
هاهي أولى الحلقات بين أيديكن ...
أرجو أت تغفروا لي لغتي ...فكما قلتي أنا ما زلت على أولى درجات السلم....
و أشكركن على تشجعكن و كلماتن اللطيفة
--------------------------------------
بإنتظار ردودكن ...و أردت أن أستفسر هل تريدون كل حلقه في موضوع مستقل ..أو كلها في هذا الموضوع؟؟دمتم..
مع تمنياتي لكن بقراءة ممتعة ...
////////////////////////////////////////////////////////
الحلقة الأولــى ( العاصمــة )
هطلت الثلوج غزيرة....فارتدت القرية الجبلية رداء الشتاء الناصع....و اختفت الشمس خلف الغيوم وما عادت ترمي بخصلاتها الذهبية على النهر....أما هذا الأخير فقد تجمد و مضى في رحلة سباته ..فما عادت سمية تسمع صوت جريان ماءه العذبة الرقراقة....
تطلعت سمية إليه من خلف النافذة وتشبثت بمعطفها أكثر و هي تردد: يا ل هذا البرد...لا أظن أن أمجاد قد تتمكن من المجيء في جو عاصف كهذا...
نظرت سمية إلى ما حولها ... كانت البرودة تملؤها و تملئ أحاسيسها ..كل ما يحيط بها بدا باردا... بيتها الهادئ... الوحدة....حتى مشاعر أقرب الناس إليها كانت باردة..
تساءلت: ترى هل لم تصله خطاباتي..كلا لابد أنها وصلته...
لا أصدق أنه تخلى عني في وقت كنت في أمس الحاجة إليه...حتى عندما ماتت أمي قبيل أيام لم يسأل ولم يأتي..عندما احتجت إلى يد تربت على كتفي لم يكن هنا ليفعل...عندما احتجت إليه ليحتويني لم يكن هنا ليفعل..
لا بد أنه يحبه زوجته ماري كثيرا...لو لم يكن يحبها لما تخلى عنا وغادر معا إلى بلادها...إلى بلاد الجليد...
فجأة تعالى طرق على الباب مما انتزع سمية من أفكارها بغتة..فمضت تفتح الباب بخطوات متثاقلة..
وما أن رأت سمية أمجاد حتى دلفت تلك الأخيرة إلى الداخل وهي تغلق الباب وراءها... ثم أخذت نفسا عميقا و التفتت إلى سمية قائلة: لما لم تفتحي لي بسرعة...كدت أتجمد من البرد...
ابتسمت سمية وهي تقدم لصديقتها كوبا من الشاي الساخن قائلة: ظننت أنك لن تأتي..
اعتدلت أمجاد وهي تمسك بالكوب قائلة: ما كنت لأتركك في ظروف كهذه كما أنك صديقتي الوحيدة..و...كما أن هناك شيء آخر...
رمقتها سمية بنظرة تعجب وهي تعقب: شيء آخر...
رشفت أمجاد رشفة من كوبها..و أكملت قائلة:سنغادر إلى العاصمة....معا..أنا و أنت ..فحسب
وقفت سمية مذعورة وهي تصرخ: إلى العاصمة..كيف؟..ولماذا؟...لحظة واحده أنا و أنت لا نملك المال حتى...و ماذا قال والدك عن الأمر...لا أظن أنه سيوافق..؟؟
أجابت أمجاد ببرود: لم يقل شيء فبذهابي لن يسمع شكاوى من زوجته..أتصديقين أنها سرقت مصرفي..
جيد أني كنت أخفي بعضه تحت أغطية السرير...
صمتت لبرهة ثم تابعت : لقد صفعني اليوم أيضا بسببها ....كم تمنيت أن يقف أبي بجواري ويدافع عني لكنه لم يفعل..أحيانا أشعر أنه يكرهني
قاطعتها سمية: مستحيل والدك يحبك مهما فعل.. أ لهذا تريدين الرحيل؟.....
