دورة الذكـــاء العــاطفي لحياة اسرية سعيده ..الدروس فقط بدون ردود...

دورات تدريبية

مرحبا بكن غالياتي ..


ستكون الدورة على هذا النحو..كل يوم جزئين..


الدرس الأول سيكون 3 اجزاء..والدرس الثاني 3 اجزاء..والثالث جزئين والرابع جزئين..

أول يوم سيكون الجزء 1 و2 من الدرس الأول..

ثاني يوم الجزء الثالث من الدرس الأول والجزء الأول من الدرس الثاني..وهكذا..

أولا نفهم أنفسنا ومن ثم نتحكم بها ومن نفهم الآخرين ونؤثر بهم..هذا محور الدورة بإذن الله


ملاحظه :لاتقلقن من كثرة الحديث فهي دورة واقعيه ليست حديث كتب بل حديث تجارب..واغلبها امثله قد مررت بها وكيف تعالجينها..تابعن واقرأن بهدوء.


........






الجزء الأول:


اولا : اعرف نفسك (الادراك او الوعى الذاتى )


،إذ إن كل واحد منا يظل يردد: إنه أدرى بنفسه، وأعلم بعلله ونقاط ضعفه، وهذا صحيح إلى حد ما، لكن حين نعرف أن الواحد منا لا يعيش في جزيرة معزولة، وأن إنجازاته وعلاقاته تتعرض للتقييم والنقد المستمر من قبل الآخرين و ان البشر مختلفون



و لذلك فانك لن تستطيع ارضاء البشر كلهم مهما حرصت و سيكون هذا على حساب تاكيدك لنفسك و ذاتك و فى نفس الوقت لن تستطيع ان تعيش معزولا منفصلا عن مجتمعك



و لذلك لابد من وضع معايير لتقييم نفسك هذه المعايير التى تتناسب مع قناعاتك الدينية و افكارك الشخصية و مع اعراف المجتمع المقبولة
و حين نعرف كل ذلك يبدأ اكتشافنا لتعقيدات الوعي الذاتي والتبصر الشخصي.



فما هو الوعى الذاتى :
و هو القدرة على فهم النفس و رصد الذات



اولا: بالوعى الذاتى انا انشئ علاقة وثيقة مع نفسى قبل ان اطالبها بعلاقة جيدة مع الآخرين لابد اولا ان اتعارف عليها ...فكلما تعرفت عليها اكثر كنت اكثر فهما لها و لسلوكياتها و افكارها و دوافعها

و مشاعرها و قيمها و ساكون اكثر معرفة بمواطن ضعفها لتقويتها و مواطن القوة لتنميتها و استثمارها بل انى سوف احبها و سوف ابذل جهدا اكبر فى سبيل تطويرها و تنميتها و الاخذ بايديها نحو المعالى



يقول الله جل و علا :" بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره "

فكم من امرئ لا يدري أنه عليل؛ لأن في رأسه بعض العلوم، ولو فتّش عن نفسه ربما وجدها مليئة بالمشاعر التي لم تعالج، والخشونة التي لم تهذب ورُبّ إنسان قليل في معارفه،


إلا أنه عميق الإخلاص، كثير التفتيش عن عيوبه، والاعتراف بتقصيره، هذا بلا شك أرقى من الذي رضي عن نفسه واغتر بها،




ثانيا : عندما اعرف نفسى جيدا ساكون اكثر قدرة على التعبير عنها و عن احتياجاتها و رغباتها و بالتالى ساساعد الآخرين فى التعرف عليها و التعامل معها بناء على معرفة تامة بها تبعا لما اقوله أنا و ليس بناء على ظنهم و تخميناتهم


و هذا يوجد نوعا من التفاهم و يحسن من التواصل



ثالثا : عندما اتعرف على نفسى جيدا فساكون اكثر فهما للآخرين و اكثر قدرة على فهم مشاعرهم و افكارهم وقيمهم و دوافعهم بالمقارنة مع ذاتى و بالتالى اتبين مواطن الاتفاق و مواطن الاختلاف بينى و بينهم


و اتقبلهم كما هم بناء على العوامل المؤثرة فيهم بل ساكون اكثر قدرة على معرفة مواطن الضعف و مواطن القوة فى الآخرين و بالتالى التاثير فيهم بتعزيز مواطن القوة و تطوير
مواطن الضعف



لكن يبقى السؤال ....كيف اتعرف على نفسى ؟


لكن يمكن القول ان شخصية الإنسان تتكون من مزيج من: الدوافع و العادات والميول و العقل و العواطف و الآراء و العقائد و الأفكار و الاستعدادات و القدرات والمشاعر والاحاسيس و السمات التى تشكلت على مدار ما مضى من عمرنا و التى هى ايضا قابلة للتغيير في الآتى من حياتنا


ويتاثر تكون هذه الشخصية بعوامل عدة : منها العوامل الوراثية و الابوان و المدرسة و المعلمون و الاصدقاء و الاعلام ثم انت نفسك و نظرتك الى ذاتك


كل هذه المؤثرات تعمل فى شخصياتنا التى نشات اول ما نشات على الفطرة السوية (فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )


فالفطرة كالعجينة اللينة التى من الممكن ان تتشكل على شكل ملاك و من الممكن ان تتشكل على شكل شيطان و لكننا جميعا من بنى أدم يتم تشكيلنا على شكل بشر نحمل من صفات الملائكة و نحمل من صفات الشياطين و تختلف هذه النسبة من فرد الى أخر تبعا للمؤثرات التى تعرض لها




ينعدم الوعى الذاتى عند الاطفال حديثى الولادة فانه لا يشعر الا بانه جزء من والدته و يبدا الوعى الذاتى ينضج شيئا فشيئا فتجد

الطفل يتعرف على جسده و ينظر ليديه و قدميه ثم يبدا فى التعرف على الالفاظ و الكلمات و يلتقط فكرته عن نفسه فى البداية من كلمات ووصف المحيطين به

فعندما يسمع الطفل امه تقول انه (ولد شقى) ...يخزن هذه الكلمة ...حتى يتعرف تدريجيا على معناها ...و يرسخ لديه انه شقى فلا يمكن ان تكذب امه ...و يبدا يتصرف تصرفات الاشقياء حتى يثبت وجوده و ذاته لانه شقى


و لذلك فاننا نوصى الاباء وصية حارة بالا يطلقوا مثل هذه الالفاظ و لا يرددوها على اسماع ابنائهم حتى لا تصبح جزءا من مفهوم الطفل عن ذاته و يتصرف وفقا لها ...انت شقى ...انت غبى ...انت كاذب

و عندما يكبر الطفل و يذهب الى المدرسة و يختلط بالاصدقاء يتاثر ايضا برأى اصدقائه و معلميه فى شخصيته


المفكر الكبير عبد الوهاب المسيرى رحمه الله كان له حديثا يروى قصة حياته و يذكر انه كان فاشلا دراسيا و كان يرسب فى المرحلة الابتدائية ...وفى احدى المراحل الدراسية كان احد معلميه يلقبه بالعبقرى ....مجرد لقب لقبه اياه معلمه للتشجيع اعطى له دفعة كبيرة حتى يثبت لمعلمه انه فعلا عبقرى





و لذلك اقول انتبه كلماتك تبنى الوعى الذاتى لدى طفلك
و عندما نتعرف على الجزء الطيب فى ذواتنا و نعترف و نتقبل ان فينا جزءا خبيثا ...سنكون اقدر على تطوير الطيب و استئصال الخبيث ...فاول العلاج التشخيص



و عندما نتعرف اكثر على العوامل التى ادت الى ظهور هذا الخبيث سواء كان مغروسا فى جيناتنا الوراثية او من تربية خاطئة او من اصدقاء سوء او من معلمين جهلاء او من اعلام قبيح او من غيرها


نكون قد وضعنا يدنا ليس على المرض فقط بل على سببه ايضا و بالتالى سنكون اكثر قدرة على العلاج المتجه نحو السبب و ليس الى مجرد العرض


فالمريض بالصداع يمكن ان يذهب الى الطبيب فيعطيه مسكن للصداع ...هل هذا عالج المرض ؟ بالطبع لا
لابد للطبيب الحاذق ان يتعرف على سبب الصداع حتى يعطى الدواء المضاد للسبب
و هكذا فى امراض النفس



ياتى السؤال وماهى مكونات هذه الشخصية التى احملها ؟

.
.

عندما تحدث علماء النفس عن مكونات الشخصية وضعوا لها الكثير من المكونات و التى يمكن ان نلخصها فى خمس مكونات رئيسية :

الروح : التى هى نفخة من روح الله عز وج
العقل : العقل البشرى بما يحمله من افكار و معتقدات و دوافع و قيم و مبادئ
النفس :ما يحمله الانسان من مشاعر و احاسيس وميول و مواهب و خبرات
الجسد :هو الاطار المادى الذى يحمل كل ما سبق
السلوك : فهذا الكائن ليس معزولا بل هو عضو فى الجماعة البشرية على اختلاف مستوياتها و تتحدد ذات الانسان بموقعه داخل هذه الجماعة البشرية


و بالتالى عندما تريد ان تفهم نفسك ابدا بالتعرف على كل جزء من هذه الاجزاء
و يحتاج التعرف على النفس الى وضعها دوما تحت المنظار و الى محاسبتها و التعرف على خباباها و الى عقد جلسة يومية معها و كانك تجلس مع طبيب نفسى على الكرسى المداد المشهور


ان اهم ما يفعله المستشار او الطبيب النفسى هو اتاحة الفرصة لمريد الاستشارة للحديث عن نفسه بحرية كاملة ...فلماذا لا نقوم بهذه المسالة مع انفسنا


إن الاهتمام والملاحظة واليقظة الذهنية والشعورية أدوات مهمة في فهم أنفسنا ، وعلينا أن ننمي هذه الأدوات، ونستخدمها من أجل الحصول على أعلى درجة من الاستبصار الذاتي،

تدريب مهم :

عليك أن تأخذ قراراً جاداً بان تعود نفسك على أن تستقطع دقائق فى نهاية كل يوم .. أو نهاية كل أسبوع لمحاسبة النفس .. وعليك أن تجيب على عدة أسئلة هامة .. مثل :

-كيف هى علاقتى القلبية بربى ؟
- كيف كانت سلوكياتى اليوم ...ماهى الاعمال الجيدة التى قمت بها و ماهى الاعمال التى لا ترضينى او لم ترض الاخرين ؟

- ماهى الافكار التى سيطرت على عقلى اليوم و هل هذه الافكار افكار ايجابية تساعدنى على الانجاز ام انها افكار سلبية تكرس الاحباط و القعود ؟

- كيف كانت مشاعرى اليوم ؟ هل هى مشاعر ايجابية ام سلبية ؟

- كيف كانت عنايتى بجسدى اليوم ؟ و كيف كان مظهرى العام ؟

فحساب النفس – دون إسراف أو تأنيب للنفس – وكذلك فهم وملاحظة الذات .. أمور بالغة الأهمية .

ولكن احذر من الانشغال بملاحظة الذات أكثر مما ينبغي .. حتى لا تتوتر وحتى لا تنشغل عن أن تعيش حياة تلقائية بسيطة .


فالأمر لا يتطلب أكثر من تعلم عادة جديدة .. هي تخصيص عدة دقائق فى نهاية كل يوم لتدوين ملاحظاتك وإجاباتك على الأسئلة السابقة .. أو اى أسئلة أخرى تجول بذهنك .. وذلك فى
كراسة خاصة أو أجندة أو حتى شريط تسجيل.

على المرء أن يصوغ ما لديه من أفكار ومشاعر وانطباعات وملاحظات و سلوكيات في تعبيرات وجمل واضحة ومنظمة ومسلسلة، وذلك بغية الرجوع إليها عند إرادة التفكير في الشأن الشخصي تماماً

كما تفعل مؤسسة تجارية حين تعد تقريراً عن أوضاعها العامة من أجل مناقشته في اجتماع من الاجتماعات المهمة.

و هذه تمثل مرحلة جمع المعلومات .. ونحن نعلم أن اى عمل علمي دقيق لابد وان يعتمد على معلومات صحيحة ودقيقة . والمعلومات التى يستمدها الفرد عن نفسه .. لا تعتمد فقط على ملاحظاته عن ذاته .. وإنما تعتمد ايضا على ردود الفعل التى يتلقاها من الآخرين ، وذلك من خلال التعامل اليومي معهم .. والاحتكاك المستمر بهم .

. وتؤدى عملية الملاحظة والمتابعة ، فى حد ذاتها ، دوراً تغييريا .. فالذي يلاحظ ويدون عدد المرات التى يكذب فيها .. أو عدد المرات التى يشتم فيها .. أو عدد المرات التى ينفعل فيها بلا داع .. سيلاحظ بعد فترة انخفاض عدد مرات تلك العادة السيئة انخفاضا ملحوظا .


وذلك أن ملاحظة عادة أو سلوك ما ملاحظة علمية .. يومية .. منظمة .. والتركيز عليها .. يؤدى إلى تغييرها نتيجة وضعها فى دائرة الوعي بصورة مستمرة ومنظمة
يقول الله تعالى " وفى أنفسكم أفلا تبصرون" ........فسبحان الله العظيم
23
15K

هذا الموضوع مغلق.

حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
اليك عدة مهارات تعينك على رؤية موضوعية لذاتك و نفسك :

اولا : حاول أن ترى نفسك كما هي لا كما تحب أن تراها ، ستواجهك بعض المصاعب حيث أن الدفاعات النفسية ( مثل الكبت والإسقاط والإنكار والتبرير ) ستحول بينك وبين هذه الرؤية الموضوعية

عندما نرى فى انفسنا صفة سلبية معينة فكثيرا ما نلجأ الى الانكار (انا لست كذلك ) او الى التبرير (بايجاد الاسباب و المبررات التى دفعتك الى ذلك ) او الى الاسقاط (بان اتهم دوما الاخرون انهم السبب ) او الى الكبت ( بان اتجاهل هذا الكلام تماما و كانه لم يقال اصلا )


انصحك بان تكون شجاعا و صريحا فى رؤية نفسك ... تحمل المسئولية ...اعترف باخطائها مهما كانت بشاعتها .......لانك بهذا الامر ستكون اكثر قدرة على اصلاحها


وعليك أن تعلم أن الفرد إذا كذب على الآخرين وراوغهم لكي يحافظ على صورته – الزائفة طبعا – أمامهم .. فإنه لا يجب أن يكذب على نفسه .. كما أن عليك أن تدرك أن الإسراف فى استخدام

الحيل النفسية (كالتبرير والكبت والإسقاط .. وخلافه) لتجنب مواجهة الحقيقة يؤدى حتما إلى عمى البصيرة .. أو ما يطلق عليه البعض عمى القلب ..وعندها يكذب الفرد .. ويصدق نفسه .. يعيش فى أوهام وضلال .. وينغمس بالتدريج فى ظلام لا أول له ولا أخر.



-مثال : تهانى فتاة جميلة و الكل يشيد بحسنها و جمالها ولكنها تشعر بمشاعر سلبية شديدة عندما يشيد ابوها باحد اخواتها من حيث الجمال او الاخلاق او النجاح


انها تشعر بمشاعر الغيرة و يظهر ذلك على سلوكها العام بالغضب و الانفعال او السخرية من اخواتها او اغتيابهم أوايذائهم و لكنها لا تعترف بذلك


و لكن عندما ينمو لديها الوعى الذاتى و تعترف اولا بهذه المشاعر ....و تتقبلها ...ستكون اكثر قدرة على تبين اسباب هذه المشاعر الغير ارادية و على التعامل معها بحكمة و نضج


ثانيا : اسأل الناس المخلصين الصادقين من حولك أن يحدثوك عن نفسك بصراحة ، وتقبل رؤيتهم حتى ولو لم تعجبك

اجعل لسان حالك يقول ( رحم الله امر آ اهدى الى عيوبى )
اعلم تماما ان الامر صعب و خاصة ان كان النقد امام الاخرين او كان باسلوب يحمل معانى السخرية و التهكم


فمن حقك ان تشعر بمشاعر الغضب ...و من حقك ان تحزن ...و لكن حذار ان تكابر او تلجا الى الحيل النفسية التى ذكرناها سابقا


و عندما تهدأ موجة غضبك ...اجلس مع نفسك هل انا احمل هذه الصفة السلبية حقا....ستحاول نفسك الانكار ..لا تدع لها الفرصة ان تتملص


قل لها حتى وان لم تعترفى بذلك فان هذا لن يمنع الناس ان يروك هكذا .......هل انت كذلك ؟....و ان لم يكن لماذا تظهرين بهذه الصورة امام الناس ؟


والشخص الناضج عاطفيا هو الذى يستمع لجميع الآراء باهتمام .. و يستمع بهدوء وتعقل وبلا انفعال للآراء المضادة .. . كما أن استشارة الأقارب والأصدقاء المخلصين وسماع رأيهم .. فى جو من الود والأمان يسمح لهم بالنقد البناء و البعد عن المجاملة أمر هام .. بل وكسب لا يقدر بثمن ,لأنه يمد الفرد بما يسمى بالتغذية الرجعية .. ويسلط الضوء على بعض الجوانب التى لا يراها .. أو التى يهرب من رؤيتها


فلكل منا نقطة عمياء فى ادراكنا لانفسنا ...اننا نحب ان نرى فى المواقف المختلفة ما نريد ان نراه فقط و نتجاهل بشكل لا ارادى ما لا نريد ان نراه


مثال : ثابت شخصية محبوبة و اجتماعية و جذابة يستمتع جدا بتواجده مع اصدقائه و يشعر بانجذابهم نحو افكاره و ارائه و يرى فى عيونهم نظرات الاعجاب و يسمع منهم كلمات المدح و الاطراء
و لكنه فوجئ بصديقه يخبره انه بالرغم من انه يستمتع بصحبته و

حديثه الا انه يشعر انه (يسيطر او يحتكر الجلسة ) فهو لا يسمح للآخرين بالتعبير عن انفسهم و آرائهم و ليس لديه الرغبة فى الاستماع اليهم و هذا ما يسبب لهم بعض الضيق


ثابت كان غافلا عن هذا و لا يرى الا متعته الشخصية و متعه الاخرين بحديثه و لم ينتبه الى هذا الامر الا بنصيحه صديق مخلص




ثالثا : اقبل نفسك كما أنت فقبول نفسك وعدم إدانتها يجعلك أكثر قدرة على التخلص من أخطائك ومن نقاط الضعف فيك


و ان تتقبلها اى ان تقتنع تماما انه من الطبيعى ان تكون في نفسك معايب و سيئات و هذا لا يحط ابدا من قدرها و لا من شانها ....مهما كانت بشاعة اخطائك .....فكل ابن ادم

خطاء...بل ان استمرارك فى تجاهل او التبرير او الاسقاط او الانكار يزيد الامر سوءا و يظهرك بمظهر العنيد الذى لا يريد الاعتراف باخطائه و لا يحاول تغيير نفسه


كن شجاعا فى الاعتراف باخطائك و اعتذر الى من اخطات اليه ...فان هذا يمنحك راحة نفسية كبيرة و يحمل عن كاهلك هم كبير


من حقك ان تلوم نفسك ...فقد اقسم جل و علا بالنفس اللوامة (و لا اقسم بالنفس اللوامة ) و اعلى من قدرها و لكن احذر من المغالاة فى ذلك فانه مدعاة الى الاحباط و التوقف عن الاصلاح



مثال : جميلة زوجة محبة لزوجها ...و لكنها شديدة الحساسية ...تفسر كل تصرف منه على انه تجاهل او اهانة او عدم حب ...فتغضب و تثير المشكلات على اتفه سبب
جميلة كانت تواجه هذا النقد من اهلها و اخواتها و لكنها لا تعترف بهذا الامر و دائما ما تلقى باللوم عليهم و كذلك تفعل مع

زوجها ...فبعد اى مشكلة تحاول تبرير موقفها و اتهامه انه السبب مما يجعله دوما فى موقف الدفاع عن نفسه او موقف الهجوم المضاد مما يجعل المشكلة اكبر مما تحتمل



و لكن عندما تتعرف جميلة على نفسها و على مشكلتها وتعترف جميلة بخطئها و عيبها لنفسها (انها شديدة الحساسية )....و تتقبل هذا العيب .....و تفتش عن اسبابه .....و تعترف به لزوجها ...و تعبر عن مشاعرها التى تشعر بها بمنتهى الصراحة دون اتهام زوجها ....ثم تعتذر عن انها اساءت الظن


به ....سيكون زوجها اكثر تقبلا و انفتاحا و اكثر رغبة فى معاونتها و تجنب مواقف الحساسية لديها


تخيل انت صديق اخطا فى حقك و جاء معتذرا و معترفا ...هل سيكون موقفك منه كآخر تجاهل الامر او حاول التبرير لنفسه او حتى اتهمك انك انت السبب ....و هذا ما نقع فيه فى خلافاتنا الزوجية او الخلافات بين الاباء و الابناء ....كل يلقى بالتهم على الآخر ...لاننا لا نريد ان نعترف باخطائنا


اننا نعتقد دوما (انا لا اخطئ ) ...الاخرون هم من يخطئون فى حقى .....و هذا هو الكبر بعينه

قال تعالى فى عرضه لصفات اهل الايمان : (و الذين إذا فعلوا فاحشة او ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب إلا الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون)



رابعا : راقب دوما روحك و قلبك
روحك نفخة من روح الله تعالى وسعادة هذه الروح و صلاحها هى فى اتصالها بالاصل جل و علا
قال تعالى : ( والذين امنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
و يقول ( هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم )


فكلما كنت موصولا روحيا بخالقك كلما كان رقيك و صعودك و تطورك فى مدراج الصعود اسرع و اكثر كفاءة بلا شك
و لا اعنى تقييمك لروحك هو مدى التزامك الدينى بالفرائض و


النوافل او البعد عن المحرمات و المكروهات فهى مجرد سلوكيات قد تتحول الى عادات او هى مجرد وسائل لتقوية هذا الاتصال الروحى

بل اقصد تماما مدى حضور قلبك مع ربك يوميا


مدى استشعارك وقوفك بين يديه و انت تصلى له ...مدى ذكرك لربك و انت فى معترك الحياة ...مدى توكلك عليه و انت تبادر الى عملك ...مدى شكرك له عند احراز اى نجاح ....مدى استعانتك به امام العقبات ...مدى استخارتك له عند


التحير ...و مدى لجوءك له عند احتياجك العون....هذا الحضور القلبى هو ما اقصده تماما


فان لم تتصل روحك بخالقها فقد تتصل بغيره ....دوما راقب نفسك و تعرف اين تذهب و مع من يكون قلبك


قد تتصل بحبيب يكون فيه كل رجائها ....قد تتصل بعرض من الدنيا يكون فيه كل امالها ...دوما اسال نفسك ؟ اين قلبى ؟
تجد كثير من الملتزمين دينيا يؤدون الفرائض و النوافل و ينتهون عن



المحرمات و المكروهات و لا يتوسعون فى المباحات و لكن تجدهم يحملون نفوسا غير سوية من ناحية الصحة النفسية و يشعرون دوما بالحزن و القلق و الكآبة وجوههم متجهمة و السنتهم لاذعة و يعانون من مشاكل كثيرة فى علاقاتهم الاجتماعية 0000



هؤلاء لم ياخذوا من الدين الا مظاهره و لم يعلموا منه الا شرائعه و جهلوا او غفلوا عن روح الدين
إن الدين ليس أحكامًا جافة، وأوامر ميتة، إنه قلب يتحرك شوقًا ورغبة، شوقًا يحمل صاحبه إلى المسارعة في الخيرات وهو يردد:

"وَعجِلتُ إلَيكَ رَبِّ لِتَرْضَى" فكيف نحوّل التكاليف الصعبة إلى شيء سائغ مرغوب؟ كيف نصنع الضراعة الحارة لتسوق أرواحنا إلى الرحيم الودود؟


هذا الجانب و ان كان مهملا عند الغرب و دراساتهم و لكنى اراه جزءا هاما فى تكوين الشخصية المسلمة التى تتحقق فيها سعادتها و نجاحها


يقول جل و علا : ( و من أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا )
- ضع معيارا معينا ليسهل عليك تقييمك للجانب الروحى و صلته بالخالق جل و علا
على سبيل المثال :
* استحضارك للنية فى كل عمل تقوم به
* مدى ذكرك لربك خلال اليوم
*مدى حضور قلبك عند ادائك لصلواتك الخمس
*مدى استعانتك بربك قبل اى عمل
* مدى شكرك لربك على انهائك لاعمالك
- قيم مدى اتصالك بربك خلال اليوم بوضع نسبة تقديرية
- قيم بمن تعلقت روحك اليوم بخلاف ربك ....برئيسك ..بحبيبك ...بعملك ...بابنائك
اسال نفسك دوما : اين قلبى ؟




خامسا : راقب دوما قيمك :
القيم هى مجموعة من المفاهيم التى تحدد خط سير الانسان فى هذه الحياة للوصول الى اهدافه

و يبدأ الانسان في تكوين الاتجاهات والقيم الذاتية منذ الصغر فقيم مثل الصدق او الامانة او النظام و النظافة يتعلمها الصغار منذ نعومة

اظفارهم و لكن عندما يخرج الاطفال الى العالم الخارجى يتشربون من القيم المتواجدة داخل مجتمعاتهم فنجدهم يتأثرون بخليط مضطرب من قيم العصبية والقبلية، مع قيم الحضارة الغربية بالإضافة إلى القيم الاعلامية و القيم الاستهلاكية


، فحضارة المادة اليوم تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء، وتعلق ذاته بمطالب الدنيا وتُذهلها عن مطالب الآخرة



ولا شك أن قيم التقوى الإسلامية تعالج كل هذه الأخلاط المشوِّهة للذات، فهي تمنح الذات ثقة وقدرة خاصة على الكشف، ومعرفة مدى القصور في كل زاوية من دروبها، فكل درب وميدان يتطلب



قيمًا إيجابية معينة، توجه الذات وأنماط السلوك نحو هدف معين، وهذا بداهة يتطلب تزكية خاصة مستمرة لا توجد إلا في قيم التقوى.و التى نعتبرها المعيار الامثل لتقييم قيمنا و مبادئنا
ففى هذا العالم اصبحت قيم مثل الكذب و النفاق اصبحت


دبلوماسية .....و الغش اصبح فهلوة ....و الخداع شطارة ...و العفاف تخلف......و العرى

تحضر ....و ....و....فعلم نعتمد على تحديد و تقييم قيمنا فلابد من وضع معيار لكل قيمة يتم تقييمها عليه حتى لا تصبح الصورة مشوهة و لا اجل و لا اعدل من قيم التقوى



و لكل منا منظومة من القيم يعتبرها اولويات فى حياته و هذه القيم هى التى تشكل افكاره و بالتالى تظهر على سلوكه و اهدافه و نختلف غالبا فيما بيننا فى تحديد اولويات هذه القيم


على سبيل المثال:
عندما تتزوج الفتاة فانها تعتبر ان الزواج تتمثل فيه مجموعة من القيم الهامة بالنسبة لها منها :الحب والامومة و الصداقة و المسئولية


و تختلف الفتيات فى تحديد الاولويات :
فهناك من تقدم قيمة الحب عن المسئولية فتجدها محبة لزوجها و لكنها مقصرة فى تحمل مسئولياتها كزوجة
و هناك من تقدم قيمة الامومة عن الحب فنجدها تولى كل اهتمامه بطفلها على حساب اهتمامها بزوجها


و هناك من تقدم قيمة الصداقة (بين الزوجين ) على الحب فهى تسعى الى الحوار و الصداقة اكثر من سعيها لتبادل الحب
و قد تختلف هذه القيم عن الزوج الذى يرى فى الزواج قيم الاستقرار و النجاح


و يقدمها على قيم مثل الحب و الصداقة


و يكون اختلافنا فى القيم و اختلافنا فى تحديد الاولويات سببا رئيسيا من اسباب مشاكل سنة اولى زواج


مثال اخر : فى مرحلة الطفولة تحتل قيمة الامومة الاولوية الاولى فى حياة الطفل فى حين قد تكون الصداقة هى الاولوية الاولى فى حياة المراهق (مما يستثير حفيظة الاهل فى كثير من الاحيان )


ثم تاتى قيمة الزواج لتحتل المرتبة الاولى فى مرحلة اخرى او قيمة العمل او غيرها

مثال آخر : يشعر محمد دوما انه غير محبوب من والديه و انهم ينتهزون كل فرصه لنقده و توبيخه مع انه شخصية هادئة الطباع ملتزم دينيا و لكنه لا يحب المذاكرة و يحرز نتائج اكاديمية غير مرضية


هو يرى ان التفوق الدراسى غير مهم يكفى ان ينجح و ينتقل الى المرحلة الاعلى و والديه يرون ان التفوق الدراسى قيمة لا يمكن النجاح فى الحياة بدونها
و هنا تحدث المفارقة بين قيم الوالدين و القيم الشخصية لمحمد

*****
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
تابع الجزء الثاني من الدرس الأول:


و كما تختلف ترتيب هذه القيم تختلف ايضا الصورة الذهنية المتعلقة بها تبعا لاختلاف خبراتنا تجاه هذه القيمة و اختلاف المصدر الذى استقينا منه هذه القيم


على سبيل المثال كلنا يتفق على قيمة الحب و اهميته لنا و لكننا نختلف فى تحديد صورته و اشكاله

فمنا من يراه انه الحب الرومانسى الشاعرى الذى نراه فى الافلام الرومانسية

و منا من يراه انه القدرة على العطاء المستمر دون انتظار المقابل

و منا من يراه انه قدرة على الاخذ و على العطاء فى نفس الوقت
و منا من يراه على شكل تحمل مسئولية العلاقة
و منا من يراه بصورة مشوهة كما يعرضه الاعلام الغربى انه مجرد لذة و شهوة
و بحسب اختلافنا فى صورة القيمة يكون الاختلاف عن الآخرين


على سبيل المثال : فى حين ترى الفتاة ان الحب هو الصورة التى رسمتها لنا الافلام ...يرى الفتى انه تحمل مسئولية العلاقة فطالما انه يجتهد لكى يوفر لها طلباتها هذا هو الحب فى رايه


و عندما يتم الزواج ...و يقدم كل منهما الحب الذى يفهمه ....و لكنه لا يتلقى الحب الذى يريده ...تحدث المشكلات ...و يعتقد كل منهما انه الآخر لا يحبه


-اسال نفسك هل حياتك تسير وفق هذه القيم و هذه الاولويات ام لا ؟ فعندما لاتتماشى حياتك و اهدافك مع قيمك يحدث الصراع الذى يؤثر على حالتك العاطفية


مثال :
عبد الرحمن يقدر قيمة الصدق و يضعها فى قائمة اولوياته ...و لكن غيرة زوجته الشديدة قد تضطره احيانا الى الكذب الذى لا يرضى عنه و يجعله يعيش فى صراع نفسى شديد ....بين رغبته فى قول الصدق و رغبته فى عدم اثارة غيرة زوجته


مما يؤثر على حالته الانفعالية و العاطفية و التى تظهر بشكل لا ارادى على علاقته بزوجته


- تدرب ايضا على التعبير عن قيمك و اولوياتك فانها تعرف بنفسك و بشخصيتك و تمنحك الثقة فى النفس وتعطى احساس للآخرين بانك رجل مبادئ تحملها و تطبقها و تدعو اليها


و بتعبيرك عن الصورة الذهنية للقيمة انت تعبر عن نفسك و تعرف الآخرين بشخصك


- اسال نفسك دوما و بشكل يومى ماهى المبادئ و القيم التى نجحت فى تحقيقها خلال اليوم
قيمة النجاح : ما انجزته خلال عملى
قيمة الحب : كيف منحت مشاعر الحب لزوجتى و ابنائى و اقاربى و شعرت منهم بالحب
قيمة الصدق :هل كنت صادقا طوال اليوم ام .....
قيمة النظافة : هل حافظت على نظافة المكان الذى تواجدت فيه
و ماهى المبادئ التى لم اوفق فى احرازها اليوم ...و لماذا ؟

على سبيل المثال
اليوم لم اقوم باعداد طعام لزوجى ...لماذا ؟ كونى صريحة
لم يكن لى مزاج ...اهمال ...تسويف ....اتصال تليفونى ...
قمت بالكذب عليه بادعاء انى كنت مريضة
لم احقق قيمة الصدق ...لماذا ؟


لانى ساكون محرجة ان اعترفت بتقصيرى
لان زوجى قد يغضب منى ان اعترفت باهمالى
لانى اعتقد ان الكذب ممكن ان ينجينى من بعض المواقف
لان هذه الكذبة كذبة بيضاء لن تضير طالما انى ساقوم بواجباتى الاخرى


ابحث عن المشكلة فى القيمة التى لا تطبقها ...لماذا و متى و اين و كيف ....تعرف عما يجول بين تلافيف مخك ...اكتشف قيمك



سادسا : تدرب جيداً وطويلاً على قراءة ما يدور بداخلك من أفكار

فما يحمله عقلك من افكار يؤثر على مشاعرك و التى بدورها تؤثر على سلوكك
عندما تجلس جلسة المحاسبة – كما احب ان اسميها -و تتعرف على مشاعرك السلبية اليوم او تصرفاتك السلبية ...ابحث دوما عن الفكرة التى ادت بك الى هذا التصرف او الى هذا الشعور



مثال :
سمية زوجة تحب زوجها و لكن هناك فكرة تسيطر على عقلها ان (زوجى لا يحبنى ) و تبدا فى تفسير اى تصرف يصدر منه على انه علامة على عدم حبه
فعندما يتاخر فى عودته لبيته فهو لا يحبها


و عندما لا يقوى على الحديث الودى معها و هو عائد من عمله فهو لا يحبها
و عندما ينسى ان يحضر طلبات البيت فهو لا يحبها
و عندما يرغب فى قراءة جريدة او سماع نشرة فهو لا يحبها
و هكذا تستمر سمية فى تفسير اى تصرفات لزوجها تبعا للفكرة التى فى راسها و لا ترى او تهمل اى تصرف ينم على حبه لها ...و يترتب على ذلك مشاعر سلبية قوية تؤثر على تصرفاتها و علاقتها به



- تعلم أيضا ان تعبر عن افكارك بمنتهى الحرية و الوضوح و الصراحة فانها ايضا تساعد الآخرين على التعرف عليك بشكل اكبر كما انها نوع من التقييم لما تحمله من افكار ...فاننا عندما نحمل فكرة نحن لسنا على قناعة تامة بها او اننا غير راضين عنها فاننا نخجل من ذكرها و من البوح بها


فعندما تنوى سمية _فى المثال السابق – ان تصارح زوجها فانها :
*اما تصبح مترددة لانها ليست على قناعة تامة بها او انها فكرة تاتى فى بعض الاوقات فقط ...و تشعر بحبه الجارف فى اوقات اخرى
* و اما تصارحه بافكارها ان كانت على قناعة تامة بها



- كن كالملقاط يلتقط الفكرة السلبية فى عقلك الكبير كما يلتقط ( قطعة الزجاج الصغيرة ) من قدمك ...التقطها و تعرف عليها حتى يسهل عليك بعد ذلك تقييمها
فنحن فى هذه المرحلة نتعرف على ذواتنا و عقولنا فقط ....حتى ياتى وقت التعديل



سابعا : راقب دوما مشاعرك ....و هى بؤرة اهتمام الذكاء العاطفى ..
تعرف على مشاعرك وسمها التسمية الصحيحة بدون خلط ...هل ما تشعر به هو القلق ام الاكتئاب قد يكون الغضب أوالشعور بالوحدة وقد يكون الشعور بالجوع او الاهمال او الاهانة .. الخ .



إن القدرة على إدراك مشاعر الذات تمكنك من استخدام هذه المشاعر كمصادر قيمة لفهم نفسك وفهم الآخرين وفهم الظروف والأحداث التي تحيط بك.


الكثير منا تنتابه حالة نفسية سلبية و لكنه لا يعلم ماهى هذه الحالة ....تستيقظ من النوم تجد نفسك فى حالة نفسية سيئة ....تبدا يومك بنشاط و حماسة و فجاة تنتابك حالة نفسية غير مريحة ممكن ان تستمر معك طوال اليوم او حتى ايام متتابعة
و الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها :


•اولا : الواعون بالنفس : إن أولئك البشر يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها ، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية


الغارقون في انفعالاتهم : هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم غارقون في انفعالاتهم ، عاجزون عن الخروج منها ،


المتقبلون لمشاعرهم : هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم ، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية دون محاولة لتغييرها ،

و يمكن لك معرفة مشاعرك من ملاحظتها المستمرة عندما تنتابك ...او بقراءة الحالة الجسدية التى ترافقها من احساس بالحرارة او البرودة او العرق و زيادة ضربات القلب و سرعة التنفس و حالة التحفز أو حالة الكسل غيرها



ثم لتسال نفسك متى بدات هذه الحالة تماما ؟ استعد شريط الذكريات الحديثة لتلتقط اللحظة التى بدات فيها هذه المشاعر تماما

فبمراقبة لحظة حدوثها يمكن لك ان تتبين طبيعة ما تشعر به و اسباب حدوثه ...فقد يكون سببا بسيطا لا تنتبه له .

..قد يكون حلما حلمت به ليلا ...قد يكون فكرة أو ذكرى مؤلمة طرأت على بالك فجاة ...قد تكون نظرة غير مريحة من احد والديك ...قد تكون كلمة غير مقصودة من زوجتك .

..قد يكون السبب بسيطا جدا يحتاج الى البحث و التنقيب حتى تتعرف عليه ...و لكن هذا السبب البسيط قد يولد مشاعر سلبية قوية قد تستمر لايام و انت لا تعرف السبب او كنه هذه المشاعر
إننا كثيراً ما نجهل أسباب مشاعرنا وإن ربط المشاعر بأسبابها يعرفنا أكثر بأنفسنا ويمكننا من فهم مشاعرنا والتحكم بها.



صف مشاعرك بدقة، إن مجرد وصف المشاعر بكلمات قليلة. لا يعبر بدقة عما يجول بداخلك، حاول أن توسع معجم العواطف الخاص بك وأن تصف شدة العاطفة إضافة إلى نوعها


مثال : اشعر ببعض الحزن ...اشعر بغضب شديد ....اشعر بشئ من الاحباط ...اشعر بالوحدة القاتلة


ايضا احترم حدسك و لكن كن منتبها لدوام تقييمه للتعرف على مدى صلاحيته لاتخاذ القرار

و الحدس و هو القدرة على التخمين وعلى استخدام المشاعر بشكل فعّال في اتخاذ القرار وعلى الثقة بهذه المشاعر إذ إن الأحداث والخبرات والمشاعر المصاحبة لها تختزن في العقل ، وعندما نتعرض لموقف مشابه فان العقل يبحث في السجلات المخزونة فيعطيك نفس المشاعر سلبية كانت أم إيجابية التي شعرت بها في الموقف المخزون
فالحدس لا يأتي من فراغ وإنما هو نتيجة تراكم آلاف التجارب والخبرات السابقة المخزونة في العقل الباطن.



فللزوجة حدسها فى معرفة زوجها بعد زواج دام عشرات السنين و الزوج كذلك
و للام حدسها فى معرفة ابنها و الابن كذلك


لأن عند كل واحد من هؤلاء لديه المعرفة والخبرة الكافية للتعرف على الآخر


مثال :
تتعرف صفية على ام خطيبها و تشعر للوهلة الاولى بعدم الارتياح ...و تستقر لديها فكرة ان هذه المراة ستكون حماة سيئة و تبدا بتفسير اى تصرف او كلمة او نظرة على المحمل السئ مما ينعكس على تصرفاتها

و لكن اذا حاولت صفية تبين لما شعرت بهذا الاحساس المبدئى...فقد تكون اسباب بسيطة جدا ...كان تكون المراة تشبه شخصا لا ترتاح اليه صفية ..

.او تكون الوان ملابسها لا تحبها صفية ...او تكون طريقة نظرتها غير مريحة و تكون هذه طبيعة شخصية فى المراة لا تقصد بهذه النظرة شيئا ...قد تكون اسلوب مصافحتها الفاترة لصفية


وقد يصدق الحدس و خاصة فى معرفة المقربين منا
فعندما يدخل زوجك البيت و يتصرف تصرفات غير معتادة او حتى ملامحه و تعبيراته غير طبيعية ...انت تلتقطين هذا الامر بسرعة و هو ما يطلق عليه الحاسة السادسة للمرأة


اى انه يمكن الاعتماد على الحدس فيما لنا خبرة سابقة فيه سواء كان افراد مقربين او مواقف معينة ( كتاجر يعرض عليه صفقة )او مجال معين (كالطبيب و حدسه فى تشخيص المرض ) و لكن لا تعطه كل الثقة فيما لا خبرة لك به لانه قد يكذب


مثال آخر :
يشعر سامى بعدم الارتياح لجاره الجديد عمر و يظهر عدم الارتياح هذا على سلوكياته تجاه عمر ...و يرفض ان تتعرف زوجته على زوجة عمر


لابد لسامى ان يتعرف تماما على سبب هذا الشعور قبل ان يتخذ مواقف انفعالية غير موضوعية

هل مشكلة عمر فى مظهره ...بما يوحى شكله ؟
هل مشكلته فى كلامه ...ماهى الكلمات التى سببت عدم الارتياح ؟
هل مشكلته فى تلميحاته و نظراته
لماذا لا ارتاح لهذا الرجل ؟


مثال آخر :

طلبت زوجة عاصم منه ان تذهب الى والدتها و لكنه رفض بدون ابداء سبب واضح ...فغضبت الزوجة و حدثت المشكلة


لابد ان يتعرف عاصم على السبب الحقيقى لرفضه و لا يتوقف عند مجرد الاحساس بعدم الارتياح لذهاب زوجته الى امها
- هل لانى اكره والدتها و اريد لها ان تكرهها ايضا

- هل لانها عندما تعود يتغير مزاجها و اشعر ان امها تستثيرها و تحفزها ضدى
- هل لان الوقت غير مناسب ...و لماذا ؟
- هل لانى احتاج زوجتى اليوم فانا متعب و اشعر بالاحباط لما حدث فى العمل من مشاكل و اريدها ان تشعر بى
اعرف السبب تماما ...لماذا لم اصارح زوجتى بالسبب الحقيقى ؟
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
الجزء الثالث من الدرس الأول(يوم الأحد)

تابع : راقب مشاعرك
-كذلك تدرب على التعبير عن مشاعرك من خلال الكلمات الواضحة الصريحة
فعندما تفهم ذاتك بشكل جيد ستصبح قادرا على التعبير عنها بشكل صريح ...و سيكون من السهل علي الآخرين ان يفهموك و ان يتعاملوا معك و بالتالى يساهم كثيرا فى التواصل و انجاح العلاقات
لقد تعلمنا في بداية الطفولة وفي مرحلة مبكرة من حياتنا ان قمع


المشاعر هو الافضل كما تعلمنا أننا بتعبيرنا عنها قد نعرض أنفسنا لخطر كأن يصيح أحدهم بنا، أو يهزأ منا أو يضربنا أو يهجرنا و تعلمنا ان هذا التعبير هو من سوء الأدب أو هو طريقة غير متحضرة أو طفولية أو غير لائقة أو أنها مؤذية أو خطيرة أو آثمة


فكثيرا ما سمعنا كلمات و نحن صغار ....(لا تبك الرجل لا يبكى )...( لا تقبل اختك زى البنات ) .....(لا تضحك هكذا مثل البنات )
او كلمات ....(انت زنانة ) .......(انت نكدية) ....(لا اريد ان اسمع صوتك )...لا تصيح مثل الحمار


وأصبح لدينا قابلية لأن نوقع الإيذاء بالآخرين، عاطفياً أو جسدياً،بشكل لا ارادى ولمن نحبهم كنوع من التنفيس او كنوع من العقاب و الانتقام .


مثال :

-جمال شاب فى مرحلة المراهقة يحب اباه حبا كبيرا و لكن الاب لا يتوقف عن انتقاد تصرفاته فى كل مناسبة و لا يستطيع جمال ان يعبر عما يحدث له من ايذاء نفسى لاحترامه لوالده فيبدا فى تفريغ هذه المشاعر و الانتقام من ابيه على شكل اختلاق الشجار مع اخواته ....والذى يستفز الاب


-امينة زوجة محبه لزوجها ...و لكنه يستفزها دوما بذكر محاسن صديقاته فى العمل او ما يشاهده فى التليفزيون من نساء ...وتكتم امينة مشاعرها و تبدا فى عقاب زوجها بشكل لا ارادى برفضه عاطفيا و يتاذى الزوج و تبدا المشكلات


إن عادة حبس الدموع والظهور بمظهر الهادئ على الرغم من غضبنا أو خوفنا او غيرتنا عادة ما يتم الحكم عليه باعتباره سلوكاً شجاعاً وكرمز للقوة وللتربية الحسنة


و هذا امر يبدو انه من مفردات الذكاء العاطفى
و لكن لابد ان نفرق بين كتمان المشاعر و بين التحكم فى المشاعر
فكتمان المشاعر امر غير صحى من الناحية النفسية و هو يعنى تجاهل هذه المشاعر تماما و غرسها فى اللاوعى و قد تتضخم نتيجة تراكمها و يحدث الانفجار بشكل لا ارادى


اما التحكم فى المشاعر فيعنى احترام هذه المشاعر تماما و قبولها مهما كانت بشاعتها ثم التفكير الواعى فى كيفية التعامل معها و التعبير عنها بحكمة و ذكاء و هذا هو لب الذكاء العاطفى


فالنضج العاطفى يرفض الاستسلام لعواطفنا و التعبير عنها باى اسلوب مهما كان مؤذيا للنفس و للآخرين و لكنه يحترم هذه المشاعر و يعلمك كيف تعبر عنها باسلوب راقى


لذلك نحن بحاجة الى اعادة تنمية هذه القدرة (التعبير عن المشاعر ) اكثر من اى شئ آخر بعد سنوات من القمع او من سوء التعبير عنها
إن البعض يتحاشون التعبير عن مشاعرهم السلبية تجاه الآخرين خشية جرحهم


وهنا أؤكد ان الجرح لا يحدث بسبب التعبير عن المشاعر السلبية وإنما بسبب طريقة هذا التعبير
إن الصراحة أمر إيجابي عندما تأتي بلطف وحب وهي سلبية عندما تأتي بشكل فجٍّ وجارح.


ان الاسلوب الامثل للتعبير عن المشاعر السلبية تكون بتحمل المسؤولية تجاهها و عدم اتهام الاخرين (انا اشعر .....) بدلا من (انت .....)
انتقد السلوك و ليس الشخصية ( عندما فعلت ....)و ليس (انت .....)
و سنتناول هذا الامر بالتفصيل ان شاء الله فى الدرس الثانى


مثال :
يدخل سعيد الى بيته بعد يوم عمل شاق و يلقى بملابسه هنا و هناك الحذاء فى مكان و الشراب فى مكان و القميص فى مكان و البنطلون فى مكان اخر ثم يستلقى على السرير و يغط فى نوم عميق ....و هو لا يدرى ما يدور فى عقل زوجته


تشعر زوجته سعاد بانه مهمل و لا يقدر تعبها فى المحافظة على ترتيب المنزل و تشعر بالاهانة و كأن لسان حاله يقول (ماهى الخدامة بترتب ) الخادمة هى (سعاد)


تكبت سعاد مشاعرها يوما بعد يوم حتى ياتى اليوم التى كانت فيه متعبة و مرهقة نتيجة آلام الحمل و تنفجر فى سعيد ...انت مهمل ...هو انا خدامة ...هو انت شارينى بفلوسك ...انت لا تراعى تعبى ...انت انانى ...انت ....انت...


و يشعر سعيد بالاهانة و يبدا فى اتخاذ اساليب دفاعية بالتهوين من الامر بهدوء يفرس قائلا (الامر تافه و لا يستاهل كل اللى انت عاملاه) او باساليب قتالية بالصراخ و رفع الصوت و الغضب
و تتعلم سعاد عدم كبت مشاعرها مرة اخرى و تتعلم كيف تعبر عن مشاعرها باسلوب غير جارح عندما تكون هادئة


اشعر بالاهانة ( مشاعرى )عندما يتم القاء الملابس هنا و هناك (سلوك )
و اقترح ان تدخل الحجرة مباشرة بعد قدومك و تخلع ملابسك فى مكان واحد ان امكن (البديل المريح )


عندما تقدم البديل سيبدو انك تسعى حقا الى اصلاح الوضع و ليس الى اتهام الغير
مع التحكم فى نبرة الصوت و النظرات التى لابد ان تكون باحترام و حب


مثال :
أحمد زوج متزوج حديثا ...يعود الى بيته بعد عناء عمله ليجد زوجته تتحدث هاتفيا مع والدتها او اختها او صديقتها و تستمر فى المحادثة حتى بعد عودته ...يشعر احمد بالاهمال و لكنه يعيش صراع بين رغبته فى ان تتوقف زوجته عن هذا السلوك و بين الخوف من ان تفهمه بشكل خاطئ او لانه يريد ها ان تتفهم هى مشاعره من تلقاء نفسها ..

.و يستمر السلوك و يستمر الكتمان و تراه زوجته متغير و هى لا تعلم لماذا ؟...حتى تبدا المشكلات لاسباب اخرى واهية
و لكن عندما يتعلم احمد ان يعبر عن نفسه و رغباته بشكل واضح و صريح و لبق ...ستتعلم زوجته ان تتحدث فى غير اوقات العودة من عمله ...و ينتهى الامر




كذلك لابد ان نتعلم كيفية اطلاق الشعور الذي أثاره الجرح العاطفي القديم فكثيرا ما نخزن احداثا اليمة وقعت لنا و انتهت و نظل نتجرع مرارتها طوال حياتنا


إن انهمار الدموع أو الشعور بألم الغيرة أو التذمر بعمق من الحلق قد يكون كافياً تماماً في وقت أنت تتحكم فيه و تسيطر عليه بدلا من خروجها في وقت غير ملائم


فان كنت من هواة الكتابة فداوم على تسجيل مشاعرك اليومية او مذكراتك الشخصية فان هذا الامر يساعدك على التعبير عما تشعر به و على التنفيس عن المشاعر المكبوته


اكتب خطابا موجها الى من آذاك نفسيا او جرح مشاعرك ان كنت غير قادر على المواجهه تدرب فيه على الاسلوب الامثل للوم استمر فى الكتابة حتى تشعر بالراحة النفسية و الهدوء


و من الامور التى تساعد على الراحة ايضا هو ان تكتب خطابا باسم من آذاك موجها اليك يعتذر فيه عما بدر منه ...اكتب ما تتمنى ان تسمعه ....فستشعر بارتياح شديد فان العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة و الخيال


و تبقى القاعدة تقول عندما تقمع المشاعر السلبية تقمع كذلك المشاعر الايجابية
فان الكتمان المستمر للمشاعر السلبية تجاه من نحبهم يجعلنا نفقد القدرة على التعبير عن مشاعرنا الايجابية كذلك


و هذا احد الاسباب الرئيسية لحالة الفتور الزوجى ....يستمر كتمان المشاعر السلبية من الطرفين ...حتى تطغى و تقمع ايضا مشاعر الحب و الرحمة

وكما نتدرب على التعبير عن المشاعر السلبية لابد ايضا ان نتدرب على التعبير عن المشاعر الايجابية للاخرين تدرب على ذلك شفوياً أو كتابياً


عبر عن مشاعرك لصديق أو قريب حميم أظهر تقديرك و اعجابك او حبك و تعاطفك لأولئك الذين يحيطون بك

أخبر شخصاً ما (مرة واحدة في اليوم على الأقل) أنك تقدره لوجود صفة ما تعجبك فيه

انظر في عيون الآخرين عندما تحييهم و أظهر امتنانك الحقيقي للآخرين عندما يقومون بمساعدتك وأظهر إعجابك بمهاراتهم
هذا الامر اثره الايجابى ليس على الآخرين فقط بل عليك انت نفسك ...فانه يعودك ان تلتقط المزايا فى الآخرين بدلا من التفكير دوما فى سلبياتهم


ليس المقصود ان تكون منافقا ...ففارق كبير بين المنافق و الذكى عاطفيا
المنافق يمدح الناس بما ليس فيهم لتحقيق اهداف شخصية
...اما الذكى عاطفيا فانه يمدح الناس بما فيهم حقا ليمنحهم المزيد من الثقة و الحماسة و المشاعر الايجابية


مثال : سعيد اب رائع ...يدخل بيته بعد يوم من العمل الطويل ليلقى بالهموم و الارهاق و المشاكل على عتبه بيته و يرسم ابتسامه جميلة على وجهه
يدخل البيت فيضفى بهجة و سعادة على زوجته و ابنائه ...تعود سعيد ان يرى كل جميل فى بيته و ان يوجه نظره الى الانجازات مهما كانت ضئيلة و يوجه لسانه الى المدح و الشكر و التقدير و التشجيع بدلا من النقد و التانيب و اللوم مهما كان الامر بسيطا و معتادا و ليس فيه جديد

يشكر زوجته على طعام اليوم و على ترتيب المنزل و يمدح مظهرها الجميل

يمدح ابنه مؤمن على لوحته الجميلة التى رسمها و ابنته مؤمنة على الشعر الذى كتبته

يشجع ابنه أمين على بذل المزيد من الجهد لاحراز الفوز فى مبارياته مستقبلا

و يقدر ابنه مامون على مجهوداته فى الحصول على المركز الاول فى مدرسته و لكنه فشل فى ذلك

الكل يحب عودة سعيد للبيت لانه يشعر بالسعادة تدخل معه
وايضا سعيد يحب ان يعود للبيت لانه عود نفسه على رؤية كل ما هو جميل



اجعل التعبير عن المشاعر جزءاً من حياتك اليومية، كثير من الناس يعتبرون التعبير عن المشاعر أمراً مقدساً وقد يخصصون له وقتاً خاصاً

أو يحددون موعداً مع خبير نفسي للحديث عن مشاعرهم! بدلاً من ذلك اجعل التعبير عن مشاعرك جزءاً طبيعياً من تفاعلك مع الآخرين تماماً كما تعبر عن أفكارك وآرائك.

******


كذلك شجع ابناءك على التعبير المستمر عما يشعرون به ...شجعى زوجك على التعبير عما يشعر مهما كانت كلماته قاسية ....شجع زوجتك على التعبير عن مشاعرها مهما كان اسلوبها مستفز
لا تنهرهم لبكائهم و لا تصيح فيهم لصراخهم و لكن دربهم على التعبير الامثل عن مشاعرهم


مثال :تروى عفاف تجربتها
ابنتى كانت شخصية حساسة جدا ...تبكى لاقل سبب و اهون سبب ....حتى انها فى بعض الاحيان لا تعرف لماذا تبكى ؟....و كانت تواجه بالصراخ و الغيظ منى


حتى تعلمت كيف اساعد ابنتى على التعبير عن مشاعرها
فعندما تبدا ابنتى فى البكاء ....آخذها بين احضانى (تعاطف )و اردد لها (البكاء لن يحل المشكلة ) دعينا نستعرض ماذا حدث ...كنت اشجعها على ان تحكى ماحدث تماما و احاول ان التقط ما يمكن ان يكون سببا ..


..حتى قلت نوبات البكاء لدى ابنتى بشكل كبير و نما لديها الوعى الذاتى و اصبحت تاتى لى تقول انا حزينة لانه حدث كذا و كذا ...و نبدا فى التفكير سويا كيف نحل المشكلة بكل هدوء





ان ملاحظة مشاعرك هى اساس الذكاء العاطفى و ذلك لان المشاعر السلبية تشوش التفكير و بالتالى تؤثر على اتخاذ القرار كذلك الحدس يعتبر فيصلا في ترجيح الكثير من الخيارات حين تعجز العقلانية البحتة عن ترجيح احدى هذه الخيارات

و هذا يتطلب شعورا داخليا عميقا و حنكة عاطفية نكتسبها من خبرات الماضى قد نكون على وعى بها و قد لا نكون



ثامنا : تدرب كثيرا على التعرف على مهاراتك و مواهبك و تعرف على ميولك و هواياتك

ماذا كنت تحب و انت طفل ؟ ....ماهى الموضوعات التى تحب قراءتها ؟ ...ماهى البرامج التى تحب مشاهدتها فى التلفاز ؟...ماهى المواقع التى تحب الدخول اليها عندما تدخل مكتبة ماهو القسم الذى يستهويك ؟

- لاحظ ما يشيد به الاخرون من مهاراتك
-لاحظ ما حققت فيه نجاحا على مدار حياتك
-لاحظ العمل الذى تستمتع به و تنسى ماحولك و انت مستغرق فيه
- قم بعمل اختبارات لانواع الذكاء المختلفة ...تعرف الى نوع الذكاء الذى تتميز به ...ابحث عن العمل الذى يخرج قدراتك المميزة عن الآخرين
- انظر الى مواطن الضعف فى انواع الذكاء الاخرى و كيف يؤثر هذا الضعف على نجاحك

مثال : اسمحوا لى ان اقص عليكم تجربتى الشخصية
تخرجت من كلية الطب و حصلت على ماجستير فى التحاليل الطبية و لكن كنت لا اشعر دوما بالسعادة فى عملى وسط الاجهزة و الانابيب و العينات .

.كان عملى ممل و كنت دوما احصل على اجازات للتهرب منه ...وكانت المتعة الوحيدة عندما ياتينى المرضى و اعقد علاقات معهم و يبثون الى مشكلاتهم ..حتى ان زوجى قال لى يوما ( وشك مكتوب عليه شكاوى )
قدر الله لى ان اتعرف على علوم التنمية الذاتية ....و تعلمت ان الانسان كى يبدع فى عمله و ينجح فيه لابد ان يعمل فيما

يحب....و لكنى لا احب الا القراءة ...اجد متعة كبيرة و انا اقرا ....فماذا اشتغل ؟.....قارئ ؟؟؟؟


وخلال هذا كنت ادرس فى احدى مدارس تحفيظ القرآن المنتشرة فى المملكة ...و قدر الله ان تتعرض معلمتنا لظروف اضطرتها الى الاعتذار و لم يكن هناك بديل ...فطلبت منها الادارة ان ترشح احدى طالباتها لتقوم بمهمتها لفترة مؤقتة ..

.و كان ترشيحى ....كنت قلقلة فى البداية و لكنى تحملت المسئولية و استعنت بالله و بدات ...كنت اجد متعة كبيرة اثناء عملى لم اجدها فى عملى كطبيبة ..

.سمعت كلمات الشكر و الامتنان من طالباتى لانى استطعت ان احل لهم الغاز مادتى التجويد و التوحيد

كانت تاتينى مشرفات و مفتشات للاطمئنان على سير العمل و كانت تعليقاتهم كلها تشجيع و مدح ....حتى فوجئت بطلبهم ان اتقدم رسميا بطلب للعمل كمعلمة فى المدرسة ...و قد تم بفضل الله تعالى ...و اكتشفت موهبتى كمعلمة


ودوما ما اقول ....لا تترك الامر للقدر (كما حدث معى ) و لكن ابحث انت عن ذاتك و جرب كل شئ (كما جربت الارشاد الاسرى و نجحت بفضل من الله و منته )..

..جرب و جرب ....حتى تجد ما تستمتع به و حتى تبنى رسالتك و اهدافك المتناسبة مع مواهبك و قدراتك
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
لاتترك الامر للقدر بل اصنع قدرك بنفسك


تاسعا : تعرف على سلوكياتك الايجابية و السلبية :

قم بعمل احصائية بالسلوكيات السلبية التى لا تعجبك او التى ينتقدها الاخرون
وعمل اخرى للسلوكيات الايجابية التى يحبها الناس
اسال نفسك دوما لماذا افعل ذلك ؟ تحمل المسئولية و لا تلقى باللائمة على الآخرين
لاتقل ...انه يستفزنى ...انه يثير اعصابى ...انها غبية ....هى مهملة


ابحث عن اسباب تصرفك الخاصة بك ...قد يكون ما افعله مجرد عادة اعتدت عليها ...قد يكون تقليدا للابوين ....قد يكون نتيجة خبرة او فكرة سلبية او تكون نقصا فى مهارة معينة ...او يكون خللا فى منظومة القيم


على سبيل المثال : علاج الغضب:
احمد شخصية عصبية يعانى الجميع من عصبيته فهو عندما يغضب يفقد السيطرة على نفسه و يتفوه بكلمات كثيرا ما يندم عليها
هذا السلوك السئ من احمد لابد ان يراقبه


ماهى الظروف التى تنشئ هذا الغضب ؟هل مع شخصيات محددة ام مع كل الناس ؟ هل فى اماكن محددة ؟ هل فى مواقف معينة (البيئة )


هل يحدث فى مواقف الشعور بالاهانة ...ام شعوره بالاهمال ....ام شعوره بالاحباط ....ام مع شعوره بالغيرة (المشاعر )


هل يمكن ان يراقب التغيرات فى جسده ليتبين بداية اشتعال فتيل غضبه (الجسد )

ماهى الافكار التى تسيطر على عقله لحظة الغضب...هل لديه خبرة معينة جعلته يعتقد ان بالغضب ممكن ان يحصل على ما يريد (الافكار )


ما هو رايه الشخصى و معتقداته فى موضوع الغضب ...هل يعتقد انه لا يمكن السيطرة عليه ...هل يعتقد انه امر طبيعى و لابد للآخرين من احتماله ...هل يعتقد ان الغضب جزء من شخصيته لا يمكن التنازل عنها ...ما رايه فى قيمة كظم الغيظ ؟(قيمة )


هل حاول ان يدرب نفسه على كظم الغيظ ؟ (قدرات )
و هكذا بالملاحظة الدائمة يمكن ان يتبين اين يكمن الخلل ؟
سلوكياتك انت المسئول الوحيد عنها لا تلق باللائمة على الآخرين ...تحمل المسئولية


عاشرا : راقب جسدك
خلق الله تعالى الجسد ليكون المحتوى المادى لشخصية الانسان و رؤيتك و نظرتك الى جسدك تشكل جزءا هاما من وعيك لذاتك
الجسد نعمة من الله عز وجل رزقنا الله اياها و طلب منا ان نحافظ عليها



قال تعالى : ( يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا )


- اسال نفسك دوما هل اتحكم فى تلميحاتى و نظراتى و اشاراتى ام ان هناك بعضها الذى يستفز الآخرين ....انتبه لاراء الآخرين
قال سبحانه : (ويل لكل همزة لمزة )


- هل لديك عادات انفعالية ....كقضم الاضافر ...او تحريك الساقين ...او شد الشعر او عض الشفتين : متى تحدث و ماهى مشاعرك التى تثير هذه الحالة ؟


- ما مدى تمتعك بالصحة الجسدية ...هل تعتنى بجسدك العناية اللازمة ام انت مهمل فيه
كيف تنظر الى جسدك ؟ هل تتمتع بالرشاقة او بالسمنة ؟
و هل هذه السمنة نتيجة عادات غذائية و اسلوب حياة سلبى ام هى عوامل وراثية

ما مدى محافظتك على لياقتك البدنية ...هل انت راضى عن عنايتك بمظهرك
تذكر دوما (ان الله جميل يحب الجمال )
و (المؤمن القوى خير و احب الى الله من المؤمن الضعيف )



مثال : اميمة فتاة فى الثامنة عشرة من عمرها هى فتاة خجولة و مهذبة و لكن لديها عادة قضم الاظافر مما يعرضها للحرج امام الاخرين
لابد ان تراقب اميمة هذه العادة ....متى تحدث ( وقت المذاكرة ...وقت مشاهدة التلفاز )...اين تحدث (فى البيت ام فى المدرسة ام فى مواقف اخرى ) ....ماهى المشاعر التى ترافق حدوثها (توتر ...خجل ..قلق ...حزن )....ماهى الافكار التى تثير لديها هذه العادة ؟ ....هل هناك آخرون فى الاسرة يمارسون هذه العادة .

..هل هى راضية عن هذه العادة ام هى غير راضية عنها ....هل حاولت من قبل ان تراقبها و تنتهى عنها ؟
و هكذا بالتعرف على كل ما يحيط بهذه الحالة يمكن لاميمة ان تبدا مشوارها للتخلص من هذه العادة السلبية

و اخيرا : لا تتوقف عن التعلم

اقرا و اسمع وتعلم و طبق ما تعلمته و بلغه للاخرين فانه ادعى لتاكيده فى ذاكرتك و ايجاد المعينين لك على التطبيق


لاحظ الفرق الكبير عندما يتحدث رجل جاهل عن نفسه بمنتهى السطحية وعدم الموضوعية بلغة يسودها العجب و الكبر و قد يكثر من مقارنته بالآخرين و السخرية منهم و التهوين من امرهم فى رغبة لاظهارقيمته و فضله


و عندما يتحدث واسع الثقافة و العلم عن نفسه فانه يتحدث بمنتهى الموضوعية و الوعى التام لمناطق القوة و الضعف و بمنتهى التواضع و الاحترام للاخرين


فكلما ازددت علما ازددت تواضعا و ازدادت قدرتك على رؤية نفسك على حقيقتها

و كلما امتدت بك الحياة ازددت خبرة و كنت اكثر وعيا بحقيقة ذاتك
و الآن ما هو المطلوب من كل متدرب : (تمرين منزلى )
- التمرين الاول :
اولا :
- احضر مذكرة شخصية ...اليوم ...الآن ...و ليس غدا
-حدد وقتا معينا يوميا و لتكن نصف ساعة قبل النوم او بعد صلاة الفجر او اى وقت مناسب يمكن ان تبقى فيه وحيدا

ثانيا :
- سجل ملاحظتك لنفسك على مدار الاسبوع .
السبت : ملاحظة الجانب الروحى خلال اليوم
الاحد : ملاحظة القيم او المبادئ التى كان عملك طوال اليوم يدور حولها
الاثنين :ملاحظة الافكار التى دارت فى عقلك خلال اليوم و تحليل اسبابها
الثلاثاء : ملاحظة المشاعر التى شعرت بها خلال يومك
الاربعاء :ملاحظة جسدك خلال اليوم
الخميس :ملاحظة سلوكياتك خلال اليوم
الجمعة :ملاحظة مواهبك و قدراتك
استمرارك فى هذا التدوين اسبوعا بعد اسبوع سيجعلك تتعرف اكثر و اكثر على ذاتك و تكتشف فيها الكثير من الخبايا التى كانت خافية عنك


-التمرين الثانى :
تمرين جمع لحظات السعادة و الرضا
ان كنت من هواة الكتابة ففى مذكرة خاصة سجل لحظات السعادة التى مرت فى حياتك و ان كنت ( سمعى ) قم بتسجيل صوتى
و ان كنت من هواة الرسم عبر عن هذه اللحظات بلوحة فنية
و ان كنت ممن يتقن الخرائط الذهنية قم برسم خريطة .
سجل فيها كل مكونات

شخصيتك ..روحك..جسدك ...افكارك ...مشاعرك ...سلوكك ...تعرف على نفسك .خلال لحظات السعادة .هذا التمرين يساعدك على اكتشاف ما الذى يسعدك كى تخطط لنفسك للبحث عن السعادة



- التمرين الثالث :
تمرين جمع الاحداث التى سببت لك تعاسة
سجل الاحداث التى مرت فى حياتك و تعرضت فيها الى الاذى و الجرح العاطفى
تعرف على نفسك و انظر لها من الداخل اثناء هذه الاحداث
افكارها ...مشاعرها ....قيمها التى تحكم الحدث ...دوافعها ...خبراتها ....سلوكها
ارسم بقلمك صورة لك تصور تماما كيف كنت وقت الحدث

ملاحظات هامة
اولا : ان عملية الوعى الذاتى عملية مستمرة لا تتوقف فى اى مرحلة من مراحل العمر ....فهى لا تنتهى بمجرد انتهاء هذه الدورة ..او بمجرد استئصال سلبية معينة فى التفكير او

السلوك .فالانسان فى تفاعله المستمر مع الآخرين عرضة للتغيير الى الاحسن او الى الاسوا و قد يصيبه التحسن فى جانب على حساب جانب اخر
فانتبه


ثانيا : هذه المرحلة (مرحلة اعرف نفسك ) نتعرف فيها فقط على ذواتنا ...و لكننا لم نتطرق بعد الى التغيير او الاصلاح الذى سنتعلمه فى الدرس الثانى ان شاء الله


حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
الجزء الأول:


سيتركز حديثنا فى هذه الدورة عن التحكم العاطفى و هى قدرتك على التحكم فى مشاعرك و عواطفك بحيث تحقق لك اكبر قدر من النجاح و السعادة
و يعتمد التحكم العاطفى على ثلاثة مهارات رئيسية :
- التعامل الايجابى مع المشاعر وهو القدرة على التحكم فى المشاعر السلبية و تهدئة النفس فى المواقف المختلفة ..اى كيف تتحكم فى مشاعرك الآن
- القدرة على التخلص نهائيا من نتائج الفشل في خبرة أو تجربة ما.فان افكار الماضى غالبا ما تسبب مشاعر سلبية و تقلبات مزاجية ...اى تتحكم فى المشاعر السلبية الآتية من الماضى
- القدرة على الحفاظ و على جلب حالة نفسية شعورية جيدة اطول فترة ممكنة .




..اى القدرة على استحضار مشاعر ايجابية
و كل هذه المكونات يعكس احساسنا العام بالرضا و السعادة
و يظهر السؤال : كيف يمكن لى ان اعرف ان كنت سعيدا ام تعيسا ؟


و عندما اسالك : هل انت سعيد ؟
ان اول اجابة تتبادر الى الذهن هى ما تشعر به الآن ...هل انت سعيد الآن ؟..ام انت تعيس الآن ؟


و لكن التقييم العام للسعادة يعتمد على نسبة شعورنا بالرضا او الراحة او الطمانينة على مدار حياتنا ...و كذلك يكون التقييم لحياتنا الاسرية بشكل عام



فالحياة الاسرية السعيدة هى التى يغلب عليها الراحة و الرضا و الهدوء و تكون لحظات المشاكل و النكد قليلة بالمقارنة الى لحظات الهناء


و الحياة الاسرية التعيسة هى من يغلب عليها التعب و الهم و النكد و تكون هذه الاوقات اقل من لحظات الهناء و الهدوء
و الحياة السعيدة ليست معناها الحياة الخالية من المشاكل بل الحياة التى نملك فيها القدرة على حل المشاكل فلا يمكن ان يعيش الانسان سعيدا طول الوقت .


....و لكن يمكن ان يعيش سعيدا اغلب الوقت ....لان الحصول على السعادة الكاملة من المستحيلات فهى ليست من سمات هذه الدنيا
قال تعالى : (لقد خلقنا الانسان فى كبد )
و لكى نشعر بالسعادة نحن نحتاج أن نعرف كيف نعالج ونتناول المشاعر التي تؤذينا وتزعجنا ونؤكد على تلك التي تسعدنا


. وهذا المران المستمر في المعرفة والمعالجة والتناول يزيدنا خبرة يوماً بعد يوم في إدارة جهازنا الوجداني لنستفيد من مميزاته الهائلة ونتجنب مخاطره الضارة


المهارة الاولى : تحكم فى مشاعرك السلبية


و سنبدأ حديثنا بان اسالك بعض الاسئلة
هل لديك القدرة على إدارة مشاعرك الداخلية ؟


هل لديك القدرة على سرعة تبديل مشاعرك الداخلية ؟


هل لديك القدرة على إظهار مشاعر خارجية معاكسة تماما لمشاعرك الداخلية وإقناع المقابل بذلك؟



هل أنت الذي تتحكم بمشاعرك أم أن مشاعرك تتحكم بك وإلى اي مدى؟


هل لديك القدرة على التعرف على مشاعرك الداخلية قبل السلوك أم بعده؟

هل لديك القدرة على إطلاق مشاعرك الداخلية في الوقت الذي تختاره أنت ؟

إذا كانت إجابتك على أغلب هذه الأسئلة بنعم فأهلا بك في عالم : الذكاء العاطفي
ان وظيفة العواطف حماية الإنسان من الأخطار والحفاظ على وجوده حتى و ان بدت انها مشاعر سلبية


فمشاعر الغضب على سبيل المثال كلنا ينظر لها على انها مشاعر سلبية و لكنها تكون ايجابية عند الدفاع عن النفس فى مواجهة اعتداء

مثلا
مشاعر الغيرة قد نراها مشاعر سلبية و لكنها تكون ايجابية و طبيعية اذا كانت نابعة من حب كبير بدون شك او اتهام
وتلعب العواطف دورها الإيجابي حينما تأتي في الوقت المناسب وبالشدة المناسبة ولفترة مناسبة


و نحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا لانها تاتينا بشكل لا ارادى نتيجة تراكم مئات من الخبرات الحياتية السابقة و لكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها ؟

و التحكم في العواطف لا يعني تجاهلها أو كبتها بل الاعتراف الكامل بها و التعامل معها بحكمة و صبر


و الناس يتفاوتون في تعاملهم مع مشاعرهم و عواطفهم
فمنهم من لا يحاولون اصلا الخروج من الحالة النفسية السلبية بل و قد يبحث بصورة دائمة عن حالة كئيبة يعيش فيها فتراه دائم الشكوى

من كل شئ ...لا يرى الا كل ما هو سئ و مظلم و قبيح
و منهم اصحاب الاعصاب الباردة الذين لا تظهر عليهم اى بوادر انفعال مهما كانت شدة الموقف سواء جسدية او سلوكية فهم لديهم حالة من اللامبالاة و البلادة


و منهم الكابتون لمشاعرهم الذين تظهر عليهم اعراض الانفعال و لكنهم يتجاهلون هذه المشاعر تماما و لا يعترفون بها و يدفنو نها فى عقولهم و لكنها غالبا ما تظهر رغما عنهم فى اوقات غير مناسبة

كمشاعر الغيرة مثلا ...عندما تتجاهلها الزوجة وتحاول كبتها و عندما تسال : هل تشعرين بالغيرة ؟ ترد (لماذا ؟ انا اغير من هذه ؟على سبيل الاستهانة بالشخصية التى تغير منها )
و منهم من يحاولون اظهار انفعالات خادعة لتحقيق اهداف معينة
كالطفل الذى يستمر فى التذمر والبكاء المخادع لانه يعلم انه سيحصل على ما يريد بهذا الاسلوب



ومنهم الحاذقين في تنظيم عواطفهم اولئك الذين يبدو عليهم الهدوء التام و لكن قد تظهر عليهم اعراض التوتر كزيادة سرعة القلب و تصبب العرق و ارتفاع ضغط الدم و هؤلاء هم الاسوياء عاطفيا و نفسيا


يقول صلى الله عليه و سلم (ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب )
لاحظ ذلك ....ان القوى ليس الذى لا يغضب ...بل القوة فى التحكم فى الغضب و فرق شاسع بينهما

و تعتمد آلية التحكم العاطفى و السيطرة على المشاعر السلبية على ثلاثية (الافكار – المشاعر- السلوك )



فالفكرة تولد مشاعر و المشاعر تفرز سلوك و السلوك يؤكد الفكرة و هكذا يدخل الانسان فى حلقة مفرغة كى يخرج منها لابد من كسر احد اوتارها

فعندما تتسلط فكرة فى عقل الزوجة كفكرة (زوجى يخوننى ) قد تولد مشاعر سلبية قوية من الغيرة و الغضب والتى تتحول الى سلوك انتقامى (برفضه عاطفيا – الوجه العابس – الكلام الغاضب المتهم ) الذى يولد رد فعل سلبى من الزوج فيبدا فى الرد العنيف بالغضب او بالتجاهل والذى بدوره يؤدى الى تاكيد فكرة الخيانة




و لذلك فان آلية التحكم العاطفى تعتمد على ثلاث خطوات


-الخطوة الأولى :قراءة المشاعر و الاعتراف بها (الدرس الاول )

-الخطوة الثانية: استبدال الأفكار السلبية بأفكار إيجابية

- الخطوة الثالثة: القيام بسلوك ايجابى

و سنبدأ فى تطبيق هذه الآلية على اكثر المشاعر التى نتعرض لها خلال حياتنا اليومية :


مشاعر الغضب :
الغضب من اسوأ الحالات النفسية تصلبا و عنادا من بين الحالات النفسية التى يرغب الناس في الهروب منها ...و هو السبب لاغلب المشكلات الاسرية التى نتعرض لها


ان اى نقاش هادئ يمكن ان يتحول فى لحظة الى مشاجرة بسبب الغضب
يقول علماء الاجتماع ان اى مشاجرة تبدا اول دقيقتين على موضوع الخلاف ....ثم تتصاعد و تشتعل بعد ذلك على اسلوب الخلاف


و هناك اراء عديدة متباينة حول الغضب و امكانية السيطرة عليه :
فمنهم من يقول ان الغضب يمكن السيطرة عليه
و منهم من يقول ان التنفيس عن الغضب هو الافضل
و منهم من يدعى ان من الممكن الحيلولة دون وقوعه اصلا
و الواقع ان حدوث الغضب لايمكن السيطرة عليه و لكن تصاعد الغضب هو القابل للسيطرة
و يعتقد العلماء ان السيطرة على تصاعد الغضب يمكن ان يتم بعدة

خطوات :
اولا : الادراك الذاتى و قراءة الغضب ...لابد ان انتبه اولا انى غاضب و اعترف انى غاضب (الدرس الاول )


تقذف الفكرة التى تنشئ الغضب ...فيبدأ الجسد فى التفاعل بافراز هرمونات خاصة تحفز الجسم نحو الغضب
و هناك علامات كثيرة تتفاوت من شخص الى آخر ولكل واحد منا علامتة الاولى


فمنهم من يحمر وجهه و منهم من تبرز عيناه و منهم من يزداد سرعة تنفسه و منهم من تزداد سرعة ضربات قلبه و منهم من يشعر بالحرارة و يتعرق و منهم من يشعر برعشة


حاول من خلال ملاحظتك لنفسك (الدرس الاول ) ان تتبين اول علامة تشعر بها اثناء حدوث الغضب و قل لنفسك ( انا غاضب ) ...اعترف بالغضب


احذر من ان تكون من الغارقين فى انفعالاتهم فانهم لا يعلمون انهم كانوا اصلا غضاب الا بعد ان يصدر منهم سلوكا يؤذيهم اولا و يؤذى الآخرين


حتى اذا قلت لاحدهم ...(اهدا ...اهدا ...)يرد عليك (هو انا مجنون ) ...او اذا سالته هل انت غاضب ...قال بعصبية : لا ....او اذا قلت انت قلت كذا و كذا و فعلت كذا و كذا و انت غا ضب ينكر ذلك قائلا: لم افعل ....فهؤلاء غارقون فى انفعالاتهم لدرجة انهم غير واعين لسلوكهم فضلا عن انفعالاتهم


ثانيا : تعرف على الفكرة التى اثارت الغضب واعد التقييم لها .بمعنى غير طريقة التفكير في الموقف الذى اثار الغضب
- ان كانت كلمة او نظرة او تصرف عارض تجاهله واهمله (تعلم التغافل )


قال تعالى فى وصف عباد الرحمن : (و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )


- اعادة صياغة الكلمات او التصرفات التى اثارت الغضب بطريقة بناءة :
تعلم و تدرب على ان تردد دوما كلمات (فى عقلك ) مثل : هو لا يقصد الاهانة ....انه يمزح ....اكيد يقصد شئ اخر .....هذه هى طريقة حديثه مع الجميع ....انه لا يحسن التعبير ...


- اعط معنى جديد لكلام المتحدث او تصرفه ...انه يقصد كذا ...قد يكون لايفهم الامر بشكل صحيح ...انها وجهة نظر مختلفة