سيدة الوسط
سيدة الوسط
عرف استخدام بعض اصناف الخضروات والفواكه في معالجة الأمراض عبر التاريخ، حيث كان يعتقد أن لها دورا في معالجة هذه الأمراض والوقاية منها، ابتداء بالصداع وانتهاء بأمراض القلب والشرايين. وفي الطب الحديث استخدمت هذه الأصناف في العديد من الوصفات الطبية. ومع تطور العلم، وتطور البحوث المتعلقة بأمراض السرطان، فقد وجد ان 70% من حالات الاصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزى بشكل رئيسي الى الغذاء الذي يتناوله الانسان في حياته اليومية، وقد وضعت العديد من الفرضيات العلمية التي تهدف الى ايجاد العلاقة ما بين تناول بعض الأغذية وظهور أنواع من السرطان، ومن الامثلة على العلاقة مابين تناول كميات كبيرة من الأغذية الغنية بالدهون وسرطان الثدي والقولون، والعلاقة ما بين الافراط في تناول الكحول والسرطان الذي يصيب كلا من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والثدي والكبد، وأخيرا مابين الاستهلاك الضئيل للألياف الغذائية وسرطان القولون. ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت لايجاد العلاقة ما بين الغذاء والسرطان هي الفرضية المتعلقة بالاستهلاك اليومي للخضروات والفواكه الطازجة، وهي الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد العلمي، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليها نتائج واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية أخرى. ومن خلال هذا المقال سأحاول أن ألقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بهذه العلاقة مبرزا أهمية هذه الأغذية في الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان.

قام الباحثون في مجال السرطان باجراء العديد من الدراسات العلمية والتي تصل في مجموعها الى مائتين وستة دراسة وبائية استقصائية على البشر واثنتين وعشرين دراسة علمية على الحيوانات، وأظهرت معظم هذه الدراسات وجود العلاقة العكسية المباشرة ما بين استهلاك الخضروات والفواكه والاصابة بأمراض السرطان في مواقع الجسم المختلفة، حتى غدت هذه العلاقة حقيقة علمية مقررة، خاصة في أنواع السرطان التي تصيب كلا من المعدة والمريء والرئة وتجويف الفم والبلعوم وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون.

وفيما يلي استعراض لأهم أنواع السرطان التي يرتبط منعها بزيادة الاستهلاك من الخضروات والفواكه:

1- سرطان المعدة: أظهرت جميع الدراسات المقارنة أن استهلاك الخضروات الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط ارتباطا مباشرا بمنع الاصابة بسرطان المعدة (وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم)، وبدرجة أقل، فقد وجد أن تناول الحمضيات ثم الزنبقيات (الثوم والبصل والكراث) يساعد على التقليل من الاصابة بالسرطان.

2- سرطان القولون: أظهرت معظم الدراسات أن الخضروات بشكل عام (الطازجة وغير الطازجة والورقية) تساعد على التقليل من اصابة الانسان بسرطان القولون، ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدر الأمعاء الغليظة، وهذا بدوره يقلل من فرصة تكون جيوب الأمعاء (وهو ما يعرف بداء الأمعاء الردبي) ويقلل كذلك من فرصة الاصابة بسرطان القولون.

3- سرطان المريء: بينت جميع الدراسات العلمية التي استخدمت الخضروات بشكل عام، والورقية منها والبندورة بشكل خاص، بالاضافة الى الحمضيات، ان الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة يساعد على منع حصول السرطان في تلك المنطقة من الجسم، وأظهرت أن خضروات الفصيلة الزنبقية ليس لها اي دور في منع هذا النوع منن السرطان.

4- سرطان الرئة: يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان التي تسبب حالات الوفاة في الولايات المتحدة في كل من الرجال والنساء، وقد بينت نتائج الدراسات التي اجريت هناك أن تناول الخضروات الورقية والبندورة بشكل خاص يحد بشكل واضح من فرص التعرض لهذا النوع من السرطان، كما بينت ان الجزر يساعد-ولكن بدرجة أقل- على الحد من الاصابة به.

ولعل أحد أهم الأسباب التي توضح هذه العلاقة أن المدخنين في الغالب (وهم يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة) هم أقل استهلاكا لهذه الأصناف من الأغذية من سواهم، وذلك بسبب ضعف شهيتهم وقلة اقبالهم على تناول الطعام، وقد يعزى السبب كذلك الى دور التدخين في تثبيط أو ابطاء مفعول العوامل المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل هذه الأغذية.

5- سرطان المريء وتجويف الفم والبلعوم: تعد الخضروات الورقية والحمضيات من أهم الأغذية النباتية التي تقي من الاصابة بهذه الأنواع من السرطان، كما بينت الدراسات أن الجزر يلعب دورا لا يقل أهمية عن الأغذية سالفة الذكر، بل ان دوره يفوق دور أي نوع آخر من الخضروات والفواكه في الوقاية من هذا السرطان.

6- سرطان القولون: تعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل الزهرة والملفوف واللفت والفجل والخردل من أهم الخضروات التي تقي من الاصابة بهذا النوع من السرطان، كما تساهم الفواكه الحمضية والجزر في التقليل من فرص الاصابة به، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد نباتات الفصيلة الصليبية في الحد والوقاية منه.

