أم سياف
أم سياف
العسل: فيه شفاء للناس
العسل: مضاد للعفونة... ومبيد للجراثيم:

أكدّ سوماروكوف منذ أكثر من قرن أن العسل يحفظ اللحم وعصير الفواكه والخضار من الفساد والعفونة، وشرح كيف يعمد سكان جزيرة سيلان إلى تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة يطلونها بالعسل ويضعونها في تجويف جذوع الأشجار ويغطونها ويتركونها هكذا لمدة سنة وبعد ذلك يجدون اللحم ما يزال طازجاً. بل إن طعمه يصبح أفضل. ولقد أجرى ساكيت Sackett تجارب بزرع جراثيم مختلف الأمراض في مزارع من العسل الصافي ولبث ينتظر... لقد أذهلته النتيجة المدهشة فقد ماتت جميع الجراثيم وقضي عليها بعد عدة ساعات إلى مدة أقصاها عدة أيام. كما أكد لوكهيد من كندا أن الجراثيم الممرضة للإنسان تموت بالعسل.

و يعلل المؤلفون خواص العسل المبيدة للجراثيم بنظريات مختلفة، أو قد يكون الأصح، بآليات متعددة فالطبيب أنجيلودوبيني يعتقد أن حفظ العسل للمادة العضوية الحية من العفونة والتقيح يعود لاحتوائه على كمية من حمض النمل Formic acide. أما هوشتر فيفسر خاصة العسل هذه بارتفاع تركيز السكاكر فيه. إلا أن ملادينوف ينقض هذه النظرية حين وجد أن تلك القطع الحيوانية المحفوظة في عسل صناعي تعفنت حين بقيت فيه لمدة طويلة بينما لم تتأثر تلك المحفوظة في عسل طبيعي.

أما موهريغ وميسنر فيؤكدان أن الخميرة الحالة Lysozym الموجودة في العسل هي المسؤولة عن هذه الخاصية في حين تتفق أغلب الأبحاث الحديثة _ إيوريش _ على وجود مواد مثبطة لنمو الجراثيم ضمن تركيب العسل هي التي تمنع نمو الجراثيم، وأن هذه المواد هي من منتجات النحلة نفسها كما أثبتت كاغانوفا _ إيوريش أن العسل يحتوي على مواد مضادة للفطور المسببة للعفن.

أما شوفان ودولد فقد أكدا وجود مادة مانعة لنمو الجراثيم في العسل دعوها بالإنهبين Enhibine وأنها توقف نمو العصيات التيفية والمكورات العنقودية بأنواعها وعصيات شيغا الزحارية وعصيات القيح الأزرق وضمات الكوليرا وتؤثر بوضوح على عصيات الخناق.

و حسب رأي بوشيزر فإن للعسل تأثيراً جاذباً للكريات البيضاء والذي يزيد من فعل البلعمة بما يحتويه من الماء الأوكسجيني Hydrogen Peroxide. وأخيراً فلا بد من أن نشير إلى فرضية أخرى ترد الخاصة المضادة للحيوية في العسل بسبب غناه بعنصر البوتاسيوم الذي يسحب من الجراثيم رطوبتها الضرورية لحياتها نظراً لشراهته لامتصاص الماء.

و نحن نرى أن لا تناقض بين هذه النظريات إذ من الممكن أن يعمل العسل في مكافحته للجراثيم وقضائه عليها بوسائط وأسلحة متنوعة طالما أن كل هذه العوامل موجودة فيه بالتأكيد. وقد استفاد أكوبيا Akobia من هذه الخاصية ودرس إمكانية حفظ الأنسجة كالعظام والغضاريف والأوعية الدموية والأوتار والسحايا وغيرها ضمن المحاليل العسلية. وقد تبين له أن محاليل العسل الطازجة بنسبة 5 0 % تبقى عقيمة طيلة فترة الحفظ وأنها تحافظ بشكل ممتاز على حيوية هذه النسج بحيث تبقى قادرة على استعادة وظيفتها الحيوية الكاملة بعد زرعها في عضوية الإنسان المحتاجة إليها. وأن نتائج عمليات الزرع هذه بأنسجة محفوظة في محاليل العسل أفضل بكثير من تلك المجراة على أنسجة محفوظة بالطرق الأخرى المعروفة كالتبريد أو ضمن محاليل كيماوية أخرى.

العسل غذاءٌ قيّم:

يعتبر العسل بحق مادة غذائية قيمة ذات أهمية خاصة للعضوية فهو يمتص بسرعة ليصل إلى الدم والأنسجة. وهو أفضل من السكر العادي من حيث أنه يجدد القوة العضلية ويحفظها. ويعتبره تاونسند الطعام الحيوي للرياضيين حيث يمكن تناوله من قبلهم قبل التمارين الرياضية العنيفة مباشرة. كما أن الرياضيين الذين يتنافسون لدرجة الإرهاق يستطيعون استعادة نشاطهم بسرعة كبيرة عندما يتناولون شاياً أو قهوة محلّيان بالعسل.

و يساعد العسل على نمو العضوية وخاصة الفتية منها. ويلعب وجود الزيوت العطرية والإترية فيه دوراً منشطاً للجهاز العصبي والقلب والأوعية. ومن هنا تتضح فائدة العسل للأشخاص الضعفاء والمنهكين فيزيائياً وفكرياً وللناقهين من الأمراض الشديدة والمنهكة.

وقد تبين أن تناول كميات كبيرة من العسل لا يمكن أن ينعكس على العضوية بأي أذى _ شوفان Mladenov , Noecker _. كما أن العسل يساعد على هضم وتمثل الأغذية الأخرى فضلاً عن كونه مادة غذائية سهلة الهضم.

العسل والداء السكري:

يعتبر نقص الغلوكوجين من أهم مظاهر الداء السكري , ويختزن الغلوكوجين عادة في الكبد ثم تطلقه إلى الدم ليستعمله البدن كأهم مصدر للطاقة على شكل سكر عنب. والمصاب بالسكري لا يستطيع تكوين الغلوكوجين بكمية كافية لعوزه لمادة الأنسولين، الهرمون الوسيط لتكوين الغلوكوجين وحرق السكريات. والمريض المصاب بالسكر يستطيع الاستفادة من العسل وتحويله إلى غلوكوجين دون الأنسولين ومن هنا تتضح الأهمية الكبرى للعسل عند السكريين.

فالسكر الرئيسي في العسل هو سكر الفواكه وقد ثبت أن كبد الحيوانات المستأصلة معثكلتها والمحرومة من الأنسولين تستطيع تكوين الغلوكوجين اعتباراً م نسكر الفواكه على الرغم من عدم تمكنها من بنائه من سكر العنب _ Seige , MenKovski , وغيرهم _ كما وجد Baumgarten , Koch أن حقن سكر الفواكه بالوريد لا يرفع سكر الدم إلا بمقدار ضئيل. أما حقن العسل وريدياً فإن مستوى سكر الدم يهبط أيضاً وهذا يعود لفعل نوعي للعسل.

و قد أثبتت اختبارات كل من كيليان وتوبياش أن إعطاء السكريين مقدار 20 غ العسل صباحاً و20 غ بعد الظهر دون أي تغيير في مقدار الأنسولين أو نوعية الحمية عندهم لا تؤثر بصورة ملحوظة على مستوى سكر الدم اليومي عندهم. ويؤكدان أن العسل الصيفي حيث لا تطعم النحلة غير رحيق الأزهار هو عسل ممتاز للسكريين ونتائجه جيدة. وفي كتاب Smedley , Beck وصف لكثير من الحالات المرضية يبيّن أن العسل قد تحملّه المصابون بالسكري وأعطاهم القوة اللازمة.

ويؤكد كل من منوفسكي ودافيدوف فائدة العسل الكبرى في معالجة تخلون الدم Acetonemia التي تحصل كاختلاط عند المصابين بالسكري، كما أن إعطاء العسل للسكريين يقيهم من الوقوع في هذا الاختلاط الخطير، ومن هنا يرى المؤلفان ضرورة تناول العسل من قبل السكريين في كثير من الأحوال. واعتماداً على ما اكتشف حديثاً من أن العسل يحتوي على مواد هرمونية شبيهة بالأنسولين وأن سكره هو سكر الفواكه فإن البروفيسور إيوريش ينصح السكريين بتناول العسل وخاصة إذا ما أضيف إليه مجموعة الفيتامينات " ب " والفيتامين " ج " (VIT. C).

و نحن نرى أن المصابين بالداء السكري يمكن أن يتناولوا العسل، إلا أنه بدون شك يجب أن يتحروا العسل الخالي من الغش وأن يتأكدوا أن النحل نفسه لم يطعم السكّر العادي، وأن تجري المعالجة تحت إشراف طبيب اختصاصي ذو خبرة بخواص العسل العلاجية.

العسل والوقاية من نخر الأسنان:

أكدت الأبحاث الحديثة _ أسبورن، نوريسكين.. _ أن السكاكر في مصادرها الطبيعية _ العسل، التين، الزبيب، قصب السكر _ تكون مترافقة مع عامل واقٍ من النخر يزول عند التصنيع والتنقية _ في السكر الأبيض _. إن هذه السكاكر الطبيعية ومن جملتها العسل لا تحدث نخراً ولا تسبب نموَّ العصيات الجرثومية اللبنية.

و هكذا فإن قبائل الأسكيمو البدائية الذين لم يتناولوا السكر الأبيض ولم يعرفوه مطلقاً لم يكن للنخر بينهم أي وجود _ Waugh _ ويؤكد بانتنغ الأثر السيئ للسكر العادي على الأسنان. أما ماكليدون فينصح بتحلية الشاي بالعسل للوقاية من نخر الأسنان.

