خشوووع
خشوووع
قال رجل لابن المبارك: صف لي الوالهين بالله فقال: هم كما أقول لك:



مستوفدين على رحل كأنهم*** ركب يريدون أن يمضوا وينتقلوا

عفّت جوارحهم عن كل فاحشة*** فالصّدق مذهبهم والخوف والوجل

*****************

خشوووع
خشوووع
وسئل عبدالله بن المبارك عن صفة الخائفين فقال:



إذا ما الليل أظلم كابدوه ***فيسفر عنهم وهم ركوع

أطار الخوف نومهم فقاموا*** وأهل الأمن في الدنيا هجوع

لهم تحت الظلام وهم سجود*** أنين منه تنفرج الضلوع

وخرس بالنهار لطول صمت*** عليهم من سكينتهم خشوع
خشوووع
خشوووع
لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت، فإذا حدَّثتك نفسك بطلب الإخلاص، فأقبل على الطمع أولًا فاذبحه بسكين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح، سَهُل عليك الإخلاص.
فإن قلت: وما الذي يُسَهِّل عليّ ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح؟
قلت: أما ذبح الطمع فيُسَهِّله عليك علمك يقينًا أنه ليس من شيء يُطْمَع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره، ولا يُؤتي العبد منها شيئًا سواه، وأما الزهد في الثناء والمدح، فيُسَهِّله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين، ويضرُّ ذمُّه ويَشِين إلا الله وحده، كما قال ذلك الأعرابي للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن مدحي زَيَنٌ وذَمِّي شين، فقال: (ذلك الله -عز وجل-).
فازهد في مدح من لا يَزِيُنك مدحه، وفي ذمِّ من لا يَشِنيُك ذمُّه، وارغب في مدح من كل الزين في مدحه، وكل الشَّين في ذمه، ولن يُقْدَر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدت الصبر واليقين، كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب، قال –تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}


المرجع: فوائد الفوائد
للإمام ابن القيم -رحمه الله-

simoon
simoon
بارك الله فيك

موضوع جدا رائع
خشوووع
خشوووع
اخواني
سار المتقون و رجعنا ، و وصلوا و انقطعنا،و اجابوا الداعي و امتنعنا،و نجو من الاشراك و وقعنا،تعالوا ننظر في اثارهم ، وندرس دارس اخبارهم و نبكي علي التفريط مانابنا و نندب ما لحقنا و اصابنا