
في ذلك الجزء المختفي من الوجدان تقبع أعمال نحاول جهدنا إما أن ندفنها في دواخلنا نلقي بها في غياهب الأسرار, ونحترف الإخفاء 00 خجلا من المكاشفة أو ضعفا أو شعورا بثقل الموضوع 0
ومهما سيْجنا المختفي من الأعمال فذلك الأثير بذراته الضوئية على مد الساعات لا بد أن تضيئها للعيان فتتحدى فينا فكرنا المظلم لأنها لمعت كبارق لا تخطئه العقول0
دسست أغراضي الشخصية في حقيبتي وخبأت أفكاري في داخلي لتقودني رغم اختبائها إلى حيث أعشق 0
إلى أسرارٍِ في كل يوم أحل لغزا فيها ينكشف لي أحيانا مدى قصوري ومدى عجزي في معرفة ما يدور0
اقتحمت قهوتي عمق تفكيري ورددته إلى سطحها الأخاذ لأغرق في استمتاع شربها واستبحت كل الثواني المتاحة0 اتفيؤ فيها كسلا أدفع ضريبته كلما كلما حل في جوارحي وحتى لا أستمريء هذ ا ا لكسل نفضته عني وجررت ملفي المخبوء في درجي وحملته وانطلقت إلى حيث الصفوف 0
وما أن خرجت
حتى هالني ما أرى
منظر الضباب المنتشر في الساحة مع قليل من المطر أغراني أن أسبح فيه وما أن احتواني في قلبه حتى أحسست أنني كتائهة في بحر من الغيوم الخفيفة وفقدت الحس في الإتجاه ورغم هذا الإتجاه الخفيف إلا أنني أخذت أمد يدي خلال هذه الغيوم الرقيقة لأرى كم هي هشة وتتبدد ساعة مددت أناملي محاولة سبر كنهها 0
ولماخشيت أن يطول بي المقام في هذا المجال الغامض المخيف انتزعت نفسي من إغرائه وانطلقت مسرعة إلى حيث الصف السادس الإبتدائي (ا) لأحضر درسا لمعلمة !!
ويبدو أنني أخطأت في الدخول ولم أنظر إلى اللا فتة فدخلت شعبة ((ب ))
طرقت الباب00
لم أسمع ردا , رغم سماعي لأصوات مختلطة في الداخل وعالية وضحكات وصوت اقدام تجري بسرعة , لم يطل استغرابي فتحت الباب قليلا 00 وقليلا وأطللت على الداخل فإذا ب00ِ ورقة على شكل صاروخ أو طائرة مدببة الرأس ترتطم بوجهي !!
الحمد لله أنني كنت أضع نظاراتي وإلا لأصاب هذا الصاروخ ( أرض جو ) عيوني !
أما مطلقة هذا السلاح الورقي الفتاك فقد توارت خلف زميلة لها 0
كان من المفروض أن أرى صفا يحتوي على عشرين طالبة يجلسن على مقاعدهن الخضراء وأغطية رؤوسهن البيضاء تتناسق حتى ليظن المشاهد أنه يرى أقحوانات بيضاء نقية ومتراصة على مرج أخضر جميل 0 ولكن تلك الأقحوانات كانت مبعثرة هنا وهناك :
فمنها من افترش الأرض ليلعب بأشياء اختبأت ساعة قدومي
ومنها من كان يرسم على اللوح صورا مضحكة ربما كانت إحداها عني 00
ومنها من كان يتناول الطعام مع الزميلات
ومنها 00 ومنها من كانت تدور وتدور محدثة أصواتا تظن أنها شقشقة عصافير وهي أقرب لأزيز الطائرات 00
في لحظة لم أعتقد أنها من زمن صنعته يداي كدت أن أصرخ في الجميع ولكني تراجعت وبدأت بالبحث عن معلمتهن!!
لأرى العجب
جلست المعلمة ! على كرسي ومدت رجليها على كرسي أمامها وعلى يمينها كراسات التلميذات بعلو متر وعلى يسارها حقيبة سوداء تدس يدها فيها بسرعة فائقة وخفة وتخرج سرا بقبضة يدها تودعه صندوقا في وجهها وتقفل عليه , ليظهر بعد لحظات 00 أنها تلوكه 0
وظننت أن الضباب خارجا قد صنع خيالات في رأسي وأن ما أراه ليس بحقيقة !
لم أتحرك من مكاني رغم أن الطالبات قد أسرعن بالجلوس في مقاعدهن وعم الصمت , وتعلقت عيونهن الخائفة علي 000
ونعمت بسماع صوت المعلمة أخيرا تخاطب التلميذات:
--عجيب 00! ما هذا الأدب ؟؟
وسرها في فمها يبدأ بالظهور مع كلمات العجب والسخرية من تلميذاتها 0
ولكنها لمحت عيون الطالبات متعلقة باتجاه الباب فاستدارت, لتهب عاصفة في داخل حيزها , وتنتفض حتى يأتي هواؤها على كل ما كانت تعمل به فتتناثر الأوراق والأقلام والدفاتر والسر الذي 00 في الحقيبة فتضع يدها عليه لتمنعه من التأثربهذا الهواء الكاشف 0
وتلعثمت 00
وبدأت بتبريرات أسكتها حتى لا تضع نفسها بموقف أكثر إحراجا أمام تلميذاتها لأحافظ ولو على قليل من هيبة أضاعتها 0
نظرت بعمق إلى عينيها وكدت ألمح دموعا خشيت أن تريقهم في غير الزمان والمكان المناسبين , فاستأذنت وانصرفت مع نظرة نارية في التلميذات رأيتها في وجوههن الخجلة 0
والبقية ستتضح في الجزء الثاني
( المضحك المبكي فعلآ )
الوصف كان رائعآ وكأنني كنت معك
لا لا لقد كنت مع التلميذات هناك
فقد كان هذا الصف بالضبط هو صفي
وكنت مع المشاغبات ألهو و أحدث شغبآ في كل مكان
بل كنت زعيمة الشغب في الصف
أما المعلمة فكانت أسوأ من هذه بكثير ..
و المديرة ...لم يحدث يومآ و فاجأتنا ...
. ونحن على هذا النحو من النظام و الترتيب !!!
أنتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر
فلا تتأخري علينا .