Fajer AlEid
Fajer AlEid
السر العظيم: تذكروا يا سادة يا كرام أن الذين لا يتصالحون مع أنفسهم،لا يمكن لهم أن يحققوا نجاحاً في أي جانب في حياتهم،وما أمر السمنة عن هذه القاعدة ببعيد. يجب أن يتجاوز السمين تعليقات الناس عليه،ليبدأهم بالتعليق على نفسه،فإذا قال في نفسه ما لم يقولوه،فماذا بقي لهم ليتندروا عليه؟! إن الوصول إلى هذه المرحلة يحتاج إلى دربة وصبر وتأقلم،لكن نتائجه فتاكة،ومن جرب عرف! تأملوا سؤالاً ثقيلاً مثل :لماذا لا تخفف وزنك؟كيف يمكن أن تجيب عنه،لو نزعت للجد وابتعدت عن السخرية؟! أي تأثير ستفعل لو قلت إنك حاولت مئات المرات ولم تنجح !أي منحى للحوار سيأخذك،وكم سيمارس عليك محدثك من أساليب للتنظير ليحدثك عن فلان وفلانة الذين يعرفهم وقد فعلو ا!وكأنك لم تسمع بهذه القصص إلا اليوم،مع أنك تستطيع أن تؤلف كتاباً ضخماً تروى فيه قصصاً باردة وسامجة كهذه،تطرق أذنك دون أثر يذكر! أنجح الحلول هي السخرية،وأرقى أنواع السخرية هي السخرية من الذات،والذين لا يسخرون من أنفسهم ساخرون بالوكالة،ولم تكن البضاعة الأصلية يوماً كالمقلدة! كنت أقول لمن يسألني :لماذا لا تخفف من وزنك؟أني كثيراً ما حاولت أن أتخفف من شحومي ولحومي المترهلة،لكني كلما شرعت في المحاولة صدمتني النتيجة،فكلما أردت أن أخفف وزني وصلت إلى خفة دمي،حتى أفضى بي التخفيف إلى انعدام الدم،وأصبحت بلا دم،ولذلك أستطيع الآن أن أتعاطى مع بجاحتك!
السر العظيم: تذكروا يا سادة يا كرام أن الذين لا يتصالحون مع أنفسهم،لا يمكن لهم أن يحققوا...
-٨-
لا...للعنصرية
إن العنصرية التي يواجهها البدناء،عنصر ية حقيقية،وإذا كان الله قد سخر للسود في الولايات المتحدة
شخصيات عظيمة أسهمت في تحريرهم من الرق مثل مارتين لوثر كنج الذي قال جملته الشهيرة وتحولت
بعده دستوراً للحرية ضد التمييز العنصري بناء على اللون :"أنا لدي حلم "وكان حلمه أن يعيش بنو وطنه
مواطنين متساوين في حقوق المواطنة،فإن عالم البدناء بحاجة إلى مارتين لوثر كنج،لكننا نريده أن يخرج
بالبدناء من عالم التمييز والطبقية التي يمارس ضدهم.
إن اللغة العربية والثقافات المختلفة تحفل بمظاهر متباينة وواضحة لا تعبأ بالبدناء ولا تلقي بالاً بداية
من مقاعد الدرجة السياحية في الطائرات،وليس نهاية بتشبيه السمين بالحيوانات!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
-٨- لا...للعنصرية إن العنصرية التي يواجهها البدناء،عنصر ية حقيقية،وإذا كان الله قد سخر للسود في الولايات المتحدة شخصيات عظيمة أسهمت في تحريرهم من الرق مثل مارتين لوثر كنج الذي قال جملته الشهيرة وتحولت بعده دستوراً للحرية ضد التمييز العنصري بناء على اللون :"أنا لدي حلم "وكان حلمه أن يعيش بنو وطنه مواطنين متساوين في حقوق المواطنة،فإن عالم البدناء بحاجة إلى مارتين لوثر كنج،لكننا نريده أن يخرج بالبدناء من عالم التمييز والطبقية التي يمارس ضدهم. إن اللغة العربية والثقافات المختلفة تحفل بمظاهر متباينة وواضحة لا تعبأ بالبدناء ولا تلقي بالاً بداية من مقاعد الدرجة السياحية في الطائرات،وليس نهاية بتشبيه السمين بالحيوانات!
-٨- لا...للعنصرية إن العنصرية التي يواجهها البدناء،عنصر ية حقيقية،وإذا كان الله قد سخر للسود في...
دب...عن السمين!


ألا يقول الناس للسمين دباً؟!
قد أستوعب القصة لو كانت مجتمعاتنا تحفل بالحيوانات،وتقترب منها،وتدلعها،وتجعلها بديلة للأبناء كما
في الغرب.لكنها في سياقها المحلي أو العربي نقيصة واضحة،ومحاولة للتهكم،وعنصرية طافحة.
لا تقولوا لي إننا نحفل في مجتمعنا بالحيوانات،فنحن انتقائيون في ذلك،نفخر بالذئب،مع أنه
غادر،وبالصقور،وببعض الطيور الجارحة .وليس في منظومة فخرن ا-بأي وجه -أن نجعل الدب مما يشبه به
الناس على سبيل التلطيف أو التكريم أو نحوهما!
أعرف صديقاً،كان بديناً،وذات يوم حاول أن يعبر شارعاً فتأخر في تجاوز الشارع،ما استفز سائق
سيارة يبدو أنه والحياء على عداء،فقال له السائق بأعلى صوته:يا دب!
كان النداء الصاخب تعبيراً عن احتجاج السائق على هذا السمين المسكين وهو يتأخر في عبور الشارع
نظراً لثقل وزنه.
وكانت هذه الكلمة الجارحة،سبباً في أن يبدأ صاحبنا مشروعاً للتخفيف من وزنه أحالته نتائج هذا
المشروع إلى سمين سابق.
من جديد،لا تقولوا إن الدافع حقق نتيجة إيجابية،فتسببك في الألم إن لم تكن جراحاً مختصاً أمر غير
مقبول،ولو أفضى إلى ما قد نراه جميلاً!
إن المشكلة الحقيقة هي أن العنصرية ضد البدناء تشكل أحفورة من أحافير ثقافتنا،بل هي منتشرة في
ثقافات أخرى متعددة.
لماذا يصر صناع الإعلانات بإفراط متناه على استخدام فتيات نحيلات في إعلاناتهم؟ !وإذا أرادوا
إشراك الرجل،اختاروه ذا جسم رشيق.
لماذا يغيب أصحاب الأوزان الثقيلة من الجنسين عن الظهور في الإعلانات،إلا إذا كان المنتج يتعلق
بتخفيف الوزن،فيستخدمون السمين،ليقولوا له إن منتجا سيقضي على شكلك الحالي!
٢٨
دعك من الإعلانات ...ماذا عن صناعة السينما؟ !ائتوني بنج مة سينمائية لم تكن رشيقة؟ !وهل هناك
عنصرية أكثر من ذلك؟!
دعك من ذلك كله،واذهب إلى الأدب لتجده يضج بالعنصرية ضد البدناء!
ألم تسمع كعب بن زهير وهو يسطر ملحمته الاعتذارية أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم -،فلا
يتغنى من محبوبته إلا بنحافتها!
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكى قصر منها ولا طول
لا بل ها هو بشار بن برد ثانية يكرر ما قاله كعب بقوله:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لم تجف طولا ولا أزرى بها القصر
غراء كالقمر المشهور حين بدت لا بل بدا مثلها حين استوى القمر
لا تقل لي مرة أخرى،إن بشاراً كان كفيفاً،لذلك لم يتخيل أن هناك امرأة سمينة ليتغنى بها،فقد مر معنا
أنه كان من أعضاء نادي المئة!
