Fajer AlEid
Fajer AlEid
ميزان في كل ممر! ولا يزال الحديث في قوانين التشريع "فالسيدة مارجريت هنبيست النائبة عن ولاية ايداهو امرأة شقراء طويلة عملت لفترة ممرضة،وقد اقترحت وضع ميزان في الممرات في المباني الحكومية حيث يصنع القرار لتذكير المشرعين بأن يكونوا حذرين وهم في طريقهم لقاعة الطعام لتناول الغذاء ".وأعلق على اقتراح سعادة ٢٢ النائبة كي أدلل على أني رجل مولع بالتفاصيل فأقول :إن الواجب أن يكون الميزان من النوع الذي يناسب من يزيد على المئة وعشرين كيلاً. والفكرة جميلة وإن لم تطبقها الإدارات الحكومية فيجب أن يطبقها المرء في بيته وشقته وكل مكان يغشاه
ميزان في كل ممر! ولا يزال الحديث في قوانين التشريع "فالسيدة مارجريت هنبيست النائبة عن ولاية...
وزن الأبقار،وزن الأوادم!


وكتأكيد على أهمية هذه الملاحظة أقول أيضا ً:إنني منذ أن حلقت عن الرقم السابق وزناً بت لا أحصل
على وزني إلا في المطارات وعلى ميزان العفش،أو في الجمارك عند تقدير أوزان البضائع،وأخشى أن
أضيف ميزان الأبقار فتصنفونني ضمن من يمارس إرهابا مضاداً للأوزان المليانة ولا أقول الثقيلة من باب
العناية بالألفاظ،ليس إلا.
لقد كانت الموازين العادية،تتوقف عن العمل احتجاجاً على ما سببته لها من ويل وثبور،ولو تحدثت
لرفعت عقيرتها بالصياح والنواح والعويل اعتراضاً،ولام الله من يلومها!
أعود إلى حيث التقرير الذي قال :"يتداول بعض ا لمشرعين أيضا موضوعات كمشكلة تواجد مكنات
الأطعمة الخفيفة والمشروبات الغازية في المدارس الحكومية،والتي تزيد من فداحة مشكلة السمنة بلا شك
وفي الوقت نفسه تزيد من مداخيل المدارس المالية التي تعاني أصلاً من نقص في الميزانيات .ويتعرض
الأطفال والمراهقون لسيل عارم من إعلانات تلفزيونية مغرية تعرض الأطعمة والمشروبات الغازية بشكل
جذاب،والتي بدأت مؤخرا في التركيز أيضا على ترويج المشروبات والأطعمة بأحجام كبيرة،ففي حين يعاني
البالغون من الإفراط في الغذاء وقلة الحركة وي ناضلون لإيقاف الحصول على مزيد من
الكيلوغرامات،فالمشكلة تتفاقم مع جيل قادم من الصغار الذين يتعرضون لمغريات تجرفهم ليكونوا ضحايا
جدداً للسمنة ً.وأضيف هنا مصححا ً-من باب إحقاق الحق -بأن الإغراءات لا سيما ما يتعلق منها بالأطعمة
والمأكولات لا تعترف بعمر، ولا تميز بين صغير وكبر، ولا كهل وشيخ،وهذا دلالة على العدل،وقد قيل س ابقاً
المساواة في الظلم عدل.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
وزن الأبقار،وزن الأوادم! وكتأكيد على أهمية هذه الملاحظة أقول أيضا ً:إنني منذ أن حلقت عن الرقم السابق وزناً بت لا أحصل على وزني إلا في المطارات وعلى ميزان العفش،أو في الجمارك عند تقدير أوزان البضائع،وأخشى أن أضيف ميزان الأبقار فتصنفونني ضمن من يمارس إرهابا مضاداً للأوزان المليانة ولا أقول الثقيلة من باب العناية بالألفاظ،ليس إلا. لقد كانت الموازين العادية،تتوقف عن العمل احتجاجاً على ما سببته لها من ويل وثبور،ولو تحدثت لرفعت عقيرتها بالصياح والنواح والعويل اعتراضاً،ولام الله من يلومها! أعود إلى حيث التقرير الذي قال :"يتداول بعض ا لمشرعين أيضا موضوعات كمشكلة تواجد مكنات الأطعمة الخفيفة والمشروبات الغازية في المدارس الحكومية،والتي تزيد من فداحة مشكلة السمنة بلا شك وفي الوقت نفسه تزيد من مداخيل المدارس المالية التي تعاني أصلاً من نقص في الميزانيات .ويتعرض الأطفال والمراهقون لسيل عارم من إعلانات تلفزيونية مغرية تعرض الأطعمة والمشروبات الغازية بشكل جذاب،والتي بدأت مؤخرا في التركيز أيضا على ترويج المشروبات والأطعمة بأحجام كبيرة،ففي حين يعاني البالغون من الإفراط في الغذاء وقلة الحركة وي ناضلون لإيقاف الحصول على مزيد من الكيلوغرامات،فالمشكلة تتفاقم مع جيل قادم من الصغار الذين يتعرضون لمغريات تجرفهم ليكونوا ضحايا جدداً للسمنة ً.وأضيف هنا مصححا ً-من باب إحقاق الحق -بأن الإغراءات لا سيما ما يتعلق منها بالأطعمة والمأكولات لا تعترف بعمر، ولا تميز بين صغير وكبر، ولا كهل وشيخ،وهذا دلالة على العدل،وقد قيل س ابقاً المساواة في الظلم عدل.
وزن الأبقار،وزن الأوادم! وكتأكيد على أهمية هذه الملاحظة أقول أيضا ً:إنني منذ أن حلقت عن...
شراهة الأطفال:


مركز الوقاية من الأمراض الذي أشار إلى أنه منذ عام ١٩٨٠ م وحتى اليوم تضاعفت حصة الأطعمة
التي يتناولها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و ١١ سنة،كما أن ١٠ في المئة من الأطفال بين أعمار
سنتين وخمس سنوات يع انون من السمنة وتزداد النسبة إلى ١٥ في المئة عند الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و
١٩ عاما ً.وتدرس مؤسسة كايسر تأثيرات الثورة الإعلامية على الأطفال من خلال البرامج والأفلام وألعاب
الفيديو وأنشطة الكمبيوتر المتعددة وتأثيرات الإنترنت وعلاقتها بزيادة الإصابة بالسم نة بين الأطفال بشكل
درامي،وأظهر التقرير الذي نشر عن الدراسة أنه يجب على وسائل الإعلام الترويج بصورة أفضل للرشاقة
وتناول الأطعمة الصحية.يقول التقرير:"إن أجراس التحذير تدق،لكن لا يبدو أن الشحوم تذوب بسهولة".
وأستغرب كيف يصر المحرر على سهولة ذوبان الشحو م،وأرجو ألا يكون متأثراً بالثقافة العاطفية
العربية التي تكثر من الإشارة إلى الذوبان،بداية من :"ذوبني بحنانه "،و"أنا ذبت ذوب "،وليس نهاية ب "الحب
ذوبنا ..."،حتى ليخيل إلى المستمع أنه قطعة سكر في فنجان حار،عياذاً بالله من الذباب وكل ما له صلة
بالحشرات.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
شراهة الأطفال: مركز الوقاية من الأمراض الذي أشار إلى أنه منذ عام ١٩٨٠ م وحتى اليوم تضاعفت حصة الأطعمة التي يتناولها الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و ١١ سنة،كما أن ١٠ في المئة من الأطفال بين أعمار سنتين وخمس سنوات يع انون من السمنة وتزداد النسبة إلى ١٥ في المئة عند الذين تتراوح أعمارهم بين ٦ و ١٩ عاما ً.وتدرس مؤسسة كايسر تأثيرات الثورة الإعلامية على الأطفال من خلال البرامج والأفلام وألعاب الفيديو وأنشطة الكمبيوتر المتعددة وتأثيرات الإنترنت وعلاقتها بزيادة الإصابة بالسم نة بين الأطفال بشكل درامي،وأظهر التقرير الذي نشر عن الدراسة أنه يجب على وسائل الإعلام الترويج بصورة أفضل للرشاقة وتناول الأطعمة الصحية.يقول التقرير:"إن أجراس التحذير تدق،لكن لا يبدو أن الشحوم تذوب بسهولة". وأستغرب كيف يصر المحرر على سهولة ذوبان الشحو م،وأرجو ألا يكون متأثراً بالثقافة العاطفية العربية التي تكثر من الإشارة إلى الذوبان،بداية من :"ذوبني بحنانه "،و"أنا ذبت ذوب "،وليس نهاية ب "الحب ذوبنا ..."،حتى ليخيل إلى المستمع أنه قطعة سكر في فنجان حار،عياذاً بالله من الذباب وكل ما له صلة بالحشرات.
شراهة الأطفال: مركز الوقاية من الأمراض الذي أشار إلى أنه منذ عام ١٩٨٠ م وحتى اليوم تضاعفت...
-٦-
شعر...وسمنة!
خلال سمنتي ارتبط مفهوم النصيحة عندي بالدعوات التي تطلق تجاهي داعية إلى تخفيفي من
وزني.في البداية كانت المسألة مقلقة وتتسبب عادة في إزعاجي،مما يسهم في التأثير سلباً على نفسيتي،غير
أن حساسية البدايات تحولت مع الوقت إلى لا مبالاة مطلقة،وجلد المشاعر ناعم الملمس،صار مع كثرة الطرق
خشناً صلداً.
قالت لي والدتي -حفظها الله-أكثر من مرة،في طريق حثها المتواصل لي على التخفف والتخفيف :يا
بني،لا أهتم لك،إلا إذا تذكرت أنك ستموت يوماً،فكيف سيتحمل حاملوا جنازتك كل هذا الوزن؟
كانت ردة فعلي استحض اراً لمشهد كرتوني يتخيل جنازة لا يحملها الرجال،بل رافعة آلية من تلك التي
تستخدم لتشييد المباني الشاهقة،ثم ينتهي المشهد الكرتوني بتخيلي لأبي الطيب المتنبي وهو يراقب جنازتي
الآلية الكرتونية،ثم يبتسم بفخر ويردد بصوت مجلجل يملأ الأرجاء قائلاً:
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام
ولكي يطابق بيت المتنبي حالتي يجب أن يناقل بين"النفوس"و"الأجسام"،ليكون:
وإذا كانت الأجسام كبارا صديقك تعبت في مرادها النفوس
لكني أقول:هل تسكن النفوس إلا في الأجساد،وهل تخلو الأجساد من النفوس؟!
ثم إنها الحالة التي يحلو لي أن أمارسها فأقلب الأبيات أحيانا بشكل يعبر عن حداثة ذائقة مهترئة،تستند
إلى كل الأرطال التي كنت أزخر بها،أو هي تزخر بي،لافرق،فأقول أحياناً في حالة يصف صاحبها الشباب
في السعودية،بأنه"مفهي":
وإذا كانت الأجسام كبارا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه!
كنت أحياناً أقول تعليقاً على مداخلة السيدة الوالدة الناصحة،كما قال أبو فراس الحمداني:
إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر!
وأحياناً أتمثل قول السيدة أسماء بنت أبي بكر لابنها ابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين:
إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها!
فأهرب بذلك من الرضوخ لأمنيات الناصحين.
أقول لكم محذراً ومنذراً،ومتحدثاً بنعمة الله:إن البدناء،يمكنهم بسهولة أن يكونوا كما قالت العرب:
مكر مفر مقبل مدبر معاً
ولكن في الأفكار،والنقاشات،لا فيزيائياً بطبيعة الحال.
وما دام الحد يث في التاريخ والتراث،فأقول :إن أك ثر الشخصيات التاريخية أثره عندي تلك التي يتناقل
الرواة شيئاً عن ضخامتها،وطالما حفلت بما جاء أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -كان ضخماً،حتى إن
رجليه تتدليان على الأرض وهو راكب الدابة!
بل لقد كان ابنه عبدالله بن عمر ضخماً حتى تعذر أن يحمل نعش جنازته أربعة رجال!
٢٤
ولم يكن كثير من الصحابة بعيدين عن وصف الضخامة هذا...