و تؤكد أبحاث بوكسي F. Pucci أهمية استعمال العسل كمادة مُحَلِّية تبعد عن الإنسان خط النخر السنّي المبكر. كما تؤكد فائدة العسل بقدرته على القيام بنشاط حاث على نمو الطفل مبعداً عنه خطر الكساح لما فيه من الفيتامينات وكل مقومات النمو، ولفائدته في نمو العظام وبزوغ الأسنان وكذلك بالنسبة لإحداث التكلس الجيد العظمي والسنّي.

العسل في طب الأطفال:

تؤكد المشاهدات السريرية القيمة الكبرى لعسل النحل كمادة غذائية وعلاجية ممتازة لعضوية الطفل. كما تبين أنه يزيد من خضاب الدم وعدد الكريات الحمراء في دمائهم وبالنسبة للأطفال المصابين باضطرابات هضمية أو سوء تغذية، فإن وجود العسل في جدول الحمية عندهم يؤدي إلى تحسن ملحوظ وسريع في حالة الطفل المصاب وإلى زيادة بينّة في وزنه _ غولومب، لابورد _.و نظراً لخاصيته المضادة للجراثيم فهو يساعد صغار الأطفال على تجنب الأمراض الجرثومية والتعفنات المعوية ويسرع من شفائها إذا أشرك مع العلاج النوعي.

و بالنسبة لتغذية الأطفال فالأطباء ينصحون به كمادة مُحَلّية سواء للحليب أو لصنع الأغذية الخاصة للأطفال من سميد أو خبيصة أو غيرها.. فهو طعام سهل الهضم سريع الامتصاص والتمثل، يقدم طاقة وافرة وتغذية ممتازة في المرحلة الحرجة من نمو الطفل لغناه بالمواد الحياتية المعدنية Oligoelements.

و بيّن كل من أليسون ونوربوتون أن إضافة العسل إلى غذاء الخدّج يجعلهم يقبلون على الرضاعة جيداً وتتحسن قدرة المص عندهم. وينصح لوتينغر بإضافة ملعقة شاي من العسل إلى مغلي الشعير لوقف الإسهال الصيفي عند الرضيع أو إعطائهم الشاي المحلى بالعسل بنسبة 5 %، ويصّر فيليبس على استبدال العسل بالسكر العادي لتحلية المصاصات Bibrons بمقدار ملعقة شاي واحدة في الشهرين الأوليين وملعقتين في الشهرين 3 - 4 ويستمر الأمر بثلاث ملاعق، وهذا يعود إلى أن بعض الأطفال لا يمكنهم تحويل السكر العادي بسهولة إلى شكله المهضوم والعسل يمتص بسهولة أكبر من سكر الحليب. كما أن الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على العسل يمتازون بحالة جيدة لجهازهم الهضمي وبانعدام الغازات البطنية.

و قد أكد كل من هافيجي Haffejee وموزا Moosa _ 1985 _ أن محاليل العسل تقصر مدة الإسهال عند الرضع والأطفال المصابين بالتهابات معدية - معوية. كما ثبت أنه لا يطيل أمد الإسهالات غير الجرثومية، ويمكن استعماله بأمان كبديل عن سكر العنب محلولاً في سائل يحتوي على الشوارد المعروفة لإزالة التجفاف بواسطة الفم. أما فيليبس فيؤكد أن إضافة ملعقة شاي من العسل لكل رضعة تساعد على ظهور الأسنان وتمنع حدوث أمراض التسنين. فللعسل تأثير حسن على تمثل الكالسيوم والمغنزيوم في العضوية _ Knott وزملاؤه _.

و هكذا نرى بوضوح الأهمية الكبرى للعسل في تغذية الأطفال في مختلف مراحل نموهم سواء كان ذلك من أجل نموهم الطبيعي أم من أجل وقايتهم من مختلف آفات الطفولة من إسهالات أو انتانات معوية أو خرع أو سوء نمو...

العسل وطب الشيخوخة:

اعتقد الفلاسفة والحكماء منذ العصور الغابرة _ بيفاغور، مولباخر، فتفتسكي... _ أن تناول العسل مع الطعام بشكل مستمر يساعد على إطالة العمر ويبقي الإنسان رغم تقدمه في السن في حالة من الحيوية والنشاط.

و قد أكد إيوريش أن معظم المعمرين في مناطق الاتحاد السوفياتي _ سابقاً _ يتواجدون في مناطق أذربيجان وبلاد القفقاس الجبلية حيث يتعاطون تربية النحل ويتناولون العسل بكميات كبيرة في طعامهم اليومي.

و من مقالة للدكتور ب. لوت Luth بعنوان (زيادة فعالية المعالجة بالبروكائين عند مزجه بالمحاليل العسلية) نقتطف ما يلي: إن المعالجة الجهازية لشكايات الشيوخ بواسطة البروكائين والتي قامت بها الدكتورة أصلان إنما هي معالجة محتفظ بها. ولقد تبين أن تأثيره على بعض عوارض الشيخوخة إنما يرجع إلى فعل محصوله الاستقلابي في البدن وهو حمض أميني آخر يعتبر طليعة ينجم عنها تشكل الكولين والأستيل كولين والتي تعتبر ضرورية لحياة العضوية وخصوصاً الكهلة. وعلى هذا فالبروكائين يقوى الخواص الكولينية Cholingique في البدن. ولقد أجريت تحريات عن مادة غير سامة وتمتلك زيادة فعالية البروكائين فلم يجد الباحثون سوى عسل النحل الذي هو غذاء ودواء بنفس الوقت.

و بناء على هذه النتيجة فقد أنتجت شركة Woelm الألمانية مستحضراً هو البروكوبين ج 2 Procopin G2 الذي يتركب من: بروكائين 2 % روتين 0.5 % غلومينات الصوديوم 1 % مذابة في محلول عسلي بنسبة 1 0 % مصفى من غروياته. ولقد طبق هذا المستحضر في معالجة الظواهر الشيخوخية وكان له تأثير حسن على سير الثعلبة والشيب، كما أن تأثيراته كانت ممتازة على مظاهر الجلد الشائع المختلفة، وعلى سير الكثير من شكاوي الشيوخ من انحطاط ووهن عام وعصبي Neurasthenia ونفسي وآلام في الرأس والتي تشكل بمجموعها ما يدعى بمتلازمة انخفاض القدرة على العمل وفي إزالة هذه العوارض في معظم الأحوال. كما أبدت حالات من الاعتلالات المفصلية غير المشوهة وأخرى من تصلب الدماغ تحناً ملحوظاً.

أهمية العسل للوقاية من الأذيات الشعاعية:

يؤكد فرانكه وإيوريش فعالية العسل في معالجة أعرض الانسمام والتموت الناجمة عن التعرض المديد للأشعة وفي وقاية العاملين بها من ظهور تلك الأعراض، سواء بتناول محاليل العسل الدافئة وخاصة مع الحليب، أو حقن محاليله االمجهزة للحقن في الوريد.

هل يقي العسل من السرطان؟

تبين من تحريات فورستر أن ممتهني النحالة أقل عرضة للإصابة بالسرطان بالنسبة إلى المهن الأخرى كلها وهذا يعود إما إلى لسع النحل، كما يقول المؤلف، أو وهو الأرجح إلى التمتع بتناول العسل أكثر من غيرهم.

الفيتامين المضاد للنزف والعسل:

. بينما كان العلماء يبحثون في إثر العسل في الوقاية من فقر الدم المحدث عند الفئران ومعالجته لاحظوا أن التخثر الدموي عند الفئران التي كانت تتناول العسل في غذائها كان عالياً لدرجة أنه أصبح من المتعذر أخذ عينات الدم من أوعيتها لمعايرة خضاب الدم عندها.

و قد أكد فيفينو أن العسل عند مزجه بالمواد الغذائية الخالية من الفيتامين " ك " قد رفع زمن طليعة الترومبين بشكل واضح. وقد أوضحت هذه التجارب التأثير الفعال للعسل كمادة معوضة عن الفيتامين " ك = K ".



الاستشفاء بالعسل

الاستشفاء بالعسل في أمراض الجلد:

إن معالجة أمراض الجلد بالعسل، وخصوصاً تقيحاته وقروحه والجروح العفنة من الأمور المعروفة جيداً في الطب القديم _ الفراعنة، أبقراط، القديس أمبروس _. وفي قانون ابن سينا عدد من الوصفات لمراهم يدخل فيها العسل لمعالجة آفات جلدية متنوعة وخاصة قرحات الجلد العميقة والمتعفنة.

و منذ عام 1933 كان لوكه Lucke يعالج التقرحات الجلدية بمرهم يدخل فيه العسل وزيت السمك، ويعتبر منطلقاً له تأثير العسل على التئام الجروح وتنظيفها بسرعة وتأثير زيت السمك على التبرعم.

و يؤكد كرينتسكي أنه بتأثير العسل يزداد بكثرة محتوى الجروح من مادة الغلوتاتيون التي تلعب دوراً هاماً في عمليات الأكسدة والتعمير أو الترميم Regeneration التي تجريها من أجل نمو الخلايا والتئام الجروح.

و يعلل الطبيب الصيني يونغ _ 1944 _ التأثير الجيد للعسل في شفاء قرحات الساق المزمنة والقشب بتركيزه السكري العالي وخواصه المضادة للعفونة ولاحتوائه على صباغ أصفر فيه نسبة عالية من الفيتامين " آ ". ومرهم يونغ يتكون من العسل بنسبة 4 / 5 والفازلين 1 / 5.

أما خاتشاتوريان ويابوفا فيعالجان مختلف التقيحات الجلدية _ دمامل جمرة حميدة، تينة عنقودية _ بعسل النحل.

و يطبق العسل بنجاح موضعياً بواسطة التشريد الكهربائي Electrophorasis لمحاليله لمعالجة الجروح الواهنة _ Helfman _ ويمكن إشراك التشريد الكهربائي بمرهم عسلي يدخل فيه القطران الخشبي 2 % لمعالجة الأكزيما المزمنة والتهاب أعصاب الجلد _ التأتب الجلدي _ (دانيلوف 1974).

