rainyheart
rainyheart
إخوتي وأخواتي الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد
أرجو أن تقبلوا اعتذاري لأن الخواطر الخاصة بسورة الأنبياء قد فاتتني مشاهدتها ،كما أنني لم أتمكن أيضاً من اللحاق بها في راديو وتلفزيون موقع الأستاذ عمرو خالد
www.amrkhaled.com


ولكني رأيتُ أن"ما لا يُدرَك كُلُّه لا يُترك جُلُّه" ....فاستعنتُ بالله العليم الحكيم وحاولت-قدر الإمكان- أن أتَّبع نفس منهج الأستاذ عمرو خالد،جزاه الله عنا خيراً في استكشاف الهدف من السورة، والرسائل التي تريد أن تقولها لنا ؛ هذا بالإضافة إلى الرجوع إلى" صَفوة التفاسير" للشيخ محمد علي الصابوني...فكانت النتيجة هي السطور التالية، التي لا ترقى-بالطبع- إلى مستوى خواطره القرآنية، ولكنها محاولة لسد الفجوة بين خواطر السور... لعل الله تعالى ينفع بها،آمين.
سورة الأنبياء"

هذه السورة مكِّية ،وهي تعالج موضوع العقيدة الإسلامية في ميادينها الكبيرة: ((الرسالة،والوحدانية،والبَعث، والجزاء )))

ومن الآية الأولى يتضح هدف السورة ،وهو:" التحذير من الغَفلة عن الحساب ،الذي يتسبب في الإعراض عن منهج الله
فهي تحمل رسالة تقول: " إن البعث حق،والقيامة حق،والحساب حق،فلا تدَعوا الدنيا تُلهيكم عن هذه الحقائق"!!!!!!
و الدليل أن السورة تحدثت عن البعث والقيامة ،والحساب بكلمات كثيرة منها:
حسابهم في الآية1
،و حاسبين في الآية 16
،ويُنشِرون في الاية 21
،و تُرجعون في الآية 35
وراجعون في الآية93
ويرجعون في الآية 95
ويوم القيامة في الآية : 47
و الساعة في الآية 49
" حتى إذا فُتِحَت يأجوج و مأجوج وهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ ينسِلون" في الآية 96
والفَزَعُ الأكبر،في الآية 103
و يومكُم في الآية 103 أيضاً ،
و" يوم نطوي السماء كطيِّ السِّجل للكُتُب،كما بدأنا أوَّلَ خَلقٍ نُعيدُه" في الآية 104
وقد أكَّدت السورة على أن البعث ،والقيامة,و الحساب هو الوعدٌ الحق، و لعل ذلك قد ظهر في تكرار :
كلمة "الوعد" في الآيات:97،38،9
وكلمة وعداً علينا في الآية 104
وكلمة " تُوعَدون" في الآيتين : 109،103
ثم كلمة "الحق" في الآيات: 97،55،24،18
ورغم ذلك نجد هؤلاء المكذِّبون مُعرضون عن الذِّكر وعن الرُّسل،وقد اتَّضح ذلك في تكرار كلمة " مُعرضون" في الآيات: 42،32،24،1
أما إذا استعرضنا آيات السورة لوجدنا:
أن الآية الأولى تتحسر على أولئك الغافلين عن اقتراب الحساب على أعمالهم ، متناسون ذلك اليوم الرهيب، منصرفون إلى اللهو ، مستغرقون في الشَّهوات، معرِضون عن الذِّكر (أي القُرآن) الذي يأيتهم من عند الله،وكلما استمعوا إليه ، أو نصحهم ناصحٌ ازدادوا سهواً وغَفلة!!!!

ثم تنتقل السورة إلى الحديث عن المُكذِّبين ،رغم أنهم يشهدون مصارع السابقين من الأُمَم ،إلا أنهم لا يعتَبرون،ولا يتَّعِظون،حتى إذا ما فاجأَهُمُ العذابُ رفعوا أصواتَهُم بالتضرُّع والاستغاثة...ولكن هيهات!!!
ثم تتناول السورة دلائل قُدرة الله تعالى في الأنفُس والآفاق، لتُنبِّه هؤلاء إلى عظَمة الخالق المُدبّرِ الحكيم، والترابط بين وِحدة الكون،ووحدة الإله الأعظم!!!!
فكيف يغفلون عن يوم العَرض عليه ويتناسونه؟!!!!!!!
وبعد عرض الأدلة والبراهين الشاهدة على وحدانية رب العالمين تذكر السورة حال المُشرِكين ،وهم يتلقَّون الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستهزاء والسُّخرية والتكذيب،ثم تُعَقِّب على ذلك بسُنَّة الله الكَونية في إهلاك الطُّغاة المُجرمين،لتحذِّر هؤلاء الغافلين(ونحن معهم )من أن يكون لنا مثل مصير المُشركين والعياذ بالله !!!!

ثم تتناول السورة الكريمة قصصاً لبعض الرُّسُل ،وتتحدث بإسهاب عن قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه الوثنيين ،في أسلوبٍ مُشوِّق فيه من نصاعة البيان وقوَّة الحُجَة والبُرهان ما يجعل الخَصم يُقِرُّ بالهزيمة في خنوعٍ واستسلام ...وفي قصَّتِه هذه عِبَر وعِظات.
ثم تتابع السورة الحديث عن بقية الرسل الكِرام، فتتحدث عن إسحاق، ويعقوب، ولوط، ونوح و داوود ،وسليمان، وأيوب،وإسماعيل، وإدريس ،وذي الكِفل ،وذي النون، و زكريا ،وعيسى بإيجاز ....مع بيان الأهوال والشدائد التي تعرَّضو ا لها ؛ ثم تختم ببيان رسالة خاتم المرسلين وإمام الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث رحمةً للعالَمين.
وإذا تأمَّلنا ما عرضته السورة من قصص الأنبياء ، لوجدنا ها تأتي بلقطات من تلك القصص لتخدم –كعادة القرآن الكريم-هدف السورة :
فتقول السورة: لقد أرسلنا الرسل الكرام ليبلِّغوا رسالة ربِّهم ويُنذِروا أقوامهم بأنهم سيلقَون ربَّهُم ليحاسبهم ، ولكنهم كُذِّبوا وأوذوا ، وبالرغم من ذلك ثبَتوا على الحق ،ثم ثبتوا على تبليغ الدعوة حتى نصرهم الله!!!فتقول السورة عن إبراهيم، ولوط، ويونس: " ونجَّيناهُ" (71)،(74)،(88)
وعن نوح:" فاستجبنا لهُ...ونصرناهُ" (76-77)
وعن داوود وسليمان:" ففهَّمناها سُليمان، وكُلَّاً آتَينا حُكماً وعِلماً*وسخَّرنا مع داود الجبالَ يُسبِّحن والطَّير،"(79)"وعلَّمناهُ صَنعَةَ لَبوس"(80) ،" ولِسُليمان الريح َ عاصِفةً تجري بأمره"(81)
وعن أيوب:" فاستجبنا لهُ وآتيناهُ أهلَهُ ومِثلَهُم معهم "(84)
وعن إسماعيل وإدريس وذا الكِفل: "وأدخلناهُم في رحمَتِنا" (86)
وعن زكريا:" فاستجبنا لَهُ ووهَبنا لَهُ يَحيَ،و أصلَحنا لَهُ زَوجَه"(90)
وعن مريم:" فنفَخنا فيها مِن روحِنا وجعلناها وابنَها آيةً لِلعالَمين"(91)
والملحوظ هنا أن السورة لم تذكر عيسى باسمه كما حدث مع بقية الأنبياء...وإنما ذكرت أنه ابن مريم ...ليس ذلك فحسب،و إنما ذكرت مريم في زُمرة الأنبياء، وهو تكريم لها وأيُّ تكريم...وكأنَّ مريم ترقى إلى مقام الأنبياء بتقواها لله وطاعتها لأمره دون أن تعترض، رغم قسوة وصعوبة الابتلاء الذي تعرَّضت له!!!!
وبعد استعراض هؤلاء الرُّسُل_وبينهم مريم_ تقول السورة:" إنَّ هذه أُمَّتُكُم أُمَّةً واحدة* وأنا ربَّكم فاعبدون"
أي أن رسالة الأنبياء جميعاً واحدة ،وهذه الرسالة مرسلة من عند رب واحد...فاعبدوه.
أما دورنا نحن بعد أن سمعنا قصص هؤلاء الأنبياء الكرام وثباتهم على الحق وعلى الدعوة فهو أن نقتدي بهم ،و نمشي على دربهم لننال ما نالوه من نجاة ،ونصر، وعِزَّة رغم كل المصاعب التي واجهوها،والتي نواجهها -وسنظل -في هذا العصر الذي نعيشه.
ونعود إلى السورة فنجدها تذكِّر بالحساب قائلةً: "كُلٌ إلينا راجعون" (93)،
ثم تأتي الآية التي تحقق الهدف من السورة لتقول:" واقتربَ الوعدُ الحق فإذا هي شاخِصةٌ أبصارُ الذينَ كفروا * يا وَيلَنا قد كُنَّا في غَفلةٍ مِن هذا بل كُنَّا ظالِمين" (97)
ولكننا نجد في الآيات (101-103)كلمات رقيقة تطمئن المؤمنين الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، وإذا جاءتهم تذكرة تيقَّظوا وأنابوا إلى ربِّهم قبل أن يأتي اليوم الذي كانوا يوعَدون !!!!!
أما الآية 107فتؤكد أن إرسال الرسل ليس سوى رحمة للعالَمين..أي لكل الناس، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى ،فقد نجا،ومن أبى ...فلا يلومنَّ إلا نفسه!!!!!
ولعل ما يؤكِّد هذا المفهوم أن مشتقات الفعل رحم قد تكررت في هذه السورة، فنجد :
كلمة رحمة في الآيات: 84،107
وكلمة الرحمن في الآيات: 112،42،36
وكلمتي : أرحم الراحمين في الآية 83
وكلمة رحمتنا في الآيات: 75،86
وكأن الله تعالى يريد أن يقول :" إن الذي تُعرضون عنه وتكذِّبون رُسُله ما هو إلا رحمن يريد بكم الخير...فلماذا تعرضون عنه؟!!!!
وفي الآيات الأخيرة نجد تهديداً لهؤلاء المُصِرُّون على البُعد عن منهج الله رغم كل ماتحدثت عنه السورة من دلائل قدرة الله ،وكل ما روته من قصص للأنبياء الكرام ،وكل هذا التذكير بالآخرة ، في خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم قائلةً له :" قُل لهم: لقد أبلغتكم ما أوحاه الله تبارك وتعالى إليَّ فأنا وأنتم مستوون في العلم –وهذا تواضع منه صلى الله عليه وسلم ،وأيضاً من أدب الحديث في القرآن –
ولستُ أعلم-بعد ذلك- متى يحِلُّ بكم ما وُعِدتُم به من العذاب...و لستُ أدري لعل تأخير هذا العذاب الذي استعجلتموه استدراجاً لكم وابتلاء لتزدادوا إعراضاً وكُفراً فتكون عقوبتكم أعظم!!!
ثم يدعو صلى الله عليه وسلم ربه في آخر آية من السورة قائلا ً:"ربِّ افصِل بيني والمؤمنين ،وبين المُكذِبين بالقضاء الحق"
ثم نجده يسأل ربه ((الرحمن)) أن يعينه على ما يصفه الكفار من الشرك والتكذيب والافتراء عليه صلى الله عليه وسلم.
ولعلنا لاحظنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم إستعان بالرحمن ،وليس بالجبار أو القهَّار أو المُنتقم مثلاً ،وهذا دليل على أنه –صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين كما جاء في الآية 107 من السورة ،وعلى أن مراد الله بخلقه في الأصل هو الرحمة....فإذا استعان عليهم بالرحمن،فهذا أرجَى لهم لعلهم يعودون إلى ربهم قبل فوات الأوان ويؤمنوا به....فهل يعودون؟!!!!!
وهل نتيقظ نحن أيضاً ونعود إلى ربنا قبل فوات الأوان؟؟!
وهل نتوب عن غفلتنا عن أوامر ونواهي ربنا الرحمن؟؟؟؟


ولعل سبب تسمية السورة بالأنبياء هو أن الله تبارك وتعالى ذكر فيها جُملة من الأنبياء الكِرام في استعراض سريع يطول أحياناً ويقصُر أحياناً أُخرى ،وذكر جهادهم وصبرهم وتضحيتهم في سبيل الله ،وتفانيهم في تبليغ الدعوة لإسعاد البشرية.

وكأن السورة تريد أن تقول لنا : " إن هؤلاء الأنبياء ما أُرسِلوا إلا ليبلِّغوا الناس أن هناك رب خالق للكون،وهو إله رحمن ،وقادر يستحق أن يُعبد، وأنه سوف يبعثكم من بعد موتكم ليحاسبكم ،فإذا آمَنتم به ،فلابد من أن توقِنوا في البعث والحساب ،و تُعِدُّوا لِذلِكَ العُدَّة!!!!
وكأنها تقول لنا أيضاً :"لا تغفلوا عن اقتراب البعث والحساب، ولا تُعرِضوا عن منهج الله كما فعل بعض الأقوام الذين أُرسِل لهم الأنبياء،فجادَلوهم وكذَّبوهم ...فكانت النتيجة هي هلاك هؤلاء الأقوام ،ونجاة الأنبياء ونُصرتهم، هم والذين آمَنوا معهم!!!!

******سبحانك لا عِلمَ لنا إلَّا ما علَّمتَنا إنَّكَ أنتَ العليمُ الحكيم
rainyheart
rainyheart
بسم الله الرحمن الرحيم

يتسائل الأستاذ "عمرو خالد" (مُعِد ومُقدِّم هذه الخواطر):
" تُرى بعد كل ما عرضناه ُ-حتى الآن- من هذه الخواطر حول أهداف السور القرآنية ، وأسباب تسمية كل منها ، والعلاقات بينها... هل زالت الحواجز بينك وبين القُرآن؟!!!

هل تَبدَّد إحساسك بالغُربة عنه؟!!!

هل شعُرت أن أوامره ونواهيه سهلة الفهم يسيرة التنفيذ؟!!

هل بدأت تقرأه بِحُبٍّ لأنه كلمات الله المُرسلة إليك ؟!!

وهل بدأت تتعامل معه على أنه منهج ، ودليل لسعادتك في الدنيا والآخرة ؟!!!

ثم يعقِّب قائلاً: " أرجو ذلك!!!!!"

ثم يواصل الأستاذ "عمرو خالد" خواطره ،
وسورة اليوم هي سورة : ((الحج))، فيقول:

تبدأ السورة بحديث شديد اللهجة عن يوم القيامة :" يا أيُّها الناسُ اتَّقوا ربَّكُم إنَّ زَلزَلَةَ السَّاعةِ شيءٌ عظيم" (1)،ثم تتحدث -بنفس اللهجة- عن البعث...فما علاقة الحج بزَلزلة الساعة؟؟!!!!
لعلكم لاحظتم أن الحاج بعد يومين من بداية الإحرام يصبح كُتلة من التُّراب((وهو منظر المبعوث مِن قبره))!!
و لو كان يحج كما حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم وذهب إلى مُزدَلِفَة ، وبقي مع الناس ، لوجد أكثرهم نيام من شِدَّةِ التَّعب ...وكأنَّهُم مَوتَى!!!!
ثم حين يتحركون جميعاً –في زحام شديد- وهم يلبسون البياض تراهم كالموتى الذين بُعِثوا لِتوِّهِم ، ذاهبون للحساب!!!!
لذلك تتحدث هذه السورة عن البعث: "يا أيُّها النَّاسُ إن كُنتُم في رَيبٍ مِنَ البَعثِ فإنَّا خلقناكُم مِن نُطفةٍ ...." (5) ،" وأنَّ الساعَةَ آتيةٌ لا رَيبَ فيها وأنَّ اللهَ يبعَثُ مَن في القُبور" (7)
لتؤكِّد على أن فريضة الحج تبني الأُمَّة ،لأنها نموذج حي،
وتدريب عملي على موقف البعث والقيامة !!!!!!
ثم تتحدث هذه السورة في الآية (39)عن الجهاد:
"أُذِنَ لِلَّذين يُقاتَلونَ بأنَّهُم ظُلِموا وإنَّ اللهَ على نَصرِهِم لَقَدير"
وكأنَّ هذه السورة تقول لنا: والحِجُّ أيضاً يعينُكَ على الجهادٌ في سبيل الله ،لأنه تدريبٌ عملي على الجهاد..كيف؟!!!!
لعلك لاحَظت أن مناسك الحج ليست سوى أوامر وتعليمات محدَّدة ومُشدَّدة من الله تبارك وتعالى ، إن لم تُنفِّذها بدِقَّة فسد الحج!!!
فأنت تفعل أشياء لا تفهم المعنى من وراءها ولا الحِكمة من الأمر بها... ولكنك تنفِّذها وأنت واثق في مَن أمرك بها،طاعةًله واستسما ًلأمره ...فتظل حالَّاً مُرتحِلاً من مكان لآخر ،خارِجاً –بكل طيب خاطر- عن كل عاداتك اليومية التي تمارسها في حياتك !!!!
فالحِج:
تذكِرة بيوم القيامة ،
وتذكِرةٌ بالبعث ،
وتدريب على الجهاد،
ليس هذا فحسب ، بل و يجعلك تستشعر أن الكون كله عبداً لله...ففي يوم عرفة تشعر بأنك لست وحدك الذي تسجد لله وتدعوه، بل تشعر أن الخيمة ساجدةٌ هي الأُخرى،وأن الجبل نفسه ساجد...بل والكون كله ساجد لله تبارك وتعالى يسبِّحه ويدعوه !!!!!!
ولعل المعنى الأخير يتجسد في الآية 18 التي تُذكِّرنا بالعبودية الشديدة لله تبارك وتعالى :
" ألَم ترَ أنَّ اللهَ يسجُدُ لَهُ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرض والشَّمسُ والقمَرُ والنُّجومُ والجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوابُّ وكثيرٌ من الناس *وكثيرٌ حقَّ عليهِ العذاب* ومَن يُهِنِ اللهُ فما لَهُ مِن مُكرِم * إنَّ اللهَ يفعلُ ما يشاء"!!!!!!!
هذه الآية تذكِّرنا بالعبودية الشديدة لله تبار ك وتعالى، صاحب منتهى القُدرة،
فمنتهى القُدرة له...ومُنتهى العبودية لك!!
ولعل هذا يذكِّرنا بأن أول آية فيها سجدة كانت الآية التي جاءت في سورة العلَق" كلا *لا تُطِعهُ واسجُد واقتَرِب" هذا الأمر بالسجود كان موجَّهاً للرسول صلى الله عليه وسلم فقط.
أما آية العبودية هذه فهي آخر آية بها سجدة نزلت من القرآن...والأمر هنا موجه –كما واضح- للمؤمنين(كثيرٌ من الناس)!!!!!!
فهل مِن ساجدٍ لله بقلبه قبل جسده؟!!!!!
ولعل هذه السورة أيضاً تذكِّرنا بفريضة الحج إن كُنَّا مُستطيعين ولم نؤدِّها بعد،
وتشوِّقنا للحج مرة أخرى إن كنا قد أدَّيناها،
وتذكِّرنا بأن البعث والحساب هو وعد الله الحق...فماذا أعددنا له؟!!!!!


*****

سورة المؤمنون


هذه السورة تستعرض صفات المؤمنين،لتقول لك:" هل أنت منهم؟!!!
وكأنَّها استقصاء لك لتضع علامة أمام الصفات المتوفرة لديك لتعرف كم تملك من صفات المؤمنين ، وكم منها لازلت في حاجة لأن تتصف بها .
فتقول أول آية منها:" قد أفلح المؤمنون..." مَن هُم؟!!!
1- الخاشعون.
2- الُمعرضون عن اللغو(الغيبة والنميمة)
3- الذين يؤدُّون الزكاة
4- الذين يجتبون الفواحش بغض البصر ،وحفظ الفرج.
5- الذين يحافظون على الأمانات والعهود.
6- الذين يواظبون على الصلاة .

