لنرقى بالقران
المفتاح الرابع: القيام بالقرآن إن القيام بالقرآن في الصلاة من أهم مفاتح تدبر القرآن، وأعظمها شأنًا، وقد ورد عدد من النصوص تدل عليه وتؤكد أهميته .. فضل قراءة القرآن في صلاة التهجد بالقرآن طريق للوصول إلى المقامات العالية في الآخرة .. يقول الله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[الإسراء: 79] .. والآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، وإن كان مقامه أعلى من مقام بقية المؤمنين. وقال الله جلَّ وعلا {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[الزمر: 9]، فدلت الآية على أن العلماء هم الذين يقومون بالقرآن ليلاً، وأنهم أعلى مكانا وأرفع مكانة. القيام بالقرآن هو السبيل لتحمل ومواجهة مشاكل وصعوبات الحياة كلها، سواءً كانت دينية أو دنيوية .. يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }[المزمل: 1,5]. وثواب القيام بالقرآن عظيم ..عن عبد الله بن عمرو : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين"[رواه أبو داوود وصححه الألباني، صحيح الجامع (6439)] وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد ثلاث خلفات عظام سمان؟"، قلنا: نعم، قال: "فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاة خير له من ثلاث خلفات عظام سمان" [صحيح مسلم] لا تنافس إلا في القيام بالقرآن وإنفاق المال في سبيل الله .. عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ: عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ"[صحيح مسلم] فالتنافس والتسابق والشرف لا يصح أن يكون إلا في أمرين اثنين لا ثالث لهما، وهما الطريق لكل الفضائل الأخرى : الأول: القيام بالقرآن .. وهو الطريق إلى العلم والإيمان. الثاني: إنفاق المال في سبيل الله تعالى .. وهو متوقف على الأول . ومن آتاه الله القرآن ولم يقم به، أي: لم يقرأه في صلاة، فهو مثل من آتاه الله مالاً ولم ينفقه .. والطريق إلى حفظ القرآن وتذكر معانيه وتثبيتها في القلب هو: القيام بالقرآن .. عن ابن عمر : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه" [صحيح مسلم] .. ثم أكد الطرف الآخر من القضية وهو أن عدم القيام سبب النسيان. فمن كان يقوم بالقرآن آناء الليل وآناء النهار، تجده وقافًا عند كتاب الله تعالى وإجاباته حاضرة وسريعة وقوية وقت الابتلاء والامتحان .. أما من كان مفرطًا في استخدام هذا المفتاح فما أسرع ما يسقط ويهوي، فتضيق به الحياة في حال الشدة، وتضيع عليه الحياة حال الرخاء. ولو لم يكن في القراءة داخل الصلاة إلا الانقطاع عن الشواغل والملهيات لكفى .. فإن المصلي إذا دخل في الصلاة حُرِّم عليه الكلام والالتفات والحركة من غير حاجة، فهذا أعون على التدبُّر والتفكُّر وأجمع للقلب، وأيضًا فإن من حوله لا يقاطعه ولا يشغله ما دام في صلاته. اجتماع القرآن والصلاة هو الحياة وهما المفزع إلى الله تعالى إن اجتماع القرآن مع الصلاة يمكن أن يشبه باجتماع الأكسجين مع الهيدروجين، حيث ينتج من تركيبهما الماء الذي به حياة الأبدان؛ فكذلك اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته. يقول