و تحت عنوان (العسل والضمادات الجراحية) كتب ميخائيل بولمان يقول: عندي كل المعطيات الإيجابية كي أفكر بهذه المادة البسيطة التي تجيب على كل الأسئلة حول مشاكل الجروح والقروح المتقيحة فهي مادة غير مخرشة، غير سامة، عقيمة بذاتها ومضادة للجراثيم، مغذية للجلد، رخيصة نسبة للعلاجات الأخرى، سهلة التحضير والاستعمال.. وفوق ذلك فهي مادة جدُّ فعالة.. ويضيف ديموفيتش الذي عالج آفات مختلفة شملت حروقاً وقرحات وهنية وخراجات وذات عظم ونقي وداحس وفلغمونات ودمامل وغيرها برهم كونكوف العسلي بأن العسل يملك خواص مضادة للجراثيم، مسكنة للألم، ومرممة لأنه يزيد في نمو البراعم الحبيبية Granulation فيسرع التنّدب وحتى الشفاء الكامل. وقد تبين لبيرلاندو 1978 أن الجلد المحروق المعالج بالعسل يُظهر حيوية كبيرة حيث تتولد بعض الأربطة العضلية المحيطية ويقل الإفراز النتحي مع تشكل غرائي وشبكي جديد ويغزر النسيج الحبيبي الأدمي وتتجه البشرة نحو التغطية الجلدية المبكرة Epithelization.

و في الحقيقة فإنه بالرغم من تقدم البحث العلمي وظهور المزيد من العقاقير الحديثة فإننا في ممارستنا اليومية لا نزال نشاهد حوادث من تقيحات جلدية مزمنة وتقرحات واهنة لا تعنو لأي من العلاجات التي بين أيدينا. واعتماداً على ما قدمناه من مشاهدات حول تأثير العسل فقد طبقناه في عدد من تلك الحوادث المختارة التي عندت على المعالجات المألوفة ونشرنا مشاهداتنا حول النتائج الباهرة التي توصلنا إليها في كتابنا (العسل: فيه شفاء للناس) وسنكتفي هنا بعرض واحدة من أهمها مع خلاصة لعملنا هذا ونتائجه.

المشاهدة للمريض (ع. ش) عمره 42 سنة دخل الشعبة الجلدية لمشفى المزة وهو مصاب بقرحة وهنية في أخمص قدمه اليمنى بطول 4 × 6 سم حوافها غير منتظمة قعرها وسخ ويظهر في منتصفها النسيج العضلي وهي مكسوة بقشور صفراء مع نزف قيحي.، تعود القصة إلى 4 شهور خلت بعد أن استؤصل للمريض ثفن عرطل، تقيح الجرح وأدى التقيح الثانوي مع الضياع المادي إلى تشكل القرحة التي عالجها المريض طيلة هذه الفترة بمختلف المطهرات والمضادات الحيوية والمراهم دون جدوى. طبقنا للمريض ضماداً يومياً بمزيج من العسل وزيت السمك وكانت نظافة القرحة تامة في غضون أربعة أيام وتَّم التئام التقرح الكامل خلال 20 يوماً.

كما طبقنا في بعض الحالات مرهماً عسلياً يدخل فيه العسل وزيت السمك _ أو زيت الزيتون _ واللانولين والكالامينا أحدهما حالة تقرح اكتيمائي والثاني حرق من الدرجة الثالثة ناجم عن كي مقصود أدى إلى إتلاف جميع طبقات الجلد والنسيج الخلوي تحته وكانت النتائج متقاربة وكان مجموع المرضى الخاضعين للتجربة 21 مريضاً، منها إصابات بقروح دوالية، وحروق وخشكريشات اضطجاعية وجمرة حميدة وتقرحات وهنية رضية المنشأ وأكتيمائية وغيرها.

و نستطيع القول أنه من خلال مشاهدتنا ومن النتائج الممتازة التي توصلنا إليها بواسطة الضمادات العسلية سواءً كانت صرفة أو على شكل مرهم عسلي أن للعسل بدون شك تأثيراً ممتازاً على دحر الانتان المسبب أو المرافق للآفة ومن ثمَّ على سير الالتئام والترميم في كافة القروح الجلدية على اختلاف منشأها.

و في عام 1986 أكدت هيلتون النتائج الحسنة جداً التي ذكرناها عن معالجة القرحات التوسُّدية _ خشكريشات الاضطجاع _ بتطبيق ضمادات العسل الصرف تغير يومياً. كما أكد محاسن وادي ورفاقه حسن تأثير العسل على التقرحات المزمنة حيث أكدوا تراجع القيح بسرعة وتحسن عملية التحبب الخلوي والدورة الدموية في المنطقة كما لاحظوا تحسن وسرعة عملية التغطية الجلدية. ومن بريطانيا 1988 أكد المستشار الجراحي Spenser النتائج التي توصلنا إليها أيضاً وأكد ملاحظاتنا أن الداء السكري لم يكن مضاد استطباب لتطبيق الضمادات العسلية.

حقن العسل في مداواة الأمراض الجلدية:

أكد Ammich النتائج المذهلة لمعالجته لعدد من المصابين بآفات جلدية حاكة مزمنة ومعندة استمر سيرها لبضع سنوات وذلك بحقن محلول عسلي مصفى من غروياته في الوريد _ حقنة واحدة يومياً _، منها حالات أكزمائية وأكالات وحالات من التأتب الجلدي. كما أكد شيرم مقدرة المحلول العسلي على التهدئة السريعة وإيقاف الحكة على اختلاف منشئها عند المرضى الجلديين.

العسل والعلاج التجميلي:

في مراجعتنا لكتاب القانون لابن سينا نجد عدداً من الوصفات التجميلية التي يعتبر العسل أبرز ما فيها من مواد. وفي الوقت الحاضر فإن كميات هائلة من العسل وشمعه تستهلك في تحضير العديد من مستحضرات التجميل الرائعة من صوابين وشامبو وكريمات وغيرها.و ينصح كارتاميشف ذوي البشرة الجافة بوضع قناع عسلي لمدة 20 دقيقة _ عسل 50 غ، دقيق القمح 30 غ، ماء 20 غ _. أما كولغونينكا فتنصح ذوي البشرة الجافة والمتجعدة بتطبيق قناع عسلي مع صفار البيض _ ملعقة شاي من العسل + صفار بيضة واحدة + ملعقة شاي من زيت نباتي _.

و يرى إيوريش Ioyrish أن أقنعة العسل تعتبر من أفضل وسائل العلاج التجميلي، فالعسل لا يطري الجلد فحسب، لكنه ينظفه ويغذيه، وذلك لأنه يغني أليافه العضلية الملس بمولد سكر العنب Glucogen الضروري لحركتها ومرونتها كما أنه مطهر للبشرة من الجراثيم. ويؤكد تونزلي Tonsley فضل العسل للوقاية من اضطربات البشرة نتيجة الإكثار من استعمال مواد الزينة المختلفة _ الماكياج _. وينصح من أجل حفظ الشعر قوياً لامعاً: يمزج 4 مقادير من العسل مع مقدارين من زيت الزيتون يدعك بها الشعر ثم يعرض على الحرارة قريباً من الموقد أو تحت مصفف الشعر الكهربائي لمدة نصف ساعة، تكرر مرة أو مرتين كل شهر.

ونحن ننصح بإدخال العسل بنسبة 20 % مع أوكسيد الزنك والكالامينا والفازلين واللانولين لصنع مرهم لربات البيوت لمعالجة جفاف اليدين وخشونتها وتشقق البشرة نتيجة الإكثار من استعمال الصوابين والمنظفات، حيث يؤدي إلى نتائج ممتازة.

و تورد ماريا لوبنتو بعض الوصفات التجميلية، فمن أجل معالجة الكلف والنمش: تؤخذ 6 ملاعق من عسل الحمضيات مع ملعقة من الغليسرين وأخرى من الغول الطبي ومن عصير الليمون _ تمزج تباعاً في إناء على بخار ماء مغلي حتى تمتزج بشكل كامل _. وتصف الصيغة التالية لكريم مطهر للوجه: مقدار من اللانولين، مقدار من عصير الليمون، نصف مقدار من زيت الزيتون، مقدار من ماء الورد و3 مقادير من العسل.

أما لمعالجة تشققات الشفتين وقشب _ قشف _ اليدين فتصف مزيجاً متعادلاً من العسل وماء الكولونيا وعصير الليمون بنسبة الثلث من كل عنصر.

و من هنا نرى ما لأقنعة العسل والمراهم المحتوية عليه من تأثير ممتاز على الجلد، فهي تنشطه وتطريه، فتعطيه بذلك النضارة والحيوية والنعومة، وتخفف من تجعداته فتعيد بذلك إليه رونقه وشبابه.

الاستشفاء بالعسل في أمراض العين:

ذكر المقريزي أن الصحابي عوف بن مالك الأشجعي كان يكتحل بالعسل ويداوي به كلَّ سقم. وأوضح ابن سينا فعله المشَفِّف في كثافات القرنية. ويعالج بالعسل صرفاً التهاب حواف الأجفان والتهابات القرنية وتقرحاتها حيث يعطي نتائج باهرة _ ميخائيلوف، بلوتنيفا _. وطبق أوساولكو العسل كسواغ في مرهم السولفيدين من 3 % عوضاً عن السواغ الفازليني، وشملت مشاهداته حالات من التهاب القرنية السلية والإفرنجية حيث تراجع الارتشاح العكر وزادت الرؤية كما حصل على نتائج جيدة في معالجة التراخوما وحروق القرنية بالجير _ الكلس _. وينبه أوساولكو أنه لا يجوز غلي العسل عند تحضير المراهم العسلية لئلا يفقد العسل خمائره وفيتاميناته التي فيها سرٌّ من أسرار قوته العلاجية.

