اخت المحبه
اخت المحبه
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ ﴾
أخرس، لا يتكلم كلمة خير، ولا يفكر بدعوة إلى الله، ولا بنصيحة، ولا بالتوفيق بين شخصين:
﴿ أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

من خلال هذين المثلين في هذه الآية يتضح أن المسافة كبيرة جداً بين مؤمن وغير مؤمن،
وآيات كثيرة تدعونا إلى الموازنة، إنسان ترتاح له، لا تخاف منه،
لا تخاف أن يغدرك، لا تخاف أن يطعنك بالظهر، لا تخاف أن يغتابك،
لا تخاف أن يحتال عليك، لا تخاف أن يفعل معك شيئاً لا يرضي الله. (( الإِيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ ))
مقيد بالإيمان، مقيد بمنهج الرحمن، والإنسان الآخر متفلت،
يفعل أي شيء من أجل متعته، يرتكب كل حماقة من أجل شهوته، يركب رأسه أحياناً، يتناقض،
يقسو ولا يرحم، يأخذ ولا يعطي، يعلو ولا يتواضع، هؤلاء النموذجان في حياة الناس.
المحامية نون
المحامية نون
( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) النحل ١٦


هذا مثل أريد به أهل مكة
فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها،
ومن دخلها كان آمناً لا يخاف،
كما قال تعالى: { أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا} ،
وهكذا قال هاهنا: { يأتيها رزقها رغدا} ، أي هنيئاً سهلاً،
{ من كل مكان فكفرت بأنعم الله}
أي جحدت آلاء اللّه عليها وأعظمها
بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم إليهم،
كما قال تعالى: { ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة اللّه كفرا
وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار}
ولهذا بدلهم اللّه بحاليهم الأولين خلافهما،
فأذاقهم الجوع والخوف ،
وذلك أنهم استعصوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،
وهكذا جوزي الكفار بصنيعهم
وهكذا الباطل في كل زمان إلى بوار.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
قال تعالى:
( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا)
الكهف (45)
قوله تعالى : واضرب لهم مثل الحياة الدنيا
أي صف لهؤلاء المتكبرين الذين سألوك طرد
فقراء المؤمنين مثل الحياة الدنيا ، أي شبهها .
كماء أنزلناه من السماء فاختلط به أي بالماء .
نبات الأرض حتى استوى .
وقيل : إن النبات اختلط بعضه ببعض
حين نزل عليه الماء ;
لأن النبات إنما يختلط ويكثر بالمطر .
وقالت الحكماء : إنما شبه - تعالى - الدنيا بالماء
لأن الماء لا يستقر في موضع ، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد ،

ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا ،
ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى ،
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا
لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها ،
ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعا منبتا ،
وإذا جاوز المقدار كان ضارا مهلكا ،
وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر .
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال له رجل : يا رسول الله ،
إني أريد أن أكون من الفائزين ;
قال : ذر الدنيا وخذ منها كالماء الراكد
فإن القليل منها يكفي والكثير منها يطغي .
وفي صحيح مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه .
هذا المثل ضرب للكفار المتكبرين المتعلقين بالدنيا .
اخت المحبه
اخت المحبه
حبيباتى
فيض ونون
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
(حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) 31 - الحج
مستقيمين لله على إخلاص العمل له،
مقبلين عليه بعبادته وحده وإفراده بالطاعة، معرضين عما سواه بنبذ الشرك،
وهذا مثل المؤمنين
أما من يشرك بالله شيئًا، فمثله- في بُعْده عن الهدى،
وفي هلاكه وسقوطه من رفيع الإيمان الى حضيض الكفر، كمن سقط من السماء
فإما أن تخطفه الطير فتقطع أعضاءه، وإما أن تأخذه عاصفة شديدة من الريح، فتقذفه في مكان بعيد
فذلك حال المشرك من الضلال
وهي صورة مرعبة شبه بها الله تعالى حال المشركين .