اخت المحبه
اخت المحبه
المثل الثاني عشر


وهذا المثل الأخير من سورة البقرة
قال سبحانه : (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون* اللهُ يَسْتَهْزِئُ
بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُون* أُولئِكَ الَّذينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالهُدَى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدين)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوقَدَ نَاراً فَلَمّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ* صُمٌّ بُكمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لا يَرْجِعُون) (١)

من تحب تفسر هذه الاية
وبعدها نبدا بسورة ال عمران
.
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ

المثل الأخير من سورة البقرة :
قال الله تعالى ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا
وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ *
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ *
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ
وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ .
::
المثل يضرب عن المنافقين
يقول الله تعالى ذكره: إذا لقي هؤلاء المنافقون الجبناء الخبثاء - المؤمنين أظهروا لهم الموافقة والموالاة والمصافاة،
تغريرا ًبهم وخداعاً لهم ومصانعة،
وتقية مما يخشونه من السيف والقتل
إن ظهروا للمؤمنين على حقيقة حالهم،
وإن هم بدوا للمؤمنين بجلية أمرهم من الكفر والخبث،
وشدة العداوة للمؤمنين والإيمان.
وتقية مما يخشون ويخافون من انقطاع مادة الدنيا
التي تصلهم من غنائم الإسلام،
وتعود عليهم بفضل الإيمان.
فهؤلاء المنافقون حريصون على مجاملة المؤمنين،
يجيدون المداهنة، ويتقنون المداجاة والمصانعة

ليتخذوا من ذلك ثوبا يسترون به حقيقتهم،
ويغطون به شرهم وإفسادهم.
::
وما يكادون يخلصون إلى سادتهم وقادتهم في الكفر والإفساد،
حتى يفضوا إليهم بما ساورهم من المخاوف
ثم يتظاهرون بالجلد ويقولون
﴿ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ بمحمد وصحبه،
وإنما نحضر مجالسهم لنغرر بهم ونخدعهم
::
فهم لا يزالون مفتونين بما خدعتهم به نفوسهم الضالة الجاهلة:
من هذا الرياء والنفاق الذي زعموا
أنه هو الحكمة والسياسة والكياسة،
ولا يزالون متخبطين في حياتهم لا يعرفون لهم مقرا؛
غارقين في بحار جهالاتهم مع شياطينهم
لا يعرفون لهم برا،
فهم كما قال الله ﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ)
. أولئك المنافقون الحائرون المضطربون البعداء
﴿ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾
واشتروا الدنيا بالآخرة،
والمتاع الفاني بالنعيم الباقي،
والجبن والذلة بالشجاعة والعزة؛
واضطراب القلب وقلق النفس وحيرتها
بالاطمئنان وراحة الضمير
وهدوء النفس وسكونها إلى فضل الله ورحمته.
فأي بيعه خسروا، وأي صفقه أخذوا.!
ضل سعيهم وخاب أملهم
﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ﴾
وما نالوا منها إلا الآلام والشقاء الأبدي،
والعذاب النفسي الملازم في الدنيا والقبر والآخرة
﴿ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ إلى طريق المخلص مما أحاط بهم،
ولا يستطيعون التخلص من آلامهم وعذابهم،
فلعنهم الله وأصمهم وأعمى أبصارهم.
إن الله لا يهدي القوم الفاسقين نسأل الله العافية،
ونعوذ به من شر النفاق والمنافقين.




الجزء الثاني من المثل مذكور في بداية السورة .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
( سورة آل عمران ) :


......................
قال تعالى :
( وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)
آل عمران-١



هذا مثل يذكر أن كل إنسان..
كان على الكفر بالله ثم تاب فقد كان قبل التوبة
على حافة حفرة النار ماكان يمنعه من الهوي فيها
سوى الموت
والله أنقذه، منها بالهداية
فإذا كان كافرًا بأي نوع من أنواع الكفر
بعبادة الأوثان والأصنام وعبادة الأولياء والأنبياء
بسب الدين بأي ذنب من الذنوب،
وبقي على كفره
فهو على شفا حفرة من النار..
متى مات صار إليها دون شك ..
وكان الصحابة قبل أن يهديهم الله للإسلام
على هذه الصفة،
على شفا حفرة من النار لكفرهم،
فلما دخلوا الإسلام وتابعوا النبي ﷺ

أنقذهم الله منها .
اخت المحبه
اخت المحبه
حبيبتي فيض لمشاركتك الراائعة
اخت المحبه
اخت المحبه
( سورة آل عمران )

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَولادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصحَابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ* مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ في هذِهِ الحَياةِ الدُّنيا كَمَثَلِ ريحٍ فِيها صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون) (١)

تفسير الآيات

الصرّ : الريح الباردة نحو صرصر ، قال الشاعر :


لا تعدلنّ أتاويين (٢) تضربهم
نكباء صرٍّ بأصحاب المحلات

ونقل الطبرسي عن الزجاج انّه قال : الصرّ صوت لهب النار التي كانت في تلك الريح ، وأضاف : ويجوز أن يكون الصرّ صوت الريح الباردة الشديدة.


وعلى كلّ تقدير فالمراد هو الريح السامة التي تهلك الحرث.


والمراد من (حرث قوم ظلموا أنفسهم) الذين زرعوا في غير موضع الزراعة أو في غير وقتها ، فهبت عليه العواصف فذهب أدراج الرياح ، إذ لا شكّ انّ للزمان والمكان تأثيراً بالغاً في نمو الزرع ، فالنسيم الهادئ الذي يهب على الزرع ويلامسه والأرض الخصبة كلها عوامل تزيد في طراوة الزرع ونضارته.


هذا هو المشبه به ، فالكافر إذا أنفق ماله في هذه الحياة الدنيا بغية الانتفاع به ، فهو كمن زرع في غير موضعه أو زمانه ، فلا ينتفع من إنفاقه شيئاً ، فانّ الكفر وما يتبعه من الهوى يبيد إنفاقه ، ولذلك قال سبحانه : (إِنَّ الّذينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْني عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَولادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً)