الإنسان المسلم في المهجر...أزمة ثقافة أولا...

ملتقى الأحبة المغتربات

الإنسان المسلم يعاني أزمة ثقافة...


عنوان مقال سأكتبه قريبا بحول الله...

.......


أزمة الثقافة تتبدى في اللحظة التي يبدأ فيها الفرد في التخلي عن مقوّمات هويته رغم عدم وجود ضغوط خارجية تجبره على ذلك...


حينما تكون المسلمة أو المسلم في بلد متعصب دينيا يرفض الحجاب أو اي مظهر من مظاهر الدين أو التدين الإسلامي فمن الممكن أن نفهم بسهولة لماذا يتخلى المسلم أو المسلمة عن مقومات هويتهما لأنهما واقعان تحت ضغط خارجي...


أما حين يكون الفرد يعيش في مجتمع غير مسلم ومع ذلك متسامح ...ومن ثم يبدا في التخلي عن أي مقوم من مقومات هويته....فمعناه أن الخلل منه هو ..وليس من المجتمع غير المسلم...


.....



الحجاب يلفت النظر!!!!!!



دائما تواجهني كثير من بنات ديرتي بهذه الجملة الصفيقة حين نتحدث عن نية للسفر للخارج وعن رأيها في مسألة التحجب الكامل أو غطاء الوجه ...أو تغطية الشعر..

_الحجاب سيلفت الآنظار لي وسيجعل من منظري فتنة....


_ثم إنني سأظهر بمظهر محتشم والحشمة هي الهدف من الحجاب (وليتها تطلع بعد ذلك محتشمة هدانا الله وإياها)...

_وسينظرون لي كثيرا ويعرفون أني مسلمة( طب والنعم ....هو أحد محصل هالشرف )؟؟؟


...وربما اتعرض لمضايقات لأني مسلمة (رؤية مضحكة وتفترض العدوانية في الآخر قبل التعرف عليه حتى...وكلللللله من أجل ألا ترتدي الحجاب)



_لاأريد الصلاة أمام الناس أو في الحديقة حتى لاأتعرض لمضايقة....(افترضنا ان البلد متسامح دينيا ويسمح قانونيا بإقامة المظاهر الدينية لكل الأديان)...


_عندما أصلي ينظرون إلي باستغراب وربما يسألوني عن ديني (وهذي مشكلة كبيرة لأن الأخ بيجيب العيد لما يتحدث عن دينه الذي يستحي منه)

ياسيداتي...ياسادتي...


الجامع والنقطة التي تجمع كلللللللللل الجمل أعلاه هي شيء واحد:


هويتنا الإسلامية مختللللللللللة....جدا ..جدا ...جدا....


لأجل ذلك فقط نحن نخجل من إظهار شعائر ديننا...


..............




دعوني أتكلم عن المسألة بمعزل عن الفتوى وعن الدين...فأنا لست فقيهة ولاباحثة في العلوم الشرعية...


ولكن معرفتي الاجتماعية الثقافية تثبت أنه باستقراء جمل مشابهة ومفاهيم خاطئة جدا عند المسلمين فإن هناك خللا كبيرا في مسألة الهوية والاعتزاز بها...

أي أن المسلم بكل أسف يخجل أن يقول عن نفسه مسلم....فيما لايخجل اللاديني أو المسيحي واليهودي أن يقول عن نفسه ذلك...

صحيح أن المجتمعات منذ أكثر من قرن صارت علمانية ومعادي للدين بشكل ملحوظ..وأصبحت معالم الدين ممحوة في الثقافة الغربية...

لكن المسلمين أينما كانوا فإن خلفيتهم الثقافية هي (الإسلام)...وإن أي تعبير مخل بهذه الهوية سيضرهم وحدهم.... ولن ينفع غيرهم...

تخيلوا معي عائلة مسلمة تقرر الهجرة إلى ديار غير مسلمة...ويكتنف هذه العائلة خلل في الهوية الإسلامية مثل كثير من العائلات المسلمة...

هذه الأسرة تندمج بسهولة في الثقافة (ألبوتقة) التي هي الثقافة الغربية والتي تتسع لكل الثقافات المختلفة وتصهرها في خطوط القانون....

ولكن ماذا عن الأسرة نفسها...وكيف تسير خط هويتها ؟؟؟

هذه الأسرة تتخلى فيها المرأة عن حجابها....والأب بالمقابل عن اعتزازه بهويته (كالصلاة حين يحين وقت الصلاة أو الحديث عن نفسه وثقافته كعربي وكمسلم)...

يولد لدينا اطفال ينصهرون في الثقافة الغربية بفعل المعايشة....ولكن لايجدون مصدرا داخليا ثابتا ومختلفا يجعلهم يتوجهون بهويتهم إلى الاختلاف ...والاختلاف موجود حتميا...فهو (اي الطفل) مسلم....والمجتمع غير مسلم...


والاختلاف الذي لم يختره الطفل بإرادته يمثل (قلقا) مالم يحوّله الوالدان إلى استثمار تربوي وتنمية لشعور العزة والثقة بالهوية الإسلامية...


وبالتالي فإن نشأة الطفل في مكان لايعتز الوالدان فيه بهويتهما أصلا ....نذير بالخطر...

وماأسهل أن يذوب الطفل في مجتمع يعطيه كل مقومات الانصهار...حين لايكون هناك والدان يخبرانه بأنه عليه أن لايذوب...

ودعونا لانتحدث عن الاطفال..دعونا نتحدث عن الوالدين...وهويتهما ..واهمية وضرورة الاعتزاز بالهوية ..


المراة التي تستحي من لبس الحجاب والرجل الذي يستحي من التحلي بالخلق الاسلامي واظهار اسلامه سرعان مايتخليان تلقائيا وتدريجيا عن الهوية ....وربما عن الدين كله...

وعن الثقافة باكملها...وربما تجد هذه المراة العربية المسلمة قد حققت ماأرادته حين قالت أنها لاتريد ان يعرفها احد أ ان تكون مميزة...فهي فعلا لم تعد مميزة..ولم تعد تراها حين تراها مسلمة...


ولذلك لاتستغرب ان تجد هذه المراة فيما بعد زوجها ينخرط في مظاهر الثقافة الغربية المرفوضة...

وربما تسرب إليهما (زيادة على الانحراف) شيء من البراءة من الثقافة السابقة (الإسلامية) وازدراء لها ...



وان كانت مظاهر الدين وشعائره مازالت موجودة في البيت...


هل تصدقون يااخواتي ....ودعوني أجعل هذا مثلا ....


أن هناك من أخبرني أن مسلمين سنّة (ليسوا حتى شيعة أو غيرهم) مهاجرين منذ زمن الى امريكا...تطوعوا للعمل في الجيش الأمريكي كمرتزقة للقتال في العراق ....

هذا الخبر الصاعق والمرعب جعلني اتأكد أن المسلم حين يندمج في الهوية الأخرى فإنه ينسى انتماءه لدينه وولاءه لإسلامه ولعروبته...


وهو مايجعلني أتساءل عن السبب والأزمة ....وعن الخلل أين يكمن...




سيتبع ياحبيباتي....لاتبعدون....
30
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بدّورة الحلوة
طبعا ياأخوات الموضوع ينظر له من البعد الثقافي....وليس الآيديولوجي...


والبعد الثقافي أوسع من البعد الديني (الآيديولوجي)....
بدّورة الحلوة
وطنك هو المكان الذي تشعر فيه بحريتك ...حرية عبادتك لربك...حرية انتمائك...حرية تعبيرك...


هذه الكلمات اقتبستها من عبد الرحمن الكواكبي رحمه الله...


وبالتالي فإن أي مكان يرفض أن تعبّر فيه عن هويتك وعن أن تكون نفسك...فهو لايستحق أن تسكن فيه أو تختاره...

لكنننننننن



ليس عن هذا أتحدث...

أتحدث عن شخص يتهم الثقافة الأخرى بالطول والعرض أنها معادية وعدوّة ولاتريد له حرية ولاترصد له حقا في الحياة....ولأجل ذلك يعلّق عليها شماعة خجله من هويته الإسلامية....


هنا أتوقف طويلا أمام مكوّنات الثقافة الإسلامية مقارنة بمكوّنات الثقافة الغربية...

1_الثقافة الإسلامية يشكّل الدين الإسلامي جزءا أساسيا من تصوراتها الثيولوجية (العقائدية) وجزءا هائلا من الشكل الاجتماعي والممارسات الجماعية للفرد والعائلة المسلمين...



بينما لم يعد الدين في الثقافة الغربية يشكل جزءا اساسيا (وهو بالأصل لم يكن جزءا قويا حتى في العصور الوسطى)...وبالتالي فإن التغير بين الأجيال المتعاقبة وصياغة السلوك الاجتماعي غير ثابت ولاشيء سوى سلطة القانون...


هذه أبسط علامة فارقة بين الوجهين الإسلامي والغربي...


ومنها يبدأ تحليلنا...

.......



أتذكر جيدا كلمة أحد المستشرقين حينما برر أن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا..


هذه الكلمة التي يتكىء عليها لمتعصبون من الجهتين...


إلا أنها ليست بعيدة عن الصواب حين محاكمتها بالعقل...فأحد الجهتين لايتقارب مع الآخر إلا بتنازله عن جزء من هويته....


وهذا صعب جدا جدا....


وليس على الثقافة الإسلامية أ، تكون هي البادئة بالتقارب والانصهار...


وأحيلكم ياأخوات على مقال جميل جدا للكاتب الليبي (عمر المنصف ) بعنوان (تخصيب لاغزو ثقافي ) يتحدث عن الفرق الشاسع بين التخصّب بالثقافة الأخرى وبين الانصهار فيها لحد فقدان الهوية الإسلامية وفقدان الذات...



يتبع....
بدّورة الحلوة
لماذا المسلمون وحدهم عليهم أن يتنازلوا؟؟؟



.....



سؤال يطرحه الزمن الجديد...


المسلمون بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحوا في حالة من التخبط الثقافي لايحسدون عليها...لأن مظاهر الهوية الثقافية للإسلام والمسلمين أصبحت مصدر قلق للآخر الذي بدأت تتغير مظاهر ثقافته بدورها...



وهنا وقع كثير من المسلمين في أفخاخ التردد والذوبان أو الانسلاخ من الهوية أو التنازل عن جزء منها...

فيما هي كانت الفرصة الحقيقية لتحقيق نصر (ثقافي) على الآخر بزيادة الاعتزاز بالهوية رغم الأزمة التي لاتنتمي لثقافتنا وحسبت عليها بالقوة....


وأردنا أن نتبرأ منها بالتبرؤ من هويتنا او جزء منها...


لقد حان الوقت لكي يفهم المسلم أن خلفيته الدينية أمر حتمي لصيق...وان انسلاخه من الهوية الدينية أو محاولة الانصهار في الاخر على حساب الهوية سيودي بالمجتمعات الآسلامية الى نفس التجربة الغربية الآن...

أي بلاد بلا هوية دينية...منظمة ومتسامحة...لابأس...ولكنها تعاني شقاقا داخليا لايمكن تجاهله من جهة الهوية...


وهذا مالايناسب العرب...ولاالمسلمين...والمسلمون حين يتنازلون عن هويتهم في المهجر فإنهم يتحولون إلى خنجر في ظهر هويتهم ....ويرتكبون خيانة لأنفسهم وثقافتهم ...في الوقت الذي يمكن فيه وبمنتهى الاعتزاز تكوين وجود إسلامي متسامح وفاعل...في قلب الآخر ...



ولكن هل قومي يعلمون؟؟؟


يتبع




وينكم بنات؟
الريم ه
الريم ه
لماذا المسلمون وحدهم عليهم أن يتنازلوا؟؟؟ ..... سؤال يطرحه الزمن الجديد... المسلمون بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحوا في حالة من التخبط الثقافي لايحسدون عليها...لأن مظاهر الهوية الثقافية للإسلام والمسلمين أصبحت مصدر قلق للآخر الذي بدأت تتغير مظاهر ثقافته بدورها... وهنا وقع كثير من المسلمين في أفخاخ التردد والذوبان أو الانسلاخ من الهوية أو التنازل عن جزء منها... فيما هي كانت الفرصة الحقيقية لتحقيق نصر (ثقافي) على الآخر بزيادة الاعتزاز بالهوية رغم الأزمة التي لاتنتمي لثقافتنا وحسبت عليها بالقوة.... وأردنا أن نتبرأ منها بالتبرؤ من هويتنا او جزء منها... لقد حان الوقت لكي يفهم المسلم أن خلفيته الدينية أمر حتمي لصيق...وان انسلاخه من الهوية الدينية أو محاولة الانصهار في الاخر على حساب الهوية سيودي بالمجتمعات الآسلامية الى نفس التجربة الغربية الآن... أي بلاد بلا هوية دينية...منظمة ومتسامحة...لابأس...ولكنها تعاني شقاقا داخليا لايمكن تجاهله من جهة الهوية... وهذا مالايناسب العرب...ولاالمسلمين...والمسلمون حين يتنازلون عن هويتهم في المهجر فإنهم يتحولون إلى خنجر في ظهر هويتهم ....ويرتكبون خيانة لأنفسهم وثقافتهم ...في الوقت الذي يمكن فيه وبمنتهى الاعتزاز تكوين وجود إسلامي متسامح وفاعل...في قلب الآخر ... ولكن هل قومي يعلمون؟؟؟ يتبع وينكم بنات؟
لماذا المسلمون وحدهم عليهم أن يتنازلوا؟؟؟ ..... سؤال يطرحه الزمن...
كلام رائع بدورة
وتحليل جميل لما يحدث للكثير من المسلمين المغتربين

انا اتفق معاج انه السبب الحقيقي وراء ازمة الكثير من المسلمين في الغربة هي الخجل من كون الشخص مسلم وهي حقيقة يأبى الكثير انهم يعترفو بها

في مثال يستقطبني دائما واشعر به لانه الكثير من البنات يواجهوني بهالسؤال: ليش ما تلبسي بنطلون وانتي مسافرة؟ وارد عليهم بالسؤال انتو ليش تلبسو بنطلون اذا ما كنتو تلبسوه في بلدكم اساسا فتأتي الردود من باب انه عملي ومريح والدنيا برد .... في الحقيقة ردود مالها اي معنى لانهم تشوفيهم يمشوا ببطء شديد ورقة مفتعلة ومع الجينز نعال كعبه اشطوله والبنطلون تايت ولا فيه ريحة الراحة والقهر انهم يلبسو الجينز في الصيف في الوقت اللي الاجانب يلبسوا فيه التنانير عشان الحر

المسألة في هالحالة ومن هالمثال البسيط تبين رغبتهم الخاصة في فعل هالشي لكن ماعندهم الشجاعة يقفوا وينتصروا لرغبتهم بالتعبير عنها بحرية.... اذن في النهاية نرجع لمسألة الثقة من كلا الجانبين

تابعي وانا متابعة
الريم ه
الريم ه
كلام رائع بدورة وتحليل جميل لما يحدث للكثير من المسلمين المغتربين انا اتفق معاج انه السبب الحقيقي وراء ازمة الكثير من المسلمين في الغربة هي الخجل من كون الشخص مسلم وهي حقيقة يأبى الكثير انهم يعترفو بها في مثال يستقطبني دائما واشعر به لانه الكثير من البنات يواجهوني بهالسؤال: ليش ما تلبسي بنطلون وانتي مسافرة؟ وارد عليهم بالسؤال انتو ليش تلبسو بنطلون اذا ما كنتو تلبسوه في بلدكم اساسا فتأتي الردود من باب انه عملي ومريح والدنيا برد .... في الحقيقة ردود مالها اي معنى لانهم تشوفيهم يمشوا ببطء شديد ورقة مفتعلة ومع الجينز نعال كعبه اشطوله والبنطلون تايت ولا فيه ريحة الراحة والقهر انهم يلبسو الجينز في الصيف في الوقت اللي الاجانب يلبسوا فيه التنانير عشان الحر المسألة في هالحالة ومن هالمثال البسيط تبين رغبتهم الخاصة في فعل هالشي لكن ماعندهم الشجاعة يقفوا وينتصروا لرغبتهم بالتعبير عنها بحرية.... اذن في النهاية نرجع لمسألة الثقة من كلا الجانبين تابعي وانا متابعة
كلام رائع بدورة وتحليل جميل لما يحدث للكثير من المسلمين المغتربين انا اتفق معاج انه السبب...
ارجع مرة ثانية وانا اتسائل عن الاسباب وراء مشكلة انعدام الثقة في هويتنا الدينية والخجل منها

في اسباب راح ارجعها للتناقض الحاد اللي تعيشه المجتمعات المسلمة ... الكثير من اللي يتمسكو بهويتهم المسلمة يواجهو بالسؤال لماذا فلان المسلم ليس مثلك او لا يقوم بما تقوم به؟ وهنا يقع المسلم في حيرة ما بين تبيين الحقيقة وما بين اظهار التناقض اللي يطلع الاسلام في شكل مأساوي

السبب الثاني في نظري او الاساسي اعتبره واللي يقف اساسي خلف السبب الاول هي اكتسابنا للدين بالوراثة وعدم السعي للايمان به وعدم سعي المعنيين مثلا من والدين او علماء لتربية اي جيل على اساس الايمان بالله من الداخل والاقتناع به

يمكن اكون تشعبت شوي بس اعتقد الامور كلها تصب في بعض