نظرتي الواقعية للزواج

الأسرة والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنقل لكم تجربتي بالانتقال للحياة الزوجية وكيف كانت فكرتي بالزواج قبله وبعد أن تم الزواج ..

قبيل سنوات كنت أطمح للزواج لمجرد التفاخر بدبلة الخطوبة أمام قريناتي وأن أكون سيدة بين السيدات ..

أما قبيل أشهر وجدت الزواج فرصة لتأسيس أسرة وقد استندت على اختياري ذو الخلق والدين واعتمدت أيضاً أن يكون متناسب لي وليس مثلي .. فلم أكن أطمح بأن يكون مثلي تماماً وإنما شخص متقارب معي في السن وفي متقارب في المستوى التعليمي ومتقارب حتى في الشكل حتى لا نبدو شاذين أمام الآخرين .. وأخذت فترتي قبيل العقد بالتعرف عليه وكيفية تعامله مع أهله أولاً .. حتى أتأكد من حسن معاملته لي .. وكيفية معاملته لأخوته الصغار وأبناء إخوانه الصغار .. ووجدت ما يعجبني في الرجل من حنان الأبوة .. التي لا أعتقد بأن سيبخل به عليّ أو على أبنائي ..

كانت الطموح بالنسبة لي مهمة .. فكنت أريد أن أواصل دراستي وجدته مشجع على ذلك .. لرغبته هو أيضاً بمشاركتي طموحي وإكمال دراسته ..

كثيرة هي الأمور التي ارتكزت عليها في اختياري لشريك حياتي .. ولكني وضعت نصب عيني بأني سأتزوج مرة واحدة ولن أتزوج مرة أخرى بأني سأختار شريكاً مدى الحياة (الله يجمعني وإياه طول العمر إن شاء الله) ولن اختار شريكاً كل يوم .. فأخذت وقتي في التفكير كثيراً حتى اقتنعت بأنه الملائم لي .. وتم الزواج الحمدلله

كانت لحظة حاسمة بالنسبة لي عند العقد .. كنت آنسة وأصبحت سيدة .. كنت أميرة في منزل كبير .. والآن ملكة في منزل كبير .. كانت لحظات صعبة لا أنكر ولكني كنت سعيدة .. لأني مقتنعة باختياري .. فكانت سعادتي لا تضاهيها سعادة .. كان الزواج بالنسبة لي عبادة والتقرب إلى الله بما يرضيه أولاً ويرضيني .. وكان لي الستر والصون من متاع الدنيا الزائل .. ومن أهوال الدنيا ومآسيها وقصص الفتيات التي ضعن فيها .. وكان طمأنينة بالنسبة لأمي وأبي لأني الآن في منزل يحتويني ورجل يحميني هو حلالي وأنا حلاله .. رغم إدراكي بأن والدي لن يرتاحا أبداً .. لأني سأكون دائماً ابنتهم المدللة .. وهل سيكون هذا الزوج بالنسبة لي مثلهما ..

بدات الحياة الزوجية .. حياة لا أنكر مدى صعوبتها .. لكني دائماً أشعر بالسعادة لأني تزوجت وبدأت في التخطيط من أجل أسرة سعيدة ناجحة .. وبدأت أراجع دروس أمي وكيفية التعامل مع الزوج وأهل الزوج بما أني سأسكن معهم .. كانت عباراتها محددة وواضحه التفاهم أساس البيت والاحترام سوره والحب سقفه .. والاندماج الصادق بين الزوجين ركائز اساسية للبيت السعيد .. كانت تحثني كثيراً على طاعته .. على تدليله .. على إطعامه .. ولم تنسى حتى الأمور التي أراه أحياناً ممللة .. كانت تؤكد على أهميتها .. كوني حديقة جميلة المرأى وعطرة الرائحة .. كانت تشجعني أن أكون نبيلة في تعاملي مع زوجي .. أحبه دائماً .. وتسعد لذلك .. كانت إذا رأتني مهمومة تسألني فلم أكن أقول لها بأن هناك مشكلة بين زوجي وبيني .. فهذه كانت نصيحته ولم أخطأ في ذلك .. لأن على علم بمدى نضوج أمي وحكمتها لكني أبقى ابنتها اللي تحبها فلن ترضى علي حتى وإن كان شيء تافه ..

