الحلقة السابعة : الإتـــقـــان 2
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله...
ها نحن نلتقي ثانية في برنامجنا (صنّاع الحياة)....
ولقد تحدثنا عن الإيجابية...ثم بدأنا نربط الإيجابية بالإتقان....
فكما قلنا من قبل..إننا نريد الإيجابي المتقن...
وطلبنا منكم في الحلقات السابقة أن تقوموا بإرسال تجاربكم الخاصة عن الإيجابية...
وبصراحة شديدة....
كان تفاعل الناس شيئاً ملموساً وواقعاً..لا نستطيع إنكاره أو إغفاله...
فلقد وصل إلي خلال الأسبوع الماضي حوالي 6500 عمل إيجابي....والشيء الأروع أن هذه الأعمال لم تكن أعمالاً فردية....ولكنها أعمال اتسمت بروح الإيجابية..... فيرسل لي شاب يقول لي" لقد قمت وأصدقائي بعمل كذا..." أو تأتي فتاة وتقول" لقد قمت وصاحباتي بعمل كذا..."
فلو حسبنا الأعمال بعدد المشاركين لتعدى الرقم العشرة آلاف أو أكثر...
ولقد قضيت يوماً كاملاً كي انتقي من هذه الأعمال الرائعة نماذج منها لأقوم بعرضها علكم...
فلقد لاحظت أنه عندما عرضت عليكم نماذج إخوانكم الذين أرسلوا لي تجاربهم في الحلقات السابقة...كان التجاوب أكثر...وكان التأثير أكبر....
وكما أقول...وأعيد دائماً....
إن هذا البرنامج ليس لي وجدي ولكنه ملككم أنتم...
فمعاً نصنع الحياة....
ونبدأ الحلقة بعرض للنماذج التي اخترتها لكم من بين آلاف النماذج التي وصلتني...
النماذج الإيجابية:
1. شباب مسلم مهاجر إلى سويسرا...قاموا من باب بر الوطن..بإرسال المستلزمات الطبية التي تحتاجها مستشفيات بلدانهم الأصلية..
2. تعاني المجتمعات المسلمة المهاجرة إلى الغرب...من مشكلة أن الجيل الثاني لا يعرف اللغة العربية..فأرسلت لي إيمان من البرازيل..وفتّوح من فرنسا...وغيرهم بأنهم قاموا بعمل دورات في اللغة العربية لأبناء الحيل الثاني للحفاظ على هويتهم العربية من الاندثار في المجتمعات الغربية...
3. شباب مسيحي قاموما بالمشاركة معنا في الاستقصاء وأرسلوا 260 مشاركة...
4. طبيبات سعوديات يقمن بزيارة أسبوعية لسكن الممرضات اللواتي يأتين من دول جنوب شرق آسيا...و يقمن بإعطائهن دروساً في معاملة المرضى والرفق والرحمة بهم....
5. من شباب الجامعات....قام طلبة جامعة المنصورة بعمل عرض مسرحي عن الإيجابية والنجاح في الحياة....وشاهد هذا العرض حوالي 5000 طالب وطالبة...
6. شباب كلية الصيدلة بجامعة الإسكندرية...قاموا بتغيير سجاجيد الصلاة في مسجد الكلية بأخرى جديدة على حسابهم الخاص...
7. شباب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية...قاموا بتصليح كل ما وجدوه في كليتهم...من أبواب ونوافذ..و شراء سلات مهملات...
8. شباب كلية الهندسة بشبرا...وجدوا أن حوائط الكلية غير نظيفة..فاستئذنوا من العميد وقاموا بدهان حوائط الكلية من جديد..
9. شباب بجامعة القاهرة...كانوا يقوموا بزيارة أسبوعية للمسنين...ولكنهم اكتشفوا أن هؤلاء المسنين يملكون مهارات وخبرات حرفية متعددة...فأخذوا يواظبوا على هذه الزيارات ليتعلموا منهم...
10. شباب فلسطيني جامعي....تعودوا أسبوعياً أن يجتمعوا لمشاهدة حلقة (صنّاع الحياة) وعقب نهاية الحلقة..يتفقوا على عمل إيجابي لكي يقوموا به...ويقوموا بنسخ الحلقة وتوزيعها بسعر رمزي على معظم طلبة الجامعة...
11. طالبات كلية الطب بجامعة الفاتح بليبيا...من كثرة الأعمال الإيجابية التي قمن بها في كليتهن...خصص لهن عميد الكلية غرفة خاصة لهم لكي يخرجوا منها ما يقمن به من أعمال...وقمن بالذهاب إلى الإذاعة الليبية...واتفقن أن يعطيهن مادة أسبوعية لتذاع في الإذاعة عن صنّاع الحياة...
12. بنات من سلطنة عمان...قمن بتكوين جمعية خيرية تسمى جمعية أم المساكين....تيمناً باسم زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام...هذه الجمعية غرضها جمع الملابس القديمة وتوزيعها على الفقراء....
13. سيدات البيوت من منطقة الخليج...قمن بتعليم القراءة والكتابة للخادمات الآسيويات....الأميات...
14. سيدات البيوت صرن يقمن بجمع سيدات البيوت في نفس المنطقة أو البناية التي يسكن فيها لحفظ القرآن...
15. سيدات البيوت قمن بالاتصال بالفنادق لأخذ الطعام وتوزيعه على الفقراء....
16. اثنين من السيدات...ذكروني بعصر الصحابة وبقول رسول الله" الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة"....هاتان السيدات الفاضلتان قمن وهما لا يعرفان بعضهماالبعض...بالتبرع بقطعة أرض ثمنها يقارب 2 مليون جنيه مصري....إلى دار من دور الأيتام....ولقد تسلمت الدار الأرض بالفعل الأسبوع الماضي....
17. أما أطفال المدارس...ففي مدرسة الرضوان بالأردن ..أخذ الأطفال يجمعن من مصروفهم الشخصي ويكفلوا به أحد الأيتام...
18. ونفس الفكرة تمت في أحد المدارس الثانوية بالكويت...
19. بنات في سوريا...قمن بتبني فكرة جمع الأوراق القديمة وعدم رميها...وبيعها إلى مصانع الورق....
20. مهندس جامعي يدعى محمود شريف سعيد...قام بفكرة رائعة وفريدة..وهي زكاة العلم...فلقد وجد أنه متفوق في مادة الرياضيات...فقرر أن يعطي دروساً خصوصية بالمجان لمن يريد من جميع المراحل الدراسية...وقام بكتابة اسمه و رقم هاتفه وبريده الإليكتروني في عمارته وفي المنطقة التي يسكن بها...
21. نفس الفكرة قام بها أحد أساتذة الجامعات واسمه تامر محمود قام بالتبرع لمساعدة المقبلين على دراسة الماجستير في تخصصه...
22. شباب عراقي...في العراق..قاموا بعمل مشروع اسمه (زرّاع الورد) هدفه اسعاد الشعب العراقي الممتحن و مساعدة أبناؤه الذين يرغبون في محو أميتهم أو تعليم مهارات الكمبيوتر...
بصراحة شديدة.....
أنا فرحان....
أنا سعيد بهذه النماذج الرائعة من جميع أنحاء الوطن العربي....
من مصر...الأردن...السعودية...عمان..الكويت..العراق..سوريا..فلسطين..
فماذا تنتظر..أخي في الله...
وماذا تنتظري...اختي في الله...
وأحب أن أذكر هؤلاء الإيجابيين والإيجابيات بأن لا ينسوا أن يجعلوا نيتهم في هذه الأعمال خالصة لله عز وجل...
"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى"...
والشيء الآخر...هو الاستمرارية....فكما قال رسولنا الكريم" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"...
والشيء الرائع..أن الشباب والفتيات الذين قاموا بهذه الأعمال الإيجابية....بدأوا يذوقوا ثمرات النجاح...وبدأوا يحسوا لذته....
فلقد شعروا بأن طاقاتهم الإيمانية قد زادت...وقدرتهم على مقاومة المعاصي قد زادت...وهذا هو هدف البرنامج...أن يجعل لك هدفاً تعمل من أجله طيلة الأسبوع..وليس مجرد شحنة إيمانية تتلقاها في درس أسبوعي تحضره..أو برنامج تشاهده...
وإذا تذكرنا مشروعنا للأسبوع الماضي...وكان هو مساعدة أحد المحتاجين في عائلتك.....فلقد وصلني ما يقرب من 5500 رد...وكانت ردوداً تتسم بالإيجابية....
*********
في غمرة هذه الأجواء المتفائلة......
وصلتني رسالة..شديدة النقد....
يقول صاحبها بلهجة يائسة.....غير مقتنعة....بالبرنامج وبفكرته....وأنها فكرة تستحق أن تكون من رابع المستحيلات....
فالعالم من حولنا قد تغير...والمعوقات صارت شديدة عنيفة...تقهر من أممها كل فرص للنجاح والتغيير....
فلقد انتشر السفه....في كل مكان...فمثلاً ظهر برنامج لتعليم الشباب والفتيات الرقص والغناء....تقدم له أكثر من 70 ألف شاب وفتاة....
واستمر الهجوم...في الرسالة.....
ولكنني أرد عليه.....
أتعني أنه لا يوجد أمل...ولا يوجد حل....
أتعني أنه من الأجدى أن نجلس ونضع أيدينا على خدودنا...ونقول لا يوجد أمل...سنظل هكذا خاضعين ومستكينين...ونموت أذلاء ضعفاء.....
كلا.....
إن التغيير سيأتي من داخلنا...كلنا نملك القدرة على التغيير ولكن بشرط وضع هدف لنا..نقاتل من تحقيقه...ونثابر عليه...
ولكي أقنعكم بطريقة أخرى....
لو تخيلنا وجود دائرتين:
• الأولى: هي داثرة المعوقات الخارجية...وهي شديدة الصعوبة
• الثانية: وهي بداخل دائرة المعوقات وتسمى دائرة التأثير....أي ما تملكه أنت من مواهب تؤثر بها على من حولك من الناس...
وإذا نظرت إلى دائرة المعوقات..يظهر لك أنها شديدة الضخامة.... بينما دائرة تأثيرك صغيرة....
وإذا ظللت تنظر لدائرة المعوقات وتقول إنها كبيرة جداً...فستظل دائرة تأثيرك صغيرة...
ولكنك إذا نظرت إلى دائرة تأثيرك وتفكر وتقول..ماذا أملك من مهارات...وماذا امتلك من قوى لكي أؤثر بها على من حولي...فستزيد دائرة تأثيرك شيئاً فشيئاً....وستتقلص دائرة المعوقات بالتدريج...حتى تنهار هذه الدائرة من ضغطك المتواصل عليها...
ولو عدنا إلى رسولنل الكريم لوجدنا أن هذا هو ما قام به عليه الصلاة والسلام...فلقد كانت المعوقات شديدة في بداية الإسلام..فالكعبة تمتليء بالأصنام التي يصل عددهاإلى 360- صنم..فماذا فعل...بدأ بتوسيع دائرة تأثيره...بالأخذ بيد الشباب الصالح إلى الدين...وشيئاً فشياً ازدادت المقاومة ودخل في دائرة تأثير النبي بلايين المسلمين إلى أن تقوم الساعة...
ويمكن أن نبدأ بتوسيع دائرة التأثير من داخل بيوتنا بحسن تربية الأبناء...وتنشئتهم تنشأة صالحة.... وهذا هو مجرد رد لكي نزيح من على صدورنا روح الإنهزامية والسلبية...ولننهض..فالخير قادم لنا وللمسلمين...
**********************************
نبدأ الآن في استكمال الحديث عن الاتقان...
فكما سلف وقلنا..إن الاتقان والإيجابية هما وجهان لعملة واحدة....
ونحن نريد أن الإيجابي المتقن....
وللأسف الشديد..لم يعد المسلمين متقنين في أي شيء من حياتهم بدءاً من عباداتهم وعلاقاتهم الشخصية إلى دراساتهم و أعمالهم...ومنتجاتهم....
وصار من السهل أن تجد أناس حياتهم بأكملها تتسم بعدم الاتقان...
• وصرت تسمع قول هذا أو ذاك: (يا عم مشّي حالك...هو فيه حد شايف)..
• ويرد الله عز وجل عليه بقوله تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"..
• ويأتي آخر ليقول:(إن الناس تريد الحاجة الرخيصة..والركيك هو الذي يباع)...
• فيرد الله عز وجل بقوله تعالى:" فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
• ويأتي أخر ليقول:(أنا باشتغل على قد فلوسهم)....
• فيرد الله عز وجل علبه بقوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" ....
• فيأتي شخص آخر ويقول:( ما هي الناس كلها ماشية كدة)....
• فيرد الله عز وجل بقوله تعالى:"وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً"...
• ويأتي آخر ليقول:( مش مهم الرتوش)...
• فيأتي الله عز وجل ويقول:" لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم"
• فيأتي آخر وينطق بروح اليأس:(ما هي الناس اتخرجت وواقفة بالطوابير...ولا فيه شغل ولا حاجة..وكله محصّل بعضه)...
• فيرد الله عز وجل ويؤكد:" إنا لا نضع أحر من أحسن عملاً"
أود الآن أن أقص عليكم هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..فكلنا نعلم أن أكثر موقف بكى فيه رسول الله هو يوم وفاة ابنه إبراهيم...وبعد دفن إبراهيم...وجد رسول الله أن قبره به فرجة أي غير متساو...فطلب من الرجل الذي حفر القبر أن يسوي هذه الفرجة...فتعجب الرجل وسأل الرسول وهل تنفعه ...فرد عليه الرسول بقوله:"أما إنها لا تنفعه ولا تضره ولكنها تسر عين الناظر"....
فتخيل أن النبي في هذا الموقف الرهيب..وهو يهتم بالرتوش...يهتم بالإتقان...
والله عز وجل يحب مننا أن نكون متقنين كما قال الرسول الكريم :"إن اله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"...فكيف لا نكون كما يحبنا الله أن نكون...
*************************
وبعد تفكير عميق....وجدت أن أسباب عدم الإتقان هي أربعة أسباب:
1. تعمد عدم الاتقان لتحقيق مكاسب مادية..
كالميكانيكي الذي لا يتقن في صيانة السيارات...والطبيب الذي لا يعالج المريض جدياً...وهنا أقول إن هذا المال هو مال حرام....وكل لحم نبت من حرام فالنار أولى به...
2. الجهل.
3. الإهمال والتكاسل.
4. عدم إدراك لذة الإتقان..
******************************
كيف أكون متقناً؟
توجد 4 عوامل تساعد على الإتقان...
1. أن يكون عندك هدف في الحياة..
2. إرادة قوية جداً..
3. الصبر..
4. العلم أو الخبرة..
وهي نفس عوامل تحقيق الإيجابية....فهي وصفة صناعة النجاح ...
-------------------------------------------------
والآن سأقص عليكم قصة إنسان...امتلك هذه العوامل الأربعة..فنجح نجاحاً غير عادي...
نجاح مبهر منقطع النظير....
هذا الرجل هو محمد الفاتح....القائد المسلم الذي فتح مدينة القسطنطينية...
وما هي القسطنطينية؟
هي مدينة عظيمة تصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود....وتصل بين قارتي آسيا وأوروبا...هي من أعظم المراكز التجارية في العصور الوسطى..
قال عنها نابوليون إنها تصلح لتكون عاصمة للعالم أجمع لموقعها الفريد...
ومن يستطيع السيطرة عليها يملك العالم..
ولهذا كان الصراع بين المسلمين والرومان عليها على أشده...واستمرت محاولات المسلمين منذ عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحتى عصر محمد الفاتح...حوالي 800 سنة...
ولكن المدينة كانت محصنة بطريقة يستحيل على أي جيش أن يقتحمها بالوسائل التقليدية....
وسائل حماية القسطنطينية:
• فالمدينة عبارة عن مثلث...تحيط به مياه البحر من ناحيتين ومن الناحية الثالثة سورين وخندق مائي...
• كانت المدينة محاطة بسورين وخارج السورين يوجد خندق مائي عرضه 60 قدماً وعمقه 10 أمتار...
• ثم يأتي السور الأول وارتفاعه 25 قدماً وسمكه 10 أمتار...
• ثم يأتي السور الثاني وارتفاعه 40 قدماً ويحتوي السور على عدد من أبراج الحراسة ارتفاع كل منها 60 قدماً...وسمك جدار السور 15 متراً..
• يحمي المدينة من ناحية البحر 400 سفينة...
ولكن لماذا كان إصرار المسلمين على فتح القسطنطينية؟
1. لأهميتها العسكرية الهامة..
2. لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له" الحديث الثاني:"لتفتحن القسطنطينية على يد رجل...فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها"
لهذا كان عدد محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية 10 محاولات في 800 سنة...
محاولات فتح القسطنطينية:
1. في عهد عثمان بن عفان..
2. في عهد معاوية بن أبي سفيان..
3. في عهد معاوية بن أبي سفيان..
4. في عهد سليمان بن عبدالملك..
5. في عهد هارون الرشيد..
بالإضافة إلى محاولات أخرى...
واتسمت أولى المحاولات بمشاركة عدد كبير من الصحابة أمثال عبدالله بن عمر..عبدالله بن عباس..وأبو أيوب الأنصاري..واستمر حصارها 7 سنوات..وتوفي هناك أبو أيوب الأنصاري..وطلب أن يدفن إلى أقرب نقطة ممكنة من سور القسطنطينية...رغبة في أن يجعله الله من ضمن الجيش المغفور له...
ظهور محمد الفاتح:
كان محمد الفاتح في صغره غير محب للعلم...ولهذا أحضر له والده المعلمين ليؤدبوه ويعلموه....
وقام معلمه بغرس حب الاستقامة...والدين ونصرة الإسلام فيه من الصغر...
وأخذ يزرع فيه فكرة أن يكون هو قاهر الرومان وفاتح القسطنطينية...
وبدأ يعد نفسه لهذه المهمة الشاقة...
فحفظ القرآت الكريم....ثم أتقن 5 لغات...العربية والتركية والفارسية واللاتينية والإغريقية القديمة..
ثم تعلم الفلك والجغرافيا والتاريخ...وتعلم فنون الإدارة...والفنون الحربية..حتى صار فارساً مغواراً لا يشق له غبار...
ثم أتى معلمه..فروى له حديث الرسول...وزرع فيه أن يكون هو هذا الرجل الذي يفتح القسطنطينية....
فبدأ يحصل على العلم
والخبرة....والهدف..والإرادة...والصبر والمثابرة على النجاح...
وكان يتحدث عن نفسه فيقول: إن لي قلباً كالصخر لا يهدأ ولا يلين حتى أحقق ما أريد...
وتولى حكم المسملين عقب وفاة والده وهو في الثالثة والعشرين من عمره...
وبدأ في تنفيذ حلمه بفتح القسطنطينية.....
وأخذ يستعين بأهل الخبرة والعلم وسألهم لم لا نستطيع أن نفتح القسطنطينية؟
فردوا عليه بأنه توجد 3 أسباب...
أسباب صعوبة فتح القسطنطينية:
1. عدم وحود حصون للمسلمين عند بداية الحصار..فيصبح المسلمين في العراء في الشتاء القارص...ويستغرق بناء الحصن سنة كاملة..
2. عدم وجود مدفع يستطيع أن يخترق سمك الأسوار ولا ارتفاعها..
3. امتداد سلسلة بعرض الخليج..تمنع سفن المسلمين من دخول الخليج وتهديد الأسوار الضعيفة.... يا لها من مهمة صعبة....تكاد تكون مستحيلة...ولكن القلب العامر بالحماسة..والإرادة لا يستسلم أمام العقبات....
بل ثابر على تحقيق حلمه....
فتخيل يوم القيامة..ومحمد الفاتح يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم...أنا يا رسول الله من تحدثت عنه...أنا فاتح القسطنطينية...
خطة فتح القسطنطينية:
لقد وضع محمد الفاتح خطة عبقرية...تحدث عنها المستشرقين وقالوا إن هذا الرجل سبق الإسكندر الأكبر ونابوليون....
قام محمد الفاتح بعد تحديد أسباب الفشل في الفتح...بحلها واحداً تلو الآخر...
1. عدم وجود حصن للمسلمين أمام سور القسطنطينية:
فقرر بناء الحصن في مدة زمنية لا تتعدى الثلاثة أشهر...فجمع العمال واختارهم من العمال المتقنين المهرة وحفزهم بقوله أتحبون أن تكونوا من أتباع رسول الله يوم القيامة....وتكونوا من الذين قال فيهم" ولتعم الجيش جيشها"....وتم بناء قلعة عظيمة يستغرق بناؤها سنة كاملة في 3 شهور فقط....
2. عدم وجود مدفع قوي لدك الأسوار:
فقرر أن يتم اختراع مدفع جديد....وكانت فكرة الاختراع موجودة عند عالم مجري...قام الرومان بسجنه في سجن داخل القسطنطينية...فقرر محمد الفاتح أن يقوم بفك أسره...وذلك عن طريق حفر نفق يمر أسفل الخليج وأسوار المدينة....يصل لغرفة الأسير.....وقام بحفر نفقين بدلاً من نفق واحد...حتى يتخلص من تراب الحفر في مياه البحر حتى لا يعرف الرومان بمايجري...واعتمد على تحديد موقع الأسير على الجواسيس...وبالفعل نفذت الخطة وتم تحريره...وقام بتنفيذ المدفع في 3 شهور أخرى...وصار المدفع جاهزاً للاستخدام...وكان وزنه 700 رطل يقوم بجره 100 ثور ومعهم 100 رجل من الأشداء...أثناء تجربةالمدفع...سمع دويه من على بعد 13 ميل..وسقطت القذيفة على بعد ميل كامل...وحفرت في الأرض حفرة عمقها 6 أقدام...
3. السلسلة الموجودة بعرض الخليج:
كانت هذه السلسلة تعوق دخول أسطول المسلمين إلى داخل الخليج حتى تصل إلى الأسوار...ولهذا قرر أن يقوم بعمل فريد من نوعه....فقام بعمل ممر تسير فيه السفن خلال الجبل حتى تصل مباشرة إلى داخل الخليج بدون المرور عبر السلسلة وهذه المسافة تقدر ب3 أميال..واستعمل في ذلك قضبان خشبية دهنها بالزيت لتسهل من حركة السفن وكان عددها 70 سفينة..واستعمل في جرها مئات الثيران ومئات الرجال....واستغرق نقل السفن من بعد غروب الشمس حتى ما قبل الفجر...حتى يفاجيء الرومان.... واستغرق الحصار 53 يوماً....و في الليلة السابقة لبدء الهجوم..قام باستعمال الموسيقى الحماسية والأناشيد الإسلامية....وإكثار الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام....
وعقب فتح القسطنطينية صلى الجيش كله ركعتين...
وجاء معلمه...الذي كان هو السبب في تغيير مجرى حياة محمد الفاتح....وكرمه أما الجيش كله...
وصار محمد بن مراد محمد الفاتح....لفتحه المدينة العظيمة....وصار بحق جديراً بلقبه هذا....
واذكر هنا قول الشاعر:
ملـــكنا هذه الدنيا القرونــا """ واخــضــعــها جـــدود خـــالـدونــــا
وسطرنا صحائف من ضياء """ فــــمــــــا نسي الزمان وما نسينا
تــرى هل يرجــع الماضي """ فإني أذوب إلى ذلك الماضي حنيناً
وتذكرنا هذه القصص من صناع الحياة....
برجل معاصر...
برجل قعيد ولكنه كان يحمل همة تفوق همم الأصحاء....
إنه الشيخ الشهيد أحمد ياسين....
إننا لا نحزن عليه...فهنيئاً له الشهادة.....
وإننا لنغبطه عليها...ونتمناها....
فلقد صدق الله ورسوله....فصدقه الله إذ وهبه الشهادة التي طالما تمناها...
فلقد مات سيف الله المسلول خالد بن الوليد..وهو يرجو الشهادة ولكنه مات على فراشه رغم أن ما بجسده موضع شبر إلا وبه ضربة سيف أو طعنة رمح او رمية سهم...ولكنه مات على فراشه كما يموت البعير...
ولكننا نحزن على أصحاء البدن..قعيدي الهمة والإرادة!!!!
إننا في هذه الأيام..نجد الإسلام وهو يمر بمرحلة جزر...بعد أن كان في موجة مد .....
والأيام دول...وستعود الكرة لنا إن شاء الله..وسيعود المد للمسلمين....
والبشائر في الطريق إن شاء الله.......وشهادة الشيخ أحمد ياسين تعطي لنا هذا المثل...
وقبل أن أختم هذه الحلقة...
اذكركم بآخر كلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع....
"لا تسودوا وجهي يوم القيامة"
فماذا سنقول لرسول الله يوم القيامة...يجب أن ننجح..لنفرح نبينا وربنا....
مشروع الأسبوع:
إذا رأيت أي شيء غير متقن عليك أن تقوم بإرسال رسالة إلى صاحبها وتخبره بالعيوب التي وجدتها....وما هي نصائحك....سواء كان منتج غير متقن...أو مدرس لا يشرح باتقان..أو طبيب في المستشفى...أو علاقات أسرية...أو علاقات بين الجيران...
واجعل شعارك لهذا الأسبوع اتقن صناعة الحياة...
مشروع إيماني:
حافظ على ختام الصلاة عقب الصلوات الخمس....وهي قول سبحان الله 33 مرة..الحمد لله 33 مرة...الله أكبر 33 مرة..ثم تختم المائة لا إله إلا الل هوحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...وتستغفر 3 مرات...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمشاهدة الحلقة :click here




شام
•
بارك الله فيكن أخواتي وجعله فاتحة خير لنا جميعا ..
----------------------------------------------------------------------------
الحلقة السابعة : الـجــديــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله....
أهلاً بكم من جديد....
ابدأ هذه الحلقة بتساؤل طرأ على ذهني....
ما هي لحظة ميلاد الإنسان الحقيقية؟
أهي اللحظة التي يخرج فيها من بطن أمه...ثم يدب على الأرض برجله....ثم ينمو فيحبو...ثم يسير على قدميه...ثم يكبر فيتعلم ويتزوج...وينجب...ثم يموت....
أم هي اللحظة التي يضيف فيها شيئاً
لنفسه..ولمجتمعه...ولأمته..اللحظة التي يصبح فيها صانعاً من صناع الحياة...
إن اللحظة الحقيقية لميلاد الإنسان هي عندما يكون له أثر في حياته ويكون إضافة لمجتمعه وليس عبئاً عليه...
فهل يا ترى ولدنا أم لم نولد بعد.....؟
هذا هو هدف برنامجنا (صنّاع الحياة)؟؟
**************************
اليوم موعدنا مع القيد الثالث....
اليوم موعدنا مع قيد عدم الجدية....قيد الميوعة....قيد الهيافة.....قيد التفاهة.....
كلها مرادفات لقيد شديد يتغلغل في نواح كثيرة من حياتنا اليومية....
ولكننا سنركز على عدم الجدية في وسائل الإعلام.....
لأنه آن الأوان أن نضع حداً لهذا الأمر....فلقد صرنا إيجابيين نتحرك بسرعة.....ولم يعد هناك عائق أمام حركتنا....فلقد تحررت أيدينا...
آن الأوان أن نتحرك تجاه هذه المشكلة الرهيبة...
مشكلة انتشار الميوعة في وسائل الإعلام.....بطريقة غريبة ومثيرة للريبة في نفس الوقت...
وقبل أن ادخل في صلب الموضوع...واوضح كيف أن وسائل الإعلام من تليفزيون و فضائيات وإذاعة و صحافة ومجلات و إنترنت.....صارت تنشر الميوعة بين الشباب....
أود أن أبدأ الحلقة يعرض لنماذج الجادّين....وهذا لخطورة الموضوع....
نماذج الجادّين:
1. سيدنا أبو بكر الصديق....النحيف..ضعيف الجسد..قوي الهمة والإرادة...
كان يقول عن نفسه: (والله ما نمت فحلمت, ولا سهوت فغفلت, وإنني على الطريق ما زغت)...
هذه الكلمات تعبر عن مدى تغلغل مفهوم الجدية في نفس أبي بكر فالعمر قصير والهدف سام...ولا وقت للهزل...فمن جد وجد...
2. يوم معركة القادسية والناس تأتي لسعد بن أبي وقاص وتتبرع بالأموال للإعداد للمعركة....أتته امرأة فقيرة وهي تبكي وتقول له إنها لا تملك شيئاً لكي تعطيه...ولكنها قطعت ضفيرة شعرها حتى يتخذ هذه الضفيرة لجاماً لفرسه....لكي تشارك في نصر المسلمين...أضع هذه المرأة أمام نساء المسلمبن الآن الفارغات اللواتي لا يفعلن شيئاً سوى قضاء أكثر من نصف اليوم أمام الفضائيات و على الهاتف....
3. قبل بدء المعركة....تقدم أحد الغلمان من سعد وطلب منه أن ينضم إلى الجيش فرده سعد قائلاً له إن هذا ألأمر للرجال...
فوجيء سعد بالغلام يقول له..(ومالك أنت يا سعد...الأمر بيني و بين الله..إن الله اشترى وانا بعت...فما دخلك بيني وبين الله)..