7- سرطان الثدي: يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في الولايات المتحدة وثاني أكبر مسبب لحالات الوفاة من بين أنواع السرطان المختلفة. وتشير الدراسات الى أن هناك علاقة عكسية واضحة ما بين استهلاك الخضروات الورقية والجزر والفواكه، والاصابة بهذا النوع من السرطان.

8- سرطان البنكرياس: أوضحت غالبية الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بسرطان البنكرياس أن الخضروات والفواكه تسهم وبدرجة كبيرة في الحد من الاصابة بهذا النوع من السرطان.

9- سرطان غدة البروتستات: يعد هذا النوع من السرطان استثناء من بين انواع السرطان التي لها علاقة بتناول الخضروات والفواكه، حيث أظهرت جميع الدراسات العلمية المتعلقة بهذا الشأن أن استهلاك الخضروات والفواكه لم يكن له أي دور في الحد من تطور هذا المرض.

وباستعراض هذه النتائج يتبين لنا أن الخضروات الطازجة والورقية منها بشكل خاص تعد من أكثر أنواع الأغذية النباتية ذات التأثير الواقي من الاصابة بأنواع السرطان المختلفة، فقد أظهرت 85% من الدراسات التي أجريت في هذا المجال (وعددها 194 دراسة) أن لها تأثيرا مباشرا في الوقاية من الاصابة بالسرطان في مواقع الجسم المختلفة. وتأتي نباتات الفصيلة الزنبقية في المرتبة الثانية والجزر في المرتبة الثالثة فنباتات الفصيلة الصليبية رابعا وأخيرا الفواكه وخاصة الحمضيات في المرتبة الخامسة.

ولكن الى اي مدى يمكن للخضروات والفواكه أن تحد من الاصابة بأمراض السرطان؟ وهل يعني التناول اليومي والمنتظم للخضروات والفواكه الطازجة منع تطور وحدوث أمراض السرطان بشكل مطلق؟؟ والجواب هو أن الخضروات والفواكه لا تمنع تماما من ظهور وتطور هذه الأمراض، لكنها في الحقيقة تقلل من فرصة الاصابة بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليلا، وهذا الدور يبقى دورا هاما وحيويا حتى ولو توقف عند هذا الحد. وقد يتبادر الى الذهن سؤال آخر وهو: كيف تقوم الخضروات والفواكه بمنع الاصابة بالسرطان؟ وما هي المكونات التي تساعد على القيام بهذا الدور؟.

والجواب أن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى اساسا الى احتوائها على مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور ونمو الخلايا السرطانية، حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان، ومن الامثلة على ذلك:

نباتات الفصيلة الصليبية: وتمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على زيادة فعالية الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة الى الجسم، كما تشتمل على مركبات اندول -3- كاربونيل، والتي تؤثر على استقلاب وأيض الاستروجين لدى الانسان، بحيث ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي من الاصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالاستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم لدى النساء.

نباتات الفصيلة الزنبقية: تمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل الدايأليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة، وذلك من خلال منع التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم التقليل من كمية النيتريت اللازمة للتفاعل مع المركبات الأمينية الثانوية الضرورية لانتاج مركبات النيتروزو أمينات، اذ يعتقد أن لها تأثيرا مسرطنا بالأخص على المعدة.

الحمضيات: تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك (فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما يعتقد أن لفيتامين "ج" دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة كذلك فان الحمضيات تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين، والتي تعمل على تنشيط أنزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات المسرطنة.

الخضروات الورقية: تحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل كمانعة للتأكسد ولها القدرة على ربط الجذور الحرة التي تتسبب في النموات السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين ضروري لتصنيع الأحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنها محل للنموات السرطانية.

الخضروات والفواكه الصفراء: مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين والمانجا والبابايا والشمام، وهي تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا- كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة، كم أن قابلية البيتا- كاروتين للتحول الى فيتامين "أ" أكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، لما يقوم به فيتامين "أ" من دور في عمليات الانقسام والتمايز للخلايا الطلائية (الابثيلية)، ذلك ان الخلايا السرطانية تتميز باضطراب في هذه الانقسامات واختلالها. وبالاضافة الى ذلك فان الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من ألفا-كاروتين والتي تقوم بدور مماثل للبيتا-كاروتين ولكن بكفاءة أقل.

ولا يقتصر تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان على احتوائها للمركبات السالفة الذكر، بل ان هنالك مجموعة من المركبات والعناصر الكيميائية التي تقوم بهذا التأثير المضاد، وهي تتوزع على أنواع شتى من الخضروات والفواكه دون أن تنحصر في نوع واحد منها، ومثال ذلك:

السيلينيوم: وهو عنصر معدني أساسي للجسم يحتاجه بكميات قليلة جدا (100 ميكروغرام/ يوم)، ويتواجد في الخضروات والفواكه بكميات قليلة (أقل من 0,1 ميكروغرام / غرام)، ويتباين محتوى الأغذية النباتية عموما من هذا العنصر تبعا لمحتوى التربة منه. وتبرز أهمية السيلينيوم في الوقاية من أمراض السرطان خلال الدور الذي يقوم به كمرافق للانزيم " جلوتاثيون بيروكسيداز" والذي يعد أحد وسائل الدفاع لدى الجسم اذ يحمي جدار الخلايا الحية من تأثير الجذور الحرة المؤكسدة وهي من أهم مسببات النمو السرطاني، ويعزى التأثير المضاد للسرطان الى قدرة هذا العنصر على التأثير في أيض المواد المسرطنة ومن ثم منع تفاقم خطرها. ولعل طبيعة العلاقة التعاونية بين عنصر السيلينيوم وفيتامين "ه" (التوكوفيرول) تسهم في ايضاح وتفسير التأثير الحيوي للسيلينيوم، اذ يعمل فيتامين "ه" على حماية الأحماض الدهنية عديدة اللااشباع الموجودة في جدر الخلايا الحية من عمليات الأكسدة، كما يعتقد أن للتوكوفيرولات دور في التقليل من تكون مركبات النيتروزوأمينات التي تسبب سرطان المعدة.

الفلافونويدات: وهي مركبات عديدة الفينولات وتعمل على منع تأكسد الخلايا الحية، وهي تتوافر بكميات جيدة في الخضروات والفواكه، وبخاصة أوراق الشاي وتعمل هذه المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخلايا وتحطيمها ومن ثم حماية هذه الخلايا من خطر السرطان.

الألياف الغذائية: تعد الخضروات والفواكه والبقوليات من أهم مصادر الألياف الغذائية، والتي يعتقد أن لها دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون، اذ تعمل الألياف الغذائية على زيادة حجم البراز وتسريع مرور الفضلات الغذائية من الأمعاء وتقليل فترة مكوثها فيها ومن ثم التقليل من فرصة التفاعل مابين المواد المسرطنة والخلايا الطلائية المبطنة لجدر الأمعاء. ويعتقد كذلك أن هذه الألياف ترتبط بالمواد المسرطنة وأحماض الصفراء وتسهل طرحها خارج الجسم فضلا عن ذلك فان لبعض الألياف الغذائية قابلية التخمر في القولون بفعل بعض أنواع البكتيريا منتجة بذلك احماضا دهنية قصيرة السلسلة مثل حامض البيوتريك، والذي يعتقد أن له تأثيرا مضادا للسرطان من خلال زيادة حموضة القولون ومن ثم تقليل فرص تكون بعض المواد المسرطنة.

ان أهمية الخضروات والفواكه لا تنبع من مجرد كونها عوامل مساعدة على الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان، بل ان هناك مجموعة من الفوائد الصحية المثبتة علميا والتي يجنيها الانسان من تناول هذه الأغذية. فالألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد على تنظيم سكر الدم لدى المرضى المصابين بالسكري، كما تساعد على خفض كوليسترول الدم المرتفع وتمنع حدوث داء الأمعاء الردبي، كما أن المواد المانعة للتأكسد التي تحتويها الخضروات والفواكه، مثل فيتامين ج وفيتامين ه والكاروتينات وغيرها، تساعد على تنظيم ومنع ارتفاع ضغط الدم وتنظيم عمل عضلة القلب، ومن ثم الحد من خطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين.

وأخيرا فان المحتوى المنخفض من الدهون والطاقة في الخضروات والفواكه يساعد على التقليل من خطر السمنة كما يساعد المصابين بها على التخفيف من حدتها.

وعلى الرغم من كل الفوائد الصحية التي يجنيها الانسان من تناول الخضروات والفواكه الا أن الافراط في تناولها يعد مصدرا للكثير من المشاكل التغذوية مثل نقص البروتين والطاقة ونقص بعض العناصر المعدنية كالحديد، اذ أنه لا بد من الحكمة والحذر في تناولها لتجنب بعض المضار والمشاكل الصحية التي قد تترتب على تناولها، ذلك أن تناول الخضروات والفواكه يعد من أهم وسائل التسمم بالمبيدات الزراعية، والتي يعتقد أن ثلثيها يحتوي على مواد سامة ومسرطنة، الأمر الذي يوجب على المستهلك الحرص على غسلها جيدا قبل الأكل. ومن بين المشكلات التي قد تترتب على الاستعمال غير الصحي للخضروات والفواكه التسمم بالأفلاتكوسينات، اذ تنتج هذه السموم الفتاكة بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة على بعض المحاصيل، والتي تقوم بانتاج هذه السموم في حال غياب ظروف التخزين الصحية والسليمة.

وتعتبر الخضروات المخللة أحد مصادر الخطر، اذ ثبت علميا أن الزيادة في استهلاكها يرتبط بزيادة فرص الاصابة بالسرطان، بخلاف ما عليه الحال بالنسبة للخضروات والفواكه الطازجة. وختاما، فاننا نضع بين يديك بعض النصائح والارشادات التي تعين على زيادة تناول هذه الأغذية الصحية لتساعد في الوقاية من أمراض السرطان:

تنويع الخضروات والفواكه التي تتناولها في غذائك اليومي.

اعمل على مضاعفة الحصص المتناولة من الخضروات والفواكه.

تناول الخضروات والفواكه كوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.

اشرب عصير الفواكه أو الخضروات الطازجة بدلا من المشروبات الأخرى.

استعمل سلطة الفواكه كحلوى بدلا من الحلويات.

أكثر من تناول وجبات الطعام النباتية، دون الافراط بها على حساب الأغذية الحيوانية.

تناول المعجنات والمخبوزات التي تحوي الفواكه، مثل فطائر التفاح أو المشمش أو الموز.

ملاحظة: اعتمدت في هذه المقالة أساسا على المقال العلمي المنشور في مجلة جمعية التغذية الأمريكية (بتصرف)

Steinmetz, K. A. and Potter, J. D. 1996. Vegetables, Fruits; Cancer Prevention: A review. Jornal of The American Dietitic Association, vol. 96(10): 1039.


كما اتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور حامد التكروري رئيس قسم التغذية في الجامعة الأردنية لتفضله بمراجعة المقال من الناحية اللغوية والعلمية ولملاحظاته القيمة.
سيدة الوسط
سيدة الوسط
البروكولي والقرنبيط يقي من سرطان الثدي والبروستات :

أظهرت دراسة أجريت في مركز بحوث التغذية البشرية في الولايات المتحدة أن الغذاء الغني بالبروكولي ( وهو أحد أنواع القرنبيط ) يمكن أن يقلل من حدوث سرطان الثدي والبروستات . فقد أجريت الدراسة على 60 فأرا أعطوا مادة مسرطنة ، فتبين أن الفئران التي أعطيت البروكولي كجزء من غذائها كانت أقل عرضة للإصابة بالسرطان .

ومن المعروف أن البروكولي والقرنبيط غنيان بعنصر يدعى السلينيوم – أحد المعادن النادرة التي يمكن أن تحمي الإنسان من سرطان البروستاتة ويقلل الوفيات الناجمة عنها - .

ورغم أن اللحوم ومنتجات الحبوب من أغنى المصادر الغذائية السلينيوم ، إلا أنها لا تحتوي على النوعية الفعالة الموجودة في نبات البروكولي .

الإقلال من الطعام .. وقاية من سرطان الثدي :

نشرت مجلة BMJ الطبية الشهيرة دراسة حديثة أجريت على النساء في معهد الصحة العامة في كراكاو ببولندا . وأظهرت الدراسة أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة يلعبان دورا هاما في الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي .

ونصح الباحثون السيدات بالاعتدال في الطعام ، وبممارسة المزيد من التمارين الرياضية للحد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان . وقالت الدكتور " جيسينكا " إن زيادة النشاط البدني ، والحد من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية يؤدي إلى الإقلال من تركيز هرموني الاستروجين والبروج سترون مما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي .

والواضح أن النساء اللواتي يعشن في البلدان المتقدمة أكثر عرضة للإصابة من اللواتي يعشن في البلدان الفقيرة . ووجد الباحثون أن مستوى البروجسترون في الدم مرتبط بازدياد التعرض للإصابة بهذا المرض ، ولكن يمكن تعديل مستواه وذلك باتباع نظام غذائي صحي وممارسة نوع من الرياضة البدنية .

ومن المعروف أن سرطان الثدي هو من أكثر السرطانات انتشارا عند النساء ، وأن امرأة واحدة من كل ثمان سيدات أمريكيات معرضة للإصابة به في فترة ما من فترات العمر .

د. حسان شمسي باشا
سيدة الوسط
سيدة الوسط
يعتبر الغذاء سببا رئيسا من أسباب السرطان ، كما أن الأسباب الرئيسة الأخرى للسرطان تشمل التدخين والخمور والتلوث الجوي ، والتعرض المديد لأشعة الشمس وإلى الأدخنة والأبخرة الكيماوية ، بالإضافة إلى الإقلال من تناول الفواكه والخضراوات .

وتركز الجهود العلمية الآن على توعية الناس إلى وقاية أنفسهم من هذا السرطان أو ذاك . ولا شك أن التوقف عن التدخين ، والامتناع عن الخمور ، وتجنب الأغذية التي يمكن أن تسبب السرطان من أهم العوامل التي تقي من السرطان . وإضافة إلى ذلك ينبغي الإكثار من الأغذية التي أثبتت الدراسات العلمية فائدتها في الوقاية من هذا المرض . ولا نغفل أهمية تجنب التعرض للملوثات الكيماوية في البيئة من حولنا .

سرطان القولون يزداد مع تقدم العمر
وجد الباحثون أن المسنين والنساء والسود أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون . فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت على 9550 مريضا مصابا بسرطان القولون أن خطر الإصابة به يزداد مع تقدم العمر ، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض .

ومن المعروف أن سرطان القولون والمستقيم يصيب سنويا نحو 140 ألف شخص في الولايات المتحدة ، ويؤدي إلى وفاة أكثر من 50 ألف شخص من المصابين .

ويقول رئيس الجمعية الأمريكية لجراحي القولون والمستقيم : " أن الشفاء من هذا المرض ممكن إذا ما تم اكتشافه ومعالجته في مراحله الأولى . وأكد على أهمية إجراء الفحص الدوري لأنه لا تظهر عند المريض أعراض في المراحل الأولى من المرض .

وينصح الخبراء كل من تجاوز سن الخمسين من العمر ، بإجراء فحص دوري لاكتشاف أية إصابة بسرطان القولون في مراحله المبكرة .

وتكمن الوقاية من سرطان القولون بالإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والحبوب غير المقشورة .

اللوز : قد يقي من سرطان القولون :

كشف الباحثون في جامعة كاليفورنيا عن أن اللوز يمكن أن يساعد في الوقاية من سرطان القولون . فقد أجريت دراسة على 344 فأرا قسمت إلى أربع مجموعات . أعطيت الأولى اللوز الكامل ، والثانية لوزا خاليا من الدهون ، والثالثة أقراصا من زيت اللوز ، والرابعة غذاء عاديا من دون لوز . ثم حقنت الفئران بمادة خاصة تسبب سرطان القولون .

وبعد ستة أشهر لاحظ الباحثون التي تغذت بأي شكل من أشكال اللوز . وكانت أفضل النتائج عند المجموعة التي تناولت اللوز الكامل . وأضاف الباحثون في دراستهم التي نشرت مجلة السرطان الطبية أن اللوز يحتوي على عدد من المركبات التي أسهمت في الوقاية من السرطان .

ويحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات السريرية قبل ثبوت ذلك

حمـض الفوليك .. وسرطان المـعدة

أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة Gut عام 2001 أن تناول حمض الفوليك يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان المعدة. فقد قام الدكتور " زايو " من معهد شنغهاي لأمراض الجهاز الهضمي ، بإعطاء 16 كلبا مواد مسرطنة ( تحفز نشوء السرطان ) ، ثم عالج نصفها بإعطائها 20 ملغ من حمض الفوليك ، وبعد 15 شهرا أصيبت الكلاب الثمانية بسرطان المعدة في حين أصيبت ثلاثة كلاب فقط من المجموعة التي أعطيت حمض الفوليك .

ولا شك أن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكد فيما إذا كانت تلك النتائج تنطبق على الإنسان أم لا .

ومن المعروف أن حمض الفوليك يتوفر بكثرة في الخضراوات والبقول ، وهو يساعد في الوقاية من أحد العيوب الخلقية بالعمود الفقري Spina bifida أثناء الحمل .

مضادات الأكسدة .. وقاية من سرطان المبيض
أشارت دراسة حديثة نشرت عام 2002 في مجلة " التغذية والسرطان " أن النساء اللواتي تناولن الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين C ، وفيتامين E كن أقل إصابة بسرطان المبيض . فقد انخفض معدل حدوث هذا السرطان بنسبة 60 % عند النساء اللواتي كن يتناولن أكثر من 90 ملغ من الفيتامين C بالمقارنة مع اللواتي لم يتناولنه .

كما أن النساء اللواتي كن يتناولن أكثر من 30 ملغ يوميا من الفيتامين E كن أقل عرضة للإصابة بسرطان المبيض بنسبة 67 % .

ولا شك أن تناول الخضراوات وخصوصا الخضراوات الورقية والفواكه تقدم كمية لا بأس بها من تلك الفيتامينات .

ومن المعروف أن سرطان المبيض يعتبر خامس أهم سبب من أسباب الوفيات بالسرطان عند النساء في الولايات المتحدة ، حيث يتم تشخيص 23 ألف حالة جديدة من هذا المرض عام 2001

الـزعـفران واق من الســرطان

اكتشف الباحثون في دراسة نشرتها مجلة " الطب والبيولوجيا التجريبية " أن للزعفران خواص مضادة للسرطان . ولا يمنع الزعفران تشكل أورام سرطانية جديدة فحسب ، بل إنه قد يقلص الأورام الموجودة أصلا .

ومن المعروف أن الزعفران يضاف إلى الطعام كأحد التوابل والبهارات لإضفاء نكهة خاصة عليه .

ويعزو الخبراء الفوائد الصحية للزعفران إلى محتواه العالي من مركبات خاصة تسمى " كاروتينويد " والتي تشمل مادة " لايكوبين " و " بيتا كاروتين " .

د. حسان شمسي باشا
سيدة الوسط
سيدة الوسط
ان عملية تلوث البيئة من المواضيع التي تؤرق العلماء خاصة وافراد المجتمع عامة حيث توضح الابحاث ان هناك العديد من الأمور التي ترتبط بتلوث البيئة ويأتي التلوث ب "الرصاص" من المواضيع التي اخذت تتزايد بشكل ملحوظ ونعقد له المؤتمرات والندوات والدوات التدريبية وكان آخر المؤتمرات "المؤتمر العلمي" الذي عقد في "بانكوك" والذي حضره اكثر من 300متخصص في مجال التلوث وكذلك علماء في البيئة خبراء في الصحة اجتمعوا ولأيام في تايلاند وكان من أهم ما نادى به وخرجت به توصياتهم هو نداء حكومات قارة آسيا بالعمل على ازالة الرصاص من البنزين المستخدم في تزويد الوقود في جميع الاحتياجات بل اجتمع الحاضرون على سرعة اتخاذ هذا القرار لما له من فوائد صحية وتقليل مباشر للعديد من الامراض والمشاكل التي تواجه الاشخاص الذين يتعرضون لهواء ملوث بالرصاص وخصوصاً شريحة الأطفال والشباب.
وكما نعلم ان اكثر من نصف سكان العالم يعيشون في آسيا وان 40% من سكان هذه القارة تحت سن 18سنة، وان اصابة هذه الشريحة من السكان أو عدم العناية بهم تعتبر كارثة عالمية تؤثر على العديد من النواحي وخصوصاً النواحي الصحية التي ترتبط بعقول ونمو هذه الشريحة وكذلك النواحي الاقتصادية التي تتأثر بها دول هذه القارة والتي تنتج من عدم قدرة هذه الشريحة على القيام بدورهم بشكل جيد وفي المستوى المطلوب.

التسمم بالرصاص
"الرصاص"
(Lead) هو أحد العناصر والذي يوصف دائماً ويعرف بالسم "النقي" حيث ان الجسم لا يحتاج له مثل بعض العناصر التي يتطلبها الجسم بكميات بسيطة جداً حيث تدخل في التفاعلات الحيوية مثل (الكروم، المنغنيز، الزنك، والسلينيوم) حيث ان زيادة تراكيزها يؤدي إلى حدوث تسمم ولكنها مطلوبة بكميات قليلة، اما الحاجة إلى الرصاص فليست مطلوبة للجسم.
ولقد تم دراسة تأثير "الرصاص" على الصحة منذ زمن بعيد حيث توضح الابحاث ان له تأثيراً مباشراً على الصحة في حالة زيادة تركيزه في الدم وقد تم التأكد من ارتباطه بالصحة وارتباطه بتأثيره على حالة الفرد عن طريق ثلاثة محاور بحثية منها:
1- الدراسات التي اجريت على العمال الذين يتعرضون للرصاص بشكل مباشر مثل عمال المناجم وغيرهم.
2- المسوح البحثية على شرائح المجتمع المختلفة.
3- وكذلك الدراسات على حيوانات التجارب والتي ساهمت بشكل كبير في توضيح الطريقة التي يعمل بها هذا العنصر وكيفية تأثيره على الجسم والعمليات الحيوية.

التأثيرات الصحية للرصاص
تشير الدراسات العالمية ان للرصاص تأثيراً ساماً على العديد من الاعضاء داخل الجسم في كل من الإنسان وحيوانات التجارب ومن هذه الاعضاءوالأجهزة ما يلي:
اولا: لوحظ ان للتلوث ب "الرصاص" تأثيراً سريعاً ومباشراً ودقيقاً على (الجهار العصبي) nervous system حيث لوحظ ان له تأثيراً على مستوى ومعدل التوصيل وانتقال الاشارات العصبية حيث يعرف ذلك ب (neurotransmitter)
ثانياً: لوحظ ان لارتفاع مستوى الرصاص في الدم تأثيراً على بعض التفاعلات الكيميائية داخل الجسم والتي تؤثر على تصنيع بعض المركبات والمواد الحيوية داخل جسم الإنسان ومنها على سبيل المثال ان الرصاص يؤثر على معدل وتركيز فيتامين (د) Vit-D حيث يعيق عملية ايض وتصنيع فيتامين (د) داخل الجسم وكما هو معروف ان فيتامين (د) مهم جداً في عملية بناء العظام وتكوينها وقوتها حيث يدخل وينظم عملية امتصاص وأيض الكالسيوم داخل الجسم.
ثالثاً: لوحظ ان ل "الرصاص" تأثيراً سلبياً ومؤثراً على الجهاز الخاص بالمناعة Immune System حيث انه يؤدي إلى تعطيل الخلايا الخاصة بالمناعة ويقلل عملها وخصوصاً المضادات الحيوية والخلايا اللمفاوية (lymphocyte) وبالتالي تقلل من قوة وحساسية جهاز المناعة.
رابعاً: الرصاص وزيادة تركيزه في الدم والذي ينتج عن تلوث الجو والهواء والبيئة بشكل عام يؤثر على الجهاز الخاص بعملية التكاثر والتناسل (Reproductive System) حيث تؤثر على انتظام العادة الشهرية (الدورة) عند النساء، وكما تؤثر كذلك على مستوى وانتاج الهرمونات الجنسيةعند الرجال والنساء على حد سواء.
خامساً: النمو وزيادة انقسام وتكاثر الخلايا يتأثربتلوث الرصاص ويؤثر على الجهاز الهضمي.

السرطان
وبالاضافة إلى ما ذكرناه من ارتباط مباشر بزيادة تركيز الرصاص في الدم فإن التلوث والتعرض لكميات كبيرة من هذا العنصر يمكن ان تكون سبباً لحدوث السرطان حيث وجد هذا التأثير في حيوانات التجارب عند تعريضها لكميات من الرصاص، ولقد تم تصنيعه من قبل "المنظمة الامريكية لحماية البيئة" ب "المادة المسرطنة للإنسان المحتملة" وهي المجموعة ب 2(Group B2) ولقد كان من أهم اسباب الاصابة سرطان الانابيب الكلوية مع ان هناك بعض الاعضاء التي ارتبط الاصابة بها بالسرطان وزيادة تركيز الرصاص في الدم.

الأطفال
7ما هي الشريحة الأكثر تأثراً بالرصاص بالمجتمع ؟
- تتفق جميع الدراسات العالمية ان الاطفال اكثر الشرائح اصابة بالتسمم بالرصاص هم الأطفال، ولذلك فانه يجب الحذر من تلوث هذه الفئة لأن اكثر مشاكل تأخر نمو المهارات والذكاء تظهر وتنتج عند تعرضهم للاصابة بزيادة تركيز الرصاص.
- الأطفال تزيد نسبة تعرضهم لزيادة التلوث بالرصاص.
- تزيد نسبة الامتصاص عندهم اكثر من الكبار.
- تطور اجهزتهم وتكوينها بشكل كبير في هذا الطور.
- ادخال العديد من المركبات والعبوات عن طريق الفم ولعقهم لأصابعهم بشكل متكرر كثيراً، وخصوصاً في المناطق التي يتلوث التربة بالرصاص اكثر.

تأثير مستوى الرصاص عند الأمهات لدى اطفالهن:
ان عملية تعرض النساء لنسبة كبيرة من "الرصاص" في مراحل الطفولة والشباب له تأثير كبير على نسلهن وأطفالهن عندما يتزوجون ويحملون وينجبون، حيث ان تعرضهم للرصاص بشكل كبير في مراحل نموهم الاولى
وعندما لا يتخلص الجسم منه فانه يترسب بشكل كبير في العظام ويتجمع فيها ويزيد تركيزه في عظامهم وخصوصاً ان جميع تركيز ومستوى الرصاص يتجمع في العظام وليس في الدم أو أي انسجة اخرى وبالتالي عندما تحمل الأم التي تعرضت إلى كميات كبيرة من الرصاص فإن الرصاص سوف ينتقل من عظامهن إلى اجنتهن خلال مرحلة الحمل، حيث ينتقل الرصاص من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة.

طرق التلوث والاصابة ب "الرصاص":
ان هناك مصادر كثيرة يتم عن طريقها التلوث بالرصاص ومن أهمها الماء، الهواء، التربة، لذلك يجب الحد من تلوثها وذلك عن طريق الحد من انتقال الرصاص اليها ومن أهم الطرق لذلك هو انتاج "بنزين" خال من الرصاص والذي بدوره سوف يحد من تلوث كل من التربة والهواء والماء،
وذلك ما اثبتته العديد من الدراسات في أمريكا واوروبا حيث اوضحت الدراسات ان عملية ازالة وتنقية الرصاص من البنزين (gasoline) خفض مستويات الرصاص في الأطفال بمعدل يزيد على 90% من تركيز الرصاص في دمائهم قبل عملية ازالة الرصاص من البنزين ولقد لاحظ العلماء ان هناك تطوراً بهذه الازالة بمعدل 30- 40% من انخفاض مستويات التعلم والتدريب لديهم والتي كانت تنتج من تعرضهم لكميات كبيرة من الرصاص في البنزين.
وهذه النتيجة اتضحت في اطفال تايلاند بعد عملية ازالة الرصاص من البنزين.
بالاضافة إلى ان عملية تلوث البيئة بالرصاص تنتج من عوادم السيارات وعوادم المصانع إلا ان نواتج المصانع والمغاسل غير المعاملة تعتبر احدى الطرق للتلوث
والتي في العادة ترمى في مصادر المياه مثل البحار والانهار والقنوات المائية، كما ان المبيدات وبعض الاسمدة لها تأثير مباشر في عملية التلوث.
من هذا المنبر يجب على القائمين على حماية البيئة في بلادنا ان يهتموا بالعوامل المؤثرة والمرتبطة في عملية تلوث الهواء والماء والتربة الرصاص للحد من مشاكله الصحية.ً

الرياض
سيدة الوسط
سيدة الوسط
أظهرت دراسة صحية خليجية حديثة أن 35 في المائة من ‏ أسباب السرطان تعود إلى التلوث الغذائي وأن أكثر أنواع السرطان ارتباطا بتلوث‏ الأغذية يعرف بسرطان الكبد الذي ازداد انتشاره بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف خلال ‏‏السنوات العشر الأخيرة.‏

وأوضح رئيس المركز العربي للتغذية وخبير التغذية الخليجى الدكتور عبدالرحمن ‏ ‏مصيقر لوكالة الأنباء الكويتية، أن الدراسة التي قام بها حول (تلوث ‏ الأغذية فى دول مجلس التعاون الخليجى) أظهرت أن اعتماد الدول الخليجية على ‏ الأغذية المستوردة ساهم فى ظهور العديد من المشاكل المرتبطة بتلوث الأغذية مثل ‏ السرطان.‏ ‏

وبين أن نتائج الدراسة بينت أن تلوث الأغذية فى دول المجلس يؤدى إلى عواقب ‏ ‏اقتصادية وصحية واجتماعية وأكثر هذه العواقب وأهمها صحية لما ينتج عنها من إصابات ‏ بأفراد المجتمع بالأمراض أو الوفاة بسبب تلوث الأغذية بالجراثيم الضارة كما إن‏ ‏بعضها أدت إلى التسمم الغذائي الذي أصاب المئات فى الدول الخليجية .‏

وقال الدكتور مصيقر إن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى حدوث تسممات ‏ ‏غذائية سنوية فى العديد من المدارس فى دول المنطقة مضيفا أن دول المجلس تقوم ‏ بإتلاف الآلاف من الأطنان من الأغذية الملوثة أو التالفة وهو ما يسبب لها أيضا ‏ ‏خسائر اقتصادية وتكاليف معالجة هذا التلوث التي تستنزف نسبة كبيرة من ميزانية ‏ وزارات الصحة .‏ ‏

وذكرت الدراسة أن هناك عدة مشاكل مرتبطة بتلوث الأغذية بالدول الخليجية أهمها ‏ ‏التلوث بالمعادن الثقيلة وبسموم الفطريات والمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية ‏ والأدوية في أل أطعمة والملوثات الميكروبية مبينة أن المعادن تسبب خطورة بالغة على ‏ ‏صحة الإنسان ومنها الرصاص والزئبق والزرنيخ وهى تحدث أضرارا فى الجهاز العصبي.

وقال الدكتور المصيقر إن الدراسة التي قام بها أيضا معهد الكويت ‏ للأبحاث العلمية عن مدى تلوث الأغذية المستهلكة فى الكويت بالمبيدات الحشرية تعد ‏من أشمل الدراسات فى المنطقة حيث بينت أن نسبة المبيدات التي يتناولها المواطن ‏ الكويتي ما زالت أقل من المعدل الخطر غير أن الدراسة حذرت من إمكانية تفاقم الوضع ‏ في المستقبل .‏ ‏

وبين أن الدراسة الكويتية حذرت من هذا التفاقم ولذلك فإنها أوصت بأهمية إجراء‏ ‏الدراسات بشكل دوري كل خمس سنوات للتأكد من عدم زيادة تناول هذه المبيدات الضارة ‏لافتا إلى أن هذه المبيدات زاد استخدامها فى دول خليجية أخرى كالبحرين والإمارات‏ ‏والسعودية وأن بعضها ظهر وجودها فى بعض الأغذية إلا إن معدلها يبقى اقل من ‏ ‏المسموح به.‏

وأوضح الدكتور مصيقر أن الدراسة دلت على أن سموم الفطريات من أخطر الملوثات‏ ‏الغذائية في العالم وهى عبارة عن مركبات سامة تسبب طفرات وراثية وسرطانية وبالذات ‏سرطان الكبد ويعتقد أن ازدياد سرطان الكبد فى دول الخليج قد يرجع إلى زيادة ‏ ‏التلوث بهذه المادة .‏ ‏

وذكر أن العديد من الدراسات دلت على وجود نفس النتائج وهو وجود معدلات خطرة ‏ ‏تفوق المعدل المسموح به بثلاث مرات فى بعض الأغذية المستهلكة فى دول الخليج ‏ ‏وبخاصة فى البهارات وبعض الفواكه المجففة وعلف الحيوانات. ‏

وأضاف أن بعض التقارير تشير إلى أن استخدام المضادات الحيوية للوقاية ولعلاج ‏ أمراض الحيوانات تضاعف بشكل لافت لدرجة أن بقايا هذه المضادات وجدت فى اللحوم ‏ ‏المفرومة وهمبرجر اللحم والدجاج وانتقال هذه المضادات إلى الإنسان وتعود ‏ ‏الميكروبات الموجودة فى جسم الإنسان على مثل هذه المضادات الحيوية مما يصعب ‏علاجها عندما تنشط وتسبب مرضا للإنسان.

وقال خبير التغذية الخليجى إن التلوث بالميكروبات يعتبر كذلك من ‏ ‏أكثر أنواع التلوث الغذائي فى دول الخليج كونه يرجع إلى التداول والتخزين ‏والتحضير غير الصحي للأطعمة مبينا أن نوعية العمالة الأجنبية أثرت على زيادة ‏ ‏حالات التلوث وذلك للنقص فى تدريبها وقدومها من دول وأماكن ذات مستوى صحي متدن.‏ ‏

وبين أن هذه الملوثات تحدث خسارة تقدر بملايين الدولارات سنويا للدول الخليجية ‏ ‏وذلك يعزى للعدد الكبير الذي يصاب بهذه التسممات سنويا وتكاليف العلاج وتتطلب ‏ إمكانيات وقوى بشرية ووقت ومازالت دول الخليج غير قادرة على ضبط أسباب التسممات ‏ ‏الميكروبية وبخاصة مع ازدياد أعداد المطاعم والمحال وأنواع الطعام الذي تقدمه.‏ ‏ وأوضح أن الدراسة ركزت على العقبات التي تواجهها الدول الخليجية فى السيطرة ‏ ‏على تلوث الأغذية وأهمها النقص فى الكوادر المحلية المدربة والنقص فى المواصفات ‏ ‏الخاصة بالأغذية المحلية وتدخل جهات أخرى فى قرارات المنع والإيقاف والعقوبات ‏ ‏وافتقار بعض المصانع الغذائية الوطنية إلى الجودة فى إنتاجها .‏ ‏

وذكر انه لضمان سلامة الغذاء فى دول مجلس التعاون أوصت الدراسة بأهمية التنسيق ‏والتعاون بين الجهات المسؤولة عن سلامة الغذاء وتدريب العاملين فى إعداد وتحضير ‏وتداول الأطعمة ومراجعة وتقييم الهيكل التنظيم والجهاز الإداري المسؤول عن سلامة ‏ ‏الغذاء.‏

وأضاف أنها أوصت كذلك بتطوير مختبرات تحليل التغذية وتحديث المواصفات‏ ‏والتشريعات الغذائية والتركيز على برامج التوعية الغذائية من خلال أجهزة الإعلام ‏المختلفة لأن دورها يجب عدم إغفاله لأهميته فالوقاية بالتوعية خير من العلاج.‏ ‏ وقال الدكتور مصيقر إن الوفيات بسبب مرض السرطان تشكل نسبة 12 فى المائة فى دول ‏ ‏مجلس التعاون الخليجى وأكثر أنواع السرطان المرتبط بتلوث الأغذية سرطان الكبد ‏ الذي ازداد انتشاره بمعدل ضعفين إلى ثلاثة خلال الفترة من عام 92 إلى عام 2002.