الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اما بعد :
اخواتي في حلقات الحفظ وفي عالم حواء احببت ان اكتب عن موضوع الاعجاز العلمي في القران الكريم بما ان القسم خاص بالقران الكريم
فكما نعرف ان لكل نبي معجزة وكان القران الكريم هو معجزة حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارسله الله رحمة للعالمين
ورغم مرور العصور والسنوات فان القران الكريم لا يزال حتى وقتنا هذا يبهر الكفار والمسلمون سواء بما يحويه من ايات معجزة يكتشفها العلماء حينا بعد حين
فمن أخبر محمداً "صلى الله عليه وسلم" بهذه الحقيقة الغائبة قبل معرفة الناس لها بقرون ....
فيتاكد الجميع ان هذه معجزة من عند الله خالق كل شئ، و أن هذا العلم وحي أنزله الله على رسوله النبي الأمي في الأمة الأمية ...
نعم ان مصدر هذه المعلومات التي ما كان لبشر ان يعرفها في ذلك الوقت هو خالق الأرض والجبال، وعالم أسرار السموات والأرض القائل:
{قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}... (الفرقان:6).
فالحمد لله على هذه المعجزات التي مازال العلم الحديث يخبرنا بها ويكتشفها العلماء فيسلم الكافر منهم ويحمد الله عليها المسلم ويسبحه
والحمد لله على نعمة القران حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه
"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ" النمل 93
يقول الشعراوي رحمه الله في هذه الاية :
أي: الحمد لله على نعمه وعلى ما هدانا، والحمد لله الذي لا يُعذِّب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، والإنذار إليه.
والله سيريكم آياته في أنفسكم وفي غيركم، فتعرفون دلائل قدرته سبحانه ووحدانيته في أنفسكم، وفي السماوات والأرض.
{ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } . بل هو شهيد على كل شيء.
واتمنى من كل اخت ان تعطي قليلا من وقتها وتشارك بما تقدر بما يخدم الموضوع ولو باية ومن لم تستطع على الاقل ترفع الموضوع
فاهلا بكن اخواتي في هذا الصرح العلمي الذي نكتشف به معا ايات الله المعجزة
تعريف الإعجاز العلمي :
هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي ، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشريةفي زمن الرسول . وهذا مما يظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
فيما أخبر به عن ربه سبحانه
والمعجزة العلمية تناسب الرسالة الخاتمة والمستويات البشرية المختلفة : ولما ختم الله النبوة بمحمد ضمن له حفظ دينه ، وأيده ببينة كبرى تبقى بين أيدي الناس إلى قيام الساعة
و هذه المعجزة العلمية ، تبقى بين يدي الناس ، وتتجدد مع كل فتح بشري في آفاق العلوم ، والمعارف ذات الصلة بمعاني الوحي الإلهي
الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي :
فالتفسير العلمي : هو الكشف عن معاني الآية أو الحديث في ضوء ما ترجحت صحته من نظريات العلوم الكونية .
أما الإعجاز العلمي : فهو إخبار القرآن الكريم ، أو السنة النبوية ، بحقيقة أثبتها العلم التجريبي أخيرا ، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية ، في زمن الرسول . وهكذا يظهر اشتمال القرآن
أو الحديث على الحقيقة الكونية ، التي يؤول إليها معنى الآية أو الحديث ، ويشاهد الناس مصداقها في الكون ، فيستقر عندها التفسير، ويعلم بها التأويل ،
كما قال تعالى : ﴿ لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّوَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ الأنعام67
الاعجاز العلمي واية " ..... وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا" (النبأ:6-7).
قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}... (النبأ:6-7).
يقول :الشيخ عبدالمجيد الزنداني
تشير الآية إلى أن الجبال أوتاد للأرض، والوتد يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض، ومعظمه غائر فيها، ووظيفته التثبيت لغيره.
بينما نرى علماء الجغرافيا والجيولوجيا يعرفون الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل.
ويقول د. زغلول النجار:إن جميع التعريفات الحالية للجبال تنحصر في الشكل الخارجي لهذه التضاريس، دون أدنى إشارة لامتداداتها تحت السطح،
والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات
ويعرف الدكتور زغلول الجبال في ضوء المعلومات الحديثة فيقول إن الجبال ما هي إلا قمم لكتل عظيمة من الصخور تطفو في طبقة أكثر كثافة كما تطفو جبال الجليد في الماء


والجبال أوتاد بالنسبة لسطح الأرض، فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض.
جاء في موقع عبد الدائم الكحيل للاعجاز العلمي :انه لما خلق الله الارض جعلت تميد ....فخلق الله عز وجل الجبال مما أدى إلى تثبيت القشرة الأرضية وعدم اهتزازها وإعادة التوازن إلى الأرض
والحقيقة العلمية الثابتة التي نجدها في أبحاث علوم الأرض هي أن الأرض في بداية خلقها كانت تميد وتهتز وغير مستقرة، فنشأت سلاسل الجبال ذات الجذور الممتدة لعشرات الكيلو مترات في الغلاف الصخري للأرض مما أدى إلى استقرار الكرة الأرضية.
هذه الحقيقة نجدها بالتمام والكمال في حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما يقول: (لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فعاد بها عليها فاستقرت)
حقائق اخرى عن الجبال في صور : موقع عبد الدائم الكحيل :



جاء في موسوعة النابلسي :
﴿ وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾
عندنا بالفيزياء مبدأ العطالة ، هذا المبدأ يعني أن الجسم المتحرك يبقى متحركاً، والجسم الساكن يبقى ساكناً ، هذه الأرض تدور ، كل جسم له عطالة ، له سرعة دوران خاصة ، هذا الجبل حينما يكون مغروساً في الأرض يربط هذه الطبقات ، وتصبح عطالتها موحدة ، البيضة المسلوقة لو فتلتها تدور ، أما الغير مسلوقة فتقع ، فيها سائل وفيها جسم صلب ، البياض والصفار وكل جسم له عطالة معينة ، أما عند السلق فتصبح العطالة واحدة ، لماذا لا تضطرب ؟ لأن هذه الجبال أوتاد تربط الطبقات ببعضها ، فأصبحت الطبقات كتلة واحدة .

هذا ما وفقني الله في عرضه عن هذه الاية الكريمة وما اكتشفه العلماء عنها حديثا
ما كان من كمال فهو من عند الله وما كان من نقصان فمن نفسي والشيطان
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون
﴿وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾
الوهن في اللغة: الوهن لغة يعني الضعف، وهذا المعنى هو الصحيح في لغة العرب بدون خلاف، فيمكن أن نطلق على كل شيء فيه ضعف في بنائه أو في قوته أو في منظره أو في متانته، أن فيه وهن
ابن كثير يقول: "هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت فإنه لا يجدي عنه شيئا ...
بيت العنكبوت من منظور علمي:
يقول الدكتور زغلول النجار
من الدلالات العلمية للنص الكريم:
أولاً: الإشارة إلى العنكبوت بالإفراد:
جاء في لسان العرب تحت مادة( عنكب) أن( العنكبوت) دويبة تنسج في الهواء وعلى رأس البئر نسجاً رقيقاً مهلهلاًً, مؤنثة,
والغالب أن لفظة( العنكبوت) اسم للواحدة المؤنثة المفردة, والجمع( العناكب). وتسمية السورة الكريمة بصياغة الإفراد( العنكبوت) يشير إلى الحياة الفردية لهذه الدويبة فيما عدا لحظات التزاوج, وأوقات فقس البيض, وذلك في مقابلة كلٍ من سورتي النحل والنمل والتي جاءت التسمية فيها بالجمع للحياة الجماعية لتلك الحشرات.
ثانياًً: في قوله ـ تعالى ـ: “ اتَّخَذَتْ بَيْتاً ” :
كشف العلم مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر وهي حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة إلى وقت قريب
في هذا النص القرآني الكريم إشارة واضحة إلى أن الذي يقوم ببناء البيت ـ أساساً ـ هي أنثى العنكبوت, وعلى ذلك فإن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت,,,,فإن العملية تبقى عملية أنثوية محضة, ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: ” اتَّخَذَتْ بَيْتاً ” .
ثالثاًً: في قوله ـ تعالى ـ:” وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوت … “:
هذا النص القرآني المعجز يشير إلى عدد من الحقائق المهمة التي منها:
(1) أن بيت العنكبوت هو من الناحية المادية البحتة أضعف بيت على الإطلاق؛ لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان, ولذلك فهي لا تقي حرار شمس, ولا زمهرير برد, ولا تحدث ظلاً كافياًً, ولا تقي من مطر هاطل, ولا من رياح عاصفة, ولا من أخطار المهاجمين, وذلك على الرغم من الإعجاز في بنائها,
خيوط العنكبوت على الرغم من دقتها الشديدة أقوى خمس مرات من نظيرها من الصلب, وتتميز بمقاومة للشد أكبر من مثيلتها من الصلب.....
يعد حرير العنكبوت واحداً من أقوى المواد الموجودة على سطح الأرض؛ لأنه يتحمل شدا يصل إلى42000 كيلو جرام على السنتيمتر المربع، مما يكسبه قابلية هائلة للمط (Stretching)، وأعطاه قدرة على الإيقاع بالفريسة من الحشرات دون أن يتمزق, خاصة وأن العنكبوت يبني بيته من ضفائر تضم الواحدة منها عدداً من هذه الخيوط المضفرة والمجدولة تجديلاً قوياًً, ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: ” أَوْهَنَ البُيُوتِ “, ولم يقل أوهن الخيوط, وبقي بيت العنكبوت هو أوهن البيوت وأضعفها على الإطلاق على الرغم من شدة خيوطه.
(2) أن بيت العنكبوت من الناحية المعنوية هو أوهن بيت على الإطلاق؛ لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم على أساسها كل بيت سعيد؛ وذلك لأن الأنثى في بعض أنواع العنكبوت تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب، وذلك بقتله وافتراس جسده؛ لأنها أكبر حجماً وأكثر شراسة منه, وفي بعض الحالات تلتهم الأنثى صغارها دون أدنى رحمة, وفي بعض الأنواع تموت الأنثى بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير, وعندما يفقس البيض تخرج (Spider lings) فتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض, فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام أو من أجل المكان أو من أجلهما معاً، فيقتل الأخ أخاه وأخته, وتقتل الأخت أختها وأخاها حتى تنتهي المعركة ببقاء عدد قليل من العنيكبات التي تنسلخ من جلدها, وتمزق جدار كيس البيض لتخرج الواحدة تلو الأخرى, والواحد تلو الآخر بذكريات تعيسة, لينتشر الجميع في البيئة المحيطة، وتبدأ كل أنثى في بناء بيتها, ويهلك في الطريق إلى ذلك من يهلك من هذه العنيكبات، ويكرر من ينجو منها نفس المأساة التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية, وانعداماً لأواصر القربى. ومن هنا ضرب الله ـ تعالى ـ به المثل في الوهن والضعف لافتقاره إلى أبسط معاني التراحم بين الزوج وزوجه, والأم وصغارها, والأخ وشقيقه وشقيقته, والأخت وأختها وأخيها
رابعاًً: في قوله ـ تعالى ـ: ” لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ “:
هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي, ولا لقرون متطاولة من بعده, حيث لم تكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك حيوان العنكبوت استغرقت مئات من العلماء لعشرات من السنين حتى تبلورت في العقود المتأخرة من القرن العشرين, ولذلك ختم ربنا ـ تبارك وتعالى ـ الآية الكريمة بقوله: ” لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ “.
وعلى ذلك فإن الوصف القرآني لبيت العنكبوت بأنه أوهن البيوت, هذا الوصف الذي أنزل على نبي أمي ـصلى الله عليه وسلم ـ في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين من قبل ألف وأربعمائة سنة يعتبر سبقاً علمياً لا يمكن لعاقل أن يتصور له مصدراً غير الله الخالق الذي أنزل القرآن الكريم بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله,....
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون