ما علي زود
ما علي زود
الآن يمكنك أن تبدأي في رؤية صورة أوضح للشخص الذي يسعى على الدوام الى استغلال الآخرين والسيطرة عليهم..

والخوف والقلق من احتمال خسارة محتملة أو نتيجة سلبية أخرى..

على سبيل المثال :

" إذا لم أؤد هذا العمل فسوف أفقد وضيفتي"

" إذا لم أسمح لهذا الزميلة في الصف أن تنقل الواجب فلن أكون محبوبة بالشلة"

" إذا لم أسمح له بالسيطرة على العلاقة فسوف يتخلى عني"

يناسب بوضوح وصف المثير الكريه الذي من الممكن أن يتوقف - مؤقتا - عندما يتم عمل السلوك المرجو..

والأشخاص المستغلون غالبا ما يستخدمون التدعيم السلبي..

تذكري أن الفأر رقم 2 كان مذعنا ومطيعا ولكنه لم يكن سعيدا على الإطلاق..

وهؤلا الذين يتم استغلالهم والتلاعب بهم والسيطرة عليهم عن طريق الإشراط الكريه والتدعيم السلبي يصبحون عادة في حالة من الإستياء والغضب والإحباط..

ويبدءون بالدخول في دوامة تزداد حدة شيئا فشيئا من الإكتئاب والشعور بقلة احترام الذات والقلق وغيرها من الأعراض السلبية التي تعطي التجربة البغيضة صفة الدوام..

عودي الى الوراء وقومي بقراءة الأمثلة التي كتبناها بالجزء الأول وانظري ان كان يمكنك التمييز بين التدعيم الإيجابي والأهم من ذلك أن تميزي التدعيم السلبي..
ما علي زود
ما علي زود
التدعيم المتقطع أو الجزئي..


هو عبارة عن كل من التدعيم الإيجابي والسلبي على أساس متصل وثابت أو على أساس متقطع أو جزئي او عشوائي لا يمكن التنبؤ به..

وسواء كان متصل أو متقطع فهذا امر يعتمد على مشاعر الضحية تجاه الشخص الذي يوجه لها التدعيم وتجاه السلوك الذي يولد هذا التدعيم..

فعندما يتم إعطاء التدعيم الإيجابي على أساس جزئي او متقطع تكون الساحة مهيأة لتطوير السلوك الذي سوف يتم تكراره والتعود عليه..

كما ان الشك الذي يتم تولده على أساس عشوائي من الممكن أن يولد في نفس الضحية الإحباط ويجعلها تعمد إلى سلوك إضطراري حيث تظل تتطلع الى الجائزة أو المكافأة المتوقعة..

وبشكل ثابت عندما أتعامل مع مرضاي المتورطين في علاقات يتم فيها استغلالهم وخداعهم ..

أجد نفسي أخبرهم بما أسميه

" حكايات الحمامة "

وهذا بالفعل شرح عملي آخر لتأثيرات التدعيم المتصل في مقابل تأثيرات التدعيم الجزئي..
ما علي زود
ما علي زود
في هذه المرة سيتم إجراء التجربة على الحمامة بدلا من الفأر...

والقفص هناا لا يحتوي أي شيء فيما عدا ذراع صغيرة يمكن للحمامة نقرها..

وإناء يتم تزويدها فيه بكرات صغيرة من الطعام بطريقة معينة كما سنوضح بعد قليل..

لننظر أولا إلى التدعيم الإيجابي المتصل..


نضع الحمامة رقم 1 في القفص ونتركها بدون طعام لفترة قصيرة ...

وبالتالي يصبح الجوع حافزا لها كما سنرى..

سوف تقوم الحمامة بالنقر في كل مكان في القفص لعدة ثوان إلى ان تقوم بنقر الذراع الصغيرة بدافع الفضول أو مصادفة...

وبمجرد ان تقوم بنقر الذراع الصغيرة يتم نزول كرة من الطعام إلى الإناء فتأكلها الحمامة على الفور..

في هذه الحالة تم تدعيم الحمامة إيجابيا أو مكافاتها على النقر على الذراع الصغيرة ..

هدفنا هنا ان نعلمها ان تضغط على الذراع..

ولذلك نستمر في مكافأتها بشكل متواصل 100 % كلما قامت بذلك..

ففي كل مرة تضغط على الذراع نكافأها بكرة صغيرة من الطعام ..

كل ضغطة..

يقابلها كرة من الطعام..

في لمح البصر سوف تكتسب الحمامة عادة الضغط على الذراع..

حسنا َ...

الآن نترك الحمامة رقم 1 وننتقل للحمامة رقم 2 ..

سوف نجع تجربتها في القفص مشابهه في البداية لتجربة الحمامة رقم 1 ..

ولكن!!!!

بمجرد أن تكتسب هذه الحمامة عادة الضغط على الذراع - بعد ان تفعل ذلك 10 مرات متتالية وتحصل كل مرة على احدى كرات الطعام- نقوم فجأة وبدون سابق انذار بتغيير اللعبة..

فبدلا من تدعيمها ومكافأتها على الضغط على الذراع بإمدادها بكرات الطعام على أساس متصل وثابت نبدأ في مكافأتها بشكل عشوائي..

فقط بصورة متقطعه لا يمكن التنبؤ بها..

وهذا ما يطلق عليه التدعيم المتقطع الجزئي..

وبناء على ذلك..

سوف نترك الحمامة لتقوم بالضغط على الذراع 6 مرات متتالية مثلا بدون مكافأتها وفي المرة السابعه تحصل على احدى الكرات بعد ذلك تمر 19 مرة مثلا بدون مكافأة ويعقبها 6 مرات متتالية نقوم فيها بمكافأتها بعد ذلك..

وهكــــــــــذا..

النقطة الأساسية هنا ان التدعيم يتم على أساس لا يمكن التنبؤ به..

وفي بعض الأوقات فقط..

وبدون نظام وبدون منطق..
ما علي زود
ما علي زود
وحتى نوضح لكن تاثير هذين النمطين من المكافأة أو التدعيم - النمط المتصل والنمط المتقطع- نتوقف عند هذه النقطة عن مكافأة كلتا الحمامتين تماما بأن نتوقف كلية عن إعطائهما كرات الطعام ...

سوف نستخدم ساعة إيقاف حتى نرى كم من الوقت سوف تقضيه كل منهما في الضغط على الذراع باستمرار مع عدم تلقيها أي مكافأة أو أي تدعيم سلبي...

علماء النفس يعتبرون مواصلة الضغط على الذراع بدون الحصول على أي شيء في المقابل نظيرا للسلوك الملزم الذي يضر بصاحبه ...

حيث لا ربح ولا فائدة منه أو مكافأة..

الحمامة رقم 1 تستمر في الضغط على الذراع الصغير لفترة قصيرة نسبيا ..

لانها كانت تحصل على الطعام في السابق نظير كل ضغطة بشكل ثابت..

فمن الواضح ان من السهل عليها نسبيا ان تكتشف ان المكافآت التي كانت تحصل عليها في المقابل قد توقفت الآن..

وببساطة..

تبطء من حركتها وسرعان ما تتوقف عن الضغط على الذراع نهائيا مادام ليس هناك فائدة ترجى من ذلك..

ولكـــــــــن..

في القفص الثاني تستمر الحمامة رقم 2 في الضغط على الذراع - مع عدم تلقيها أي مكافأة على ذلك - حتى تنهار من التعب في النهاية..

فما الذي جعلها لا تتوقف بسرعه عن الضغط على الذراع مثلما فعلت الحمامة الأولى؟؟؟؟؟؟؟

لأن آخر ما اعتادت عليه هو أن المكافأة تأتيها من حين لآخر فقط وبشكل لا يمكن التنبؤ به..

ومن هنا فمن الواضح انه من الصعب عليها أن تكتشف أن اللعبة قد تغيرت من المكافأة المتقطعة إلى عدم المكافأة على الإطلاق..

ولو أردنا أن نصف حالة هذه الحمامة بصفة انسانية سنقول..

إن الأمل يظل يتدفق إلى الأبد في قلب أي إنسان يصبح محكوما بالتدعيم او المكافأة التي يتوقعها..

ولو كانت تأتيه بشكل متقطع من وقت لآخر..



ومرة ثانية...

ما النظير الإنساني للتدعيم الجزئي خصوصا في ما يتعلق بالسيطرة على الآخرين واستغلالهم؟؟؟


ما علي زود
ما علي زود
تأملي هذه المرأة التي أصبحت متورطة عاطفيا في علاقة حب مدمرة مع طرف مخادع ومستغل

في بداية العلاقة..

كان هذا الرجل يغدق عليها بمظاهر الإهتمام والرعاية والحب والهدايا الفاخرة وما شابه ذلك في كل مرة تظهر له فيها السلوك الذي يرغبه منها
(القيام بحاجاته أو تقديم بعض الخدمات له )
او التغاضي عن تصرفاته

ولكن بمرور الوقت

قلت هذه المكافآت من جانبه شيئا فشيئا حتى أصبح من غير الممكن تماما التنبؤء بسلوكه في هذه الناحية..

كان من الممكن أن ترهق نفسها بشدة من أجل القيام بأشياء جميلة من اجله وكان هو يستجيب لذلك إما بأن يتصرف وكأن الملل قد أصابه وإما بمعاملتها معاملية مرضيه فحسب..

ورغم ذلك..

ففي بعض الأحيان يقوم بمكافأتها بان يخبرها بمقدار حبه لها أو بأن يعاملها برقة وعطف ..

لقد نجح في جعلها عالقة في شباكه عن طريق مكافاتها بطرقة متقطعه فقط..

إنها

الحمامة رقم 2