(ممو زين) قصة حب نبتت في الأرض وحلقت في السماء

الأدب النبطي والفصيح

بالنسبة لي من أجمل ما قرأت ومازالت تحيطني بجمالها وسموها حتى هذا اليوم..
كانت فريدة من نوعها نوعا ما....هي قصة رائعة جدا أخذت بشغاف قلبي و بسماء خيالي...أجرت مدامعي و غصت في أعماقها أتصور كل وصف و أتعمق في كل فكرة....

لم تكن أحداثها كثيرة ولم تأتي بشيء غريب فيها ..._وقد تكون جدا بسيطة لولا ما سأذكره الآن_..
ولكن الجميل كل الجمال فيها .......هو الأسلوب وروعة الوصف وحسن التصوير و البيان ودقتها...ِأبهرتني لغتها و أعجبتني للغاية حتى اندمجت مع كل حرف كتب فيها...ولا اكاد أترك سطرا حتى أتعمق فيها و أغوص بكل ما فيني من إحساس وعاطفة وبكل مافيني من نبض..
والتركيز على الاحاسيس والمشاعر الفياضة والروح المحلقة في السماء ..
فعلا تمثلت في هذه القصة لغة السحر والبيان..

هي قصة حب رائعة وغريبة في فكرتها ...زينها صدق المشاعر وقوة العاطفة الملتهبة والوفاء النادر التي تجبرك أن تذرفي دموعك حزنا على بطلي القصة(الواقعيين ومعروف قبرهما في جزيرة ابن عمر)...

هي قصة:
(ممو وزين)
قصة حب نبت في الأرض و أينع في السماء
نقلها إلى العربية و أقام بنيانها القصصي
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الكاتب أحمد الخاني


(ممو) اسم الشاب و (زين) اسم الفتاة ...قصة فارسية..

إليكم مقتطفات من المقدمة للبوطي (بتصرف)كي تتعرفوا على القصة:


(صاغ أحداث هذه القصة شعر شاعر كردي كبير هو أحمد الخاني .......وكان من آثاره ديوان شعر بالكردية دون فيه أحداث هذه القصة.
وكان عملي أن قمت بنقل هذه الأحداث منثورة إلى العربية واتخذت منها المادة الأساسية لنسج قصة متكاملة الشروط والأركان ثم بذلت كل ما أملك من الطاقة البيانية لصقلها و إبراز ما فيها من عمق المأساة وحرارة الوجدان.
ومهما يكن فإن مجمل أحداث هذه القصة تشكل مأساة تاريخية واقعة.
ويقوال والدي أمتع الله به و أمد في حياته:إن لبطلي هذه القصة المؤثرة فبرين معروفين في جزيرة ابن عمر وقد أقيم عليها فيما بعد مدرسة كبيرة لطلاب العلوم الشرعي.....)



ولكن احذروا البوطي لديه أخطاء في العقيدة

المشرفة
16
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
نتابع عرضك للقصة يا روتانة :27:
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
تابعي بارك الله فيك
جبل قاسيون
جبل قاسيون
غاليتي بحور....
لك خالص شكري لك على دعمك لي وتشجيعك دوما و أبدا..
فها أنت أول من ينور الصفحة بوجوده...:13:..
--------

عزيزتي أحلام اليقظة...
شرفتي الصفحة بردك ..وهذا وسام فخر لي أن تتابعي القصة ..
--------------

أتمنى أن تحوز القصة على إعجابكم و أن أوفق في نقل صورة مشوقة وجذابة عن القصة..

لكن صراحة احترت كيف أنقل لكم مقاطع مختصرة من القصة:)لأن كل ما قرأت مقطع أشعر بأنه من الروعة والجمال بمكان يجعلني أكتبه ولا أريد أن يفوتكم ...فلا أدري ماذا أنقل وماذا أترك..:27:

في البداية نقلت جزء كبير من المقدمة...لأهميته في الموضوع....
لكن سأحاول فيما بعد اختصار الشيء الكثير لأنها طويلة...

سأترككم مع القصة.....................:55:
جبل قاسيون
جبل قاسيون
عفوا انتظروا قليلا...
لم أستطع نسخ القصة من الوورد إلى المنتدى لوجود مشكلة..
جبل قاسيون
جبل قاسيون
آسفة تأخرت عليكم ...يا بحور و أحلام اليقظة:11:لأن الجهاز فيه مشكلة و بت على أحر من الجمر حتى استطعت نقل القصة..
لكن أحب أن أنبهكم إلى أني وضعت هذه العلامة ..... دليلا على وجود كلام بعده لم أنقله..
-------------------------------

انبعثت حوادث هذه القصة من قصر أمير هذه الجزيرة(الأمير زين الدين).....
ولم يكن الأمير زين الدين ذا كفاءة عالية فحسب..بل كان يتمتع إلى ذلك بغنى واسع و بمظهر كبير من القوة السلطان.والغريب أن ذلك لم يمنعه من امتلاكه العجيب لقلوب أمته،واكتسابه محبة سائر طبقات شعبه،مما أذاع اسمه مقروناً بالهيبة و الإجلال لا في جزيرة بوطان وحدها،بل في سائر أنحاء كردستان و إماراتها.

ولم يكن قصره الذي كان يرى من بعيد كأنه برج هائل، كقصور بقية الأمراء من أمثاله.و إنما كان آية من آيات الفن و الإبداع.. كان منتهيا إلى أقصى حد في البذخ المبذول لتصميمه وتشييده و إقامة أبهته..! .....

أما رحابه وشرفاته فكانت تميس بعشرات من الغلمان ، وبمثل ذلك من أجمل الجواري والفتيات..يجبن في أنحائه،ويضفين على رحابه جوا سحرياً يشع بالفتنة و الجمال.

غير أن الآية الكبرى في ذلك القصر لم تكن منبعثة عن أي واحدة من تلك الجواري الحسان، و إنما كانت سراً لدرتين شقيقتين غير أولئك.خلقهما الله في ذلك القصر ، بل في تلك الجزيرة كلها مثلاً أعلى للجمال ، و نموذج كاملا للفتنة والسحر الإلهي في أسمى مظاهرهما ، وكأنما أبدعتهما يد الخلاق هذا الابداع العجيب في ذلك القصر الرائع ليؤمن كل فنان بارع ، ومبدع وصانع ، أن الجمال إنما هو هذا..! لا رصف الأحجار وفن النقش وصنعة التلميع ، هذه فتنة تبهر القلوب وتسكر الألباب .....

ولم تكن هاتان الشقيقتان سوى أختين للأمير زين الدين ، كان اسم كبراهما التي لا يتجاوز عمرها ربيع العشرين (ستي) ، وكانت بين البياض الناصع والسمرة الفاتنة ،قد أفرغ الجمال في كل جارحة من جسمها على حدة ، ثم افرغ بمقدار ذلك كله على مجموع جسمها و شكلها ، فعادت شيئا أبرع من السحر و أبلغ من الفتنة.

و أما الصغرى واسمها (زين) فقد كانت هي وحدها البرهان الدال على أن اليد الإلهية قادرة على خلق الجمال والفتنة في مظهر أبدع من أختها و أسمى!

كانت هيفاء، بضة ذات قوام رائع ، قد ازدهر في بياضها الناصع حمرة اللهب ،ذات عينين دعجاوين ،أودعهما الله كل آيات الفتك واللطف التي تتسامى على التعبير.....

وكانت لها إلى ذلك كله رقة عجيبة في روحها ، وخفة متناهية في دمها.....

وعلى الرغم من أن هاتين الغادتين كانتا لؤلؤتين محجوزتين في صدفة ذلك القصر عن معظم الأبصار، فقد كان اسماهما ذائعين منتشرين في سائر أطراف الجزيرة بل في كثير من بلاد كردستان، يتخذون من شهرتهما المقياس الأعلى والمثل الكامل للجمال.

وقد كان من الغريب في الواقع أن تخلق تلك الفاتنتان في قصر أمير (بوطان) لتصبحا أجمل زهرتين تحبسان في رحابه عن الأنظار، لولا أن الشعب الكردي عامة و أولي الزعامة فيهم خاصة غرست في طبيعتهم غيرة ملتهبة لاتكاد تفارق جوانحهم، مما يجعلهم يتحرجون من اختلاط الجنسين إلا بمقدار..هذا إلا أن شقيقهما الأمير أوتي مزيدا من الغيرة بين جنبيه.....ولذلك فقد كان من العسير جداً أن يكون لعشاق ذلك القصر الكثيرين نصيب منه غير السماع..وتسقط الأخبار.
--------

كانالوقت أصيلاً، والناس يودعون يوم 20 مارس ليستقبلوا من ورائه ربيع سنة جديدة .....فقد كان عليهم جميعا أن يتهيئوا ويستعدوا للخروج مع صبح اليوم الثاني إلى ظاهر المدينة، ويقضوا بياض نهارهم فوق مهاد الخضر الوارفة .....وذلك جريا وراء تلك العادة السارية في جميع أنحاء كردستان من الاحتفال في مثل ذلك اليوم بشروق الربيع ويومه الجديد، فينطلقوا جميعاً من كبير وصغير ورجل و أنثى تاركين وراءهم كل آثار التصنع والتكلف التي تعج بها دنيا المدن والعمران إلى حيث تلوح صفحات الابداع الإلهي الساحر.فيخشعون لها وحدها، ويظلون معها في نشوة ومرح إلى أن تتوارى عنهم ذلك اليوم..
.....


داخل القصر.....كان خالياً تماما ليس فيه أحد إلا الأميرتان زين وستي،كانتا منحازتين إلى إحدى شرفاته،ومتخذتين مجلسهما على بعض متكآت تلك الشرفة ترقبان ساعة الغروب .....

كانت تتحدثان هناك، في نشوة حالمة عن العيد..عيد الطبيعة التي عادت تنشر على الدنيا سندسها الجديد..ومضى حديثهما عن عيد الجمال ينتقل إلى الحديث عن الجمال نفسه.والجمال في نظر المرأة والجمال في نظر الرجل.....

قالت ستي:"يبدوا أنني لن أعثر على الرجل الذي أعجب به إلا إذا بلغ أثر جماله لدي فتنة هذه الطبيعة الحالمة و أثرها في نفسي..

فأجابتها زين:"ولكن ويحك إن هذا يعني أن يكون ذلك الرجل بالغاً الروة في الجمال و أين تجدين من قد استقر فوق هذه الذروة..؟أم لعلك تحسبين أن الرجال كلهم يعيشون في قصر مثل قصرك هذا، وينشؤون في مثل ما أنت فيه من نعمة؟"

قالت:"ولكن لابد عند البحث أن يوجد مثل هذا الرجل الذي أتخيله و أعنيه"

فأجابتها زين مستضحكة:"ولكن كيف تستطيعين أن تبحثي عن رجل خيالك هذا..؟أم إنك قد أصبحت رجلاٍ كالرجال..تداخلينهم وتستعرضينهم في أنديتهم ومجامعهم حتى إذا ما عثرت عليه أتيت به وركنت إليه..؟!". .....
ويدور بينهما الحوار عن التفكير في حل لمشكلة البحث عن فارس الأحلام المناسب حتى تخطر في رأس زين فكرة غريبة فتقول:
".....إن أحداً من الناس لن يبقى غداً في هذه المدينة ، وسيتلاقى كلهم في الفضاء.فما علينا إلا أن نتأخر عن موكب القصر غداً متظاهرتين بفتور وانحطاط جسمي يمنعنا من الخروج،حتى إذا خلا القصر، خرجنا متنكرتين في لباس الرجال وهيآتهم، ثم نندس في صفوفهم ولاشك أنهم سيحسبوننا من بعض شباب القصر وغلمانه،و أكبر الظن أننا سننجح في الفكرة وسيتاح لكل منا أن تجد من بين مختلف شباب هذه الجزيرة الواسعة الأطراف من يروقها ويعجبها".
.....

وفي الوقت المحدد قامت الأميرتان بتنفيذ هذه الخطة..
.....

ولكن أمراً واحداً غير هذا استطاع أن يلفت عقول الناس في ذلك اليوم في حيرة بالغة..!فقد كان في ذلك الجمع شابان لو أن تلك الطبيعة الخلابة استجمعت