لمثل التالي في سورة الرعد:
( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ)
لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍإِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)١٤
*
قوله تعالى : له دعوة الحق أي لله دعوة الصدق .
قال ابن عباس وقتادة وغيرهما : لا إله إلا الله
وقال الحسن : إن الله هو الحق ، فدعاؤه دعوة الحق
وقيل : إن الإخلاص في الدعاء هو دعوة الحق
والذين يدعون من دونه يعني الأصنام والأوثان
لا يستجيبون لهم بشيء أي لا يستجيبون لهم
إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه
ضرب الله - عز وجل - الماء مثلا ليأسهم من الإجابة لدعائهم ;
لأن العرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض الماء باليد ; قال :
فأصبحت فيما كان بيني وبينها من الود مثل القابض الماء باليد
وفي معنى هذا المثل ثلاثة أوجه :
أن الذي يدعو إلها من دون الله كالظمآن الذي يدعو الماء إلى فيه
من بعيد يريد تناوله ولا يقدر عليه بلسانه ،
ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا ،
لأن الماء لا يستجيب ، وما الماء ببالغ إليه ;
قاله مجاهد .
أنه كالظمآن الذي يرى خياله في الماء وقد بسط كفه فيه ليبلغ فاه
وما هو ببالغه ، لكذب ظنه ، وفساد توهمه
*
وما دعاء الكافرين إلا في ضلال
أي ليست عبادة الكافرين الأصنام إلا في ضلال ، لأنها شرك ، وقيل :
إلا في ضلال أي يضل عنهم ذلك الدعاء ، فلا يجدون منه سبيلا ; كما قال :
أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا
وقال ابن عباس : أي أصوات الكافرين محجوبة عن الله فلا يسمع دعاءهم
( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ)
لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍإِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ)١٤
*
قوله تعالى : له دعوة الحق أي لله دعوة الصدق .
قال ابن عباس وقتادة وغيرهما : لا إله إلا الله
وقال الحسن : إن الله هو الحق ، فدعاؤه دعوة الحق
وقيل : إن الإخلاص في الدعاء هو دعوة الحق
والذين يدعون من دونه يعني الأصنام والأوثان
لا يستجيبون لهم بشيء أي لا يستجيبون لهم
إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه
ضرب الله - عز وجل - الماء مثلا ليأسهم من الإجابة لدعائهم ;
لأن العرب تضرب لمن سعى فيما لا يدركه مثلا بالقابض الماء باليد ; قال :
فأصبحت فيما كان بيني وبينها من الود مثل القابض الماء باليد
وفي معنى هذا المثل ثلاثة أوجه :
أن الذي يدعو إلها من دون الله كالظمآن الذي يدعو الماء إلى فيه
من بعيد يريد تناوله ولا يقدر عليه بلسانه ،
ويشير إليه بيده فلا يأتيه أبدا ،
لأن الماء لا يستجيب ، وما الماء ببالغ إليه ;
قاله مجاهد .
أنه كالظمآن الذي يرى خياله في الماء وقد بسط كفه فيه ليبلغ فاه
وما هو ببالغه ، لكذب ظنه ، وفساد توهمه
*
وما دعاء الكافرين إلا في ضلال
أي ليست عبادة الكافرين الأصنام إلا في ضلال ، لأنها شرك ، وقيل :
إلا في ضلال أي يضل عنهم ذلك الدعاء ، فلا يجدون منه سبيلا ; كما قال :
أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا
وقال ابن عباس : أي أصوات الكافرين محجوبة عن الله فلا يسمع دعاءهم
قال الله تعالى في سورة (إبراهيم):
﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾.
يصوَّرُ هذا المثل أعمال الذين كفروا في مقاومة رسل الله، ومحاربة دينه، تجاه نصر الله لرسله وأوليائه إذا شاء، برمادٍ مجتمعٍ لا تماسك بين
ذرّاته، وهو خفيفٌ لا وزن له،فاشتدَّتْ به الريحٌ في يومٍ عاصفٍ، فنسفته وبدَّدته تبديداً.
فهل يقدر صاحب الرَّماد أن يجمع ذرات رماده بعد أن بدَّدته أيدي الرياح العاتيات؟
كذلك الذين كفروا تغدو أعمالهم التي أعدُّوها لمحاربة رسل الله ودينه أمام سلطان نصر الله، مثل هذا الرَّماد الذي اشتدَّت به الريح في يومٍ
عاصفٍ. إنَّهم لا يقدرون ممَّا كسبوا على شيء.
أو ليس ضلالهم في محاربة دين الله هو الضَّلال البعيد؟
بلى:﴿ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾.
من الواضح في هذا المثل دقَّةُ التَّصوير المتحرك، مع صدق المماثلة بين المثل والممثَّل له.
﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾.
يصوَّرُ هذا المثل أعمال الذين كفروا في مقاومة رسل الله، ومحاربة دينه، تجاه نصر الله لرسله وأوليائه إذا شاء، برمادٍ مجتمعٍ لا تماسك بين
ذرّاته، وهو خفيفٌ لا وزن له،فاشتدَّتْ به الريحٌ في يومٍ عاصفٍ، فنسفته وبدَّدته تبديداً.
فهل يقدر صاحب الرَّماد أن يجمع ذرات رماده بعد أن بدَّدته أيدي الرياح العاتيات؟
كذلك الذين كفروا تغدو أعمالهم التي أعدُّوها لمحاربة رسل الله ودينه أمام سلطان نصر الله، مثل هذا الرَّماد الذي اشتدَّت به الريح في يومٍ
عاصفٍ. إنَّهم لا يقدرون ممَّا كسبوا على شيء.
أو ليس ضلالهم في محاربة دين الله هو الضَّلال البعيد؟
بلى:﴿ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ﴾.
من الواضح في هذا المثل دقَّةُ التَّصوير المتحرك، مع صدق المماثلة بين المثل والممثَّل له.
الصفحة الأخيرة
ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24) هود
البون شاسع والمسافة كبيرة بين المؤمن والكافر
قال أبو جعفر:
مثل فريقي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى بعينه شيئًا ،
والأصم الذي لا يسمع شيئًا ، فكذلك فريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه
ويعمل به، لشغله بكفره بالله ،
وغلبة خذلان الله عليه، لا يسمع داعي الله إلى الرشاد،
فيجيبه إلى الهدى فيهتدي به، فهو مقيمٌ في ضلالته،
يتردَّد في حيرته.
والسميع والبصير فذلك فريق الإيمان ،أبصر حجج الله،
وأقر بما دلت عليه
من توحيد الله ، والبراءة من الآلهة والأنداد ،
ونبوة الأنبياء عليهم السلام ، وسمعَ داعي الله
فأجابه وعمل بطاعة الله.