نقااء الورد
نقااء الورد
بعض الردود على جهل وافتراء المدعو أحمد عمارة





( 12) ثم بدأ بالمحور الذي أراد أن يصل إليه منذ بداية الحلقة، وعند أول خطوة فيه افترى على علماء السلف
فقال: السابقين (الذين هم السلف الصالح) تفكروا تدبروا عبدوا ربنا، وحطوا مفاهيمهم !
فبدأ بتصوير أن الذي وضعوه علماء السلف في الكتب، هو مجرد فهمهم البحت للقرآن والسنة..!!
وهذا من أقبح الافتراء على الله تعالى ودينه
فهو يصور دين الله تعالى وكأنه مغارة كنز عشوائي، كل إنسان يأخذ منه ما يحلو له ! والذي لا يحلو له فلا حاجة له به..!!
هذا الإنسان لا يعرف الفرق بين الفهم.. والعلم !
إن ما أمرنا الله تعالى بتحصيله وتعلمه.. هو العلم
ما هو العلم؟


أصل العلم وأساساته هو :
القرآن
والسنة
وفهم الصحابة الذين نزل الوحي بين ظهرانيهم
ولسان العرب الذي نزل به القرآن.
والعالم الحق المتقي، هو الذي يستخدم "عقله" في فهم هذه الأربعة، وفي الجمع بينها جميعا، وفي إيصال هذا العلم لمن بعده


فمثلا: حينما يفسر عالم ثقة القرآن، فإنه يفسر القرآن:
# 1 بالقرآن (فالآية تكون مجملة في موطن، مشروحة في موطن آخر)
# 2 بالسنة (فالنبي صلى الله عليه وسلم قد فسّر جميع القرآن للصحابة، وهذا من إتمام الله تعالى للدين، وإلا يكون النبي قد خان الأمانة.. حاشاه صلى الله عليه وسلم، أما ما وصلنا من تفسيره للقرآن فهو منقسم بين هذا القسم والقسم التالي)
# 3 بفهم الصحابة (حيث أنهم عاشوا تطبيق رسول الله صلى الله عليه وسلم للوحي، الذي هو مجموع القرآن والسنة، والله تعالى قد أمرنا باتباع سبيلهم في كتابه)
# 4 بلسان العرب (لأن الله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين)
فهذا لا يسمى فهمه الشخصي ! إنما يسمى العلم، يعني أنه يفسر القرآن والسنة كما أنزلهما الله تعالى، فهو يجتهد لفهم هذا الدين، وليس اكتشاف دين جديد من عقله !!
فالصواب: أن السلف تفكروا وتدبروا للجمع بين جميع كلام الله وكلام رسوله، ثم الانتفاع به لإصلاح قلوبهم وأعمالهم وأحوالهم وعلاقاتهم وحياتهم.



( 13) ثم خلط معلومة صحيحة بأخرى خاطئة
فالصحيحة: هي ضرورة التدبر والتفكر من كل مسلم، حتى يُسقط كلام الله وكلام رسوله على قلبه وحاله ومشاكله، فيصلح مافي قلبه من شبهات وشهوات، ويقوي إيمانه قبل أن ينتهي اختباره ويلقى ربه.
أما الخاطئة !!
فهي أننا حينما نأخذ كلام السلف (الذي بينّا أنه هو دين الله، هو العلم) دون تفكر فإننا نعبدهم !!
نقااء الورد
نقااء الورد
بعض الردود على جهل وافتراء المدعو أحمد عمارة




( 14) كارثة جديدة: الله لم يأمرنا بأمر ديني واحد أننا نحفظ، ولا نقرأ بتحريك اللسان !!!
ختم القرآن والكلام ده كلام فاضي !!!!!
(إنا لله وإنا إليه راجعون... ما هذه الجرأة !!)
فكم يحفظ كل مسلم من الأحاديث التي يحبب لنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظ كتاب الله، وأنه سيأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، وأنه سيكون سببا للارتقاء في الجنة، ولبس حلة الكرامة... الخ !؟
والله تعالى يقول {ورتل القرآن ترتيلا} وغيرها من الأدلة
نعم الله تعالى لم ينزل كتابه لنقرأه دون فهم، بل يقول سبحانه
{كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ... ليدبروا آياته.. وليتذكر أولوا الألباب}
فالله تعالى أنزل كتابه لنتدبره، ثم نتذكر ما فيه من معان لنعمل بها في اختبارنا.
ولكن كيف لنا أن نتدبر القرآن دون ان نقرأه !؟
وكيف يحفظ الله تعالى كتابه لينتقل من جيل إلى جيل دون أن يحفظه المسلمون !؟
فالتلاوة وسيلة، والحفظ وسيلة، لا تتم الغاية إلا بهما
لهذا قد حبب الله تعالى إلينا هذه الوسيلة، ليسهل علينا ممارسة التدبر، فأخبرنا أن لنا بكل حرف عشر حسنات إلى أضعاف كثيرة.
( 15) ما أشد كبره !!
شبه العلماء الذين امتدحهم الله تعالى في كتابه
فقال {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
ويقول {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}
ويقول {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} !!
شبههم بالضالين المضلين من أمثاله!
فاستشهد بقول الله تعالى {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا } !!
فهل المتبع لمن يُنقُلُ له دين محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة.. هو الضال
أم الذي يتبع من يؤلف دينا من عقله هو ويترك كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة ولغة العرب... ويتكبر عن أخذ العلم من أهله...... !!!!؟
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك !
( 16) يرُدّ آية في كتاب الله، ويفسرها على هواه، ويفتري على السلف أنهم فسروها خطأ
{لقد خلقنا الإنسان في كبد}
يقول أن علماء السلف فسروها بأن: الله تعالى خلقنا لنعيش في ألم ومشقة وتعب!
لم يقل أحد من العلماء أن الله الرحمن الرحيم الودود الكريم سبحانه خلقنا..... من أجل أن نتعب!!
ولكن تفسير الآية (لمن كان لديه بقية عقل!!) أنها تُقرّ واقع الدنيا (المختلف عن واقع الجنة) فمن مستلزمات الاختبار أن يكون فيه صعوبة، وتعب، وجهد
فمن هذا الذي يخوض اختبارا من اختبارات الدنيا.. وهو نائم وضاحك وواضع كفه على خده !!؟
من لوازم الاختبار حتى يتبين الصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، أن يكون هناك صعوبات يجتازها الصادق (بقلبه قبل جوارحه) ويُفتن فيها المنافق (وإن اجتازها بجوارحه)
ولن يمرر الله تعالى عبدا من عبيده بابتلاء يفوق قدرته
{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}
لهذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء، لأن إيمانهم ومعرفتهم بربهم تحتمل هذا.
ثم وصف كلام السلف (الذي افتراه عليهم) بأنه ضلال !!
( 17) ثم يقول: استفت قلبك !
يعني: دين الله كلأ مُباح، ليس فيه ثوابت، ولا حقائق يريدنا الله تعالى أن نفهمها، ولا هو دين شامل لو فهمته كله ستجد منظومة متكاملة تصلح القلوب والأحوال والعلاقات....
إنما يفهمه كل أحد حسب عقله (مهما اختلفت علومهم، وفهومهم، وتخصصاتهم، وأهواءهم) لمجرد أن الله أعطانا عقل !!

لو كانت عبادة الله تعالى بالعقل وحده، لما أنزل الله تعالى لنا هذا الدين كله بتفاصيله، ولقال لنا: اعبدوني كما ترى عقولكم!!
لكن الله تعالى ملك! والملك يُعبد كما يريد هو سبحانه، لا كما يريد كل واحد من عبيده.
Nadine Abdulaziz
Nadine Abdulaziz
ما بتابع حدا عاليوتيوب

آسفة ومابحب اتدخل بغيري

بس مواضيعك بصراحة صارت واضحة للإستفزاز وعناد في البعض بتنزليها

عنادك لهم ما رح ينفعك بشي والله إذا نشرتي شيء مخالف لشرع رب العالمين والبنات طبقوه

وعلى فكرة أنا مع نفسي مش معاهم ولا مع غيرهم
نقااء الورد
نقااء الورد
بعض الردود على جهل وافتراء المدعو أحمد عمارة





( 18) ثم يدعو الناس (بشتى علومهم وفهومهم) إلى تدبر كتاب الله تعالى (تمخيخ الآية) بشتى أنواع التدبر، ولفترة طويلة، ثم بعد أن يخوض في كتاب الله تعالى بلا علم، ويمتلأ عقله بالاحتمالات الخاطئة.....
يقرأ كلام السلف : فيأخذ رأي أكثر من شخص... فمخه ينور !!!
سبحان الله!!
يقول ربي سبحانه عن أشد أنواع الكبائر {وأن تقولوا على الله مالا تعلمون}
ويقول {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا}
فيفترض حسب قانون عمارة من كل مسلم
(جاهل وعامي ولا علم له لا بالقرآن كله ولا السنة ولا فهم
الصحابة ولا لسان العرب) أن يفتري على الله تعالى لسنوات (ولو بداخل عقله) ويعيش مغموسا بالاحتمالات الخاطئة، حتى إذا امتلأ من تدبره العشوائي، فتح كتب السلف ليزداد "أراءً" إلى رأيه... ثم يختار ما يحب !!
وأعاد هنا ذكر أمرا مهما يجب أن يفعله كل مسلم يريد أن يثبت إيمانه ويفهم دينه فهما صحيحا، وحتى لا يغلق على قلبه، وهو أن يتدبر كلام الله تدبرا طويلا، وأن يجمع الآيات والأحاديث التي تتكلم عن معنى معينا يريد فهمه...
فهذه طريقة السلف..!
ولكن متى يفعل المسلم العامي هذا !؟
يجب أن يفعل المسلم هذا بعد أن يفهم المعنى الصحيح للآية أو للحديث، وهو ما ينقله له العلماء، الذين جمعوا القرآن والسنة وفهم الصحابة ولسان العرب، بعدها يأخذ هذا المعنى الصحيح ويتفكر في رسالة الله تعالى له من خلاله بالطريقة التي ذكرها.

( 19) ثم يعترض على أننا نفهم القرآن بفهم السلف..
وأظن من الشرح السابق واضح جدا لماذا نفعل هذا



( 20) ثم استشهد بتفسير السلف لكون الله تعالى جعل الأرض مهادا...
أتكذب رب العالمين !؟
ألم يجعل الأرض تحتك مستوية تستطيع السير عليها بلا مشقة ولا جهد!؟
ألم يكن يستطيع القادر المهيمن سبحانه أن يملأها جبالا وصخورا ووعورة !؟
فكونه جعلها مستوية للمنتفع الأهم عليها وهو الإنسان، لا يعني بالضرورة أن الكرة الأرضية بإطلاقها مسطحة !
وإن قال بهذا بعض السلف بسبب ما وصلهم من علم (دنيوي!) فهذا لا يقدح في فهمهم، إنما يقدح في القلب المستكبر الذي يريد أن يعلو بأي طريقة.. وإن كان بالجهل والسفه !



( 21) ومن عدم توفيقه، أن يقول : سيدنا محمد قال إيه !؟
دون أن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: "البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" صحيح الترغيب
ثم ما قصة النظر الطويل المستمر لهذه الجميلة الجالسة أمامه !؟ أليست آية {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} موجودة في كتاب الله !؟ أم أنه لم "يتفكر" بها !؟ أم سيفسرها بتفسير يليق بزماننا يختلف عن تفسير السلف !!!



( 22) كارثة أخرى، استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى حين قال:
" نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ مَقالتي فبلَّغَها، فربَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيهٍ،
وربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ مِنهُ " صحيح ابن ماجه
فيقول أن المقصود أننا نحن أوعى من الصحابة !!!
كيف فهم هذا الفهم !؟ سبحان الله

حديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام يقول :
نضر الله امرئ سمع مقالتي (أي سمع كلامي، ولا يُشترط أن يكون سمعه من فمه عليه الصلاة والسلام، فهو دعاء لمن يتلقى العلم في كل عصر)
فبلغها (أوصل العلم لغيره)
فرب حامل فقه غير فقيه (أولا: رُبّ هي أصل كلمة ربما، تستخدم للتقليل وأحيانا للتكثير
والمقصود: أحيانا يكون حامل الفقه ليس فقيها، إلا أنه حمل الفقه إلى غيره فانتفع ونفع به
ثانيا: هذا من رحمة الله تعالى في هذه الأمة، بما قيّض لها من أسباب لحفظ كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، فحبّب إلى أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أخذ العلم، ونشره، والدفاع عنه، حتى ينتقل إلى الناس من جيل إلى جيل، فهنا يدعو النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل الذي قد يكون ليس لديه من الفهم والعلم ما ينتفع به من الحديث الانتفاع الكافي، لكنه وعاه ونقله لغيره، فنالته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وناله أجر كل من ينتفع به من بعده)
ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه (أي يحتمل أن يكون من نقل العلم – في أي عصر من العصور! – أقل فقها لمن وصله العلم)
السؤال: من أين فهم عمارة أن الحديث ينوه إلى أننا نحن أفقه من الصحابة !!!
إن قارئ مقالتي هذه، ما دام لديه مسحة فطرة وعقل سليم سيرى افتراء هذا الإنسان على دين الله وصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم بلا علم.
نقااء الورد
نقااء الورد
بعض الردود على جهل وافتراء المدعو أحمد عمارة




( 23) تفسيره الجميل لحديث : " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... "
أنهم الأفضل في الخيرية وليس في الوعي. وأن هذا معناه أن لهم أجور من بعدهم فارتفعت درجتهم بذلك، ولكن فهم من بعدهم للدين أعلى !!
أولا: دين الله لا يتغير، وقد نزل لإصلاح القلوب والعلاقات، ليحقق العبد العبودية والذل لله، ثم يجمع أكبر قدر من الحسنات قبل أن يغادر هذا الاختبار.
فإن كان أحد فهم هذا الدين، وانتفع به، وصلح به قلبه، وصلحت علاقاته، فحقق العبودية، وذل لله تعالى، وجمع أكبر قدر من الحسنات... فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته.
فالذي يأتي من بعدهم، إن لم يفعل مثل ما فعلوا، أو فعل أدنى مما فعلوا، فقد نقص من فهمه وانتفاعه وصلاح قلبه وعبوديته.. بقدر ما نقص من حاله عنهم.
ثانيا: وإن كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستحقون أن نأخذ الدين والفهم عنهم لِما وصلنا عن صلاح قلوبهم وعبوديتهم واستسلامهم لربهم وتضحيتهم بالدنيا وما فيها من أجل الآخرة....
إلا أن هذا ليس السبب الأول الذي يجعل أهل الحق يتبعون طريق الصحابة
إنما السبب الأول هو أن الله الحكيم الخبير العظيم سبحانه هو الذي
أمرنا أمرا واضحا مباشرا في كتابه باتباع سبيلهم
ونورد هنا باختصار ذلك:
يقول ربي سبحانه { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة100)
فالله تعالى هنا يخبرنا عن فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار
ثم يقول أن : الذين اتبعوهم بإحسان (والاتباع بإحسان أي الذين اتبعوهم في أفعالهم الحسنة دون السيئة، فلم يستغلوا خطأً أخطأه صحابي كونه بشر للإفتاء بجوازه، إنما يعذرونهم على أخطائهم، ويجتهدون لاتباعهم في حسناتهم)
ما جزاء هؤلاء الذين يتبعون الصحابة !؟
رضي الله عنهم ورضوا عنه.. مع الصحابة !
ويمتدح ربي سبحانه الصحابة في عشرات الآيات، نذكر واحدة منها
يقول سبحانه { وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } (لأنفال74)
فشهد الله تعالى لهم أنهم المؤمنون حقا، أما أنا وأنت.. فمن شهد لنا بالإيمان !!؟
ثم أخبر سبحانه فقال { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ
الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (النساء115)
فالمؤمنون المقصودون في هذه الآية بشهادة الله تعالى هم الصحابة، ومن سار على سيرهم إيمانا وعملا.
فالله تعالى يتوعد هنا من لا يتبع سبيل الصحابة ومن تبعهم بإحسان، بأن له جهنم وساءت مصيرا، ولا يترك اتباع الصحابة إلا جاهل (والجاهل ينبهه الله تعالى ويربيه) أو متكبر.
فبعد هذا المديح من الله تعالى، وبعد أمره لنا باتباع سبيلهم، وبعد إحسانهم في فهم هذا الدين وتطبيقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش بين أظهرهم... كيف يُقال:
إن الصحابة أقل فقها ممن بعدهم !!!
إلى هنا، ومع كل هذه التراكمات من الجهل والخرافات... يصعب إحسان الظن في إنسان كهذا أن ما يفعله بدافع الجهل !
إنما يظهر جليا مع كل كلمة منه الكبر والهوى وتقصّد إبطال دين المسلمين.
كفانا الله شره وشرور أمثاله.


( 24) يستشهد على بعض آيات الإعجاز في كتاب الله على نقص علم السلف!!
فلو كان يعلم حقيقة لماذا أنزل الله لنا الدين؟ وما الغاية التي يريدها منا سبحانه، لما قال هذا
فالغاية من كل هذه الدنيا وهذا الدين الذي أنزله، هو أن نعبده وحده لا شريك له، نفرده وحده بالعبادة، ونعبده كما يحب هو سبحانه ويرضى.
وبداخل هذا من التفاصيل التي لا تكاد تنتهي
هذه هي الغاية من الدين
{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ }
أما ما أحاط بهذه الغاية من أخبار ومعلومات وأوامر، فإنما هي لتحقيق هذه الغاية، وليس العكس.
فالقرآن هو معجزة المسلمين إلى يوم القيامة، وليس محصورا في زمن النبوة كعصا موسى عليه السلام، أو ناقة صالح عليه السلام، فمِن عظيم حكمة الله تعالى أن يجعل في كتابه من الإعجاز:
اللغوي
والبلاغي
والسمعي
والنفسي
والاجتماعي
والعلمي....
ما يثبت لكل أحد إلى يوم القيامة أن هذا كلام الله تعالى.
فهذه الإعجازات وسيلة حتى يؤمن الناس، وليست الغاية أن نمسك هذه الإعجازات وندور في فلكها، ونتعمق في تحليلها وبناء القواعد على أساسها...
ففي زمن سيبويه لم يكونوا يحتاجون إلى أن يعرفوا أن النطفة فيها ملايين الأمشاج (كما يقول!)
ولكن قد وصلهم من إعجاز القرآن ما كفاهم ليؤمنوا الإيمان الذي امتدحه الله تعالى، فحققوا الغاية التي خلقوا من أجلها.
وأما أن نأتي نحن (في هذا الزمن المليء بالجهل والهوى وإعجاب كل ذي رأي برأيه) فنفرح باكتشاف شيء من خلق الله تعالى ذُكِرَ في القرآن، فنتكبر عن فهم السلف لدين الله تعالى، وللعبودية، بسبب هذا الاكتشاف... !!؟
فالله المستعان اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على ما تحبه أنت وترضاه حتى نلقاك.
( 25) قال: الذي يلحد يلحد هربا من خنقة الدين اللي أخذه غلط أصلا!
هل كل من يلحد يلحد من خنقة الدين (الذي ليس على هواك !؟)
لو كان كل من ألحد ألحد بسبب سوء ما وصله عن الدين، لما دخل إلى النار أحد!
فالله الحكيم الرحيم سبحانه لا يظلم أحدا، وهو يربي عباده جميعا باستمرار
(يبعث لهم من يعلمهم، وينصحهم، وينبههم، ويجري عليهم الأقدار التي ترجعهم إليه وتبين لهم حقائق الدنيا... )
فالذي يلحد في النهاية يلحد لتكبره عن اتباع الحق، وشدة لهفته على الدنيا وتفاصيلها، وليس هربا من فهم خاطئ للدين !
أما هذا النموذج الذي يهرب من الفهم الخاطئ، وهو صادق يريد الحق، يريد النجاة عند لقاء الله تعالى، فالله الخبير سبحانه لا يتركه أبدا، ولا يخذل الصدق الذي بداخله، وييسر له أبواب الهداية والعلم حتى يأتي به.
*** هنا يقول كلاما مهما لا يزال الله تعالى يأمرنا به في كتابه، وهو أن نفكر، ونتدبر، ولا نأخذ ما يصلنا من معلومات على أنه من المسلمات
حتى يتبين لنا الدليل والبرهان عليه
هذا الكلام حق..!
والذي يريد الحق، ويسمع من الجميع، فلن يجد مُشبِعا لعقله وقلبه
وإيمانه وروحه إلا كلام السلف، الواضح البين المنطقي المتزن العدل القسط (مع ما يطرأ عليه من أخطاء طفيفة يثبت لنا بها الله تعالى أنه بشر، وأن العصمة انتهت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فالواجب على المسلم أن يأخذ من السلف ما وصلهم من علم وفهم
ولكن إن وجد في كلامهم خطأ (وهذا لا يخلو منه أحد) يعذرهم، ويدعو لهم، ويترك هذا الخطأ الذي تبين له الدليل على خطئه، فلا يتعصب لبشر، إنما يتعصب للحق مجردا.. نسأل الله أن يهدي قلوبنا ويعيننا.