المثل الثامن :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ
كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ
فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ
لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
البقرة / 264
🌷🌷🌷
هذا المثل يضرب للمنافق
الذي يتصدق لالمرضاة الله انما
رياءً ليحمده الناس ويمدحو ه
وهو في عطاءه يمنّ و يستعلي على من يهبه الصدقات
فمثله كمثل من يملك بستانا فيه من كل الثمرات،
وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما،
لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى،
وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة،
وصاحبها مغتبط مسرور بهذا النعيم ... ثم
ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه،
وكان له ذرية ضعفاء صغار يعتمدون عليه في معاشهم ،
ثم إذ ا بإعصار قوي يصيب الجنة فتحترق وتصبح قاعا صفصفا ، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن،
كذلك من يتصدق ولم يخلص صدقته لوجه الله
بل أعطاها بالمن والأذى وطلباً لمدح الناس له
حتى يقال أنه تصدق ..
وهذا سيبطل ثواب صدقته
وسيبوء بالندم والخسران
المثل التاسع
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى
يَقُولَ الرَّسُولُ وَالّذين آمنوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)
نزلت الآية عندما حوصر المسلمون واشتد الخوف والفزع بهم في غزوة الأحزاب فجاءت الآية لتثبت قلوبهم وتعدهم بالنصر.
وقيل : إنّ عبد الله بن أُبي قال للمسلمين عند فشلهم في غزوة أحد : إلى متى تتعرضون للقتل. ولو كان محمّد نبياً لما واجهتم الأسر والتقتيل ، فنزلت الآية.
تفسير الآية
وردت لفظة «أم» للإضراب عما سبق وتتضمن معنى الاستفهام ، والمعنى «بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة».
و (البَأساء) : هي الشدة المتوجهة إلى الإنسان من خارج نفسه كالمال والجاه والأهل.
و «الضرّاء» : هي الشدة التي تصيب نفس الإنسان كالجرح والقتل ، .
ثمّ إنّ الهدف من امتحان أبناء البشر هو تحصيل العلم بكفاءة الممتحن ، لكنّه فيه سبحانه يستهدف إلى إخراج ما بالقوة من الكمال إلى الفعلية مثلاً : فانّ إبراهيم عليهالسلام كان يتمتع بموهبة التفاني في الله وبذل ما يملك في سبيله غير انّه لم تكن لها ظهور وبروز ، فلما وقع في بوتقة الامتحان ظهرت تلك الموهبة إلى الوجود بعد ما كانت بالقوة.
.
يقول سبحانه : إنّ الابتلاء بالبأساء والضراء سنة إلهية جارية في الأُمم كافة ولا تختص بالأُمة الإسلامية ، فالتمحيص وتميز المؤمن الصابر عن غير الصابر رهن الابتلاء.
فلا يتمحض إيمان المسلم إلّا إذا غربل بغربلة الامتحان ليخرج نقياً. ولا يترسخ الإيمان في قلبه إلّا من خلال الصمود والثبات أمام أعاصير الفتن الهوجاء.
وكأنّ الآية تسلية لنبيه وأصحابه مما نالهم من المشركين وأمثالهم ، لأنّ سماع أخبار الأُمم الماضية يسهل الخطب عليهم ، وانّ البلية لا تختص بهم بل تعم غيرهم أيضاً ، ولذلك يقول : (أَمْ حَسِبْتُمْ) أي أظننتم وخلتم أيها المؤمنون أن تدخلوا الجنة (وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثلُ الّذين خَلوا مِنْ قَبْلِكُم) ، أي أن تدخلوا الجنة ولما تبتلوا وتمتحنوا بمثل ما ابتليت به الأُمم السالفة وامتحنوا به. فعليكم بالصبر والثبات كما صبر هؤلاء وثبتوا.
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتّى
يَقُولَ الرَّسُولُ وَالّذين آمنوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ)
نزلت الآية عندما حوصر المسلمون واشتد الخوف والفزع بهم في غزوة الأحزاب فجاءت الآية لتثبت قلوبهم وتعدهم بالنصر.
وقيل : إنّ عبد الله بن أُبي قال للمسلمين عند فشلهم في غزوة أحد : إلى متى تتعرضون للقتل. ولو كان محمّد نبياً لما واجهتم الأسر والتقتيل ، فنزلت الآية.
تفسير الآية
وردت لفظة «أم» للإضراب عما سبق وتتضمن معنى الاستفهام ، والمعنى «بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة».
و (البَأساء) : هي الشدة المتوجهة إلى الإنسان من خارج نفسه كالمال والجاه والأهل.
و «الضرّاء» : هي الشدة التي تصيب نفس الإنسان كالجرح والقتل ، .
ثمّ إنّ الهدف من امتحان أبناء البشر هو تحصيل العلم بكفاءة الممتحن ، لكنّه فيه سبحانه يستهدف إلى إخراج ما بالقوة من الكمال إلى الفعلية مثلاً : فانّ إبراهيم عليهالسلام كان يتمتع بموهبة التفاني في الله وبذل ما يملك في سبيله غير انّه لم تكن لها ظهور وبروز ، فلما وقع في بوتقة الامتحان ظهرت تلك الموهبة إلى الوجود بعد ما كانت بالقوة.
.
يقول سبحانه : إنّ الابتلاء بالبأساء والضراء سنة إلهية جارية في الأُمم كافة ولا تختص بالأُمة الإسلامية ، فالتمحيص وتميز المؤمن الصابر عن غير الصابر رهن الابتلاء.
فلا يتمحض إيمان المسلم إلّا إذا غربل بغربلة الامتحان ليخرج نقياً. ولا يترسخ الإيمان في قلبه إلّا من خلال الصمود والثبات أمام أعاصير الفتن الهوجاء.
وكأنّ الآية تسلية لنبيه وأصحابه مما نالهم من المشركين وأمثالهم ، لأنّ سماع أخبار الأُمم الماضية يسهل الخطب عليهم ، وانّ البلية لا تختص بهم بل تعم غيرهم أيضاً ، ولذلك يقول : (أَمْ حَسِبْتُمْ) أي أظننتم وخلتم أيها المؤمنون أن تدخلوا الجنة (وَلَمّا يَأْتِكُمْ مَثلُ الّذين خَلوا مِنْ قَبْلِكُم) ، أي أن تدخلوا الجنة ولما تبتلوا وتمتحنوا بمثل ما ابتليت به الأُمم السالفة وامتحنوا به. فعليكم بالصبر والثبات كما صبر هؤلاء وثبتوا.
المثل الحادي عشر
(الّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ الّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسّ
ذلِكَ بأنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبوا
وَأَحَلَّ اللهُ البيعَ وَحَرَّمَ الرِّبوا فَمَنْ جاءَهُ مَوعِظَةٌ مِنْ رَبّهِ فَانْتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَفَأُولئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١)
تفسير الآية
«الربا» الزيادة كما في قولهم ربا الشيء يربو إذا زاد ،
والربا هو الزيادة على رأس المال ،
فلو أقرض أحد أحداً عشرة إلى سنة
فأخذ منه في نهاية الأجل أكثر ممّا دفع فهو ربا إذا شرطه في العقد.
و «التخبط» والخبط بمعنى واحد ، وهو المشي على غير استواء ،
يقال : خبط البصير إذا اختلت جهة مشيه ،
ويقال للذي يتصرف في أمر ولا يهتدي فيه :
هو يخبط خبطة عشواء ، أي يضرب على غير اتساق.
وعلى هذا فالمراد من قوله : (يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطان)
أي يخبطه الشيطان ويضربه ، وبالتالي يصرعه.
(الّذينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلّا كَما يَقُومُ الّذي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ المَسّ
ذلِكَ بأنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبوا
وَأَحَلَّ اللهُ البيعَ وَحَرَّمَ الرِّبوا فَمَنْ جاءَهُ مَوعِظَةٌ مِنْ رَبّهِ فَانْتَهَى
فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَفَأُولئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١)
تفسير الآية
«الربا» الزيادة كما في قولهم ربا الشيء يربو إذا زاد ،
والربا هو الزيادة على رأس المال ،
فلو أقرض أحد أحداً عشرة إلى سنة
فأخذ منه في نهاية الأجل أكثر ممّا دفع فهو ربا إذا شرطه في العقد.
و «التخبط» والخبط بمعنى واحد ، وهو المشي على غير استواء ،
يقال : خبط البصير إذا اختلت جهة مشيه ،
ويقال للذي يتصرف في أمر ولا يهتدي فيه :
هو يخبط خبطة عشواء ، أي يضرب على غير اتساق.
وعلى هذا فالمراد من قوله : (يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطان)
أي يخبطه الشيطان ويضربه ، وبالتالي يصرعه.
المثل العاشر
(أَيَوَّدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون) 266
تفسير الآية
ودّ الشيء : أحبه. و «الجنة» هي الشجر الكثير الملتف كالبستان سميت بذلك ، لأنّها تجن الأرض وتسترها وتقيها من ضوء الشمس ونحوه.
و «النخيل» جمع نخل أو اسم جمع.
و «الأعناب» جمع عنب وهو ثمر الكرم ، والقرآن يذكر الكرم بثمره والنخل بشجره لا بثمره.
و «الإعصار» ريح عاصفة تستدير في الأرض ثمّ تنعكس عنها إلى السماء حاملة معها الغبار كهيئة العمود ، جمعه
أعاصير ، وخص الأعاصير بما فيها نار ، وقال : (إعصار فيه نار) ،
وفيه احتمالات :
أ : أن يكون المراد الرياح التي تكتسب الحرارة أثناء مرورها على الحرائق فتحمل معها النيران إلى مناطق نائية.
ب : العواصف التي تصاحبها الصواعق وتصيب الأرض وتحيلها إلى رماد.
ج : البرد الشديد الذي يطلق على كلّ ما يتلف الشيء ولو بتجفيف رطوبته.
وأمّا التمثيل فيتركب من مشبه ومشبه به.
أمّا المشبه فهو عبارة عمن يعمل عملاً صالحاً ثمّ يردفه بالسيئة ، كما هو المروي عن ابن عباس ، عندئذٍ يكون المراد من ينفق ويتبع عمله بالمنّ والأذى.
قال الزمخشري : ضربت الآية مثلاً لرجل غني يعمل الحسنات ، ثمّ بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها. (١)
وأمّا المشبه به فهو عبارة عن رجل طاعن في السن لحقته الشيخوخة وله أولاد صغار غير قادرين على العمل وله جنّة محفوفة بالنخيل والأعناب تجري من تحتها الأنهار وله من كلّ الثمرات ، وقد عقد على تلك الجنة آمالاً كبيرة ، وفجأة هبت عاصفة محرقة فأحرقتها وأبادتها عن بكرة أبيها فكيف يكون حال هذا الرجل في الحزن والحسرة والخيبة والحرمان بعد ما تلاشت آماله ، فالمنفق في سبيل الله الذي هيأ لنفسه أجراً وثواباً أُخروياً عقد به آماله ، فإذا به يتبع عمله بالمعاصي ، فقد سلط على أعماله الحسنة تلك أعاصير محرقة تبيد كلّ ما عقد عليه آماله
(أَيَوَّدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابهُ الكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُون) 266
تفسير الآية
ودّ الشيء : أحبه. و «الجنة» هي الشجر الكثير الملتف كالبستان سميت بذلك ، لأنّها تجن الأرض وتسترها وتقيها من ضوء الشمس ونحوه.
و «النخيل» جمع نخل أو اسم جمع.
و «الأعناب» جمع عنب وهو ثمر الكرم ، والقرآن يذكر الكرم بثمره والنخل بشجره لا بثمره.
و «الإعصار» ريح عاصفة تستدير في الأرض ثمّ تنعكس عنها إلى السماء حاملة معها الغبار كهيئة العمود ، جمعه
أعاصير ، وخص الأعاصير بما فيها نار ، وقال : (إعصار فيه نار) ،
وفيه احتمالات :
أ : أن يكون المراد الرياح التي تكتسب الحرارة أثناء مرورها على الحرائق فتحمل معها النيران إلى مناطق نائية.
ب : العواصف التي تصاحبها الصواعق وتصيب الأرض وتحيلها إلى رماد.
ج : البرد الشديد الذي يطلق على كلّ ما يتلف الشيء ولو بتجفيف رطوبته.
وأمّا التمثيل فيتركب من مشبه ومشبه به.
أمّا المشبه فهو عبارة عمن يعمل عملاً صالحاً ثمّ يردفه بالسيئة ، كما هو المروي عن ابن عباس ، عندئذٍ يكون المراد من ينفق ويتبع عمله بالمنّ والأذى.
قال الزمخشري : ضربت الآية مثلاً لرجل غني يعمل الحسنات ، ثمّ بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها. (١)
وأمّا المشبه به فهو عبارة عن رجل طاعن في السن لحقته الشيخوخة وله أولاد صغار غير قادرين على العمل وله جنّة محفوفة بالنخيل والأعناب تجري من تحتها الأنهار وله من كلّ الثمرات ، وقد عقد على تلك الجنة آمالاً كبيرة ، وفجأة هبت عاصفة محرقة فأحرقتها وأبادتها عن بكرة أبيها فكيف يكون حال هذا الرجل في الحزن والحسرة والخيبة والحرمان بعد ما تلاشت آماله ، فالمنفق في سبيل الله الذي هيأ لنفسه أجراً وثواباً أُخروياً عقد به آماله ، فإذا به يتبع عمله بالمعاصي ، فقد سلط على أعماله الحسنة تلك أعاصير محرقة تبيد كلّ ما عقد عليه آماله
الصفحة الأخيرة
( وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ
وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ
أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ
فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
٢٦٥ البقرة
*^*
في الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:
﴿ومَثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتًا﴾
أَيْ: يقينًا وتصديقًا
﴿من أنفسهم﴾ بالثَّواب
لا كالمنافق الذي لا يؤمن بالثَّواب
﴿كمثل جنة بربوةٍ﴾ وهي ما ارتفع من الأرض
وهي أكثر ريعًا من المستفل
﴿أصابها وابلٌ﴾ وهو أشدُّ المطر
﴿فآتت﴾ أعطت ﴿أكلها﴾ ما يؤكل منها
﴿ضِعْفَيْن﴾
أَيْ: حملت في سنة من الرَّيع ما يحمل غيرها في سنتين
﴿فإن لم يصبها وابلٌ﴾ وهو أشدُّ المطر
وأصابها طلٌّ وهو المطر الضعيف
فتلك حالها في البركة
يقول:
كما أنَّ هذه الجنَّة تُثمر في كلِّ حالٍ
ولا يخيب صاحبها قلَّ المطر أو كَثُر
كذلك يضعف الله ثواب صدقة المؤمن
قلَّت نفقته أم كثرت