دونا
دونا
~ اسم الله القهار ~

من إعداد.. غيودي 000Ghiode





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القهر في اللغة هو السيطرة والغلبة ..
والاسم (قاهر)، والقهار اسم على وزن صيغة المبالغة (فعال)
وهو اسم من أسماء الله الحسنى
وهو يعني أنه لا شيء في الكون يخرج عن سيطرته وغلبته ..
كل شيء خاضع لأمره في حركته وفي سكونه، ولا يمكن لمخلوق
أن يخرج عن هذه السيطرة الإلهية بحال من الأحوال.

وعن هذا القهر الإلهي يقول الحق عز وجل:
(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما
من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفوراً)
(سورة فاطر)

ولا يتصور أحد أن الإمساك المشار إليه في هذه الآية الكريمة
هو إمساك باليد وما إلي ذلك من التصورات المادية ..
بل هو إمساك بالقهر والغلبة .. إمساك الكلمة (كن فيكون) ..
وهذا الثبات الكوني لا ينحل إلا بالكلمة أيضا
ولذلك يقول جل وعلا:
(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون
عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس
كذلك نفصل الآيات لقومٍ يتفكرون)
(سورة يونس ـ 24)


والكون بكل ما يحتويه يدل على صفة القهر لدى الله عز وجل ..
فإذا نظرت نظرة عابرة إلي الكون وجدت أن كل مخلوق يسير وفقا
للغاية التي أرادها الله من خلقه .. انظر إلي الشمس والقمر ..
الليل والنهار، تجد أنها كما أخبرنا الله عز وجل:
( والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم "38"
والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم "39" لا الشمس
ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
وكل في فلكٍ يسبحون "40")
(سورة يس)

فالشمس تجري لمستقر لها في فلك خاص بها ..
والقمر في فلكه الخاص .. وليس للشمس أن تقترب من مداره
ولا للقمر أن يقترب من مدارها ..
كل منهما يسير في الخط المرسوم ولا يخرج عنه،
مما يحول دون التصادم بينهما
.. وهذا الأمر ينطبق على حركة
الأفلاك جميعا وليس الشمس والقمر فحسب ..
ولكن الله عز وجل حين يضرب الأمثال يضربها بما
هو واضح للعيان، وكذلك الليل والنهار يتعاقبان بانتظام ..
فلا يأتي النهار قبل ميعاده أو يحل الظلام قبل أوانه
وفي ذلك يقول جل وعلا: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات
والأرض في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش يغشى الليل النهار
يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق
والأمر تبارك الله رب العالمين
"54") (سورة الأعراف)


كل شيء مسخر وخاضع للقهر الإلهي المطلق، حتى أعمال العباد،
فمن كفر أو أشرك أو عصى فإنه لم يخرج عن إطار هذا القهر، وفي ذلك يقول جل وعلا:
(ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
(سورة هود)

فالحق سبحانه وتعالى قادر على هدايتنا جميعا،
ويستطيع أن يقهرنا على الإيمان،
ولكنه لم يشأ ذلك وشاء أن يمنحنا الاختيار ويخضعنا للاختبار.
فالمسلم يختبر في افعل ولا تفعل، وغير المسلم يختبر هل سيقدر
الله حق قدره فيبحث عن طريق الهداية والحق أم يعرض ويتناسى،
وحتى يكون الاختبار حقيقيا فتح الله عز وجل المجال أمام المعاصي
ليعصي والكافر ليكفر والمشرك ليشرك .. فالكل إذن في ظلال دائرة
القهر .. والكل لم يخرج عن الإرادة الإلهية.


ومن الآيات القرآنية التي أثارت جدلا في هذه القضية
قول الحق عز وجل: (والله خلقكم وما تعملون "96" )
(سورة الصافات)

إذ أراد البعض أن يجعلها دليلا على أن الإنسان يسير سيرا مطلقا
في ظل القهر الإلهي .. ويكون بذلك مجبرا في كل أفعاله،
بزعم أن أعمالنا مخلوقة كما أشارت الآية الكريمة ..
والحقيقة أن هذا فهم خاطئ، ونوضح معنى هذه الآية بمثال ..
هب أن إنسانا قفز إلي منزل وقتل صاحبه وسرق ما به من مال ..
فهل هذا يعني أن الله عز وجل هو الذي خلق فعل القتل الذي قام به
هذا الشخص وفعل السرقة الذي آتاه .. بالقطع كلا ..
لأن الذي خلقه الله عز وجل هو إمكانية القيامة
بفعل معين وليس فعلا محددا بذاته.


إن الله عز وجل الذي أعطاك يدا تبطش بها ورجلا تسير عليها قد
جعل في إمكانك أن تقتل أو تسرق، كما جعل في إمكانك أن تصلي
وتتصدق، فإذا قتلت إنسانا بيدك وقيل: إن الله هو الذي خلق هذا
القتل فإن هذا يعني أنه جلا وعلا قد جعل في إمكانية يدك أن تقتل،
وليس معنى ذلك أنه هو الذي دفعك وقهرك على قتل من قتلت.
كذلك إذا صليت فإن الله عز وجل هو الذي خلق فعلك للصلاة بمعنى
أنه جعل في إمكان بدنك أن يؤدي الصلاة،
وليس معنى ذلك أنه قهرك على أدائها.


إن كل عمل يؤديه العباد مخلوق، بمعنى أن الله عز وجل
هو الذي أعطى العباد إمكانية القيام به،
وفي هذا المعنى يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله
في كتابه القيم (إحياء علوم الدين):

(إن انفراد الله سبحانه وتعالى باختراع
حركات العباد لا يخرجها عن كونها مقدورة للعباد
على سبيل الاكتساب).

وعلى هذا النحو يمكن فهم قوله تعالى:
(وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "29"
)
(سورة التكوير)

فلولا أن الله عز وجل قد جعل في إمكان الإنسان أن يكفر لما
استطاع أن يكفر، ولو لم يجعل في إمكانه أن يعصي لما استطاع أن
يعصي كشأن الملائكة. وبهذا المعنى فإن مشيئة الإنسان لم تخرج
عن مشيئة الله عز وجل، وعمل الإنسان لم يخر عن القهر الإلهي.


