دونا
دونا

~ اسم الله الجميل ~


من إعداد.. بنت القارة السمراء






والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

هيا معا أخواتي نبحر في رحلة مع اسم الله الجميل ..




الجمال صفة تتمناها كل نفس وتحبها

ورد اسم الله الجميل في حديث أبي سعيد رضى الله عنه
مرفوعا عن النبى صلى الله عليه وسلم :
(‌ إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى
أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس ).






وقد قال ابن القيم في نونيته :

وهو الجميل على الحقيقة كيف لا**وجمال سائر هذه الأكوان

مـن بـعض آثار الجميـل فربـهـا **أولى وأجدر عند ذي العرفان

فـجـمـالـه بالـذات والأوصـاف * والأفعال والأسماء بالبرهان



قال الهراس في شرح نونية ابن القيم :
وأما الجميل ؛ فهو اسم له سبحانه من الجمال ، وهو الحسن الكثير
والثابت له سبحانه من هذا الوصف هو الجمال المطلق،
الذي هو الجمال على الحقيقة؛ فإن جمال هذه الموجودات على
كثرة ألوانه وتعدد فنونه هو من بعض آثار جماله ، فيكون هو
سبحانه أولى بذلك الوصف من كل جميل .




الدليل على ثبوت الاسم :

ورد الاسم عند مسلم من حديث ابن مسعود رضى الله عنه
أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ
حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ،
الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ )

وورد في رواية أحمد في مسند ابن مسعود رضى الله عنه :
( فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي غَسِيلاً
وَرَأْسِي دَهِيناً وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيداً، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ حَتَّى ذَكَرَ عِلاَقَةَ
سَوْطِهِ أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لاَ، ذَاكَ الْجَمَالُ، إِنَّ اللهَ
جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ
وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ وَازْدَرَى النَّاسَ ) .



لذلك ليس من صفات المؤمن أن يزدري أخاه.
(( بِحسْبِ المْرِء مِنَ الشرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلمَ ))





مراتب الجمال الربّاني:
جمال الذات والصفات والأفعال والأسماء:
الله عز وجل ( جميل )،
قال: جماله على أربع مراتب،
جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء،

أسماءه كلها حسنى:
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾

أفعال الله الجميلة تدل على جمال صفاته





شرح الاسم وتفسير معناه :

الجميل في اللغة من الجمال
هو الحسن في الخلقة والخلق، وتجمل تزين،
وجمله تجميلا زينه، وأجمل الصنيعة عند فلان يعني أحسن إليه،
والمجاملة هي المعاملة بالجميل .


وعند مسلم من حديث أَبِي مُوسَى رضى الله عنه
أن صلى الله عليه وسلم قال:

( حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لأَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ
مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ )


قال عبد الله بن عباس رضى الله عنه : ( حجب الذات بالصفات
وحجب الصفات بالأفعال، فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال،
وستر بنعوت العظمة والجلال )

(( إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ ))

الإنسان مفطور على حب الجمال:
ذلك قالوا: الإنسان فُطر على حب الكمال،
وحب الجمال، وحب النوال الإنسان يحب الجميل،
فقد يكون الطفل جميل الصورة، يدع في قلب أبيه تعلقاً شديدا،
وأحياناً يكون العطاء خالصا كريما، فالإنسان يحب المحسن.

" يا داود، ذكر عبادي بإحساني إليهم،
فإن النفوس جبلت على حبِّ مَن أحسن إليها "


والإنسان يحب النوال، العطاء، والجمال، والكمال،
وهذا موقف كامل، الوفاء والرحمة والتواضع.

الجمال المادي والمعنوي مطلوب،
وليس من الكِبْر

ترتيب منزلك من الجمال





(( إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ ))




لابد للمؤمن أن يكون جميلا بالمعنى العام:

يجب أن تشتق من كمال الله كمالاً يكون هذا الكمال
وسيلة للإقبال على الله.
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
( سورة الأعراف الآية: 180 )

تتقرب إلى الجميل بالجمال، تتقرب إلى الرحيم بالرحمة،
تتقرب إلى العدل بالإنصاف، تتقرب إلى اللطيف باللطف،
تتقرب إلى الكريم بالكرم.





أحاديث مهمة في بيان أهمية جمال الأخلاق:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا،
وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ))



فالجميل مأخوذ من الجمال،
وهو الحسن في الخَلْق والخُلُق،
وكان عليه الصلاة والسلام حسنَ الخَلق والخُلق.

إذا رأى الإنسان صورته في المرآة ماذا يقول ؟
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
(( اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي ))


قال بعض الشعراء:
جمال الجسم مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس


(( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى
يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ))



والكلمة الطيبة صدقة، وقد ترقى بكلمة رقياً لا يعلمه إلا الله،
كلمة تواضع، كلمة مؤانسة، كلمة اعتراف بالحق،
هذا كله في ميزان حسنات الإنسان.
من الأخلاق الجميلة:

1 – الصبر الجميل:
هنالك صبر جميل، قال تعالى:
﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾
( سورة المعارج )
هناك صبر مع الضيق، مع التوتر،
هذا ليس صبرا جميلا، يجب أن تصبر صبراً جميلاً:

1 – الصفح الجميل:
﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾
( سورة الحجر )

إذا سامحته انتهى كل شيء، لا تذكره بخطئه.

إذاً: هناك صبر جميل، وصفح جميل،
وفعل جميل، وعفو جميل، وعطاء جميل.
كما ان الرحمة من الجمال




دلالة الاسم على أوصاف الله :


اسم الجميل يدل على ذات الله وعلى صفة الجمال ,
والجمال أحد أركان الجلال، والجلال منتهى الحسن والعظمة
في الذات والصفات والأفعال، وهو يقوم على ركنين اثنين:
الكمال والجمال، فالكمال بلوغ الوصف أعلاه،
والجمال بلوغ الحسن منتهاه،

وقال سبحانه: { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام}




الدعاء باسم الله الجميل دعاء مسألة*


لم أجد دليلا في دعاء المسألة بالاسم،
وورد الدعاء بالمعنى فيما رواه النسائي
من حديث عمار بن ياسر رضى الله عنه
في دعاء صلى الله عليه وسلم الذي فيه:
( وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ في غَيْرِ ضَرَّاءَ
مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلةٍ، اللهمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ
وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ ) .



ويمكن أن يستشهد بما تجمل يعقوب عليه السلام
من الصبر الجميل في دعائه بمقتضى الاسم حيث قال:
{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }
،

وأيضا ما ورد في قوله تعالى:
{ قَالَ بَل سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
عَسَى الله أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ }

.

الدعاء باسم الله الجميل دعاء عبادة


دعاء العبادة بالاسم يتجلى فيه المسلم بالجمال الظاهر والباطن ,
أما جمال الجوهر فله الأسبقية على المظهر وهو حسن الاعتقاد في
الله، وأن الجمال الحقيقي أن يفهم العبد حقيقة الحياة، فيستعين بالله
في كمال العبودية ويرضى بما قسمه في باب الربوبية، وأن الجلال
المطلق إنما هو لله وحده في أسمائه وصفاته وأفعاله وقد تقدم عند
الحديث عن جلال الأسماء الحسنى أن الجلال يقوم على ركنين:
الكمال والجمال؛ فالكمال هو بلوغ الوصف أعلاه
والجمال بلوغ الحسن منتهاه،
فإذا نظر العبد إلى حكمة الله وانفراده عمن سواه سيجد أن الله عز
وجل إن أعطى أحدا من عباده كمالا ابتلاه في الجمال، وإن أعطاه
جمالا ابتلاه في الكمال، وإن أعطاه كمالا وجمالا ابتلاه في دوام
الحال، فهو سبحانه الملك الجميل، له في ملكه الكمال والجمال،
ملكه دائم وهو في ملكه عليم قدير يفعل ما يشاء،
له مطلق الخلق والتدبير وهذا هو الكمال .

أما الجمال في الملك فقيامه على الحق، لا يظلم فيه أحدا ولا يشرك
في حكمه أحدا ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، يقبل التوبة عن عباده
وهو قادر على إهلاكهم، لكن ملوك الدنيا إن استتب لهم كمال الملك
وأحكموا قبضتهم على الخلق، ضيعوا الجمال في الملك بظلم الخلق
وضياع الحق، وإن جمعوا بين الكمال والجمال سلبهم دوام الحال
ودوام الحال من المحال، فالوحيد الذي اتصف بالكمال والجمال هو
رب العزة والجلال، وكل اسم من أسمائه له فيه مطلق الكمال
والجمال كما قال سبحانه:
.


ومن ثم فإن جمال المسلم في عبوديته لربه، ومهما تقلبت به
الأسباب فإنه في خير دائم كما ورد عند مسلم من حديث رضى الله
عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
( عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلهُ خَيْرٌ وَليْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ
للمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لهُ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لهُ ) .



أن جمال الذات لا يدركه أحد في الكون، لا يعرف الله إلا الله، جمال
الذات، لا يدركه أحد في الكون ولا الأنبياء، لكن جمال الصفات تدل
على جمال الذات، وجمال الصفات محجوبة بأفعاله، فأفعاله الجميلة
تدل على جمال صفاته، وجمال صفاته تدل على جمال ذاته، وأنت
ترى أفعاله، ترى الربيع، ترى العصفور، ترى الوردة، ترى
الزهرة، ترى طفلا جميل الصورة، هذه كلها أفعاله.
يجب أن تخترق جمال الكون إلى جمال الخالق




واسم الله الجميل يدل باللزوم على الحياة والقيومية والحسن
والعظمة والعلو والعزة وغير ذلك من صفات الكمال والجلال،
واسم الله الجميل دل على صفة من صفات الذات .

وختـــــــــامــاً ,



وصل اللهم وسلم على محمد وعلى وآله وصحبه أجمعين.


المصادر وهي:
موسوعة النابلسي الاسلاميه
اسلام ويب
كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
للدكتور محمود عبدالرازق الرضواني


عوده للفهرس
دونا
دونا

~ اسم الله العفو ~


من إعداد.. وَحي الابدآعْ ،





موضوعي راح يكون عن العفو ..
قبل لا نبدا كلنا ندعي بهذا الدعاء



فما معنى اسم الله العفو؟

اسم العفوّ في اللغة :
العفوّ اسم من أسماء الله الحُسنى ورد في الأحاديث الصحيحة
التي ذكَّر فيها النبيّ عليه الصلاة والسلام أصحابه
بأسماء الله الحسنى، ومن هذه الأسماء اسم العفوّ..

العفوُّ مشتق من العَفْو، فالعفوُّ
اسم من أسماء الله الحُسنى،
والمصدر هو العَفْو،
ومعنى المصدر في المعاجم اللغويَّة: القصدُ لتناولِ الشيء.
العفْو.. القصدُ لتناول الشيء. يُقال: عافاهُ.. و اعتفاهُ، أي قصده..
العافون القاصدون، القاصدون باب الكريم
يقال لهم عافون، ورد هذا في الأشعار وفي لغة العرب.
هذا معنى العافون أي القاصدون العطاء.

والمعنى الثاني.. هذا من عفو مالي: أي من حلاله وأطيبه،
عفو المال حلاله وطيِّبه

والمعنى الثالث.. أعطيته عفواً.. من غير سؤال.

والمعنى الرابع.. عفا مال فلان.. أي كثُر.

والمعنى الخامس.. العافي هو الذي يمحو ويزيل.

خمسة معانٍ للعفو..
القصدُ، عفو المال حلاله،
أعطيته عفواً من غير سؤال،
عفا مال فلان أي زاد وكثُر،
العافي هو الذي يمحو ويزيل،
ومنه قولهم: عفت الرياح الآثار إذا محتها وأزالتها..
العفوُّ محو الذنوب

وفي الدعاء: اللهمَّ إنّي أسألك العفو والعافية.
أي ترك العقوبة والسلامة.





اسم الله العفو في القرآن:
اسم الله العفو جاء في القرآن خمس مرات،
مرة مقترن باسم الله القادر

﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) ﴾

(سورة النساء )

﴿فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99) ﴾
(سورة النساء )


﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ
لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ﴾

(سورة الحج )

﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا
اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً
وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)﴾

(سورة المجادلة)


(فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا )
﴿43 النساء﴾


اسم العفو في الاحاديث النبوية:
(( عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ رِفَاعَةَ
بْنِ رَافِعٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِي اللَّه
عَنْهم يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَبَكَى أَبُو
بَكْرٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ
ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ فِي مثل هَذَا الْقَيْظِ عَامَ الأَوَّلِ سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ
وَالْيَقِينَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى
))



عن عائشة رضى الله عنها :
(( قلت: يا رسولَ الله إِنْ وَافَقْتُ ليلةَ القَدْرِ، ما أَدْعُو به ؟
قال: قُولي: اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي ))






الدعاء باسم العفو...
حينما تدعو الله عزوجل كن طموحا الى اعلى الدرجات
والمراتب ,,,اطمع بها واختر اكثر ما يقربك الى الله
:king:

فحينما ندعو الله عزوجل اول ما ندعوه به
ان يغفر لنا ذنوبنا ويحط عنا سيئاتنا ’’

فالعفو مقترن باسم الغفار
ولكن ما الفرق بين ان يعفو الله عني وبين ان يعفر لي

الغفور: يغفر الذنوب ولكنه لا يرضى عن العبد
لأن الملائكة لم تنسى هذا الذنب الذى إرتكبه العبد
والله سبحانه وتعالى لا ينسى فيغفر له ...

أن الغفور يمحو الذنوب


لكن العفو :يعفوا عن الذنوب ويمحوها ولكن يرضى عن العبد
والملائكة تنسى هذا الذنب الذى إرتكبه العبد والله
سبحانه ينسى هذا الذنبلأنه عفا عنك ...


العفو..
1- يمحوآثار الذنوب كأنك لم ترتكبها،
ثم ينسيك إياها أنت والملائكة يوم القيامة..

2- يرضى عنك..

3- يعطيك عطاء دون أن تسأله..


ولذلك كان الدعاء
"اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عنا "

(يأتي العبد يوم القيامة فيقول الله تبارك وتعالى ادنُ عبدي،
فيقترب العبد، فيرخي الله تعالى عليه ستره،
فيقو ل الله: أتذكر ذنب كذا؟ لاحظوا أن الذنوب موجودة في
لصحيفة - فيقول: نعميا رب، فيظن العبد أنه
هالك، فيقول له الله: سترتها عليك في الدنيا
وها أنا أغفرها لك اليوم) هذه مغفرة .



لكن العفُوّ ماذا يقول لك يوم القيامة؟
( يافلان، إني راضٍ عنك لما فعلت في الدنيا،
قد رضيت عنك وعفوت
عنك، اذهب فادخل جنتي)


أرأيت الفرق بين هذه وتلك؟ فأي منزلة تريد أنت؟

والعفُوّ تلقاه يوم القيامة فيقول لك:
( تمنَّ يا عبدي واشتهي، فإني قد عفوت عنك،
فلن تتمنىاليوم شيئاً إلا
أعطيتك إياه)


كيف يمحو ويعفو؟
ينسيك الذنب، وينسيه للملائكة وملَك الشمال،
ويُمحَى من صحيفة السيئات، وتأتي يوم
القيامة لا يذكّرك به ولا يسألك عنه.. أنت لم تخطئ..
" وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ " (ق:21)،
فحتى الملَك لا يذكر هذا الذنب، وإن كان كبيراً وفاضحاً..
مادام الله عفاه عنك بليلة القدر فالكل سينساه ..




والان كيف نطبق العفو في حياتنا :
الكثير من الناس ترى ان العفو صفة غير مرغوبة
يعني ضعف في الشخصية ...
ولكن بما انها اسم من اسماء الله الحسنى فهذا اكبر دليل
على انها صفة رائعه تقود صاحبها الى ان ينال


العفو والصفح والاجر من الله عزوجل حيث
قال الله في كتابه العزيز
(وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح
فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)


ليس من شيم المؤمن رد السيئة بالسيئة
بل هذا ما يميزنا عن بقيه الحضارات
نرد السيئة بالحسنة ,,,
نعفو عن الناس ونصفح مهما
كانت اخطاؤهم

فحن حينما نعفو نتواضع وهذه صفة يحبها الله عزوجل
في المؤمن فإن كان الله ب عظيم سلطانه يعفو عن العباد
فمن نحن حتى نتكبر ونرفض ذلك
بل والافضل ان الاجر غير معروف
هي هديه من عند الله عزوجل


صدقوني يا بنات احنا محتاجين اننا نعفو عن الناس
مو الناس محتاجه لنا تدرون ليش؟
لان بيوم من الايام راح يسخر الله لنا من يعفو عمن اخطائنا بحقهم
في وقت نحن بأمس الحاجه الى الحسنات
والمسامحة ,,,,




10 رمزيات بلاك بيري + وتس اب باسم العفو ,,,











بما اننا اليوم عرفنا معنى هذا الدعاء فلنكثر منه ,,,

كل الشكر الى بنات همم تسمو للقمم
وسااامحوووني على القصور لضيق الوقت



اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى ال نبينا محمد
كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم
انك حميد مجيد



دعواتكم لأمي بالشفاء العاجل و لي بالوظيفة
والزرق الحسن المبارك


عوده للفهرس

دونا
دونا
~ اسم الله الحليم ~

من إعداد.. أم صلوحي 2008



وَهْوَ الحَلِيــــــمُ فَلا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ بِعُقُوبَةٍِ لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ

العلم بأسماء الله الحسنى معرفة معناها أصل عظيم
من أصول الدين,و من أشرف العلوم, وقد أمر الله تعالى عباده
أن يسألوه و يدعوه بأسمائه الحسنى فقال سبحانه

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾


وقد بشر النبي من أحصى أسماء الله الحسنى بجنة عرضها
السماوات والأرض, كما قد قال الرسول ﷺ
(إن لله تسعة وتسعين اسما.مائة إلا واحدا.
من أحصاها دخل الجنة).
رواه البخاري ومسلم.

وإحصاء أسماء الله يعني إحصاء ألفاظها وعدها وفهم
معانيها ودعاء الله بها والتعبد لله بمقتضاها.

وثمرات معرفة اسما الله الحسنى كثيره وسناخذ منها القليل :
1)تذوق حلاوة الايمان .
2) عبادة الله عزوجل .
3) زيادة محبة العبد لله والحياء منه .
4) الشوق الى لقاء الله عزوجل .
5) زيادة الخشية لله ومراقبته .

وسنتناول بشرح مبسط أحد أسماء الله الداله على عظم فضل الله
على عبادة وشدة تقصيرهم في حقه ومع ذلك يغدق ويغدق عليهم
فسبحانه مااكرمه






معاني اسم الله الحليم
أولا / المعنى اللغوي:
الحلم بكسر الحاء : الأناة والعقل،
وهونقيض السَفَه، لأن السفه خفة وعجلة، وفي الحلم أناة وإمهال.

ومن معانيه
: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، لأنّه تأنِّ
وسكون عند الغضب أو المكروه مع وجود القدرة والقوّة، ويُقال:
هو ترك العجلة والطيش.

معنى الاسم ودلالته في حق الله تعالى:

هو الذى لا يسارع بالعقوبة ، بل يتجاوزعن الزلات ويعفو عن
السيئات فهو يؤخر العقوبة مع قدرته عليها،قادر سبحانه على أن
يأخذنا بذنوبنا لكن لكمال حلمه يؤخر العقوبة لعلنا نتوب رحمة بنا
وفرصة لعباده أن يغدو إليه






ورد اسم الله الحليم في كتاب الله في احد عشر موضعانذكر منها





تأملات في رحاب الاسم الجليل:

يقول الحليمي في معنى " الحليم
": إنه الذي لا يحبس إنعامه
وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي كما يرزق
المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه كما يبقي البر التقي، وقد
يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره فضلاً عن أن يدعوه كما
يقيها الناسك الذي يسأله وربما شغلته العبادة عن المسألة ".


يقول الإمام الغزالي الحليم
هو الذي يشاهد معصية العصاة ويرى مخالفة الأمر ثم لا يستفزه
غضب، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام مع
غاية الاقتدار عجلة وطيش،

كما قال تعالى
{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ
وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ
لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}






وقال الخطابي: هو ذو الصفح، والأناة الذي لا يستفزه غضب،
ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص
.

ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم،
إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة فالعاجز عن المعاقبة
لا يُسمّى حليماً لأنه مقهورٌ لا يملك دفعاً للأذى
فالحلم مقرون بالقدرة ولذلك قال الشاعر
كل حلم أتى بغير اقتدار حجةٌ لاجىءٌ إليها اللئام





علاقة الحلم بالأناة
للحلم معنى زائد عن الأناة
قال ابن الحصار
فإن قيل :فكيف يتضمن الحلم الأناة وقد قال رسول الله ﷺ
لأشج عبد القيس :"إن فيك خصلتين يحبهما الله,الحلم والأناة"
(أخرجه مسلم والترمذى وابن ماحه)

فعددهما,فأعلم أن الأناة قد تكون مع عدم الحلم,
ولايصح الحلم أبداً إلا مع الأناة,والأناة ترك العجلة ,
فقد تكون لعارض يعرض,ولايكون الحلم أبداً إلا مشتملاً على الأناة.


وكذلك لايكون الحليم إلا حكيماً واضعاً للأمور مواضعها ,
عالماً قادراً,فإن لم يكن قادراً كان حلمه ملتبساً بالعجز والوهن
والضعف,
وإن لم يكن عالماً فإن تركه الأنتقام للجهل
وإن لم يكن حكيماً فربما كان حلمه من السفه تعالى الله
عن كل ذلك علواً كبيراً.

فحلم الله مقترن بكمال علمه وكمال قدرته
وكمال حكمته فلذلك لايصدر منه سفه البتة
فالحليم اذا هو الذي يؤخر العقوبة مع كما اقتداره عليها
واستحقاق العباد لها

حلم الله على العباد من برنامج ذكرى



إنه لولا حلم الله عن الجناة، ومغفرته للعصاة، لما استقرت البحار
والسموات والأرض لغضبهما وحنَقهما على العصاة، لما يحصل من
شدة الكفر وعظيم الجرائم، ومن ذلك


قال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا
لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا)
،

فإن السموات والأرض تهمُّ وتستأذن بالزوال لعظم
ما يأتي به العباد من الكفر والفسوق والعصيان،
فيمسكهما الله بحلمه ومغفرته،

كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ
زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)

،

فلو شاء لعاجل العصاة بالعقوبة، فأذن للسماء فحصبتهم،
وأذن للأرض فابتلعتهم، ولكنه سبحانه حليم يمسك بقدرته
وحلمه وصبره.






ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

1// ظهور كمال الله سبحانه وتعالى، لأن إمهاله لعباده مقرونٌ
بكمال قدرته وكمال علمه وكمال غناه عن خلقه، ولم يكن عن
ضعف وعجز، ولم يكن عن جهلٍ بأعمال عباده: وليس عن حاجةٍ
لعباده مقتضيةٍ لإرجاء المؤاخذة بالذنب: {والله غني حليم} البقرة:

2// تبيَّنُ مدى النعمة التي أنعم الله بها على عباده العصاة، حيث
لم يعاجلهم بالعقوبة رغم استحقاقهم لها، مهما بلغت ذنوبهم من
الفظاعة والشناعة والإجرام في حقّ خالقهم،
ولكن يؤخّرهم المرّة تلو الأخرى






3// الرجاء، فحلم الله تعالى يعطي فرصة ثمينة للتوبة
-جعلني الله وإياكم من التوابين المتطهرين-

4// ألا يغتر العبد بحلم الله عليه ، فلعله يكون استدراجا ،فهذا
الحلم المصحوب بالرحمة والرأفة والكرم، يبعث الحياء من الله في
القلوب الحية، كما يبعث على الخوف والحذر؛ لأن الله تعالى حذّر
من قدرته على صرف القلوب بالكلية، لو شاء أن يصرفها

5// ظهور صبره سبحانه وتعالى على عباده،
وتبيّن مدى العلاقة بين صفتي الحلم والصبر
والصبر داخل تحت الحلم فكل حليم صابر،





يقول الإمام ابن القيّم تعليقاً على الحديث السابق:
وهو سبحانه مع هذا الشتم له والتكذيب يرزق الشاتم المكذب
ويعافيه، ويدفع عنه ويدعوه إلى جنته، ويقبل توبته إذا تاب إليه،
ويبدّله بسيئاته حسنات، ويلطف به في جميع أحواله، ويؤهّله
لإرسال رسله ويأمرهم بأن يلينوا له القول ويرفقوا به.


6// دعاء الله تعالى باسمه الحليـــم:
عن ابن عباس قال: كان النبي يدعو عند الكرب يقول
"لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربِّ السموات
والأرض وربِّ العرش العظيم
" متفق عليه

7// التحلي بخلق الحلم : وفي الحديث قال رسول اللهﷺ
للأشجّ ابن القيس"إنك فيك لخصلتان يحبهما الله ورسوله :
الحلم والأناة"


اذاً فمن شرف هذا الخُلُق : أنّ من اتصف به يحبه الله ورسوله
وهو دليل على كمال العقل وسعة الصدر وامتلاك النفس
لأن الأصل
في الانسان ان يتشفّى لنفسه ويعاجل بالعقوبة لمن آذاه لكن الحليم
لا يلتفت الى سفاسف الأمور وانما يطلع الى معاليها ، فيبتعد
المؤمن بحلمه عن الغضب والطيش والسب .

