غزل البنات
غزل البنات
اللهم امين
جزاكي الله خيرا
rainyheart
rainyheart
سورة المائدة

هذه هي السورة الوحيدة التي بدأت بالنداء:" يا أيُّها الذين آمَنوا"، و لقد تكرر فيها هذا النداء 16 مرة، مع ملاحظة أنه جاء في القرآن الكريم كله 188مرة !!
وهذا النداء يحتاج إلى وقفة!!!
فهو يلفت نظر المؤمنين ويخاطب فيهم صفة الإيمان، قائلا: يا مَن آمنتُم بالله ربَّاً وبالإسلام ديناً ،ويا مَن تقولون أنَّكُم مؤمنون: نفِّذوا أوامر الله التي ستأتي بعد هذا النداء!!!
يقول بن مسعود رضي الله عنه:" إذا سمعت (يا أيها الذين آمنوا)، فارعَها سمعُك، فإنه خيرٌ تُؤمَرُ به، أو شَرٌ تُنهَى عنه"!!!
ولقد وردت هذه السورة آيات من أواخر الآيات التي نزلت من القرآن .
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن سورة المائدة:" ما وجدتُم فيها من حلال فأحِلُّوه، وما وجَدتُم من حرام فَحَرِّموه"
هدف السورة:
تهدف هذه السورة إلى التوصية بالوفاء بالعهد، و يتضح ذلك في العهود التي تأتي بعد النداء المتكرر :"يا أيها الذين آمنوا" ثم كل ثلاث أو أربع آيات نرى تشديداً على أهمية الالتزام بالعهود!!
،ونلاحظ في آياتها ما يلي:
في الآية الأولى:أول عهد هو أكل الطيبات من الطعام ...وهذا لطفٌ من الله تعالى إذ يبدأ العهود بشيء ضروري لبقاء الإنسان-وهو شيء حلال- فلم يبدأ بما حرَّمه علينا، بل بالمُباح لنا .
ثم نراه بعد ذلك يتدرج في العهود حنى يختم بالشريعة!!!
وفي الآية الثانية: مبادىء إنسانية عظيمة، و هي عدم العدوان والتعاون على البر والتقوى.
وفي الآية الثالثة: المحرَّمات من الطعام، ثم يختم بمعنى غاية في الأهمية،وهو:" اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم وأتمَمتُ عليكُم نِعمَتي ،ورضيتُ لكُم الإسلامَ دينا"... لماذا جاء هنا؟!
ليشير إلى أنه لا يوجد عهود بدون إتمام الدين ،و هاهو الدين قد اكتمل، إذن المطلوب منكم هو تنفيذ بنود منهج هذا الدين ،ثم الثبات على ذلك !!!!
والثبات مطلوب لكل المؤمنين :الشباب والكبار،فإذا نويتَ أيها الشاب الثبات في رمضان (مثلاً)فلا تهتز بعد انتهاءه،وتعود إلىالمعاصي... وإذا نويتِ أيتها الفتاة الالتزام بالحجاب في رمضان ، فلا تخلعيه بعده،وهكذا.
بعد ذلك يأتي الحديث عن الطيبات من الزوجات،مع الإشارة إلى أن الزواج من أهل الكتاب مباح بشرط أن يكُنَّ عفيفات مُحصَنات.
ثم تأتي آية تحثُّ عن الوضوء والغسل قبل الدخول في الصلاة، فلماذا جاءت هنا؟!!!
