المحامية نون
المحامية نون

بارك الله في جهودك
وللمعلومة القيمة التي تصل إلينا
بارك المولى خطاك دائماً
نحو ما ينفع وما يستفاد منه
شكراً لجميل طرحك الوافي
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
فعلاً إنه جزيل البيان
لا عدمناك يافيض
وجعله الله في ميزان حسناتك
وسامحيني على التقصير في الردود ولكني متابعة..
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


الثانية :
فضل الصوم عظيم وثوابه جسيم جاءت بذلك أخبار كثيرة صحاح
و ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مخبرا عن ربه :


وإنما خص الصوم بأنه له وإن كانت العبادات كلها له،
وذلك لأمرين:


الأول: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها
ما لا يمنع منه سائر العبادات
الثاني : أن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يظهر إلا له ،
فلذلك صار مختصا به وما سواه من العبادات ظاهر ،
ربما فعله تصنعا ورياء فلهذا صار أخص بالصوم من غيره . .


غداً ننتقل إلى المسألة الثالثة في آية الصيام ,


فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
-

بقية المسائل في تفسير آية الصوم

الثالثة :
قوله تعالى : { كما كتب }
الكاف في موضع نصب على النعت التقدير كتاباً كما أو صوماً
أو على الحال من الصيام أي كتب عليكم الصيام
مشبها كما كتب على الذين من قبلكم
وقال بعض النحاة : الكاف في موضع رفع نعتا للصيام
إذ ليس تعريفه بمحض لمكان الإجمال الذي فيه بما فسرته الشريعة
فلذلك جاز نعته بـ كما إذ لا ينعت بها إلا النكرات
والضمير في كتب يعود على "ما " واختلف أهل التأويل في موضع التشبيه وهي :



الرابعة : فقال الشعبي و قتادة وغيرهما : التشبيه يرجع إلى وقت الصوم وقدر الصوم فإن الله تعالى كتب على قوم موسى وعيسى صوم رمضان،
فغيروا وزاد أحبارهم عليهم عشرة أيام ثم مرض بعض احبارهم،
فنذر إن شفاه الله أن يزيد في صومهم عشرة أيام ففعل فصار النصارى خمسين يوما فصعب عليهم في الحر فنقلوه إلى الربيع .
لذا ففي قوله تعالى : { كما كتب على الذين من قبلكم }
قيل : التشبيه راجع إلى أصل وجوبه على من تقدم
لا في الوقت والكيفية
وقيل : التشبيه واقع على صفة الصوم الذي كان عليهم،

من منعهم من الأكل والشرب والنكاح فإذا حان الأفطار فلا يفعل هذه الأشياء من نام وكذلك كان في النصارى أولا وكان في أول الإسلام ،
ثم نسخه الله تعالى بقوله : { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } .
وقال معاذ بن جبل و عطاء : التشبيه واقع على الصوم لا على الصفة ولا على العدة وإن اختلف الصيامان بالزيادة والنقصان المعنى : { كتب عليكم الصيام } أي في أول الإسلام ثلاثة أيام من كل شهر ويوم عاشوراء
{ كما كتب على الذين من قبلكم } وهم اليهود
ـ في قول ابن عباس ـ ثلاثة أيام وعاشوراء ثم نسخ هذا في هذه الأمة بشهر رمضان وقال معاذ بن جبل : نسخ ذلك بـ { أياما معدودات } ثم نسخت الأيام بشهر رمضان
.



الخامسة : { لعلكم تتقون } لعل ترج في حقهم كما تقدم
و تتقون قيل : معناه هنا تضعفون فإنه لما قل الأكل ضعفت الشهوة،
وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي وهذا وجه مجازي حسن ،
وقيل : لتتقوا المعاصي وقيل : هو على العموم لأن الصيام كما قال عليه السلام :
وسبب تقوى لأنه يميت الشهوات



السادسة : قوله تعالى : { أياما معدودات } أياماًمفعول ثان بـ كتب قاله الفراء .
وقيل : نصب على الظرف لـ كتب أي كتب عليكم الصيام في أيام ،
والأيام المعدودات : شهر رمضان وهذا يدل على خلاف ما روي عن معاذ والله أعلم

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ


شرح الآية الأولى :

" إنا أنزلناه "..
قيل : نزل جبريل بالقرآن الكريم جملة واحدة في ليلة القدر ،
من اللوح المحفوظ إلى للسماء الدنيا، إلى بيت العزة ،
وأملاه جبريل على السفرة،
ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوماً نجوما،
وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة .

وقوله تعالى : " في ليلة القدر "
قال مجاهد في ليلة الحكم أو ليلة التقدير ،
وسميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها مايشاء من أمره،
إلى مثلها من السنة المقبلة ؛
من أمر الموت والأجل والرزق وغيره، ويسلمه إلى مدبرات الأمور،
وهم أربعة من الملائكة : إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل عليهم السلام.

وعن ابن عباس قال :
يكتب في أم الكتاب مايكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت ، حتى الحاجّ.

وقال الزهري وغيره :
سمّيت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها.

وقال أبو بكر الوراق :
سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدرٍ إذا أحياها

وقيل : لأنه ينزل فيها ملائكة ذا قدر ، على رسولٍ ذي قدر ، على أمة ذات قدر.

وقيل : لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة .

وقال سهل : لأن الله تعالى قدّر فيها الرحمة على المؤمنين .

وقال الخليل : لأن الأرض تضيق بالملائكة ؛ كقوله تعالى :
" ومن قدر عليه رزقه " أي ضُيّقَ.

انتهى توضيح معاني الآية الأولى ..
ونواصل عن قريب بإذن الله .