فضمه سعد للجيش...وليلة المعركة أتى هذا الغلام سعداً
فقال له: يا سعد لقد رأيت رؤيا عجيبة..رأيت أني أسير في حدائق ليست من حدائق الدنيا..وأرى أنهار ليست كأنهار الدنيا..وأرى نساء ليست كنساء الدنيا..
فقال سعد: الله أكبر..أرى إنها الشهادة...
فقال له الغلام: فهل تريد مني شيئاً يا سعد..
فقال سعد: تعم...إذا التقيت برسول الله...فأبلغه مني السلام...وقل له إن سعد يقول لك جزاك الله عنا خيراً يا رسول الله فلقد وجدنا ما وعدتنا حقاً...
فقال له الغلام: وأنت يا سعد أبلغ هذه الرسالة لأمي..أنني قد وجدت ما وعدني الله حقاً..إني أرى ما بعيني الجنة...
فقال له سعد: ومن هي أمك؟..
فقال له الغلام: صاحبة الضفيرة..
4. أثناء المعركة تقدم من سعد رجل كفيف..وهو عبدالله بن أم مكتوم وكان مؤذناً لرسول الله مع بلال...وانضم إلى الجيش رغم أن الجهاد رفع عنه لأنه كفيف..وطلب أن يمسك باللواء...فرفض سعد بشدة وقال له: كيف..؟ وأنت كفيف..
فقال له عبدالله..يا سعد إن المبصر إذا رأى الفرس فسيهرب..ولكنني لا أرى شيئاً فسأثبت مكاني...
فقال سعد: صدقت...وأعطاه اللواء..وبعد المعركة وجدوه شهيداً و اللواء في يده...
أرءيتم الرجولة...إننا الآن نعرف الرجولة..بتدخين السجائر...بمصاحبة البنات...إلخ...
5. هذه هي قصة غلام صغير آمن برسالة السيد المسيح...في وقت كان أتباع المسيح يقتلون....فأراد الملك أن يقتل هذا الغلام...
فقال له الغلام: إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس.. فأمر الملك بعض أتباعه أن يلقوه من أعلى الجبل...فيقول الغلام الدعاء التالي: "اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت..إنك على كل شيء قدير.."فيسقطون جميعاً من فوق الجبل ويعود للملك...لأنه لا يريد الهرب..فهو صاحب هدف ورسالة..أن يجعل نفسه فداء..لإيمان الناس...فحاول الملك ثانية بإغراقه في البحر..ولكنه لم يفلح أيضاً...
فيقول له الغلام : إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس..ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام....فنفذ الملك ما قاله له الغلام..واستشهد الغلام..فقالت الناس: آمنا برب الغلام..آمنا برب الغلام.. هذا الغلام...كانت ولادته الحقيقية يوم استشهاده...لأنه كان سبباً في هداية أهل المدينة كلهم...
6. عمر بن عبدالعزيز....كانت أحد أسباب ثباته على الحق..وقوته....هو ابنه عبدالله...الذي توجه إليه يوم توليه الخلافة..وقال له: يا إبت إنك اليوم سوف تسأل يوم القيامة ويسأل معك أهل بيتك..فامش على الحق ولو وضعنا في القدور تغلي بنا..فلا تترك الحق يا أبت..فقال عمر: الحمد لله الذي جعل من أهل بيتي من يذكرني...وكان ابنه عمره 17 عاماً فقط...ولكنه كان جاداً...وأثناء جمع أموال المظالم من بني أمية..أفتى بعض علماء المسلمين أن هذه الأموال وزرها على من سبق...فلا ترد إلى أهلها..ولكن عمر أصر على أن ترد إلى أهلها..وكان الوقت وقت قيلولة...فقال: سأردها بعد العصر..فأتاه عبدالله وقال له: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر...!!!هذا الشاب مات وعمره 19 عاماً...بعد أن ثبت أباه..وجعله قوياً صلباً لا يخشى في الله لومة لائم...
7. سيدنا علي بن أبي طالب..الذي حمل الإسلام على كتفيه منذ كان عمره 7 أعوام وحتى استشهاده وعمره 63 عاماً...
8. إبراهيم بن أدهم...كان شاباً فارغاً..كل همه في الدنيا لهوه بالفرس...فذات يوم مر به شيخ عجوز فقال له: يا إبراهيم..ألهذا خلقت...أم بهذا أمرت!!!! فعاد إبراهيم إلى بيته..وأقسم أن يعيش للسبب الذي خلق من أجله..قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"..وصار إبراهيم بن أدهم...سيد التابعين..
9. عبدالله بن الزبير بن العوام...وعمره 7 أو 8 سنوات...مر به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..وكان عمر كلما مر...تفر من أمامه الصبيان لهيبته..ولكن عبدالله لم يفر..فسأله عمر: لم لم تجر كما جرى أقرانك...فقال عبدالله: لم أخطيء لأفر...ولم يكن الطريق ضيقاً لأوسع لك الطريق..
فسأله عمر: لم لا تلعب مع أصحابك...
فقال عبدالله: ألعب معهم هويناً...ولكن لم أخلق لألعب...
قال عمر: فلم خلقت...
فقال عبدالله: لأعز الإسلام...
*****************
هذه نماذج الجدية..برغم قلتها....
أرءيتم....كيف تربت هذه الأجيال على الجدية..بينما الآن أجيالنا تربت وتربى على الميوعة...وسائل الإعلام ترسخ في نفوسهم هذا المبدأ فيهم....كيف تكون مائعاً...كيف تكون تافهاً....
إنني أكاد أجزم أن الفراق الأساسي بين أجيالنا وبين جيل الصحابة هو الجدية....
• كانوا يتلقون القرآن للتنفيذ..بينما نحن نتلقاه للتسلية..أو لا نتلقاه...كان الصحابي يستمع إلى الآية وهي تقول:" يأيها الذين آمنوا.." فيقول نعم يا رب ماذا تأمر....
• لهذا فإنك ترى أن آيات القرآن تقول:" إنه لقول فصل* وما هو بالهزل"...لتؤكد مدى تغلغل الجدية في أوامر القرآن..
• وتقول الآية:" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد* ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك".....هذه الآية توضح أن من يريد الدنيا وهو جاد في مطلبه فسيأخذها..ومن يريد الآخرة ويعمل لها فسيأخذها...بينما الغير جادين...بين بين...من يمسكون العصا من المنتصف....فهؤلاء لا يستحقوا أن يذكروا أساساً....من يقول : أنا سالتزم بعد سنة..أنا هالبس الحجاب لما أتجوز....هؤلاء مائعين ...غير جادين....
• لهذا فإن بداية الرسالة ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم..كانت بداية غاية في الجدية....فكان جبريل يضم الرسول الله ضماً شديداً ثم يطلقه...حتى يعرف الرسول أنه مقبل على أمر جلل....
• وتأتي الآية وتقول: "فإذا فرغت فانصب"....لتؤكد مدى جدية الموضوع...ويقول رسول الله إلى السيدة خديجة :"مضى زمن النوم يا خديجة"...
• وذات مرة أتى رجل يدعى بشر إلى رسول الله فقال له: امدد يدك أبايعك يا رسول الله...فمد الرسول يده..فقال ولكني لا استطيع الصدقة ولا الجهاد....فضم الرسول يده وعبس..وقال: إذا لا صدقة ولا جهاد..فعلام تبايع..
• ذات مرة قدم وفد إلى رسول الله ليبايعونه..وكان معهم شاب...فرأى فتاة في المدينة فجذبها من ثيابها...وفي الصباح عندما قدموا على رسول الله..وهو يمد يده ليبايعهم فرداً فرداً...وعندما أتى الدور على الشاب..قبض الرسول يده وقال: ألست أنت صاحب الجبيذة بالأمس..فقال: نعم يا رسول..فقال الرسول: إذا والله لا أبايعك أبداً..وأدار وجهه... فصرخ الشاب..لا يا رسول الله...لن أعود لها أبداً...فقال الرسول: نعم ..إذا أبايعك....
يا ترى ماذا يقول رسول الله إذا رأى ما يحدث الآن بين شباب المسلمين وبين فتيات المسلمين..!!!!!!!!!!
كيف يقابل رجال الإعلام...والمسؤلين عن الميوعة في وسائل الإعلام...رسول الله يوم القيامة..وهم السبب في إفساد الشباب...؟!!•
يوم بدر..أتى إلى رسول الله غلامين هما سمرة بن جندب..ورافع بن خديج...ويطلبان أن ينضما إلى جيش المسلمين..ولكن رسول الله يردهما لصغر سنهما...فيقول سمرة: يا رسول الله إنني أرمي بالسهام فلا تطيش رميتي..فيرمي أمام رسول الله فيصيب الهدف..فيضمه رسول الله..فيقول رافع: يا رسول الله إنني أصارع سمرة فأغلبه..فيصارعه أمام رسول الله فيصرعه...فيضمه للجيش...
• معاذ ومعوذ وعمرهما 13 و 14 سنة يوم بدر...قتلا أبي جهل رأس الكفر...وكانا يربطان السيوف على أيديهما لصغر سنهما...
إنه لفرق كبير بين من يعيش ليتعرف على فتاة وبين من يعيش ليدخل الجنة...
• والجدية في العبادة....فعندما نزلت آيات تحريم الخمر....استيقظ أهل المدينة في الصباح فوجدوا أزقتها موحلة من كثرة ما أريق من الخمر بعد نزل الآيات...بينما نجد الآن من يشكك في تحريم الخمر...
• وفي آيات الحجاب نجد الشيء نفسه....كان التلقي للتنفيذ..وليس للتسالي...الآن نجد من يشكك في الحجاب...!!!
ابن النفيس:هذا العالم المسلم..هو نموذج للعالم الجاد...فلقد اكتشف الدورة الدموية الصغرى..وكيف أن الدم ينقى عن طريق الرئتين..واكتشف حركة صمامات القلب..وتشريح القلب...وكان اكتشافه هذا فتحاً كبيراً في الطب..واستعان به من جاؤا بعده في فهم وظيفة القلب واكتشاف الدورة الدموية الكبرى....
هذا العالم كان السبب في نجاحه ونبوغه هو حديث لرسول الله سمعه وهو صغير..هذا الحديث يقول:" ما خلق الله داء إلا جعل له دواء" فوجد الناس تتشكك في هذا الحديث..بزعم أنه توجد أمراض ليس لها علاج..فأصر على أن يثبت صحة هذا الحديث...وعمل من أجل ذلك...
كان ابن النفيس في عمله مثالاً للجدية..فكان يبري الكثير من الأقلام عندما يبدأ في كتابة مؤلفاته حتى لا يقاطعه أحد وحتى يركز في عمله...هذا العالم ألف أكثر من 80 مجلداً وعمره 35 عاماً...من مؤلفاته كتاب الشامل في الطب..
هذا العالم عندما يأتي يوم القيامة ويقابل رسول الله...ويقول له..لقد أثبت صحة حديثك يا رسول لله.... وأنا أقول إن هذا الحديث لا ينطبق على الطب فحسب..بل ينطبق على أمور كثيرة...مثل مشاكل المسلمين ومشاكلنا الإجتماعية...
والآن..وبعد هذا الإستعراض الطويل..لتوضيح أن الإسلام هو دين جاد... وعرضت لكم الكثير من النماذج للجادين....
ننتقل إلى الآن إلى حال الأمة وكيف وصلنا....
**************************
سأحكي لكم كيف صارت الميوعة وعدم الجدية مسيطرة علينا..وسأركز في حديثي على الإعلام..لأن الإعلام هو وسيلة خطيرة لبناء أو هدم القيم و الأخلاق....
وأقولها..أنه لا نجاح لصناع الحياة..بدون التخلص من قيد عدم الجدية...
وأعرض عليكم الآن مظاهر عدم الجدية في وسائل الإعلام:
• الفيديو كليب..صار من المعتاد استخدام جسد المرأة والمثيرات للغرائز في الأغاني...
• الصحف والمجلات..أكثر من 70 % من أخبارها..تركز على أخبار الفنانين والفنانات..وخصوصياتهم والشائعات المثارة حولهم...
• البرامج الهادمة التي تجذب الشباب والفتيات لمشاهدة..الشباب وهو يتبارى في إبراز مواهبهم من الرقص والغناء...
• انتشار الرسائل التي تتحرك على شاشات الفضائيات...بين شباب وبنات يقولون لبعضهم البعض..بحبك يا فلان..بحبك يا فلانة...وكل الناس ترى هذا الكلام....والرابح في النهاية هي الشركات والقنوات التي تجمع الأموال بهذه الطريقة الرخيصة...التي تزيد من الميوعة بين الشباب...
• كلمات الأغاني: كلها تركز على لوعة الحب..والفراق...والشجن.. و عدم القدرة على الفراق....منذ عشرات السنين ونفس الكلمات...
• البرامج التي تشجع على التلصص...والتجسس على الآخرين...
لمصلحة من تتم هذه الأمور...هل نحن في هذه المرحلة...وبهذه التفاهة والسطحية...قادرين على النهوض...
أنا لا أتحدث اليوم عن الحلال والحرام...ولكني اتحدث عن نهضة الأمة...
أنا أتحدث عن بلاد تنهار..وأمم تسقط..ونجد أن الميوعة تزداد بين الشباب..
وصارت القدوة بين الشباب هو الشخص الذي يصاحب البنات...وبقص شعره بطريقة كذا....ويلبس بطريقة كذا...ونفس الشيء للبنات....
• سأحكي لكم قصة شاب يعمل في إحدى دور النشر...بقسم التطوير..ففوجيء بمجلة تصدر عن الشركة فوجد أن الهدف منها بالضبط....الهيافة...فلم يصدق حتى سأل رئيس مجلس الإدارة...
• إحدى الفنانات الشابات..سألوها في برنامج لماذا تعري جسدها في الفيديو كليب...فقالت بكل بساطة...حتى يراني الشباب!!!!
• فنان شاب آخر..سألوه عن قصة شعره الجدية..فقال إنها مجرد حركات...!!!!!!
• تذكرت وأنا أشاهد كل هذه المظاهر المؤلمة على شاشات الفضائيات....حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" توشك أنتتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها..فقال الصحابة..أمن قلة يا رسول الله...فقال: لا... أنتم يومئذ كثير..ولكن غثاء كغثاء السيل..."
*********************
ما هو مفتاح قيام..وسقوط الحضارات...؟؟
كيف قامت حضارة الفرس والرومان....
كيف قامت حضارة الإسلام...
كيف قامت الشيوعية....
وكيف سقطت....
شيء واحد فقط....
هو وجود فكرة قوية...تدخل قلوب الناس...تملأ مشاعرهم..تحرك فيهم طاقة كبيرة...تجعلهم يفعلون الإعاجيب...فتقوم الحضارة...
كل شيء في الدنيا يبدأ بفكرة...
الشيوعية قامت على مبدأ توزيع الثروات بين الشعب...
أوروبا قامت على فكرة الحرية...
كل الإختراعات بدأت بفكرة....
أي عمل فني يبدأ بفكرة...
الإسلام.............بدأ بفكرة عظيمة.. وهي إننا عايزين نرضي ربنا وندخل الجنة..وننجح في الدنيا...
الخلاصة....
إن الحضارات تقوم بالفكرة..فإذا ما سقطت الفكرة...سقطت الحضارة...ولكن ما هي العلاقة بين الميوعة والفكرة....؟؟
إن ما تبثه وسائل الإعلام من برامج مائعة تنشر التفاهة وعدم الجدية بين الشعوب....هو أكبر قاتل للأفكار.....
هذه هي خطورة قتل الأفكار....
فنحن نملك أعظم فكرة في الوجود....وهي مجربة ...ونجحت من قبل...ولكن ينقص أن تدخل إلى قلوب الناس...حتى يتفاعلوا معها..فيحدث النجاح... الخطورة في البرامج التي تثير الغرائز..وتعرض أشياء غير هادفة ومدمرة للقيم والأخلاق..ليست مسئلة الحلال والحرام فقط..ولكنها تؤدي إلى منع النهضة بين المسلمين...
لأنك كلما حاولت أن تركز في النهضة...وجدت أن هذه البرامج ولوسائل تجذبك لأسفل...
نظرية:
يقول بعض العلماء..أنه توجد 3 عوالم:
1. عالم الأشياء: مثل الساعة التي ألبسها...والقميص...و السيارة...إلخ..
2. عالم الأشخاص: من أبوك..من أمك..ما هي قدوتك...من الأشخاص المؤثرين في حياتك..
3. عالم الأفكار: ما هي الفكرة الكبيرة في عقلك..؟ عندما يولد الطفل...كل ما يهمه هو عالم الأشياء...من حوله...
ثم يكبر شيئاً فشيئاً فيصير مهتماً بعالم الأشخاص..فيبدأ في التعرف على من حوله.....باب وماما...
ثم يكبر..فيبدأ في التأثر بأفكار من حوله..
مشكلة الميوعة إنها تجعل المسلمين تدور في عالم الأشياء فقط!!!!!
فيكونوا في مرحلة الأطفال...وعدم النضج....!!!!!
ذات مرة ....كنت في زيارة لإحدى المدراس فقابلت طفلاً ....فسألته ماذا تأخذ في المدرسة؟...
فقال لي: بسكويت...
فقلت له لا.. أقصد ماذا تتعلم..؟؟
فهكذا إذا..تبعاً لتربية الطفل عبر بغريزته عن عالم الأشياء وليس الأفكار..
هذه هي خطورة الفيديو كليب...والإعلام السيء....
قرأت ذات مرة دراسة تقول....إن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم حتى سن 6 سنوات....إنها ليست مسألة مضحكة بقدر ما هي مسألة تسير التساؤل..ما هو الشيء الذي سيدخل بعد 6 سنوات....
إن مسألة الميوعة وعدم الجدية وقتل الأفكار لهو...شيء غاية في الخطورة...وبالتالي فلا يوجد أمل...
لهذا نوجه نداء....
للمسؤلين عن الإعلام في الوطن العربي...إلى المخرجين..إلى المنتجين..إلى كتاب السيناريو...إلى كتاب الأغاني....
نرجوكن أن لا تقتلوا الأفكار.......لأننا نريد أن نهض ببلادنا...بتحبوا بلادنا..بتحبوا الإسلام....نرجوكم أن لا تضيعونا....
لا تجعلوا أرزاقكم...من قتل الأفكار بين الشباب..لا تفرحوا بالأموال التي تكسبونها من نشر الميوعة بين الشباب...
فالحساب شديد يوم القيامة....قال تعالى:" وقفوهم إنهم مسئولون".." وليحملن أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم"....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" هناك تساؤل طرأ على ذهني....
هل ما يحدث في وسائل الإعلام الآن...هل هو صدفة...أم خطة....
أنا لا أدري ولكن...
قال تعالى:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
**********************
تبقى نقطة أود أن أؤكد عليها...
وهي أن الجدية ليس معناها...أن نظل عابسين ومكشرين طيلة الوقت....
ولكن لا...فأنا أخرج وأروح عن نفسي...ولكن يبقى شيء هام وهو أن هناك فكرة هامة في عقلي...أعيش من أجلها..وأثابر عليها..فيجب أن نوازن....
ونموذجي على هذا هو مجموعة من الشباب اللبناني...كانوا في يوم من الأيام غير جادين... ولكنهم أصبحوا من الجادين وأسسوا جمعية تسمى هدير مكونة من 20 شاب وفتاة وحافظوا على الضوابط الأخلاقية بينهم كأولاد وبنات...وقاموا بعمل أعمال إعلانية...هادفة ليثبتوا أنهم وهم صغار في السن في العشرينات من العمر...قادرين على النجاح.....
من أنشطتهم:
• أغاني خصيصأ للأطفال أذيعت على معظم الفضائيات في شهر رمضان الماضي..
• عمل موقع على الإنترنت ليقربوا الشباب إلى الله...
• عمل كتاب عن المساجد في لبنان...لبظهروا الوجه المشرق للبنان..
• عمل إمساكية لشهر رمضان ووزعت على طلبة الجامعات...
• عمل دورات في كرة السلة بين المساجد...
واختم بتساؤل...هل كانت الأمم تنهض وبها مثل هذه الأفكار الهدامة...
هل كان إعلام اليابان والصين وألمانيا عند نهضتها يعرض هذه الأشياء...
لا.....
إذا هل يمكننا التغيير.....؟؟
مشروع الأسبوع:
الوسيلة الوحيدة أو الأساسية التي استخدمت من قبل وسائل الإعلام لنشر الميوعة هو جسد المرأة.....وأنوثة المرأة...ودلع المرأة..لإثارة الغرائز...
لهذا مشروعنا هذا الأسبوع يسمى...مشروع احترام المرأة...
لن نقبل أن تهان المرأة أبداً في كرامتها...
لا ترى أي لقطة في فضائية..أو في مجلة..أو في إعلان..أو في منتج...يستخدم فيه جسد المرأة... إلا وعلينا أن نبعث بعشرات ومئات الخطابات بمنتهى الأدب...نحن سنقاطع هذا المنتج....
لآن هذه المرأة..هي أمي وأختي....وابنتي...واحترام المرأة هو قيمة إنسانية...
لأن استخدام جسد المرأة في الترويج عن السلع هو إهانة لجميع السيدات....
وترسل لأصحاب المنتج....
برسالة مهذبة....توضح فيها وجهة نظرك من هذا الاستخدام السيء للمرأة...ورفضك لهذا الأمر الذي يسيء إليك...وإلى جميع السيدات..
لو حدث وأرسلت آلاف الخطابات....
فسيحدث تغيير بدون شك....
ونستكمل الحوار في الأسبوع المقبل إن شاء الله....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمشاهدة الحلقة : click here
احب ان اذكر أخواتي بالواجب العملي للمشروع (لا للعري ))
يمكنكم المشاركة بكل سهولة من خلال الرابط التالي :
<http://www.steptoislam.com/no_for_female_abuse.asp>
وأيضا هذا موضوع فيه كل الإيميلات والأدوات المطلوبة لمراسلة الهيئات والقنوات :
http://forum.hawaaworld.com/showthr...010#post1613010
----------------------------------------------------------------------------
الحلقة السابعة : الـجــديــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله....
أهلاً بكم من جديد....
ابدأ هذه الحلقة بتساؤل طرأ على ذهني....
ما هي لحظة ميلاد الإنسان الحقيقية؟
أهي اللحظة التي يخرج فيها من بطن أمه...ثم يدب على الأرض برجله....ثم ينمو فيحبو...ثم يسير على قدميه...ثم يكبر فيتعلم ويتزوج...وينجب...ثم يموت....
أم هي اللحظة التي يضيف فيها شيئاً
لنفسه..ولمجتمعه...ولأمته..اللحظة التي يصبح فيها صانعاً من صناع الحياة...
إن اللحظة الحقيقية لميلاد الإنسان هي عندما يكون له أثر في حياته ويكون إضافة لمجتمعه وليس عبئاً عليه...
فهل يا ترى ولدنا أم لم نولد بعد.....؟
هذا هو هدف برنامجنا (صنّاع الحياة)؟؟
**************************
اليوم موعدنا مع القيد الثالث....
اليوم موعدنا مع قيد عدم الجدية....قيد الميوعة....قيد الهيافة.....قيد التفاهة.....
كلها مرادفات لقيد شديد يتغلغل في نواح كثيرة من حياتنا اليومية....
ولكننا سنركز على عدم الجدية في وسائل الإعلام.....
لأنه آن الأوان أن نضع حداً لهذا الأمر....فلقد صرنا إيجابيين نتحرك بسرعة.....ولم يعد هناك عائق أمام حركتنا....فلقد تحررت أيدينا...
آن الأوان أن نتحرك تجاه هذه المشكلة الرهيبة...
مشكلة انتشار الميوعة في وسائل الإعلام.....بطريقة غريبة ومثيرة للريبة في نفس الوقت...
وقبل أن ادخل في صلب الموضوع...واوضح كيف أن وسائل الإعلام من تليفزيون و فضائيات وإذاعة و صحافة ومجلات و إنترنت.....صارت تنشر الميوعة بين الشباب....
أود أن أبدأ الحلقة يعرض لنماذج الجادّين....وهذا لخطورة الموضوع....
نماذج الجادّين:
1. سيدنا أبو بكر الصديق....النحيف..ضعيف الجسد..قوي الهمة والإرادة...
كان يقول عن نفسه: (والله ما نمت فحلمت, ولا سهوت فغفلت, وإنني على الطريق ما زغت)...
هذه الكلمات تعبر عن مدى تغلغل مفهوم الجدية في نفس أبي بكر فالعمر قصير والهدف سام...ولا وقت للهزل...فمن جد وجد...
2. يوم معركة القادسية والناس تأتي لسعد بن أبي وقاص وتتبرع بالأموال للإعداد للمعركة....أتته امرأة فقيرة وهي تبكي وتقول له إنها لا تملك شيئاً لكي تعطيه...ولكنها قطعت ضفيرة شعرها حتى يتخذ هذه الضفيرة لجاماً لفرسه....لكي تشارك في نصر المسلمين...أضع هذه المرأة أمام نساء المسلمبن الآن الفارغات اللواتي لا يفعلن شيئاً سوى قضاء أكثر من نصف اليوم أمام الفضائيات و على الهاتف....
3. قبل بدء المعركة....تقدم أحد الغلمان من سعد وطلب منه أن ينضم إلى الجيش فرده سعد قائلاً له إن هذا ألأمر للرجال...
فوجيء سعد بالغلام يقول له..(ومالك أنت يا سعد...الأمر بيني و بين الله..إن الله اشترى وانا بعت...فما دخلك بيني وبين الله)..
فضمه سعد للجيش...وليلة المعركة أتى هذا الغلام سعداً
فقال له: يا سعد لقد رأيت رؤيا عجيبة..رأيت أني أسير في حدائق ليست من حدائق الدنيا..وأرى أنهار ليست كأنهار الدنيا..وأرى نساء ليست كنساء الدنيا..
فقال سعد: الله أكبر..أرى إنها الشهادة...
فقال له الغلام: فهل تريد مني شيئاً يا سعد..
فقال سعد: تعم...إذا التقيت برسول الله...فأبلغه مني السلام...وقل له إن سعد يقول لك جزاك الله عنا خيراً يا رسول الله فلقد وجدنا ما وعدتنا حقاً...
فقال له الغلام: وأنت يا سعد أبلغ هذه الرسالة لأمي..أنني قد وجدت ما وعدني الله حقاً..إني أرى ما بعيني الجنة...
فقال له سعد: ومن هي أمك؟..
فقال له الغلام: صاحبة الضفيرة..
4. أثناء المعركة تقدم من سعد رجل كفيف..وهو عبدالله بن أم مكتوم وكان مؤذناً لرسول الله مع بلال...وانضم إلى الجيش رغم أن الجهاد رفع عنه لأنه كفيف..وطلب أن يمسك باللواء...فرفض سعد بشدة وقال له: كيف..؟ وأنت كفيف..
فقال له عبدالله..يا سعد إن المبصر إذا رأى الفرس فسيهرب..ولكنني لا أرى شيئاً فسأثبت مكاني...
فقال سعد: صدقت...وأعطاه اللواء..وبعد المعركة وجدوه شهيداً و اللواء في يده...
أرءيتم الرجولة...إننا الآن نعرف الرجولة..بتدخين السجائر...بمصاحبة البنات...إلخ...
5. هذه هي قصة غلام صغير آمن برسالة السيد المسيح...في وقت كان أتباع المسيح يقتلون....فأراد الملك أن يقتل هذا الغلام...
فقال له الغلام: إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس.. فأمر الملك بعض أتباعه أن يلقوه من أعلى الجبل...فيقول الغلام الدعاء التالي: "اللهم اكفنيهم بما شئت و كيف شئت..إنك على كل شيء قدير.."فيسقطون جميعاً من فوق الجبل ويعود للملك...لأنه لا يريد الهرب..فهو صاحب هدف ورسالة..أن يجعل نفسه فداء..لإيمان الناس...فحاول الملك ثانية بإغراقه في البحر..ولكنه لم يفلح أيضاً...
فيقول له الغلام : إنك لن تقتلني حتى تجمع الناس..ثم تأخذ سهماً من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام....فنفذ الملك ما قاله له الغلام..واستشهد الغلام..فقالت الناس: آمنا برب الغلام..آمنا برب الغلام.. هذا الغلام...كانت ولادته الحقيقية يوم استشهاده...لأنه كان سبباً في هداية أهل المدينة كلهم...
6. عمر بن عبدالعزيز....كانت أحد أسباب ثباته على الحق..وقوته....هو ابنه عبدالله...الذي توجه إليه يوم توليه الخلافة..وقال له: يا إبت إنك اليوم سوف تسأل يوم القيامة ويسأل معك أهل بيتك..فامش على الحق ولو وضعنا في القدور تغلي بنا..فلا تترك الحق يا أبت..فقال عمر: الحمد لله الذي جعل من أهل بيتي من يذكرني...وكان ابنه عمره 17 عاماً فقط...ولكنه كان جاداً...وأثناء جمع أموال المظالم من بني أمية..أفتى بعض علماء المسلمين أن هذه الأموال وزرها على من سبق...فلا ترد إلى أهلها..ولكن عمر أصر على أن ترد إلى أهلها..وكان الوقت وقت قيلولة...فقال: سأردها بعد العصر..فأتاه عبدالله وقال له: وهل تضمن أن تعيش إلى العصر...!!!هذا الشاب مات وعمره 19 عاماً...بعد أن ثبت أباه..وجعله قوياً صلباً لا يخشى في الله لومة لائم...
7. سيدنا علي بن أبي طالب..الذي حمل الإسلام على كتفيه منذ كان عمره 7 أعوام وحتى استشهاده وعمره 63 عاماً...
8. إبراهيم بن أدهم...كان شاباً فارغاً..كل همه في الدنيا لهوه بالفرس...فذات يوم مر به شيخ عجوز فقال له: يا إبراهيم..ألهذا خلقت...أم بهذا أمرت!!!! فعاد إبراهيم إلى بيته..وأقسم أن يعيش للسبب الذي خلق من أجله..قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"..وصار إبراهيم بن أدهم...سيد التابعين..
9. عبدالله بن الزبير بن العوام...وعمره 7 أو 8 سنوات...مر به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..وكان عمر كلما مر...تفر من أمامه الصبيان لهيبته..ولكن عبدالله لم يفر..فسأله عمر: لم لم تجر كما جرى أقرانك...فقال عبدالله: لم أخطيء لأفر...ولم يكن الطريق ضيقاً لأوسع لك الطريق..
فسأله عمر: لم لا تلعب مع أصحابك...
فقال عبدالله: ألعب معهم هويناً...ولكن لم أخلق لألعب...
قال عمر: فلم خلقت...
فقال عبدالله: لأعز الإسلام...
*****************
هذه نماذج الجدية..برغم قلتها....
أرءيتم....كيف تربت هذه الأجيال على الجدية..بينما الآن أجيالنا تربت وتربى على الميوعة...وسائل الإعلام ترسخ في نفوسهم هذا المبدأ فيهم....كيف تكون مائعاً...كيف تكون تافهاً....
إنني أكاد أجزم أن الفراق الأساسي بين أجيالنا وبين جيل الصحابة هو الجدية....
• كانوا يتلقون القرآن للتنفيذ..بينما نحن نتلقاه للتسلية..أو لا نتلقاه...كان الصحابي يستمع إلى الآية وهي تقول:" يأيها الذين آمنوا.." فيقول نعم يا رب ماذا تأمر....
• لهذا فإنك ترى أن آيات القرآن تقول:" إنه لقول فصل* وما هو بالهزل"...لتؤكد مدى تغلغل الجدية في أوامر القرآن..
• وتقول الآية:" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد* ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك".....هذه الآية توضح أن من يريد الدنيا وهو جاد في مطلبه فسيأخذها..ومن يريد الآخرة ويعمل لها فسيأخذها...بينما الغير جادين...بين بين...من يمسكون العصا من المنتصف....فهؤلاء لا يستحقوا أن يذكروا أساساً....من يقول : أنا سالتزم بعد سنة..أنا هالبس الحجاب لما أتجوز....هؤلاء مائعين ...غير جادين....
• لهذا فإن بداية الرسالة ونزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم..كانت بداية غاية في الجدية....فكان جبريل يضم الرسول الله ضماً شديداً ثم يطلقه...حتى يعرف الرسول أنه مقبل على أمر جلل....
• وتأتي الآية وتقول: "فإذا فرغت فانصب"....لتؤكد مدى جدية الموضوع...ويقول رسول الله إلى السيدة خديجة :"مضى زمن النوم يا خديجة"...
• وذات مرة أتى رجل يدعى بشر إلى رسول الله فقال له: امدد يدك أبايعك يا رسول الله...فمد الرسول يده..فقال ولكني لا استطيع الصدقة ولا الجهاد....فضم الرسول يده وعبس..وقال: إذا لا صدقة ولا جهاد..فعلام تبايع..
• ذات مرة قدم وفد إلى رسول الله ليبايعونه..وكان معهم شاب...فرأى فتاة في المدينة فجذبها من ثيابها...وفي الصباح عندما قدموا على رسول الله..وهو يمد يده ليبايعهم فرداً فرداً...وعندما أتى الدور على الشاب..قبض الرسول يده وقال: ألست أنت صاحب الجبيذة بالأمس..فقال: نعم يا رسول..فقال الرسول: إذا والله لا أبايعك أبداً..وأدار وجهه... فصرخ الشاب..لا يا رسول الله...لن أعود لها أبداً...فقال الرسول: نعم ..إذا أبايعك....
يا ترى ماذا يقول رسول الله إذا رأى ما يحدث الآن بين شباب المسلمين وبين فتيات المسلمين..!!!!!!!!!!
كيف يقابل رجال الإعلام...والمسؤلين عن الميوعة في وسائل الإعلام...رسول الله يوم القيامة..وهم السبب في إفساد الشباب...؟!!•
يوم بدر..أتى إلى رسول الله غلامين هما سمرة بن جندب..ورافع بن خديج...ويطلبان أن ينضما إلى جيش المسلمين..ولكن رسول الله يردهما لصغر سنهما...فيقول سمرة: يا رسول الله إنني أرمي بالسهام فلا تطيش رميتي..فيرمي أمام رسول الله فيصيب الهدف..فيضمه رسول الله..فيقول رافع: يا رسول الله إنني أصارع سمرة فأغلبه..فيصارعه أمام رسول الله فيصرعه...فيضمه للجيش...
• معاذ ومعوذ وعمرهما 13 و 14 سنة يوم بدر...قتلا أبي جهل رأس الكفر...وكانا يربطان السيوف على أيديهما لصغر سنهما...
إنه لفرق كبير بين من يعيش ليتعرف على فتاة وبين من يعيش ليدخل الجنة...
• والجدية في العبادة....فعندما نزلت آيات تحريم الخمر....استيقظ أهل المدينة في الصباح فوجدوا أزقتها موحلة من كثرة ما أريق من الخمر بعد نزل الآيات...بينما نجد الآن من يشكك في تحريم الخمر...
• وفي آيات الحجاب نجد الشيء نفسه....كان التلقي للتنفيذ..وليس للتسالي...الآن نجد من يشكك في الحجاب...!!!
ابن النفيس:هذا العالم المسلم..هو نموذج للعالم الجاد...فلقد اكتشف الدورة الدموية الصغرى..وكيف أن الدم ينقى عن طريق الرئتين..واكتشف حركة صمامات القلب..وتشريح القلب...وكان اكتشافه هذا فتحاً كبيراً في الطب..واستعان به من جاؤا بعده في فهم وظيفة القلب واكتشاف الدورة الدموية الكبرى....
هذا العالم كان السبب في نجاحه ونبوغه هو حديث لرسول الله سمعه وهو صغير..هذا الحديث يقول:" ما خلق الله داء إلا جعل له دواء" فوجد الناس تتشكك في هذا الحديث..بزعم أنه توجد أمراض ليس لها علاج..فأصر على أن يثبت صحة هذا الحديث...وعمل من أجل ذلك...
كان ابن النفيس في عمله مثالاً للجدية..فكان يبري الكثير من الأقلام عندما يبدأ في كتابة مؤلفاته حتى لا يقاطعه أحد وحتى يركز في عمله...هذا العالم ألف أكثر من 80 مجلداً وعمره 35 عاماً...من مؤلفاته كتاب الشامل في الطب..
هذا العالم عندما يأتي يوم القيامة ويقابل رسول الله...ويقول له..لقد أثبت صحة حديثك يا رسول لله.... وأنا أقول إن هذا الحديث لا ينطبق على الطب فحسب..بل ينطبق على أمور كثيرة...مثل مشاكل المسلمين ومشاكلنا الإجتماعية...
والآن..وبعد هذا الإستعراض الطويل..لتوضيح أن الإسلام هو دين جاد... وعرضت لكم الكثير من النماذج للجادين....
ننتقل إلى الآن إلى حال الأمة وكيف وصلنا....
**************************
سأحكي لكم كيف صارت الميوعة وعدم الجدية مسيطرة علينا..وسأركز في حديثي على الإعلام..لأن الإعلام هو وسيلة خطيرة لبناء أو هدم القيم و الأخلاق....
وأقولها..أنه لا نجاح لصناع الحياة..بدون التخلص من قيد عدم الجدية...
وأعرض عليكم الآن مظاهر عدم الجدية في وسائل الإعلام:
• الفيديو كليب..صار من المعتاد استخدام جسد المرأة والمثيرات للغرائز في الأغاني...
• الصحف والمجلات..أكثر من 70 % من أخبارها..تركز على أخبار الفنانين والفنانات..وخصوصياتهم والشائعات المثارة حولهم...
• البرامج الهادمة التي تجذب الشباب والفتيات لمشاهدة..الشباب وهو يتبارى في إبراز مواهبهم من الرقص والغناء...
• انتشار الرسائل التي تتحرك على شاشات الفضائيات...بين شباب وبنات يقولون لبعضهم البعض..بحبك يا فلان..بحبك يا فلانة...وكل الناس ترى هذا الكلام....والرابح في النهاية هي الشركات والقنوات التي تجمع الأموال بهذه الطريقة الرخيصة...التي تزيد من الميوعة بين الشباب...
• كلمات الأغاني: كلها تركز على لوعة الحب..والفراق...والشجن.. و عدم القدرة على الفراق....منذ عشرات السنين ونفس الكلمات...
• البرامج التي تشجع على التلصص...والتجسس على الآخرين...
لمصلحة من تتم هذه الأمور...هل نحن في هذه المرحلة...وبهذه التفاهة والسطحية...قادرين على النهوض...
أنا لا أتحدث اليوم عن الحلال والحرام...ولكني اتحدث عن نهضة الأمة...
أنا أتحدث عن بلاد تنهار..وأمم تسقط..ونجد أن الميوعة تزداد بين الشباب..
وصارت القدوة بين الشباب هو الشخص الذي يصاحب البنات...وبقص شعره بطريقة كذا....ويلبس بطريقة كذا...ونفس الشيء للبنات....
• سأحكي لكم قصة شاب يعمل في إحدى دور النشر...بقسم التطوير..ففوجيء بمجلة تصدر عن الشركة فوجد أن الهدف منها بالضبط....الهيافة...فلم يصدق حتى سأل رئيس مجلس الإدارة...
• إحدى الفنانات الشابات..سألوها في برنامج لماذا تعري جسدها في الفيديو كليب...فقالت بكل بساطة...حتى يراني الشباب!!!!
• فنان شاب آخر..سألوه عن قصة شعره الجدية..فقال إنها مجرد حركات...!!!!!!
• تذكرت وأنا أشاهد كل هذه المظاهر المؤلمة على شاشات الفضائيات....حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" توشك أنتتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها..فقال الصحابة..أمن قلة يا رسول الله...فقال: لا... أنتم يومئذ كثير..ولكن غثاء كغثاء السيل..."
*********************
ما هو مفتاح قيام..وسقوط الحضارات...؟؟
كيف قامت حضارة الفرس والرومان....
كيف قامت حضارة الإسلام...
كيف قامت الشيوعية....
وكيف سقطت....
شيء واحد فقط....
هو وجود فكرة قوية...تدخل قلوب الناس...تملأ مشاعرهم..تحرك فيهم طاقة كبيرة...تجعلهم يفعلون الإعاجيب...فتقوم الحضارة...
كل شيء في الدنيا يبدأ بفكرة...
الشيوعية قامت على مبدأ توزيع الثروات بين الشعب...
أوروبا قامت على فكرة الحرية...
كل الإختراعات بدأت بفكرة....
أي عمل فني يبدأ بفكرة...
الإسلام.............بدأ بفكرة عظيمة.. وهي إننا عايزين نرضي ربنا وندخل الجنة..وننجح في الدنيا...
الخلاصة....
إن الحضارات تقوم بالفكرة..فإذا ما سقطت الفكرة...سقطت الحضارة...ولكن ما هي العلاقة بين الميوعة والفكرة....؟؟
إن ما تبثه وسائل الإعلام من برامج مائعة تنشر التفاهة وعدم الجدية بين الشعوب....هو أكبر قاتل للأفكار.....
هذه هي خطورة قتل الأفكار....
فنحن نملك أعظم فكرة في الوجود....وهي مجربة ...ونجحت من قبل...ولكن ينقص أن تدخل إلى قلوب الناس...حتى يتفاعلوا معها..فيحدث النجاح... الخطورة في البرامج التي تثير الغرائز..وتعرض أشياء غير هادفة ومدمرة للقيم والأخلاق..ليست مسئلة الحلال والحرام فقط..ولكنها تؤدي إلى منع النهضة بين المسلمين...
لأنك كلما حاولت أن تركز في النهضة...وجدت أن هذه البرامج ولوسائل تجذبك لأسفل...
نظرية:
يقول بعض العلماء..أنه توجد 3 عوالم:
1. عالم الأشياء: مثل الساعة التي ألبسها...والقميص...و السيارة...إلخ..
2. عالم الأشخاص: من أبوك..من أمك..ما هي قدوتك...من الأشخاص المؤثرين في حياتك..
3. عالم الأفكار: ما هي الفكرة الكبيرة في عقلك..؟ عندما يولد الطفل...كل ما يهمه هو عالم الأشياء...من حوله...
ثم يكبر شيئاً فشيئاً فيصير مهتماً بعالم الأشخاص..فيبدأ في التعرف على من حوله.....باب وماما...
ثم يكبر..فيبدأ في التأثر بأفكار من حوله..
مشكلة الميوعة إنها تجعل المسلمين تدور في عالم الأشياء فقط!!!!!
فيكونوا في مرحلة الأطفال...وعدم النضج....!!!!!
ذات مرة ....كنت في زيارة لإحدى المدراس فقابلت طفلاً ....فسألته ماذا تأخذ في المدرسة؟...
فقال لي: بسكويت...
فقلت له لا.. أقصد ماذا تتعلم..؟؟
فهكذا إذا..تبعاً لتربية الطفل عبر بغريزته عن عالم الأشياء وليس الأفكار..
هذه هي خطورة الفيديو كليب...والإعلام السيء....
قرأت ذات مرة دراسة تقول....إن الطفل المصري هو أذكى طفل في العالم حتى سن 6 سنوات....إنها ليست مسألة مضحكة بقدر ما هي مسألة تسير التساؤل..ما هو الشيء الذي سيدخل بعد 6 سنوات....
إن مسألة الميوعة وعدم الجدية وقتل الأفكار لهو...شيء غاية في الخطورة...وبالتالي فلا يوجد أمل...
لهذا نوجه نداء....
للمسؤلين عن الإعلام في الوطن العربي...إلى المخرجين..إلى المنتجين..إلى كتاب السيناريو...إلى كتاب الأغاني....
نرجوكن أن لا تقتلوا الأفكار.......لأننا نريد أن نهض ببلادنا...بتحبوا بلادنا..بتحبوا الإسلام....نرجوكم أن لا تضيعونا....
لا تجعلوا أرزاقكم...من قتل الأفكار بين الشباب..لا تفرحوا بالأموال التي تكسبونها من نشر الميوعة بين الشباب...
فالحساب شديد يوم القيامة....قال تعالى:" وقفوهم إنهم مسئولون".." وليحملن أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم"....
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة" هناك تساؤل طرأ على ذهني....
هل ما يحدث في وسائل الإعلام الآن...هل هو صدفة...أم خطة....
أنا لا أدري ولكن...
قال تعالى:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"
**********************
تبقى نقطة أود أن أؤكد عليها...
وهي أن الجدية ليس معناها...أن نظل عابسين ومكشرين طيلة الوقت....
ولكن لا...فأنا أخرج وأروح عن نفسي...ولكن يبقى شيء هام وهو أن هناك فكرة هامة في عقلي...أعيش من أجلها..وأثابر عليها..فيجب أن نوازن....
ونموذجي على هذا هو مجموعة من الشباب اللبناني...كانوا في يوم من الأيام غير جادين... ولكنهم أصبحوا من الجادين وأسسوا جمعية تسمى هدير مكونة من 20 شاب وفتاة وحافظوا على الضوابط الأخلاقية بينهم كأولاد وبنات...وقاموا بعمل أعمال إعلانية...هادفة ليثبتوا أنهم وهم صغار في السن في العشرينات من العمر...قادرين على النجاح.....
من أنشطتهم:
• أغاني خصيصأ للأطفال أذيعت على معظم الفضائيات في شهر رمضان الماضي..
• عمل موقع على الإنترنت ليقربوا الشباب إلى الله...
• عمل كتاب عن المساجد في لبنان...لبظهروا الوجه المشرق للبنان..
• عمل إمساكية لشهر رمضان ووزعت على طلبة الجامعات...
• عمل دورات في كرة السلة بين المساجد...
واختم بتساؤل...هل كانت الأمم تنهض وبها مثل هذه الأفكار الهدامة...
هل كان إعلام اليابان والصين وألمانيا عند نهضتها يعرض هذه الأشياء...
لا.....
إذا هل يمكننا التغيير.....؟؟
مشروع الأسبوع:
الوسيلة الوحيدة أو الأساسية التي استخدمت من قبل وسائل الإعلام لنشر الميوعة هو جسد المرأة.....وأنوثة المرأة...ودلع المرأة..لإثارة الغرائز...
لهذا مشروعنا هذا الأسبوع يسمى...مشروع احترام المرأة...
لن نقبل أن تهان المرأة أبداً في كرامتها...
لا ترى أي لقطة في فضائية..أو في مجلة..أو في إعلان..أو في منتج...يستخدم فيه جسد المرأة... إلا وعلينا أن نبعث بعشرات ومئات الخطابات بمنتهى الأدب...نحن سنقاطع هذا المنتج....
لآن هذه المرأة..هي أمي وأختي....وابنتي...واحترام المرأة هو قيمة إنسانية...
لأن استخدام جسد المرأة في الترويج عن السلع هو إهانة لجميع السيدات....
وترسل لأصحاب المنتج....
برسالة مهذبة....توضح فيها وجهة نظرك من هذا الاستخدام السيء للمرأة...ورفضك لهذا الأمر الذي يسيء إليك...وإلى جميع السيدات..
لو حدث وأرسلت آلاف الخطابات....
فسيحدث تغيير بدون شك....
ونستكمل الحوار في الأسبوع المقبل إن شاء الله....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمشاهدة الحلقة : click here
احب ان اذكر أخواتي بالواجب العملي للمشروع (لا للعري ))
يمكنكم المشاركة بكل سهولة من خلال الرابط التالي :
<http://www.steptoislam.com/no_for_female_abuse.asp>
وأيضا هذا موضوع فيه كل الإيميلات والأدوات المطلوبة لمراسلة الهيئات والقنوات :
http://forum.hawaaworld.com/showthr...010#post1613010
الصفحة الأخيرة
لا داعي للشكر فالشكر والحمد لله وحده على أن وفقنا وأتاح لنا هذه فرصة الإستماع والحصول على الدروس والمواعظ من جميع نواحي الحياة سواء عن طريق الإنترنت أو الفضائيات أو الدروس في المساجد والبيوت وحلقات الذكر وتحفيظ القرأن ....
فكل هذا بازدياد ولله الحمد والمنة ....
والعاقل من يغتنم هذه الفرص التي ربما لا تعوض ويفهم منها أنه بمجرد استماعه لها وفهمه , ستصبح حجة عليه إذا ل ميطبق ما جاء فيها ....
فنسأل الله عزوجل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما .....
وأود الإشارة إلى أن الموضوع ليس لي وحدي فقط , وإنما أنا ناقلة له ,
راجية الإفادة لي ولكم منه .....
فمن استطاعت نشره فلتحاول بكل ما تقدر ولها الاجر والمثوبة .....
وجزاكم الله عني كل خير