Fajer AlEid
Fajer AlEid
دب...عن السمين! ألا يقول الناس للسمين دباً؟! قد أستوعب القصة لو كانت مجتمعاتنا تحفل بالحيوانات،وتقترب منها،وتدلعها،وتجعلها بديلة للأبناء كما في الغرب.لكنها في سياقها المحلي أو العربي نقيصة واضحة،ومحاولة للتهكم،وعنصرية طافحة. لا تقولوا لي إننا نحفل في مجتمعنا بالحيوانات،فنحن انتقائيون في ذلك،نفخر بالذئب،مع أنه غادر،وبالصقور،وببعض الطيور الجارحة .وليس في منظومة فخرن ا-بأي وجه -أن نجعل الدب مما يشبه به الناس على سبيل التلطيف أو التكريم أو نحوهما! أعرف صديقاً،كان بديناً،وذات يوم حاول أن يعبر شارعاً فتأخر في تجاوز الشارع،ما استفز سائق سيارة يبدو أنه والحياء على عداء،فقال له السائق بأعلى صوته:يا دب! كان النداء الصاخب تعبيراً عن احتجاج السائق على هذا السمين المسكين وهو يتأخر في عبور الشارع نظراً لثقل وزنه. وكانت هذه الكلمة الجارحة،سبباً في أن يبدأ صاحبنا مشروعاً للتخفيف من وزنه أحالته نتائج هذا المشروع إلى سمين سابق. من جديد،لا تقولوا إن الدافع حقق نتيجة إيجابية،فتسببك في الألم إن لم تكن جراحاً مختصاً أمر غير مقبول،ولو أفضى إلى ما قد نراه جميلاً! إن المشكلة الحقيقة هي أن العنصرية ضد البدناء تشكل أحفورة من أحافير ثقافتنا،بل هي منتشرة في ثقافات أخرى متعددة. لماذا يصر صناع الإعلانات بإفراط متناه على استخدام فتيات نحيلات في إعلاناتهم؟ !وإذا أرادوا إشراك الرجل،اختاروه ذا جسم رشيق. لماذا يغيب أصحاب الأوزان الثقيلة من الجنسين عن الظهور في الإعلانات،إلا إذا كان المنتج يتعلق بتخفيف الوزن،فيستخدمون السمين،ليقولوا له إن منتجا سيقضي على شكلك الحالي! ٢٨ دعك من الإعلانات ...ماذا عن صناعة السينما؟ !ائتوني بنج مة سينمائية لم تكن رشيقة؟ !وهل هناك عنصرية أكثر من ذلك؟! دعك من ذلك كله،واذهب إلى الأدب لتجده يضج بالعنصرية ضد البدناء! ألم تسمع كعب بن زهير وهو يسطر ملحمته الاعتذارية أمام رسول الله -صلى الله عليه وسلم -،فلا يتغنى من محبوبته إلا بنحافتها! هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكى قصر منها ولا طول لا بل ها هو بشار بن برد ثانية يكرر ما قاله كعب بقوله: هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لم تجف طولا ولا أزرى بها القصر غراء كالقمر المشهور حين بدت لا بل بدا مثلها حين استوى القمر لا تقل لي مرة أخرى،إن بشاراً كان كفيفاً،لذلك لم يتخيل أن هناك امرأة سمينة ليتغنى بها،فقد مر معنا أنه كان من أعضاء نادي المئة!
دب...عن السمين! ألا يقول الناس للسمين دباً؟! قد أستوعب القصة لو كانت مجتمعاتنا تحفل...
الفقهاء ينتصرون للبدناء!


إذا كان ما سبق ،إمعان في الظلمة،فإن في آخر النفق ضوءاً كما يقول أرباب التفاؤل، وأنصار
الصباح،وإن طال ظلام الليل.يلزمني أن أكون مقس طاً،فأقول من باب الإنصاف إن بعض الفقهاء انتصروا
للبدناء،فمن الكتب المعتمدة لدى المذهب الشافعي كتاب (المنهاج)وهو عمدة متون الشافعية،وحظي بشروح لا
تكاد تعد،ومن أهم حواشيه،حاشية العلامة الجمل،وفيها ذكر أن السمن المفرط عذر عند الفقهاء الش افعية
. للتخلف عن صلاة الجماعة ٧
الشافعية،يستندون في ذلك إلى حديث رواه ابن حبان ٨،وبوب عليه :(ذكر الباب الرابع وهو السمن
المفرط الذي يمنع المرء من الحضور )،وهو حديث أنس بن مالك،قال :قال رجل من الأنصار-وكان ضخما ً-
،للنبي-صلى الله عليه وسلم -:إني لا استطيع ا لصلاة معك،فلو أتيت لمنزلي فصليت فيه فأقتدي بك،فصنع
الرحل له طعاماً ودعاه إلى بيته،فبسط له طرف حصير لهم،فصلى عليه ركعتين.