قال القرطبي: فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من
عصاه، أن يحلم هو على من خالف أمره، فذاك به أولى حتى يكون
حليمًا فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه ويرفع
الانتقام عن من أساء إليه، بل يتعود الصفح
حتى يعود الحلم له سجية،
وكما تحب أن يحلم عنك مالِكُكَ، فاحلُم أنت عمَّن تملك
لأنك متعبد بالحلم مثاب عليه
.



هل كل من كتم غيظه يكون حليما

يقول الإمام الغزالي "
الحلم أفضل من كظم الغيظ؛ لأن كظم الغيظ عبارة عن التحلُّم أي
تكلف الحلم .. ولا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه ويحتاج
فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعود ذلك مدة صار ذلك اعتيادًا فلا
يهيج الغيظ وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وهو الحلم الطبيعي
وهو دلالة كمال العقل واستيلائه وانكسار قوة الغضب وخضوعها
للعقل ولكن ابتداؤه التحلم وكظم الغيظ تكلفا"



وقد ضرب لنا النبي أعظم مثل في التحلي بخُلُق الحِلْم ..

عن أبي هريرة : أن رجلاً أتى النبي يتقاضاه فأغلظ له، فهمَّ به
أصحابه. فقال رسول الله "دعوه، فإن لصاحب الحق مقالاً"، ثم قال
"أعطوه سنًا مثل سنه" .. قالوا: يا رسول الله، لا نجد إلا أمثل من
سنه، قال "أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء"



وعن أنس أنه قال: كنت أمشي مع رسول الله وعليه بُرد نجراني
غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة ورجع نبي الله
في نحر الأعرابي حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله قد أثرت
به حاشية البُرد من شدة جبذته، ثم قال:
يا محمد مر لي من مال الله
الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ثم ضحك ثم أمر له بعطاء.
..

فيا لشدة حُلم النبي على هذا الأعرابي الذي جذبه جذبًا شديدًا
من ثيابه، فلم يغضب منه بل ضَحِكَ .
يُعطينا درس في الأخلاق مع انّ الاعرابي كان غليظ الطبع


وعن عائشة أنها سألت الرسول
: هل أتى عليك يوم كان أشد من
يوم أحد ؟، فقال "لقد لقيت من قومك فكان أشد ما لقيت منهم يوم
العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن كلال فلم يجبني
إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إلا في قرن
الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها
جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك وقد
بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك
الجبال فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك وأنا
ملك الجبال وقد بعثني ربُّك إليك لتأمرني بأمرك إن شئت أطبق
عليهم الأخشبين، فقال رسول الله "بل أرجو أن يخرج الله من
أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا"



وقفة لابدّ ان تقفها كل اخت منّا

تخيلي معي اخيتي حبيبك عليه الصلاة والسلام يذهب الى الطائف
ليجد من ينصره ولسان حاله من ينصرني!!!من يحميني!!!
ويكون الرد ّمنهم رمي بالحجارة حتى ادمو قدميه الشريفين
ويسمع الإجابات القاسية من السنتهم ويسمع ربي ردهم وما فعلوه
بحبيه وخليله فيبعث له بملك الجبال ولو شاء الله
لخسف بهم الأرض دون ان يسأل حبيبه لكنه حليييييم
ويعلم سبحانه موقف نبيه ماذا سيكون
اليس هو من أدّبه ومدحة في كتابه وانّك لعلى خلق عظيم
صلوات ربي وسلامه عليه



من الجميل هنا ايضاً ان نذكر ان من صفات عباد الرحمن
انهم حلماء اذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاماً،
ولنتذكر دائماً انّ الله يُعامل الحليم بالحلم
فكلما ازداد الانسان حلماً ازداد حلم الله عليه

ومن منّا لايحتاج الى حلـم الله




وأخيراًمسك الختام بعض من وصايا الحبيب عليه السلام
قال رسول الله ﷺ "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي
يملك نفسه عند الغضب"

عن أبي هريرة: أن رجلاً قال للنبي
: أوصني. قال "لا تغضب".
فرد ذلك مرارًا، قال "لا تغضب"

جعلني الله وإياكن ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وآخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين


عوده للفهرس


دونا
دونا
~ اسم الله العزيز~

من إعداد.. أم رسولي...



بك يالله عزّتُنا .. ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )





اسم الله العزيز .. كثيرا ما يرد في نهاية الآيات
وهو العزيز الحكيم،
الإيمان بالله بوجوده لا يكفي، يجب أن تؤمن بوجوده
ويجب أن تؤمن بوحدانيته، وحدانيته في ذاته
وفي صفاته وفي أفعاله
ويجب أن تؤمن بكماله ومن الإيمان بكماله
أن تتعرف إلى أسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ..

إذاً أن يجول فكرك أو أن تستمع إلى حديث عن أسماء الله الحسنى
هذا جزء أساسي جداً من الإيمان

فأنت مثلاً إذا تعرفت إلى إنسان رأيته أمامك موجودا فهل عرفته ؟
سألته عن اسمه قال لك اسمه. هل عرفته ؟
لا تعرفه إلا إذا وقفت على شمائله وعلى صفاته وعلى أخلاقه
وعلى علمه وعلى ذكائه وعلى منجزاته، فلا تكون معرفة الله
صحيحة ولا تامة إلا إذا عرفت أسماءَه،
هذه المقدمة أسوقها من أجل أن تتأكدوا من
قول النبي عليه الصلاة والسلام:

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: إِنَّ الله تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا
مَن أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنه ))



(( لا إله إلا الله الواحد القهار ,
رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ))

من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم إذا تضور
( تقلب أو تلوى من شدة الألم) من الليل





دلالة الإسم على أوصاف الله :


الإسم يدل على ذات الله وعلى صفة العزة
قال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) فاطر : 10

وإسم الله العزيز يدل باللزوم على الحياة والقيومية
والعلم والسيادة والحكمة والصمدية والكبرياء
والعظمة والقدسية .




الدعاء بإسم الله العزيز دعاء عبادة:
أثر الإسم فى سلوك العبد

هو مظهر العزة التى يشعر بها المسلم
فى توحيده لربه وعبوديته وحبه وكل عمل يزيده من قربه ,
ويقينه أن العزة فى إتباع أمه , وانه جعل لنبيه صلى الله عليه
وسلم وأتباعه وحزبه العزة , ولا يرضى بديلا عن عزة الإسلام
وأهله حتى لو كانت لأهله وعشيرته وقومه.


سُئل الإمام الحسن البصري: بِمَ نِلت هذا المقام ؟
قبل الإجابة أقول لكم هذه الكلمة من القلب: لا يمكن أن تعرف الله
وأن تطيعه، ثم تكون ذليلا لأحد أبداً،
لا يمكن لأن الله عز وجل
يقول:
﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8))


فلنبحر مع هذا المقطع للداعية .. نبيل العوضي








أنت مع العزيز وتذل بعد ذلك - لا -
لن يكون هذا أبداً، ألا تقرأ في الدعاء يوميا كل صلاة صبح:
سبحانك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت ؟





قال الله عز وجل: ﴿ فَـلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾
أي مهما أردت العزة بغير الله فأنت ذليل،
إذا أردت العزة وأن تكون عزيزا عن غير طريق طاعة الله،
عن غير طريق الاستقامة على أمره،
عن غير طريق إعزاز أمر الله، فأنت ذليل.





وقد ورد اسم (العزيز)
مقروناً باسم (الحكيم) في سبعة وأربعين موضعاً
من كتاب الله عز وجل.


* عزيز حكيم: فهو عزيز بحكمة ولله المثل الأعلى، فقد يكون
الإنسان عزيزاً فتؤدي به عزته إلى التهور أحياناً، فيتصرف بعنف
ويفسد.. الله سبحانه عزيز حكيم، فكل تصرفاته حكمة.

* عزيز رحيم: فهو عزيز لكن برحمة ولله المثل الأعلى،
قد يكون الإنسان عزيزاً جداً فيصبح قاسياً غليظاً،
لكن الله سبحانه عزيز رحيم.


* عزيز عليم، وقوي عزيز: لأن هذه العزة منه سبحانه قائمة
على علم وعلى قوة، "....وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ "
(الحج: 40)،

" كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ "






كيف نحيا باسم العزيز:

1. خطط كيف تخرج من الذل، لا تقبل الذل أبداً .
يقول النبي: ((من تضعضع لغني لغِناه فقد ذهب بثلثا دينه))،
((اطلبوا الحاجات بعزة أنفس فإن الأمور تجري بالمقادير))

الأمة ذليلة! خطط كيف تخرجها من ذلها بدون عنف،
بل برحمة وبحكمة.

2. عزز الناس.. يقول النبي:((من أُذِلّ عنده مؤمن وهو قادر أن
يعزه ولم يفعل، أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة))

فما بالك بمن لا يعزز الإسلام!


3. تذلل للعزيز: اذهب له بذلك يمدّك بعزه، فالله يحب من يذهب
إليه بالتذلل.. يقول النبي: ((رأيت جبريل يوم أسري بي كالِحلس
البالي من خشية الله))


يقول أحد العلماء:





"....وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ...."

هذه الآية تكفيك. ما الذي يخرجك عن هؤلاء الثلاثة؟!
إن رفضت العزة فقدت معية الله والرسول،
ولن تكون من المؤمنين!!

" مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا...."
لو عشت بهذه الآية لكفاك، فمن يبتغي العزة لن يجدها إلا عند الله،
كما أن الشمس مصدر النور للأرض،
لو بحثت عن العزة عند غيره فلن تجدها،
لا يمكن، لا في سلطة ولا معصية
"....أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا "
فمصدر العزة في الكون الله العزيز.











عوده للفهرس
دونا
دونا
~ اسم الله المنان ~
من إعداد دونا




المن في اللغة:
1- القطع غير المنقوص
( وإن لك لأجرا غير ممنون ) أي غير مقطوع
وقد سمي الموت في القرآن بالمنون لأنه يقطع الناس عن الحياة
( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ )

2- المن الشي الحلو ( المن والسلوى)
والعطية بغير منه حلوة على صاحبها

3- المنة العطية
4- المُنة بضم الميم القوة




ما أجمله من معنى
وما أروعه من كرم
<<يعطي النوال قبل السؤال>>




تنبيه:
في بعض الروايات ذكر الحنان وهي لم تصح
وأما الحنان، فلم يثبت كونه اسما لله تعالى في السنة الصحيحة،
ولهذا فقد كره مالك رحمه الله الدعاء به.

وبعض العلماء أثبت صفة الحنان لله تعالى
بمعنى الرحمة، لقوله تعالى: وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا .
قال ابن عباس: ورحمة من عندنا.


لم يرد في القران اسم الله بالمنان
صريحا كما ورد في السنة
ولكن وردت الصفة

( ولكن الله يمن على من يشاء من عباده )


المنة هي النعمة العظيمة
وقال الأصفهاني: هي النعمة الثقيلة ..

فالله عز وجل هو الذي من على عباده
بالخلق و الرزق والصحة في الأبدان
و الاجتماع و الأمن في الأوطان

منن الله علينا عظيمه من ان نصبح الا ان نمسي
فعندما ناكل هو الذي يسر لنا التقاط اللقمة بأيدينها
وادخالها أفواهنا وهضمها بطريقة عجيبة
من سهولتها علينا قلما تفركنا فيها

ومن اعظم المنن و أكملها وانفعها
بل هم اصل المنن

نعمة الهداية لهذا الدين اعظم منة
اعظم فضل ونعمه ان يختارك الله ويربيك ويجهزك للجنة


(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ
بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)




ومن فضل المنان علينا أن
بعث علينا محمد صلى الله عليه وسلم
رسولا معلما لكل الانام

(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ.)


الاثار المسلكية والتربوية للايمان بالمنان

1- محبة الله والتفكر في الائه علينا
(الامن -الصحة- النوم- الاستيقاظ - الاهل.. الخ)

2- اذا ادرك الإنسان ان الله هو المعطي
هو المنان الحقيقي
عندها يعترف بضعفه ويبخس حق نفسه
ويوكل أمره وثقته بربه لا لغيره
ويحسن بالمنان الظن
و استشعار منة الله السبيل للتواضع

3- وبذلك لا يركن العبد للاسباب
اخذ السبب باليد وانكاره بالقلب
مثلا أن اعمل بالاسباب فأشرب الدواء
ولكن قلبي يتعلق بالله وليس بالدواء
وهذا هو التوكل
أما في عدم الاخذ بالأسباب (عدم اكل الدواء)
فهذا تواكل وليس توكل
ابحث عن السبب ولكن لاتركن اليه

4- احذري ان تمني على الخلق
لان الله هو المنان
فالمن نوعين: من ممدوح يكون بالفعل:
الاعطاء والاكثار في العطاء
وقد امتدح به الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر

«إن أمنَّ الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر >>
أي اكثر جودا وعطاء

اما المن المذموم فهو بالقلب أو القول
بالقلب: كأن يتصدق إنسان ثم يحدثه نفسه في قلبه
( كثيرا ما اعطيه.. كثيرا ما أسدي له ولا يسدي لي)
وان كانت مجرد خاطره فعلى الإنسان ان يحاول مجاهدتها
وإبعادها وعدم الترسل فيها

المن بالقول: ان يقول له انا اعطيتك
وعملت لك كذا وكذا.. وأنا متفضل عليك
أو ان يحدث بذلك غير فيصله الحديث



أخيتي لا تمني حتى في معروف أو خدمة قدمتيها لغيرك
لاتمني على زوجك ولا على أهلك ولا..

فالمنة إذا وقعت في صدقة ابطلت الاجر
وإن كانت في معروف كدرت الصنيعة وافسدتها

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة
ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم
قال فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث مرات)
قال أبو ذر خابوا وخسروا من هم يا رسول الله
قال
المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب


والمن من صفات المنافقون

(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى
كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً
لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
)

فشبه سبحانه وتعالى
من يتبع صدقته بالمن و الذي بالمرائي المنافق
وشبه قلبه بالصخرة الملساء التي عليها تراب
فمتى نزل عليها المطر لا تنبت و لا يتغير فيها شي

فلا ينتفع بها قلبه ولا تثمر فيه سكينة ولا رحمة

بعكس من ينفق ماله ابتغاء مرضاة الله وتثبيتا لنفسه
فقلبه كجنة بربوة تثمر على قدر درجتها وعطائها


( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ
وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا
وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)


وقد خص الله (وتثبيتا من أنفسهم)
لأن الإنسان يتردد وقت إخراج الصدقة
وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_:
"ما يخرج أحد شيئا من الصدقة حتى يفك لحى سبعين شيطانا"




أسأل الله المنان أن يجمعنا في الجنة
جزيتم خير .. في امان الله


المرجع: محاضرة للدكتورة نوال العيد عن سم الله المنان

عوده للفهرس