دونا
دونا
شكر لك رحيل متابعتك لي وحضورك الحلقات..
تابعي معي
------------------------------------------------------
الحلقة السابـــعة(قسوة أم حب أم خوف)

حاول والد أمجاد أن يتحسس ملامحها الخائفة..لكنها أخفت وجهها خلف كفيها و هي تقول بصوت مبحوح من فرط الإنهاك:أتريد أن تصفعني يا والدي...أتريد أن تضربني...
تراجعت يده بسرعـــة مع حروف ابنته الأخيرة و سألها بلهجة لم تعهدها من قبل قائلا: كيف حالك يا صغيرتي؟؟
ترددت أمجاد للحظات..لكنها لم تجب..فاقترب منها و أبعد كفيها عن وجهها و أمسك بهما في حنان دافق..ثم احتضنهما بقوة...
تطلعت أمجاد لوالدها كالمشدوهة...ثم سألت بدورها بصوت متهالك: أتحبني يا أبي؟؟..أتحبني حقا؟
تجمد الأب المشتاق للحظات ثم ابتسم قائلا: بالطبع أحبك.. أنت ابنتي الوحيدة..ربما اكتشفت ذلك متأخرا جدا...لكن ذلك لا يغير من الواقع شيئا...أنا أحبك..فأنت بضعة مني و أنا بعض منك....لن تصدقي عندما أقول لك أنك منذ أن غادرت القرية و أنا أشعر أن قلبي سلب مني..و مضى معك ليضيع وسط الزحام...و لكن عندما كلمتني صديقتك اليوم و أخبرتني بمكانك أتيتك مهرولا...خائفا...ربما كانت المرة الأولى التي أخاف فيها..
صمت للحظة ثم سألها بصوت مخنوق: لماذا غادرت ؟؟..لماذا ابتعدت؟؟
تطلعت إليه..و تساءلت في أعماقها هل هذا أبي ؟؟؟...و صمتت بدورها لحظات ثم أجابت بصوت مخنوق هي الأخرى: كل ما كنت أريده لحظات من حنان أو عطف...فقط..
أجابها والدها مطأطأ الرأس: كنت أظن أن دور الأب يعني الغلظة والصرامة....لكني وعيت دوري متأخرا..كنت أقسو عليك و لم أكن أعلم حينها أنني كنت أقسو على نفسي...أمجاد أنا لا أريد أن أخسرك..أنا آسف..آسف يا بنيتي...أن أحتاج إليك..ربما بدوت قاسيا لكني ضعيف بدونك..بدون حبك...
هل تعلمين لماذا سميتك أمجاد؟؟ ..حتى أتذكر أول مجد شعرت به في حياتي...أنت...نعم فكونك ابنتي هو المجد بعينه...كل ما أريده الآن أن أكون أباك...لا أن أكون جلادك..
غادرت دمعة ساخنة مقلته بينما ارتفعت أصابع أمجاد بعوفية لتمسحها وهي تقول بصوت أعياه المرض: كلا يا أبي..
لطالما شاهدتك قويا...أنا من يجب عليها أن تتأسف...لقد أخطأت بمغادرتي...إن كنت أنت فقدت قلبك معي فأنا فقدت روحي معك...أنا أحبك يا أبي أحبك..أحبك أكثر من المسافة التي تفصلنا عن الشمس...أنا احتاجك أيضا...فأنت أبي..لقد وجدت كل ما كنت أبحث عنه الآن...إنه لمجد لي أنك أبي.. و ما أروعه من مجد! ...
تساقطت دموعها غزيرة..فأقبل والدها يحتضنها بينما تابعت هي: أبي اضربني.. أجلدني لكن لا تتركني فما بقي لي في عالمي سواك..أنت كل ما بقي لي...أحتاج لدعواتك..لنصائحك...و حنانك...
مر ر و والدها أصابعه الهرمة بين خصلات شعرها وهو يقول: أعدك أنني لن أتركك ولن أضربك يا ابنتي..سأكون بقربك...أحميك..و أذود عنك..غدا ستشفين بإذن الله و عندها سنعود معا للقرية.. لن أتركك أبدا يا أميرتي..
*************************
فتح حسام جهاز الهاتف ليستمع إلى الرسائل المسجلة...و إذا بصوتها يفاجئه...حتى أنه هتف من أعماقه: إنها أختي سمية...
ارتبك حســام للحظات لكنه استعاد صفاء ذهنه فأعاد الرسالة الصوتية ثانية و قد بدا يقظا..
لقد كان صوت سمية مخنوقا.. ممزوجا برنة بكــاء...
>> كيف حالك أخي؟؟..لا بد أنك غاضب مني...فقد طلبت منك أن تغادر حياتي رغم أنك حياتي نفسها...و نعتك بالكاذب رغم أني لم أعهد ك إلا صادقا...
لقد أتيتني بنية صافية محاولا تصحيح كل الأخطاء...و لست أعلم لماذا فعلت ما فعلت...ربما أردت أن أبدو أقوى منك..أو ربما أردت أن أنتقم لي و لأمي...و ربما حاولت أن أتجسد ماري لعلك تحبني كما أحببتها...
لا تلمني يا أخي...فما تعرضت إليه فوق مقدور احتمالي و طاقتي...لطالما رأيت فيك ملامح الشتاء القاسية..كم تمنيت أن أرى ملامح الربيع في وجهك و لو لحظات...
أخي أنا في حاجة إليك..أمجاد في المستشفى...و قد فصلت من عملي...و بقيت وحدي...
هل تعلم ماذا قالت لي أمي قبل وفتها...لقد أخبرتني أنك ستعود حتما...حسام ..لا طعم لحياتي بدونك..
هل..هل تذكر عندما كنا صغارا؟؟.. كنت تخبرني بأنك ستطوف بي الأرض من جبال و تلال عندها أخبرتك أنني أخاف من الأماكن المرتفعة...أذكر أنك حينها قلت لي أنك ستحميني و تصد عني الخوف بذراعيك...أنا بحاجة الآن لذلك الوعد....
هل تذكر عندما قلت لي أنك ستنادي باسمي فوق المروج حتى يتغلغل في أعماق الزهور و الأشجار...
لماذا اختلفت طفولتنا عن واقعنا..هل لأننا فقدنا براءة الأطفال و دخلنا أدغال الكبار!!
حسام أرجوك أن تعود فأنا بدونك لا شيء...و إن لم تأتي لا أستطيع أن ألومك..لكني سأظل بقية حياتي أحبك لأنك أخي..
أخي الوحيد <<
مع آخر حروف تلك الرسالة وقف حســام قائما ثم حمل معطفه الجليدي و مضى خارجا ..في وسط جو عاصف
*********************************
وضعت سمية بعضا من الأغراض في حقيبة يديها الجلدية..ثم انطلقت نحو الباب في عجلة وهي تتمتم: لست أدري كيف نمت كل هذا الوقت لابد أن أمجاد في انتظاري منذ ساعات..وصلت سمية إلى الباب و فتحته ومضت لتصطدم به...رفعت عينيها لتنظر إليه...و من فرط فرحتها هتفت: أخي حســام لقد عدت...


تابعي معي نهاية المشوار في الحلقة القادمة
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
:29:
عطاء
عطاء
نظرا لانشغالي 00لم أفتح صفحتك 00ولما فتحتها0000يالله ماذا وجدت!!؟؟



إبداع00و000


أنا أتابع مع الجميع00وأؤجل التعليق00حين تنتهين
دونا
دونا
أحلام ماذا يعني هذا الوجه..؟؟هل أنت راضية أم ماذا؟؟..
////////////////////////////////////////////////////////////////////////
عطـاء ربي يفرحك زي ما فرحتيني ورفعتي معنوياتي بانتظار تعليقك
-----------------------------------------------------------------

الحلقة الأخيرة ( إهداء)

أجابها حسام و هو يرمق تعابير السعادة في وجهها قائلا: بالطبع كان علي أن أعود...ماذا كنت تريدن مني أن أقول لأبناء المستقبل عندما يسألونني عن عمتهم..
تراجعت سمية بضع خطوات و هي تردد: ألهذا فقط عدت؟؟
فاقترب منها وهو يدس يديه في جيبيه...ثم همس لها قائلا: لقد تركتك بما فيه الكافية و حان الوقت لأعود..لأمارس دوري كأخ أحب أخته...أنت جذوري يا سمية..جذوري التي انتزعتني من الغربة و عادت بي لأرض الوطن...ربما كنت أفكر بعقل ماري و بلدها..لكني اليوم أفكر بعقلك وبعقل بلدي...
أعلم أني تركت الكل من أجل ماري...و أن ماري تركتني من أجل الكل...كم كنت مخطئا!!
مررت بأيام كأنها أعوام ثقال...و مازال الندم يمزقني ...كم تمنيت لو كنت هنا لأسمع كلمات أمي الأخيرة...أسند رأسها بكفي..و أقبل جبينها البارد.. و أعتذر منها ..لكن...كل شيء ضاع في لحظة نشوة....
سمية أنا لا ألومك...معك حق في ما فعلتي..ربما كنت أخا لا تفتخرين به..لكني أحبك....و هذا كل ما أملكه لأقدمه لك..
تطلعت سمية في وجهه ثم أطلقت ضحكة قصيرة..مما أثار استعجابـــه فسألها عن سبب ضحكتها..فاقتربت منه في خطا واسعة و همست له قائلة: لقد رأيت الربيع يا حسام...ذلك الربيع الذي كنت دوما أتمنى رأيته..ها أنا أراه الآن في ملامحك الحنونة.. آسفا.دت نادما..آسفا ...ذلك يجعلني أفخر بك كأخ و كخال لأبناء المستقبل..لأن الاعتذار أمر صعب لا يقوى عليه أي إنسان..اسألني أنا عنه..
ثم همست في أذنه قائلة:هل لي بطلب يا أخي؟؟ ..إنه كان يراودني منذ سنين..
همس لها بدوره قائلا: اطلبي ما شئت يا درتي..
ارتمت سمية على صدر أخيها و هي تبكي بدموع جارفة...دموع محت غبار الماضي...و نشرت عبير المستقبل...
عندها فهم أخوها ما كانت تعنيه أخته بطلبها..و لم يستطع أن يفعل شيئا سوى أن يربت عل أخته في حنان..
بينما خانته عيناه بإسقاطها بحرا من الدموع...
تلك الدموع التي لم تكن كأي دموع...
لأنها كانت دموع ندم و حسرة...
و لأقصى حدود..
*****************************
دخلت سمية غرفة صديقتها المريضة بالمستشفى قائلة: السلام عليك يا صديقتي..تبدين اليوم في حال أفضل..
أجابتها أمجاد و هي تشير بيدها مرحبة: و عليك السلام ورحمة الله وبركاته...الحمد لله أشعر أنني أفضل بكثير.
اقتربت سمية في خطواتها و قد بدا عليها التردد..مما جعل أمجاد تبتسم رغم وهنها سائلة:أنا أعرفك جيدا..ما الأمر؟؟
استجمعت سمية شجاعتها و سألت بدورها: كيف كان لقاءك بوالدك ؟؟
ضحكت أمجاد ثم أجابت مبتسمة:كيف عرفت أنه سيأتي؟؟
جلست سمية على أقرب كرسي و هي تتحسس أصابع أمجاد النحيلة ثم أجابت: لو كنت في مكانه لفعلت..
حاولت أمجاد الجلوس و ساعدتها رفيقتها بأن وضعت لها وسادة خلف ظهرها..ثم التفتت أمجاد لسمية قائلة: لقد حللنا معظم الأمور..ما لم يكن كلها...
اتسعت ابتســامة سمية و هي تعقب : لقد كان لقاءي بحسام مثمرا هو الآخر..
قاطعتها أمجاد بفرح قائلة: هل سمحت له أن يعود إلى حياتك ثانية ؟؟ذلك أمر رائع..
لكنها تنهدت فجأة و باغتت صديقتها بسؤال آخر:هل دفعت مال النشر للعملية..
ربتت سمية على كتف صديقتها مجيبة: أنت أحق بالمال من القصة يا صديقتي...و لا طعم لنجاح قصتك ما لم تكوني هنا..أمجاد أنت حلمي الحقيقي...و أنت قصتي ...ما كنت لأترك روحي تتألم...لا أستطيع أن أتخيل حياتي يدونك...فأنت أنفاسي...و همساتي ..و قلبي...و مهما قلت فلن أوفيك حقك...فلست كاتبة بارعة مثلك..
لقد بدأنا الطريق معا...و سنكمله معا بإذن الله..
نظرت إليها أمجاد و أجابت في حبور: نحن الكاتبات لا نكتب عن مجرد كلمات بل نكتب عن شعورا و أحاسيس...و قد وهب الله عباده القدرة على التعبير عن الفرح و الحزن بأساليب مختلفة....سمية كلماتك تاج رائع رصع بكلمة صديقتي..
تلك الكلمة بمفردها تكفيني لتبعث في الأمل و قوة العزيمة..
تسلل الصمت إلى الغرفة ثم انقطع بسؤال أمجاد لسمية: و أين حسام الآن ؟؟
أجابتها سمية: لقد بقي في شقتنا..فقد لمحها عندما تركت الباب مفتوحا خلفي و قبل خروجي لأني كنت في عجلة...
و كما تعرفين فقد كانت في قمة الفوضى..
ضحكت أمجاد معقبة: أعلم ما تعنين فأنت أكبر فوضوية عرفتها في حياتي..
أطلقت سمية ضحكة عابثة وهي تكمل:لذا أصر على أن يرتبها..
تنهدت أمجاد بحرارة..و شعرت بقشعريرة تجتاح جسدها..لكن إيمانها بأن ما أصابها لم يكن ليخطئها رسم على ثغرها ابتسامة الرضا..
رغم أن موعد العملية بات قريبا جدا..
جدا..
*******************************
>>أمجاد لا تخافي..الطبيبة تقول أن العملية مضمونة بإذن الله عز وجل..فتوكلي على الله و تذكري أنني هنا انتظرك..و اصبري حتى تنالي الأجر يا مجودة<<
أطلقت سمية تلك العبارات و هي تحتضن كفي صديقتها التي بدأت بارتداء ملابس خاصة وفق أوامر الطبيبة..
و إذا بالممرضة تدلف إلى الغرفة قائلة: آنسه سمية هناك شخص يريد محادثتك خارجا..
استأذنت سمية رفيقتها واعدة أيها بالعودة سريعا.. و انطلقت خارجة لتفاجأ بأخيها...
سألته في قلق: ما الأمر يا أخي ؟؟
فلوح لها حسام بكتاب كان يحمله في يده وهو يجيب: إنها النسخة الأولى..
ازدادت دهشة سمية و سألت أخاها ثانية: من ماذا ؟؟
اقترب حســام من أخته وهو يضع الكتاب بين يديها قائلا: من قصة أمجاد طبعا..فعندما كنت في شقتكما اتصل الناشر..و ..و قابلته..
تجمدت سمية لبرهة و ملامح السعادة تغزو وجهها..ثم استدركت قائلة: وماذا عن مشاريعك و أحلامك ؟؟
أجابها في عطف: حلمي هو حلمك يا أمجاد...و أنت مشروعي الوحيد والذي أتمنى أن أوفق فيه..
ابتسمت سمية..و ضاعت الكلمات من شفتيها ثم تجمعت لتقول: حسام أنا..
قاطعها حسام مشيرا لها بأن تسرع لتري تلك النسخة إلى صاحبتها قبل دخولها لغرفة العمليات..
فأومأت سمية برأسها إيجابا و دخلت الغرفة مسرعة..لكنها لم تجد أمجاد..فدارت ببصرها في أنحاء الغرفة و إذا بها ترى الباب الثاني للغرفة مفتوحا..فخرجت منه مسرعة..و من ثم أخذت تركض في ممرات المستشفى و هي ترسل بنظرها يمينا وشمالا..حتى رأت أمجاد فأسرعت إليها في شوق و حبور..و أخذت تجري مع سرير رفيقتها الذي كان يتجه بها إلى غرفة العمليات بصحبة بعض من الممرضات..
سعادة سمية وبهجتها جعلتها تهتف قائلة:انظري يا أمجاد هذه النسخة الأولى من قصتك..
لم تصدق أمجاد عينيها وهمت بلمس تلك النسخة لكن الممرضات أبعدوا سمية بالقوة..مما جعل أمجاد تهتف بصوت عال وهي تدخل غرفة العمليات قائلة: اقرئي الإهداء يا سمية..اقرئي الإهداء..
و اختفى ذلك الصوت خلف باب الغرفة و مشاعر اختلطت فيها السعادة بالترقب و الخوف..بينما وقفت سمية قريبة...تسترجع كلمات رفيقتها مما جعلها تفتح النسخة بحذر..لتقرأ الصفحة الأولى فيها..
>> إلى أعز الناس و أغلاهم..إلى من كانت أبدع معنى في حياتي..معنى لا يوصف بحروف و لا بكلمات..
إلى بلسمي و دوائي...إلى أروع اسم في حياتي...إليك يا سمية أهدي هذا الحلم...<< ..
احتضنت سمية القصة بقوة و هي تهتف بصوت خافت قائلة: ستشفين بإذن الله..و سنحتفل بنجاح القصة معا...
ثم عادت تحتضن القصة و هي تهمس لنفسها قائلة: ما أروعك يا صديقتي..!أعدك أن نبقى صديقتين إلى الأبد..
**************************

بانتظار ردودكن و آرائكن على أحر من الجمــر
دمتم لي
تــيــمــة
تــيــمــة
لأكن أول من يهنئك على هذا الحلم ( كما سمته أمجاد )

حقيقة ضاعت كل الكلمات التي كنت أود أن أسطرها فور انتهائك .. ضاعت وسط الزحام .. زحام الأحداث ..

لقد كشفت لنا عن حقيقتك يا دونا .. بصراحة : بل بكل صراحة : كنت في نظري عضوة عادية نوعا ما .. لكنك الآن شيء آخر .. انك عضوة غير عادية .. بل انك مبدعة غير عادية ..

أكثر ما أعجبني فيك هو شيء أفتقده في نفسي .. انه الصبر على كتابة قصة طويلة كهذه .. كا شاء الله ..

كانت لدي انتقادات .............. نسيتها .. وأحتاج الى اعادة القراءة لأتذكرها .. ويبدو أن ذلك سيكون صعبا .. فليتني كتبت تعليقاتي أولا بأول .. آسفة ..

ليس لدي شيء آخر أقوله .. لكن لدي الكثير من الانطباعات التي لا أعرف كيف أحولها الى كلمات .. فاعذريني ..........

أتمنى لك أن توفقي في نشرها ........... فان عزمت على ذلك تشجعنا لنقدك .. بالتفصيل ..