الله أكبر،هل تأملت أدب أنس -رضي الله عنه -،عندما وصف الرجل بالضخم،ولم يكن عنصرياً ولا فظاً
في وصفه؟!
ومن لطائف تفريعات الفقه اء فيما يخص السمنة،أن السنة هي التربيع في النعش أي أن يحمل نعش
الميت أربعة،واستثنوا من ذلك أن يكون المحمول سميناً،فيمكن زيادة العدد بما يتناسب وسهولة حمله استناداً
إلى ما حدث في جنازة ابن عمر-رضي الله عنه-حيث كان سميناً.
ومن اللطائف أيضاً أن السمنة تذكر في أبواب عيوب النكاح،حيث إذا كانت المرأة لا تطيق وطء
السمين لأنها لا تحتمله فهل لها الفسخ؟!وهو موطن خلاف
Fajer AlEid
Fajer AlEid
الفقهاء ينتصرون للبدناء! إذا كان ما سبق ،إمعان في الظلمة،فإن في آخر النفق ضوءاً كما يقول أرباب التفاؤل، وأنصار الصباح،وإن طال ظلام الليل.يلزمني أن أكون مقس طاً،فأقول من باب الإنصاف إن بعض الفقهاء انتصروا للبدناء،فمن الكتب المعتمدة لدى المذهب الشافعي كتاب (المنهاج)وهو عمدة متون الشافعية،وحظي بشروح لا تكاد تعد،ومن أهم حواشيه،حاشية العلامة الجمل،وفيها ذكر أن السمن المفرط عذر عند الفقهاء الش افعية . للتخلف عن صلاة الجماعة ٧ الشافعية،يستندون في ذلك إلى حديث رواه ابن حبان ٨،وبوب عليه :(ذكر الباب الرابع وهو السمن المفرط الذي يمنع المرء من الحضور )،وهو حديث أنس بن مالك،قال :قال رجل من الأنصار-وكان ضخما ً- ،للنبي-صلى الله عليه وسلم -:إني لا استطيع ا لصلاة معك،فلو أتيت لمنزلي فصليت فيه فأقتدي بك،فصنع الرحل له طعاماً ودعاه إلى بيته،فبسط له طرف حصير لهم،فصلى عليه ركعتين. الله أكبر،هل تأملت أدب أنس -رضي الله عنه -،عندما وصف الرجل بالضخم،ولم يكن عنصرياً ولا فظاً في وصفه؟! ومن لطائف تفريعات الفقه اء فيما يخص السمنة،أن السنة هي التربيع في النعش أي أن يحمل نعش الميت أربعة،واستثنوا من ذلك أن يكون المحمول سميناً،فيمكن زيادة العدد بما يتناسب وسهولة حمله استناداً إلى ما حدث في جنازة ابن عمر-رضي الله عنه-حيث كان سميناً. ومن اللطائف أيضاً أن السمنة تذكر في أبواب عيوب النكاح،حيث إذا كانت المرأة لا تطيق وطء السمين لأنها لا تحتمله فهل لها الفسخ؟!وهو موطن خلاف
الفقهاء ينتصرون للبدناء! إذا كان ما سبق ،إمعان في الظلمة،فإن في آخر النفق ضوءاً كما يقول...
فزعات الأمهات:


من أكثر الأشياء لطفاً،أن الأم -أيضاً-عادة ما تكون حضنا ً(معنوياً بطبيعة الحال هن ا)للسمين،يلجأ إليه
هرباً من عنصرية الآخرين،وجفاء الناس،وتعليقات السخفاء.
وعادة ما تدافع الأم عن ابنها وعن سمنته بعيداً عن المنطق،وإذا ذكر أحد سمنة ابنها أو ابنتها
استشاطت غضباً،وقالت :أعوذ بالله من عينك،وطالبت المتحدث بأن يذكر اسم الله على فلذة كبدها،خوفاً من
العين والحسد.