لقد جاءت بعد طيِّبات الطعام، وطيِّبات الزوجات لتحدِّثنا عن طيبات أخرى هي طيِّبات الروح!!!! كيف تطيب الروح وتطهُر؟!! بالوضوء والغسل والصلاة!!!
ثم يأتي كعادة آيات السورة آية تذكِّر بالوفاء بالعهد والميثاق ، تقول: " إذ قُلتُم سَمِعنا وأطَعنا" وهي هنا مرتبطة بنهاية سورة البقرة :"وقالوا سمِعنا وأطَعنا" ،بينما قال بنو إسرائيل:" سمِعنا وعصَينا"!!!
ويجب أن نلاحظ أن النداءات الستة عشر للذين آمَنوا تُعدُّ مفاصل أو محاور رئيسية للسورة ، فبعد كل نداء نجد عدَّة أوامر،ثم تذكِرة بأهمية الوفاء بالعهد!!!
لذلك جاء في الحديث الشريف: " عَلِّموا رجالكم سورة المائدة " (و السبب:حتى يكونوا رجالاً حقيقيين!!!!)
وبعد الحديث عن الطيِّبات تأتي وصية بالعدل حتى ولو ظُلِم الإنسان.
ثم يأتي توضيح بأن الله جل جلاله سيوَفِّي بوعده ، فإذا كان الله الغني عنك سيوَفِّي،فهل توفِّي أنت أم لا؟؟!!!!
أما النداء الخامس فيوصي بالوفاء بالعقود ثم تقوى الله...ثم بعد ذلك يبدأ في الحديث عن بَني إسرائيل!! لماذا؟؟!!! لأنهم نقضوا العهود، يقول الله تعالى :" فَبِما نَقضِهِم ميثاقَهُم لعَنَّاهُم ،وجعلنا قلوبَهم قاسية" ثم يحكي قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ،لما رفضوا دخول الأرض المقدسة،فكانت النتيجة:" قال فإنّها مُحَرَّمَةٌ عليهِم أربعين سَنة"
بينما قال للمؤمنين:" أُحِلَت لكم الطيِّباتِ من الرزق"
وبعد هذه القصة مباشرةً تأتي قصة فيها نموذج آخر لنقض العهود،وهي قصة ابنَيّ آدم...فما علاقة دخول الأرض المقدَّسة بابنَي آدم؟؟؟!
إن النموذجين نقضوا العهود، ولكن بني إسرائيل نقضوها بسبب الجُبن،أما ابنَي آدم فقد تهوَّر ولم يتَروَّ فقتل أخيه!!!
ثم يخاطب الله عز وجل المؤمنين مقدِّماً إليهم وسيلة تعينهم على الوفاء بالعهد،و هي الصبر، ومجاهدة النفس!!!
بعد ذلك تأتي عهود جديدة في الآيات 51-61،و هي توصي بأن الزواج من أهل الكتاب لا يعني أن نقلِّدهم تقليداً أعمى،أو أن نتسامح معهم بدون ضوابط...ولكن للمسلم هُويَّتُه المُستقلة،وشخصيته الفريدة ،وانتماءه لوطنه وأُمَّته،ودينه!!!
وفي الآية 54 نداء عجيب :"يا أيُّها الذين آمَنوا مَن يرتَدَّ منكم عَن دينه "كان المتوقَّع أن يكون الخطاب:"سأعذِّبه"، لكن الله جلَّ جلاله قال إن لم تُنفِّذوا أوامري وتلتزموا بمنهجي ،فلن أعذِّبكم ،ولكن سيجيىء أناس آخرون يحبونني،وأحبُّهم !!!
وهو عتاب رقيق ودود للمؤمنين : إن لم تطيعوني استبدلتُكم بآخرين يحبون طريق الله فيحبُّهم الله!!!
ثم يأتي النداء التالي ليحرِّم الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام.

وإنني لأتعجب...كيف يستطيع المؤمن أن يشرب الخمر بعد أن يسمع هذه الآية؟؟!!!

أما النداءين الرابع عشر والخامس عشر فلهما خصوصية شديدة ،فبعد أن أوصى وشدَّد على الوفاء بالعهود،وضع ضابطاً لطيفاً،وهو:" يا أيها المؤمنون لا تُشّدِّدوا على أنفسكم بالسؤال عن أشياء فتضيق الأمور عليكم...ثم نجده يضع سياجاً يطمئنُك وأنت توفي بالعهود،وهو:" عليكم أنفُسَكُم لا يضُرُّكم مَن ضلَّ إذا اهتَدَيتُم" وهذه الآية يفسِّرها الناس بعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لذلك قال أبو بكر رضي الله عنه إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها"!!!ولكن معناها:
((إذا ضلَّ كل مَن في الأرض ولم تستطع إصلاح أحد منهم،
فاثبُت أنت على الإيمان))
فالضابط الأول هو: لا تشدِّد على نفسك بكثرة السؤال عن تفاصيل التفاصيل.
والضابط الثاني هو: إثبت على الإيمان ولو كفر كل مَن في الأرض.
واللطيف أن العلماء قالوا أن مقاصد الشريعة الإسلامية(التي يدور حولها كل أوامر ونواهي القرآن ) خمس ، وهي:
حفظ الدين ، وحفظ العقل، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العِرض...وكل هذه المقاصد موجودة في سورة النساء!!!
فالآية(54) تتحدث عن حفظ الدين ،
و الآية (90)تتحدث عن حفظ العقل ،
و الآية(32) تتحدث عن حفظ النفس ،
و الآية(32) تتحدث عن حفظ المال ،
والآية (5)تتحدث عن حفظ العِرض .
وفي ختام السورة يذكِّرنا الله تعالى بيوم القيامة" يوم يجمع اللهُ الرسل فيقول ماذا أُجبتُم" وفي هذا إشارة إلى أنك يا مؤمن سوف تلتقي يوم القيامة برسولك وسوف تُسأل عن عهدك هل وفَّيت أم ضيَّعت؟؟!!!!
ولكن ختام هذه السورة جميل مُبَشِّر للمؤمنين :" يومَ ينفعُ الصادقين صِدقُهُم "
والآن لماذا سُمِّيَت السورة بسورة المائدة؟!! وما علاقة هذا بالوفاء بالعهود؟؟!!!
لأن الله تعالى استجاب لهم فأنزل عليهم المائدة من السماء كما طلبوا ، ولكنه حذَّرهم:" إنِّي مُنَزِّلُها عليكم* فمَن يكفُر بعدُ مِنكُم فإنِّي أُعَذِبه عذاباً لا أُعَذِّبُهُ أحداً من العالمين" أي: لو نقضتم العهد بعد أن أريكم الآيةً المادية الملموسة التي طلبتموها ، فإني أعذبكم عذاباً شديداً .

وأنتم يا مسلمون: إن نقَضتُم العهد بعد أن اكتمل لكم الدين ، فإنكم سوف تُعذَّبون عذاباً شديداً!!!!
:06::( :(
rainyheart
rainyheart
جزانا الله وإيَّاكِ يا غزل البنات خيراً كثيرا كثيرا :24: :26:
rainyheart
rainyheart
سورة الأنعام
========

هذه السورة من أكثر السور التي تُشعِرُكَ بحب الله من خلال استشعار عظَمَته وقدرته في الكون حين تقرؤها!!!
وهي أول سورة مَكِّية (فكل السور السابقة كانت مدنية) وقد نزلت هذه السورة يحُفُّها سبعون ألفَ مَلَك ،وفي رواية أخرى:" نزلت في موكب من الملائكة "،وفي رواية ثالثة:" نزلَت في موكب من الملائكة ولهم صوت زجل(أي صوت رقيق مرتفع)يسد الخافقَين"!!!
و قد نزلت سورة الأنعام جُملة واحدة(أي ليس كغيرها من السور التي نزلت آية آية أو مجموعة من الآيات في كل مرة)،
ونزلت ليلاً ... لماذا؟ لأن جو الليل مناسب لترقيق القلب واستشعار عظَمَة الله تعالى في الكون.
هدفها: التوحيد الخاص لله تعالى
فكل آياتها تمشي على وتيرة واحدة:
* أنظر ماذا يفعل الله
*تأمل مظاهر عظَمَته وقُدرته
*ثم : هل من المعقول بعد استشعار كل ذلك أن تُشرك بالله ،أو يكون لك ربَّاً سِواه؟!!!!!
ولقد لاحظنا أن سور :البقرة والنساء والمائدة قد تحدثت عن أهل الكتاب...أماسورة الأنعام فتتحدث إلى المُلحدين(الذين يُنكِرون وجود الله تعالى ،ويدَّعون أن الطبيعة هي التي فعلت ،و تفعل كل شيء) ،وتواجههم بتحديات كثيرة!!!
وهي تخاطب أيضاً الذين يدَّعون الإيمان وأن قلوبهم عامرة بتقوى الله، ولكن تصرُّفاتهم ومعاملاتهم لا تعكس هذا الإيمان وتلك التقوى، بل نراهم يُصِرُّون على المعاصي، وعدم الالتزام بمنهج الله إذا لم يوافق أهواءهم ...ثم يتعلَّلون بأن الله (غفورٌ رحيم!!!!!)
فهذه السورة تريد أن يكون داخلك((لا إله إلا الله)) في عقلك وقلبك
وتصرفاتك في الحياة!!!
و لعلك تعلم أخي المؤمن أن أفضل ما تردُّ به على المُلحِدين هو سورة الأنعام!!!!
وأن أجمل ما يُقَرِّبُكَ إلى الله ويُحَبِّبُك فيه هو تلاوة سورة الأنعام مع تدبُّر آياتها !!!!
فآياتُها متدفقةٌ كالموج ولكن بطريقة واحدة-كما ذكرنا- :
تتحدث عن عظَمة الله وقُدرته
ثم عتاب واستنكار: كيف بعد ذلك أيُّها المُلحدون تُشَكّكون في وجود الله؟
ثم :كيف أيُّها المُشرِكون تُشركون معه إلَه آخر؟؟!!!!
لذلك أنصحك أن تقرأها بإحساسك،وكأن الله تعالى يُخاطبك ...ولاحِظ أن هذه السورة هي أكثر السور التي جاء بها الضمير"هو" الذي يشير إلى الله جلَّ جلاله!!!
وذلك لأن هدفها –كما قُلنا هو توحيده سبحانه.
لذلك نجد آ ياتٍ كثيرةتبدأ ب: هُوَ ، هُوَ، هُوَ...أي إزدَد حُبَّاً له!!
ثم: مواجهة المُلحدين ب: قُل، قُل، قُل...أي واجههم و رُدَّ عليهم بالحُجَج.

،والآن تعالوا معي نتأمل الآيتين:( 13،12):

"قُل لِمَن ما في السَّماواتِ والأرضِ *قُل لِلَّه....."
،و " ولَهُ ما سَكَنَ في السَّماواتِ والأرضِ وهُوَ السَّميعُ العليم"
تقول الآية(12)أن الله تعالى هو المَلِك المُسيطِر على المكان!!!
بينما تقول الآية(13) أن الله تعالى هو المُسيطِر على الزمان!!!

ثم تعالوا نتأمل آيتين أُخْرِيَيْن لمواجهة المُلحدين والمُشركين:
"و لَو ترى إذ وُقِفوا على النار فقالوا يا لَيتنا نُرَدُّ ولا نُكَذِّبَ بِآياتِ ربِّنا ونكونَ من المؤمنين"(27)
والآية الأخرى: " ولو تَرى إذ وُقِفوا على رَبِّهِم قالَ أليسَ هذا بالحَق، قالوا بَلى ورَبِّنا * قال فَذوقوا العذابَ بِما كُنتُم تَكفُرون"
لاحظوا أن بدايتهما واحدة،وهي: كأنك تراهم وهم موقوفون على النار،ثم موقوفون أمام ربِّهم موقِفَين شديدي الصعوبة!!ولكنهم الآن أمام الله يحلفون أنه الحق... ولكن حيث لا ينفع إيمانهم ....فقد فات الأوان!!!!!!

بعد ذلك نجد موجة جديدة من موجات الحديث عن قُدرة الله تطوف بك في الكون:
" وعندَهُ مفاتِحُ الغَيب" أي: عِلمُه واسع ومحيط بكل شيء .
ثم يستعرض مظاهر عظمته في الكون كالنجوم والبر والبحر والأرض والسماء وما فيهما ثم: " وهو القاهِرُ فوقَ عِباده"
ثم: "قُل مَن يُنَجِّيكُم مِن ظُلُمات البَرِّ والبَحر..."
فنلاحظ موجة قُدرة ثم موجة عِتاب
ثم تأتي الآية:" وهوَ الذي خلق السماواتِ والأرض بالحق ويومَ يقولُ كُن فَيَكون* قولُهُ الحق"!!!
وبعدها مباشرةً تأتي سورة إبراهيم عليه السلام ،لاحِظوا أن لقطات هذه القصة في القرآن كثيرة،ولكن الله تعالى يضع كل لقطة في المكان المناسب لها،من حيث جو وموضوع السورة...فقد كان إبراهيم يتأمل ملكوت السماوات والأرض مُفَتِّشاً عن الحقيقة، و باحثاً - بفطرته السليمة - عن خالق الكَون ...فنجد السورة كلها تتحدث عن ملكوت السماوات والأرض ، وتجيب عن سؤاله عليه السلام!!!!!

ثم تُبَشِّرنا سورة الأنعام بالآية التالية:"فأيُّ الفريقين أحَقُّ بالأَمنِِ إن كُنتُم تعلَمون"؟!!!
أيُّها المؤمنون: أيكم أحَقُّ بالإحساس بالأمان؟!!!أنتم أم الملحدون المشركون؟!!!
وإذا اقتنعتُم بذلك،فلماذا لا يظهر ذلك في تصرُّفاتكُم؟
لماذا لا تعتَزُّون بإيمانكم وإسلامكم؟؟!!! ألا يكفيكم فخراً وعِزَّاً أن ربَّكُم هو الله؟؟!!!!!!
والآن ننتقل إلى آية لما نزلت انزعج الصحابة رِضوان الله تعالى عليهم ،وهي:" الذينَ آمَنوا ولَم يَلبِسوا إيمانَهُم بِظُلم أولئك لهُم الأمن وهُم مُهتَدون" قالوا: ومَن مِنَّا لا يظلم نفسه ببعض المعاصي يا رسول الله؟"
فقال لهم صلى الله عليه وسلم:" إن الظلم المقصود هنا هو الشِّرك"!!!
ثم تأملوا معي التصوير الفني الرائع في القرآن من خلال هذه السورة: لقد جعلنا نتخيلهم، وكأننا نراهم واقفين عند النار، ثم أمام ربِّهم،ثم قال:"يحمِلونَ أوزارَهم على ظهورِهِم" !!!! لتتخيل الحِمل الثقيل الذي يأتي به هؤلاء يوم القيامة، وقد انحنت ظهورهم من ثقَِله!!!
ثم تأتي آية عظيمة تذَكِّر بِعَظَمة الله تقول:" وما قَدَروا اللهَ حقَّ قَدره" هذه الآية لما نزلَت صعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال بصوتٍ مرتفع:" أيُّها الناس: وما قًدروا اللهَ حقَّ قَدره"!!!!
،" وما قًدروا اللهَ حقَّ قَدرهِ"!!!
ثم بدأ يقول:" يُعَظِّمُ اللهُ تبارك وتعالى نفسه فيقول:" أنا المَلِك!! أنا الجبَّار !!أنا العظيم!! " ..يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:" فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بأسماء الله حتى اهتَزَّ المِنبر من جلال هذه الآية:" وما قًدروا اللهَ حقَّ قَدرهِ"
هل عرفتم الآن أيُّها الإخوة المؤمنون لماذا نزلت هذه السورة في موكب من الملائكة يسد الخافقين؟!!!
لأنها سورة توحيد الله تبارك وتعالى وتعظيمه وتقديسه!!!!!

بعد ذلك نجد تصويراً فنِّياً بليغاً حين يتحدث عن فلق الحَبِّ والنَّوىَ،ثم فَلق الصبح ..موجات من مُلك الله وقُدرته!!
ثم يتساءل: " هذا الإله العظيم كيف يكون له ولد"؟!!!!وما حاجته إليه؟؟؟!!!!
بعد ذلك تأتي الآية الفاصلة:" قد جاءكُم بصائِرُ مِن رَبِّكُم "!!!
مَن أراد أن يُبصر كل هذه الآيات والدِّلالات،فلنفسه!!!!
ومَن لم يُرد ..أو أبصرَ ولكنه يُصِرُّ على الإنكار، فلابد وأنه أعمى القلب،لأن العيون ترى كل دلائل قدرة الله ، سواء أرادت أو لم تُرِد!!!

والآن نجيب على سؤالنا المعتاد: لماذا سُمِّيت السورة بسورة الأنعام؟
وقبل الإجابة على السؤال يجب أن تعلموا أن أسماء سور القرآن كلها توقيفية أي ليس بها اجتهاد من الرسول صلى الله عليه وسلم أو العلماء، ولكنها نزلت كما هي من عند الله،فالله تعالى هو الذي اختار هذه الأسماء ...إذن ما علاقة توحيد الله من خلال مشاهدة و استيعاب قدرته ، بالأنعام أو البهائم ؟!!!!
إن الأنعام عند قريش وسائر قبائل العرب هي اللبن، والطعام والمواصلات...إذن هي عَصَب الحياة بالنسبة لهم ،لذلك قالوا :" نحن نعتقد في وجود الله،ونعبده كما يريد...أما ما يتعلق بعصب حياتنا، فنتصرف فيه كما نريد"!!!!!
فصاروا يُحِلُّون ويحرِّمون فيها كما يشاءون وفق أهواءهم ،لذلك جاءت هذه السورة لتقول لهم:" إن التوحيد ليس فقط في الاعتقاد،وإنما أيضاً في التطبيق"!!!!!
وهذه إشارة لكل المسلمين:
هل توحِّدوا الله وتعبدونه حقيقةً أم أنكم تتَّبعونه فيما يُرضي أهواءكم فقط ،ثم تُعرِضون عنه حينما تتعارض تعاليمه مع أهواءكم؟!!!!
وتنبِّههُم :" لا تُقَلِّدوا كفار قريش حين قالوا أن الأنعام ليست مُلكٌ لِلَّه ،وإنما شيءٌ يخصُّنا " فالحقيقة أن كلُّ شيءٍ لله"!!!!
يقول الله تعالى:"وما بِكُم مِن نِعمةٍ فمِن َ الله"!!!!!!
إذن : إجعل أيُّها المؤمن أوامر الله تقود حياتك وترشدك طريقك وتُلهمك رُشدك ،وليظهر ذلك في تصرُّفاتك ...ولك من الله تعالى التوفيق و الرِّضوان ،وفي الآخرة جنةٌ عرضُها السماواتِ والأرض ...و سقفُها عرش الرحمن!!!!!

ثم انظر إلى روعة ختام هذ السورة : " قُل إنَّي هَداني ربِّي إلى صِراطٍ مستقيمٍ دِيناً قِيَما مِلَّةَ إبراهيمَ حَنيفا*وما كانَ مِنَ المُشرِكين"

"قُل إنَّ صلاتي و نُسُكي ومَحيايَ ومَماتي لِلَّهِ ربِّ العالَمين* لا شريكَ له وبِذَلِكَ أُمِرتُ وأنا أوَّلُ المسلمين"
وبعد آية التوحيد الخالص هذه تأتي آية تكمل المعنى قتقول" وهو الذي جعلَكُم خلائِفَ الأرضِ ورفع بعضَكُم فوقَ بَعضٍ درجات"

أي: إذا وحَّدتموني حقَّ التوحيد فصارت عبادتكم ، و حياتكم ،ومماتكم لي وحدي...أصبحتم تستحقون أن تكونوا خلائف على مُلكي!!!!!!

والحمد لله رب العالمين.

:24: :27:
بتول2004
بتول2004
وينك اختي rainy heart لماذا انقطعت مشاركتك انا بأمس الحاجة لها اختي ارجوك لا تحرمينا من لذة المتابعة ولا تحرمي نفسك من الاجر :24: