في عين الرجل الشرقي تبدوا الأشياء مختلفة ولكن ! بعمق الغموض الذي يلف كينونته . فاذا ما اراد احدما ان يتعمق في طيب خليط تكوينه فإنه بلاشك سيقابل اشياء واشياء
سيضطر الى المخور عبر ادخنة العود وتلال البهارات وأن يتمايل معه على راقص انغام الشرق
وعلى تغريد فيروز وشدو السيدة وانسجام الموشحات وتطريب المجسات والرحيل في المواويل
وان يعود الى رحاب الطفولة التي تسكنه ويسكنها .. كما ان عليه ان يكون دائما على وضوء وان يصطف معه في المساجد.. وان يجهز اجنحة وجدانه ليطير معه في ابتهالاته وأن يليِّن فقرات ظهره لينحني رضاءً
لمقام الوالدين . وانه يتحتم عليه ان يبقي سيف نخوته مسلولاً وطرف آدميته رطباً مبلولاً . حتى يصل الى مكانة المرأة في عينيه ويبدأ مشوار فهمه لماهيتها ومكانتها في هذا التكوين المتفرد من البشر .. حيث سينبهر بتجمعا احتفالياً بظلال وردية تلقي على دواخله البنفسجية تناسقاً عجيباً في التدرج اللوني لمن يفهم في فن الضوء والظل . وسيفهم ببساطة متناهية ان هذا الرجل الذي كان لحواء اليد الطولى في تكوين ملامح فكره وشخصيته منذ الطفولة الأولى . تأسس على انه شجرة العطاء التي لابد لها من ظل ثابت وان ظله الوارف هو المرأة الفاضلة . وانه مهما تشدقنا بغير ذلك من تحوير لمعانٍ او تلوين لحروف . فإن الأصل في الأشياء سيبقى . وسيمحي الزمن اي اضافات تمنع حقيقة هي الأصل . وان المرأة لو علمت بحقيقة مكانتها عند الرجل الشرقي لما قبلت بغيرها.. والاّ فهل رأيتم طفلاً سعيدا واحداً بلا أم !!! أو رجلاً معتداً بشخصه بلا من كرمها بصفة ( كريمته ) او اخته !!!
أو انسان بلا ملامح !!!
المرأة في عمق الرجل الشرقي هديّة المولى لقلب لايرتوي بغير رحيقها ونفس لاتنعم الاّ بصحبتها
وهي خدين روحه . بل هي روحه . ولن تسمو معايير الغرب الدخيلة من مناداة بمساواتها به الى حيث أول درجات مقامها بين حناياه . وذلك لأن الرجل الشرقي من طبيعة تكوينه انه عطّاء . فإذا هي أخذت كل ماعنده ولم يعد عنده مايعطيهاإياه فإنه سيفلس وتغلق ابواب رجولته وتنتهي اسباب معاشرته وستقضي في ذات الوقت على حلم حواء الدائم في البحث عن الأمان وترديد السؤال الأزلي الباقي على اذنه ( تحبني ؟ ) وعندها سيسقط في يدها عندما تجد انهااخذت منه كل شيء وتركته يتعامل مع الماديات وقد انتفت عنه اسمى مايملك من صفات الا وهي انسانيته ومكانته التي سلبت منه بانتفاء ماحباه الله به من حق القوامة
تخيلوا رجلاً يدخل بيته بلا هدية جميلة يزين بها جيد حبيبته .. او عطرا رقيقا يضفي على رقتها لمسة من عبق افراز نتاج حدائق قلبه العطر الذي خصصه لها .. أو منع عن شفتاه ابتسامة ذات بصمة تخص قلبها . وسئل عن ذلك لأجاب .. كفى . لقد أخذت كل شيء ومن أين لي مالا أملك
ترى ماذا تفضل حواء الشرق؟؟
في عين الرجل الشرقي تبدوا الأشياء مختلفة ولكن ! بعمق الغموض الذي يلف كينونته . فاذا ما اراد احدما...
شكراً لك سيدي تماماً كما يجب أن تلفظ الكلمة . شكراً يليق بحسك الراقي
من حسن حظي سيدي أن أبقى في الذاكرة . بل هو شرف يفوق إستحقاقي
خاصة وأن الذاكرة التي تستضيفني هنا هي ذاكرة الورد
نعم سيدي
أكاد الامس هذه النغمة المحببة . ولكنني مع الأسف لااستطيع تحديدها تماماً . فلك عذري قبل شكري
سيدي
الموضوع بسيط جداً وهو من قطاف الواقع . ولكنها عين الرضا
أشكر لفضلك سيدي مداخلتكم العبقة ولكم من قلب أخيكم المحب فائق الإمتنان
تحياتي
عبدالله