الله تعالى {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت: 45]. ولا يثبت في هذه الحياة وتحصل له القوة، إلا من اتصف بصفات أولها كثرة الصلاة ودوامها .. يقول الله تعالى {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ}[المعارج: 19,23] وكان النبي إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ويطيل فيها قراءة القرآن .. كما في صلاة الكسوف. فهذا دليل على أن القرآن مع الصلاة هما المفزع إلى الله تعالى لدفع الضر وجلب النفع، وهذا عين النجاح في الحياة في الدنيا والآخرة. القيام بالقرآن وقيام الليل بعض الناس قد قصر معنى قيام الليل على الصلاة دون العناية بالقرآن وقصد تدبره وكثرة قراءته في صلاته .. فلذلك ترى قراءته للقرآن في صلاته بالليل لا يطبق فيها أيا من مفاتيح التدبر، ومن أجل ذلك ترى انتفاعه بمثل هذا القيام يكون محدودا وضعيفًا. عَنْ ثَوْبَانَ : عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ "لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لا نَعْلَمُ. قَالَ "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا"[رواه ابن ماجه وصححه الألباني] لذلك لا تستغرب أنه ربما وجد من يقوم الليل، وفي النهار يأكل الغيبة والربا ويغش ويخدع ويكذب وينافق ويجزع ويتسخط ويقلق إلى آخره من مظاهر الضعف والفشل في الحياة .. والسبب أن قيامه قيام ليل وليس قيامًا بالقرآن، فهو خالٍ من أي علم أو إيمان .. إنه قيام أجوف مجرد حركات لا يعقل منها شيئا، وقد جاء عن ابن عباس قوله: "ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه" [زاد المسير (1:527)]. وأيضًا وجد من بعض حفاظ القرآن من جعل الصلاة وسيلة لمراجعة حفظه دون أن يعي عظيم قدر الصلاة، فتراه قد قصر همه على قراءة أكبر قدر من حفظه في القيام، ثم يخطف بقية الأركان خطفا لا يطمئن فيها ولا يقيمها على الوجه المطلوب، وهذا من العجائب والسبب في مثل هذه الحالة هو أنه لمس فعلا أثر الصلاة في تثبيت الحفظ فقصر همه ونيته على هذا الأمر. وبعض الأئمة في صلاة التراويح والقيام في رمضان يطيلون القراءة مع سرعة عالية، ثم يطففون بقية الأركان والقصد من هذا تحصيل ختم القرآن والدعاء عند ذلك .. فهل مثل هذه القراءة تليق بالقرآن الكريم، وهل تم تحصيل المقصود من القيام بالقرآن؟ الصلاة دخول على الله تعالى وقرب منه إن العبد إذا دخل في الصلاة فإنه يزداد قربًا من الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يقبل عليه بوجهه .. عن أنس : أن النبي قال "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ"[صحيح البخاري] .. وقال عطاء "بلغنا أن الربَّ يقول: إلى أين تلتفت؟ إليَّ يا ابن آدم؛ إني خير لك ممن تلتفت إليه" [تعظيم قدر الصلاة (1:190)] ولذلك كانت القراءة داخل الصلاة أفضل وأكمل .. ولكي تكون صلاتنا قرة لأعيننا، وبهجة ولذة لأنفسنا علينا أن نتفقه في مقاصدها والتي منها تدبر نصوص القرآن،،
المفتاح الرابع: القيام بالقرآن إن القيام بالقرآن في الصلاة من أهم مفاتح تدبر القرآن،...
المفتاح الخامس: أن تكون القراءةفي ليل