ومن الآيات التي أوحت للبعض بأن الإنسان مقهور على أعماله
قوله تعالى:
(ما أصاب من مصيبةٍ في الأرض ولا في أنفسكم إلا
في كتابٍ من قبل أن نبرأها وإن ذلك على الله يسير "22")
(سورة الحديد)


فقالوا: إن قوله جل وعلا: (في كتاب من قبل أن نبرأها)
يعني من جهة أن هذه المصيبة من خلق الله،
كما يعني أنها مكتوبة من قبل أن تقع.
ونقول ردا عليهم: إنه فيما يتعلق بكون هذه المصيبة مخلوقة
فقد أوضحنا هذا المعنى في شرح قوله تعالى:
(والله خلقكم وما تعملون)،
وفيما يتعلق بكونها مكتوبة قبل أن تحدث فهذا صحيح ..
ولكن نبادر فنقول: إن هذه الكتابة قد بنيت على علم الغيب
الذي ينفرد به الله عز وجل. فالحق تبارك وتعالى عالم بالأحداث
قبل أن تقع .. فإذا كتبها وحدثت بعد ذلك
فإن هذا لا يعني أننا ننفذ ما كتبه الله علينا قهرا.

ولتوضيح ذلك، هب أن شخصا قام بتسجيل حلقة علمية أو دينية
على شريط فيديو، فهل يمكن أن نقول إن هذا الشخص كان له تأثير
على مجريات هذه الحلقة، هذا مع الأخذ في الاعتبار الفرق الشاسع
بين المثال السابق وحقيقة الكتابة الإلهية؛ لأن الله عز وجل ليس
منقطع الصلة بأعمال العباد .. فهو الذي يزيد الذين اهتدوا هدى ..
وهو الذي يمد الطغاة في طغيانهم يعمهون، هذا فضلا عن أن هناك
أحداثا تقع بالإرادة المطلقة له عز وجل، بمعنى أنه قدرها وكتبها
لتحدث .. أي ليست الكتابة المبنية على كشفه عز وجل للغيب
المستور. ومن هذه الأحداث .. الميلاد والموت .. الصحة والمرض
.. الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وخلافه.

ومن الخطأ الجسيم أن يزعم إنسان أن الله عز وجل
قد كتب عليه مقدما أنه من أهل النار أو من أهل الجنة،
وأنه مهما فعل لن يغير المكتوب؛ لأنه وكما ذكرنا من قبل
أن هذه الكتابة لم تفرض علينا أعمالنا .. بل إن الله عز وجل قد
كشف الغيب المستور وشاهد الأعمال قبل أن تقع فسجلها بعلمه
للغيب، وليس على الإنسان أن يشغل باله بهذه المسألة ويجب أن
يضع في ذهنه قول الله عز وجل:يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده
أم الكتاب "39")
(سورة الرعد)


وأؤكد على هذه الجزئية لأنني كثيرا ما أسمع شخصا يقول:
ما فائدة الأعمال الصالحة إذا كان الله عز وجل قد كتب علي من
البداية أنني من أهل النار؟ .. وهذا الكلام محض هراء، ونقول
لقائله: ومن الذي أدراك ما الذي كتبه الله لك؟ .. ولماذا افترضت
أنك من المدرجين مع أهل النار وليس مع أهل الجنة؟


إن فكرة المصير المحتوم مسبقا إلي الجنة أو إلي النار
فكرة خاطئة، ومادمت أنك على قيد الحياة فتؤمن أن مصيرك
لم يتحدد بعد، ولو كان العلم الإلهي المسبق بالأحداث
بهذا المعنى الخاطئ الذي يفهمه هذا الشخص
لما قال المولى عز وجل:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي}
(سورة البقرة ـ 186)


إذ ما معنى أن يستجيب الله عز وجل للدعاء والمصير محتوم
ومعلوم؟ ولماذا قال أيضا في الحديث القدسي:
(يا ابن آدم أنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا
أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت
لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا
تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)


فما ما معنى أن نستغفر على الذنوب والمصير محتوم ومعلوم؟
إنه لا تعارض مطلقا بين القهر الإلهي المطلق وبين الاختيار
البشري .. وندعو الله عز وجل أن يفتح بصائرنا
لنفهم هذه الأمورعلى وجهها الصحيح.

ومن القضايا التي أود أن أتحدث عنها أيضا هي قول البعض بأن
الأحداث التي تقع بالإرادة المطلقة لله عز وجل كالميلاد والموت ..
الصحة والمرض، قد يكون لها تأثير على اختيار الإنسان،
وضربوا مثلا لذلك بمن يولد على غير الإسلام
ومن يموت شابا قبل أن يصل إلي مرحلة الشيخوخة
والتي دائما ما يعود فيها الإنسان إلي خالقه.

ولهؤلاء نقول: إن العدل الإلهي المطلق لا تفوته أشياء قد استوقفت
عدلكم المحدث، فعدلكم نفحة من العدل الإلهي
ونقول لهم:
إن هذه الأشياء مأخوذة في الاعتبار
في الدنيا والآخرة .. وليس أدل على ذلك من أن الكافر
أو المشرك إذا رجع عن كفره أو شركه
فإن الله عز وجل يغفر له ما تقدم من ذنبه،
وهذه منحة ليست في يد المسلم .. كما أنها مأخوذة في الاعتبار
يوم القيامة، والحق سبحانه وتعالى يقول:
(إن الله لا يظلم مثقال ذرةٍ وإن تك حسنةً يضاعفها
ويؤت من لدنه أجراً عظيماً "40")
(سورة النساء)




وهو جل شأنه القهار منذ الأزل إلي الأبد .. وسوف ينادي يوم
القيامة ويرد على نفسه قائلا:( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) (سورة غافر ـ 16)


قال الله : { قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار}
وذكر القرآن : { يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء
لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
،
وقال عز وجل : {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}



القهار :

اسم من أسماء الله الحسنى ورد
في ستة مواضعَ في القرآن الكريم ,

قال تعالى :
﴿ يَا صَاحِبَىِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خّيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾
سورة يوسف : آية 29

﴿ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾
سورة الرعد : آية 16 .


﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأرْضُ غَيْرَ الْأرْضِ وَ السَّمَاوَاتُ
وَبَرَزُواْ للَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾
سورة إبراهيم : آية 48

﴿قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَ مَا مِنْ إِلَهٍ إلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾
سورة ص : آية 65 .

﴿ لَّوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ
سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾
سورة الزمر : آية 4 .

﴿ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ
لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾
سورة غافر : آية 16 .

القهر في اللغة يعني الغلبة , قهره أي غلبه
أو صرف الشيء عن طبيعته طبيعة قوية قهرية ,
وجعله ضعيفاً على سبيل الالتجاء .

والقهار هو الذي قهر بقدرته جميع المخلوقات ,
و دانت له جميع الكائنات , فنواصي العباد كلهم بيده ,
وتصاريف الملك وتدبيراته بيده , والملك بيده , فما شاء كان , ومالم يشأ لم يكن .
فالعالم العلوي و العالم السفلي بما فيها
من المخلوقات العظيمة كلّها قد خضعت في حركاتها وسكناتها ,
وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبّرها , فليس لها من الأمر شيء ,
ولا من الحكم شيء , بل الأمر كله لله , والحكم الشرعي والقدري
والجزائي كلّها لله , لا حاكم إلا هو , ولا ربّ غيره , ولا إله سواه .

القهار لا يكون إلا واحداً ويستحيل أن يكون له شريك ,
بل القهر والوحده متلازمان .

لذا ورد اسم الله القهار في كل المواضع مع اسم الله الواحد .
في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى:
(قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار) (سورة الرعد ـ 16)


وقوله تعالى: ( قل إنما أنا منذر وما من إله
إلا الله الواحد القهار "65")
(سورة ص)





نماذج لقهر الله تبارك وتعالى :


- أن الله عز وجل قهر الممكن وجعله قائماً
جعله مستمراً جعله موجوداً، قال الله تعالى:
﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى
كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾
سورة طه : آية 49 , 50

لو ترك وحده لكان معدوماً، فكأن جوهر الممكن أنه العدم
ولولا قدرة الله القاهرة في الممكن لما كان هذا الممكن موجوداً،
إذا فالكلمة الدقيقة " كن فيكون، زلْ فيزول ".

فأنت وجودك بالله عز وجل، والدليل أجهزة الإنسان،
دماغه مثلاً مئة وأربعون مليار خلية، الإدراك الإحساس الذاكرة
المحاكمة التصور التخيل الغدد الصماء، كل هذه الأجهزة أساسها
أن الله عز وجل يتجلى عليك،
وينقطع التجلي عن الإنسان عند الموت.

وازن بين إنسان في أوج نشاطه يتحرك يفكر يحاكم يتصرف
يرى يسمع يشم يلمس يأخذ مواقف ينشئ مشاريع،
يترك بصمات في المجتمع وبين جثة هامدة، الفرق بين الجثة
الهامدة وبين هذا الإنسان الممتلئ نشاطاً وحيويةً
هو التجلي الإلهي هو القهار، الله عز وجل قهر المادة
فجعلها تفكر وتسمع وتعقل وترى وتشم وتبصر وتمشي وتتحرك
وتغضب وتفرح وتحزن، لو أن إنساناً وضع على ميزان قبل أن يموت بدقائق ومات فلا يخسر عند الموت شيئاً من وزنه،
هي قوة الله عز وجل هذه الروح.

- إن أصغر كوكب في الفلك أضعاف جرم الأرض ثم إن هذه الأفلاك
مع ما فيها من كواكب يمسكها الله تعالى بقدرته معلقةً في الهواء

كما قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ
زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)﴾

سورة فاطر


بعض العلماء يقولون بالحياة أربع مواد أساسية
هي الماء والهواء والنار والتراب
وهذه كلها متنافرة والله سبحانه وتعالى
بقوته القاهرة ألف بينها،
من معاني قهره أنه ألف بين المتنافرات،
فأنت لا تستطيع أن تجعل البحر يحترق، والبحر ماء
لكن ربنا عز وجل قال:
﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ سورة الطور : آية 6 .

أسجر النار يعني أشعلها، كيف ؟ أنت بالماء تطفئ النار لكن هذا
الماء هدروجين وأكسجين، الهدروجين من أشد العناصر احتراقاً
والأكسجين من أشد العناصر مساعدةً على الاحتراق.


شيء آخر، إن الروح جوهر لطيف،
روحاني نوراني والبدن جوهر كثيف مظلم
وبينهما منافرة عجيبة ومع ذلك أسكن الله الروح
في هذا الجسد بقهره.


فالإنسان كائن فيه عنصر سماوي
وعنصر أرضي لكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ! .


- أن الله تعالى يذل الجبابرة والأكاسرة تارةً بالأمراض وتارة
بالنكبات وتارةً بالموت فمن معاني القهار أن الله قهر العباد كلهم
بالموت، لا نبي ولا رسول ولا قوي ولا غني ولا صحيح ولا مريض
ولا فقير ولا رفيع ولا وضيع ولا ملك ولا وزير، إلا ويموت
﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ﴾ سورة الزمر : آية 30 .

- أن العقول مقهورة عن الوصول إلى كنه صمديته والأبصار
مقهورة عن الإحاطة بأنوار عزته، فإياك أن تقول أنا أدرك الله لأن
من معاني الإدراك الإحاطة، فإذا أمسكت شيئاً صغيراً تعرف طوله
وعرضه ووزنه، عقلك يصل إلى الله لكنك لا تستطيع أن تحيط به
لأن الله عز وجل لا يعرفه إلا الله،
قال الله تعالى:
﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ سورة الإسراء : آية 85 .

- أن جميع الخلق مقهورون في مشيئته،
كما قال الله تعالى: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ سورة البقرة : آية 255 .





كيف نحيآ باسم الله القهَّار :








بل من رأيته قد قُهِر بلا حق فقم بمساعدته ليأخذ حقه، وليرفع
القهر عنه، لحديث أنس س عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا نَنْصُرُهُ
مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ )
رواه البخاري








كل القوى مصدرها من الله عز وجل، إذا أقبلت على الله تسعد
أضعاف ما يسعد من أحبوا أناساً من بني جنسهم، إذا أقبلت
على الله تغنى أضعاف ما يحس به الأغنياء في الدنيا، إذا
اقبلت على الله تشعر بقوة أضعاف ما يشعر بها الموالون للأقوياء،
لهذا قيل: " إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله،
وإذا أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك
بما في يديك، وإذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتق الله "
.

عوده للفهرس

دونا
دونا
~ اسم الله الوهاب ~

من إعداد.. آية_س





المعنى في اللغة :

وهب أي أعطى، يقال الهبة هي العطية الخالية
عن الأعواض والأغراض، أي يعطي بلا عوض
ولا مقابل ولا غرض ودون استحقاق وإنما يعطيك لمصلحتك.


و الله سبحانه وتعالى لم يذكر شأن الولد في القرآن إلا بصفة الهبة:
{وَوَهَبْنَا لَهُ
إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا...} ،
{...يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ
إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ}



قال يهب ولم يقل يُنعم أو يُعطى،
لأن الولد محض فضل من الله سبحانه وتعالى
يعطيه لا لعوض ولا لغرض.
وهذه الهبات يتودد الله بها إليك حتى تُطيعه.





ورود الاسم في القرآن:

"الوهَّاب" ورد في الكتاب العزيز ثلاث مرات..
1- مرة في سورة آل عمران
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ
رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} .


2- ويقول الله سبحانه وتعالى:
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}

سبحانه وتعالى يفيض برحمته على عباده بمحض تَفَضُلِهِ.

3- وقال على لسان نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا
الصلاة والسلام:
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً
لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} .


فهذا يقتضي الذل والانكسار لله سبحانه وتعالى وذم النفس،
فهو يدعو ويقول أعطني وأنا لا أستحق..
لذا نقول في مواسم الطاعات تواصوا بهذا الدعاء


{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}


فمعه لا ترى نفسك ولا ترى العمل، ولا ترى أنك قمت رمضان
وصمته، ولا ترى اجتهادك في العشر الأوائل من ذي الحجة، ولا
ترى أنك أنهيت كتاب كذا وعملت كذا وحفظت كذا فأنت لا ترى
نفسك بل ترى أنك لا تستحق...وحينها تكون الدعوة أقرب للإجابة.




كلام العلماء في معنى اسم الله "الوهَّاب":

يقول الطبري: "أي المُعطي عباده التوفيق والسداد
للثبات على الدين وتصديق الكتاب وتصديق المرسلين".

وفي زمن الفتن هذا نحتاج أن نتواصى بهذا المعنى
ولذلك ذكره الله في مقام
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا...}
لأنه سيمُدُك بالثبات، وقال:
"الوهَّاب أي يهب لمن يشاء ما شاء من مُلكٍ وسلطان ونبوة"


ولذلك دعا سيدنا سليمان عليه السلام بهذا الدعاء،
محض رحمة تستوجب أن تذل وتخضع له وتُحبه.


وقال الخطابي: "الوهَّاب هو الذي يجود بالعطاء
عن ظهر يد من غير استفادة"

أي من غير طلب للثواب ولا مصلحة،

ويقول الحُليني: "وهو المُتفضل بالعطايا المُنعم بها
لا عن استحقاق عليه".

ويقول النسفي: "الوهَّاب هو الكثير المواهب،
المُصيب بها مواقعهم، الذي يقسمها على من تقتضيه حكمته"؛

أي يفيض بالخير على الكل على وفق الحكمة.


قال ابن القيم في النونية: "وكذلك الوهَّاب من اسمائه فانظر
مواهبه مدى الأزمان أهل السماوات العلا والأرض عن تلك
المواهب ليس ينفكان".


يقول بعضهم في بيان هبات ربه سبحانه وتعالى:
"انظر إلى هباته سبحانه تتابعت نعمه وفاض كرمه وزاد، يغفر
ذنبك، يفرج كربك، يُجبر كسيرًا، يُغني فقيرًا، يشفي سقيمًا، يُخصِب
عقيمًا، ويُعلم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويُرشد حيرانًا، ويفك أسيرًا،
ويكسوعاريًا، ويُسَّلي صابرًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويُجزي
محسنًا، ويعطي محرومًا، وينشر مظلومًا، ويقصد ظالمًا، ويقيل
عثرةً، ويستر عورةً، ويؤمن روعةً، ويُزيد لوعةً، ما للعباد عليه
حق واجب، ولا سعيٌ لديه ضائع، إن نُعموا فَبفضلهِ أو عُذبوا
فبعدلهِ، وهو الكريم الواسع سبحانه وتعالى...".

فهو الوهاب سبحانه: يهب الولد الصالح
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} .


والزوجة هبة {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}


ويقول جل في عُلاه عن نبي الله زكريا:

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ...}

هبة منه سبحانه وتعالى.

والأهل هبة يقول الله في حق نبي الله أيوب:
{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا...}

كذلك الأخ الصالح هبة، فعندما يرزقك الله سبحانه وتعالى بأخ صالح
يكون عونا لك على طاعة الله فذلك هبة منه سبحانه وتعالى،
يقول الله تعالى عن نبى الله موسي حين أرسل معه أخوه هارون:

{وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً} .


والنبوة هبة، يقول الله عن نبي الله موسى:
{...فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ}

وقال وهب لي لأنه يشعر أنه لا يستحق النبوة،
لذا لم يقل أعطاني لأن العطاء قد يكون عن استحقاق.


والأخلاق الطيبة هبة، يقول النبي في دعائه:
«اللهم أهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها
إلا أنت وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت»
(صححه الألباني)

فالأخلاق الطيبة هبة من هبات الله سبحانه وتعالى
ولذلك قال تعالى عن بعض أنبيائه:
{وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً}

فهذا هو الوهَّاب سبحانه وتعالى.





ثمرة معرفة الله الوهاب:

ثمرة معرفة الله تعالى بهذا الإسم أن تتقرب إليه وتحبه،
فأول الأمر أن يزيد العبد في تقربه إلى ربه سبحانه وتعالى
فمن نظر إلى واسع كرمه وجليل نعمه طمع في رحمته
لذلك يُكثر من دعائه سبحانه وتعالى لأنه وهَّاب فسيعطيه.





واعلم أن العطاء لا يكون هبة حتى يكون مقرونا بطاعة وخير
وبركة في الدنيا والآخرة
. لذلك كان الصالحون لا يسألون الله تعالى
فيقولون مثلا اللهم زوجني، وإنما كانوا يقولون ارزقني بزوجة
صالحة تكون عون لي على أمر ديني ودنياي
{...رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ...}


أي تقر أعيننا بهن في الدنيا والآخرة فيكونون عونًا لنا على أمور
ديننا ودنيانا ،ولا يسألون الله مجرد الولد والذرية ولكن يسألون الله
تعالى الولد الصالح العابد الذي يكون خيرا لهم لا فتنة عليهم.

ويقتضي ذلك لا شك حمد الله تعالى على هباته. تأمل حمد خليل
الرحمن إبراهيم حين وهبه الله تعالى إسماعيل وإسحاق قال:

{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}
فيكون من الأشياء الأساسية شكر الله على هذه النعم.

وتقتضي كذلك الزُهد، هل رأيت هبة من هبات الدنيا قد بقيت
لصاحبها؟ فليعلم كل من وهبه الله تعالى شيئا من الدنيا أنه زائل
وأنه لابد أن يذهب عنه، فلا ينشغل بالنعمة عن المنعم ولا يشتغل
بالخلق عن خالقهم ولا بالرزق عن رازقه ولا ينشغل بالهبة عن
واهبها فلا يُفتن بولده وزوجه وماله وبأي هبة يعطيها الله إياه.

وكذلك يقتضي الرضا، أن يرضى بما يهبه الله سبحانه وتعالى له،
لأن الله سبحانه وتعالى أعطاه برحمته من غير استحقاق فإن منعه
الله فليعلم أن منعه عطاء، فقد يمنع ليعطي وقد يعطي ليمنع، فأحيانًا
يمنع عنك كي يزيدك وأحيانًا يعطيك لأنك لو لم تأخذ الآن ستُفتح
عليك أبواب أخرى فيتودد إليك بالنعم ليمنع عنك انصراف القلب
واليأس والإحباط وهذه المعاني. فلا شك أن هذا الأمر يقتضي
الرضا به سبحانه وتعالى وبقدره إذا أعطى وإذا منع.


ويقتضي كذلك الصبر إذا ضاعت هذه النعم والهبات، فقد يكون
المنع هو عين العطاء كما قلنا فإذا ابتلاك الله بالحرمان من النعمة
بأن صرفها عنك أو أخذها بعد أن وهبك إياها فلابد أن هناك حكمة..
فاصبر لحكم الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى صاحب النعم
ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، وإنما دائما أبدا نقول إن لله ما
أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى. وعلينا فقط
الصبر والاحتساب فمن أعظم ما يُسلي العبد ويُصبره أن يرجع أمره
كله إلى ربه سبحانه وتعالى ،يقول النبي حاكيا عن رب العزة في
الحديث القدسي: «إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر،
عوضته منهما الجنة. يريد : عينيه»
(صحيح البخاري).




الفرق بين هبة الخالق وبين هبة المخلوق:

قال الخطابي : "كل من وهب شيئًا من عرض الدنيا لصاحبه فهو
واهب ولا يستحق أحد أن يُسمى وهَّابا إلا من تصرفت مواهبه في
أنواع العطايا فكَثُرَت أفضاله وزادت، أما المخلوقون فإنما يملكون
أن يهبوا مالا أو أن يهبوا نوالاً في حال دون حال، ولا يملكون أن
يهبوا شفاءًا ولا يستطيعون أن يهبوا ولدًا ولا هدى ولا عافية، فالله
الوهَّاب سبحانه يملك جميع ذلك وسع الخلق جوده فدامت مواهبه
واتصلت مننه وعوائده...فهبات العباد محدودة وإن كانت هذه
الهبات مطلوبة ".


لذا قال النبي صلى اله عليه وسلم :
«تهادوا تحابوا»
لأنه سبب لتأليف القلوب.
ويقتضي كذلك أن يُكثر العبد من هباته ليعامله الله تعالى بهذه
الصفة فيهبه، لأن الله أكرم الأكرمين.








تم بفضل الله تعالى وأسألكم الدعاء لزوجي بالشفاء

عوده للفهرس

دونا
دونا

~ اسم الله الرفيق ~


من إعداد.. الجيل*الجديد



" إن الله رفيق يحب الرفق ,
وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "




سامحوني اخواتي ساتحدث عن امر لست بأهله

ولكن عسى الله ان ينفعني وينفعكن بما سأطرحه

موضوعي كما هو واضح عن الرفق

بداية عندما سمعت عن اسم الله الرفيق

لم اتعجب كثيرا من هذه الصفة كونها من اسماء الله الحسنى

ولكني تعجبت من نفسي كيف ان هذا الخلق وهذه الصفة

لم انميها في شخصيتي ولم ارعى لها اهتمام

ولكني ماان قرأت عنها وسمعت الا ونمى في قلبي حبها

وعاهدت نفسي ان اكون رفيقة لكل من حولي

اسأل الله عزوجل ان يكون لي ولكم

نصيب من هذا الاسم الحسن






الرفيق

ماان تقرأيه اختي الا وتشعري

وكأن نسمة باردة صافحت قلبك وروحك


ترددت كثيرا للكتابة عن هذا الاسم

ولكني عزمت على الكتابة قبل ساعة فقط



فدعينا نبحر قليلا في هذا الاسم






معنى الرفق لغةً:

الرِّفق ضد العنْف، وهو لين الجانب

قال ابن حجر في تعريف الرِّفق:

(هو لين الجانب بالقول، والفعل
والأخذ بالأسهل، وهو ضد العنف) .


وقال القاري:
(هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب
واللطف في أخذ الأمر بأحسن الوجوه، وأيسرها)




(بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ جماعة

من رعيته اشتكوا من عماله، فأمرهم أن يوافوه

فلما أتوه قام فحمد الله وأثنى عليه

ثُمَّ قال: أيها النَّاس، أيَّتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقًّا

النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير

أيَّتها الرعاة إنَّ للرعيَّة عليكم حقًّا

فاعلموا أنَّه لا شيء أحب إلى الله ولا أعز من حلم إمام ورفقه

ليس جهل أبغض إلى الله، ولا أغم من جهل إمام وخرقه

واعلموا أنَّه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهريه

يرزق العافية ممن هو دونه)







عن حبيب بن حجر القيسيِّ قال:

(كان يقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم،
وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرِّفق)





قال أبو حاتم:

(الواجب على العاقل لزوم الرِّفق في الأمور كلها
وترك العجلة والخفَّة فيها
إذ الله تعالى يحب الرِّفق في الأمور كلها
ومن منع الرِّفق منع الخير
كما أنَّ من أعطي الرِّفق أعطي الخير
ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده
في شيء من الأشياء
على حسب الذي يحب
إلا بمقارنة الرِّفق ومفارقة العجلة)




اولا سنرفق بأنفسنا

ما معنى (فأوغلوا فيه برفق )؟

قال ابن الاثير رحمه الله في كتابه النهاية :

يريد سر فيه برفق، وابلغ الغاية القصوى منه



كم من المرات عصينا الله عزوجل ولمنا انفسنا

وتزايدت علينا الهموم كلما تذكرنا ذنوبنا ومعاصينا

ان كان هذا اللوم سيكون مدعاة للتقدم في رضا الله

وزيادة الايمان فهو امر جميل

ولكن ان نثقل على انفسنا كثيرا ونيأس ونقنط من رحمة الله

فهو مبتغى الشيطان

وسأقول لك ارفقي بنفسك

فالله عزوجل يحب التوابين

سارعي بالتوبة وامضِ بزيادة الطاعات

ولا تيأسي من رحمة الله عزوجل

وارفقي بنفسك عزيزتي





قال صلى الله عليه وسلم

في الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام
أحمد وأبو داود

عن عائشة مرفوعاً:

( اكلفوا من العمل ما تطيقون

فإن الله لا يمل حتى تملوا

وإن أحب العمل الى الله أدومه وان قل )


وإن قل: لا يعني:

أن ينزل إلى درجة المحرمات، أو ترك الواجبات، لا.

أنت ملتزم بالواجبات، ومنته عن المحرمات

لكنك لا تأخذ من نوافل الأمور أشياء أكثر

من الذي تطيقها نفسك بغير تدرج





الان لنرفق بأبناءنا

إن كثير من الآباء والأمهات يعنفون على أبنائهم

ويزجرونهم ويغضبون عليهم ، ظانين أنه السلوك

الأقوم لردع الطفل أو زجره أو تربيته تربية حسنة

و"إن الإكثار من الزجر وتكرار اللوم والعتب كل هذا

قد يأتي بعكس المرغوب فيه


نعم قد كنت هكذا لفترة طويلة

لا اريد من اولادي ان يخطأوا ولو خطأ صغير

وكنت شديدة جدا معهم وعصبية لابعد الحدود

ولكني قبل ثلاث سنوات تراجعت كثيرا عن هذه التصرفات

وهذه العصبية

بدأت اعطيهم مساحة اكبر وحنانا ورفقا اكثر

حتى وان اخطأوا فقط انبه او ازعل

لا تتصوروا اخواتي كيف ان معاملتهم لي قد تغيرت تمااما

باتوا يتفقدوني دائما ويعبروا لي عن مشاعرهم بحبهم وودهم

ورأيت حنانا ورفقا منهم لم اكن اعهده

ولله الحمد والمنة





ارفقي اختي في ابناءك

اظهري لهم كم الحب الذي تختلجيه في قلبك لهم

ان لم تظهريه وظهرت دائما قوية امامهم عصبية دائما

كيف لهم ان يستشعروا حبك لهم وانهم اغلى ماتملكين

لابد لك من اظهار هذه المشاعر

حتى وان كبروا اظهري الحب والرحمة والرفق لهم

ولا تظني ان هذا ضعف منك امامهم

بل هو والله الاقوى من كل الضرب والشتائم والعصبية





جربي اقتراحي لمدة شهر وستجدي الفرق ان شاء الله

ولكن اطلب منك الاستعانة بالله عزوجل

فنحن لسنا من نربي اولادنا

بل هو الله عزوجل يعيننا ويهدينا الى السبل

التي نربي فيها فلذات اكبادنا


عن عبد الله بن عباس قال :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي

على عاتقه

فقال الرجل : نعم المركب مركبكما .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ونعم الراكب هو




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل

ومعه صبي فجعل يضمه إليه

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أترحمه ؟

قال : نعم ، قال : فالله أرحم بك منه وهو أرحم الراحمين "




أشياء كثيرة قد تبدو مستحيلة في ظاهرها، وفي بداية الأمر صعبة جداً

تنال بالرفق، الرفق هو الذي يأتيكِ بها

لأن الله كتب أنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف

يعطي عليه أشياء صعبة مستحيل أن يعطيها بغير الرفق

أما بالعنف فلا يأتي بشيء ولا تستفيدين منه مطلقاً وتظل الأمور منغلقة عليك.

ومن هنا ننطلق لنرفق بأزواجنا

دائما قبل ان تتعاملي مع زوجك

بأي طريقة قد تجديها نافعة تذكري قول الله عزوجل

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

احفظي (مودة ورحمة)

العلاقة الزوجية علاقة تتفرد بسمات قد لا توجد في أي

رابط من الممكن أن يجمع أي اثنين

وأجمل تلك السمات المودة والمحبة والرفق.

هذا هو الاساس الذي يجب علينا ان ننظر اليه

عند التعامل مع ازواجنا

رب العالمين جعل بيننا وبينهم مودة ورحمة

صدقيني اخيتي ان تعاملتي مع زوجك بالرفق

واللين ستجدي المثل في تعامله

وخاصة ان كنت استعنتي بالله





رفقاً بزوجك ..فقد حرم الحنان والدفئ منذ أن قوي عوده

واشتدى ساعده...


رفقا بزوجك ... فقد كان يرسم عالما حانيا بين جنبيك

فلا تقسي عليه مهما أخطأ واي مشكلة لها حل ولكن دوما قفي بجانبه


رفقا بزوجك ....إن ضاقت به الدنيا وعسرت به الحال

فلا
تضغطي عليه بكثرة الطلبات والمستلزمات التي قد تستغنين عنها


رفقا بزوجك ...حين يدخل عليك منفرج الاسارير ومعه هدية بسيطه

متواضعه لا تليق بذوقك ..وقد اغمض عينيك

ليبهرك بها ... ثم بأبتسامه مصطنعه تاخذينها

وتشكريه ..فقد كان يتوق إلى ان تقفزي من مكانك

وبضمة حانيه تشكريه بعمق على هذ الهدية

فرفقا به


رفقا بزوجك
وبكبريائه حينما يخطأ بحقك ويظلمك

ثم يندم لكن لا يعرف كيف يعتذر


رفقا بزوجك
بعد يوم طويل شاق في العمل



دعي عنك العصبية والعناد وارفقي بنفسك وبه

الله عزوجل جعلنا لبعض كي نساند بعض

ونعين بعضنا على عبادته

واعمار هذه الارض

اخلقي السعادة في كل مكان تتواجدي فيه

برفقك ولينك وجانبك الطيب

تغاضي وتغافلي عما تستطعين

لستِ من يحاسبه

هو ليس ابنك او ابنتك لتحاسبيه على كل شيء

لا تدققي على كل امر

حياتك هي سنوات عمرك التي تعيشيها

حاولي قدر المستطاع ان تعيشي وهمك الوحيد

كيف ترضي الله عزوجل

في كل عمل تقومي فيه

وصدقيني رب العالمين قادر على ان يسخر

كل من حولك لارضاءك

فارفقي ياحبيبة

رفقك بزوجك ستجنين ثماره بالدنيا قبل الأخرة

لكن لا تستعجلي القطف


فرفقاً بزوجك قبل ان ياتي يوم ويرحل هذا الزوج عنك

إلى الأبد عندها تندمين على قسوتك معه





























من اجمل واروع المحاضرات التي سمعتها























وسأختم بتوجيه رسالة إلى دعاة الحق والفضيلة

والى كل ناصح مرشد مشفق نقول :

رفقا بالمنصوحين وقولا لينا

فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به


عوده للفهرس
دونا
دونا
~ اسم الله الباقي ~
من إعداد رغودي عودي




مالي ومال الدنيا ما أنا في الدنيا
إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم أتركها


هذا الاسم يبعث في نفسي راحة لا توازيها راحة .. كيف ؟
والله لا أعلم تعبيرا محددا يصف شعوري ..
لكن مفهوم وفكرة أنك تعبد إلها باقيا
وأن كل ماسواه زائل كفيل بتنهيدة إيمان عميييقة ..

تصور أن الذين نحبهم وخذلونا زائلون لامحالة ،
تصور أن الذين ضيقوا علينا عيشتنا هم إلى زوال
تصور أن كل مايهمنا زائل، وأن من نتعلق به وعليه لن يبقى ..
تصور أن ذاك الذي ترك جرحا عميقا غااائرا في قليك ،
بعد فترة سوف لن يك شيئا مذكورا ..
تصور أن كل البضائع التي نلهث خلفها زائلة ..
وأن كل الظروف الجيدة والسيئة لن تبقى


تصور أن إلهك باق ٍ رغم أن كل شيْ سيزول فيما بعد ..
تخيل أن الشعور السيء الذي خلفه لك أحدهم سيزول
وسيزول معه “أحدهم” الذي خلف لك هذا الشعور ..
تصور أنك تتعلق بالله والله فقط لأن كل ماسواه يتبدل ويتحول
وبالنهاية يختفي ويزول ..

هل تستطيع أن تتذكر كثير من الظروف
التي مررت بها وكنت مستاء لما حصل ،
أو لما سببه لك أحدهم ؟ ثم بعد ذلك تبدل الوضع وتحول ؟
وزال السبب والمسبب ؟
لماذا برأيك ؟

لأن الله وحده هو الباقي ..
لأن كل ماعدا الله يتبدل ويتغير إلا الله ..

شعورك ذاته يتغير يوما بعد يوم ،
اليوم تحب أحدهم غدا لايعني لك شيئا لى الإطلاق ..
لكن الله وحده باق ٍ ولا يتغير ..

هو الحيُّ الباقي على الدوام، البقاء ضدُّ الفناء،
شأن الخلق الفناء، و شأن الله البقاء،
شأن الخلق أن كلَّ من عليها فان،
و شأن الخالق أنه باقٍ على الدوام،



إلا أن كلمة (بقيَّة) تعني طاعة.. قال تعالى:
﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) ﴾
(سورة هود)
﴿ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾

أي طاعته خيرٌ لكم، من أين استنبطنا أن البقية هي الطاعة ؟

الله جلَّ جلاله أودع في الإنسان الشهوات،
هذه الشهوات حيادية يمكن أن نستخدمها وفق منهج الله
وبخلاف منهج الله، فإن مارست الشهوات وفق منهج الله
فأنت أخذت بقية الله، فمثلا من كسب المال أنواعٌ كثيرة محرمة،
كأن يكون مالا مغتصبا أو مأخوذ عن طريق سرقةً،
تدليساً، كذباً، غشاً، خداعاً،
أما التجارةٌ الشرعيةٌ فهي عن قبولٍ ورضىً
وصدقٍ وأمانةٍ هذه بقية الله خيرٌ لكم،

فالبقيَّة هي الطاعة..



وسرُّ تسمية البقية الطاعة أن الله سبحانه وتعالى
أودع في الإنسان شهوات يمكن أن نتحرك من خلالها
بشكلٍ واسعٍ جداً،إلا أنّ من هذا التحرك الواسع تحركاً منهجياً،
تحركاً شرعياً، تحركاً وفق ما أمر الله،

﴿ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾




أحياناً الطاعة تكون مجهدةٌ ومتعبة وفيها كلفة،
ماسمي التكليف تكليفاً إلا لأنه ذو كلفة،
لكن هذه الكلفة تمضي ويبقى الثواب،
أما المعصية ممتعة، والمتعة تمضي ويبقى العقاب،
فهذا كله شيء عابر، متاعب الطاعة عابرة،
متاعب المعاصي عابرة..

ماالذي يبقى إلى أبد الآبدين ؟

ثواب الطاعة، وجزاء المعصية.

فالمؤمن يفكر فيما سيبقى، لا فيما سيفنى.

الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي تبقى،
وما سواها يفنى.



الإنسان في الدنيا له ثلاثة أشياء:
ماله، وأهله، وعمله..

ماله يبقى في البيت،
وأهله يشيِّعونه إلى شفير القبر ثم يرجعون،
أما الذي يدخل معه عمله.


يا قُيَّيس إن لك قريناً تدفن معه وهو حي
ويدفن معك وأنت ميِّت، فإن كان كريماً أكرمك،
وإن كان لئيماً أسلمك، ألا وهو عملك.

قالوا: " القبر صندوق العمل،
إن كان العمل كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك ".

الآية الكريمة:
﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46)﴾






إنَّ الدنيا لها سقف،
فمهما كان حجمك المالي كبيراً
لا تستطيع أن تأكل إلا ما تملأ به معدتك،
لا تستطيع أن ترتدي إلا ثوباً واحداً،
لا تستطيع أن تنام إلا على فراشٍ واحد،
لا تستطيع إلا أن تكون في مكانٍ واحد في وقتٍ واحد،


ففي الدنيا سقف،

إلا أنَّ العمل للآخرة بلا سقف،
يمكن أن يهدي الله بك رجلاً، أو رجلين،
أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، ولكل أجر فأنت في مزيد.

أما الباقي حقيقة فهو الله عزَّ وجلَّ..
فسبحان من له البقاء، أما نحن فلنا الفناء.






أما الباقي هو الواجب الوجود
أما نحن إذا كنا موجودين فوجودنا لا بذواتنا بل بإمداد الله لنا،
أوضح من ذالك وجودنا متوقفٌ على تناول الطعام والشراب.

سمِعتُ أن بعض المساجين في تركيا
أضربوا عن الطعام ثمانية أسابيع،
مات منهم أكثر من عشرة أشخاص،
فبدون طعام تموت فهل يعد الوجود ذاتياً ؟
أبداً، إن وجودك متعلِّق بكأس الماء هذا،
وباللقيمات التي تأكلها والتي يقمن صلبك،
فمن كان وجوده متعلقاً بالطعام والشراب فليس وجوده ذاتياً،


وهناك تعريف ثان.. الدائم الوجود،
الموصوف بالبقاء الأبدي والأزلي، أزلاً وأبداً،

هو الأول بلا بداية، وهو الآخر بلا نهاية،
هو الأول والآخر والظاهر والباطن،
هو الموجود أزلاً والموجود أبداً.

وقال بعضهم: " هو الموجود من أزل الأزل إلى الآبدين "

فكما أنه لا بداية فهو بلا نهاية كذلك،
أما نحن فلنا بداية ولنا نهاية،
وفي أية لحظةٍ يقطع الله عنك الإمداد.






لكن البشارة أن المؤمن غال على الله،
فإذا حسن عمله في الدنيا وتوفَّاه الله عزَّ وجلَّ
فهو في جنَّة الخلد إلى أبد الآبدين،

فبداخل الإنسان رغبة جامحة لأن يعيش طويلاً،
فلا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ويتمنى أن يعيش مئة عام،
ولا يرغب في أن ينتهي أجله،
فلدينا شيء فطري.. نحبُّ وجودنا، ونحبُّ سلامة وجودنا،
ونحبُّ استمرار وجودنا، ونُحبُّ كمال وجودنا.
فإذا آمن الإنسان واستقام على أمر الله وجاءته منيَّته وهو مؤمنٌ
فقد حقق استمرار وجوده،
هو في جنَّات الله إلى أبد الآبدين،



وأخيرا
عندما نرتبط بالله أكثر من البشر ،
عندما نتعلق بالله كاتب الأقدار أكثر من مجرد شعور
قد يتبدل غدا أو بعد غد فإننا سنكسب كثيرا من الراحة
وسنعود قادرين على تجاوز مشاكلنا بسرعة أكثر وقوة أكبر ..
عندما يصبح تفكيرنا في الله أولا لأنه الباقي ستصبح الأمور
و الخيارات أكثر مرونة و وضوحا ..
سيتلاشى كثير من الغموض
لأننا نعرف أننا نسعى للباقي لا للزائلين ..

حينما ننزوي قبل النوم ونتذكر أن كل ما / من مررنا به اليوم
غير باق ٍ وأن الله وحده باق سيكون النوم أكثر لذة ..
أحكامنا على الاخرين تتغير وتتبدل، المشاعر تتغير ولا تثبت،
الأوضاع في تحول دائم والاشخاص يتغيرون باستمرار..
وحده الله هو الثابت.. وحده الله.

أترككم مع مقطع لشيخ وسيم يوسف لشرح أسم الله الباقي



اللهمَّ أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا،
آثرنا ولا تؤثر علينا،
أرضنا وأرضَ عنَّا،
وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ النبيِّ الأميّ
وعلى آلهِ وصحبه وسلَّم.


المراجع
مدونه نوال سعد
موسوعه النابلسي


عوده للفهرس
دونا
دونا
~ اسم الله الحميد المجيد ~
من إعداد
الجيل*الجديد




اللَّهُمّ? صَلٌ علَ?َ مُحمَّدْ و علَ?َ آل مُحمَّدْ
كما صَلٌيت علَ?َ إِبْرَاهِيمَ و علَ?َ آل إِبْرَاهِيمَ

وبارك علَ?َ مُحمَّدْ و علَ?َ آل مُحمَّدْ
كما باركـت علَ?َ إِبْرَاهِيمَ و علَ?َ آل إِبْرَاهِيم

فى الْعَالَمِين إِنَّك حَميدٌ مجيد




ما ان انهيتُ صلاتي الا وانتبهت لاسمين عظيمين
من اسماء الله الحسنى ومع اني ارددها في اليوم والليلة
مرات ومرات
الا اني لم اتفكر كثيرا بهما
ولكني اصبحت اكثر شغفا
لمعرفة كل اسم من اسماء الله الحسنى
بعد
طرح نشاط عن اسماء الله الحسنى
في حلقتنا
همم تسمو للقمم
وعمل تقارير عنها او تصاميم
أصبحنا متعلقين بتلك الاسماء ولله الحمد والمنة
فأحببت ان اقوم بتصميم بعض البطاقات
واهداءها الى منتدانا الرائع
سائلة الله عزوجل ان يجعل فيها النفع




أحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد
كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام
رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


وكما شرع لنا في آخر الصلاة أن نثني على الله عزوجل
بأنه حميد مجيد

وشرع في آخر الركعة عند الاعتدال أن نقول
ربنا ولك الحمد أهل الثناء والمجد
فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد

فالحميد الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال
والمجيد العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام





ذكر اسم الحميد في القرآن 16 مرة
وقُرن بالغني وبالولي وبالحكيم وبالعزيز

وذكر اسم الله المجيد مرة واحدة في سورة هود
ووصف الله عزوجل عرشه وقرآنه بالمجيد

فسبحانه الحميد المجيد
































عوده للفهرس