أما روزنشتاين فيؤكد أن الندبات التي تخلفها قرحات القرنية وحروقها عند استعمال العسل أكثر نعومة وألطف من تلك الندبات حين تطبيق العلاجات الأخرى.

أما ماكوخينا فتؤكد أنه معالجة حروق العين بالعسل طريقة تعتمد على إصلاح استقلاب سكر العنب في القرنية بعد الحروق وما ينجم عنه من تشوهات اغتذائية كما تساعد على الوقاية من الانتان الثانوي والانسمام الذاتي في المستقبل. وهي تستخدم العسل موضعياً ممزوجاً كقطرة أو مرهم مع ألبوسيد الصوديوم _ 15 % _ حيث يطبق المرهم قبل النوم أما القطرة فتطبق مرة كل 30 دقيقة في اليوم الأول ثم مرة كل ساعة في اليوم الثاني ثم مرة كل ساعتين بعد ذلك حتى الشفاء.

و ينبه أوساولكو إلى أن بعض المرضى يبدون تفاعلاً موضعياً من احمرار ودماع عند تطبيق العسل، إلا أنها مؤقتة ولا تمنع من إتمام المعالجة إلا في حالات نادرة. وتؤكد بيلتوكوفا فائدة العسل _ قطرة العسل مع الديونين أو مع ألبوسيد الصوديوم _ ومراهمه في معالجة التهابات وتقرحات القرنية وحروقها، وترى أن العسل هنا يعتبر عاملاً منشطاً لعمليات الاستقلاب وإعادة التعمير الخلوي Regeneration في نسج القرنية.

و يطبق ماكسيمنكو العسل صرفاً في حروق العين حيث أكد من منعه لحصول الانتان الثانوي وبيّن أنه ينطلق من العسل مجموعة من السكاكر والخمائر وعناصر مجهرية تعتبر عاملاً فعالاً في عودة الأفعال الاستقلابية إلى حالتها الطبيعية.

و نشر كل من ماكسيمنكو وبالوتبنا بحثاً عن كمعالجة قصر البصر عند الأطفال بالعسل بتطبيقه موضعياً خلف الجفن السفلي مشركة مع تطبيقه بالتشريد الكهربائي _ من 20 - 40 جلسة _ وإعطائه داخلاً إلى الطفل المصاب _ 40 غراماً يومياً _. وقد جزم المؤلفان بأن معظم الأطفال المعالجين شعروا بتحسن ملحوظ حيث خفت شكوى الطفل من تعب العينين عقب القراءة أو الكتابة ومع نهاية الدورة العلاجية تحسنت قوة الرؤية بنسبة 1 / 10 _ 2 / 10 بنفس التصحيح.

و أعطى العسل نتائج مقبولة لمعالجة آفات شبكية العين المتعلقة باضطراب الدوران الدموي للعين حيث طبق صرفاً 3 - 4 مرات باليوم مع استراحة 4 أيام كل 10 أيام. كما طبق محلول العسل بالتشريد الكهربائي بواسطة القطبين على التوالي لمدة 7 _ 8 دقائق يومياً ولمدة 20 - 40 يوماً.تكرر هذه السلسلة العلاجية 2 - 3 مرات في السنة. كما حقن البعض بمستحضر M2 Woelm _ محلول عسلي 20 % مصفى من غروياته ومجهز للحقن الوريدي _ كل 2 - 3 أيام حقنة، وبمجموع من 20 _ 40 حقنة.

و قد تحسنت حالة الدورة للعين عند المعالجين. وتم ارتشاف الدم النازف في الشبكة والجسم الزجاجي وازدادت وازدادت القدرة البصرية إلى حدّ كبير _ خوتكينا، موللر _ وله عليها تأثير مضاعف. فهو يؤدي بتماسه مع الغشاء المخاطي المتقرح إلى التئامه، كما أنه يعدل الحموضة المعدية ويضبط إفرازاتها ويكافح حس اللذع والفواع ويقضي على الألم القرحي. وينصح المقروحون بتناول العسل محلول في حليب دافئ (أو بمغلي النعناع أو البابونج) قبل الطعام بساعة ونصف - ساعتين وبعد العشاء بـ 3 ساعات على 3 وجبات وبمقدار من 30 - 40 غ للوجبة الواحدة. وتعطى محاليل العسل الباردة لمعالجة نقص الحموضة المعدية وذلك قبل الطعام مباشرة وبنفس المقادير العلاجية.

و في دراسة تجريبية على الفئران قام بها الدكاترة أبو الطيب محمد علي وزملاؤه أثبتوا فيها أن العسل إذا ما أعطي مع العلاجات المقرحة _ كأدوية الروماتيزم: الأندوميتاسين _ أو قبل تناولها فإنه يحمي من التقرح المحدث بالأندوميتاسين ويمنع حدوثه. وهذا يعني أن العسل قد يكون معادلاً لتصنيع البروستاغلاندين المانع لتخريش الأندوميتاسين.

و هذا يؤكد وجود عامل مضاد للتقرح ضمن مكونات العسل. هذا العامل قد يكون بسبب تغير نسبة الحموضة والقلوية في المحتوى المعدي: إما بمنع الإفراز الحامضي، أو بتنشيط آلية إفراز الفحمات الثنائية في المعدة.

و العسل علاج ممتاز للمصابين بالتلبكات المتنوعة في جهازهم الهضمي وخاصة العصبية المنشأ، أو بسبب اضطراب في إفراز العصارة المعدية وفي معالجة الانتانات المعوية وخاصة عند الأطفال. وبالنسبة لمعالجة الاضطرابات المعوية إن العسل يؤهب لزيادة عصارات الأمعاء وإلى زيادة قلويتها، كما أننا نحصل بتناول العسل على تنظيم جيد لحركة السبيل الهضمي وإفرازاته.



العسل والكبد:

تعمل السكاكر الأحادية في العسل على زيادة احتياطي الكبد من الغلوكوجين وتحسن الأفعال الاغتذائية في كافة نسج البدن، فتزيد من خاصية الكبد الدفاعية وفي تصفية السموم والذيفانات الجرثومية. كما يعتبر العسل اليوم العلاج الأمثل في أمراض الكبد وخاصة التهاب الكبد الانتاني _ مياسنيكوف، ستامبوليو، شيرم _ وخاصة بعد مزجه بقليل من غبار الطلع والغذاء الملكي. ويؤكد كوخ حسن تأثير العسل على وظائف الكبد عموماً وتنشيط استقلاب السكاكر فيه وذلك لوجود عامل نوعي في العسل دعاه بالعامل الغليكوتيلي.



الاستشفاء بالعسل في أمراض الأنف والأذن والحنجرة:

يمكن لأي مصاب بالنزلات الشعبية من كريب وأنفلونزا ورشح أن يعتمد على العسل كلياً من أجل الشفاء ويكفي لذلك تناول كوب من الحليب الدافئ أو الشاي أو عير الليمون محلى بملعقة كبيرة من العسل. ويؤكد شوفان تأثير العسل كمخفض للحرارة لوجود الحموض العضوية فيه. ويعالج التهاب اللوزتين المزمن بدهنها بالعسل مرتين في اليوم ولمدة من 1 - 2 أسبوع _ Gold , Yofa , Stolt _ ويفضل إجراء غرغرة بماء فاتر قبل الدهن.

و تعالج التهابات الطرق التنفسية العليا وضموراتها بالتبخيرات أو المستنشقات لبخار يحوي رذاذ العسل Inhalation حيث تعطي نتائج جيدة _ كيزل شتاين , بور كشيان , بايان _ حيث يستعمل محلول عسلي للإرذاذ _ بنسبة 20 - 30 % _. ويعالج دوروشنكو التهاب الأنف النتن Ozaena بدكّ الأنف بفتائل قطنية مغمسة بالعسل، أو على قطرة لمحلوله الطازج _ 15 - 20 % _ مع البنزوكائين 2 % والديمدرول 1 % _ مضاد هستاميني _. كما يؤكد ملادينوف النتائج الحسنة لمعالجة التهابات الأنف الحادة المزمنة التهاب الحنجرة والبلعوم بالعسل. ويستخدم J. Riedel مستحضر البركوبين _ يتكون من محلول عسلي مصفى 20 % + بروكائين 2 % _ حقناً موضعياً لمعالجة المصابين بالتهاب ضمورية ومزمنة في الأنف والبلعوم حيث حصل على نسبة عالية من الشفاء بعد حقنتين أو ثلاث حقن فقط من البروكوبين _ تحقن تحت الغشاء المخاطي في الطرف الأنسي للجذع البلعومي الجانبي.

و لمعالجة التهاب الجيوب ينصح سيسيل تونزلي بمضغ ما يملأ الفم من قرص عسلي _ بشمعه _ خلال ربع ساعة وطرح ما يتبقى منه، وتكرر هذه العملية 4 - 6 مرات في اليوم، حيث يبدأ الانفتاح في المجرى الأنفي وتزول الآلام بسرعة مدهشة. أما شانتورف فيعالج التهاب الجيوب المزمن بإحدى طريقتين: إما ببزل الجيب الفكي ثم غسله بمصل غريزي ثم حقن العسل داخله _ مرة واحدة كل 3 أيام _ أو إدخال العسل بواسطة التشريد الكهربائي لمحاليله _ 10 - 20 % _ عن طريق الغشاء المخاطي لباطن الأنف _ وبمجموع 10 جلسات تشريد _. ويرى شانتورف أن التأثير العلاجي للعسل يمكن اعتباره تأثيراً معقداً تشترك فيه كل مكونات العسل من مواد مضادة للجراثيم وهرمونات وفيتامينات وسكاكر مركزة وعناصر مجهرية وسواها.

