D A N A T
D A N A T
جزآإكِ الله خير
و بآإرك فيكِ
شيهانه®
شيهانه®
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
شيهانه®
شيهانه®
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
مس فووشي
مس فووشي
جزاك الله خير
لنرقى بالقران
المفتاح السابع: الترتيل الترتيل: يعني الترسل والتمهُّل والتأني حين القراءة .. والبعض يطلق الترتيل على تزيين الصوت بالقراءة وتحسينها وهذا يُعرَّف بالتغني .. وقد وردت أدلة من القرآن والسُّنَّة تدل على مشروعية الترتيل .. قال الله تعالى {.. وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا}[المزمل: 4]، قال ابن كثير: أي اقرأه على تمهل فإنه يكون عونًا على فهم القرآن وتدبره. [تفسير ابن كثير: 1453] وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه .. قالت عائشة : " كَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا" [صحيح مسلم] .. وعن أم سلمة أنها سُئِلَت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقطع قراءته آية آية { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (*) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (*) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.[رواه أبو داوود وصححه الألباني] وقال الحسن البصري: "يا ابن آدم، كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة؟!" [مختصر قيام الليل المروزي: 150] وقد أنكر ابن مسعود على رجلٍ سرعته في القراءة .. حين قَالَ لهُ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ "هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ! إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ نَفَعَ .." [صحيح مسلم] وصفة قراءة القرآن التي نقلت إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم تدل على أهمية الترسُّل، ومن ينظر إلى أي كتاب في التجويد يدركهذه الحقيقة بجلاء ووضوح، وإنه لفرقٌ كبير في التمهل والتأني بين من يطبق أحكام التجويد ومن لا يطبقها بل يهذُّ القراءة هذًّا . مقياس الترتيل إن من أسرع في القراءة، فقد اقتصر على مقصد واحد من مقاصد قراءة القرآن وهو: ثواب القراءة .. ومن رتَّل وتأمَّل، فقد حقق المقاصد كلها وكَمُل انتفاعه بالقرآن، واتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم. سُئِلَ زيد بن ثابت رضي الله عنه: كيف ترى في قراءة القرآن في سبع؟، قال: حسن، ولأن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحبُّ إليَّ، وسلني لم ذلك؟، قال: فإني أسألك، قال: "لكي أتدبره وأقف عليه"[الموطأ (1:201)] قال ابن حجر: "إن من رتَّل وتأمَّل كمن تصدَّق بجوهرة واحدة ثمينة، ومن أسرع كمن تصدق بعدة جواهر لكن قيمتها قيمة الواحدة، وقد تكون قيمة الواحدة أكثر من قيمة الأخريات وقد يكون العكس" [فتح الباري (3:89)] مما سبق يمكننا وضع مقياس وضابط لمفتاح الترتيل، وهو: إمكان التفكُّر والتأمل حين القراءة، وهذا يتطلب الأناة والتمهل بل أحيانًا التوقف. في كم دقيقة تقرأ الوجه لتكون التزمت بمفتاح الترتيل؟ الجواب: أن هذا يتفاوت كثيرًا من قاريء إلى آخر ومن حالة إلى أخرى .. وإن كان ولا بد من تحديد تقريبي لذلك فإنه يكون من دقيقتين إلى خمس دقائق للوجه. فإذا أخذنا بالحد الأدنى فإن قراءة القرآن كاملاً خارج الصلاة يحتاج إلى: 1200 دقيقة = عشرين ساعة .. فمن أراد أن يختم القرآن في شهر، فعليه أن يخصص لقراءة القرآن أربعين دقيقة كل يوم .. ومن أراد أن يختمه في أسبوعين، فيحتاج إلى ثمانين دقيقة .. وفي أسبوع، يحتاج إلى 160 دقيقة = ساعتين وأربعين دقيقة كل يوم.
المفتاح السابع: الترتيل الترتيل: يعني الترسل والتمهُّل والتأني حين القراءة .. والبعض...
المفتاح الثامن: التكرار والتوقف


المراد بهما التوقف حين القراءة أو تكرار الآية؛ لاستحضار المعاني والتعمق في فهمها .. وكلما طال التوقف وكثر التكرار، زادت المعاني التي تُفْهَم من النص بشرط عدم شرود الذهن ..
والتكرار قد يحصل لا إراديًا؛ تعظيمًا أو إعجابًا بما قرأ .. وهذا مُشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة، فإنه يُكثر من تكرارها على نفسه أو غيره.







أهمية التكرار والتوقف


إن التكرار نتيجة وثمرة للفهم والتدبر، وهو يفتح لك مغاليق أبواب المعاني والحكم والأسرار ..

قال ابن مسعود "لَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثِرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ"
وقال ابن قدامة "وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبَّر كلامه؛ فإن التدبُّر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبُّر إلا بترديد الآية فليرددها" .







نماذج عملية من أحوال السلف

كان من عادة السلف أن يردد أحدهم الآية إلى الصباح، يقرأون أسرار الآيـــات ويستشعرون معانيها بقلوبهم .. قال النووي "وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يقوم الليل كله بآية .. قال أبو ذر "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} "
وعن القاسم قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} وتدعو وتبكي وترددها. فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي.

وعن القاسم بن أبي أيوب: أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ..} بضعًا وعشرين مرة.
وردَّدَ الحسن البصري ليلة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} حتى أصبح، فقيل له في ذلك، فقال: "إن فيها معتبرًا ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر"
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية ..{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}، يرددها ويبكي ويتضرع .. وقال زيد بن الكميت : كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله فقرأ بنا علي بن الحسين المؤذن ليلة في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ ..} وأبو حنيفة خلفه، فظل قائمًا إلى الصباح وهو يقول: "يا من يجزي مثقال ذرة خيرًا خيرًا، ويا من يجزي مثقال ذرة شرًا شرًا، أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من السوء، وأدخله في سعة رحمتك"

قال أبو سليمان الداراني "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها، ولولا أن الله يمنُّ عليَّ بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري؛ لأني لي في كل تدبُّر علمًا جديدًا، والقرآن لا تنقضي عجائبه"