حدث في السعودية .... آه يا زمن المسوخ ..

تخيل أن تتسلم رقعة دعوة لأحد حفلات الزفاف ... تفتح رقعة الدعوة لتقرأها بلهف و أنت تتمنى من كل قلبك التوفيق للعروسين ... في أسفلها ملحوظة صغيرة قد لا تلقي لها بالا لأنك تعرف مسبقا أنها ترجو عدم اصطحاب الاطفال ... او الخادمات أو المنقبات .. كل ذلك قد تتخيله .. لكن بربك هل تتخيل أن تلك العبارة تمنع اصطحاب ...... ال .. عـ ... جـ ... ا ...ئـ ...ز ........... نعم العجائز ....

هذا الكلام ليس حكاية من حكايات ألف ليلة و ليلة .. و ليس أسطورة من أساطير اليونان ..و ليس خبرا من أخبار كليلة و دمنة ...

إنه كلام يحكي واقعة حدثت في إحدى مدن السعودية ...... حدثت تلك الكارثة في مدينة الخرج .... حدثت لتقطع الجذور التي تعبت في تثبيت أبنائها .. حدثت لتسيل دموعا في وجوه متغضنة سهرت من اجل غيرها .... حدثت لترسم وجها سقيما ممسوخا يبسم على أنقاض الدموع .. حدثت لتبين معنى السعادة المقلوب في هذا الزمن .. حدثت لتعلن معنى الحقارة في أقبح صورها ... و الدونية في أبشع أشكالها ..

لماذا ... لماذا سؤال يتبادر لذهن كل شخص يقرأ هذا الخبر .. لماذا حدث ذلك ... قد تقولون أن أصحاب الحفل لا يريدون تشويه حفلهم بالعجائز .. فالفرح ينبغي أن ينطق بالجمال .. الجمال الملطخ بأنواع الأصباغ فقط !! و قد تقولون أن أصحاب الحفل لا يريدون تدخل العجائز ببعض المظاهر الاحتفالية التي تجعل الحفل مسعورا بالقاذورات !!! . و قد تقولون أن أصحاب الحفل لا يريدون أن يخجلوا من الناس بسبب إنكار العجائز على بعض المدعوات الممسوخات بالقبح و العري و الإسفاف !!! قد تقولون و قد تقولون ... و أنا أقول أن كل ما قلتموه صحيح ....

آآآآه .. يا زمن المسوخ .........................