حيث أذكر ذلك في موقف : كان زوجي يمازحني وكان يرمي عليّ الأغراض التي بحوزته .. حقيبة يد - كلينكس .. مخدة .. أمام مرآى أمي .. فلما تتمالك نفسها أحست بالخوف عليّ وكنت أحثها على الكلام بأن تقول له لا يفعل ذلك .. رغم علمي بأنه يمازحني .. ولأني رأيتها متضايقة .. لكنها لم تتكلم ولم تثنيه .. وكانت تقول هذا بينك وبينه .. وبعد مرور ساعات وجدت أمي لازالت مهمومة أدركت معاناتها .. وشرعت أقبلها وأؤكد لها بأنه يمازحني .. وإنه إذا بدأ بضربي سأضعه عند حد معين .. وقد أخبرت زوجي بأني أدرك بأني أمي متضايقة فلا تمازحني كأن ترمي عليّ أي شيء حتى لوكان خفيف أمامها فأنا أعلم بأن أمي لن ترضى بذلك ..

هذه الحياة الزواجية ..

وهناك مواقف كثيرة سأذكرها في حلقات .. وهذا أحدهم
أحياناً يمر زوجي بضائقة مادية .. فكنت أشعر بالضيق من ذلك .. وأحياناً أتفهم ذلك .. أحيانا أتكلم وأحيانا أسكت .. وكنت أحاول أن أساعده وأتفهم وضعه .. وأتحرى من كل شيء دون أن أزعجه .. أسعى دائماً أن أهيء جو السعادة .. وأن أحمل عنه حزنه لأنه لا يملك مالاً لإسعادي في الوقت الراهن .. لا أخجل بأن أعطيه مالي كله .. لأني على ثقة بأني سأسترد كل هذه الأموال عندما يكون عنده .. ولن يبخل عليّ .. وأؤكد له بأننا شخص واحد .. لكني في المقابل أكون حذره .. لأني أخشى الزمن أن ينقلب ضدي وضده .. وأحاول أن أحتفظ بشيء يسير من المال له ولي من أجل مستقبل لا يعلمه إلا الله ..

أحاول أن أكون تلك السيدة الحكيمة الناضجة العاقلة المتفهمة المؤمنة وتلك المرأة التي يحبها زوجها لدلالها ونظافتها وسحرها أحاول أكون تلك السيدة التي يريدها زوجها لأني أعلم ماذا يريد ؟ ولأني أعلم بأني زوجي مختلف عن كل الرجال وكل الرجال مختلفين عن بعضهم ..

ومسامحة على الإطالة

ولي عودة
38
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

lawsi
lawsi
بارك الله لك في حياتك يا أثير

كم لهذه الكلمات من رووعة في السرد وحكمة وعقل في المضمون
اسال الله لك السعاده في الدنيا والاخره أخيتي

والله ان قصتك لأعجبتني وأمتعتني وأني أتمنى متابعة حلقاتها الرائعه التي تفيض بالتجارب والنصائح القيمه

أخيتي نصيحة أخيره
ادعي الله دوما أن يتم عليك نعمته واشكري الله فضله (ولئن شكرتم لأزيدنكم )
حاولي أن لاتفصحي عن سعادتك للاخرين (منعا للحسد ونظرات القاصرين )


اسأل الله ن يحفظ عليك زوجك وبيتك واولادك وان يحفظ والديك

واسأل الله ان يثيبك على كلماتك هذه ويجعلها تحت (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .)
الخطابه نوير
الخطابه نوير
اسأل الله ن يحفظ عليك زوجك وبيتك واولادك وان يحفظ والديك

واسأل الله ان يثيبك على كلماتك هذه ويجعلها تحت (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه .)
غادةالكميليا
غادةالكميليا
:26: :26:
وبانتظار باقي الحلقات..
أم عبود
أم عبود
بارك الله فيك يا أختي وعسى إيدوم السعادة عليج وعلى جميع الميلمين والمسلمات ..
ما شاء الله عليج كلمات رائعة .. وسرد أروع ..

ننتظر منك باقي الحلقات .. :26:
سحوري
سحوري
أوقات لما أسمع أحد يتكلم بطريقه معينه و معنى محدد وتفكير معين
نفس الكلام اللي انتي كاتبته ولا بد بيكون في اختلاف بسيط
ولكن كأني أنا اللي بتكلم
فعلا كلامك عاجبني وتفكيرك بعد ,,,,, الله يكثر من أمثالك اللي تنظر لحياتها نظره بعيده
الله يوفقك وننتظر الحلقات الجايه
:26:
لك دعواتي