عصرياً،لم يكن شيء أحب إلى قلبي من بزوغ نجم سمين مثلي يوم كنت سميناً،وبخاصة في
السينما،على قلتهم كما أشرت في فصل العنصرية ضد البدناء .ولهذا كنت أحب علا ء ولي الدين -رحمة الله -
لأسباب:سمنته أولا ً،وخفة دمه ثانياً،ووجهه الطفولي ثالثا ً!وقد حزنت على وفاته كثيراً،فقد كان بوجهه الطيب
البشوش،نعم السفير للبدناء من خلال السينما والتلفزيون.
وعندما أطل علينا زميلنا عماد الدين أديب عبر التلفزيون في برنامجه الشه ير(على الهواء )في
قناة(أوربت)استبشرت خيراً،وحزنت لتوقفه عن التلفاز،وظللت أثني عليه وعلى البرنامج،حتى مع كوني غير
مشترك في القناة التي كان يظهر من خلالها!
كانت الفكرة تتمثل في حرصي على نقض صورة النجم ذي الجسد الممشوق المتوازن البناء الجسمي.
ولأن الشيء بالشيء يذكر أتجه صوب الخليج،حيث الحنين والدفء والأصالة،وجذوري فأشير إلى
حسين الجسمي الفنان الإماراتي ذي الصوت الشجي،ولا أنسى بلبل الخليج الفنان الكويتي نبيل شعيل،الذي بدأ
رحلة النجومية ذات الوزن الثقيل،جسداً وفناً،وفي السعودية برز الممثل الشاب فهد الحيان،في تخصص نادر
محبب إلى قلوب الأطفال بالذات،وأنضم إليهم كلما أردت أن أهرب من نزق الكبار،إلى طيبة الصغار
وعفويتهم،وقبله كان يوسف الجراح،الذي أثبت رجولة وثباتاً على المبدأ،عندما قرأت له تصريحاً ديبلوماسياً
جداً،قال فيه:من سيسألني عن سمنتي سأضربه!
وأقول معلقاً،لا مبرراً،بأن من جاء بقلة الأدب،استوجب تأديبه يا عم يوسف،وإذ أكتب ذلك،فإني
أسطره،بعد أن بدأت أتنازل عن سمنتي شيئاً فشيئاً،حتى لا أضرب أو أُضرِب،ولو على سبيل المزاح!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
-٦- شعر...وسمنة! خلال سمنتي ارتبط مفهوم النصيحة عندي بالدعوات التي تطلق تجاهي داعية إلى تخفيفي من وزني.في البداية كانت المسألة مقلقة وتتسبب عادة في إزعاجي،مما يسهم في التأثير سلباً على نفسيتي،غير أن حساسية البدايات تحولت مع الوقت إلى لا مبالاة مطلقة،وجلد المشاعر ناعم الملمس،صار مع كثرة الطرق خشناً صلداً. قالت لي والدتي -حفظها الله-أكثر من مرة،في طريق حثها المتواصل لي على التخفف والتخفيف :يا بني،لا أهتم لك،إلا إذا تذكرت أنك ستموت يوماً،فكيف سيتحمل حاملوا جنازتك كل هذا الوزن؟ كانت ردة فعلي استحض اراً لمشهد كرتوني يتخيل جنازة لا يحملها الرجال،بل رافعة آلية من تلك التي تستخدم لتشييد المباني الشاهقة،ثم ينتهي المشهد الكرتوني بتخيلي لأبي الطيب المتنبي وهو يراقب جنازتي الآلية الكرتونية،ثم يبتسم بفخر ويردد بصوت مجلجل يملأ الأرجاء قائلاً: وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام ولكي يطابق بيت المتنبي حالتي يجب أن يناقل بين"النفوس"و"الأجسام"،ليكون: وإذا كانت الأجسام كبارا صديقك تعبت في مرادها النفوس لكني أقول:هل تسكن النفوس إلا في الأجساد،وهل تخلو الأجساد من النفوس؟! ثم إنها الحالة التي يحلو لي أن أمارسها فأقلب الأبيات أحيانا بشكل يعبر عن حداثة ذائقة مهترئة،تستند إلى كل الأرطال التي كنت أزخر بها،أو هي تزخر بي،لافرق،فأقول أحياناً في حالة يصف صاحبها الشباب في السعودية،بأنه"مفهي": وإذا كانت الأجسام كبارا صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه! كنت أحياناً أقول تعليقاً على مداخلة السيدة الوالدة الناصحة،كما قال أبو فراس الحمداني: إذا مت ظمأنا فلا نزل القطر! وأحياناً أتمثل قول السيدة أسماء بنت أبي بكر لابنها ابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين: إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها! فأهرب بذلك من الرضوخ لأمنيات الناصحين. أقول لكم محذراً ومنذراً،ومتحدثاً بنعمة الله:إن البدناء،يمكنهم بسهولة أن يكونوا كما قالت العرب: مكر مفر مقبل مدبر معاً ولكن في الأفكار،والنقاشات،لا فيزيائياً بطبيعة الحال. وما دام الحد يث في التاريخ والتراث،فأقول :إن أك ثر الشخصيات التاريخية أثره عندي تلك التي يتناقل الرواة شيئاً عن ضخامتها،وطالما حفلت بما جاء أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -كان ضخماً،حتى إن رجليه تتدليان على الأرض وهو راكب الدابة! بل لقد كان ابنه عبدالله بن عمر ضخماً حتى تعذر أن يحمل نعش جنازته أربعة رجال! ٢٤ ولم يكن كثير من الصحابة بعيدين عن وصف الضخامة هذا... عصرياً،لم يكن شيء أحب إلى قلبي من بزوغ نجم سمين مثلي يوم كنت سميناً،وبخاصة في السينما،على قلتهم كما أشرت في فصل العنصرية ضد البدناء .ولهذا كنت أحب علا ء ولي الدين -رحمة الله - لأسباب:سمنته أولا ً،وخفة دمه ثانياً،ووجهه الطفولي ثالثا ً!وقد حزنت على وفاته كثيراً،فقد كان بوجهه الطيب البشوش،نعم السفير للبدناء من خلال السينما والتلفزيون. وعندما أطل علينا زميلنا عماد الدين أديب عبر التلفزيون في برنامجه الشه ير(على الهواء )في قناة(أوربت)استبشرت خيراً،وحزنت لتوقفه عن التلفاز،وظللت أثني عليه وعلى البرنامج،حتى مع كوني غير مشترك في القناة التي كان يظهر من خلالها! كانت الفكرة تتمثل في حرصي على نقض صورة النجم ذي الجسد الممشوق المتوازن البناء الجسمي. ولأن الشيء بالشيء يذكر أتجه صوب الخليج،حيث الحنين والدفء والأصالة،وجذوري فأشير إلى حسين الجسمي الفنان الإماراتي ذي الصوت الشجي،ولا أنسى بلبل الخليج الفنان الكويتي نبيل شعيل،الذي بدأ رحلة النجومية ذات الوزن الثقيل،جسداً وفناً،وفي السعودية برز الممثل الشاب فهد الحيان،في تخصص نادر محبب إلى قلوب الأطفال بالذات،وأنضم إليهم كلما أردت أن أهرب من نزق الكبار،إلى طيبة الصغار وعفويتهم،وقبله كان يوسف الجراح،الذي أثبت رجولة وثباتاً على المبدأ،عندما قرأت له تصريحاً ديبلوماسياً جداً،قال فيه:من سيسألني عن سمنتي سأضربه! وأقول معلقاً،لا مبرراً،بأن من جاء بقلة الأدب،استوجب تأديبه يا عم يوسف،وإذ أكتب ذلك،فإني أسطره،بعد أن بدأت أتنازل عن سمنتي شيئاً فشيئاً،حتى لا أضرب أو أُضرِب،ولو على سبيل المزاح!
-٦- شعر...وسمنة! خلال سمنتي ارتبط مفهوم النصيحة عندي بالدعوات التي تطلق تجاهي داعية إلى تخفيفي...
-٧-
التعاطي مع الثقلاء
يبدو في الموضوع سؤال مهم، يطرحه كل سمين،وهو:كيف أتعاطى مع ثقلاء الدم المتندرين على
سمنتي؟!
إن من يواجه سميناً بهذا السؤال لا يعلم قيمة الموضوع وأثره بالنسبة للطرف الآخر.
وإذا كان تولستوي يقول :"لقد منحت عملي الحياة كله ا...إنه كياني كله ".فالسمنة بالنسبة للبدين كالعمل
لتولستوي،فتنبهوا يا رعاكم الله!
كنت سميناً،وقد رويت كثيراً تجاربي وذكرياتي مع السمنة،ومن أكثر المواقف المحرجة التي يواجهها
البدناء،تعليقات من حولهم على سمنتهم،وفيما سبق بيان لبعضها...
أحد أبسط هذه الأمثلة أن يسل عليك أحد الثقلاء سيوف لسانه سائلاً:لماذا لا تخفف وزنك؟!
أعتقد أني توصلت إلى مرحلة من الخبرة للتعاطي مع هذا السخف .معادلة الرد لا تقوم على المعاملة
بالمثل.كلا إنك إذاً مثله!
لقد توصلت إلى أن الحل الأمثل عندما تكون سميناً هو أن تتصالح مع سمنتك .لا أحد لديه الاستعداد
لقبولك أك ثر من نفسك .إذا لم تقبل أيها البدين نفسك،فلا تنتظر أن يقبلك غيرك .إن واقعك -وإن كان ثقيلا ً-إلا
أنه قابل للاستيعاب،ولا تغرنك شحومك المتراكم،فقد تعارف الناس على خفة دم البدناء،ولطف مشاعرهم.
لا تنس أن الإنسان هو الذي يختار لنفسه،وتذكر بشار بن برد يوم قال يخاطب محبوبته:
إن في بردي جسماً ناحلاً لو توكأت عليه لا نهدم
لم يكن بشار رشيقاً،ولا يرتاد صالات التدريب،ولم ينظر يوماً في عدد السعرات الحرارية في صحفة
غذائه قبل أن يضربها بخمسة نكاية في الإتيكيت والشوكة والملعقة والسكين،وما ألزم نفسه بحليب ناقة
منزوع الدسم،ولا اجتنب اللحوم بعداً عن الكولسترول!
بل كان في محصلته النهائية ضخم الجثة،عظيم المنكبين،لا يوصف إلا بالبدين.
لكنه أقنع نفسه بما يريد.
لم يمر ابن برد مبضع جراح على شحومه،ولا شفط دهونه،بل أمرها على قناعته الشخصية التي لم
تكن بحاجة إلى إجازة من أحاديث الثقلاء،ولا إلى قبول من همسات الوشاة،وردد شعره متخيلاً نفسه كما
يريد،نحيلاً رشيقاً رقيقاً...
عجيب أمرك يا بشار!
لو توكأت صاحبتك على جسمك الناحل...لا نهدم!
على هذا الوصف خلتك(نعومي كامبل)يا شيخ!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
-٧- التعاطي مع الثقلاء يبدو في الموضوع سؤال مهم، يطرحه كل سمين،وهو:كيف أتعاطى مع ثقلاء الدم المتندرين على سمنتي؟! إن من يواجه سميناً بهذا السؤال لا يعلم قيمة الموضوع وأثره بالنسبة للطرف الآخر. وإذا كان تولستوي يقول :"لقد منحت عملي الحياة كله ا...إنه كياني كله ".فالسمنة بالنسبة للبدين كالعمل لتولستوي،فتنبهوا يا رعاكم الله! كنت سميناً،وقد رويت كثيراً تجاربي وذكرياتي مع السمنة،ومن أكثر المواقف المحرجة التي يواجهها البدناء،تعليقات من حولهم على سمنتهم،وفيما سبق بيان لبعضها... أحد أبسط هذه الأمثلة أن يسل عليك أحد الثقلاء سيوف لسانه سائلاً:لماذا لا تخفف وزنك؟! أعتقد أني توصلت إلى مرحلة من الخبرة للتعاطي مع هذا السخف .معادلة الرد لا تقوم على المعاملة بالمثل.