أجابتها أمجاد:لطالما منعني أبي من محادثة أمي أو رأيتها منذ أن طلقها وغادرت هي للعاصمة...سأذهب لأراها...أنا في شوق لذلك.
قالت لها سمية باستغراب: أنت حتى لا تعرفين أين هي..أمجاد ليس لدينا شيئا في العاصمة لنذهب إليه
قاطعتها أمجاد قائلة: بل لا شيء لنا هنا في القرية لنبقى بجواره.. لقد جمعت مصروفي لشهور واشتريت تذكرتي قطار...
فلنبدأ حياتنا في مكان بعيد عن هنا... هل أنت معي...
ثم اعتدلت أمجاد واقفة وهي تردد بصوت أعلى:هل أنت معي يا سمية؟؟......
***********************
توقف القطار في المحطة..وما كاد أن يقف حتى قفزت منه أمجاد وهي سعيدة جدا..بينما نزلت سمية من القطار بخطا خائفة كعادتها.......
لطالما كانت أمجاد الفتاة الجريئة وسمية الفتاة الخائفة الخجولة...
أوقفت أمجاد سيارة أجرة و ركبتها هي وصديقتها قائلة لسائقها: إلى شارع الميدان..
التفتت لها سمية بحركة حادة قائلة: هل زرت العاصمة قبلا؟..
نظرت أمجاد إلى نافذتها بشغف معقبة: كلا أبدا...لكنني استأجرت غرفة صغيرة لنقيم فيها هناك في ذاك الشارع...
ابتسمت سمية وهي تقول: كيف عرفت أنني سأوافق على الرحيل معك؟؟.. يا لك من فتاة!!..
التفتت إليها أمجاد مجيبة : شعرت أنك بحاجة لترك القرية فكل ما فيها يعيد إليك ذكريات مؤلمة..
كما أنك صديقتي الوحيدة ولا أظن أنك ستتخلين عني .....
نظرة سمية إليها..وعادت تنظر لنافذتها وهي تحدث نفسها: بالطبع ما كنت لأتركها.. فهي لم تتركني لحظة واحدة في محنتي...
ربما كنت حقا أريد السفر في العاصمة...لماذا أخادع نفسي..أنا أريد حقا العيش هنا..
في العاصمة...
مع أعز صديقاتي....
نعم هذا ما أريده..
>>سمية..سمية..ماذا دهاك هيا قد وصلنا..<<
أيقظتها كلمات أمجاد تلك... فخرجت من السيارة لتصعد سلما طويلا...ينتهي باب صغير من الخشب الهرم..
فدفعته أمجاد قائلة : تفضلي هاهو منزلنا.. دخلت سمية ذلك المنزل الذي لم يكن سوى غرفة فوق السطح..من الخشب القاسي لكنها شعرت بسعادة لا مثيل لها...
الضوضاء....و الزحام. ....كل شيء مختلف هنا..
ارتمت أمجاد على أقرب سرير منها قائلة: غدا نبحث عن عمل ما رأيك؟؟..
جلست سمية بجوارها وهي تجيبها بحماس:فكرة جيدة...
طأطأت أمجاد رأسها مكملة: لم ترق لك الغرفة.. أنا أعلم.. لكن هذا ما نستطيع استأ جاره في الوقت الحاضر..
مررت سمية أصابعها بين خصلات شعر أمجاد البنية وهمست لها: بل أنها رائعة.. ثم أنسيتني أن كلينا من أسرة فقيرة...
أعني لم أكن أسكن في قصر حتى لا تعجبني...
رفعت أمجاد وجهها..وظلت تنظر لسمية للحظات.. وبلا شعور احتضنت سمية وأخذت تبكي..
تلك الدموع التي نادت دموع سمية لتهوي ساخنة هي بدورها...
معلنة بدأ حياة جديدة..
ومثيرة لكلتيهما...
هنا في العاصمة...
***************************
أتريدون أن تعرفوا ماذا حدث للصديقتين في قلب العاصمة ؟؟إذا ترقبوا الحلقة القادمة