الجـمــ ام ـــــان
" أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك "


إلى كل من نسى نفسه وعيوبه وأخطاءه ، واهتم بتتبع عورات الناس أقول لك أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
إلى كل منصف همه الحق والحق لاغير، أهدي هدا النقل الماتع
وأنصح نفسي قبلكم وأرجو الله أن يتقبل مني ويجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والسلام عليكم ورحمة الله
بسم الله , والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبعد
فإن أكثر ما يدخل النار الأجوفان الفم والفرج ، وإن أكثر خطايا ابن آدم فى لسانه ،
ولذلك تخوفه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، وإذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تذكر اللسان تقول : اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ،
ولما سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك " رواه الترمذى و حسنه
وكان ابن مسعود – رضى الله عنه – يقول : يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم , وفي الحديث : " من كان يؤمن بالله و اليوم الخير فليقل خيراً أو ليسكت "
والكلمة أنت تملكها فإذا تكلمت بها صرت أسيراً لها ، قال معاذ بن جبل – رضى الله عنه – قلت يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول ؟ فقال : " ثكلتك أمك يا ابن جبل وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " رواه ابن ماجه و الترمذى و صححه .
فحصائد الألسنة من أعظم أسباب دخول النار ، يستهين بها العبد ولا يبالى بها وهى أشبه بسبع إن أرسلته أكلك ، ولذلك قال ابن مسعود : والله الذي لا إله إلا هو ما شئ أحوج إلى طول سجن من اللسان , فحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه ، مقبلاً على شأنه , فما عقل دينه من لم يحفظ لسانه .
وكتب عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أما بعد : فإن من أكثر ذكر الموت رضى في الدنيا باليسير ، ومن عد كلامه فى عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ، و حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدرهم و الدينار ، وما من الناس أحد يكون منه لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك فى سائر عمله .
والصمت يجمع للرجل فضيلتين السلامة فى دينه ، والفهم عن صاحبه ، هذا بالإضافة إلى أن فيه دوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة والسلامة من تبعات القول فى الدنيا ، وفى حسابه في الآخرة . فقد قال الله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "
فالصَّمت في موضعه فضله كبير وذلك لكثرة آفات اللسان فى الخطأ ، والكذب و الغيبة و الرياء و النفاق و الفحش و المراء و تزكية النفس ، والخوض في الباطل ، والخصومة و الفضول والتحريف والزيادة والنقصان وإيذاء الخلق ، وهتك العورات ،
فهذه آفات كثيرة لا تثقل على اللسان وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان ، ففى الخوض خطر وفى الصمت السلامة .
جاء رجل إلى سلمان الفارسي فقال : أوصني : قال لا تتكلم قال : لا يستطيع من عاش فى الناس أن لا يتكلم ، قال : فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت ، قال : زدني قال : لا تغضب ، قال : إنه ليغشاني ما لا أملكه ، قال : فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك ، قال : زدني ، قال : لا تلابس الناس ، قال : لا يستطيع من عاش فى الناس أن لا يلابسهم ، قال : فإن لابستهم فاصدق الحديث و أد الأمانة .
وقال عطاء ابن أبى رباح : يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ،
وكانوا يعدون فضوله ماعدا كتاب الله عز و جل أن تقرأه , وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر , أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها ، أتنكرون أن عليكم حافظين كراماً كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التى أملي فإن أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه " . و أشد الورع فى اللسان وهو أعصى الأعضاء على الإنسان ، وأعظم آلة يستخدمها الشيطان ، وقد تساهل الخلق فى الاحتراز عن آفاته و غوائله ، والحذر من المصائد و حبائله ،
فلا تعب فى إطلاقه ولا مؤنة فى تحريكه ، فكان لابد من مجاهدة فى صونه ، وفى الحديث : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " رواه الترمذى ،
فالمؤمن لا يكون صمته إلا فكراً ونظره إلا عبراً ونطقه إلا ذكراً ، ورأس مال العبد أوقاته فإن صرفها فى مالا يعنيه ولم يدخرها ثواباً فى الأخرة فقد ضيع رأس ماله ،
قيل للقمان الحكيم : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما كفيت ، ولا أتكلف ما لا يعنيني ،
وقال عمر – رضى الله عنه – لا تتعرض لما لا يعنيك واعتزل عدوك , وأحذر صديقك في القوم إلا الأمين ولا أمين إلا من خشي الله تعالى ,ولا تصحب الفاجر فتتعلم منه فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، و استشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى .
وكان من مضى بإحسان يكرهون فضول الكلام ، فعن ابن مسعود – رضى الله عنه – قال : أنذركم فضول كلامكم حسب امرئ من الكلام ما بلغ به حاجته ، وقال مجاهد : إن الكلام ليكتب حتى إن الرجل ليسكت ابنه فيقول : أبتاع لك كذا و كذا ، فيكتب كذاب .
وقال الحسن : " من كثر كلامه كثر كذبه ، ومن كثر ماله كثرت ذنوبه ,ومن ساء خلقه عذب نفسه ، وقال عمر بن عبد العزيز : إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة
وقال البعض : إذا كان الرجل في مجلس فأعجبه الحديث فليسكت وإن كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليتكلم ، وقال ابن عمر : إن أحق ما طهر الرجل لسانه
ورأى أبو الدرداء امرأة سليطة فقال : لو كانت هذه خرساء كان خيراً لها .
وقد يندرج العبد إلى الخوض فى الباطل كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر والفسق و الفجور ، قال تعالى : " وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره " و ذكر القرآن من أسباب دخول النار " وكنا نخوض مع الخائضين " و قد يتكلم الرجل بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخط إلى يوم القيامة ، و يدخل فى ذلك كلمات الاستهزاء بدين الله ، و السخرية من السنن وما يحدث فيما يسمى بالكوميديا من كلمات لإضحاك الناس على حساب المعانى الشرعية كالجنة و النار و الملائكة والأستهزاء بالعلماء … قال تعال " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " وعلى العبد أن يعتني بكلماته عن المراء و الجدال المشكك فى الدين و الذى يقضى إلى الخصومة أو بغية الظهور والتعالي و ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ، قال عيسى – عليه السلام - : من كثر كذبه ذهب جماله ، و من لاحى الرجال سقطت مروءته ، ومن كثر همه سقم جسمه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ،
وقال عمر – رضى الله عنه – : " لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث ، لا تتعلمه لتمارى به ، ولا لتباهى به ، ولا لترائي به ، ولا تتركه حياء من طلبه ولا زهادة فيه ، ولا رضا بالجهل منه " , وورد في الحديث : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " رواه البخارى ، و الألد الخصم هو الذى يفجر فى خصومته ، قال البعض : إياك و الخصومة فإنها تمحق الدين ، روى أن عيسى عليه السلام – مر به خنزير فقال : مر بسلام فقيل : يا روح الله – أتقول هذا لخنزير ؟ فقال : أكره أن أعود لسانى الشر " , وفى الحديث " الكلمة الطيبة صدقة " رواه مسلم ، و قال عمر – رضى الله عنه – البر شئ هين ، وجه طليق و كلام لين " ،
ومما يذم في الكلام التشدق و التقعر والتفيهق و تكلف السجع وكل صور التصنع المذموم
م/ن
عائشة المشرقة
" أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك " إلى كل من نسى نفسه وعيوبه وأخطاءه ، واهتم بتتبع عورات الناس أقول لك أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك إلى كل منصف همه الحق والحق لاغير، أهدي هدا النقل الماتع وأنصح نفسي قبلكم وأرجو الله أن يتقبل مني ويجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه والسلام عليكم ورحمة الله بسم الله , والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبعد فإن أكثر ما يدخل النار الأجوفان الفم والفرج ، وإن أكثر خطايا ابن آدم فى لسانه ، ولذلك تخوفه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، وإذا أصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تذكر اللسان تقول : اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا ، ولما سأل عقبة بن عامر رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك " رواه الترمذى و حسنه وكان ابن مسعود – رضى الله عنه – يقول : يا لسان قل خيراً تغنم ، واسكت عن شر تسلم من قبل أن تندم , وفي الحديث : " من كان يؤمن بالله و اليوم الخير فليقل خيراً أو ليسكت " والكلمة أنت تملكها فإذا تكلمت بها صرت أسيراً لها ، قال معاذ بن جبل – رضى الله عنه – قلت يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول ؟ فقال : " ثكلتك أمك يا ابن جبل وهل يكب الناس فى النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " رواه ابن ماجه و الترمذى و صححه . فحصائد الألسنة من أعظم أسباب دخول النار ، يستهين بها العبد ولا يبالى بها وهى أشبه بسبع إن أرسلته أكلك ، ولذلك قال ابن مسعود : والله الذي لا إله إلا هو ما شئ أحوج إلى طول سجن من اللسان , فحق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه ، مقبلاً على شأنه , فما عقل دينه من لم يحفظ لسانه . وكتب عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – أما بعد : فإن من أكثر ذكر الموت رضى في الدنيا باليسير ، ومن عد كلامه فى عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ، و حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدرهم و الدينار ، وما من الناس أحد يكون منه لسانه على بال إلا رأيت صلاح ذلك فى سائر عمله . والصمت يجمع للرجل فضيلتين السلامة فى دينه ، والفهم عن صاحبه ، هذا بالإضافة إلى أن فيه دوام الوقار والفراغ للفكر والذكر والعبادة والسلامة من تبعات القول فى الدنيا ، وفى حسابه في الآخرة . فقد قال الله تعالى " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " فالصَّمت في موضعه فضله كبير وذلك لكثرة آفات اللسان فى الخطأ ، والكذب و الغيبة و الرياء و النفاق و الفحش و المراء و تزكية النفس ، والخوض في الباطل ، والخصومة و الفضول والتحريف والزيادة والنقصان وإيذاء الخلق ، وهتك العورات ، فهذه آفات كثيرة لا تثقل على اللسان وعليها بواعث من الطبع ومن الشيطان ، ففى الخوض خطر وفى الصمت السلامة . جاء رجل إلى سلمان الفارسي فقال : أوصني : قال لا تتكلم قال : لا يستطيع من عاش فى الناس أن لا يتكلم ، قال : فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت ، قال : زدني قال : لا تغضب ، قال : إنه ليغشاني ما لا أملكه ، قال : فإن غضبت فأمسك لسانك ويدك ، قال : زدني ، قال : لا تلابس الناس ، قال : لا يستطيع من عاش فى الناس أن لا يلابسهم ، قال : فإن لابستهم فاصدق الحديث و أد الأمانة . وقال عطاء ابن أبى رباح : يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضوله ماعدا كتاب الله عز و جل أن تقرأه , وتأمر بمعروف أو تنهى عن منكر , أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها ، أتنكرون أن عليكم حافظين كراماً كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التى أملي فإن أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه " . و أشد الورع فى اللسان وهو أعصى الأعضاء على الإنسان ، وأعظم آلة يستخدمها الشيطان ، وقد تساهل الخلق فى الاحتراز عن آفاته و غوائله ، والحذر من المصائد و حبائله ، فلا تعب فى إطلاقه ولا مؤنة فى تحريكه ، فكان لابد من مجاهدة فى صونه ، وفى الحديث : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " رواه الترمذى ، فالمؤمن لا يكون صمته إلا فكراً ونظره إلا عبراً ونطقه إلا ذكراً ، ورأس مال العبد أوقاته فإن صرفها فى مالا يعنيه ولم يدخرها ثواباً فى الأخرة فقد ضيع رأس ماله ، قيل للقمان الحكيم : ما حكمتك ؟ قال : لا أسأل عما كفيت ، ولا أتكلف ما لا يعنيني ، وقال عمر – رضى الله عنه – لا تتعرض لما لا يعنيك واعتزل عدوك , وأحذر صديقك في القوم إلا الأمين ولا أمين إلا من خشي الله تعالى ,ولا تصحب الفاجر فتتعلم منه فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، و استشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى . وكان من مضى بإحسان يكرهون فضول الكلام ، فعن ابن مسعود – رضى الله عنه – قال : أنذركم فضول كلامكم حسب امرئ من الكلام ما بلغ به حاجته ، وقال مجاهد : إن الكلام ليكتب حتى إن الرجل ليسكت ابنه فيقول : أبتاع لك كذا و كذا ، فيكتب كذاب . وقال الحسن : " من كثر كلامه كثر كذبه ، ومن كثر ماله كثرت ذنوبه ,ومن ساء خلقه عذب نفسه ، وقال عمر بن عبد العزيز : إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة وقال البعض : إذا كان الرجل في مجلس فأعجبه الحديث فليسكت وإن كان ساكتاً فأعجبه السكوت فليتكلم ، وقال ابن عمر : إن أحق ما طهر الرجل لسانه ورأى أبو الدرداء امرأة سليطة فقال : لو كانت هذه خرساء كان خيراً لها . وقد يندرج العبد إلى الخوض فى الباطل كحكاية أحوال النساء ومجالس الخمر والفسق و الفجور ، قال تعالى : " وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره " و ذكر القرآن من أسباب دخول النار " وكنا نخوض مع الخائضين " و قد يتكلم الرجل بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ به ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخط إلى يوم القيامة ، و يدخل فى ذلك كلمات الاستهزاء بدين الله ، و السخرية من السنن وما يحدث فيما يسمى بالكوميديا من كلمات لإضحاك الناس على حساب المعانى الشرعية كالجنة و النار و الملائكة والأستهزاء بالعلماء … قال تعال " ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض و نلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " وعلى العبد أن يعتني بكلماته عن المراء و الجدال المشكك فى الدين و الذى يقضى إلى الخصومة أو بغية الظهور والتعالي و ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ، قال عيسى – عليه السلام - : من كثر كذبه ذهب جماله ، و من لاحى الرجال سقطت مروءته ، ومن كثر همه سقم جسمه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه ، وقال عمر – رضى الله عنه – : " لا تتعلم العلم لثلاث ولا تتركه لثلاث ، لا تتعلمه لتمارى به ، ولا لتباهى به ، ولا لترائي به ، ولا تتركه حياء من طلبه ولا زهادة فيه ، ولا رضا بالجهل منه " , وورد في الحديث : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " رواه البخارى ، و الألد الخصم هو الذى يفجر فى خصومته ، قال البعض : إياك و الخصومة فإنها تمحق الدين ، روى أن عيسى عليه السلام – مر به خنزير فقال : مر بسلام فقيل : يا روح الله – أتقول هذا لخنزير ؟ فقال : أكره أن أعود لسانى الشر " , وفى الحديث " الكلمة الطيبة صدقة " رواه مسلم ، و قال عمر – رضى الله عنه – البر شئ هين ، وجه طليق و كلام لين " ، ومما يذم في الكلام التشدق و التقعر والتفيهق و تكلف السجع وكل صور التصنع المذموم م/ن
" أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك " إلى كل من نسى نفسه وعيوبه وأخطاءه ، واهتم...

يقولون

لسانك حصانك ان صنته صانك



يقول تعالئ

""ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد""



و يقول سيد الخلق و المرسلين صل الله عليه و علئ اله و صحبه و سلم

عن ايي هرير ة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت))

فهي اشارة واضحة منه صل الله عليه و سلم بضرورة اختيار الكلام الصالح و الا فالسكوت افضل

و قد جاءت عدة احاديث عن اللسان و ان دل هذا علئ شيء فانما يدل علئ اهمية حفظ اللسان في حياة المسلم

خاصة ان كنا نعرف بان الكثير ممن يهوون في نار جهنم و العياذ بالله هم من لم يسلم احد من السنتهم

فقد قال صل الله عليه و سلم

عن ابي هريرة ،انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول(ان العبد يتكلم بالكلمة مايتبين فيها يزل بها الى النار ابعد مما بين المشرق والمغرب)) وفي رواية البخاري ((ابعد مما بين المشرق )) من غير ذكر ((المغرب))ومعنى يتبين يتفكر في انها خير او لا:-وروينا في ((صحيح البخاري)) عن ابي هريرة رضي الله عنه :عن النبيى صلى الله عليه وسلم قال(ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى مايلقي لها بالا يرفع الله تعالى بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لايلقي لها بالا يهوي بها في جهنم))

و تمعني اخيتي الئ هذا الموقف بين سيدنا محمد صل الله عليه و سلم و الصحابي الجليل معاذ رضي الله عنه

كان معاذ رضي الله عنه يتعجب " أو مؤاخذون على ما نقول يا رسول الله" أو مؤاخذون على ما تنطق به ألسنتنا هكذا معنى كلام معاذ هل يؤاخذنا رب العباد سبحانه بما نتكلم به إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

يقول له الحبيب صلى الله عليه وسلم لمعاذ ولنا " ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم".


