دونا

دونا @dona_1

عضوة مميزة

الصديقتــان ( قصة في حلقات))

الأدب النبطي والفصيح






هاهي أولى الحلقات بين أيديكن ...
أرجو أت تغفروا لي لغتي ...فكما قلتي أنا ما زلت على أولى درجات السلم....
و أشكركن على تشجعكن و كلماتن اللطيفة
--------------------------------------
بإنتظار ردودكن ...و أردت أن أستفسر هل تريدون كل حلقه في موضوع مستقل ..أو كلها في هذا الموضوع؟؟دمتم..
مع تمنياتي لكن بقراءة ممتعة ...
////////////////////////////////////////////////////////

الحلقة الأولــى ( العاصمــة )

هطلت الثلوج غزيرة....فارتدت القرية الجبلية رداء الشتاء الناصع....و اختفت الشمس خلف الغيوم وما عادت ترمي بخصلاتها الذهبية على النهر....أما هذا الأخير فقد تجمد و مضى في رحلة سباته ..فما عادت سمية تسمع صوت جريان ماءه العذبة الرقراقة....
تطلعت سمية إليه من خلف النافذة وتشبثت بمعطفها أكثر و هي تردد: يا ل هذا البرد...لا أظن أن أمجاد قد تتمكن من المجيء في جو عاصف كهذا...
نظرت سمية إلى ما حولها ... كانت البرودة تملؤها و تملئ أحاسيسها ..كل ما يحيط بها بدا باردا... بيتها الهادئ... الوحدة....حتى مشاعر أقرب الناس إليها كانت باردة..
تساءلت: ترى هل لم تصله خطاباتي..كلا لابد أنها وصلته...
لا أصدق أنه تخلى عني في وقت كنت في أمس الحاجة إليه...حتى عندما ماتت أمي قبيل أيام لم يسأل ولم يأتي..عندما احتجت إلى يد تربت على كتفي لم يكن هنا ليفعل...عندما احتجت إليه ليحتويني لم يكن هنا ليفعل..
لا بد أنه يحبه زوجته ماري كثيرا...لو لم يكن يحبها لما تخلى عنا وغادر معا إلى بلادها...إلى بلاد الجليد...
فجأة تعالى طرق على الباب مما انتزع سمية من أفكارها بغتة..فمضت تفتح الباب بخطوات متثاقلة..
وما أن رأت سمية أمجاد حتى دلفت تلك الأخيرة إلى الداخل وهي تغلق الباب وراءها... ثم أخذت نفسا عميقا و التفتت إلى سمية قائلة: لما لم تفتحي لي بسرعة...كدت أتجمد من البرد...
ابتسمت سمية وهي تقدم لصديقتها كوبا من الشاي الساخن قائلة: ظننت أنك لن تأتي..
اعتدلت أمجاد وهي تمسك بالكوب قائلة: ما كنت لأتركك في ظروف كهذه كما أنك صديقتي الوحيدة..و...كما أن هناك شيء آخر...
رمقتها سمية بنظرة تعجب وهي تعقب: شيء آخر...
رشفت أمجاد رشفة من كوبها..و أكملت قائلة:سنغادر إلى العاصمة....معا..أنا و أنت ..فحسب
وقفت سمية مذعورة وهي تصرخ: إلى العاصمة..كيف؟..ولماذا؟...لحظة واحده أنا و أنت لا نملك المال حتى...و ماذا قال والدك عن الأمر...لا أظن أنه سيوافق..؟؟
أجابت أمجاد ببرود: لم يقل شيء فبذهابي لن يسمع شكاوى من زوجته..أتصديقين أنها سرقت مصرفي..
جيد أني كنت أخفي بعضه تحت أغطية السرير...
صمتت لبرهة ثم تابعت : لقد صفعني اليوم أيضا بسببها ....كم تمنيت أن يقف أبي بجواري ويدافع عني لكنه لم يفعل..أحيانا أشعر أنه يكرهني
قاطعتها سمية: مستحيل والدك يحبك مهما فعل.. أ لهذا تريدين الرحيل؟.....
أجابتها أمجاد:لطالما منعني أبي من محادثة أمي أو رأيتها منذ أن طلقها وغادرت هي للعاصمة...سأذهب لأراها...أنا في شوق لذلك.
قالت لها سمية باستغراب: أنت حتى لا تعرفين أين هي..أمجاد ليس لدينا شيئا في العاصمة لنذهب إليه
قاطعتها أمجاد قائلة: بل لا شيء لنا هنا في القرية لنبقى بجواره.. لقد جمعت مصروفي لشهور واشتريت تذكرتي قطار...
فلنبدأ حياتنا في مكان بعيد عن هنا... هل أنت معي...
ثم اعتدلت أمجاد واقفة وهي تردد بصوت أعلى:هل أنت معي يا سمية؟؟......
***********************
توقف القطار في المحطة..وما كاد أن يقف حتى قفزت منه أمجاد وهي سعيدة جدا..بينما نزلت سمية من القطار بخطا خائفة كعادتها.......
لطالما كانت أمجاد الفتاة الجريئة وسمية الفتاة الخائفة الخجولة...
أوقفت أمجاد سيارة أجرة و ركبتها هي وصديقتها قائلة لسائقها: إلى شارع الميدان..
التفتت لها سمية بحركة حادة قائلة: هل زرت العاصمة قبلا؟..
نظرت أمجاد إلى نافذتها بشغف معقبة: كلا أبدا...لكنني استأجرت غرفة صغيرة لنقيم فيها هناك في ذاك الشارع...
ابتسمت سمية وهي تقول: كيف عرفت أنني سأوافق على الرحيل معك؟؟.. يا لك من فتاة!!..
التفتت إليها أمجاد مجيبة : شعرت أنك بحاجة لترك القرية فكل ما فيها يعيد إليك ذكريات مؤلمة..
كما أنك صديقتي الوحيدة ولا أظن أنك ستتخلين عني .....
نظرة سمية إليها..وعادت تنظر لنافذتها وهي تحدث نفسها: بالطبع ما كنت لأتركها.. فهي لم تتركني لحظة واحدة في محنتي...
ربما كنت حقا أريد السفر في العاصمة...لماذا أخادع نفسي..أنا أريد حقا العيش هنا..
في العاصمة...
مع أعز صديقاتي....
نعم هذا ما أريده..
>>سمية..سمية..ماذا دهاك هيا قد وصلنا..<<
أيقظتها كلمات أمجاد تلك... فخرجت من السيارة لتصعد سلما طويلا...ينتهي باب صغير من الخشب الهرم..
فدفعته أمجاد قائلة : تفضلي هاهو منزلنا.. دخلت سمية ذلك المنزل الذي لم يكن سوى غرفة فوق السطح..من الخشب القاسي لكنها شعرت بسعادة لا مثيل لها...
الضوضاء....و الزحام. ....كل شيء مختلف هنا..
ارتمت أمجاد على أقرب سرير منها قائلة: غدا نبحث عن عمل ما رأيك؟؟..
جلست سمية بجوارها وهي تجيبها بحماس:فكرة جيدة...
طأطأت أمجاد رأسها مكملة: لم ترق لك الغرفة.. أنا أعلم.. لكن هذا ما نستطيع استأ جاره في الوقت الحاضر..
مررت سمية أصابعها بين خصلات شعر أمجاد البنية وهمست لها: بل أنها رائعة.. ثم أنسيتني أن كلينا من أسرة فقيرة...
أعني لم أكن أسكن في قصر حتى لا تعجبني...
رفعت أمجاد وجهها..وظلت تنظر لسمية للحظات.. وبلا شعور احتضنت سمية وأخذت تبكي..
تلك الدموع التي نادت دموع سمية لتهوي ساخنة هي بدورها...
معلنة بدأ حياة جديدة..
ومثيرة لكلتيهما...
هنا في العاصمة...
***************************

أتريدون أن تعرفوا ماذا حدث للصديقتين في قلب العاصمة ؟؟إذا ترقبوا الحلقة القادمة
39
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
نحن نترقب ونؤجل التعليق إلى حين اكتمال القصة .
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
بانتظار الحلقة الثانية

ونرجو كتابتها في نفس الموضوع حتى لانتشتت

وفقك ِ الله لكل خير
caper cat
caper cat
عزيزتي دونا أسلوبك شيق أنتظر الحلقة الثانية بكل لهفة0000000
وأنا مع أحلام اليقظة في كتابة القصة في نفس الصفحة أسرعي بالحلقة الثانية :29: :33: :33: :27:
دونا
دونا
أحلام و بحور وcaper cat أشكر لكما عباراتكما الطيفــة...
دمتم لي..
-----------------------------------------------------
الحلقة الثانيــة(بداية المشوار)

مرت الأيام سريعة جامحة..وما كان بالأمس حلما رائعا أصبح اليوم حقيقة مزرية...
دخلت سمية إلى غرفتهما المستأجرة..وارتمت على أقرب كرسي لها...وبدأت تحدث نفسها...
عما قريب سينتهي كل ما لدينا من مال...ولم نجد عملا بعد ...يبدو أننا لم نحسب الأمور بالشكل الصحيح...
دلفت أمجاد عليها الغرفة وهي تهتف في فرحة: سمية انهضي.. انهضي لقد وجدت عملا لكلتينا..قفزت سمية من سريرها وهي تهتف بدورها: حقا أين؟.. أين؟ أخبريني بالله عليك..
جلست أمجاد على الكرسي وهي تلتقط أنفاسها من فرط الانفعال..ثم أكملت: الحمد لله لقد فتحها الله علينا..
سنعمل في مدرسة داخلية...و ذلك في قسم المطبخ...ونعود لنبيت هنا..
قاطعتها سمية: ومتى نبدأ؟..أنا متحمسة جدا..
أجابتها أمجاد وهي تخرج كتابا من حقيبتها: الغد إنشاء الله..
ثم قدمت الكتاب لسمية مكملة: وبهذه المناسبة اشتريت لك الجزء الثاني من الرواية التي قرأنها في الصيف الماضي..
أمسكت بها سمية و تصفحت صفحاتها بلهفة...ثم أغلقتها فجأة..وقد تغيرت ملامحها مما أقلق أمجاد فسألتها..
ردت عليها سمية بصوت مخنوق: لطالما كان أخي حسام يمزق رواياتي و قصصي..كنت أتمنى أن أقرأ إحداها بدون أن أشعر بالقلق..دون أن أختبئ تحت سريري أو في خزانتي خشيت أن يراني..ولكن الآن ..أشعر أن لا طعم لما أقرأ بدون مضايقته لي..
بدون عبارته المستفزة.. أعلم أن هذا غريب..أليس صحيحا؟؟
ربتت أمجاد على كتف صديقتها سائلة إياها: أتفتقدينه؟؟
ردت سمية بحزن: لم أعد أدري إن كنت أشتاق إليه لأني أحبه..أم لأنه أخي و من واجبي أن أفعل...
أم أني أشتاق إليه لأنتقم منه...
أشعر أنني لو رأيته سأحفر بأظافري في عنقه..حتى تدمي..حتى تدمي ..ما الفرق فأنا واثقة أني لن أراه ثانية..
*******************
أطل حسام من نافذة الطائرة .. وهمس لنفسه..الوطن صغير جدا من هنا..من فوق....من أعلى السحاب
ثم أسند رأسه إلى كرسي الطائرة الوثير..وبدأ يسترجع ذكريات جمة...
ما زال يذكر القرية التي احتضنت معظم أيام حياته...وما زال يذكر مدرس العلوم والذي كان الطلاب يلقبونه بالفيلسوف لكثرة ما يخرج عن نهج الدرس إلى أفق الحياة...ما زال يذكر كيف التقى بماري و أحبها...كيف مضى وتخلى عن الكل من أجلها.... دموع أمه الغالية ...و نظرات أخته الوحيدة الهائمة...بينما تخلت هي عنه من أجل الكل..
أخرج حسام ورقة من جيبه و عاد يقرأ ها للمرة السبعين..و إذا بدموع تخرج من عينيه..دموع قاسية..دموع رجل.. وهو يتمتم: رحمك الله يا أماه رحمك الله..سأعود للوطن..سأعود...
عندها مر المضيف بقربه وهو يخاطبه:عذرا هلا ربطت حزام الأمان فنحن على وشك أن نهبطيا سيدي..
أومأ حسام برأسه إيجابا..بينما بقيت عيونه معلقة برسالة أخته و بقي عقله معلقا بذكرياته..ومستقبله...
***********************
ها قد أشرقت شمس يوم جديد وشاق بالنسبة لسمية و أمجاد..فاليوم هو اليوم الأول لهما في العمل...كان عليها غسل الأطباق ومساعدة الطباخة و تقديم الطعام للطالبات..و بعدها عليهم تنظيف المطبخ...وترتيب غرفة الطعام
و ما أن دقت الساعة الثانية عشرة حتى انطلقت الصديقتان إلى فناء المدرسة حتى تأخذا قسطا من الراحة...
بدأت أمجاد تسعل بشدة مما أقلق سمية فأمسكت بها وسألتها: ما بك إن كنت تعبة سأقوم بالعمل وحدي..
أجابتها أمجاد بضعف: كلا..كلا لقد أصبت بالبرد لا أكثر..
عادت سمية تسألها والقلق يطل من كل خلجاتها:هل أنت متأكدة؟؟
أجابتها أمجاد وهي تتشبث بمعطفها أكثر: لا تقلقي أنا بخير...
بدت سمية خائفة بعض الشيء فهذه عادتها...ثم تابعت وهي تنظر إلى السحب: معك حق الجو بارد اليوم..
أمجاد سأقول لك شيئا لكن عدني أنك لن تغضبي..
تعجبت أمجاد و ردت: أعدك ما الأمر؟؟....
استجمعت سمية شجاعتها وأكملت: كنت أريد أن أحدثك عن هذا الأمر منذ أيام..أسمعيني ربما أساء إليك والدك كثيرا..
ولكنه والدك..ولن تشعري بقيمته إلى عندما تصبحين مثلي بلا أب أو أم..لذا ما رأيك لو اتصلت عليه و..
قاطعتها أمجاد بخشونة قائلة: لا أظن أنه يريد أن يعرف أحوالي..ما بك سمية؟؟.. أخبرتك أنه كان على علم برحيلي ولم يعارض ذلك..
ثم تابعت بصرامة: كما أن هناك عمل علينا القيام به...
ومضت تبتعد تاركة سمية في جل دهشتها...ثم نهضت وبدأت تحمل الخطا إلى المطبخ فهناك الكثير من العمل بانتظارها...وهي تحدث نفسها.. لم أعهدها هكذا قبلا.. إنها تخفي عني شيئا وهذا ما يقلقني....
***************************
>> ماذا تعني بأنك لا تعرف أين هي..<<
صرخ حسام بهذه العبارة...ثم مرر يده فوق رأسه ليقلل من عصبيته..وعاد يسأل المزارع: هل أنت واثق أنها لم تعد هنا ؟؟
رد المزارع بمزيج من الخوف: أستاذ حسام أن لا أعرف أين هي فبعد وفاة والدتكما رحمها الله.. مالت أختك إلى العزلة...
أكمل المزارع قائلا :هناك حديثا يتردد في القرية و...
قاطعه حساما:حديث ماذا تعني..؟؟
أجابه المزارع وهو يحاول أن يبدو صامدا: يقولون أنها هربت مع صديقتها أمجاد إلى العاصمة..
أمسك حسام بالمزارع بشدة و صرخ في وجهه منفعلا: أين.. أين في العاصمة؟؟
رد المزارع وهو يرتعد: لست أدري.. دعني أرجوك فأنا لا أعرف شيئا..
تركه حسام وقد تنبه إلى عصبيته الزائدة..وعاد يمسحه وجهه بكفيه ..ثم اعتذر للمزارع الذي حاول أن يهون عليه...لقد شعر حسام أنه فقد سمية..ولم يكن يعلم أنه قد فقدها منذ زمن بعيد...منذ أن مضى مع ماري إلى بلاد الجليد...
لأول مرة يشعر أنه ضعيف..يبدو أنه يحتاجها حقا رغم ضعفها.. يحتاجها لأنها آخر من بقي له في عالمه
يحتاجها لأنها أخته ...نعم أخته الوحيدة ...و أخيرا وعى ذلك ..ولكن بعد فوات الأوان...
*****************************************

أمجاد وسمية في وسط عاصفة البشر ..في الحلقة القادمة
صباح الضامن
صباح الضامن
محاولة جيدة هل تريدين تقييما اوليا ام تودين ان ننتظر حتى النهاية ؟