التدعيم الإيجابي
وهذا هو المبدأ الرئيسي للمكافأة ...
إذا كان يعجبك ما يفعله شخص ما..
وأردت أن تزيدي تكراره لهذا السلوك الذي ترغبينه..
قومي بمكافأته على هذا السلوك..
أو قدمي له التدعيم الإيجابي اللازم ليداوم على القيام به..
وهذا التدعيم ياتي من خلال إعطاء هذا الشخص :
المديح
المال
الاستحسان
الحب
الهدايا
الاهتمام
إظهار تعبيرات على وجهك تدل ضمنيا على الاستحسان أو الرضا ( إبتسامة أو ضحكة مثلا)
أو تقديره على الملأ..
( جربوا هالطرق عالجنوبي جدا جدا جدا فعالة عن تجربة )
أو غير ذلك الكثير من المكافآت العينية والمعنوية - بما تحويه من مدلولات - التي يستخدمها الناس لمكافأة أو تدعيم بعضهم البعض كالمال والألقاب والترقيات..
والإنسان منذ الطفولة وطوال حياته بعد ذلك..
يتأثر بشدة بالمكافآت أو أشكال الدعم التي تقدم له ممن يعتمد عليهم أو يحبهم او يحترمهم وممن هم في موقع يسمح لهم بمساعدته على الحصول على المكاسب التي يسعى إليها أو على تجنب الخسائر التي يخشاها..
ومن المهم أن نلاحظ ان التدعيم الإيجابي يشعر من يتقاه بمشاعر طيبة ويكون بمثابة تجربة سارة مرضيه له وهذا هو السبب في أنه يعمل بنجاح..
نحن نريد أن ننال استحسان أزواجنا أهلنا ورؤسائنا في العمل أو مديحهم..
ونريد أن نتلقى الحب ممن نحبهم أو نرى السعادة على وجوههم ..
ونريد ان يخبرنا الآخرون بتقديرهم ينا ولأهمية ما نقوم به من مجهودات...
والشخص الماهر الذي يسعى للسيطرة والاستغلال يعلم ذلك..
وسوف يسعى لتقديم التدعيم الايجابي حتى يجعل الضحية تشعر بمشاعر طيبه...
( وتشعر كذلك بالود تجاهه باعتباره الشخص الذي يعدها بالمكافأة )
وحتى يقوي السلوكيات والعادات التي يرغب في أن تداوم عليها الضحية..
ولكن ...
هل يقوم راغبوا السيطرة والاستغلال باستخدام التدعيم الإيجابي؟؟
بالقطع ..
نعم..
وخصوصا في المراحل الأولى من العلاقة..
بالنسبة للأشخاص الذين يسعون لإرضاء الآخرين على وجه الخصوص من الممكن أن تكون هذه الفكرة مرضية وتستحق العمل من اجلها ..
ومن هنا..
فإنهم يقومون بتكرار سلوكهم المرضي وغالبا ما يفعلون ذلك بشكل إجباري..
ولكن بعد أن يقوم الشخص المستغل بإغراء الضحية وجرها الى العلاقة باستخدام التدعيم الإيجابي المتكرر والمستمر..
تتحول اللعبة في الغالب إلى منعطف مهم..
فبدلا من المكافآت الصغيرة نسبيا يتم الآن التلويح للضحية - بطريقة مباشرة أو غير مباشرة - بمكسب خطير ترغب فيه بشده..
غير أن هذا المكسب سوف يبدو بعيد المنال للضحية..
في البداية تكون الضحية شديدة الحماس للحصول على هذا المكسب والقيام بكل ما هو ضروري للحصول على المكافأة المرجوة..
وسوف تنتظر بفارغ الصبر حتى تحصل على المكسب الكبير..
غير أن المشكلة في مثل هذه العلاقات المستغلة يبقى المكسب المنتظر مراوغا وصعب المنال فيما يبدو..
ومع ذلك..
يستمر الطرف المستغل في تقديم الوعد للضحية بالحصول على هذا المكسب وهذا من أجل تحفيزها على العمل لصالحه..
وفي النهاية وعندما تصبح آلية عمل محاولة السيطرة والاستغلال أكثر وضوحا ..
تبدأ الضحية في الشك في أن المكسب الموعود لن يتحقق أبدا ..
مهما كان جدها وحماسها في محاولة تحقيقه ...
ومن هنا...
وبينما تكافح الضحية بشكل يائس حتى تفهم ما يجري حولها ..
تكون هناك نقلة خفيفة أخرى آلية التدعيم - أو ذراع التحكم - من الإيجابية إلى السلبية..
وتحت سيطرة الشخص الساعي إلى الإستغلال ، تشعر الضحية بانها مدفوعة بخوفها من أن ذلك المكسب ربما لن يتحقق أبدا أكثر من شعورها بان ما يدفعها هو التحرك المباشر نحو الهدف ..
والآن..
أصبحت الحاجة إلى تجنب الخسارة ( خسارة المكسب الذي لم يتحقق حتى الآن في الأساس) هو الحافز المحرك لها...

والآن نكمل ..
التدعيم السلبي
الكثير من الناس يخلطون بين هذا الشكل من أشكال التدعيم وبين العقاب..
غير أنه يختلف كثيراا...
وأفضل طريقه لفهم الآليه التي يعمل بها التدعيم السلبي هي أن نستخدم مثالا عمليا..
تخيلوا قفص تم إعداده لفأر من فئران التجارب..
مقسم إلى جزئين مستقلين :
حجرة سوداء مطلية جدرانها وأرضيتها وسقفها باللون الأسود..
فيما عدا انها تحتوي على باب أبيض يربطها بالنصف الآخر من القفص...
والقسم الآخر عبارة عن حجرة بيضاء مطلية جدرانها وأرضيتها وسقفها باللون الأبيض ...
ولكي نشرح المقصود بكل من التدعيم الإيجابي والسلبي..
لنقل أن الهدف من دراستنا هذه هو أن ( نعلم ، نؤثر على ، نخدع ، نستغل ) الفأر لأن ينتقل من الجزء الأسود من القفص إلى الجزء الأبيض بأسرع ما يمكن..
الفأر رقم 1 يتم وضعه في الحجرة السوداء وفي أبعد نقطة من الحجرة البيضاء نقوم بوضع قطعة كبيرة من الجبن..
في البداية ..
سوف يقوم الفأر بتفتيش الحجرة السوداء لفترة قصيرة إلى أن يجد الباب الأبيض الذي يؤدي الى الحجرة الأخرى فيقوم بدفعه وفتحه بدافع الفضول وعلى الأرجح بسبب رائحة الجبن التي تأتي من الجانب الآخر ..
بعد ذلك سوف يدخل الحجرة البيضاء وعلى الفور يلتهم قطعة الجبن..
ومن هنا يكون قد تلقى الدعم الإيجابي وها هو يشعر بالسعادة
بعد ذلك..
نضع نفس الفأر في الحجرة السوداء مرة ثانية فنلاحظ انه يفتح الباب وينتقل للحجرة البيضاء بزمن أقل مما استغرقه في المحاولة الأولى..
وللمرة الثانية تتم مكافأته ( التدعيم الإيجابي) بقطعة الجبن اللذيذة ..
هذا الفأر أصبح سعيدا وذكيا بنفس الوقت..
بعد ذلك نكرر التجربة عدة مرات ونلاحظ أن الوقت يصبح أقل مما استغرقه في المرة التي سبقتها..
وحتى إذا أزلنا قطعة الجبن نهائيا فسوف يقوم الفأر بالتحرك بسرعة من الحجرة السوداء إلى البيضاء لأن الثانية قد أصبح لها ميزة إيجابية بالنسبة له..
فقط من حالة الإقتران التي تنشأ بينها وبين الجبن..
حتى الآن قد اوضحنا كيف نعلم الفأر الإنتقال من الحجرة السوداء الى البيضاء بطريقة التدعيم الإيجابي وهو في هذه الحالة مكافأته بشكل فوري بعد ان يقوم بعمل السلوك الذي نرغبه منه ( التحرك من الحجرة السوداء الى البيضاء)..
التدعيم السلبي
الكثير من الناس يخلطون بين هذا الشكل من أشكال التدعيم وبين العقاب..
غير أنه يختلف كثيراا...
وأفضل طريقه لفهم الآليه التي يعمل بها التدعيم السلبي هي أن نستخدم مثالا عمليا..
تخيلوا قفص تم إعداده لفأر من فئران التجارب..
مقسم إلى جزئين مستقلين :
حجرة سوداء مطلية جدرانها وأرضيتها وسقفها باللون الأسود..
فيما عدا انها تحتوي على باب أبيض يربطها بالنصف الآخر من القفص...
والقسم الآخر عبارة عن حجرة بيضاء مطلية جدرانها وأرضيتها وسقفها باللون الأبيض ...
ولكي نشرح المقصود بكل من التدعيم الإيجابي والسلبي..
لنقل أن الهدف من دراستنا هذه هو أن ( نعلم ، نؤثر على ، نخدع ، نستغل ) الفأر لأن ينتقل من الجزء الأسود من القفص إلى الجزء الأبيض بأسرع ما يمكن..
الفأر رقم 1 يتم وضعه في الحجرة السوداء وفي أبعد نقطة من الحجرة البيضاء نقوم بوضع قطعة كبيرة من الجبن..
في البداية ..
سوف يقوم الفأر بتفتيش الحجرة السوداء لفترة قصيرة إلى أن يجد الباب الأبيض الذي يؤدي الى الحجرة الأخرى فيقوم بدفعه وفتحه بدافع الفضول وعلى الأرجح بسبب رائحة الجبن التي تأتي من الجانب الآخر ..
بعد ذلك سوف يدخل الحجرة البيضاء وعلى الفور يلتهم قطعة الجبن..
ومن هنا يكون قد تلقى الدعم الإيجابي وها هو يشعر بالسعادة
بعد ذلك..
نضع نفس الفأر في الحجرة السوداء مرة ثانية فنلاحظ انه يفتح الباب وينتقل للحجرة البيضاء بزمن أقل مما استغرقه في المحاولة الأولى..
وللمرة الثانية تتم مكافأته ( التدعيم الإيجابي) بقطعة الجبن اللذيذة ..
هذا الفأر أصبح سعيدا وذكيا بنفس الوقت..
بعد ذلك نكرر التجربة عدة مرات ونلاحظ أن الوقت يصبح أقل مما استغرقه في المرة التي سبقتها..
وحتى إذا أزلنا قطعة الجبن نهائيا فسوف يقوم الفأر بالتحرك بسرعة من الحجرة السوداء إلى البيضاء لأن الثانية قد أصبح لها ميزة إيجابية بالنسبة له..
فقط من حالة الإقتران التي تنشأ بينها وبين الجبن..
حتى الآن قد اوضحنا كيف نعلم الفأر الإنتقال من الحجرة السوداء الى البيضاء بطريقة التدعيم الإيجابي وهو في هذه الحالة مكافأته بشكل فوري بعد ان يقوم بعمل السلوك الذي نرغبه منه ( التحرك من الحجرة السوداء الى البيضاء)..

والآن لنضع الفأر رقم 2 في الحجرة السوداء من القفص ..
هدفنا هو نفس الهدف السابق :
أن نرى مدى السرعه التي سوف يتعلم بها هذا الفأر الإنتقال من الحجرة السوداء إلى الحجرة البيضاء..
ولكن ..
في هذه المرة لن نقوم بوضع قطعة جبن في الحجرة البيضاء ..
وإنما سنقوم بتوصيل أرضية الحجرة السوداء بمصدر للتيار الكهربائي بحيث تنتج هذه الأرضية صدمات كهربائية مؤلمة بشكل خفيف استجابة لأخف حركة أو ضغط عليها .. وهكذا
فبمجرد وضع الفأر رقم 2 في الحجرة السوداء يتعرض على الفور لتلك الصدمات الكهربائيه ...
وفي غضون ثوان يبدأ على الفور في الوثب على الجدران والإرتعاش والتبول..
وغير ذلك من السلوكيات الأخرى المعروفة التي تصدر عن الفئران عندما تشعر بالقلق والتوتر ..
ولكن..
مع هذه الوثبات المستمرة سوف يصطدم الفأر عاجلا إن عاجلا او آجلا بالباب الأبيض لينفتح مؤديا الى الغرفة البيضاء حيث لاتوجد هذه الصدمات الكهربائية ..
الحجرة البيضاء في هذه المرة لا تحتوي على الجبن ..
ولكنها فقط ستوفر له التخلص من هذه الصدمات المؤلمة بمجرد أن يجتاز الباب الأبيض عابرا اليها..
الفأر رقم 2 قد تعرض هنا للتدعيم السلبي ..
وهو في هذه الحالة تعريضه لتجربة مؤلمة وغير سارة أو لأي مثير سلبي آخر ..
على أن تتوقف هذه التجربة أو يتعطل هذا المثير بمجرد ان يقوم بعمل السلوك الذي نرغبه منه..
وبالمناسبة ..
لا تندهشوا اذا علمتم أن الفأر رقم 2 يتعلم الإنتقال من الحجرة البيضاء الى السوداء بوقت أسرع من الفأر رقم 1
وبمجرد ان يتعلم هذا السلوب أو يكتسبه سوف يستمر الفأر رقم 2 في القاء نفسه في الحجرة البيضاء مرورا بالباب الأبيض حتى عندما تكون الصدمات الكهربائية الموجودة بالحجرة السوداء معطلة..
الآن أصبحت للغرفة السوداء ميزة سلبية بالنسبة له من خلال حالة الإقتران التي تنشأ بينها وبين الصدمات الكهربائية
هدفنا هو نفس الهدف السابق :
أن نرى مدى السرعه التي سوف يتعلم بها هذا الفأر الإنتقال من الحجرة السوداء إلى الحجرة البيضاء..
ولكن ..
في هذه المرة لن نقوم بوضع قطعة جبن في الحجرة البيضاء ..
وإنما سنقوم بتوصيل أرضية الحجرة السوداء بمصدر للتيار الكهربائي بحيث تنتج هذه الأرضية صدمات كهربائية مؤلمة بشكل خفيف استجابة لأخف حركة أو ضغط عليها .. وهكذا
فبمجرد وضع الفأر رقم 2 في الحجرة السوداء يتعرض على الفور لتلك الصدمات الكهربائيه ...
وفي غضون ثوان يبدأ على الفور في الوثب على الجدران والإرتعاش والتبول..
وغير ذلك من السلوكيات الأخرى المعروفة التي تصدر عن الفئران عندما تشعر بالقلق والتوتر ..
ولكن..
مع هذه الوثبات المستمرة سوف يصطدم الفأر عاجلا إن عاجلا او آجلا بالباب الأبيض لينفتح مؤديا الى الغرفة البيضاء حيث لاتوجد هذه الصدمات الكهربائية ..
الحجرة البيضاء في هذه المرة لا تحتوي على الجبن ..
ولكنها فقط ستوفر له التخلص من هذه الصدمات المؤلمة بمجرد أن يجتاز الباب الأبيض عابرا اليها..
الفأر رقم 2 قد تعرض هنا للتدعيم السلبي ..
وهو في هذه الحالة تعريضه لتجربة مؤلمة وغير سارة أو لأي مثير سلبي آخر ..
على أن تتوقف هذه التجربة أو يتعطل هذا المثير بمجرد ان يقوم بعمل السلوك الذي نرغبه منه..
وبالمناسبة ..
لا تندهشوا اذا علمتم أن الفأر رقم 2 يتعلم الإنتقال من الحجرة البيضاء الى السوداء بوقت أسرع من الفأر رقم 1
وبمجرد ان يتعلم هذا السلوب أو يكتسبه سوف يستمر الفأر رقم 2 في القاء نفسه في الحجرة البيضاء مرورا بالباب الأبيض حتى عندما تكون الصدمات الكهربائية الموجودة بالحجرة السوداء معطلة..
الآن أصبحت للغرفة السوداء ميزة سلبية بالنسبة له من خلال حالة الإقتران التي تنشأ بينها وبين الصدمات الكهربائية

و التدعيم السلبي
يطلق عليه في بعض الأحيان " الإشراط الكريه "
و "المكافأة " هنا تكون تجنب أو توف تجربة مكروهه عندما يذعن الكائن التي تجري عليه التجربة لرغبات الشخص الذي يجريها..
والآن..
لنأخذ بعين الإعتبار النظير الإنساني لهذه التجربة لنعرف مدى استجابة الإنسان للتدعيم الإيجابي والسلبي..
وكما أوضحنا من قبل فهناك عدد لا يحصى من الإمثلة على استخدام التدعيم الإيجابي في الحياة اليومية..
وفي الغالب فالأشخاص الذين يتم تدعيمهم إيجابيا او مكافأتهم على النحو السابق يميلون الى تكرار نفس سلوكياتهم أو سلوكيات مشابهه لها في المستقبل..
ويميلون كذلك إلى الشعور بالسعادة أو الرضا في الأدوار التي يقومون بأدائها طالما أنهم يشعرون بأن التدعيم الذي يتلقونه يكفي او يتناسب مع حجم مجهوداتهم..
ولكن ما النظير الإنساني للفأر رقم 2 ؟؟؟
تأمل حالة هذه الأم مع طفلها البالغ 12 سنة..
والذي يترك حجرته في حالة من الفوضى باستمرار..
تخبره هي بصورة متكرره أن ينضف حجرته..
وعندما لا يطيعها تقوم بتصعيد المسألة تدريجيا وتبدأ بالصراخ في وجهه ، ثم بعد ذلك تقوم بتهديده بأنها سوف تنزل عليه عقابا أكثر إيلاما إذا لم يقم بترتيب وتنظيف حجرته..
وفي النهاية ..
عندما يذعن الطفل ..
يتوقف توبيخها له وصراخها وتهديداتها..
لم تخبره كم هو ولد طيب ورائع ولم تكافئه على سلوكه ..
فقط توقفت عن الصراخ..
حسنا..
هذا هو التدعيم السلبي في أوضح صورة..
والتوبيخ الإنساني هو المعادل للصدمات الكهربائية في حالة الفأر ..
كذا الإحجام عن التواصل ( المعاملة الصامته ) هو شكل آخر من أشكال التدعيم السلبي...
وبناء على ذلك ..
ففي كل مرة يقوم فيها شخص ما بتعريض شخص آخر لتجربة مؤلمة او غير سارة أو سلبية بأي صورة كانت ..
الى أن يذعن الشخص الآخر لمطالبه أو رغباته أو حاجاته ..
يكون التدعيم السلبي في حالة عمل..
والنظائر الانسانية الأخرى للصدمات الكهربائية السابقة تشتمل على استخدام الشخص المستغل لبعض أشكال التدعيم السلبي كتقطيب الوجه أو التقريع أو الشكوى والأنين أو لعب دور الضحية أو دور الطرف الذي تعرض للألم والجرح أو البكاء أو القاء اللوم على الآخرين..
ومثل هذه الأساليب متى تمت بفاعلية ..
تثير لدى الشخص الذي تمارس ضده مشاعر الذنب والخجل وعدم الإلتزام والتهرب من المسئولية..
أو قد يستخدم الشخص المستغل أساليب التخويف كالصراخ أو السباب أو التهديد أو التعبير عن الإنفعال والغضب حتى يسيطر على الضحية عن طريق إثارة خوفها من عدم الإستحسان أو من الغضب والمواجهة أو من رفضه أو تخليه عنها..
أو ربما يقوم الشخص المستغل بعمل مقارنات سلبية مثيرة للاستياء بين الضحية وشخص آخر ( مثلا أخيه أو أخته أو زميل له ) كي يثير في نفسها مشاعر غير سارة كمشاعر قلة احترام النفس أو ضعف الاعتماد عليها أو عدم الكفاءة..
وفي النهاية ..
ربما يثير الشخص المستغل داخل ضحيته شكلا من أشكال التناقض أو الخوف من التغيير أو من اتخاذ قرار سيء أو من ارتكاب خطأ فقط بالإستفهام( " هل أنت واثق بالفعل مما تريده " ) أو بالتعبير عن الشك بشكل عام ( "لا يمكن للإنسان أبدا أن يعرف الأشياء على وجه التأكيد " )
وهذه المشاعر السلبية - الذنب - والخوف - وعدم الكفاءة - التي يتم تنشيطها أو إثارتها عن طريق الأساليب التي يمارسها الشخص المستغل هي مشاعر غير مريحه بشكل كبير..
تماما كالصدمات الكهربائية بالنسبة للفأر ..
وعن طريق الخضوع والإذعان والاستسلام لحاجات أو طلبات الشخص المستغل تصبح الضحية قادرة على أن تريح نفسها على الفور ( ولكنها مجرد راحة وقتية ) من المشاعر والمخاوف المؤلمة أو غير السارة عن طريق القيام بما يريده الشخص المستغل..
يطلق عليه في بعض الأحيان " الإشراط الكريه "
و "المكافأة " هنا تكون تجنب أو توف تجربة مكروهه عندما يذعن الكائن التي تجري عليه التجربة لرغبات الشخص الذي يجريها..
والآن..
لنأخذ بعين الإعتبار النظير الإنساني لهذه التجربة لنعرف مدى استجابة الإنسان للتدعيم الإيجابي والسلبي..
وكما أوضحنا من قبل فهناك عدد لا يحصى من الإمثلة على استخدام التدعيم الإيجابي في الحياة اليومية..
وفي الغالب فالأشخاص الذين يتم تدعيمهم إيجابيا او مكافأتهم على النحو السابق يميلون الى تكرار نفس سلوكياتهم أو سلوكيات مشابهه لها في المستقبل..
ويميلون كذلك إلى الشعور بالسعادة أو الرضا في الأدوار التي يقومون بأدائها طالما أنهم يشعرون بأن التدعيم الذي يتلقونه يكفي او يتناسب مع حجم مجهوداتهم..
ولكن ما النظير الإنساني للفأر رقم 2 ؟؟؟
تأمل حالة هذه الأم مع طفلها البالغ 12 سنة..
والذي يترك حجرته في حالة من الفوضى باستمرار..
تخبره هي بصورة متكرره أن ينضف حجرته..
وعندما لا يطيعها تقوم بتصعيد المسألة تدريجيا وتبدأ بالصراخ في وجهه ، ثم بعد ذلك تقوم بتهديده بأنها سوف تنزل عليه عقابا أكثر إيلاما إذا لم يقم بترتيب وتنظيف حجرته..
وفي النهاية ..
عندما يذعن الطفل ..
يتوقف توبيخها له وصراخها وتهديداتها..
لم تخبره كم هو ولد طيب ورائع ولم تكافئه على سلوكه ..
فقط توقفت عن الصراخ..
حسنا..
هذا هو التدعيم السلبي في أوضح صورة..
والتوبيخ الإنساني هو المعادل للصدمات الكهربائية في حالة الفأر ..
كذا الإحجام عن التواصل ( المعاملة الصامته ) هو شكل آخر من أشكال التدعيم السلبي...
وبناء على ذلك ..
ففي كل مرة يقوم فيها شخص ما بتعريض شخص آخر لتجربة مؤلمة او غير سارة أو سلبية بأي صورة كانت ..
الى أن يذعن الشخص الآخر لمطالبه أو رغباته أو حاجاته ..
يكون التدعيم السلبي في حالة عمل..
والنظائر الانسانية الأخرى للصدمات الكهربائية السابقة تشتمل على استخدام الشخص المستغل لبعض أشكال التدعيم السلبي كتقطيب الوجه أو التقريع أو الشكوى والأنين أو لعب دور الضحية أو دور الطرف الذي تعرض للألم والجرح أو البكاء أو القاء اللوم على الآخرين..
ومثل هذه الأساليب متى تمت بفاعلية ..
تثير لدى الشخص الذي تمارس ضده مشاعر الذنب والخجل وعدم الإلتزام والتهرب من المسئولية..
أو قد يستخدم الشخص المستغل أساليب التخويف كالصراخ أو السباب أو التهديد أو التعبير عن الإنفعال والغضب حتى يسيطر على الضحية عن طريق إثارة خوفها من عدم الإستحسان أو من الغضب والمواجهة أو من رفضه أو تخليه عنها..
أو ربما يقوم الشخص المستغل بعمل مقارنات سلبية مثيرة للاستياء بين الضحية وشخص آخر ( مثلا أخيه أو أخته أو زميل له ) كي يثير في نفسها مشاعر غير سارة كمشاعر قلة احترام النفس أو ضعف الاعتماد عليها أو عدم الكفاءة..
وفي النهاية ..
ربما يثير الشخص المستغل داخل ضحيته شكلا من أشكال التناقض أو الخوف من التغيير أو من اتخاذ قرار سيء أو من ارتكاب خطأ فقط بالإستفهام( " هل أنت واثق بالفعل مما تريده " ) أو بالتعبير عن الشك بشكل عام ( "لا يمكن للإنسان أبدا أن يعرف الأشياء على وجه التأكيد " )
وهذه المشاعر السلبية - الذنب - والخوف - وعدم الكفاءة - التي يتم تنشيطها أو إثارتها عن طريق الأساليب التي يمارسها الشخص المستغل هي مشاعر غير مريحه بشكل كبير..
تماما كالصدمات الكهربائية بالنسبة للفأر ..
وعن طريق الخضوع والإذعان والاستسلام لحاجات أو طلبات الشخص المستغل تصبح الضحية قادرة على أن تريح نفسها على الفور ( ولكنها مجرد راحة وقتية ) من المشاعر والمخاوف المؤلمة أو غير السارة عن طريق القيام بما يريده الشخص المستغل..
الصفحة الأخيرة
الطرق التي يهدف فيها أحد الطرفين الى السيطرة والاستغلال تبدو على نحو مميز مركبة ومعقدة ...
وخصوصا بالنسبة للضحية ...
ولكن ...
على الرغم من ذلك ..
فالطرق التي يتم استخدامها للسيطرة على سلوكها والتحكم فيه من الممكن فهمها بسهولة..
وبمجرد أن تفهمين الطرق الأساسية للسيطرة..
سوف تكونين قادرة على أن تخترقين الشراك اللفظية والشباك العاطفية المعقدة التي تنسج حولك..
وعلى ان ترين بوضوح وببساطة كيف يمارس الطرف المستغل سيطرته عليك..
وهذا أمر حيوي وضروري..
لأاجل أن تكوني قادرة على كسر هذه السيطرة..
حتى لو كانت مستمرة من بعض الوقت..
وهناك خمس طرق أساسية يلجأ اليها الأشخاص المستغلون من أجل التحكم في الضحية ..
وهذه الطرق هي :
1- التدعيم الإيجابي..
2- التدعيم السلبي..
3- التدعيم المتقطع أو الجزئي..
4- العقاب..
5- التعلم من تجربة واحدة بطريقة الصدمة..
والطرق السابقة تعتبر من وجهة نظر علم النفس أشكالا أساسية للتعلم ، وعلى هذا الأساس فاستخدامها ليش مقصورا فقط على العلاقات المستغلة ، وانما الحقيقة هي انها تستخدم للتأثير على السلوكيات وتعليمها وتدريب الآخرين عليها وتحفيزها وتنظيمها والسيطرة عليها وذلك في كل أنواع العلاقات..
وسواء كنتي مدركة لهذه الطرق أم لا ، فمما لا شك فيه أنك قد قمتي باستخدامها لتعديل سلوك الآخرين أو التأثير فيه أو تشكيله أو السيطرة عليه..
كما أنه مما لا شك فيه أيضا أنها قد أستخدمت ضدك للتأثير على سلوكك أنت أو تشكيلة أو السيطرة عليه..
إننا نعلم أطفالنا وندرب موظفينا ونحاول تغيير أزواجنا ونشجع أصدقائنا وأسرنا أو نثبط من هممهم وكل ذلك نفعله باستخدام هذه الطرق الأساسية..
أي فرق إذا في استخدامها في هذه المواقف واستخدامها في السيطرة على الآخرين؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال سوف نلقي نظره على كل طريقة منها على حدة...