ولا تدري هذ ه الأم التي تنضح طيبة أن سمينها الظريف يتمنى أن يصاب بعين تخسف بعشرات
الكيلوغرامات من وزنه الزائد،لو ضمن مسار حسد الحسود هذا.
وعادة ما يتندر الأقربون من البدين عند ممارسة الرياضة،وبخاصة كرة القدم،بأن البدين لا يصلح
ليشارك بينهم لاعباً،إلا حارساً للم رمى،ليس لخفته وقدرته على النقاط الكرات الصعبة واللعبات الماكرة،بل
لأنه سيسد المرمى سداً بمجرد وقوفه مغطياً الخشبات الثلاث.
وكم نفر الناس من السمين إذا حضر موعد الوجبات،فيتجنبون الجلوس إلى جواره على مائدة
الطعام،لأنهم يخشون أن يفتك بما حولهم،ونسوا أن العالم يتجه لتقدير المتخصصين،وأنهم سيحظون بالقرب
منه بانتقائية فريدة تميز أطايب الطعام،وتستبين أحسنه،وإن أكل كميات تضاعف كمية من حوله فالعبرة كما
يقول المختصون ب"الكيف لا بالكم"!
ومن الصور النمطية المغلوطة تجاه السمين أن شحومه تضغط على مكامن التفك ير فيه فتقلل من نشاط
ذكائه،وكم من بدين وصم ببطء الفهم وعدواناً،وغير بعيد عن ذلك ظن بعض النساء،أن السمين قليل
الرومانسية،وهو من بعض الظن المصنف إثماً دون شك.
Fajer AlEid
Fajer AlEid
فزعات الأمهات: من أكثر الأشياء لطفاً،أن الأم -أيضاً-عادة ما تكون حضنا ً(معنوياً بطبيعة الحال هن ا)للسمين،يلجأ إليه هرباً من عنصرية الآخرين،وجفاء الناس،وتعليقات السخفاء. وعادة ما تدافع الأم عن ابنها وعن سمنته بعيداً عن المنطق،وإذا ذكر أحد سمنة ابنها أو ابنتها استشاطت غضباً،وقالت :أعوذ بالله من عينك،وطالبت المتحدث بأن يذكر اسم الله على فلذة كبدها،خوفاً من العين والحسد. ولا تدري هذ ه الأم التي تنضح طيبة أن سمينها الظريف يتمنى أن يصاب بعين تخسف بعشرات الكيلوغرامات من وزنه الزائد،لو ضمن مسار حسد الحسود هذا. وعادة ما يتندر الأقربون من البدين عند ممارسة الرياضة،وبخاصة كرة القدم،بأن البدين لا يصلح ليشارك بينهم لاعباً،إلا حارساً للم رمى،ليس لخفته وقدرته على النقاط الكرات الصعبة واللعبات الماكرة،بل لأنه سيسد المرمى سداً بمجرد وقوفه مغطياً الخشبات الثلاث. وكم نفر الناس من السمين إذا حضر موعد الوجبات،فيتجنبون الجلوس إلى جواره على مائدة الطعام،لأنهم يخشون أن يفتك بما حولهم،ونسوا أن العالم يتجه لتقدير المتخصصين،وأنهم سيحظون بالقرب منه بانتقائية فريدة تميز أطايب الطعام،وتستبين أحسنه،وإن أكل كميات تضاعف كمية من حوله فالعبرة كما يقول المختصون ب"الكيف لا بالكم"! ومن الصور النمطية المغلوطة تجاه السمين أن شحومه تضغط على مكامن التفك ير فيه فتقلل من نشاط ذكائه،وكم من بدين وصم ببطء الفهم وعدواناً،وغير بعيد عن ذلك ظن بعض النساء،أن السمين قليل الرومانسية،وهو من بعض الظن المصنف إثماً دون شك.
فزعات الأمهات: من أكثر الأشياء لطفاً،أن الأم -أيضاً-عادة ما تكون حضنا ً(معنوياً بطبيعة الحال...
-٩-
ماذا فعلت؟!
عندما نشرت مقاطع من هذا الكتاب في الصحافة وتداولتها مواقع الإنترنت جاءتني رسائل إليكترونية
بالمئات،وليست بالعشرات،جلها يتساءل:ماذا فعلت؟!
كيف تخلصت من الزائد من وزنك؟دلنا على الطريقة،ما الحل ؟!وكيف يمكننا أن نفعل مثلك.
أؤكد للجميع،أني لست طبيباً،ولا مختصاً في شؤون التغذية وكمال الأجسام،ولا أحب أن أتحدث فيما لا
أحسن.وليس كتابي هذا كما أشرت في بدايته وصفة للتخفف من زائد الأوزان،ولذلك سيكفي كل أحد يبحث
عن حل لمشكلة الوزن الزائد إصراره ليجد حلاً للمشكلة،إن كان صداقاً في البحث عن الحل،ولم يرد التنزل
مع أحاديث الناس،الذين كثيراً ما يعييهم البحث عن موضوع للتفكه!
السمنة ليست بعيد ة عن أي منحى من مناحي الحياة،ومن أراد أن ينجح في مشروع التخلص منها،فعليه
أن ينزح إلى أساليب النجاح،والإصرار والمثابرة،والصبر على المكاره في صلبها.
كنت أقرأ قبل فترة أن عالماً من علماء الفقه المتقدمين كان يقول :إن تحصيل العلم بحاجة إلى كثرة
الدوافع،وقلة الصوارف!
تأملت هذه العبارة العجيبة،فرأيتها تنطبق على كل مشروع يريد الإنسان أن ينجزه،والتخلص من الوزن
الزائد،أنموذج يمكن تطبيقه هنا.
كلما كان دافعك قوياً،وصارفك ضعيفاً،كان النجاح في قبضة يدك.
إن التخلص م ن ا لسمنة،ليس وصفة يمكن أن يطبقها كل أحد ...إنه كالعطور،تتفاعل بعضها مع مسامات
أشخاص بشكل إيجابي فتكون رائحتهم رائعة،ولا يحدث ذات الأمر مع آخرين،فلا تكون النتيجة بذات فاعلية
النتيجة الأولى.
وأذكر أني يوم كنت صغيراً،قبلت تشديد والد  ي بضرورة أتباع الحم ية،لكني كنت أفر كاللص حينما لا
يراقبني أحد فأوغل في الأطعمة الأقل قيمة والأكثر زيادة للشحوم .بعد يومين اكتشفت والدتي السر،لأني نسيت
إحدى الشطائر تحت سريري،فانبعثت من الوجبة الروائح التي لا تطاق إثر تعفنها،ولم يكن صعباً معرفة أني
لم أكن جازماً على المضي قدماً في المشروع.
فقط سأقول لكم أشياء قد تبدو مختلفة...لكن قبل ذلك،لا تصدقوا الحلول السحرية!
قال لي صديق أصلع يوماً،إنه كلما ذهب إلى حلاق،عرض عليه بضعة أدوية وكريمات لمعالجة
الصلع!
سألته:وماذا تفعل أنت؟!
قال:أرفضها على الفور،ودون تردد!
قلت له:لماذا؟!
٣١
أجاب فورا ً:كنت أقول للحلاقين ومصففي الشعر وأصحاب صالونات الرجال،دعوكم من كل هذا،لو
كانت أدويتك حقيقية وناجحة لا ستخدمها أغنياء العالم وساسته،وجلهم يعانون من مشكلة الصلع،ولم نر أحداً
منهم استبدل لمعان صلعته بشعر حريري أو حتى خشن منكوش،مما يدل على أنني لن أكون فأراً
لتجاربكم،ولن يكون جيبي هدفاً لأساليبكم التسويقية!
حديث صاحبي الأصلع يفيض حكمة وعقلاً،ولذلك كان يردد :البقاء للأصلع،وليس للأصلع كما هو
متعارف ومشهور!
وأمر السمنة ليس بعيداً أبداً عما تفضل به صاحبي عن الصلع.
فلا تصدقوا أصحاب الحلول السحرية .أولئك الذين يبيعونكم الوهم،بعقار،أو بدهون،أو بأدوية شعبية،أو
بأنواع الشاي!
الحلول السحرية لا توجد إلا في الروايات المتخلية يا معاشر البدناء،فتنبهوا!