ثم تبشر هؤلاء الذين يتحلَّون بهذه الصفات بأن نتيجة الالتزام بهذه الصفات هو الخلود في الفردوس!!!!!!!
فكم يا تُرى من هذه الصفات متوفِّر لديك؟!!!!!
ثم تحكي السورة تاريخ هؤلاء المؤمنين عبر الأجيال ، وكيف انتصروا ...ثم تعود لتُكمل صفات المؤمنين:
7- الخَشية لله تبارك وتعالى (الآية 57)
8- التصديق بآيات الله تعالى في القرآن، والعمل بها (الآية 58)
9- إخلاص العبودية لله وحده (الآية 59)
10- تعلُّق القلب :بين الخوف من الله ، والرجاء في رحمته(الآية 60)
وجدير بالذكر أن السيدة عائشة رضي الله عنها حين سمعت هذه الآية: " الذين يُؤتون ما أَتَوا وقلوبُهُم وَجِلَة أنَّهُم إلى ربِّهِم راجِعون" سألت :" هل هؤلاء هم العُصاة؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم:" لا يا ابنة الصِّدِّيق، إنما هم الذين يعبدون ربَّهُم ،و هم يخشَونَ ألا يتقبَّلَ منهم "
11- المسارعة في الخيرات.
فكم من هذه الصِّفات متوفرةٌ فيك؟!!!!!!
ضع لنفسك درجات!!!!

ثم تتحدث السورة عن مصير مَن لم يلتزم بصفات المؤمنين هذه،ثم تختم بالدعاء الذي ينتهي باسم الله" أرحم الراحمين" لتقول لك أيها المؤمن أن الالتزام بصفات المؤمنين هو الأصل،ولكن الخطأ والميل عن هذه الصفات وارد،لذلك المخرج من هذا هو الطمع في رحمة (أرحم الراحمين)
والآن إخوتي: هل لاحظتم أن كل سورة من سور القرآن تصلح شيء ما في داخلكم ؟!!!
فعلى سبيل لمثال لا الحصر :
نجد سورة يونس تتحدث عن الإيمان بالقضاء والقَدَر
ونجد سورة هود تتحدث عن توازن المؤمن بين عدم الركون ،وعدم التهور.
ونجد سورة البقرة توضح معالم المنهج
ونجد سورة التوبة تقول لك: هيا نفتح توبة التوبة .
،وبعد التوبة تأتي سورة الإسراء لتقول لك: أنت مسؤول عن الكتاب ،فاستشعِر قيمته،
ثم تأتي سورة طه لتؤكِّد على أن هذا الكتاب ما نزل إلا لسعادتك ....وهكذا إلى آخر المُصحف!!!!

ولو جَمعتم هذه المفاهيم معاً لنتج :كائن مسؤول عن الأرض مستَخلَف فيها :
هذا هو المؤمن المُتكامل الذي أخذ المنهج بكامله ..فإن حدث منه تقصير في أي وقت من الأوقات،فالتوبة والاستغفار هما الحل .
والآن يحضُرني هذاالحديث الشريف :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"
يُقال لقارىء القرآن يوم القيامة :(( إقرأ وارتَقِ ورتِّل،كما كُنتَ تُرتِّل في الدُّنيا،فإن منزلَتك عند آخر آيةٍ تقرؤها)) ،
ولعل هذا الشخص هو صاحب القرآن الذي :
يقرؤه
ويتدبَّره
وينفذ أوامره
وينتهي عن نواهيه
و يتعلم أحكام تلاوته
ويحفظه

فهل تتعامل مع القرآن بهذه الطريقة؟!!!
وهل سنهجره بعد انتهاء شهر رمضان ؟!!!!!
لديَّ أمل بأن يكو شعارك بعد رمضان هذا العام: " لن أهجر القرآن أبداً بعد أن عشت معه طوال الشهر وأحببتُه "!!!!!
فكم من مصاحف تُهجر بعد رمضان ويعلوها التراب وتظل مغلقة حتى رمضان التالي !!!
هل تعلم أن القرآن سوف يشكو إلى الله يوم القيامة هجرنا له ؟!!
تقول الآية الكريمة :
" وقال الرسولُ يا ربِّ إنَّ قومي اتَّخَذوا هذا القُرآن مَهجورا"
وهل تعلم أن لهجر القرآن صور كثيرة؟
فترك قراءته هجر!!
وترك تدبُّره هجر!!
وترك العمل به هجر!!
والخجل من أن يراك الناس تقرؤه(أي عدم الاعتزاز به ) هجر!!!
والإعراض عن الاستشفاء به هجر!!! يقول الله تعالى:" ونُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هو شَفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين" فهو يشفي بإذن الله مشكلات النفوس والأبدان.
والحمد لله رب العالمين.:27:
rainyheart
rainyheart
سورة النور

هذه السورة هي سورة الآداب الاجتماعية خاصةً داخل جدران البيت،فهي تنتقل بنا من غُرفة لغُرفة ،ثم إلى خارج البيت حتى تحيط المجتمع بسياج من الآداب التي تحافظ عليه ...لذا فهي سورة للعائلات.
وقد نزلت هذه السورة تعليقاً على حادثة الإفك التي اتُّهِمَت فيها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في عِرضها ،حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم عائداً من إحدى الغزوات،ووقفت القافلة لتستريح، فذهبت السيدة عائشة لتتفقد عِقداً وقع منها،ولكن القافلة سارت وهي تظن أنها داخل الهَودَج ،وكان أحد الصحابة –الذي كانت وظيفته هي تفقُّد المُتأخرين عن القافلة- وهو صفوان بن المُعطَّل ينظر كعادته فوجدها رضي الله عنها ،فأركبها جَمَلَهُ حتى وصل بها إلى المدينة،تقول السيدة عائشة:" واللهِ ما نظر إليَّ ولا كلَّمَني"... ولكن المنافقون ظلُّوا يُشعِلون النار بلا سبب ويُشيعون الإشاعات حتى بدأ المسلمون يتشكَّكون ويقولون : " لا يوجد دُخان بدون نار" وانقطع الوحي لمدة شهر،والرسول لا يدري ماذا يفعل ...ولكن هذه السورة نزلت لتُثبِت عكس ما قالوا ،ولتوضِّح للمسلمين كيف يتعاملون مع مثل هذه الأمور...ففي وسط هذا الجو يعلِّمنا الله تعالى الآداب الاجتماعية.
فنجد الآيات الخاصة بتبرئة السيدة عائشة هي الآيات من 11إلى 26، ولكن السورة تتحدث إلى المسلمين في كل زمان ومكان.
تقول السورة "و الذي تولَّى كِبرَهُ مِنكُم" هو عبد الله بن أُبَيّ بن سَلول،وهو رأس المنافقين الذي نشر الخبر وروَّج للقصة الكاذبة.
تقول الآيات:" لا تَحْسَبوه شرَّاً لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم " فهذه الحادثة ليست شرَّاً كما هي في ظاهرها،لأن المجتمع المسلم سيتعلم منها ،والمسلمين في الأجيال التالية سيتعلمون كذلك.
أما عن المؤمنين ،فقد كان لهم موقفاً آخر:
فقد جلس أبو أيوب الأنصاري مع زوجته حين سمعا هذا الخبر فقال لها: لو كُنتِ مكان عائشة هل كنت تفعلين ذلك؟ فقالت: لا،فقال لها:" فعائشة خيرٌ مِنكِ "!!
فقالت له :" لو كُنتَ مكان صفوان بن المُعطَّل ،هل كُنتَ نفعل ذلك؟ " فقال: أبداً، لا يمكن "فقالت :"فصفوان خيرٌ مِنك"!!!
فنزلت الآية رقم (12)تمدح فِعلِهما،قائلةً " لولا إذ سَمِعتُموهُ ظنَّ المؤمِنونَ والمُؤمِناتُ بِأَنفُسِهِم خَيراً وقالوا هذا إفكٌ مُبين" والإفك هو الكَذِب الشديد جداً.
فالأصل هو أن يظن المؤمنون ببعضهم خيرا، و لا يُلقونَ بالًا إلى ما يفعله المنافقون.
ثم تُعقِّب الآية رقم (13) قائلةً:" لولا جاءوا عليهِ بِأربَعَة شُهداء فإذ لَم يَأتوا بِالشُهداء فأولئِكَ عِندَ اللهِ هُمُ الكاذِبون"
فلماذا لم يَجيئوا بالشُهداء إن كانوا صادقين ؟!! إذَن هم كاذبون!!!
ويحذِّرنا الله من الخَوض في الأعراض بدون بيِّنة في الآية(15):" إذ تلَقَّونَهُ بألسِنِتُكم وتقولونَ بأفواهِكُم ما ليسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وتَحسَبونَهُ هيِّناً وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظيم"
ثم يؤكِّد الله تعالى على ذلك بقَولِه" يَعِظُكُمُ اللهُ أن تعودوا لِمِثلِهِ أبداً إن كُنتُم مؤمنين"

فنرى تتابع هذه الآيات السبعة عشر منذ بداية السورة وكأنها سياج يحمي المجتمع من هذه الآفة الاجتماعية .
ولعلنا لاحظنا أن بداية السورة كانت شديدة:تقول الآية رقم (1) "سورةٌ أنزَلناها وفَرَضناها وأنزَلنا فيها آياتٍ بيِّناتٍ لعلَّكُم تذكَّرون"
ولكن القرآن كله فُرِض على المؤمنين ، فلماذا ذكر الله أن هذه السورة -بالتحديد - مفروضة؟!
ليقول لنا :" إنتبهوا جيداً لما سوف أقوله لكم في هذه السورة"!!!!!
فما بها من أحكام هو قِوام المُجتمع.
ثم بعد ذلك يقول:" الزانِيَةُ والزاني فاجلِدوا كُلَّ واحدٍ مِنهُما مائةَ جَلدَة * ولا تَأخُذكُم بِهِما رَأفَةٌ في دِينِ الله"
فالأصل في ديننا هو الرحمة والرَّأفة،ولكن في الزِّنا لا رحمة ولا رأفة
ثم: " وليَشهد عذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ المؤمنين" فالأصل في ديننا هو السِتر،ولكن في الزِّنا لا يوجد سِتر.
إن الحُكم قد يبدو قاسياً ،ولكن لاحِظو أنه قبل تنفيذه لابد من أن يكون في المُجتمع ضمانات تمنع وقوعه...لذا ستُدرِكون –بعد أن تعلموا هذه الضمانات- أن هذا الحُكم ليس فيه من القسوة شيء!!!
فقد قالت السورة: إفعلوا كذا وكذا ، ولا تفعلوا كذا ولا كذا...فإذا حدث الزِّنا بعد ذلك فلابد من إقامة الحد!!!
فما هي الضمانات؟!!!
1-الاستئذان قبل الدخول على البيوت ، وعند دخول الأطفال على الأبوَين في أوقات راحتهما.
2 - غض البصر .
3-تزويج الشباب .
4- منع البِغاء.
5-الحض على الحجاب(ونلاحظ أن السورة تحدثت عنه بالتفصيل )
6- منع إشاعَة الفاحِشة في المجتمع.
7- تحريم قَذف المُحصَنات.(كما حدث في حادثة الإفك)

إذن لا يجب أن يُطبَّق حد الزِّنا حتى يتم تنفيذ هذه الضمانات،فالدين الإسلامي لا يتعطش لإقامة الحدود ،ولكنه يحافظ على المجتمع.
ولو تم تنفيذ كل هذه الضمانات، لاختفَت جريمة الزِّنا ،اللهم إلا بين شديدي العصيان والفجور الذين يُحبون أن يَجهروا بالفاحشة!!!
فتطبيق الحد يستوجب أن يكون هناك أربعة شهود!!!فمن هو الزاني الذي يفعل فعلته أمام أربعة من الناس؟!!!
وكأن إقامة هذا الحد مستحيلة ،لأن إقامته تستوجب إحضار أربعة شهود عُدُول،أي صالحين !!!
فلن يفعل هذه الجريمة أمام الناس إلا فاجر ،شديد العصيان ، مُجاهر بالمعصية كما ذكرنا ،ومِن ثمَّ فهو يستحق إقامة الحد عليه لأنه لو تُرِكَ لكان سبباً في فساد المُجتمع!!!!
إذن الحد لايُطبَّق إلا على المُجاهِر بالزِّنا لأنه يتحدى أوامر الله تعالى أمام الناس!!!!!
وانظُر إلى هذا الدين العظيم!!! فلو أن ثلاثة من الناس فقط شهدوا على أحد بأنه فعل الزِّنا فإنهم هُمُ الذين يُجلَدوا...لأن الستر أولى ،والحفاظ على سُمعة الناس أولى،والحفاظ على المجتمع أولى .
وانظر إلى عمر بن الخطاب حين كان أميراً للمؤمنين ،قال ذات يوم لعلي بن أبي طالب :" لقد رأيتُ بعيني ،وسمِعتُ بِأُذُني ،وأنا أمير المؤمنين ...إذن سأُطبِّق عليهما الحَدّ " فقال له علي:" يا أمير المؤمنين: هل معك ثلاثة شهود؟! فقال له : لا ،قال إن نطقتَ باسمَيهما حَدٌّ في ظَهرِك"!!!!!!
فالدين يريد أن يستر ،لعل المذنب أن يتوب.
والسؤال الآن : إن لم تتوفر الضمانات في المجتمع،ووقع أحد في هذه الجريمة فما الحل؟
الحل هو التوبة كما تحدثت سورة النور .

والآن : لماذا سُمِّيَت بسورة النور؟!!!!
لأن المجتمع لو طبَّق ما بهذه السورة من تعليمات لسادَهُ النور ... فهناك مجتمعات وبيوت و أشحاص كثيرين مفتقدين إلى هذا النور ،فشَرْعُ الله هو النور الذي يُنير حياتنا ،وهذا الشرع هو القرآن الكريم ،لذلك نجد آيات تتحدث عن أن القرآن هو النور :" ولقد أنزَلنا آياتٍ بيِّنات"، و" سورةٌ أنزلناها وفرضناها وأنزلنا آياتٍ بيِّنات"
فهي آيات بيِّنات تبِّين ،وتُنير الطريق.
وهذا النور ، ما مصدره ؟!!
" في بيوتٍ أَذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه "أي في المساجد
و على مَن ينزل ؟
" رِجالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ ولا بَيعٌ عن ذِكرِ الله، و إقامِ الصلاة وإيتاءِ الزَّكاةِ* يخافونَ يَوما ًتتقلَّبُ فيهِ القلوب ُوالأبصار"
فما جزاء هؤلاء؟
" ليجزيَهُمُ اللهُ أحسَنَ ما عَمِلوا ويزيدَهُم مِن فَضلِه ،واللهُ يرزُق مَن يشاءُ بِغَيرِ حِساب"
ومَن لا يلتزِم بِشَرع الله ماذا يحدث له؟!
" والذين كفروا أعمالَهُم كَسرابٍ بِقِيعَةٍ يَحسَبُهُ الظمآنُ ماءً حتى إذا جاءَهُ لَم يَجِدْهُ شيئاً ،ووجدَ اللهَ عِندَهُ فوفَّاهُ حِسابَه،واللهُ سريعُ الحِساب* أو كَظُلُماتٍ في بَحرٍ لُجِّيٍّ يَغشاهُ مَوجٌ مِن فَوقِهِ مَوج ٌ مِن فَوقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعضُها فوقَ بَعضٍ إذا أخرجَ يدَهُ لَم يكَد يَراها * ومَن لم يَجعلِ الله ُلَهُ نوراً فما لَهُ مِن نور"
أرأيتُم خطورة ترك تعاليم الشرع ؟!!!
وتأمل الآية التي تقول:"مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ ،المِصباح ُ في زجاجة " فالنور يحتاج لأن تُحيطه كي يظل مُتَّقِداً....فيا أيُّها المؤمنون أحيطوا القُرآن داخل قلوبكم وبيوتكم وحياتكم لكي تُحافظوا عليه.


وهذا النور يحتاج إلى فتيل يحرِّكه لذلك جاءت بداية السورة شديدة ، فإذا أردتَ أن تستمتع بالنور فأشعِل الفتيل.
*******

سورة الفُرقان

هذه السورة تتحدث عن خطورة تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ،وسوء عاقبة هذا التكذيب،فنجد الآيات تعرض ما قاله هؤلاء المكذِّبون، بعد كلمة: وقالوا، فنجدها تتكرر كثيراً...ثم تأتي عاقبة التكذيب.
ولقد سُمِّيَت بالفُرقان لأن القرآن هو الفُرقان بين الحق والباطل.
وكأن هذه السورة تُطَمئِن المؤمنين ،حيث أنها نزلت في وقت كان التكذيب بالله وبالدين شديداً ،فنجد –مثلاً- الآية رقم (10) تهدِّىء من رَوع الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه قائلة:" تبارك الذي إن شاء جعلَ لكَ خيراً مِن ذلِكَ جنَّاتٍ تجري مِن تحتِها الأنهار ويجعل لكَ قُصوراً "!!
ثم تعود للحديث عن سوء عاقبة التكذيب مرة أخرى.
ثم نرى السورة حين تتحدث عن النار تقول:" إذا رأَتْهُم مِن مكانٍ بعيدٍ سَمِعوا لها تغيُّظاً وزفيرا"!!!!
فهم يسمعون صوت غيظها من قبل أن يدخلوها،وفي هذا تعذيب لهم حتى قبل دخولها !!!!!
والسورة –كما ذكرنا- تمشي على وتيرة واحدة:
1- التكذيب.
2- طمأَنة المؤمنين.
3- سوء عاقبة المُكذِّبين.
ثم تنتقل الآيات بعد ذلك إلى آية محورية في السورة تتسائل:
لماذا يكذِّبون كل هذا التكذيب؟!!!!!
،ثم تجيب قائلةً: لأنهم يتَّبِعون أهواءهم :"أرأيتَ مَن اتَّخذَ إلَهَهُ هواهُ أفأنتَ تكونُ عليهِ وكيلاً؟!!" (43)
و مع الأسف فإن هذه النوعية موجودة في كل مكان وزمان!!!!!
بعد ذلك تتحدث السورة عن آيات الله الكونية التي تخدم هدف السورة،و تنسجم مع جو السورة ،فالسورة تتحدث عن التكذيب وهو موضوع يُغضب الرسول صلى الله عليه وسلم ،والمؤمنين،فتأتي هذه الآيات وتحدِّثهم عن الظِل ،وهو أحد مظاهر رحمة الله،وكأنها تقول لهم:" هوِّنوا عليكم فإن الله سيرحمكم ، وكما مد الظل في الأرض،فسينشر عليكم من رحمته ،ويروِّح عنكم تكذيب المكذِّبين !!!
ثم تتحدث الآيات عن الليل ،وهو أحد مظاهر السَّكينة ،ثم الرياح المُبشِّرات،وفي كل هذا تهدئة للرسول وللمؤمنين وتبشير لهم بالخير.
وبعد أن عرضت الآيات مدى تكذيبهم للقرآن ،تنتقل للحديث عن تكذيبهم بالرحمن !!!! ولقد كان الرد عليهم مُعجِزاً!!!
نحن لن نُخبركم عن الرحمن!!! لأنكم لا تستحقون ذلك ،كما أن آياته الكونية ظاهرة وواضحة ،وكافية للرد عليكم ....لذلك لن نخبركم إلا عن عباد الرحمن وعن صفاتهم :"وعِبادُ الرحمن الذين يَمشونَ على الأرض هَوناً ،وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلونَ قالوا سَلاماً * والذين يبيتونَ لِربِّهِم سُجَّداً وقياماً * والذين يقولونَ ربَّنا اصرِف عنَّا عذابَ جهنَّمَ إنَّ عذابَها كانَ غراما إنَّها ساءَت مُستقرَّاً ومُقاما* والذينَ إذا أنفَقوا لم يُسرِفوا ولَم يَقُتُروا وكانَ بين ذَلِكَ قَواما*والذينَ لا يَدْعونَ مع اللهِ إلَها ًآخرَ ولا يقتُلونَ النَّفسَ التي حرَّمَ الله ُإلا بِالحَقِّ ولا يَزنون* ومَن يفعَل ذَلِكَ يلْقَ أثاماً ....والذين لا يشهَدونَ الزُّورَ وإذا مَرُّوا بِاللَّغوِ مرُّوا كِراما * والذينَ إذا ذُكِّروا بِآياتِ ربِّهِم لَم يَخِرُّوا عليها صُمَّاً وعُمياناً والذينَ يقولونَ ربَّنا هَب لنا مِن أزواجِنا و ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةًَ أَعيُنٍ واجعَلنا لِلمُتَّقينَ إماما"(63-75) ..
و لعلك لاحظتَ أن من صفات عباد الرحمن أن يكونوا أَئِمةً للمُتقين أي يأخذونَ بأيدي الناس إلى طريق طاعة الله ،ويقودونهم إلى الخير.
ثم تُختَتَم السورة بسوء عاقبة التكذيب،قائلةً:" فقد كذَّبتُم فسَوفَ يكونُ لِزاما"
أي أنكم أيُّها الكافرون المُكذِّبون ستكون عاقبة تكذيبَكُم عذاباً يَلزمكُم لُزوم الغَريم لِغَريمه،فيُهلِكُكُم في الدُّنيا والآخرة.
***:29:
rainyheart
rainyheart
سورة الشُّعَراء

تهدف هذه السورة إلى أن تقول:
" أيُّها المؤمنون : مطلوب منكم أن تبلِّغوا رسالة الله إلى البشر بأفضل الوسائل المُمكِنة ،ومِن ثَمَّ فإن عليكم الاجتهاد وحُسن اختيار الوسائل لأن لكل عصر سِمَتُه ،و طريقته المناسبة في توصيل الدعوة .
ولقد ضربت لنا السورة المثل بموسى عليه السلام حين رأى أن إمكاناته لا تكفي لتبليغ الرسالة كما ينبغي ،فناجى ربَّهُ قائلاً:" ربِّ إنِّي أخافُ أن يُكذِّبون* ويضيقُ صدري ولا ينطَلِقُ لِساني فأرسِل إلى هارون" فقد استعان بربه لكي يشُد عَضُده بأخيه،
وهنا يتبين حِرص موسى عليه السلام على نجاح دعوته إلى الله ، وأخذه بالأسباب لكي يتحقق هذا النجاح!!!
وهكذا ينبغي لكل مؤمن غيور على دينه ،حريص على تبليغ دعوة ربه، أن يختار من الفنون والوسائل ،وأساليب الحوار ما يناسب عصره .

فقد رأينا كيف تحاور موسى مع فرعون (في الآيات16- 33)في شأن الإله جل جلاله، وما أيَّد الله به موسى من الحُجَّة الدامغة التي تُحِقُّ الحقَّ و تُزهِق الباطل .

ثم رأينا كيف تحاور إبراهيم عليه السلام-بأدبٍ جَمٍّ ، وحِكمة بالغة - (في الآيات 70- 82)مع أبيه وقومه ،وكيف أظهر لهم بقوة حُجَّته بُطلان ما هُم عليه من عبادة الأوثان،وأقام لهم الأدلة القاطعة على وحدانية الله عز وجل !!!!
بعد ذلك تحكي السورة عن الرُّسل-وهم الدُّعاة- الذين كذَّبهم أقوامهم مثل: نوح و هود ،وصالح، ولوط ، وشعيب عليهم السلام ...لتقول للمؤمن : إنَّ سُنَّة الله في الكون أن يُكذَّب الداعية ،ولكن النجاة في النهاية لا تكون إلا للمُتَّقين...و لعل ذلك يتضح من ختام كل قصة من قصص هؤلاء الأنبياء الذين أنجاهم الله، هُم ومَن معهم من المؤمنين .
ولقد سمُِّيَت هذه السورة بسورة الشعراء لأن هدفها الرئيس هو الإعلام....والشعراء عند العرب كانوا هم رمز و وسيلة الإعلام المتاحة.
ولكن السورة حذَّرَت من أن هؤلاء الشعراء :منهم الغاوون،الضالون المُضِلِّون ؛
ومنهم المؤمنون المُتَّقون الهادون.
إذن فلتعلم أيُّها المؤمن أن الإعلام وسيلة ، وسلاح ذو حدِّين.

فوسائل الإعلام والتأثير في عهد الرسول كانوا هم الشعراء، أما في عهد فرعون كانوا هم السَّحَرة...إذن لكل عصر ومكان وسيلة التأثير الخاصة به ،
فانتبه أيُّها المؤمن وأنت تدعو إلى الله ، واختَر أنسب وأقوى الوسائل تأثيراً .

****

سورة النمل

هذه السورة هي سورة التَّفوُّق الحضاري،جاءت لتقول للمسلمين: لابد من أن تتفوقوا في العلم و التكنولوجيا والقوة العسكرية بالإضافة إلى إتقان عبادتكم وطاعتكم لله لتكونوا مؤمنين متكاملين ،فإذا دعوتم الناس إلى دينكم وأنتم متفوقون منتصرون ،كان هذا أدعى لأن يستجيب الناس لكم وأقوى تاثيرا مِمَّا لو دعوتموهم وأنتم ضعفاء، مُتخلفون حضارياً ،ومهزومون نفسياً !!!
فقد تسلَّح كلٌ مِن داود ،وسليمان عليهما السلام بالعلم ،والتكنولوجيا والتفوق الحضاري ،وأدرَكوا جيِّداً قيمة هذه الأسلحة وعرفوا كيف يديرونها ويستخدمونها في الدعوة إلى الله ،كما جاء في الآيات التالية :
1-" ولقَد آتَينا داود وسليمان عِلماً ، وقالا الحمدُ لِلّهِ الذي فضَّلَنا على كثيرٍ مِن عبادِهِ المؤمنين" (15)((العِلم ،و إدراكهما قيمته ،و شُكرهما لله على اصطفائهما ))

2-"وَوَرِثَ سُليمانَ داود وقال يا أيُّها الناسُ عُلِّمنا مَنطِقَ الطَّيرِ وأوتينا مِن كُلِّ شَيءٍ إنََّّ هذا لهُوَ الفَضل ُالمُبين" (16)((أجيال تورِّث أجيالاً أخرى ما لديها مِن عِلم باللغات، وكل ما لديها من إمكانات وموارد ))

3-"وحُشِرَ لِسُلَيمانَ جنودُهُ "(17) ((إنضباط ، وحضور وانصراف ،ومن الواضح هنا أن عدد الجنود كبير ))

4-"جنودُهُ مِنَ الجِنِّ والإنسِ ، والطَّير،فهُم يوزَعون"(( فهم جنود من كائنات متعدِّدة،ومع ذلك (فهم يوزَعون) أي غير مُهمَلين ،بل كانوا في غاية النظام))

5-"فتبسَّمَ ضاحِكاً مِن قَولِها،و قال ربِّ أَوزِعني أن أشكُرَ نِعمتِكَ التي أنعمتَ عليَّ وعلى والِديَّ"(19)((فَهْم سليمان لِلُغة الطير وشكره لله على هذه النعمة))

6-"وتفقَّدَ الطَّيرَ "(20)((إهتمام القائد بِرَعيَّته))

7-" وقالَ ماليَ لا أرى الهُدهُدَ أم كان مِن الغائبين" (20)((سؤاله عن رعيِّتَهِ ))

8-"لَأُعَذِّبَنَّهُ عذاباً شديداً أو لَأذبَحَنَّهُ ،أو ليَأتِيَنِّي بِسُلطانٍ مُبين" (21)((إنضباط ،وثواب وعقاب مع كل الرعية حتى ولو كان صغير الشأن كالهُدهُد !!!))

ولكن الهدهد على صغر حجمه كان غير عاديَّّا في قُدراته واجتهاده و إيجابيته ،فقد كان غَيوراً على دين الله حين رأى قوماً يسجدون لغير الله فلم يرجع في موعد الطابور مع سليمان ، بل كان حكيماً ورتَّبَ أَولوياته ، فرأى أن هذا الأمر أكثر أهمية ، ولكنه لم يتهور ويطير إلى سليمان ليُبلِغه قبل أن يتبين الأمر ،بل قام بجمع المعلومات الدقيقة عن هؤلاء القوم ومَلِكَتِهم ،فدخل قصرها حتى رأى عرشها...ما هذا الهدهد؟!!!!
إنه يشعر أنه مكان سليمان وليس مجرد تابع له أو أحد الرَّعية، فهو يتصرف في غياب قائده وكأنه القائد!!!!!!
فلمَّا عاد إلى سليمان تكلَّم بمنطقٍ حكيم وأقنعه بسبب غيابه وأقام على ذلك الحُجَّة!!!!
والآن دعونا نتساءل:" تُرى لو أُديرَت مؤسَّساتُنا بنفس طريقة إدارة سليمان لمُلكه فكيف سيكون شأنُها؟!!!"
و لوكان الموظَّفون بهذه المؤسسات لديهم نفس إخلاص وإيجابية وحِكمة واجتهاد الهُدهد فكيف سيكون حال المسلمين؟!!!!
إن ما نتعلمه من هذه القصة من فنون وأساليب إدارية قابل للتطبيق في حياتنا كَأمَّة وكشعب ،فماذا ننتظر؟!!!!
ثم انظروا إلى القائد حين يتبيَّن الأخبار التي تصل إليه من رعيَّته ويحلِّلها ويختبر صحَّتها كما فعل سليمان عليه السلام: " قال سنَنظُرُ أصَدَقْتَ أم كُنتَ مِنَ الكاذِبين" (27)
ثم ها هو يقوم بإجراء تجربة عملية للتأكُّد من صدق هذه الأخبار : " إذهَب بِكِتابي هذا فأَلقِه إلَيهِم ثُمَّ تَوَلَّ عَنهُم فانظُر ماذا يَرجِعون" (28)
ثم قارِن ما يحدث في مُلك سليمان، بما يحدث في مَملَكة بلقيس:" قالت يا أيُّها المَلَاُ أَفتوني في أمري، ما كُنتُ قاطِعَةً أمراً حتَّى تَشهَدون" (32) إنها تستشير الرعية وتأخذ بمبدأ الشورى...ولكن انظر إلى الفرق بين رعيَّتِها وبين الهُدهُد:
" قالوا نحنُ أولوا قوَّةٍ وأولو بَأسٍ شَديدٍ والأمرُ إلَيكِ فانظُري ماذا تَأمُرين"!!!!(33)
لقد كانوا غاية في التكاسل والسَلبية!!!!!
ثم انظُر إلى الإمكانات العسكرية الرهيبة لسليمان:" إرجِع إليهِم فلَنَأتينَّهُم بِجُنودٍ لا قِِبلَ لَهُم بِها ،و لَنُخرِجَنَّهُم مِنها أذِِلَّةً وهُم صاغِرون" (37)
وانظر إلى التكنولوجيا الفائِقة التي يملكها :" قال يا أيُّها المَلَأُ أيُّكُم يأتني بِعَرشِها قبل َ أأن يَأتوني مُسلِمين"؟!!(38)
فكانت الإجابة:" أنا آتيكَ بِهِ قبلَ أن يرتَدَّ إليكَ طَرفُك"(40)!!!!!
ثم انظر إلى الإبهار في الأداء حين رأت بلقيس العَرش وقالت:" كأنَّهُ هو" (42) فقد ردَّت بدبلوماسية خشيةً أن يظهر جهلها .
فلما دخلت الصّرح ،وهو الآخر تكنولوجيا غير عادية _لعلنا حتى الآن لم نستطع الوصول إليها_لم تتمالك نفسها أن قالت:
" ربِّ إنِّي ظَلَمتُ نَفسي وأسلَمتُ مع َ سُلَيمانَ لِلَّهِ ربِّ العالَمين" (44)!!!!!
لقد نجح سليمان في دعوته بسبب إعترافه بفضل الله عليه أولاً ،ثم اجتهاده في إدارة مملكته بإتقان، مع الأخذ بأسباب العلم والكنولوجيا.
ولعل هذا يتضح في الفرق بين قصة موسى التي جاءت في بداية السورة،ولم يؤمن له فِرعون ...وقصة سليمان الذي استخدم تفوُّقه العلمي والتكنولوجي والحضاري للتأثير على ملكة سبأ ،فاعترفت بظُلمها لنفسها ،وآمنت بالله ربِّ العالَمين!!!!!!
ولعلنا نستفيد من هذه السورة فنلخِّص عناصر أو أسباب التفوُّق الحضاري كما يلي:
1- الهدف السامي،والغاية النبيلة.
2- العلم.
3- التكنولوجيا.
4-القوة المادِّية والعَسكَرية.
5- إيمان أفراد الأُمّة بغايَتِهَم(كما هو الحال مع الهدهد).

تُرى كم تَملُك أمَّتنا من هذه الأسباب؟!!!!!!
ولكن هنا وقفة أيُّها المؤمنون:
إيَّاكُم أن يُنسيكُم التفوُّق الحضاري أنَّكُم مُرتَبِطون بالله تعالى وأنكم بدونه لا شيء!!!!
وانظروا إلى داود وسليمان كيف كانا يحمدان الله على فضله!!!!!
ثم تأمَّلو الآيات(59- 65)التي تتحدث عن قُدرة الله تعالى في الكَون ، لتقول : لقد خلق الله أعظم مِمَّا تملُك أيُّها الغرب المُلحِد من إمكانات وتفوق حضاري وتكنولوجي.
،و تعاتب هذه الآيات –بشِدَّة- هؤلاء المتكبِّرون من العُلماء الذين ينسون خالقهم وخالق ما لديهم من عِلم ،لذلك تسألهم باستنكار خمس مرات:" أَإِلَهٌ مَعَ الله"؟؟؟!!!!!!!
فالتفوق أمر محمود، ولكن لا تنسَوا بسببه ربَّ الكَون!!!
والآن: لماذا سُمِّيَت هذه السورة بسورة النمل؟
لأنها تحدَّثت عن نموذج من نماذج التفوق الحضاري ،وهي أُمَّة النمل التي تجيد فن الإدارة ،وتنظِّم حياتها تنظيماً دقيقاً،وتملك جيوشاً ...ولكن ذلك لم يُلهيها عن طاعة الله وعبادته !!!
وكأنَّها تقول لنا: تعلَّموا من هذه الحشرة العظيمة !!!!
تُرى لماذا ضرب الله لنا المَثل بالحشرة؟ !!
لأن هذه الحشرة نجحت على الرغم من أن الإنسان يستحقرها...ولكنها عظيمة ليس فقط في أداءها ولكن أيضاً في أخلاقها ،فقد تكلَّمت عن سليمان وجنوده –وهم عباد الله -بأدَبٍ جَم حين قالت لجنودها:" لا يَحطِمَنَّكُم سليمانُ وجُنودُه وهُم لا يشعُرون" لأنها تعلم أن عباد الله لا يظلمونَ أحداً من خَلق الله حتى لوكان حشرة صغيرة كالنمل...و لذلك فقد تبسَّم سليمان من قولها!!!!!!!
أشرقت*
أشرقت*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أختي الغاليه:rainy heart
بارك الله فيك على هذا الجهد الاكثر من رائع .......ٍائله الله ان لايحرمك الأجر.....