كلا إنك إذاً مثله! لقد توصلت إلى أن الحل الأمثل عندما تكون سميناً هو أن تتصالح مع سمنتك .لا أحد لديه الاستعداد لقبولك أك ثر من نفسك .إذا لم تقبل أيها البدين نفسك،فلا تنتظر أن يقبلك غيرك .إن واقعك -وإن كان ثقيلا ً-إلا أنه قابل للاستيعاب،ولا تغرنك شحومك المتراكم،فقد تعارف الناس على خفة دم البدناء،ولطف مشاعرهم. لا تنس أن الإنسان هو الذي يختار لنفسه،وتذكر بشار بن برد يوم قال يخاطب محبوبته: إن في بردي جسماً ناحلاً لو توكأت عليه لا نهدم لم يكن بشار رشيقاً،ولا يرتاد صالات التدريب،ولم ينظر يوماً في عدد السعرات الحرارية في صحفة غذائه قبل أن يضربها بخمسة نكاية في الإتيكيت والشوكة والملعقة والسكين،وما ألزم نفسه بحليب ناقة منزوع الدسم،ولا اجتنب اللحوم بعداً عن الكولسترول! بل كان في محصلته النهائية ضخم الجثة،عظيم المنكبين،لا يوصف إلا بالبدين. لكنه أقنع نفسه بما يريد. لم يمر ابن برد مبضع جراح على شحومه،ولا شفط دهونه،بل أمرها على قناعته الشخصية التي لم تكن بحاجة إلى إجازة من أحاديث الثقلاء،ولا إلى قبول من همسات الوشاة،وردد شعره متخيلاً نفسه كما يريد،نحيلاً رشيقاً رقيقاً... عجيب أمرك يا بشار! لو توكأت صاحبتك على جسمك الناحل...لا نهدم! على هذا الوصف خلتك(نعومي كامبل)يا شيخ!
-٧- التعاطي مع الثقلاء يبدو في الموضوع سؤال مهم، يطرحه كل سمين،وهو:كيف أتعاطى مع ثقلاء الدم...
السر العظيم:


تذكروا يا سادة يا كرام أن الذين لا يتصالحون مع أنفسهم،لا يمكن لهم أن يحققوا نجاحاً في أي جانب
في حياتهم،وما أمر السمنة عن هذه القاعدة ببعيد.
يجب أن يتجاوز السمين تعليقات الناس عليه،ليبدأهم بالتعليق على نفسه،فإذا قال في نفسه ما لم
يقولوه،فماذا بقي لهم ليتندروا عليه؟!
إن الوصول إلى هذه المرحلة يحتاج إلى دربة وصبر وتأقلم،لكن نتائجه فتاكة،ومن جرب عرف!
تأملوا سؤالاً ثقيلاً مثل :لماذا لا تخفف وزنك؟كيف يمكن أن تجيب عنه،لو نزعت للجد وابتعدت عن
السخرية؟!
أي تأثير ستفعل لو قلت إنك حاولت مئات المرات ولم تنجح !أي منحى للحوار سيأخذك،وكم سيمارس
عليك محدثك من أساليب للتنظير ليحدثك عن فلان وفلانة الذين يعرفهم وقد فعلو ا!وكأنك لم تسمع بهذه
القصص إلا اليوم،مع أنك تستطيع أن تؤلف كتاباً ضخماً تروى فيه قصصاً باردة وسامجة كهذه،تطرق أذنك
دون أثر يذكر!
أنجح الحلول هي السخرية،وأرقى أنواع السخرية هي السخرية من الذات،والذين لا يسخرون من
أنفسهم ساخرون بالوكالة،ولم تكن البضاعة الأصلية يوماً كالمقلدة!
كنت أقول لمن يسألني :لماذا لا تخفف من وزنك؟أني كثيراً ما حاولت أن أتخفف من شحومي ولحومي
المترهلة،لكني كلما شرعت في المحاولة صدمتني النتيجة،فكلما أردت أن أخفف وزني وصلت إلى خفة
دمي،حتى أفضى بي التخفيف إلى انعدام الدم،وأصبحت بلا دم،ولذلك أستطيع الآن أن أتعاطى مع بجاحتك!