقترحها في البرنامج، ولكن هذه أول مرة أنتم الذين تقترحون ونحن الذين ننفذ، ونقول إليكم حاضر وجزاكم الله خيراً.
فنحن عندما وضعنا الشعار، كنا لا نضحك عليكم، فكان شعارنا "معاً نصنع الحياة".
وعندما قلت: فكرتك على فكرتي لا تصنع فكرة ثالثة، وإنما تصنع عدداً لا نهائياً من الأفكار، مثل الفرد الذي يقف بين مرآتين، فيرى نفسه عشرات المرات، أحمد إمام فعل معنا ذلك.فأتى إلينا بالاقتراح بعد ما بدأ في تنفيذه ونجح فيه، ولذلك اخترنا أن يجيء معنا هنا ويتحدث بنفسه لأنه هو " صاحب المشروع".
فتعال يا أحمد احك للناس عن مشروعك حتى يشعر كل شاب أنه قادر على النجاح وعلى تحقيق مشروع ما. فقال أحمد: السلام عليكم، أحب في البداية أن أشكر الأستاذ عمرو خالد على استضافتي في برنامج"صناع الحياة"، وعلى الترحاب الشديد.

أنا لم أجئ لكي أقول إن عندي فكرة جديدة، وإنما أريد أن أروي لكم عن إحساس "طعم النجاح"، وأن الواحد منا يمكن أن يعمل شيئاً ويرى نتيجته في وجه الآخرين، وكيف يقدر على مقابلة الله تبارك وتعالى بشيء فعله ويكون له نصيب في الثواب إن شاء الله.
أنا إحساسي كان طوال حياتي أن الإنسان لا يمكن أن يعيش بمفرده، فحاصل ضرب واحد في واحد يساوى واحد، فلو الإنسان عاش لنفسه، فلا يمكن أن ينفع أحداً يوماً ما، وسيضر نفسه، ففكرت في مشروع نأخذ منه ثوابا، ويحيا منه المجتمع والمسلمون وجيراننا وكل الناس في الشارع. ونفعل شيئاً يستفيد منه كل الناس. فعندما شاهدت برنامج"صناع الحياة" للأستاذ عمرو خالد، تأثرت جداً بالبرنامج، ولن أنسى أول حلقة عندما قال:" إنه صنع هذا البرنامج ليحقق النتائج المطلوبة ويتفاعل معه الناس التفاعل المطلوب، ويواجه الله تبارك وتعالى بشيء فعله لمرضاته"، فحتى الآن لم أنس هذه الجملة وسأظل أتذكرها، وسألت نفسي: ماذا صنعت أنا؟ وهل سأقابل الله وأقول: "يا رب أنا شاهدت البرنامج وأعجبت بحلقاته جداً واستفدت جداً، ولكن لم أفعل أي شيء، ولا يوجد أي تطبيق أو تنفيذ لما سمعت. وقلت لنفسي: إنني يجب أن أفعل شيئاً ويؤثر في نتيجتي في الآخرة.
ففكرت أنا وأصدقائي في عمل شيء يفيد إسلامنا ومجتمعنا، واتفقنا على فكرة بسيطة جداً، وقمنا بطبع 20 ألف كيس تقريباً، مطبوع عليهم شعار البرنامج "معاً نصنع الحياة"، مكتوباً عليه "شارك معنا في صنع الحياة وأحضر ملابس نظيفة ومكواة على العناوين التالية"، ووضعنا عناوين وأرقام تليفونات.
فالفكرة ببساطة أننا نريد أن نفعل شيئاً لله تبارك وتعالى، وليس مجرد أي فكرة أو مشروع ملابس أو فكرة بسيطة، فنفعل شيئاً (عشوائياً) أي غير منظم. فحاولنا تنظيم أنفسنا، ومجموعات كبيرة جداً جزاهم الله خيراً شاركت معنا، فأفراد مسئولة عن الصور والملصقات، وأخرى عن الإدارة والموارد البشرية، فقمنا بالتقسيم، فكل واحد فيهم مسئول عن مجموعة شباب وفتيات، فأنا أريد أن أقول أن هناك أفراداً موجودة في العالم كله وليس فقط في مصر، تعمل أفضل منا، وشغلها كبير جداً، فهي نقطة خاصة بالنية والإخلاص، وليست مسألة الكاميرات والأضواء وأنني فقط أرغب في الظهور على التلفزيون، لا والله فالمسألة هي قبول وربنا يتقبلها بالعمل.
حاجة أخرى أريد أن أضيفها وهي، كيف تفاعل الناس مع الفكرة؟ فهناك أمهات وشباب يأتون إلينا باكين، فيا جماعة أرجوكم نريد المساعدة، وما هو الشيء الذي نساعد فيه؟ نقود أو مجهود.
• فهناك أفراد عرضوا المساعدة واستعمال عرباتهم الشخصية في نقل الحاجات.
فيا ليت الناس تساعدنا على قدر مقدرتها، والشباب عندما ينتهون من امتحاناتهم، سنبدأ المرحلة الثانية إن شاء الله فور الانتهاء من المرحلة الأولى إن شاء الله، فيا ليت تتوصلوا إلينا، ونحن بمجهوداتكم وبتوفيق من الله نُكون مع بعض مجموعات لاستكمال المشروع.

الحاجة الأخيرة، ماذا أضاف إلي هذا المشروع؟
أضاف إلي:ــ
1- ثقة بالنفس كبيرة جداً.
2- التعرف على أساليب إدارة كثيرة، لم أكن أعرفها من قبل.
3- التنوع، بمعنى تعرفنا على بعض وكيف تكون قلوبنا على بعض، فأصبح لا يوجد لدينا وقت ضائع، ففي الصباح الشغل الخاص بكل منا، وفي الليل هذا المشروع، بجانب الإحساس بالمسئولية.
ولكن صدقوني، لن نشعر بطعم النجاح أو بطعم المجهود الذي بُذل إلا عندما نرى تلك الملابس موزعة والناس فرحانة بالحاجة التي صنعناها.
فأشكركم وأسأل الله أن يتقبل منا إن شاء الله.


الحقيقة يا جماعة أحمد إمام ذكرني بكلمة أنا كنت أقولها من أول البرنامج، فاكرينها؟ "لا أحد يضع في دماغه فكرة ويعيش لأجلها، إلا ويحققها".
فالله تبارك وتعالى يقول: " وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا "، فالله وعد، فلو حذفت كلمة الدنيا والآخرة، ستكون الآية من يرد يؤته، فالله وعد، والمهم إرادة تتحقق وحركة صحيحة.
فأنا أُحيي نموذج أحمد إمام الذي جمع 3500 كيس، هو والشباب الذين معه جزاهم الله خيراً.

تعالوا نرجع لمشروع الملابس، ونقول مليون، وسنصل إليه ونستكمل في الأسبوع القادم المليون إن شاء الله. لكن في الحقيقة أريد أن أضع للمشروع أبعاداً أخرى، ليس فقط موضوع الموارد، أو موضوع المحافظة على الموارد، رغم أنه موضوع أصلي، لكن هناك أبعاداً أخرى للمشروع. ما هي؟

1- الفقراء في بلادنا، يا جماعة من الذي سيساعد الفقراء في بلادنا ويقف بجوارهم؟ فوضع الفقر في بلادنا أصبح في منتهى الخطورة.
إن عدد الناس في الوطن العربي تحت خط الفقر 70 مليون، منهم 28 مليون في مصر والسودان، عارفين يعنى 70 مليون؟ هل تعرفون ما يعني خط الفقر يا جماعة؟

يعنى هناك حد أدنى من مستوى المعيشة في 3 أشياء:ــ
أ‌- المأكل.
ب‌- الملبس.
ت‌- المسكن.

والذي يقل عن الحد الأدنى الإنساني، أي يستهلك الحد الأدنى، يسمى "بتحت خط الفقر"، مثلما تُعرّفه منظمة الأمم المتحدة.
أي هناك 70 مليون بين الثلاثة (المأكل، والملبس والمسكن)، ونحن نمسك بثاني موضوع وهو الملبس، فالموضوع له بعد آخر، ليس فقط المحافظة على الموارد، بل بعد آخر هو أنك تنقذ الفقراء.
فتخيل لو قلنا مليون عائلة تشارك، ونصف مليون كيس سيشارك، يعني نتكلم في 3 أو 4 مليون وصل إليهم ملبس جديد.
تخيل الموارد التي تغيرت وتخيل الفقراء الذين شعروا بهذا الموضوع؟
يا جماعة هناك تناقض ضخم موجود في الوطن العربي، بين أفراد تعيش في رفاهية شديدة وأفراد لا تجد المأكل.
* عندك ناس موجودة، بملبس واحد فقط تجده مرتديه طوال السنة، ويغسله ويقوم بلبسه مرة أخرى، ونحن نقف أمام الدولاب نصف ساعة ومحتارين في اللبس الذي نرتديه.
* عندك ناس ملابسها مقطعة وأحذيتها مخرمة، وأنت لا تدرى كيف تتصرف في ملابسك.
* عندك ناس تموت في الشتاء من البرد، وأنت تلبس 3 أو 4 أشياء فوق بعض.

فهل سيرضى الله عنا هكذا؟ وهل هذا هو الإسلام؟ وهل هكذا يا جماعة الناس التي يوجد في دوالايبهم ملابس كثيرة، وأنا أقول الملبس هو ثلث الموضوع، هل يكون هكذا راضيا الله عنا؟

هناك حديث في صحيح البخاري، عندما ستسمع هذا الحديث، والله ستتحرك بعد الحلقة مباشرة وستملأ شنطا وليس شنطة واحدة.
**********************************************************
يقول "أحد الصحابة كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء ناس حفاة،عراة، يظهر عليهم أثر الفقر، فتمعر وجه النبي غضباً منا، أي احمر وجهه من شدة الغضب، يقول الراوي: فرأيت وجنتي النبي وقد انتفختا ووجه النبي وقد احمر، فالنبي كان عنده عرق بين وجنتيه، فكان عندما يغضب ينتفخ هذا العرق بالدماء، فاحمر وجه النبي وقال يا بلال: أذن في الناس (أريدك أن تتخيل هذا الحديث وكأنك أنت المخاطب) فقال بلال: فجمع الناس.
فقام النبي وصعد على المنبر وقال: يا أيها الناس، اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالآً كثيرا ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وقرأ الآية كلها.
ثم قال النبي: اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لينفق كل منكم من تمره من صاعه من درهمه من ثوبه حتى يأكل إخوانكم.
يقول فظل النبي يرددها حتى قال: ولو بشق تمرة ولو بشق تمرة ولو بشق تمرة.
يقول: فانطلق الناس يجرون إلى بيوتهم، يقولون: وما ترك النبي المنبر حتى يعود الناس.


فالموضوع كبير جداً، فيا جماعة، يا من يسمعني الآن، والله هذا الحديث شاهد علينا يوم القيامة، يقولون، فجاء الناس، يأتي رجل بالصرة، والثياب، والتمر حتى وضع بين يدي النبي كومان أي جبلان كبيران من الثياب والطعام. فتهلل وجه النبي كأنه قطعة قمر، ثم نظر النبي إلينا وقال: من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ثم نظر إلينا وقال: هكذا كونوا.

سامعين يا جماعة؟ الموضوع ليس فقط موارد، الموضوع الفقراء ومقابلة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فتمعر وجه النبي من ملابس مكدسة وأناس حافية. فالنبي من كثرة حرصه على الفقراء، الذين أصبحنا ننساهم، على أهل الصُفّة، وهم فقراء المهاجرين الذين لا يجدون مأوى، فيسكنهم في أعشاش بمنطقة نائية! فأسكنهم خلف بيته، فأراد أن يسكنوا بجواره، صلى الله عليه وسلم.
أيضاً، عندما كان يجيء إليه ملبس أو طعام، كان يعطيهم.

يحكي أبو هريرة؛ من أهل الصُفّة؛ الصحابي الجليل: كنت أجوع حتى أُصرع من شدة الجوع ويغشى علي، يظن الناس بي الجنون وما هو الجنون ولكنه الجوع، فيمر علي الرجل فأقول له: دعني أقرأ عليك آيات أُسمعها، فيُسمعه آيات الإنفاق، حتى يصعب عليه، فهو خجلان من السؤال.
يا جماعة البطالة التي نحن فيها، كان هناك أناس كثيرون أعزة، يخجلون من السؤال، وأبو هريرة كان من تلك النوعية من الناس، فيقول له الصحابي: أسمعني. فيبدأ أبو هريرة في القراءة، " يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات إلى آخر الآية، ويمر عليه عمر بن الخطاب، فيسمعه آيات الإنفاق، فيقول جزاك الله خيراً وينصرف.
ويمر عليه أبو بكر الصديق، فيقرأ عليه آيات الإنفاق، فينظر إليه ويبتسم ويقول:والله يا أبا هريرة ما عندي في البيت شيء وينصرف.
فيمر علي النبي، فينظر إليه ويبتسم ويقول: تعال يا أبا هريرة، فيأخذه إلى بيته ويسأل زوجته، هل عندك شيء؟
فتقول: قدح من لبن. فيأخذه النبي وينظر إلى الإناء،
ويقول: يا أبا هريرة، ناد أهل الصُفة.
فيقول: يا رسول الله إنهم مائة.
فيقول: يا أبا هريرة، لا نأكل وحدنا، ولا نشرب وحدنا
يا جماعة اسمعوا لنبينا..
يقول أبو هريرة فذهبت وناديت عليهم، فأجلسهم النبي، ثم نظر إلي وقال: يا أبا هريرة، اسقهم.
يقول فآخذ الإناء وأعطيه للرجل يشرب ثم يعطيه لي فأرجها لأرى إن كان ما بداخله بقي شيء، فأعطيه للرجل، ويقول: فوالله فشربوا جميعاً. معجزة من معجزات النبي، ثم قال لي النبي وهو يبتسم: اشرب يا أبا هريرة، فأخذت وشربت حتى امتلأت، ثم قال النبي: اشرب، فشربت حتى امتلأت، فقال لي اشرب يا أبا هريرة، فقلت يا رسول الله، ما عدت أجد له مسلكاً.
قال يا أبا هريرة: انظر لما أطعمناهم، شربنا معهم، ثم أخذ النبي الباقي وشرب.



يا جماعة، كونوا هكذا مع الفقراء. فهذا بعد خطير جداً.


2- الثواب الكبير، فأنت تتصدق بشيء، أتتخيل معي الثواب؟
* يقول النبي: من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً، فإن الله يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير اللقمة كجبل أحد.
فتخيل تقابل الله يوم القيامة والأشياء الصغيرة التي تصدقت بها، تكون كجبل أحد يوم القيامة بالحسنات.
* يقول النبي: والصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار.
بمعنى مجرد فتحك للدولاب وإخراج الملابس، فالله سيغفر لك كل الذنوب التي ارتكبتها، لأنك تصدقت وأنفقت.
* يقول النبي: ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه تُرجمان، فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشمل منه، فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه. فما الحل يا رسول الله؟ فاتقوا الله ولو بشق تمرة، أي تقسم التمرة نصفين، تأكل نصفها وتتصدق بنصفها، فتنجيك من النار.
هذا المشروع ظهر لكي نشعر بمواردنا، وموضوع الفقر.
* يقول النبي: من كفا مسلماً حفظه الله تبارك وتعالى إلى أن يبلى الثوب.
* يقول النبي: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفا خيراً منها، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً.


با جماعة هناك نقطة أخرى غافلة عنكم في الثواب، أنك ستكسى يوم القيامة، سيجيء أناس يوم القيامة حفاة عراة، رجال ونساء، فهل يا ترى أنت مكسو أم لا؟ فهيا، أخرج بهذه النية، بنية ( يا رب، ألا أتعرى يوم القيامة)، وتخيل الناس كلها واقفة تكسى من حسناتها، وأنت ما أنفقت؟ يا رب أنا اليوم الفلاني، أخرجت لكي يكسى الناس، اكسني يا رب مثلما كسيت عبادك في الدنيا.

سيدنا عمر بن الخطاب كان جالساً يوماً وجاءه أعرابي وقال له: يا عمر الخير، اكس بناتي وأمهن. أقسم بالله لتفعلن.
فقال له عمر: إن لم أفعل، سيكون ماذا؟
فقال الرجل: إذاً أبا حفص لأمضيّن.
فقال عمر: وإذا مشيت، يكون ماذا؟
فقال الرجل:إذا مشيت، والله لعنّهن لتُسألن يوم تُساق، إما إلى نار أو إما إلى جنة.
فبكى عمر رضي الله عنه وأرضاه وجرى وبحث عن الملبس في بيته، فسأل زوجته: هل عندنا ملابس؟
قالت: والله ما عندنا ثياب.
فخلع عباءته وخرج للرجل وقال له: خذ هذه لعلي أساق لا إلى نار ولكن إلى جنة.



أرأيت الإحساس المرهف بفقير؟ الثواب يا جماعة. لكن هناك بعد ثالث، هو بعد الأمل، وهذا هو الفارق بيننا وبين من جمعوا ملابس من قبل؛ أنه في نفس اللحظة كلنا نجمع مليون قطعة تصل عندما نجيء لعمل المعارض إلى 3 أو 4 مليون فقير، فتحصل نقلة، فماذا يحدث بداخلك؟
ماذا يحدث لأخينا أحمد إمام الذي بدأ المشروع وأخذ ثوابنا كلنا وجمع بمفرده 6500 قطعة؟
يا جماعة الأمل، ولذلك هناك بعض الناس منا يقولون (لم أجمع من خلال الأماكن التي وضعتموها على الإنترنت أو التليفونات، أنا سأعطي لأي أحد، فماذا سيكون الفارق؟) الفارق أننا نريد أن ندفع الأمل، كيف؟
بأن تجميع الأشياء مع بعضها يعطي طاقة نفسية هائلة، إحساس الناس بأننا اشتغلنا مع بعض، فتحصل طاقة غير عادية، فيبدأ الناس ويقولون (نحن نجحنا) فاهمون الفكرة يا جماعة؟
هذا هو أسلوب الإسلام والنبي.
* فالحج ماذا غير تجميع المسلمين في عرفة في نفس الوقت بالرغم من الزحام الشديد.
* وصلاة العيد ماذا غير تجميع المسلمين في وقت واحد وبملبس واحد.
* زكاة الفطر ماذا غير إخراج المال في نفس اللحظة للفقراء فتعم السعادة ونشعر أننا شيء واحد.
فكرة الإسلام تقوم على ذلك، وهذا هو الجديد في المشروع، فيعطي أملا وطاقة هائلة كيف؟
انظر إلى النبي والصحابة وهم ذاهبون لأداء العمرة، فكل واحد يلبي في سره (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) فينزل جبريل من السماء ويقول: يا محمد، مال أصحابك لا يرفعون أصواتهم في التكبير والتهليل والتلبية؟ فيبدأ الصحابة في رفع أصواتهم حتى تبح الأصوات. أتدرون ماذا حدث؟ حدث البح من كثرة التهليل والتلبية في نفس الوقت بصوت مرتفع، نتيجة فعل شيء مع بعض، فحدثت طاقة هائلة.
من أجل ذلك نقول: يا جماعة ضعوا كلكم في نفس الوقت وتحركوا وافتح دولابك وسوف نحضر المليون أسرة والنصف مليون كيس، لأن ذلك سيحدث طاقة هائلة وأملا نحن في أشد الاحتياج إليه.
نحن في وضع بلادنا والمسلمون يحتاجون أملا، فساعدونا في تحقيق هذه الفكرة؛ "أمل غير عادى".

فهيا نفعل مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، يوم غزوة العسرة (غزوة تبوك)، والمعركة صعبة ومحتاجة دعم،
ماذا يفعل النبي؟
يقف على المنبر: من يجهز جيش العسرة؟ ويكررها النبي 3 مرات، فوقف واحد وسط الجميع والكل كان صامتاً، مثلما فعل أحمد إمام من بيننا وقال أنا سأشتغل، فالناس كلها جالسة، وقام سيدنا عثمان بن عفان وقال: علي 100 بعير بكل التجهيز الخاص بها. فابتسم النبي وقال: من يجهز جيش العسرة؟ فهو يريد حشد الروح المعنوية للناس.
فقام سيدنا عثمان وقال: علي بــ 100 بعير أخرى بتجهيزاتها.
ويعاود النبي السؤال: من يجهز جيش العسرة؟ فيقوم عثمان ويقول: علي بــ 100 بعير ثالثة بتجهيزاتها.
فينزل النبي من على المنبر ويقلب كفيه ويقول: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم. والناس تنظر إلى ذلك ويخلع النبي عباءته ويفردها وسط المسجد ليضع كل واحد فيها شيئاً فيراه الآخر، فتحدث طاقة هائلة، فهذا كان أسلوب النبي.
فتكون النتيجة أن يقول سيدنا عمر لأبى بكر، والله لأسبقن أبا بكر، فيذهب ويحضر نصف ماله ويضعه، فيسأله النبي: ماذا أبقيت لأهلك؟ فلماذا سأله النبي؟ لكي يشعر الناس كلهم بالإنتاج، فقال: تركت لهم النصف الآخر.
ويجيء سيدنا أبو بكر ويسأله: ما أبقيت لأهلك؟
فيقول:أحضرت لك كل مالي يا رسول الله، أبقيت لهم الله ورسوله.
فسيدنا عمر يقول: والله لا أسبقك يا أبا بكر أبداً.
فيقوم الناس ويجرون إلى بيوتهم ويجمعون ما لديهم من تمر ومأكل وقطعة ثوب واحد.
فسيدنا عبد الرحمن بن عوف يحضر 1000 درهم، وتبدأ الكومة تكبر وتكبر، فهذا هو المعنى. ويبدأ الناس في تشجيع بعضهم وإفاقة بعضهم ويستيقظون، فينتصر المسلمون بالجيش وبمجموعة الأشياء الصغيرة التي جمعت.
يقول الله تبارك وتعالى:" وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ "، فطالما يا جماعة سنعمل مشروعاً مع بعض فهيا نتنافس مع أحمد إمام
.

* أنا أعرف امرأة في السعودية ربنا يكرمها، جمعت بمفردها 120 كيس.
* شباب في الإسكندرية جمعوا بمفردهم 1300 كيس.
* شباب من دمشق عملوا مشروعا وأسموه " حفظ النعمة" للمحافظة على الملابس.
* شباب من الإمارات عملوا المشروع في كل مكان في الدنيا.
* شباب من جامعة تعز نقلوا الموضوع في كل مكان.

فهذه فرصة هائلة:ــ
1- المحافظة على الموارد.
2- الأمل الذي نحتاج إليه.
3- الفقراء الذين نحتاج إلى أن نقف بجوارهم.
4- الثواب العظيم.

أرأيتم أبعاد المشروع؟
هناك بعد رابع أيضاً، هو تحقيق الوحدة والتكامل بين المسلمين، الوحدة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد" فكرة التكامل فكرة إسلامية.
يقول النبي: "من كان معه فضل ظهر، يعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له".
أي لو عندك مكان خال في سيارتك، فادع غيرك لكي يركب.
والله سنسأل عن ذلك الكلام، الموضوع ليس فقط صلاة وصوم يا جماعة، الموضوع فين أياديك البيضاء بين المسلمين، في بلدك، في مجتمعك.

لقد نجح الغرب أكثر منا في ذلك الموضوع، ونحن عندنا الفكرة الأصيلة العظيمة ولكنك في الغرب تجد مثلاً:ــ
في إنجلترا، كل يوم أحد (سوق الأحد) أي كل واحد عنده حاجة قديمة في بيته، يحضرها في ذلك السوق وتباع بأرخص الأسعار، وسوق منتشر والناس لا تجد عيب في الشراء ويتبادل المجتمع ويتكافل. فلم لا نفعل ذلك؟
فالفكرة أصلاً في ديننا، وقالها نبينا.
يقول النبي: "نعم القوم الأشاعرة (من قبيلة سيدنا أبي موسى الأشعري؛ الصحابي الجليل) ما كان عندهم حاجة أو فقر أو ضيق أو جوع إلا بسطوا ثوباً وجمعوا طعامهم أو ثيابهم ووضعوها قسموها بينهم بالسوية، فالكل يأخذ.
فيقول النبي: فأنا منهم وهم منى.
يا جماعة، هيا نقابل النبي يوم القيامة وقد نفذنا الذي قاله.

المشروع سهل يا جماعة، لنأخذ الثواب الكبير. هناك نقطة أخيرة يجب أن تقال، هي أدبيات المشروع وهي:ــ
1- أن لا تخرج أسوأ ما عندك، أي لا تبحث عن أسوأ ما عندك والذي كنت تنوى بعمله (كممسحة للأرض) وتخرجها.
انظر معي للآية التي تكلمت عن الأدب، " وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ"، لن ترضوا أن تأخذوه لو عرض عليكم، فلم تقبل أن تعطيها لغيرك؟
فيا ليت نراعي، فلو كانت الملابس مقطعة، نرجوا أن نخيطها قبل إخراجها.
2- ما رأيك أن تختار حاجة واحدة وتكون جديدة لتخرجها؟ لكي تحقق قول الله تعالى: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ". قطعة واحدة فقط، وأنت والثواب الذي تريد أن تأخذه.
أحد الصحابة سيدنا أبو الدحداح، عندما سمع هذه الآية، أخرج بستانا بأكمله يملكه وقال هو لله..هو لله. ليس بدلة أو قميصاً.
وقال له النبي: ربح البيع ربح البيع.. ويذهب إلى البستان فيجد زوجته بداخله تطعم ابنها، فيقول لها: يا أم الدحداح إن البستان لله، فتخرج الثمرة من فم ابنها فهو لله...
3- لا تبخل وأنت واقف أمام الدولاب، فتجد نفسك تشد مجموعة ملابس ثم تقول: لا سأتركهم، فيمكن أن أحتاج إليهم ولكن ليس الآن.
يقول النبي للسيدة عائشة: يا عائشة لا تحصي الإنفاق فيحصي الله عليك.
حديث النبي: "السخي قريب إلى الله قريب إلى الجنة والبخيل قريب إلى النار بعيد عن الله".
فأخرج بسخاء ولا تقل (3 قطع كثير جداً).
4- الإخلاص، أخرج بنية (يا رب نجني بهذه القطعة القادمة، اكسني يوم القيامة بهذه القطعة ) ولكي يشعر كل المسلمين في كل الأرض بالأمل ولكي نقول في الحلقة القادمة إننا فعلنا كذا. أو بمجموعة نوايا فتثاب على كل النوايا..الإخلاص..الإخلاص...

يبقى لنا آخر شيء في المشروع "مشروع المليون كيس من الملابس". فنحن نريد طلباً مهما جداً بالذات من النساء، يجب أن تتحرك وتقول لغيرك، حتى نصل إلى المليون، عن طريق:ـ مدرستك، كليتك، جامعتك، شركتك، جيرانك، أصحابك، العمارة التي تسكن فيها. فلن ينفع أن تكون بمفردك وتأخذ ثواب "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.. لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من اعتكاف 60 عاماً. رواه الحاكم. أي قضاء حوائج المسلمين، الثواب في حد ذاته كبير جداً. أنك تبدأ حضرتك وإخوانا وآباءنا وبناتنا. تبدأ تتحرك وتبحث بين كل من حولك وتقول لهم، أنا سأوصل عنكم، ولكن أعطوني.

فأطلب منكم بعد الحلقة مباشرة:ــ
1- أخرج ملابسك.
2- اتصل بأصحابك وجيرانك وأقاربك وقل: ابعثوا وأنا سأوصل عنكم، لكي تكون أكثر إيجابية وثواباً، ولكي ينجح المشروع وتلقى النبي بهذا الأمر.

لذلك أنا تأثرت ببعض الناس فعلوا ذلك:ــ
1- المدرسة العُمارية في الأردن، أرسلت الإدارة 40 ورقة إلى أولياء الأمور لكي يرسلوا إليهم الملابس وهم سيقومون بتوزيعها. نقلة غير عادية، فأحضروا 500 كيس بمفردهم.
2- جمعيات خيرية في الإسكندرية والإسماعيلية.
3- جامعة قطر وتعز، ألصقوا صورا في كل مكان: أبعثوا إلينا.. ووضعوا العناوين.
4- في اليمن.
لذلك وضعنا في المنتدى في الموقع ورقة بها ثواب جمع الملابس وأحاديث النبي، فقم بطبعها ونشرها في كل مكان.
فنريد أيضاً من التجار وأصحاب شركات الملابس والمصانع أن يساعدونا ويشتركوا معنا. أعرف رجلا في الفيوم صاحب محل ملابس، أرسل إلى 150 صاحب محل بإخراج الملابس المخزنة وانتهت الموضة الخاصة بها ليشاركوا معنا.
ليس ذلك فقط، فالمشروع ليس للمسلمين فقط، ففرحت جداً بدخول شباب مسيحيين على الموقع متبرعين بملابس وأماكن.
يا جماعة المشروع لنا كلنا وسنعمله وإن شاء الله سننجح وسنقابلكم في الأسبوع المقبل ونحن حققنا رقم المليون، ونزيد مواردنا والأمل إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.










لمشاهدة الحلقة :اضغط هنا

كل ما يتعلق بالمشروع من لأماكن لجميع الملابس وخطة العمل تجدونها هنا
شام
شام
الحلقة الثالثة عشر : حــــدد هــــــــــدفـــــــــــــك





(( حلقة مهمة جدا))


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
نحن فرحون بالتواصل معكم من خلال "صناع الحياة"، ونشعر بفرحة وأمل. وكنا قد تكلمنا في الحلقة السابقة عن موضوع "المحافظة على الموارد"، وتكلمنا عن مشروع جمع الملابس وتحدثنا في الحلقة الماضية كلها عن "كيف ندفع بالمشروع؟"، وفي الحقيقة أنا أبدأ في كل حلقة بسرد النتائج، وحصل كذا وفعلنا كذا،

ولكنني في هذه المرة لن أحكي، لأن النتائج أكبر بكثير من أن تُحكى ولن تحتاج منى أن أحكيها، لأن جميعكم قد رآها و عاشها، فجزاكم الله خيراً كثيراً كثيراً وتقبل الله منا ومنكم. فأنا سعيد بالأشياء العظيمة الهائلة التي نُحققها سوياً، والحقيقة مرحلة جمع الملابس مازالت مستمرة لمدة أسبوع ولذلك لن أحكى عن النتائج الآن، وقبل أن نصل للأسبوع المُقبل، أنا أرجو بشدة من كل من لديهم مستودعات كبيرة أن يساعدوا الأفراد أو الجمعيات الخيرية في إيجاد وتوفير أماكن لتخزين الملابس نظراً لنفاد الأماكن وقلة الاستيعاب للملابس وأصبح هناك مشكلة في تخزين الملابس، لأن كميات الملابس رهيبة وأكبر من قدرات الأماكن المحدودة التي خصصت لها، فأرجو منهم الدخول على الموقع وكتابة الأماكن المتوفرة لديهم للتخزين.

في الحقيقة أود أن أشرح عن خط سير البرنامج، لأن بعض الناس تتساءل عن استمرارية موضوع الملابس وعن كيفية التوزيع، وأنا أقول لهم: يا جماعة سنستمر في مرحلة جمع الملابس حتى 31/5 ، حتى يتسنى لمن يريد المشاركة أن يشارك ويذهب إلى الأماكن المبينة على الموقع أو من خلال تليفونات البرنامج. وشهر يونيو كله سيكون خاصاً بمرحلة الفرز للملابس وتجهيزها حسب الأعمار، حتى نصل لشهر يوليو وبالتحديد الأسبوع الأول في يوليو -إن شاء الله- وسنبدأ مرحلة التوزيع. في الحقيقة كنا نفكر في كيفية التوصيل، ومن الذي يستحق؟ أهم الأيتام أم طلاب الجامعات أم الأفراد الفقراء في الأحياء الفقيرة أو القرى أو النجوع؟ فلدينا أماكن كثيرة نريد أن نوزع فيها ولذلك أطلب منكم، وبالذات الجمعيات الخيرية، و من السادة المشاهدين أن يرسلوا إلينا إذا كانت لديهم فكرة عن التوزيع على الموقع أو على هواتف البرنامج حتى نجمع الأفكار كلها ونشارك معكم.

وأن أطلب ممن جمعوا الملابس أن لا يقوموا بعملية التوزيع الآن، وأن ينتظروا حتى نتحرك كلنا في وقت واحد في التوزيع في أول شهر يوليو بإذن الله، لكي يكون حدثاً ضخماً، فالهدف من التوزيع ليس التوزيع، وإنما الهدف إشاعة التراحم والحب في المجتمع وأن نربت بأيدينا على أكتاف الفقراء والمحتاجين، ونشعر جميعاً أننا مجتمع واحد، وأننا جميعاً نحب بلادنا و نريد أن نشارك في وضع البسمة في كل مكان فيها، وذلك سيتحقق في الأسبوع الأول من شهر يوليو إن شاء الله، بعد الاتفاق على أحسن طرق للتوزيع، حتى نستمر في الانتقال من نجاح إلى نجاح، ومن مرحلة إلى مرحلة.

وبمناسبة الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، أود أن أشرح عملنا الآن في البرنامج؟ البرنامج يا أحبائي ليس حكايات، أقول فيها فكرة ثم بعد ذلك السلام عليكم,، لا، فالبرنامج عبارة عن مراحل، مرحلة تنتهي فنقول: الحمد لله، وهيا بنا ننتقل إلى المرحلة التي تليها، ونحن الآن مازلنا في المرحلة الأولى وعلى مشارف الانتهاء منها.

كنا نقول أن عندنا عشرة قيود وتم فك سبعة قيود حتى الآن من العشرة، ونحن على مشارف الانتهاء من المرحلة الأولى وتم فك القيود بنجاح فاق ما توقعناه، سواء:

أ‌- الإيجابية.

ب‌- الشعور بالمسؤولية.

ج‌- الجدية.

د- استشعار قيمة الموارد كما لاحظتم من مورد اسمه " الملابس" قيمته صفر إلى مورد قيمته 100% وعدد ضخم من الملابس في عدد من المستودعات لا تقدر منازل أو جمعيات خيرية على استيعابه.


فبدأنا نشعر بالمرحلة الأولى وننجح، ولو لاحظتم أنتم والسادة المشاهدون وأنا نفسي كيف يتولد الأمل و يزيد من حلقة إلى حلقة، ومن قيد إلى قيد حتى يتم فكه وننتقل لما بعده. فنحن على مشارف الانتهاء من المرحلة الأولى وأنا أقول هذا الكلام وأنا فرحان، وذلك لأننا في بعض الأحيان نقول: مازال أمامنا 100 سنة مثلاً لكي نصل وننجح، وأنا أقول يا جماعة، نحن في نهاية المرحلة الأولى وبنجاح فوق المتوقع، وبقيت خطوة وتنتهي المرحلة، فنبدأ في البحث عن التي تليها لتحقيقها.

أنا في أول حلقة من البرنامج كنت أقول: سننجح يا جماعة، ولكن في الحقيقة لم أكن متخيلاً أننا سننجح بهذه الطريقة، وأن الشباب والفتيات والنساء سيشاركون مثلما شاركوا في مشاريع الموارد والتدخين والمخدرات، ولا تؤذنا بدخانك، فما حدث فاق التوقعات والقدرات على تخيله، ولذلك أنا أُبشركم بقرب الانتهاء من المرحلة الأولى بنجاح.، ولم يبق لنا إلا خطوة أو اثنتان.

ما هو خط سير البرنامج ؟


منذ بداية البرنامج، شرحنا فكرته من خلال فيلم وضعناه في أذهاننا، وطلبت منكم أن تخيلوا معي هذا الفيلم:

" شاب حزين جالس بمفرده في حجرة مظلمة وبها عنكبوت، قد يكون فيها سجادة صلاة، فربما كان يصلى، وقد يكون فيها (كوتشينة) وأدوات لعب وأشياء أخرى ليست لها قيمة، ولكنه في النهاية شاب حزين جالس بمفرده في حجرة. ودخلنا عليه وسألناه: لماذا أنت جالس بمفردك والحجرة مظلمة؟ وأشرنا له إلى النور، فأقنعناه أن يخرج معنا و ينطلق في الحياة وينجح ويساعد معنا في "صناعة الحياة"، وهذه كانت مقدمة الحلقات الثلاثة الأولى.

فعندما أراد الشاب أن ينهض لم يقدر، فوجد يديه مقيدتين بقيود السلبية وعدم تحمل المسؤولية، ورجليه مقيدتين بقيد ثقيل، هو عدم الجدية, ووجد قيداً ثقيلاً جداً في رقبته هو غياب وجود الهدف في الحياة. فقلنا له: إنك لن تقدر على النهوض إلا بعد فك هذه القيود، وبدأنا المرحلة الأولى التي نحن فيها الآن بفك القيود، وبدأت القيود تنحل، فوقف وفك يديه ووجد نفسه يتحرك حتى أراد أن يخرج من حجرته، فاستوقفناه، وهذه هي المرحلة الثانية، فكيف سينجح في الحياة و يزرع الثقة في نفسه، وكيف يكتشف موهبته؟ فبدأ ينطلق بالأمل والإصرار والشعور بالنجاح، حتى كسر باب حجرته بدلاً من فتحه وخرج، فوجد الدنيا منيرة، وبها بلد تحتاج إلى البناء، ففرح بنفسه كثيراً ولكنه وجد نفسه بمفرده، وفجأة وجد شباباً وفتيات كانوا مثله تماماً خارجين من حجرات مظلمة و شاركوا هم أيضاً معنا في "صناع الحياة"، وقلنا لهم: أن يضعوا أيديهم في أيدي بعض وأن يتعايشوا كفريق عمل واحد و ينجحوا سوياً وهذه كانت هي المرحلة الثالثة، وهكذا نصنع الحياة.


هذا هو البرنامج مثلما صممه فنان هو أيضاً من صناع الحياة ويمكن أن تشاهدوه، ونحن نشكره وهو الأستاذ هاني بيومي، وأتركه الآن للتحدث:

الأستاذ هاني بيومي يتحدث:

((بسم الله الرحمن الرحيم. طبعاً الفكرة كانت محددة من الأستاذ عمرو خالد، وأنا أردت فقط أن أجسد هذه الفكرة بإظهار نفسية الشخص المقيد من خلال ألوانه التي تعبر عن شخصيته، والشخص الآخر الذي دخل عليه ليختفي الضباب ويظهر النور، ولكن ليس بمجرد ظهور النور يخرج الشخص، إذ لابد من وجود عزيمة أكثر لفك قيوده، ونجح في تكسير قيد إثر قيد، حتى تغيرت ألوان الشخص كما سترون في الفيلم، وصارت عنده عزيمة وخرج إلى الناس، وللأسف أمثال هذا الشاب موجودون بكثرة في مجتمعاتنا، فبمجرد رؤيته لباقي الشباب مثله تشجع، ورأينا أبنيةً لمصانع كانت حطاماً، وأصبحت عملية عمل متكامل، لا شخص يعمل بمفرده، وأنا أشكر الأستاذ عمرو خالد و جزاه الله خيراً عنا)).