أما دوروشنكو فيعالج التهاب الجيوب الحاد والمزمن بإرذاذ محاليل العسل Aerosol _ 30 % _ أو بتطبيق محاليله بالتشريد الكهربائي بعد أن يضاف إليها مضاد هستاميني مناسب.

كما يعالج التهابات البلعوم والحنجرة الحادة والمزمنة بالمستنشقات العسلية، ودهن البلعوم بالعسل وإعطائه داخلياً لهم _ 100 غ يومياً _.



معالجة أمراض الفم بالعسل:

للعسل فائدة عظيمة في معالجة التقرحات المختلفة للأغشية المخاطية للفم، وفي معالجة القلاع ولتهاب الفم بتطبيقه صرفاً بعد الطعام _ 3 مرات يومياً _ أو بعد مزجه مع الغليسرين والبوراكس _فبدجس Dorland , Stedman , Osann _ ويوصي سينغ بدعك الأسنان بالعسل ممزوجاً مع مسحوق الفحم الطبي لتصبح بيضاء كالثلج. كما يوصي الدكتور ظافر العطار باستعمال العسل كمادة منظفة فعالة في مداواة الأقنية السنيّة.

الاستشفاء بالعسل في مداواة الجهاز التنفسي:

إنّ الشراب المحضر من العسل يمتص الرطوبة ويهدئ السعال _ أبو قراط _. ويعتبره إيوريش علاجاً مساعداً لمعالجة السلّ الرئوي لأنه يزيد من مقاومة العضوية للانتان السلّي.

و تؤكد أبحاث ملادينوف وزايس وفيليبس: فائدة العسل لمعالجة الالتهابات القصبية والحنجرية البلعومية وفي معالجة السعال الديكي. ويعزو فرانكه وتربين فائدة العسل هنا لوجود الزيوت الطيارة التي تعمل على تنبيه القصبات وتقلصها إلى جانب تأثيره المضاد للجراثيم. وينصح كيزل شتاين بتطبيق العسل ارذاذاً على شكل حلالة هوائية لمعالجة آفات الرئتين والقصبات الالتهابية.
أم سياف
أم سياف
العسل: فيه شفاء للناس
معالجة فقر الدم بالعسل:

تجمع الأبحاث الطبية كافة من تجريبية وسريرية _ Golomb إيوريش، خوتكينا، فراون فلدو _ على اعتبار عسل النحل من أهم العوامل فعالية في معالجة الأنواع المختلفة من فقر الدم Anemia فالأطباء _ من كل الاختصاصات _ الذين عالجوا مرضاهم بالعسل لاحظوا أثره الممتاز على زيادة الكريات الحمراء وارتفاع نسبة الخضاب في دماء أولئك المرضى

و لاحظ Palmes أن العسل الغامق أكثر فعالية في هذا المجال من العسل الفاتح وذلك لغنى الأول بالعناصر المعدنية وخاصة الحديدي والنحاس والمنغنيز. أما إيوريش فيعزو ذلك لاحتواء العسل على نسبة من حمض الفوليك تلعب دوراً أساسياً في التصنيع البروتيني ولا سيما في تكوين الدم.

الاستشفاء بالعسل في أمراض القلب:



يقدم العسل في آفات القلب المختلفة خدمة ثمينة لعضلة القلب الواهنة فهو يوسع الأوعية الإكليلية ويزيد من تروية العضلة القلبية. وإذا كان بالإمكان الحفاظ على تقلصات قلب الضفدع المعزول في محلول سكر العنب فإن هذه التقلصات القلبية تكون أشد قوة وأثر انتظاماً عند استخدام محلول العسل.

و يقبل العالم كوخ بوجود عامل نوعي خاص في العسل دعاه بعامل الغليكوتيل يقوم بتأمين استخدام أفضل السكاكر من قبل عضلة القلب وعضلات الجسم الأخرى. وفعالية هذا العامل تحسن الدورة الدموية الإكليلية وتعدل الضغط الدموي كما أن له فعلاً منظماً لخوارج الانقباض غير المنتظمة. أما ايريخ بوهم E. Bohm فيرى أن مشاركة مركبات الستروفانتين بالعسل أمر ضروري عند معالجة المرضى المصابين بالآفات القلبية الحادة والمزمنة. ويوصي ميتز Metz باستعمال محلول العسل الوريدي _ 20 % - مشركاً من الستروفانتين لمعالجة التهاب العضلة القلبية التسممية والقصور التاجي.

و يلخص شيمرت استطبابات المعالجة بالعسل في الحلالات التالية:

1. جميع حالات القصور التاجي ويشرك مع الديجيتالين في الحالات الخطرة.

2. التهاب عضلة القلب مع تغير النظم وخاصة التالي للدفتريا.

3. يعطى كعلاج مساعد عند إعطاء الهتروزيدات.

4. عقب العمليات الجراحية كمنعش قلبي.

و يعالج أوخوتسكي فرط التوتر الشرياني بإعطاء ملعقة كبيرة قبل كل طعام من مزيج من العسل والتوت البرّي، أما ملادينوف فيعالجه بملعقة متوسطة قبل الطعام بساعة من مزيج متساوٍ من العسل وعصير الفجل مضافاً إليه عصير ليمونة واحدة.

العسل وأمراض الكليتين:

إنّ للعسل قيمة علاجية كبرى في أمراض الكليتين. واقترحه كثير من المؤلفين كمادة أساسية في قوام الحمية عند المصابين بآفة كلوية. وشاركه البعض مع أدوية نباتية كثمار السويتبري _ 15 غ لكل نصف ليتر ماء _ وعصير الفجل _ 2 - 1 _ واقترح بعضهم مشاركته مع زيت الزيتون وعصير الليمون بنسب متساوية حيث تؤخذ ملعقة كبيرة من المزيج 3 مرات يومياً لطرح الرمال البولية.

و نظراً لأن العسل ينظم انتقال الشوارد والماء عبر الأغشية الحيوية ويساعد على ضبط التوازن الحلولي بين الدم والأنسجة فإنه يوصف بنجاح كمدر للبول عند المصابين بقصور القلب أو الكليتين وانحباس السوائل في البدن. هذا ويجب استعمال العسل في أمراض القلب والكلية تحت إشراف طبيب اختصاصي يحدد استطباباته ويحدد مشاركته مع الأدوية النوعية الأخرى.

الاستشفاء بالعسل في أمراض الجهاز العصبي:

تبين المشاهدات السريرية الحديثة أن محاليل سكر العنب المفرطة التوتر تعطي نتائج ممتازة في العديد من الأمراض العصبية، وما العسل إلاَّ محلولاً سكرياً مفرط التوتر علاوة على احتوائه على مواد أخرى فعالة. فقد بين بوغوليبوف وكيسيليفا التأثير الرائع للعسل لمعالجة داء الرقص Chorea. وطبق لوديانسكي محاليل العسل بالتشريد الكهربائي _ بنسبة 10 % يوضع على كلا قطبي التشريد _ وذلك لمعالجة المصابين بالوهن العصبي _ توضع الأقطاب على منطقة الرقبة _ ز التهاب العظم والغضروف _ توضع الأقطاب على المنطقة قرب الفقارية _ في سلسلة علاجية من 10 - 15 جلسة.

كما ينصح بتطبيق كمادات مغمسة بمحاليل عسلية للمصابين بتناذرات ألمية _ التهاب عظم وغضروف، التهاب مفاصل متعدد،...._

و ينصح كل من إيوريش ولوديانسكي وتساندر وأولدفيلد بتناول محلول العسل في ماء دافئ _ كأس كبير من الماء محلى بملعقة كبيرة من العسل _ قبل النوم كمادة مهدئة ومضادة للأرق للمهتاجين والعصبيين والمنهكين.

و يعالج نوفوسلسكي المصابين باللمباجو Lumbago بحقن محلول العسل مع البركائين حيث أعطت نتائج باهرة وكان يسميها (الطريقة السريعة لمعالجة اللمباجو). وكان يحقن مستحضر الميوملكائين العسلي موضعياً في منطقة الألم حقنة واحدة كل يوم أو يومين ويتبع الحقن تدفئة المنطقة بالقوس الكهربائية لمدة 15 - 30 دقيقة، ويحتاج الأمر للشفاء من 3 - 6 حقن حسب شدة الإصابة. وقد عالج الدكتور أمين الرويحة بهذا المستحضر بنجاح حالات معندة من عرق الأنسر _ التهاب العصب الوركي _ كما أكد فائدته لمعالجة اللمباجو.

الاستشفاء بالعسل في الأمراض العقلية:

تؤكد الأبحاث السريرية التي أجراها برونو أن الأنسجة تستعمل محاليل العسل بشكل يفوق استعمالها لسكر العنب ولو تساوت الكثافة بينهما وهذا مهم جداً للمعنيين بالأمراض العقلية. ويؤكد كولومباتي أن الاستيقاظ والتنبه من الاستغراق بشكل سريع بفعل محلول العسل إنما هو نتيجة للتمثل الأفضل على مستوى الجملة العصبية المركزية. وقد أجريت الاختبارات بحقن محلول عسلي بنسبة 40 % مجهز للحقن الوريدي وخضع للاختبار مصابون بآفات مختلفة منها خناق الصدر والصرع البطني ومصابون بالوهن العصبي والوسواس، والهوس النفسي الهمودي _ الكآبة _، كما تم معالجة حالات فصامية من ازدواج الشخصية. ويخلص برونو بتزي بنتيجة دراسته إلى النتائج التالية:

1. إن المصابين بالأمراض العقلية يعانون من أوضاع معقدة، وإن المعالجة بالصدمات والمنومات لا تزيل كل الأعراض بل يتطلب كل مريض معالجات إضافية تناسب حالته...

2. ومن المؤكد أن إعطاء محاليل سكر العنب مع الفيتامينات أدى إلى نتائج جيدة في عدد من هذه الاضطربات. أما اليوم فإن محلول العسل المحقون وريدياً يشكل تتويجاً واتقاناً لهذه الصيغة الطبية...

3. يؤكد كولومباتي المفعول السريع لهذه الحقن للحصول على اليقظة من السبات وبالنتائج القيمة لهذه المعالجة، وأن الأعراض الصدرية - القلبية والهياج العصبي وبعد الاضطربات المتبقية بعد المعالجات العقلية المتعددة تجد لها بحقن محاليل العسل طريقة مفيدة للاستعمال في هذا الميدان.

و يعالج مارتنس لارس المخمورين بإعطائهم 125 غ من العسل حيث يصحو المريض بعد نصف ساعة ويبدو على ما يرام دون عواقب مزعجة وتؤكد كالافيني وبرونوبتزي النتائج الرائعة للعسل في معالجة الانسمام الغولي الحاد والاعتياد الغولي والمورفيني المزمنين، ,هذا تابع لعدة عوامل منها الهدم السريع الكيميائي للغول بواسطة سكر الفواكه وتأثير مجموعة الفيتامين " ب " التي تؤكسد الفضلات الغولية وتمنع احتراقها.

الاستشفاء بالعسل بالأمراض النسائية:

تعنو أقياء الحمل المعندة بنجاح للمعالجة بحقن محلول الملكائين العسلي .

حقن العسل عقب العمليات الجراحية:

أثبتت تجارب شفا يفرز أن إعطاء المصول الملحية بشكل روتيني بعد كل عمل جراحي قد يؤدي إلى توذم الأنسجة مما يسيء إلى نتائج العملية ولذا فقد لجأ العلماء إلى استعمال المصول السكرية معادلة التوتر فهي تعوض عن نقص السوائل وتؤمن للجسم حاجته من الغلوكوجين والتي ثبت أن مقدارها يقل بعد العمليات الجراحية الكبيرة. ونظراً لأن بناء الغلوكوجين في الكبد _ كما أثبت كوخ _ يزيد 68 % بالنسبة للعسل عنه نسبة لسكر العنب فقد طبق بنجاح حقن المحاليل العسلية المعادلة التوتر بعد العمليات الجراحية وخاصة المجراة على الطرق الصفراوية، وأكد أن ميزاتها تفوق أي علاج آخر بدرجة كبيرة حيث تتحسن الحالة العامة للمرضى بشكل سريع ومدهش.

و يؤكد إيوريش هذه النتائج الحسنة لحقن العسل عقب العمليات الجراحية كما انه ينصح كافة المرضى المبضوعين والقادرين على تناول طعامهم الإكثار من تناول العسل على شكل محاليل دافئة، كما يعتبر المحاليل العسلية العلاج الأمثل عقب العمليات المجراة على الفكين حيث لا يستطيع المرضى مضغ الطعام لفترة طويلة. فهو غذاء ودواء يبقي جوف الفم بحالة عقيمة تمنع الانتان الثانوي وتساعد على ترميم الجراح.

و يطبق أوخوتسكي العسل على شكل كمادات موضعية لمعالجة دوالي الساقين والتهابات الوريد الخثرية، حيث تغمس قطع الشاش بمحلول عسلي _ 10 - 20 % _ وتطبق فوق مكان الإصابة ويمكن أن تشرك بالتشريد الكهربائي لذلك المحلول. أما البواسير فيعالجها بالدهن بالعسل مباشرة وصرفاً مشركاً مع إعطائه للمريض داخلاً.

و في الختام وبعدما شاهدنا نجاح المعالجة بالعسل في مجالات كثيرة مع تواصل البحث عن مجالات أخرى، فإنه يحق لنا أن نذكر بالإعجاز القرآني الذي جاء عن العسل والذي وصفته آية النحل بأنه {فيه شفاء للناس} وصدق الله العظيم.


مراجع البحث

1. ابن حجر العسقلاني: عن كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاري).

2. ابن الأثير الجزري: عن كتابه (جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم).

3. أمين رويحة: عن مقالة (حقن العسل في المعالجة السريعة للروماتيزم) مجلة دنيا العلم، بيروت.

4. صادق فرعون: عن مقالة (المعالجة بالعسل في الأمراض النسائية) مجلة طبيبك _ تشرين أول: 1971.

5. ظافر العطار: عن مقالة (العسل كعلاج في طب الأسنان) مجلة طبيبك _ تشرين أول: 1982.

6. محمد أسامة القوتلي وظافر العطار: عن مقالة (عسل النحل وأثره الشافي في الحروق) مجلة عالم الطب والصيدلة _ تشرين أول: 1987.

7. محمد أسامة القوتلي وظافر العطار: عن مقالة (معالجة التقرحات التوسدية بالعسل) مجلة عالم الطب والصيدلة _ شباط: 1986.

8. عبد الكريم نجيب خطيب: عن كتابه (عسل النحل شفاء نزل به الوحي) جدة: 1974.

9. محمد نزار الدقر: عن كتابه (العسل فيه شفاء للناس) الطبعة 3 _ 1992.

10. غياث حسن الأحمد: عن كتابه (الطب النبوي في ضوء العلم الحديث) الجزء 1 دار المعاجم دمشق: 1993.

11. إيوريش: عن كتابه (النحل والطب) بالروسية، طشقند: 1974.

12. ملادنيوف: عن كتابه (العسل والمعالجة بالعسل) بالروسية، صوفيا: 1971.

13. أوخوتسكي: عن مقالة (العسل ينبوع الصحة) موسكو، مجلة النحالة، العدد 7 لعام 1977.

14. لوديانسكي: عن مقالة (العسل في مداواة الأمراض العصبية) موسكو، مجلة النحالة العدد 12 لعام 1976.

15. Beak and Smedley: " Hony and your health " New-York , 1971.

16. Crane Eva " Hony" Bee Briit. Assisition, London , 1975

17. Haffe jee and Moosa: " Brit. Med. journal , june 1985.

18. Ioyrish N. " Bees and People "Mir Pub. Moscow , 1974.

19. Tonsley C. " Hony for health" Tanden. London , 1969.

20. Berlando: "Giornale le Italiano: Dermat. Minerva , Oct. 1978.

21. Chauvin R. " Traite de Biologie de l Abeille " 1968.

22. Caillas A: "les3 Aliments miracles , le miel, le Pollen , le gel Royale 22. Kilian , Topiash: " Deut. Z. F. verd , U. vol. 13 , Stoffwech selk , leipzing 1953.
أم سياف
أم سياف
وجنات من أعناب


قال تعالى: {فأنبتنا فيها حبّاً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً} .

و قال تعالى: {و من النخل من طلعها قنوانٌ دانيةٌ وجناتٍ من أعناب} . وقال تعالى: {ينبتٌ لكم به الزرعَ والزيتونَ والنخيلَ والأعناب} .

و قال تعالى: {و في الأرض قطعٌ متجاوراتٌ ز جناتٌ من أعناب}

و قال تعالى: {و جعلنا فيها جناتٍ من نخيلٍ وأعناب} .

وقال تعالى: {إن للمتقين مفازاً حدائق وأعناباً} .

ذكر الله سبحانه وتعالى العنب، في أحد عشر موضعاً من كتابه الكريم، وذلك في معرض تعداده للنعم التي أنعم الله وامتن على عباده بها، سواء في هذه الدار أو في جنة الخلد التي وعد المتقون.

قال ابن القيم: عن العنب: أنه من أفضل الفواكه وأكثرها منافع. هو فاكهة من الفواكه، وقوت مع الأقوات ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة. ومنفعته: يسهل الطبع ويسمن ويغذو جيده غذاءً حسناً _ ومجففه الزبيب _ وأجود الزبيب ما كبر جسمه وسمن شحمه ولحمه ورق قشره، وهو يغذي غذاءً صالحاً. وإذا أكل منه بعجمه كان أكثر نفعاً للمعدة والكبد والطحال. وإذا ألصق لحمه على الأظافير المتحركة أسرع قلعها وهو يخصب الكبد، ونافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة ...

أما ابن البيطار فيقول عن العنب أنه: أجوده الكبار الرقيق القشر، القليل البذر، والأحمر أعدل وهو أشهى الفاكهة وأجودها غذاء يسمن سمناً عظيماً، يصلح الهزال ويصفي الدم وهو جيد للمعدة، ينهض الشهوة ويصلح للمرضى ويقوي القلب. والحصرم غض العنب ومن فوائده أنه: نافع لنفث الدم العارض وشرابه قابض، مقوٍ للمعدة، نافع لمن عسر هضمه للطعام ولمن به قولنج. ويستعان بشراب الحصرم على تلطيف الحرارة وقطع العطش وتليين البطن.

و العنب Grapes شجيرات من الفصيلة الكرمية تدعى بالدوالي، لها أنواع مختلفة الثمار وهو فاكهة قديمة قدم الإنسان نفسه. ومن الثابت أن العنب أكثر الفواكه فائدة على الإطلاق فله دوره الفعال في بناء خلايا الجسم وترميم أنسجته وتقويته، وفي علاج العديد من أمراضه كما أن له قدرة خاصة على وقاية الإنسان من العديد من العلل والأمراض.

و تختلف نسبة المواد التي يتركب منها العنب حسب نوعه، والتربة التي ينمو فيها، كما أن سكاكره تزداد فيه كلما صار أكثر نضجاً. ويشكل الماء وسطياً 82 % من وزنه، والبروتينات 8 % والدهون 4 % والسكاكر 17 % وتعتبر السكاكر المواد الأساسية في العنب وأوفرها فيه سكر العنب السهل التمثل، وسكر الفواكه Fruetose، ثم سكر قصب. ولها قيمة خاصة في العنب لارتباطها فيه مع مواد أخرى كالفيتامينات " ب 1 " و" ب 2 " التي تساعد على تغذية الأنسجة. والعنب أغنى الفواكه بالفيتامينات وخاصة " أ " و" ب " و" ج " وحمض النيكوتين، كما أنه غني بالأملاح المعدنية وخاصة الحديد والكلس والبوتاسيوم وفيه نسب من الصود والمغنزيوم والسيليس والفوسفور والعفص، ويذكر بعض المؤلفين احتواءه على اليود.

فالعنب الناضج إذن غذاء ممتاز، سريع الهضم جداً أما قبل أن ينضج _ الحصرم _ فقليل الغذاء ويحضر منه شراب

كشراب الليمون،, عصير كعصيره، ويقال أن شراب الحصرم يفيد في إزالة السمنة.

و إذا كان يؤكل طازجاً في أواخر الصيف والخريف. فيمكن أكل مجففه _ الزبيب _ طوال فصل الشتاء. والزبيب يحتفظ بأكثر خواص العنب الطازج وخاصة فيتاميناته وأملاحه المعدنية وأجود الزبيب ما صنع من عنب كثير الشحم رقيق القشرة قليل البذور.

يوصف العنب لمعالجة الإمساك وسوء الهضم فهو يلين الأمعاء ويقلل الاختمارات فيها. وهو مدر للبول وينفع لمعالجة أمراض الكلى والحصاة البولية والصفراوية. وهو يزيد من خاصية الجسم لاختزان المواد الدهنية والبروتينية وبهذه الخاصية يزيد من مقاومة الجسم للأمراض وخاصة المسلولين ويعين على الشفاء. وهو منشط لوظائف الكبد مما يجعله مدراً للصفراء ويعالج المصابين بالتسمم المزمن بالزئبق والرصاص، وطارد للسموم من البدن. كما أنه مفيد للمصابين بالنقرس والثية _ الروماتيزم _ وينصح بتناوله المصابون بفقر الدم والعصبين وناقصي الكلس والناقهين.

و يؤكد جان فالنيه S. Valnet أن العنب منشط للعضلات والأعصاب، نافع في زيادة وزن المهزولين ويصفه كعلاج في كثير من الأمراض، حيث يؤكل وحده خلال أيام وبمقدار 1 - 2 كغ يومياً. ولقد لفت ماكفادن الأنظار إلى أن الإصابة بالسرطان تكاد تكون معدومة في المناطق التي يكثر فيها إنتاج العنب مما يشير إلى أن للعنب أثراً واقياً من السرطان.

و للعنب أنواع كثيرة كلها مفيدة. وكل ما ثماره نافع من القشرة إلى البذور. فمن قشور العنب تستخلص مواد لتنظيف الأمعاء كالعفص والحوامض الحرة. وليس من حرج على الإنسان من الإكثار من العنب إلا أن تكون أمعاءه مصابة بالالتهاب. ومن بذوره يستخرج زيت غني بالحوامض الدسمة غير المشبعة وفيه كمية من الفيتامين (هـ: H) ويدرس اليوم موضوع الاستفادة من هذا الزيت عند المصابين بالعلل القلبية وارتفاع الضغط وزيادة كولسترول الدم.

و لعصير العنب فوائد جمة وخاصة عندما يعصر مع بذوره،و يشترط أن يتناول العصير بسرعة لأنه سريع التخمر ويعطى علاجاً شافياً للمتسممين والناقهين ولإذابة الحصى والرمال الكلوية. ويؤكد د. ناروتسكي فائدة العصير ضد السعال وفي آفات الرئة. كما أنه مرطب وملين ومنشط للكبد.

و يحتوي العصير على كمية من الحموض العضوية التي تصلح فساد البدن وحموضة الدم والأحماض الضارة الناشئة عن الهضم وذلك بما تنقلب إليه من أملاح قلوية. وهو غني بمركبات الحديد التي تدخل في تكوين الدم ومركبات الكلس التي تقوي العظام والأسنان. وأخيراً فهناك الزبيب فهو منشط للعضوية ومقوٍ جيد لها


مراجع البحث

ابن قيم الحوزية: عن كتابه (الطب النبوي).

ضياء الدين بن البيطار: عن كتابه (تحفة ابن البيطار في العلاج بالأعشاب والنبات).

صبري القباني: عن كتابه (الغذاء لا الدواء) بيروت: 1992.

أحمد قدامة: عن كتابه (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات) بيروت: 1982.

هيفاء هرملاني:عن كتابها (العلاج بالفاكهة والخضار) بيروت: 1991.

محمد بدر الدين زيتوني: عن كتابه (الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب) دمشق: 1990.

السيد الجميلي: عن كتابه (الإعجاز الطبي في القرآن) 1982.
أم سياف
أم سياف
القثّاء Snak Cuncumber


عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل القثّاء بالرطب، .

و عن الربيع بن معوذ أن النبي الله صلى الله عليه وسلم كان يحب القثّاء. .

قال ابن القيم: القثّاء بارد رطب مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة، بطيء الفساد فيها، نافع من وجع المثانة بزره مدر للبول. وهو بطيء الانحدار من المعدة فينبغي أن يؤكل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته وكما فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذ أكله بالرطب.

و زاد البغدادي قوله: القثّاء بارد رطب أفضله النضيج، يسكن الحرارة، مدر للبول، وهو أخف من الخيار.

و القثّاء نبات عشبي حولي مداد من الفصيلة القرعية، يعرف في ديار الشام بالقتي _ بالإمالة _ والمقتي، ومن فصيلتها الخيار والعجور. أول من عرفها الفراعنة واستعملوا بذورها لإدرار الحليب والبول وزيادة القوة الجنسية، ومن مصر انتشرت زراعتها في حوض البحر الأبيض المتوسط وهي تؤكل نيئة وتدخل في صنع السلطات والمخللات كتابل ومشه.

و في الطب الحديث وصفت القثّاء بأنها ملينة خفيفة، مرطبة ومنظفة للدم، توصف لإذابة الحامض البولي Acide Urique وأملاحه،و هي مدرة للبول ومنومة. تفيد كخافض للحرارة ومضاد للتسمم والمغص المعوي وتهيج الأمعاء. ونافعة ضد زيادة الصفراء ونزيف الدم والصرع ومذيبة للحصى.

و من الخارج يفيد عصيرها دهناً لمعالجة الحكة والقوباء وللعناية بالجلد حيث يمكن أن توضع قشورها على شكل رقائق على الوجه لمكافحة تغضن بشرة الوجه، ولمعالجة النمش والكلف _ يفيد مزيج عصيرها مع الحليب النيئ.

مراجع البحث

1. ابن الأثير الجزري: عن كتابه (جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم).

2. الإمام السيوطي: عن كتابه (الجامع الصغير).

3. ابن قيم الحوزية: عن كتابه (الطب النبوي).

4. الموفق البغدادي: عن كتابه (الطب من الكتاب والسنة) تحقيق القلعجي: 1988

5. أحمد قدامة: عن كتابه (قاموس الغذاء والتداوي بالنبات) بيروت: 1982.

6. مصطفى طلاس: عن كتابه (المعجم الطبي النباتي) دمشق: 1988
أم سياف
أم سياف
... وعليكم بالقسط


عن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط " .و عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيّما امرأة أصاب ولدها عُذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً فتحكه بماء ثم تسعطه إيّاه " . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجّام أجره واستعَطَّ. وعن ابن عباس أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ خير ما تداويتم به السُّعوط "

و قد روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها وعندها صبي يسيل منخريه فقال: ما هذا؟ فقالت: إنه العذرة. فقال: ويلكن لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطاً هندياً فلتحكه ثم يسعط به، فأمرت عائشة فصنعت به فبرئ. وقد روى البخاري أن أم قيس بنت محصن الأسدية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها قد أعلقت عليه من العذرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق؟ عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب، يريد الكُست...

و في رواية أخرى للبخاري عن أم قيس بنت محصن أنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عليكم بهذا العود الهندي فإنّ فيه سبعة أشفية: يستعط به من العذرة ويُلَدُّ به من ذات الجنب ".

قال ابن حجر: والسعوط ما يُجعل في الأنف مما يتداوى به وقوله " استعطّ " أي استعمل السعوط وهو أن يستلقي على ظهره ويجعل ما بين كتفيه يرفعهما لينحدر رأسه ويقطر في أنفه ماءً أو دهناً فيه دواء _ ينطبق القول على أيّ قطرة _ ليتمكن بذلك من الوصول إلى دماغه _ المقصود بلعومه الخلفي _ لاستخراج ما فيه من الداء بالعطاس.

و العُذرة _ بضم العين _ وجع في الحلق يهيج من الدم وتسميها العامة ببنات الأذن. وهذا التفسير يوافق في الطب أمراض الحلق التي تترافق باحتقان دموي سواء أكان التهاب لوزات أو التهاب لهاة أم التهاب بلعوم. وكان نساء المدينة وما يزال نساؤنا حتى اليوم يلجأن إلى معالجة العذرة بالإصبع أو غمز الحلق بها. والإعلاق الدغر أيضاً في اللغة تعني غمز العذرة بالإصبع. وقد يلجأن إلى إدخال فتيل من خرقة في أنف المريض فيطعن به البلعوم الأنفي فينفجر منه دم ويقال عذرت المرأة الصبي إذا غمزت أو أعلقت أو دغرت حَلقَهُ من العذرة.

و من توجيهات النبي الكريم في هذا المجال أنه نّبه إلى وجوب تجنب الخطأ في بعض المعالجات الشعبية والتي لا تستند إلى أساس علمي فنهى النساء عن مثل هذه المعالجة والمؤذية أحياناً مقدماً لهن العلاج الأمثل في هذه الحالة وهو القسط.