إن الليل وخاصة وقت السحر من أفضل الأوقات للتذكُّر، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء، وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي، وفتح أبواب السماء .. فأي أمر تريد تثبيته في الذاكرة بحيث تتذكره خلال النهار فقم بمراجعته في هذا الوقت ..
وقد استفاد من هذا أهل الدنيا من أهل السياسة والاقتصاد وخاصة الغرب؛ حيث ذكر عدد منهم أنه يقوم بمراجعة أعماله في مثل هذا الوقت وأنه يوفق للصواب في قراراته ..

إن أهل القرآن .. أهل الآخرة أولى باغتنام هذه الفرصة؛ لتثبيت إيمانهم وعلمهم ..

ولو تأملت انتصارات المسلمين لوجدت إنها كانت حينما وصف جنوده بأنهم:

(رهبانٌ بالليل، فرسانٌ في النهار )


فقيامهم بالليل أمدهم بالقوة .. أما إن كانوا سُمار بالليل خوار بالنهار، فأنَّى ينصرون؟!




ومما يدل على كون القراءة في ليل أحد مفاتح التدبر .. قول الله عزَّ وجلَّ {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} ..
قال ابن عباس "هو أجدر أن يفقه القرآن"، ومعنى ناشئة الليل: أي القيام بعد النوم .. وبه يجتمع راحة البدن والروح فيحصل بذلك اجتماع القلب على قراءة القرآن وتدبره، أما القراءة حين التعب والإجهاد فإن التدبر والفهم يكون ضعيفًا.
والبعض قد يشتكي من عدم انتفاعه بقيام الليل، ولما تنظر في طريقته في القيام تجده يسهر إلى وقت متأخر ثم يحاول القيام آخر الليل وهو في غاية الإجهاد والتعب يغالب النوم، فمثل هذا لا يحصل على نتائج جيدة.
و الأصل في القيام بالحزب من القرآن هو الليل، وفي حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار ..
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل"

والليل يساعد على فهم القرآن وتدبُّره وتثبيت حفظه ..
يقول ابن حجر عن مدارسة جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان "المقصود من التلاوة الحضور والفهم؛ لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية "
وقال الشيخ عطيه سالم حاكياً عن شيخه الشنقيطي "وقد سمعت الشيخ يقول: لا يُثبِّت القرآن في الصدر، ولا يُسهِّل حفظه، ويُيسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل"
وقال النووي: "ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر، وفي صلاة الليل أكثر، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة، وإنما رجحت صلاة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل، فإن الإسـراء بالرسول كان ليلاً" .




القراءة للقلب مثل السقي للنبات

إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخَّر .. وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغلات، فإن ما يرد على القلب من المعاني يتبخَّر ولا يؤثر فيه ..
وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول: إني أكثر قراءة القرآن لكن لا أتأثر به؟، فلما تسأله: متى تقرأ القرآن ؟ يتبيَّن أن كل قراءته في النهار، وفي وقت الضجيج، وبشيء من المكابدة لحصول التركيز .. فكيف سيتأثر ؟!
إن القراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء .. حيث لا أصوات تشغل الأذن ولا صور تشغل العين، فيحصل التركيز التام وهو يؤدي إلى وصول معاني القرآن إلى القلب فيحصِّل قوة التدبُّر والتفكُّر وقوة الحفظ والرسوخ لألفاظ القرآن ومعانيه.
لنرقى بالقران
المفتاح الخامس: أن تكون القراءةفي ليل إن الليل وخاصة وقت السحر من أفضل الأوقات للتذكُّر، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء، وبسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي، وفتح أبواب السماء .. فأي أمر تريد تثبيته في الذاكرة بحيث تتذكره خلال النهار فقم بمراجعته في هذا الوقت .. وقد استفاد من هذا أهل الدنيا من أهل السياسة والاقتصاد وخاصة الغرب؛ حيث ذكر عدد منهم أنه يقوم بمراجعة أعماله في مثل هذا الوقت وأنه يوفق للصواب في قراراته .. إن أهل القرآن .. أهل الآخرة أولى باغتنام هذه الفرصة؛ لتثبيت إيمانهم وعلمهم .. ولو تأملت انتصارات المسلمين لوجدت إنها كانت حينما وصف جنوده بأنهم: (رهبانٌ بالليل، فرسانٌ في النهار ) فقيامهم بالليل أمدهم بالقوة .. أما إن كانوا سُمار بالليل خوار بالنهار، فأنَّى ينصرون؟! ومما يدل على كون القراءة في ليل أحد مفاتح التدبر .. قول الله عزَّ وجلَّ {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً}[المزمل: 6] .. قال ابن عباس "هو أجدر أن يفقه القرآن"، ومعنى ناشئة الليل: أي القيام بعد النوم .. وبه يجتمع راحة البدن والروح فيحصل بذلك اجتماع القلب على قراءة القرآن وتدبره، أما القراءة حين التعب والإجهاد فإن التدبر والفهم يكون ضعيفًا. والبعض قد يشتكي من عدم انتفاعه بقيام الليل، ولما تنظر في طريقته في القيام تجده يسهر إلى وقت متأخر ثم يحاول القيام آخر الليل وهو في غاية الإجهاد والتعب يغالب النوم، فمثل هذا لا يحصل على نتائج جيدة. و الأصل في القيام بالحزب من القرآن هو الليل، وفي حالة العذر فإنه يعطى الثواب نفسه إذا قضاه في النهار .. عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل"[رواه مسلم] والليل يساعد على فهم القرآن وتدبُّره وتثبيت حفظه .. يقول ابن حجر عن مدارسة جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان "المقصود من التلاوة الحضور والفهم؛ لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية " [فتح الباري (9:45)] وقال الشيخ عطيه سالم حاكياً عن شيخه الشنقيطي "وقد سمعت الشيخ يقول: لا يُثبِّت القرآن في الصدر، ولا يُسهِّل حفظه، ويُيسِّر فهمه إلا القيام به في جوف الليل" [أضواء البيان (8:478)] وقال النووي: "ينبغي للمرء أن يكون اعتناؤه بقراءة القرآن في الليل أكثر، وفي صلاة الليل أكثر، والأحاديث والآثار في هذا كثيرة، وإنما رجحت صلاة اليل وقراءته لكونها أجمع للقلب، وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات، وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات، مع ما جاء به الشرع من إيجاد الخيرات في الليل، فإن الإسـراء بالرسول كان ليلاً" [التبيان في آداب حملة القرآن (1:34)]. القراءة للقلب مثل السقي للنبات إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخَّر .. وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغلات، فإن ما يرد على القلب من المعاني يتبخَّر ولا يؤثر فيه .. وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول: إني أكثر قراءة القرآن لكن لا أتأثر به؟، فلما تسأله: متى تقرأ القرآن ؟ يتبيَّن أن كل قراءته في النهار، وفي وقت الضجيج، وبشيء من المكابدة لحصول التركيز .. فكيف سيتأثر ؟! إن القراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء .. حيث لا أصوات تشغل الأذن ولا صور تشغل العين، فيحصل التركيز التام وهو يؤدي إلى وصول معاني القرآن إلى القلب فيحصِّل قوة التدبُّر والتفكُّر وقوة الحفظ والرسوخ لألفاظ القرآن ومعانيه.
المفتاح الخامس: أن تكون القراءةفي ليل إن الليل وخاصة وقت السحر من أفضل الأوقات للتذكُّر،...
المفتاح السادس: الجهر والتغني بالقراءة


الجهر: هو رفع الصوت بالقراءة .. والتغني: هو التطريب والتلحين وتزيين الصوت بالقراءة، وفق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ..
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ" .. وعنه أيضا : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ"
وعن أبي قتادة : أن النبي صلى الله عليه وسلمخرج ليلة فإذا بأبي بكر يصلي يخفض صوته، ومَرَّ على عمر بن الخطاب وهو يصلي رافعًا صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي ، قال: "يا أبا بكر، مررت بك وأنت تصلي تخفض من صوتك؟"، قال: قد أسمعت من ناجَيْتُ يارسول الله، وقال لعمر: "مررت بك وأنت تصلي ترفع صوتك؟"، فقال: يا رسول الله، أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان. فقال النبي : "يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئًا"، وقال لعمر: "اخفض من صوتك شيئًا"
وقال ابن عباس لرجل ذكر له أنه سريع القراءة "إن كنت فاعلاً، فاقرأ قراءة تسمعها أذنك، ويعيها قلبك"
إن الجهر بما يدور في القلب أعوَّن على التركيز والانتباه .. ولذلك تجد الإنسان يلجأ إليه رغمًا عنه، عندما تتعقد الأمور ويصعب التفكير.
إن البعض عند قراءته للقرآن يُسِرُ بقراءته طلبًا للسرعة وقراءة أكبر قدر ممكن، وهذا خطأ ومن الواضح غياب قصد التدبر في مثل هذه الحالة.




حد الجهر ومقداره

إن الجهر درجات ..
أدناها: أن يسمع المرء نفسه وتحريك أدوات النطق من لسان وشفتين.
وأعلاها: أن يسمع من قَرُبَ منه .. فما دونه ليس بجهر وما فوقه يعيق التدبر ويرهق القارئ.

ومما يضبط لك مقدار الجهر أن يكون كقراءة الإمام بالصلاة ..

وكلما كان الصوت مشدودًا حيًا، كان أعون على التدبُّر وطرد الوساوس والأفكار المتطفلة على القلب أثناء القراءة.




فوائد الجهر بقراءة القرآن

من فوائد الجهر بقراءة القرآن ما يلي:
1) استماع الملائكة الموكلة بسماع الذكر لقراءة القاريء.
2) هرب وفرار الشياطين عن القاريء والمكان الذي يقرأ فيه.
3) تطهير للبيت وتعطير له، وجعله بيئة صالحة للتربية والتعليم.
إن بيتاً يكثر فيه الجهر بالقرآن هو بيت كثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة .. كما قال أبو هريرة .




كيفية التغني

التغني يحصل بالتلحين وشد الصوت .. بأن تشتغل جميع الجوارح الصوتية، أي مخارج الحروف من الشفتين واللسان والحلق (أي: الحنجرة) .. فالملاحظ أحيانًا أنه يمكن القراءة بتشغيل بعضها دون بعض.
والأفضل والأكمل أن تعمل جميع هذه الأجهزة معًا، وفي الوقت نفسه .. خاصة الحنجرة، فهو مرتكز التغني والتطريب.

وكلما كانت القراءة بتغنِّ كانت أقوى تأثيرًا وأقوى توصيلاً للمعاني إلى القلب، وأكبر أثرًا في خشوع القلب.


ألا تلاحظ المطربين كيف يتلاعبون بالعواطف ويسيلون الدموع بكلامٍ فاسد غير مفهوم ؟! ..


فكيف إذا كان مثل هذا التغني بكلام الله تعالى؟!




إن حسن الصوت له ارتباط قوي بخشوع القلب .. وبينهما تلازمُ كبير، فكل واحد منهما يؤثر في الآخر .. فخشوع القلب يؤدي إلى قوة التغني، وقوة التغني تؤدي إلى خشوع القلب وهكذا يتعاضدان في الترقي والصعود.

ومن المعلوم النهي عن التشبه بلحون أهل الفسق والطرب، والمبالغة في التلحين بحيث يخرج عن المقصود.

وإن التغني الصحيح هو المرتبط بخشوع القلب وفهم الآيات .. أما التغني الأبله أو الساذج، أي المنفك عن التدبُّر والفقه والتأمل في الآيات فهو مذموم لا خير فيه .
إن المتأمل لأحكام التجويد يجد أن معظم التغني يدور على أمرين هما:

1) المد .. 2) الغنة ..

ولكل منهما مواضع وأحكام من ركز عليهما تحسنت قراءته كثيرًا، وأمكنه التغني بالقرآن، وزيادة مستوى تدبره للقرآن .. ليس كما قد شاع بين البعض بوجود تعارض بين أحكام التجويد وتدبُّر القرآن، وهذا مفهومٌ خاطيء.
رفيدة1
رفيدة1
بسم الله الرحمن الرحيم

ما بدي احكيلك موضوعك رائع بعتبرو كنز موجه منك لكل الغافلين عن القران الكريم

وانا بقرا التوجيه حسيت قلبي برقص من الفرح لاني كتير وجدت اشياء تفيدني بقراءة القران الكريم

الله يبارك فيكي ويحسن خاتمك وخاتمتنا وينصر الاسلام والمسلمين

قال الرسول عليه الصلاة والسلام (( الخير باقي في امتي الى قيام الساعه ))

وما دام في ناس بذكرو بالله مثلك ما حيضيع الاسلام اكيد ان شاءالله

ادعولي بحسن الخاتمه والزوج الصالح
لنرقى بالقران
بسم الله الرحمن الرحيم ما بدي احكيلك موضوعك رائع بعتبرو كنز موجه منك لكل الغافلين عن القران الكريم وانا بقرا التوجيه حسيت قلبي برقص من الفرح لاني كتير وجدت اشياء تفيدني بقراءة القران الكريم الله يبارك فيكي ويحسن خاتمك وخاتمتنا وينصر الاسلام والمسلمين قال الرسول عليه الصلاة والسلام (( الخير باقي في امتي الى قيام الساعه )) وما دام في ناس بذكرو بالله مثلك ما حيضيع الاسلام اكيد ان شاءالله ادعولي بحسن الخاتمه والزوج الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم ما بدي احكيلك موضوعك رائع بعتبرو كنز موجه منك لكل الغافلين عن القران...
المفتاح السابع: الترتيل





الترتيل: يعني الترسل والتمهُّل والتأني حين القراءة .. والبعض يطلق الترتيل على تزيين الصوت بالقراءة وتحسينها وهذا يُعرَّف بالتغني ..
وقد وردت أدلة من القرآن والسُّنَّة تدل على مشروعية الترتيل ..
قال الله تعالى {.. وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا}، قال ابن كثير: أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونًا على فهم القرآن وتدبره.
وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه .. قالت عائشة : " كَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا" .. وعن أم سلمة أنها سُئِلَت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

وقال الحسن البصري: "يا ابن آدم، كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة؟!"












وقد أنكر ابن مسعود على رجلٍ سرعته في القراءة .. حين قَالَ لهُ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ "هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ! إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ .."
وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم تدل على أهمية الترسُّل، ومن ينظر إلى أي كتاب في التجويد يدركهذه الحقيقة بجلاء ووضوح، وإنه لفرقٌ كبير في التمهل والتأني بين من يطبق أحكام التجويد ومن لا يطبقها بل يهذُّ القراءة هذًّا .








مقياس الترتيل

إن من أسرع في القراءة، فقد اقتصر على مقصد واحد من مقاصد قراءة القرآن وهو: ثواب القراءة .. ومن رتَّل وتأمَّل، فقد حقق المقاصد كلها وكَمُل انتفاعه بالقرآن، واتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
سُئِلَ زيد بن ثابت رضي الله عنه: كيف ترى في قراءة القرآن في سبع؟، قال: حسن، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحبُّ إليَّ، وسلني لم ذلك؟، قال: فإني أسألك، قال: "لكي أتدبره وأقف عليه"
قال ابن حجر: "إن من رتَّل وتأمَّل كمن تصدَّق بجوهرة واحدة ثمينة، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة، وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات وقد يكون العكس"


مما سبق يمكننا وضع مقياس وضابط لمفتاح الترتيل، وهو:

إمكان التفكُّر والتأمل حين القراءة، وهذا يتطلب الأناة والتمهل بل أحيانًا التوقف.










في كم دقيقة تقرأ الوجه لتكون التزمت بمفتاح الترتيل؟

الجواب: أن هذا يتفاوت كثيرًا من قاريء إلى آخر ومن حالة إلى أخرى .. وإن كان ولا بد من تحديد تقريبي لذلك فإنه يكون من دقيقتين إلى خمس دقائق للوجه.
فإذا أخذنا بالحد الأدنى فإن قراءة القرآن كاملاً خارج الصلاة يحتاج إلى:

1200 دقيقة = عشرين ساعة ..


فمن أراد أن يختم القرآن في شهر، فعليه أن يخصص لقراءة القرآن أربعين دقيقة كل يوم ..


ومن أراد أن يختمه في أسبوعين، فيحتاج إلى ثمانين دقيقة ..


وفي أسبوع، يحتاج إلى 160 دقيقة = ساعتين وأربعين دقيقة كل يوم.
مـنـى علي
مـنـى علي
سبحان الله الحمد لله الله اكبر