الأستاذ عمرو خالد يكمل:

هدفنا يا جماعة أن ننجح في بلادنا وهذا من برنا ببلادنا. وننتقل الآن للحديث عن مشروع اليوم، والقيد الذي نريد فكه، فقد بقي لدينا قيدان فقط, والقيد الذي نقصده اليوم هو قيد" الهدف في الحياة"، والمشروع الذي سنتفق و نعمل عليه هذا الأسبوع والأسبوع المقبل أيضاً هو أن نتفق على أن يكون لدينا هدف في الحياة. فحلقة اليوم بأكملها ستخدم هذا المشروع, وتقنعك على المشاركة في هذا المشروع.

يا جماعة هذا المشروع مناسب لفترة الامتحانات، وأنت جالس في بيتك تحدد هدفك في الحياة، وهذا ما سوف يساعدك على الإكثار من المذاكرة والفهم بصورة أكبر.

تعالوا نعيش في موضوع الهدف ونتحدث عنه. وسأبدأ بسؤالك: ما هو هدفك؟ في الحقيقة كان من المفترض أن يكون هذا هو موضوع الحلقات الأولى، ولكننا وجدناه موضوعاً ثقيلاً وصعباً، أن نسأل من البداية: ما هو هدفك في الحياة؟ فكنا نريد من الناس أن تتحرك وتشعر بالأمل وأنها بالفعل بدأت تنجح، وفي هذه اللحظة يمكننا أن نطلب منهم أن يكتبوا أهدافهم.

أتدرون لماذا كان يفترض أن تكون هذه أول حلقة؟ فلو كان عندك هدف في الحياة، فإن ذلك سيدفعك لأن تتقن عملك وتشعر بالمسؤولية، وهذا ما ذكرناه في كل الحلقات السابقة. فلو كان لديك هدف، ستكون جاداً وستحافظ على وقتك. وقررنا أن نبدأ بالعكس، بتنشيط الناس حتى نصل إلى نهاية المرحلة الأولى لتحديد الهدف، ولذلك أنا أسألكم مرة ثانية: يا جماعة ما هو هدفكم؟ فوالله يا جماعة لا يصلح أن نعيش في هذه الدنيا بدون هدف، وأن تترك الدنيا هكذا تُسيرك. يا جماعة يوجد آلاف بل ملايين من المسلمين يعيشون في هذه الدنيا لكي يأكلوا ويشربوا ويتزوجوا وينجبوا ثم يموتون، ولا يمكن أن تكون قد خلقت فقط من أجل ذلك؟ فوالله أتمنى أن أصرخ في كل فرد قائلاً: لابد أن يكون لديك هدف، فأنت إنسان،أتدرى ما معنى إنسان؟

أتدرى ما الفرق بينك وبين المخلوقات الأخرى؟ إن المخلوقات الأخرى تعيش يومها من أجل أن تأكل وتشرب وتتناسل فقط. الفرق الأساسي أيها الإنسان بينك وبين الكائنات الأخرى أنك عندك عقل وتستطيع أن ترسم خطة للمستقبل، فأرجوك أثبت إنسانيتك، أثبتي إنسانيتك بوجود هدف عندك، فما يميزك أنت عن أي شيء آخر؟ أنت عندك هدف وتريد أن تحققه و لكنهم هم يعيشون يومهم. فإياك أن تعيش في هذه الدنيا من أجل أن تأكل وتشرب وتتزوج وتنجب ثم تموت وتنتهي قصة حياة الإنسان على هذا النحو.


سأحكي لكم قصة حياة إنسان،

هو دخل المدرسة، لأن أباه وأمه طلبوا منه ذلك وكان صغيراً، المهم دخل المدرسة وواصل فيها حتى وصل إلى الثانوية العامة، وقال له أبوه وأمه يجب أن تذاكر من أجل الحصول على مجموع كبير حتى تستطيع الالتحاق بكلية مناسبة، فذاكر وذاكر حتى انتهى من الثانوية العامة وظهرت النتيجة، وقالوا له مجموعك يناسب هذه الكلية، فقدم أوراقه للالتحاق بها، ودخل هذه الكلية حتى وصل إلى آخر سنة و قالوا له:حاول أن تحصل على تقدير مناسب آخر العام لكي تقدر على الالتحاق بشركة مناسبة للعمل بها، فذاكر على قدر جهده حتى تخرج، فقالوا له مجموعك يناسب شركة معينة للالتحاق والعمل بها، فذهب ليعمل في هذه الشركة، حتى قال لهم أنه يريد أن يتزوج، فسألوه: بمن تريد أن تتزوج؟ فرد وقال: زوجة بنت حلال و تعجبني، فتزوج، وبعد فترة أنجب منها أولاداً، وظل يعمل ويعمل من أجل الحصول على نقود من أجل الأولاد.... ثم مات.....

انتهت القصة. أليست هذه قصة معظم الناس؟ جاء ومشى وانتهى موضوعه على ذلك.

ماذا أضاف؟ ماذا فعل؟ ماذا كان دوره؟ ماذا كانت أهدافه؟ ماذا أضاف لهذه الدنيا؟ ماذا فعل ولما خطط؟

أريدك أن تتخيل شيئاً يا من ليس لك هدف، تخيل معي هذا المنظر: بفرض أنك مت الآن، وجاء ناس ليحملوك في نعشك, و أقرب أربعة من أصدقائك يتكلمون عنك الآن، وأنت بداخل النعش وهم يتحدثون عن إنجازاتك، وماذا عملت في الدنيا. يا ترى ماذا سيقولون؟ أتسمع ما يقولون؟

"لم يفعل شيئاً". يا ترى ماذا سيقولون عنكِ؟ هل فكر أحد في هذا من قبل؟ إنك ستدخل قبرك ومعك إنجازاتك، أما نقودك وأولادك فسيرجعون ولكن الذي أضفته أنت إلى الدنيا وفي حياتك هو الذي سيدخل معك،أهدافك ماذا كانت؟ وماذا فعلت؟ هل فهمتم هذا المعنى يا جماعة؟ لا يصلح أن تعيش في هذه الدنيا بدون أن تضيف، بدون أن تترك بصمة، لا يصلح أن تقول نحن نعيش والسلام، والدنيا هي التي تحركنا. فلماذا أعطاك الله العقل؟ لكي يميزك عن باقي الكائنات، لتحرك أنت الدنيا، لا لتتركها تحركك.

للأسف، لو نزلنا الآن إلى الشارع وسألنا الناس، ما هي أهدافكم في الحياة؟ وأعطيناهم الميكروفون، فماذا سيقولون؟ معظمهم سيتهته ويرتبك و لن يعرف بم يجيب، ولا يمكن لنا ما دام هذا القيد موجوداً حول أعناقنا أن ننجح.

أما لو كان لكل واحد منا، رجلاً كان أو امرأة، هدف واضح، يصب في مصلحة بلده ودينه،فلا بد أن ننجح.

فلابد منفك هذا القيد من رقابنا: قيد انعدام الهدف ، وعندها ستتحقق:

أ‌- الجدية.

ب‌- تحمل المسؤولية.

ت‌- الإيجابية.

ث‌- الإحساس بالوقت.

فلو تم فك هذا القيد سيحدث تغير غير عادى في حياتنا. أتدرون كيف تتم تربية الأطفال في الغرب؟ منذ عمر 9 سنوات إلى 12 عام، في هذا العمر الصغير الذي نعتبره في بلادنا عمر أطفال، يأخذون حصة كل أسبوع في بعض المدراس في الغرب، أتعلمون ما اسم هذه الحصة؟

حصة "ما هو هدفك في الحياة؟" يا جماعة نحن عندنا أفراد يبلغون من العمر 35 عاماً ولا يعرفون الإجابة على هذا السؤال. عرفتم الآن لماذا ينجحون ولا ننجح؟

يدخل الطفل المدرسة، فيسألونه: ما هو هدفك في الحياة؟ فلا يعرف الإجابة على السؤال، و في الحصة التالية يتكرر الأمر، فيبدأ الطفل يشعر أنه مضطر لأن يجيب، فيبدأ في قول أي شيء لكي يخرج نفسه من الموقف. فيقول شيئاً، فيقولون له ماذا تحب وما هي مهاراتك؟ فيحركونه بطريقة صحيحة،

• فإذا كان يريد مثلاً أن يكون أحسن رسام، يحاولون أن يروا طريقة رسمه.

• أو مهندساً، فيحاولون تشغيله على الكمبيوتر لمعرفة مهاراته.

فيبدأ طوال العام في تغذية هذا الهدف حتى يجيء الصيف، فترسل إدارة المدرسة إلى أبويه مذكرة أن ابنهم قال أن هدفه في الحياة كذا، ويجب أن تنموا في الصيف هذا الهدف . ويرجع إلى المدرسة في العام التالي ومعه شهادة من أبويه أنه تم تدريبه على كذا وكذا، فهم يقومون ببناء الإنسان. والله بناء الإنسان أصعب بكثير من بناء العمارات و المصانع والسدود. أن تبني إنساناً عنده رسالة وعنده هدف، فالطفل عندهم يعمل بجدية حتى إذا بلغ 12 عام, يكون هدفه واضحاً: أنا سأكون أحسن مهندس كمبيوتر في البلد، أو أحسن روائي يكتب قصصاً في البلد، ويبدأ الموضوع و يكبر مع الطفل عاماً إثر عام ويبدأ الحلم يكبر، وأحلام الطفولة تتحول إلى حقائق، ويجد الطفل نفسه وعنده هدف في الحياة.
شام
شام
نكمل الآن :

يا آباء ويا أمهات، إذا كانت مدارسنا لا تفعل ذلك، فأرجو أن تفعلوا ذلك مع أولادكم، وهيا بنا نصنع هدفاً في الحياة. هل إلى الآن و أنت تبلغ من العمر 40 أو 45 عاماً، هدفك ليس مكتوباً و غير واضح ومشوش أمام عينيك، إذن أرجوك أن تدرك الجيل القادم، وابحث عن مهارات إبنك من الآن، وماذا يجيد واغرس فيه: "يا بني يجب أن يكون عندك هدف"، وتبدأ في تصعيد هذا الموضوع معه.
ر يا جماعة أنا أقول هذا الكلام و هو يؤلمني، إن المسلمين الذين أعطاهم قرآنهم ودينهم أهدافاً واضحة والقرب من الله ودخول الجنة، أصبحوا يعيشون هكذا في الحياة مثلما تحركهم الدنيا، مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كغثاء السيل). ولماذا ذكر النبي كلمة غثاء بالذات؟ لأن كلمة غثاء؟ أي من ليس له هدف، أي الزبد الذي يوجد على وجه المياه ثم يتلاشى، والماء يجرفه، كالإنسان الذي ليس له هدف، الدنيا تحركه.

سأحكي لكم شيئاً تعلمونه جميعاً وهي قصة الأطفال (آليس في بلاد العجائب)، فمن ضمن أحداث القصة أن آليس تمشي وتقابل صديقها الأرنب في الطريق فتقول له وهي عند منطقة بها مفترق طرق، هذه القصة يا جماعة تُدرس للأطفال، ووقفت وسألت الأرنب: أي طريق أمشي فيه؟ فسألها الأرنب: إلى أين تريدين أن تذهبي؟ فقالت له: لا أعرف. فقال لها: طالما أنك لا تعرفين، فامشي في أي طريق، فلا فرق، يا آليس يجب أن تعرفي إلى أين أنت تذهبين. هذا الكلام يقال للأطفال في كارتون في قصص حتى عندما يكبر الطفل يكون عنده هدف.

أنا مرة أخرى أعيد نفس السؤال وللمشاهدين وأرجو ألا يتضايقوا مني، هل كتبت هدفك؟ هل تعرف ماذا تريد؟
الشاب الذي يسمعنى الآن ما هو هدفك؟ مكتوب في ورقة؟ معلق على حائط في حجرتك؟ و أن هدفك كذا وتسعى له والخطة التي ستوصلك إليه كذا و الفترة الزمنية لتحقيقه كذا وكذا و بعدها يتحقق؟

أم أنك كتبت هدفك و تعتبره حلماً تنام كل ليلة وتحلم به أحلاماً سعيدة، وأنت لا تتحرك ولا تسعى إليه؟

إن أية شركة في الدنيا لأجل إنشائها، أول كلمة وأول سطر في الشركة، يعنى مثلاً نريد أن ننشىء شركة محمول، ولدينا نقود وتكنولوجيا كافية لإنشاء شركة المحمول، فلابد من فعل شيء قبل البدء، ما هو؟

اكتب مهمة الشركة، هدف الشركة.

يا جماعة الناس من أجل الحصول على المال, لابد أن تفعل ذلك، فتخيلوا إنساناً مكوناً من روح و جسد وعقل وسيقابل الله يوم القيامة وليس له هدف.

أنا تأثرت جداً ذات مرة عندما كنت في أبو ظبي، ووجدت شركة معينة عندما تدخل مصعدهم تجد رسالة مكتوبة تبين هدفهم، تصعد الدرج فتجد أيضاً نفس الرسالة موجودة، تدخل أي مكتب تجد الرسالة موجودة، فما هو الهدف؟ هدف الشركة موجود أمام كل موظف يعمل في الشركة، وأنت يا إنسان مازلت لا تعرف هدفك؟

• شركة مثل شركة "سوني"، شركة من الشركات العالمية منذ 25 عاماً، تخيلوا أنها كتبت هدفها، أتعلمون ماذا كان؟ أن يكون المنتج الياباني هو المنتج رقم واحد في الأسواق الأمريكية، فكتبوا هدفهم وقاموا بتعليقه.

فعندما كان مجلس إدراة الشركة يجتمع ويقدم أي موظف اقتراحاً ، ينظر رئيس مجلس الإدارة إلى الهدف المعلق فوقه على الحائط، ويقول للموظف: هذا الاقتراح ما علاقته بالهدف؟

يا جماعة الناس تنجح هكذا، لا أن نمضي هكذا: ستتزوج بمن؟ والله فتاة تكون شكلها حلو، وعيناها خضراوان و شعرها أصفر. وأنتِ ممن ستتزوجين؟ ستقول:(مافيش حد لاقي، من سأجده في طريقي سأتزوجه، فالزواج أنت تعلم كيف أصبح في هذه الأيام ).

لا، أنا أعلم ماذا أريد، وأعمل من أجل تحقيق هذا الهدف، فلابد أن تكون مواصفات زوجي كذا و كذا وكذا..وهو يعلم أنني من أجل تحقيق هذا الهدف. والمرأة التي سأتزوجها، لابد أن تكون مواصفاتها كذا وكذا، لكي نبني سوياً وأصل إلى الهدف والذي سيوصلني إلى رضا الله ودخول الجنة.

وأنت ما هو هدفك؟ وهل يا ترى كل حياتك تصب في الهدف؟ وهل تخدم كل حياتك من أجل الوصول لهذا الهدف؟

لابد أن تكتب هدفك، ولابد من وضوح الخطة التي ستوصلك لهذا الهدف أمامك. فلكي تكتب هدفك، لابد أن تجيب على سؤال في البداية : أنت لماذا خُلقت؟ فلو عرفت لماذا خُلقت من الأصل، ستعرف كيف تجيب على هذا السؤال. ولاحظوا: لو سألت الناس: لماذا خُلقتم؟ ستجد إجابات غير واضحة، فيقولون: ماذا تعني لماذا خُلقت؟ فهل هذا سؤال؟

• ليؤدى مهمة عظيمة في الحياة، فما هي؟ لا أعلم.

أنت لماذا خلقت؟ لتأدية رسالتي في هذه الدنيا. فيقول: دعني أفهم كلاماً محدداً وواضحاً.

فالعلماء على مر التاريخ ظلوا يسألون هذا السؤال، لماذا نحن خُلقنا؟ ولا أحد لديه إجابة واضحة إلا الإسلام.

• أفلاطون، فكر ودرس وفي النهاية قال لماذا خُلقنا؟ لأن الله خلق الكون ثم نسيه بعد ذلك!! ..........فمن أجل ذلك يتصارع الناس، لأنهم لا يعلمون لماذا خُلقنا؟ فترد عليه الآية الكريمة بقوة: "وما كان ربك نسيا". الذي ينزل قطرة المطر لكل فم وكل فرد في نفس اللحظة يكون نسيا؟ أبداً.

• كارل ماركس، قال لماذا خلقنا؟ أجاب بكلام صعب جداً، فقال: أراد الله أن يلهو ويلعب وخلق الناس لكي يتصارعوا، فيسعد و يضحك منهم. معاذ الله! فترد عليه الآية الكريمة: "أفحسبتم أننا خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون؟ فتعالى الله الملك الحق" الله لا يصدر عنه العبث أبداً، الحكم العدل لا يمكن أن يصدر منه عبث أبداً.

• إيليا أبو ماضي، كتب شعراً وقصيدة اسمها " قصيدة الطلاسم"، وغُنيَّت بعد ذلك، لكنه عندما كتبها قال: "جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت... ولقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت،( كثير من الناس بداخلها هذا المعنى، هكذا نعيش حتى نموت، وقد نصلي، ولكن نحن نعيش والسلام) وسأبقى سائراً إن شئت هذا أو أبيت.... كيف جئت؟ لست أدري... أين أذهب؟ لست أدري. لماذا جئت؟ لست أدري. ويسميها "قصيدة الطلاسم".

أنت لماذا خلقت؟ فلو عرفت لماذا خلقت، ستعرف كيف تضع هدفك جيداً. أوضح من رد على هذا هو القرآن، وحدد بوضوح جداً جداً: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ"، فما معنى ذلك يا رب؟ أن يظل الخلق ليلاً نهاراً يعبدون ويصومون؟؟...لا، ليس كذلك. فمعنى الآية: أن تمارسوا حياتكم بشكل طبيعي، ولكن أن يكون هدفكم ونيتكم في النهاية إرضاء الله تبارك وتعالى.

• تريدين إنجاب أطفال؟ أنجبي، ولكن لماذا؟ حتى ألعب وألهو معهم؟ لا، أنا أريد أن أنجب أطفالاً لكي أعدهم لله تبارك وتعالى، وهذه النبتة الصغيرة تكون إما ( فاطمة أو علياً أو صلاحاً أو محمداً). هذه النبتة الصغيرة تعز الإسلام وتنصر المسلمين في يوم من الأيام.

• أنت لماذا تريد أن تجمع المال؟
لكي تسعد به؟ لا، أنا أريد أن أقوم بمشاريع لبلادنا، وأحقق نجاحات للمسلمين، وأشغل الأفراد الذين يعانون من البطالة، ولأنفق في سبيل الله، وأكون قد حققت "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".

• لماذا تريد أن تكون غنياً؟ لماذا تريد أن تكون صاحب شركة؟ لماذا تريد أن تكون من الأوائل في كليتك؟ أريد أن أفعل شيئاً في الدنيا ولكن من أجل "يعبدون"، وإرضاء الله.

فمن روعة الإسلام أنه استوعب كل مجالات الحياة الخاصة بالدنيا. فتريد أن تتعلم أو تتزوج أو تنجب أطفالاً أو يكون معك نقود، فالرسول ذكر كل واحدة من هذه في أحاديثه:

• نعم المال الصالح للرجل الصالح.

• خيركم خيركم لأهله.

• من بات كالاً من عمل يده، بات مغفوراً له.

فإذن: حدد هدفك، ولكن اجعله في النهاية إرضاءً لله، لأنك خلقت من أجل ذلك.

1- أريدك أن تكتب هدفك.

2- أن يكون هدفك موصولاً بالله تبارك وتعالى.

3- ألا يكون هدفاً أرضياً، بمعنى أريد أن يكون معي نقود و هكذا ننتهي، بل تريد أن يكون معك نقود من أجل الله والإسلام وبلدي، وتستمر في وضع هدفك بهذه الطريقة.

• فكيف نضع الأهداف؟

• وكيف أكتب هدفي؟

• وكيف أحقق الهدف؟

قبل الدخول في تفاصيل كيفية كتابة الهدف ونتفق عليه سوياً، أريد أن أقول لكم فكرة، وهي أن من ليس له هدف هو إنسان ساكن في مكانه، فالدنيا بأكملها تتحرك، وهو لا يبذل مجهوداً وليس عنده هدف، فلا يخطط ولا يتحرك، فهو ساكن في مكانه. يا جماعة الدنيا كلها من حولنا تتحرك: "الشمس تجرى لمستقر لها"، تعلم إلى أين تذهب، الكون كله من حولنا يتحرك، وأنت ساكن مكانك.

ليس هذا فقط, فالكون الخارجى يتحرك، وأنت من داخلك تتحرك، فخلايا الشفاه تتغير الآلاف منهاكل يوم. خلايا الكبد والجلد تتغير مرات عديدة، فالكون من حولك يتغير، وأنت من داخلك تتغير، ولكنك أنت ساكن مكانك لا تتحرك. أتعلم ماذا سيحدث لك بعد قليل؟ ستشعر بغربة في الكون، أليس كذلك؟ ثم بعد ذلك تشعر باكتئاب, لأنك واقف مكانك لا تتحرك، وهذا هو حال المسلمين الآن. فالدنيا كلها تتقدم ومازال ليس عندنا أهداف، فأصبحنا غرباء في الكون يا مسلمين، لأنه ليس لدينا هدف نذهب إليه، سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى بلادنا كلها.

أتدري مثل ماذا نحن الآن؟ نحن كالتلميذ الذي دخل الفصل، فقال المدرس: جميع الطلبة تقرأ هذا الكتاب حتى نتناقش فيه في الأسبوع المقبل. فجاء كل التلاميذ كلهم وقد قرؤوا الكتاب، وأنت لم تقرأ، أتدرى ماذا سيحدث لك؟ ستجد كل الناس تتناقش وأنت جالس لا تفهم شيئاً، وبعد قليل ستشعر بغربة، ثم ستشعر بالاكتئاب والفشل واليأس؟ أصحيح ذلك؟ هذا هو حالنا كمسلمين وأفراد.

ضعوا أهدافكم يا شباب، مازلتم شباباً.

• فمن سيقول أنه سيفوز ببطولة ويمبلدون بعد 5 سنوات؟

• من سيقول أنه سيخترع كذا؟

• من سيقول أنه سيصنع أحسن شركة تنتج كذا؟

• من سيقول أنه سيحصل على جائزة نوبل مثل الدكتور أحمد زويل في كذا؟

• من سيقول أنه سيكون أحسن كاتب روائي في كذا؟

أين الأهداف؟ عندنا آلاف الخريجين من الكليات كل عام، فرحين ويظنون أنهم حصلوا على الشهادة الكبيرة و انتهى. أنت لن تتميز إلا بأهدافك .

أنا في الحقيقة أوجدت على الموقع عندي فكرة، فقلت للشباب: كل واحد يكتب هدفه في الحياة، وأخذت في تجميع ما قاله الشباب وجئت إليكم اليوم ومعي عينة من الشباب وماذا قالوا؟

• شاب قال:أنا ضائع, والله العظيم أنا ضائع 100%, كتبها في حدد هدفك في الحياة.

• شاب آخر قال: أنا باختصار هدفي أن يكون عندي أكبر شركة إنتاج إعلامي موجهة للأطفال.

• آخر كتب: إن هدفي أن أتخرج من مجال علم النفس وعلم الاجتماع, لأني أرى جانب التربية وعلم النفس و علم الاجتماع في بلادنا مُغيب وضعيف فأنا أريد أن أتميز في هذا الموضوع.

أرأيتم كيف تفكر الناس وماذا تقول؟

• آخر قال: أنا عمرى الآن 48 عاماً، فهل من المعقول أن يبدأ الإنسان حياة جديدة و يكون عنده هدف في مثل هذا العمر؟ وأنا أقول له:صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدؤوا و هم في عمر الخمسينات، ونجحوا وأصبحوا من الشهداء ومن كبار التابعين.

• فتاة عمرها 13 عاماً أرسلت تقول: هدفي القريب أن أكون الأولى في البحرين في الثانوية العامة بعد 3 سنوات تقريباً، وهدفي الثاني أن أحفظ القرآن الكريم، وسيستغرق هذا سنة بعد الثانوية العامة إن شاء الله..أرأيت الفرق؟

• آخر كتب يقول: موضوعك هذه المرة عن هدفك في الحياة، وضعني أمام المرآة, ورأيت نفسي على حقيقتها وصُدمت وأصابني الإحباط وبدأ اليأس، فليس لي هدف في الحياة.

• يقول آخر: هدفي بناء قرية لذوي الاحتياجات الخاصة.

• أخرى تقول: هدفي الآن أن أحفظ القرآن، ثم بعد ذلك أقوم بتحفيظه لأكبر عدد من الناس، وبدأت في حفظ صفحة كل يوم.

• آخر قال: هدفي خدمة المسلمين، كلام غير واضح، فماذا تقصد؟

• أخرى ذكرت: أنا ممرضة، والتمريض مهنة إسلامية تُذكرني بالسيدة رُفيدة، وهدفي أن أحصل في يوم من الأيام على جائزة لأحسن ممرضة في العالم.

أتفهمون ماذا أريد أن أقول؟ أنا أريد أن أقول إن هذه نماذج.

فماذا عن الأفراد الموجودة معنا الآن في الأستوديو، ما هي أهدافكم؟

• " بسم الله الرحمن الرحيم, هدفي إذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، أستحق أن أكون من المسلمين وأن أكون قد حافظت على الإسلام."

• آخر يقول: أنا هدفي واضح وصريح، وأشكر الأستاذ عمرو وأدعو الله تبارك وتعالى أن يرزقني حلاوة لسانه ويهديني لأحسن الأخلاق.

• آخر قال: هدفي هو " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا وأنتم مسلمون" ، فتقبل الله حُسن العمل.

• أخرى تقول: بعد مشاهدتي لفيلم الكارتون, هدفي في الحياة أن أقدر أن أوصل أفكاراً تفيد المسلمين والإسلام.

أنا يا جماعة أريد أن أقول: إن الناس مازالت ما بين أناس في أذهانها أمور واضحة، وأناس في أذهانها أمور مُشوشة، وأناس ليس في أذهانها شيء نهائياً. ونحن هنا نريد أن نقول يا جماعة، يا شباب، لازم تكتب هدفك، يا نساء، يا كبار، يا أطفال، لا يصلح أن تكون مسلماً وإنساناً إلا ولك هدفك في الحياة، وقد كتبت هذا الهدف وصار واضحاً في ذهنك كيف ستحققه؟ وانظروا إلى نماذج لأفراد كان عندها أهداف، والله يا جماعة, بمجرد أن يكون عندك هدف، وتبدأ في التحرك نحوه، وتبذل جهدك له، سيُعينك الله ولابد أن تحققه. أتتذكرون القاعدة التي نقولها في كل مرة:

(لا يضع أحد في ذهنه فكرة وهدفاً، ويعيش عليها، ويصر عليها، ويبذل من أجلها، إلا وحققها)

الآية واضحة: " من يُرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها ", فالموضوع يحتاج إلى إرادة، فالله لم يقل من كان يتمنى، يُرد وليس يتمنى، يُرد من الإرادة أي سيبذل مجهوداً، فالله يعده.

وكأنك لو حذفت كلمة الدنيا والآخرة, ستجد الآية تقول: " من يُرد نؤته"، وانظروا إلى نماذج لأفراد من تاريخنا، مثل:

1- الإمام النووي، كان عنده هدف في الحياة جميل جداً، أن يجعل كل المسلمين على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الفكرية يحبون سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، سواء المثقف منهم أو الجاهل. فأخرج منهجاً تدريبياً يصلح لجميع المسلمين، (على فكرة النووي توفي وعمره كان 40 عاماً فقط، ولم يتزوج) فألف كُتيباً صغيراً اسمه الأربعين النووية للمبتدئين، وكتاباً آخر كلنا نعرفه وهو رياض الصالحين للمتوسطين، وكتاباً آخر أسماه شرح صحيح مسلم للعلماء والمفكرين ومجلدات كبيرة جداً، وهو الذي قام بتأليف كل هذا، مثل المنهج المدرسي للمبتدئين ثم الإعدادي ثم الثانوي ثم الجامعة ثم الدراسات العُليا، وهو رجل واحد: الإمام النووي، لأن هذه كانت نيته .

2- عمر بن عبد العزيز: انظر ماذا يقول عن نفسه؟ ((إن لي نفساً تواقة، أي طموحة جداً، نفس لا تهدأ ولا تكتفي بشيء، فطموحاتي وأهدافي عالية جداً، فيقول: اشتقت يوماً لأن أتزوج فاطمة بنت عبد الملك، لنبني بيتاً للإسلام. أنا أعلم أنها امرأة طيبة و تزوجتها، فنجحت, فاشتقت بعد ذلك أن أكون والياً على المدينة، لأحكم في مدينة رسول الله بالعدل. فصرت والياً على المدينة. فاشتقت بعد ذلك أن أكون خليفة للمسلمين،لأحكم كما حكم الخلفاء الراشدون، فصرت خليفة للمسلمين. واليوم إلى ماذا تشتاق يا عمر؟ أشتاق إلى الجنة، أنا نفسي دائماً تتطلع ولا تقف، يا من هدأ وسكن وقال ( إحنا عايشيين وخلاص)..انظر إلى عمر والطموح.

3- محمد الفاتح، 26عاماً، فتح القسطنطينية، لأنه كان يحلم بذلك الحلم.

4- سأروي لكم قصة عجيبة جداً، كان هناك شخص في الأندلس يُدعى مروان الحمّار، أي أن مهنته أن ينقل الناس من مكان إلى مكان على الحمار، مثل التاكسي، مهنة بسيطة جداً جداً، فكان يجلس ومعه اثنان من الحمّارين، فقال لهم: فليقل كل واحد أمنيته. فضحكا، وقالا ما معنى أمنية؟ فقال: أمنيتي أن أكون حاكماً للأندلس، فضحكا منه، ولكن أحدهما شعر أنه يتكلم بجدية وقال له: إذا نجحت فاجعلني كبير الحمّارين، أما الآخر فسخر منه وقال: إذا نجحت فاجعلني أركب الحمار بالمقلوب وطُف بي في البلد ليضحك مني الناس. ودارت الأيام، ودخل مروان الحمّار الشرطة، وتدرب إلى أن أصبح رئيساً للشرطة، ثم التحق بالوزارة إلى أن أصبح رئيساً للوزراء، وبعد ذلك نجح وكبر اسمه وأصبح الحاكم، وأصبح اسمه المشهور الحاجب المنصور، فقاد الأندلس، ثم نادى الحمّارين الاثنين، وقال للأول: أنت ستكون كبير الحمّارين، ولو كنت قد طلبت المزيد لأعطيته لك. أما الثاني فقال له: سأعطيك ما طلبته وسأقوم بالطواف بك بالمقلوب على حمار، لكي يضحك عليك الناس.

يا جماعة،أين أهدافكم؟ بغض النظر عن أن الحاجب المنصور كان طيباً أم لا، لكن الفكرة: من عنده هدف ويسعى إليه سيحققه.

يبقى لدينا آخر جزء في الحلقة، وسنحتاج إلى ورقة وقلم، لماذا؟ لأن كلامنا سينفذ عملياً.

شروط الأهداف:

1- أن يكون هدفك واضحاً ومحدداً وقابلاً للقياس، ليس بغامض (أو مائع)، فما هو هدفك؟ خدمة المسلمين؟ هذا ليس هدفاً واضحاً، وهو غير قابل للقياس. ياجماعة هذا الكلام من كتب علمية.

2- أن يجمع بين شيئين: الطموح والواقعية: هدفي أن أنجح في الثانوية العامة...فما هذا الهدف؟ كل الناس ستنجح، وهل تنوى السقوط؟ أين الهدف الطموح؟ أريد أن أكون من الأوائل وأحصل على جائزة نوبل، وعلى شهادة دكتوراه في كذا، هدف طموح وواقعي وليس وهمياً. مثلاً: أريد بعد عام أن أمتلك قناة فضائية وهو مازال في الثانوية العامة.

3- أن يكون الهدف ليس للأنا وحسب، بل هدف مفيد للمجتمع وللبلد وللمسلمين. فالهدف الذي للأنا وحسب، هدف قصير، فشخص يقول: أنا هدفي أن أربي أولادي..جميل طبعاً، ولكن احذر!..عندما يتزوج الأولاد وينجبون، كيف ستشعر بنفسك ؟ ستعيش يائساً، والكبار يشعرون بذلك. فالولد تزوج و أنجب وسافر ونجح، فأين بقية هدفك؟ شخص يريد أن يكون عنده شركة كبيرة لنفسه، فتم بناء الشركة الكبيرة، وماذا بعد؟ لا شيء، فيتقاعد. ولكن كلما كان هدفك المجتمع و البلد والمسلمين، سينتهي عمرك ولن ينتهي هدفك. أرأيت الطموح والأهداف الكبيرة؟ وكلما كانت مرتبطة بإرضاء الله ونجاح بلادك، كان الهدف أكبر.

4- أن تؤمن بالهدف إيماناً لا ينقطع، ويملأ كل حواسك وكل إمكانياتك. إيمانك بالهدف بأن تكون مثل النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لأبي طالب: "والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الدين، ما تركته حتى يُظهره الله أو أهلك دونه." أرأيت الأهداف؟

هذه هي المواصفات الأربع للأهداف.

النقطة التالية: ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر فيك لكي تحقق هدفك؟

1- الأمل والتفاؤل: ففي ديننا باستمرار تجد كلمة البُشرى في القرآن، والنبي كان دائماً متفائلاً وعنده أمل ويستبشر.

2- الصبر ثم الصبر ثم الصبر: فاصبر وإياك أن تيأس، وإياك والعجلة. لقد جاء سيدنا خباب بن الأرت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحبو ويقول له: يا رسول الله، ألا تدعو لنا؟ فغضب النبي واحمر وجهه وقال ما معناه: أن من كان قبلكم، كان يُنشر بالمناشير، لا يرُده ذلك عن دينه، والله ليُتمنَّ الله هذا الأمر، ولكنكم تستعجلون. فاصبر وستحقق هدفك، ولكن المشكلة أن الشباب يحاول مرة أو مرتين فيفشل، فييأس ويقول لا فائدة. حاول مرات عديدة، فالنبي صلى الله عليه وسلم حاول مع القبائل أعواماً طوالاً ليلجأ إليهم فيمنعوه وينصروه، 26 محاولة أجراها النبي صلى الله عليه وسلم.

3- بذل شديد للجهد: تبذل مجهوداً غير عادي، لا أن تنام وتحلم.

يا جماعة:

* هدف بلا مجهود = أحلام.

* ومجهود بلا أهداف = وقت ضائع.

* هدف + مجهود = تقدر أن تغير الدنيا.

4- قدرة على تخيل تفاصيل الهدف: أي قدرة نفسية على أن تحلم بهدفك وتقول أنك ستفعل كذا وتستمتع بالحلم وتتصور تفاصيل الهدف، .... وسأكون في البطولة الأول، ثم أسجد شكراً لله، وأدعو الله وأكون نموذجياً وأخلاقياً، وسأفعل كذا في اللقطة الفلانية، وبعد تأسيس الشركة سأعمل على تشغيل الناس.....

عندك تفاصيل للهدف و تعيش بداخله، هذه نقطة هامة جداً لتحقيق الأهداف.

5-التوكل على الله، صفة نفسية، لأن الأمر كله بيد الله، أولاً وأخيراً، وهو المُدبر لكل شيء.

النقطة الأخيرة والهامة:

كيف أحقق هدفي؟

انظر معي وأحضر ورقة وقلماً واذهب إلى مكان هادئ بمفردك واكتب كل أحلامك التي تريد أن تحققها، اكتب اكتب، وإياك أن تقيّم بأن هذه لا تصلح، إياك الآن، فالمعوقات في الخارج، وافتح ذهنك وفكر مثلما تريد واكتب كل طموحاتك وأحلامك وأمنياتك، وأنا سأقول لك الآن كيف تُخرج الهدف؟

كتبت هذه الورقة؟ اكتب في ورقة أخرى نقاط القوة فيك ونقاط الضعف فيك، وبصراحة شديدة مع نفسك .

هذا يا جماعة كلام علمي.

* اكتب في نقاط قوتك: الصبر وبذل المجهود وعدم الملل.
* اكتب في نقاط ضعفك: أنك عصبي وسريع التشاجر.
* اكتب في نقاط قوتك: أنك تفهم في المعادلات المحاسبية بقوة.
* اكتب في نقاط ضعفك: أن اللغة عندك ضعيفة.
* اكتب في نقاط قوتك: أنك جيد في الكمبيوتر وتستطيع أن تبحث في الإنترنت.
* اكتب في نقاط ضعفك: ينقصني كذا وكذا من المهارات.
اكتب نقاط القوة ونقاط الضعف وهذه هي الأحلام، و ابدأ في التوصيل بينهم، وأخرج هدفك وسط نقاط قوتك وضعفك بناءً على الأحلام التي تريد أن تحققها. خذ هذه الورقة، (قد يستغرق هذا الموضوع منك ساعتين أو أسبوعين أو شهرين، لا يهم)، المهم أن تستخرج الفكرة " ما هو هدفي؟".

خذ هذا الورق واذهب إلى شخص تثق في قدرته وكفاءته في الحياة وفي حبه لك، واسأله عن رأيه في ما كتبته. لكي تستفيد من خبرته، واسأل كثيراً من أصحاب الخبرة في الدنيا، وقل لهم: هذه أهدافي. وادخل على الموقع عندنا لو شئت ونحن سنساعدك في هذا، فاكتب هدفك وسنساعدك في الوصول إلى هدفك.

وصلت إلى هذا؟

انظر ترتيب الخطوات بالورقة والقلم: مكان هادىء، أبدأ في وضع نقاط القوة والضعف، وأحلامك، وأخرج منهم الهدف الذي تريد أن تحققه ثم ارجع إلى أفراد تستشيرها.

والآن نأتي إلى نقطة هامة:

• حول هذا الهدف إلى أهداف مرحلية: مثلاً : أريد أن أحصل على جائزة نوبل:

الهدف الأول: لا أجيد الإنجليزية، فلابد أن أتعلم لغة، ومدتها عام.

الهدف الثانى: أدرس دورات وأسافر لبلد كذا لمدة سنتين، هذه المحطة الثانية وسأفعل كذا.

• أريد أن أحصل على بطولة كذا في ألعاب القوة، فالهدف رقم واحد: أحصل على البطولة في مدينتي، هذا هدفي في العام القادم، ثم أحصل على معسكر تدريبي.

• أريد أن أكون أفضل مُحفظ للقرآن في العالم، فسأتعلم على يد الشيخ فلان لأكون كذا.

ويتحول الموضوع إلى خطة زمنية بها أهداف فرعية وتخرج خطتك كاملة. هذا هو التخطيط، وهذا هو هدفك في الحياة.

أيها الشباب المشغولون بالامتحانات، لابد أن تحققوا هدفكم، ولابد أن تنجحوا هذا العام، لأن هذا جزء من الهدف. أرجوكم ادرسوا بقوة، لأن صانع الحياة لا يمكن أن يكون فاشلاً ونحن هنا نصنع الحياة. فتريد أن تشاهدنا، اذهب وادرس لتصنع الحياة، ولذلك اخترنا مشروعاً تستطيع أن تفعله في بيتك، لأننا نريدك أن تدرس. وصلنا إلى نهاية الحلقة و نستمر سوياً في مشروعنا الناجح جمع الملابس ونستكمل هذا الأسبوع ونفرز في الشهر المقبل في أول يوليو.

وأرجو أن يكتب كل واحد منكم هدفه ويضع خطته، ويا رب شبابنا ينجحوا في الامتحانات ويتقبل منا وشكراً جزيلاً وأراكم على خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.






لمشاهدة الحلقة : اضغط هنا