فما بالنا اليوم و قد اصبحنا نصبح و نمسي و كاننا نتلذذ بالكلام

الا من رحم ربي

ما بالنا و قد اصبح اكبر همنا فلانة اشترت كذا و فلان باع كذا

ما بالنا اليوم و قد اعمت الحياة الدنيا و بريقها الزائف بصيرتنا عن الاخرة

فكم هي اليوم المجالس التي كان اولئ ان تعمر بذكر الله

لكن واحسرتاه هي اليوم تعمر بالنميمة و الغيبة

و كان الجلسة لا تحلو من فتح سيرة لفلانة او علانة

و نسينا ما جاء في القران الكريم و الاحايث النبوية العطرة عن ضرورة حفظ اللسان

نعم الهتنا الدنيا عن الدين فنسينا ذكر الله فكان ان قسئ القلب و اصبح غليظا فظ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((لاتكثرو ا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب وان ابعد الناس من الله تعالى القلب القاسي))


و تاملي اختي هذا الحديث و تفكري فيه فضلا لا امرا

عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:قال(اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تفكر اللسان فتقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقنا وان اعوججت اعوججنا))


فارجعي اخيتي عودي عودي يا من اصبح لسانها لا ينطق الا بالكلام البذيء عودي يا من اصبحت لا تتلذذ الا بالغيبة و النميمة هل تحبين ان تاكلي لحم اخوتك نيئا
عودي يا من لم يسلم احد من لسانك


عن ابي موسى الاشعري قال:قلت:يا رسول الله اي المسلمين افضل ؟قال(من سلم المسلمون من لسانه ويده))وروينا في((صحيح البخاري""

فهل لك عذر بعد كل هذا

كلنا اخيتي خطاؤون و كلنا نخطئ

و لكن خير الخطائين التوابون

فهلمي نضع يدا بيد و نتعاهد ان لا نترك لالستنا مجالا لكي تجعلنا حطبا لجهنم و العياذ بالله

هلمي بنا الئ طاعة لله سبحانه و طلب مرضاته
هلمي اخيتي فباب الرحمن دائما مفتوح


و لا ننسي











تم بحمد الله و فضله

تقبلن تحياتي انا اختكن عائشة المشرقة
الجـمــ ام ـــــان



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


آفات اللسان . . .


قال تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ...

اللسان نعمة عظيمة من نعم الله : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم)) . .

اللسان له في الخير مجال واسع . . . وله في الشر ذيل طويل . . . فمن أطلق لسانه وسلك به سبل الشيطان فإن مصيره الهلاك بلا شك ، و لا ينجو الإنسان من شر اللسان إلا من قيده بأمور الشرع فلا يتكلم إلا بما ينفعه في الدنيا و الأخرة . . .

واللسان أعصى الأعضاء على الإنسان وهو أعظم وسيلة يستخدمها الشيطان ضد بني آدم ، ومن هنا فإن النبي صلى اله عليه وسلم قال : (( من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة )) متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (( كف عليك هذا )) يعني اللسان فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم )) رواه الترمذي . .

واعلموا أحبتي في الله أن جميع أعضاء الجسم تطالب اللسان بالاستقامة فما من صباح يصبح فيه الإنسان إلا و أعضاؤه تذكر اللسان وتقول له : اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا . . .

واللسان فيه آفتان عظيمتان إن تخلص من إحداهما لم يتخلص من الآخرى آفة الكلام و آفة السكوت فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء . . و المتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله . .

ومن الحكم : عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان . . . إياك أن يضرب لسانك عنقك . . . ضربه اللسان أسوأ من طعنة الرمح . . كلام المرء بيان فضله ، وترجمان عقله . . بلاء الإنسان من اللسان . .

أما أهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم فقد كفوا السنتهم عن الباطل و أطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الدنيا و الآخرة فكن و كوني منهم واحرصوا ألا تقولوا إلا ما يرضي الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ....



طرق التخلص من آفات اللسان . . .


أما طرق التخلص من هذه الآفات هي :-

* التوبة إلى الله _ التوبة النصوح _ منها جميعاً . .

* الاكثار من ذكر الله عز وجل (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) . . .

* أن يعلم قبح هذة الآفات ، وأنه متعرض بسببها لغضب الرب تعالى . .

* أن يعلم أن هذه الآفات محبطة لحسناته يوم القيامة و مثقلة لميزان سيئاته . . أن رسول الله قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هـذا، وقذف هـذا، وأكل مال هـذا، وسفك دم هـذا، وضرب هـذا. فيعطى هـذا من حسناته وهـذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه. أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار». رواه مسلم . .

* ألا يجلس في المجالس التي فيها آفات اللسان كالغيبة و النميمة و الكذب و الغناء و اللعن و السب و السخرية و الاستهزاء ، حتى لا يكون معاوناً لهم على الإثم و العدوان . . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك )) _ كفارة المجلس _ . . .

* أن ينكر على الذين يقعون في أعراض المسلمين ويفترون عليهم الكذب ، فيمكن أن يكون ذلك دافعاً إلى توبتهم ورجوعهم . . .

* أن ينظر في عيوب نفسه ، فإنه ينشغل بذلك عن الناس . .

* أن يلتمس لإخوانه المسلمين الأعذار ، ويقبل منهم معاذيرهم ، فإن ذلك يدعوه إلى عدم الطعن فيهم وتناولهم بالغيبة و النميمة .. .

* أن يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ، فكما لا يرضى أن يتناوله الناس بألسنتهم ، فعليه ألا يرضى ذلك لغيره . . .

* أن يقطع جميع الأسباب الباعثة على تلك الآفات كالغضب و الحسد و الكبر و المباهاة و الغرور و تزكية النفس و التعلق بغير الله . . .


" اللهم إنا نسالك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وما قضيت من قضاءٍ فاجعل عاقبته لنا رشداً ربنا تقبل توبتنا ومحص ذنوبنا وسيئاتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخائم صدورنا واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت " . . .

م/ن


عائشة المشرقة
القمر وانا واحد
الحمد لله الجليل الشأن، الواسع السلطان، الآمر عباده بحفظ اللسان، القائل: «الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ» .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الديان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المصطفى والمجتبى للهداية إلى الجنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه في كل زمان ومكان، وجعلنا وإياكم منهم برحمته ومنه وكرمه إنه هو العظيم الرحمن.
وبعد: فإن نعم الله على الإنسان لا تُعد ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة والجليلة نعمة اللسان، قال تعالى: «ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين» .

اللسان ذلك العضو الصغير قد يكون سبباً لدخول صاحبه الجنة أو النار، فإن استغله الإنسان في طاعة الله وذكره؛ سلك به طريق الجنة، وإن استغله في الغيبة والنميمة وقول الزور وغيرها؛ قاده إلى النار.
اللسان
هو رسول القلب وترجمانه ودليله، صغير جُرمه، عظيم خطَره.
اللسان
آيةٌ سبحان مُبدعها وصانعها.
اللسان
متى استقام لله جل وعلا استقامت من بعده الجوارح.
اللسان
إذا حركه قلبٌ يخاف الله ويخشاه لم تسمع منه إلا طيباً.
اللسان إذا أُطلق له العنان هوى بصاحبه في دركات الجحيم والنيران.

احذر لسانك أيها الإنسان لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الشجعان


ولقد وصَّى الله جل وعلا عباده المؤمنين بأن يتقوه -سبحانه وتعالى- في هذا العضو.
قال تعالى: « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا» .
وقال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» .
وحث الإسلام المسلم أن لا يُحدِّث بكل ما سمع، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»، كما نهى المسلم أن يكون ثرثارًا أو متشدقًا أو متفيهقًا، قال صلى الله عليه وسلم: «وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون». ، والثرثار هو كثير الكلام تكلفًا، والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحًا وتعظيمًا لكلامه، والمتفيهق هو المتكبر.

اللسان
ما هو إلا كلمات، فالكلمة مسؤولية لابد أن نعي كيف نتعامل معها، فرب كلمة نابية أدت إلى خصومة، ورب كلمة جافية فرّقت شمل أسرة، ورب كلمة طاغية أخرجت الإنسان من دينه، والعياذ بالله، ولكن رب كلمة حانية أنقذت حياة، ورب كلمة طيبة جمعت شملا ً، ورب كلمة صادقة أدخلت إلى الجنة، جعلني الله وإياكم من أهلها، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة واللفظ للبخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً يرفعه الله تبارك وتعالى بها درجات، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن قبلكم رجلين كان أحدهما صالحا وكان الآخر مسيئاً، فكان الرجل الصالح يأمر هذا وينهاه، فلما طال الأمد قال: والله لا يغفر الله لك، فقبضهما الله، فأوقف هذا بين يديه، وقال: من يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان، قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك». ، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
كل كلمة تخرج من هذا اللسان لا تذهب أدراج الرياح،بل هي مسجلة مقيدة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها،قال تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» .
إن جميع الأعضاء يدور صلاحها على صلاح اللسان، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان -أي تذل وتخضع له- تقول له: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا».

اللسان هو الميزان الذي توزن به الرجال،
وتعرف به أقدارها، ما صلح منطق رجل إلا ظهر ذلك على سائر عمله، ولا فسد منطق رجل إلا عرف ذلك من سائر عمله.
قال صلى الله عليه وسلم: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه».
،ومعنى الحديث انك لوا انشغلت بإصلاح قلبك وسلامته ولسانك ليس نظيفا فإنك خاسر،وكذب من أدعى صلاح وصفاء القلب ولسانه ليس نظيفا،فاللسان ما هو إلا مغرفة يغرف من القلب.
قال ابن القيم: كم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يسري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي بما يقول!.
ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر، حين قال: يا رسول الله! ما النجاة؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك».
وقال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم المسلمون يده ولسانه» أي: المسلم الكامل والمسلم الحق، ولقد تعجب معاذ بن جبل رضي الله عنه من كون الإنسان يؤاخذ بما يتكلم به ويحاسب على ذلك فقال: {يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به}؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم»،والحديث يدل دلالة ظاهرة، على أن أكثر ما يدخل الناس النار هو اللسان.
وفي البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:«من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».

أرأيتم بوابة الإسلام
،ومفتاح الدخول في رضوان الله، إنها كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

والخروج من الإسلام
قد يكون بكلمة والعياذ بالله فالإنكار والجحود والاستهزاء بدين الله،والسب لله ولرسوله كل هذا سيئات كُفرية تتعلق بالكلمة.

الزواج يقع بكلمة والطلاق كذلك يقع بكلمة،وكذلك العتق والرجعة ولو كان الرجل مازحاً قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة» .

الكذب كلمة،وهي رذيلة خلقية،قال صلى الله عليه وسلم:«إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» .

الغيبة
ما هي إلا كلمة قال الله تعالى: «ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه» ،ولما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم مر بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فسأل عنهم: من هؤلاء؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم».
و قال عليه الصلاة والسلام: «الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربا الربا استطالة الرجل فى عِرْضِ أخيه المسلم».
والغيبة تباح للضرورة في مواطن كما قيل:

القدح ليس بغيبةٍ في ستة --- متظلمٍ ومعرفٍ ومحذرٍ
ومجاهر فسقًا ومستفتٍ ومن --- طلب الإعانة في إزالة منكرٍ

إفشاء السر: خيانة بالكلمة،حدث جابر مرفوعاً: «إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة». .

المراء والجدال والخصومة:
نوع من إضاعة الجهد والوقت فيما يوغر الصدور ويولد الأحقاد عن طريق الكلمة،يقول عليه الصلاة والسلام: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» وفي البخاري: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم».

القذف:
كلمة،يعاقب عليها القاذف،بثمانين جلدة تلهب ظهره، قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) . قال صلى الله عليه وسلم: «من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال». وردغة الخبال: عصارة أهل النار.

الحلف:
كلمة ولو خالف الإنسان ما حلف عليه قصداً لزمته الكفارة.

النميمة
كلمة، وهي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، يوم ينقل ذلك الرجل الذي لا يخاف الله ولا يتقيه، تلك الكلمات التي تأجج نار الفتنة وتورث البغضاء وتفرق بين الأحبة والعياذ بالله.
يقول تعالى: (( وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ )) أي: يمشي بين الناس بالنميمة.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام» .

شهادة الزور
كلمة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر، فلما جاء إلى شهادة الزور قال الراوي: (وكان متكئاً فجلس -وقد تغير وجهه- فقال: ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور، ألا وشهادة والزور).

اللعن:
كلمة يطلقها الرجل،يقول عليه الصلاة والسلام: «لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» . واللعن هو الطرد من رحمة الله.. ويقول صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»،وفي حديث أبي الدرداء مرفوعاً: «إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض،فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها»،وقال عليه الصلاة والسلام: «لعن المؤمن كقتله».

السب والشتم
ما هو إلا كلمة،قال عليه الصلاة والسلام: «سباب المسلم فسوق» .
وأعظم السب على وجه الدنيا هو سبُّ الرَبّ جل وعلا بنسبة النقص أو الولد له سبحانه وتعالى،، ويأتي تحته درجة أقل منه: وهي سب الأنبياء والرسل، وسب الملائكة، وسب الصالحين، وعلى رأسهم الصحابة، في الحديث الصحيح: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
أسمعت أولئك الذين يتكلمون في عرض أصحاب رسول الله؟! فقد قال بعضهم: ما رأينا أكبر منهم بطوناً ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله عز وجل آيات من فوق سبع سماوات: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ) كنا نقضي الأوقات حتى تمر الساعات.. (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) كلمات أُطلقت أَوبقت دنياهم وآخرتهم.
ولذلك قالوا: من استهزأ بالعالم واستخف بالداعية إلى الله فله نصيبٌ من قول الله تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ )) .

حال السلف

أسلافنا كانوا يتكلمون بكلام معدودٍ محدود، تبعاً لهدي رسولهم صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتكلم بكلام فصلٍ يحفظه من سمعه، فهذا أبو بكر رضي الله عنه كان يقول وهو يشير إلى لسانه: «هذا الذي أوردني الموارد، هذا الذي أوردني الموارد».
وهذا عمر رضي الله عنه يقول: «من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه قل حياؤه، ومن قل حياؤه مات قلبه»
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «والله الذي لا إله غيره، ما شيء أحق بطول سجن من لساني».
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: «أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تكلم به».
وكان ابن عباس م يأخذ بلسانه ويقول: «ويحك قل خيرا تغنم، واسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم».

كيف نحفظ ألسنتنا

أما كيف نحفظ ألسنتنا، فلا شك أن هذا الأمر فيه عسر، ويحتاج إلى أمور منها:
الوسيلة الأولى: أن يزن الإنسان الكلام قبل أن يخرجه، فإن وجد أن الكلام له قاله، وإن وجد أن الكلام عليه تركه، هل هو حسن أم قبيح، لك أم عليك؟ فإن كان حسناً قاله، وإن كان خلاف ذلك تركه، وإذا شك فيه فليدعه أيضاً، لأن السلامة أولى.

الوسيلة الثانية:
أن يحاسب الإنسان نفسه على ما مضى، فكلما قال الإنسان قولاً، أو تكلم في مجلس، أو نطق بكلمة، فليرجع إلى نفسه، يجعل على نفسه حسيباً ينظر، ماذا أردت بهذه الكلمة؟ هل كانت حسنة أو غير حسنة؟ ربما كان غيرها أحسن منها، حتى يعود نفسه، ويصحح ويستفيد من أخطائه.

الوسيلة الثالثة:
أن يتخذ له صاحباً يحصي عليه عيوبه، فاجعل لك زميلاً أو صاحباً من أصحابك الذين تثق بهم، يحصي عليك وينبهك، على ما قد يبدر منك من خطأ، أو زيادة في القول، أو تسرع أو ما أشبه ذلك.

الوسيلة الرابعة:
أن يعوِّد الإنسان نفسه على القول الطيب، وكثرة الكلام الحسن، فعن عبد الله بن بشر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به؟ قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله» وقال جل شأنه: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) .
فعوّد نفسك كثرة الذكر، والاستغفار، والكلام الطيب، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يصبح عادةً لك.

الوسيلة الخامسة:
وهي أن يراقب الإنسان ربه، ويتذكر قول الله عز وجل: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) .
ولذلك قال بعض العارفين: «إذا تكلمت فاذكر أن الله تعالى يسمعك، وإذا سكت فاعلم أن الله تعالى ينظر إليك ويراك، وبذلك لا يتكلم الإنسان إلا في خير».
فلنتق الله، ولنلتزم تعاليم الإسلام، ونتأدب بآداب أهل الإيمان، ولنحفظ ألسنتنا عن الحرام، فمن وُقي شر لسانه فقد وُقي شراً عظيماً، ومن استعمل لسانه في الخير والطاعة والمباح من الكلام وُفّق للسداد والكمال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

م/ن