قوله " ويُلَد به من ذات الجنب " يعني يسقاه في أحد شقي فمه وهو تنبيه إلى طريقة لسقي المريض دواءه عندما لا يتمكن من الجلوس أو من تناوله بيده أو عندما يثير ذلك ألماً شديداً لديه، واللدود ما يسقى الإنسان في أحد شقي الفم، أُخذ من لديدَي الوادي وهما جنباه، واللُّدود _ بضم اللام _ الفعل. فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمشيّ " . وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت " .

و لقد ذكر ابن سينا في معالجة سقوط اللهاة القسط مع الشب اليماني وزر الورد، وسقوط اللهاة هو ضخامتها المتأتية عن التهابها.

و قال الموفق البغدادي: وذات الجنب قسمان: حقيقي وهو ورم حاد يعرض في الغشاء

المستبطن للأعضاء، وغير الحقيقي وهو ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاقات، إلا أن الوجع في هذا القسم ممدود وفي الحقيقي ناخس. وقال الدكتور القلعجي معلقاً: تنطبق هذه العلامات على التهاب الغشاء المبطن للرئة Pleurisy الذي يترافق بألم حاد شديد يتفاقم مع التنفس العميق أو السعال بالإضافة إلى سعال جاف وارتفاع حرارة وإنهاك القوى العامة وقد يتجمع في الغشاء سوائل في بعض الحالات. ويرى النسيمي أن ذات الجنب الواردة في الأحاديث هي الألم الجانبي الناتج غالباً عن البرد أو الرثية _ الروماتيزم _

و ذكر ابن الكحال ابن طرخان طريقة المعالجة بالقسط للألم الجانبي فقال: يُدقُّ القسط ناعماً ويخلط بالزيت المسخن دون غلي أو قلي ويدلك به مكان الألم، ويلعق.

أما ابن القيم فقد أكد هذا المعنى بقوله: والعلاج الموجود في الحديث عن آفة في الصدر تنجم عن ريح غليظة فإن القسط البحري إذا دُقَّ ناعماً وخلط بالزيت المسخن ودلك به مكان الريح المذكور أو لُعق كان دواءً موافقاً لذلك نافعاً له محللاً لمادته مذهباً لها، مقوياً للأعضاء الباطنة.

قوله صلى الله عليه وسلم: " فإن فيه سبعة أشفية " قال البخاري: قال الراوي: فسمعت الزهري يقول: بّين لنا اثنتين ولم يبين لنا خمسة. وقال ابن حجر: كذا وقع الاختصار في الحديث عن السبعة على اثنين، فإما أن يكون ذكر السبعة فاختصره الراوي أو اقتصر على الاثنين لوجودهما حينئذ دون غيرهما. وقد ذكر الأطباء من منافع القسط أنه يدر الطمث والبول ويقتل ديدان الأمعاء ويدفع السُّم وحمى الربع والورد ويسخن المعدة ويحرك شهوة الجماع ويذهب الكلف طلاءً.

و عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " . قال الموفق البغدادي: وفي جمعه صلى الله عليه وسلم بين الحجامة والقسط سرٌّ لطيف وهون أنه إذا طُلي به شرط الحجامة لم يتخلف في الجلد أثر المشاريط وهذا من غرائب الطب فإن هذه الآثار إذا نبتت في الجلد قد يتوهم من رآها أنها بهق أو برق والطباع تنفر من هذه الآثار. فحيث علم ذلك مع الحجامة ما يؤمن من ذلك. والقسط قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمثل ما يتداوى به لكثرة منافعه، ينفع الفالج ويحرك الباه وهو ترياق لسمّ الأفاعي، واشتمامه على الزكام يذهبه ودهنه ينفع وجع الظهر.

قال ابن حجر: ويحتمل أن تكون السبعة أصول التداوي بها لأنها إما طلاءٌ أو شربٌ أو تكميدٌ أو تقطيرٌ أو تبخيرٌ أو سعوطٌ أو لدود. فالطلاء يدخل في المراهم ويحل يالزيت ويلطخ، ,كذا التكميد. والشرب يسحق ويجعل في عسل أو ماء وغيرها. وكذا التقطير والسعوط يسحق في زيت ويقطر في الأنف والدهن والتبخير واضح. وتحت كل واحدة من السبعة منافع لأدواء مختلفة ولا يستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم.

و لكن... ما هو القسط Costus؟

ذكر المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة أن للقسط أنواعاً كثيرة، وأكدّ على المنافع الطبية لثلاثة أنواع:

القسط الجميل Costus Speciosus:

و هو المسمى أيضاً بالقسط العربي Costus Arabicus وهو ينتشر تلقائياً في جنوب شرقي آسيا من جبال هيمالايا وحتى سيلان وفي الهند الصينية والفليبين وتايوان. ويزرع في الهند وأندونيسيا وتؤكل سوقه الحاوية على 24 % من تركيبها على النشاء. ويستعمل علاجياً في آفات الصدر والسعال والربو.

القسط الإفريقي Costus Afrri:

و يسميه الإنكليز Ginger Lily وهو منتشر في إفريقيا الاستوائية، تستخدم جذوره لتحضير عجينة لصنع الورق. أما طبياً فيستعمل مسحوق سوقه لمعالجة السعال. أما الصبغة المحضرة من جذوره فتدخل في عداد تركيبة دوائية من داء النوم. وتطبق أوراقه المسلوقة موضعياً لمعالجة الرثية، أما الجذور المسلوقة فتفيد موضعياً لشفاء التقرحات الجلدية.



القسط الموبّر Costus Villosissimus:

و من أسمائه Costus Spicatus , Costus Spetimus. وينتشر في كولمبيا وأمريكا الاستوائية وخاصة في البيرو وغويانا ويستعمل طبياً لعلاج النزلات الشعبية وخاصة المعوية منها وفي حمىّ التيفوس.

و في كتاب النباتات النافعة في غرب أفريقيا أشار J. Dolziel فقط إلى القسط الإفريقي وأكد فائدته كدواء للسعال حيث يؤخذ مغلي سوقه أو مدقوق ثمرته أو تعلك سوقه طازجة وقد يستعمل مغلي جذوره لنفس الغرض. كما تطبق أوراقه المسلوقة كمادة محمّرة لمعالجة الآلام الرثوية. ويشير إلى ما يعتقده سكان سيراليون وساحل الذهب وغيرها حول القدسية لهذه المادة العلاجية عندهم.

و خلاصة ما كتبه شراح الحديث أن نبات القسط _ الموصوف في السنة _ نبات يعيش في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت بالقسط البحري. كما كان يسمى بالقسط الهندي. وقد يُدعى الأبيض بالقسط البحري وز الأسود بالقسط الهندي الذي يتخذ في البخور وله نفس الاسم مع أنهما نباتان مختلفان. وقال البخاري تحت باب السعوط الهندي أو البحري، وهو الكُست _ بالقاف والكاف _ مثل كافور وقافور وكشطت وقشطت.

قال ابن القيم: القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود هو الهندي وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعا وجع الجنب ونفعا من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف.

أما الدكتور أحمد الرشيدي فقد ذكر أن للقسط نحواً من 15 صنفاً وأن الأصلي منه هو القسط الجميل C. Speciosus ومأواه الهند، ومن أنواعه القسط العربي. وذكر أن ابن سينا نقل عن ديسقوريدس بأن للقسط ثلاثة أنواع: صنف أبيض خفيف عطري هو القسط العربي أو البحري،و صنف أسود خفيف غليظ قليل العطرية هو الهندي، وصنف ثالث ثقيل يشبه خشب البقس، رائحته ساطعة هو القسط الشامي.

و ينقل عن الدكتور ميره قوله أننا إذا أجرينا على كلام المؤلفين نسبنا الجذر الذي يسمى عندنا الآن بالقسط العربي للقسط الجميل وهو أبيض فطري مائي عذب الطعم يقرب قليلاً لرائحة الزنجبيل،, هذا يوافق ما يسمى بالقسط الحلو Costus Duleis.

و يرى الدكتور النسيمي أن القسط الأبيض المر الذي يكون بلون البقس والذي يكثر في بلاد الشام والمسمى لذلك بالقسط الشامي والذي يعرف أيضاً بـ الرندة ليس هو القسط الذي وصفه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وليس له فائدة القسط الهندي أو البحري.

أما قسط أظفار فهو نوع من الطيب غير القسط الذي نتداوى به، وقد ورد ذكره في صحيح البخاري عن حفصة عن أم عطية قالت: كنا ننهى أن نحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس مصبوغاً إلا ثوب عصب وقد رخص لنا عند الطهر إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نبذة من كُست أظفار.

و ذكر ابن حجر في تعليقه على حديث القسط البحري: وهو محمول على أنه وصف لكلٍ ما يلائمه، فحيث وصف الهندي كانت الحاجة إلى معالجة أشدَّ حرارة، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة.

و حيث لم نجد أبحاثاً حديثة تكشف أسرار هذه المادة العلاجية النبوية الذي دعانا للتداوي بها من لا ينطق عن الهوى فإننا نحث همم الباحثين من علمائنا وأطبائنا على دراسة هذه النبتة ومعرفة خواصها الدوائية واستطباباتها السريرية في مختلف المجالات.


مراجع البحث

1. ابن حجر العسقلاني: عن كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاري).

2. ابن قيم الحوزية: عن كتابه (الطب النبوي).

3. دكتور محمود ناظم النسيمي: عن كتابه (الطب النبوي والعلم الحدث) الطبعة 3 _ ج 3.

4. موفق الدين البغدادي: عن كتابه (الطب من الكتاب والسنة) تحقيق عبد المعطي القلعجي

5. أحمد يوسف التيفاشي: عن كتابه (الشفا في الطب) تحقيق عبد المعطي القلعجي.

6. فول ومالييفا: عن كتابهما (المرشد إلى المصادر العالمية للنباتات النافعة) صدر في موسكو بالروسية: 1952.

7. داليزييل: عن كتابه (The useful Plants of West Tropical Africa) صدر في لبنان: 1937.