بحور 217
بحور 217
معك يا زاهية

:26:
zahya
zahya
سكارلت

بحور 217


شكراً لكما

محبتكما في الله

بنت البحر
zahya
zahya

الحلقة الرابعة

لم تغمض لأمِّ عادل عين في هذه الليلة,ظلَّت ساهرة وهي تصلِّي,وتبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحمي وحيدها ويرزقه بالمال والولد0
وهو يودِّعها عند الفجر ,حاولت أمُّ عادل أن تخفي دموعها عنه بعد أن أطلقت الباخرة زموراً تستدعي به جميع البحارة المنتشرين في الجزيرة بينما لم تستطع سراب حجب دموعها0
ومع طلوع الشَّمس أطلقت السَّفينة زمُّور الوداع,فأسرعت سراب بالصُّعود إلى سطح البيت لرؤيتهاوهي تمخر في العباب مبتعدة عن الجزيرة,فاخترقت عيناها مسافة البعد علَّها تلمح مليكها,وطار قلبهايرفرف فوق السَّفينة نورسَ حبِّ حتى غابت في الأفق البعيد0
أحسَّت بالإنكسار,فنزلت إلىالبيت ونيَّة الخطوات00كريمة العبرات00شاردة الفكر0
استقبلتها حماتها بوجه بشوش ودعتها لمشاركتها قهوة الصَّباح تحت الياسمينة التي ظلَّلت فسحة الدَّار0
لم تكن لديها رغبة في شرب القهوة ,ولكنَّها مسايرةً لحماتها قبلت الدَّعوة0
قالت العجوز وهي تناولها الفنجان :*لاأحبَّ أن أراك حزينة , ابتسمي ياابنتي 00لاتكتئبي سرعان ماتمرُّ الأيَّام ,ويعود إليك*
قالت سراب وهي تمسح دموعها بأنامل يدها :*ولكنَّه عام ياامرأة عمي0
ظلت العجوزصامتة بينما نظرت سراب إلى السَّماء وتابعت:*السَّماء ملبَّدة بالغيوم0*
فقالت العجوز وهي مطرقة * فقط في الصَّباح ,ألا ترين إنَّها مقلعة إلى أجواء أخرى؟اطمئنِّي ياابنتي مازلنا في أواخر تموز والرِّيح مازالت في الغربة0*
فقالت سراب وقد عاودها البكاء * وتموز القادم مازال بعيداً *
ابتسمت العجوز وهمست:*انظري إلى وجهي 00تأمليه جيداً 0*
سألتها *لماذا؟*
أجابت :*أتعرفين كم تمُّوز مرَّعلى وجهي هذا؟*
سألتها سراب *كم تقدِّرين؟*
قالت *كثير00كثير ولكنَّها جميعاً كتموز واحد0*
كلام العجوز جعل الإبتسامة تعود إلى ثغر سراب فقالت بدهشة:*تموز واحد ياامرأة عمي؟*
أجابت العجوز:*نعم 00نعم فالعام ينطح العام ويلقي به في هوَّة الزَّمن00غداً يأتي تموزالثَّاني ,ويعود عادل فلا تعكِّري صفو أيّاَمك بالحزن والألم 00تمتَّعي بشبابك قبل أن يهرب منك ياابنتي*
سألتها سراب *:كيف مادام زوجي غائباً؟*
أجابت العجوز:*وهل المتعة محصورة بوجود الزَّوج ؟*
فسألتها سراب باستغراب*:مارأيك أنت ؟*
أجابت:*طبعاً لا*
سألتها سراب بحرج*:لم أفهم ماترمين إليه 00أريد توضيحاً؟*
قالت العجوز:*لاأعتقد أنَّك لاتفهمين ماقلت وقد نلتِ قسطاً من التَّعليم*
ردَّت سراب:*ربَّما لأنَّ عقلي مازال متأثِّراً بسفر عادل0*
فقالت العجوز:*حسناً سأوضح لك الأمر*
*تفضَّلي *
قالت العجوز وكأنَّها تلقي محاضرة وقد سرحت بنظرها بعيداً:
لفد خلق الله سبحانه وتعالى الكون ووخلق الإنسان ,وخلق كلَّ الموجودات وسخَّرها له كي يتمتَّع بها ويجعلها في خدمة عبادته لله عزَّ وجلّ0
سألتها سراب بدهشة:وهل الزَّواج إحدى هذه الموجودات؟
أجابت العجوز:بل هو من أهمها,لأنَّ الإنسان يتكاثر من خلاله0
قالت سراب بعفوية:وقديأتي بعض النَّاس عن طريق غير شرعي 0
فقالت العجوز:وهذا مانهى الله عنه وأنكرته جميع الدِّيانات السَّماوية0
هزَّت سراب رأسها موافقة حماتها التي تابعت قائلة:
وبما أنَّ الزَّواج من أهمِّ هذه المتع الجسدية والمعنوية والإجتماعية فإنَّ عدم تحققه لايعني انتفاء المتع الأخرى0
سألتها سراب * كيف؟*
أجابت:*الإستمتاع بالعبادة شيء عظيم ورؤية الجمال الذي خلقه الله في الأرض والسَّماء,بمساعدة النَّاس, بالقراءة ,وحتَّى بالطَّعام0*
فسألتها سراب*:وهل استمتعت بحياتك بعد وفاة عمّي أبي عادل؟*
ابتسمت العجوز بحزن وأجابت*نعم ولكن أتعرفين كيف كانت متعتي ؟*
سألتها:*أخبريني0*
أجابت *بتربية أولادي تربية صالحة ,وبمساعدتي للمحتاجين رغم محدودية حالتي المادية 0استمتعت برؤية البحر,والتَّفكير بملكوت الله وعظمته ,وبعباد تي له ,كلُّ هذا استمتاع مشبـِع للعاطفة ,ومن قال غير ذلك فهو كاذب 0*
قالت سراب *ربَّما كان كلامك صحيحاً ولكنَّني أشعر بالألم بسبب غياب عادل*
قالت العجوز*وهذا إحساس عاطفي أيضاً ,وهو أمر طبيعي ,ولكن لاتجعلي الألم يلبسك 00حاولي الخروج منه00عودي لسعادتك وتمتَّعي بعاطفة الشَّوق لعادل دون أن تحترقي بها0*
سألتها سراب*أأنت تقولين لي هذا وعادل هو ابنك؟*
أجابتها ضاحكة*عادل هوولدي وقرَّة عيني ,ولكنَّ سفره هو جزء من قدره ,فهل أحارب القدر بعاطفة الأمومة التي قد تقتلني حزناً على فراقه فأسبّب له الألم؟*
قالت سراب :*ولكنَّني ضعيفة أمام عاطفتي 0
قالت العجوز:*القوَّة خير من الضَّعف حتَّى في أدقِّ المشاعر00تعلَّمي هذا ياابنتي*
قالت سراب :*ساحاول*
توالت الأيام كحلم لاتخلو أحياناً من بعض الشرود وشيء من الدُّموع0
في تلك الليلة كانت السَّماء ملبَّدة بالغيوم,تلاقى فيها خريف امرأة بخريف عام فكيف كان اللقاء؟
لم تكن أمُّ عادل نشيطة هذا المساء,فقد أحسَّت بوعكة مفاجئة فآوت إلى فراشها بعد صلاة العشاء,تدثَّرتْ ببطانية,وألصقت ركبتيها ببطنِّهاطلباً للدِّفءوغطَّت في نومٍ عميق ,بينما كانت سراب تسهر في غرفتها وهي تتابع إحدى التَّمثيليات على شاشة التِّلفاز0

مع تحيات

بنت البحر

يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
um_suhaib
um_suhaib
هل هي طويله؟
zahya
zahya
um_suhaib

نعم أخية كما ترين هي مسلسلة في حلقات أرجو أن نستفيد منها جميعاً


بنت البحر