حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
يوم الإربعاء




ثانيا : ابحث عن نقاط الاتفاق بينك و بين الآخرين :
كما ذكرنا سابقا فان الاختلاف سنة الهية و لكن ليس هناك اختلاف كامل فى كل شئ
من المؤكد ان هناك نقاط اتفاق بيننا و بين من نشاركهم حياتنا ...اتفاق حول القيم و المبادئ ..فى نظرتنا لبعض الامور ...فى اهدافنا و آمالنا ...


اننى اتعجب حقا عندما يشتكى احدهم من زوجته او عندما تشتكى زوجة من زوجها ...انه مختلف عنى تماما
اننا مختلفون فى كل شئ
ان هذا امرا مستحيلا
هناك امور كثيرة قد نكون متفقون فيها و لكننا نغفل عنها
قد نتفق على الكثير من القيم و المبادئ و الافكار و خاصة القيم الدينية و الاعراف الاجتماعية و لكننا قد نختلف فى الصورة الذهنية لهذه المبادئ



قد نتفق فى الكثير من افكارنا ووجهات نظرنا فى بعض الامور و لكننا نختلف فى بعضها الآخر
قد نتفق فى بعض سلوكياتنا تجاه بعض المواقف و قد نختلف فى البعض الآخر


قد نتفق فى بعض الآمال والاحلام ...فمن المؤكد ان كلا الزوجين يسعيان الى حياة زوجية مستقرة فهذا امل مشترك ..و يسعيان الى تربية اولادهما تربية صالحة و هذا هدف مشترك و لكنهما قد يختلفان فى الاسلوب


ان نقاط الاختلاف غالبا ما تحدث مشاكل و هذا ما يجعلها دوما بارزة و ظاهرة للعيان
و لكن بحثك المستمر عن نقاط الاتفاق و اظهارها على السطح يجعلك اكثر رضا عن شريك حياتك و عن والديك و ابنائك
كذلك يجعل هناك مجالا للمشاركة و التعاون مما يقوى العلاقة بشكل افضل

مثال:

فريد شاب شديد الطموح يسعى دوما الى التطور و النجاح فى عمله و يضع مستقبله امام عينيه و لكنه يشكو دوما من زوجته فاتن التى لا تشاركه طموحه و لا رؤيته المستقبلية
انها ليست طموحة ..انها غبية ...كل همها الاولاد و البيت و المرتب و المصاريف اشعر انها مختلفة عنى تماما

عندما يتفهم فريد طبيعة الاختلاف بينه و بين زوجته ...فانه طموح ...و هى ست بيت ممتازة ...لن تستطيع فاتن ان تشاركه طموحة و لن تفهم طبيعة ما يقوم به و لكنه من الممكن ان يشاركها بعض الطموحات المشتركة الصغيرة


كما سنذكر فى الدرس الرابع ان شاء الله تعالى
من المؤكد انك ستجد اهداف و نقاط اتفاق بينك و بين شريك حياتك ...و لكن الامر يحتاج الى البحث و التنقيب ...و الى ازالة الغبار


وتتعالى صيحات الاباء ..(انا مش عارف الولد دا طالع لمين )
انه مختلف عنى تماما ....انا كنت ...و انا كنت ...و انا كنت ....


نعم ابنك مختلف ...لان الزمان مختلف ...و لان وسائل الاعلام مختلفه ...و لان ثقافته و تعليمه مختلف ..


..و لان مدرسيه مختلفين ...و لان والديه مختلفين و لان اصدقائه مختلفين
اننا فى بعض الاحيان نعاقب ابناءنا بالسخرية و النقد لانهم مختلفون عنا ...نعاقبهم على مظهرهم و طريقة لبسهم و مفردات كلماتهم و على هواياتهم و اغلب سلوكياتهم و تعلقهم بادوات التكنولوجيا كالجوال و الكومبيوتر و افكارهم و نظرتهم للمستقبل


و لكن بالرغم من رفضك لكل ذلك هل ستتركه يخرج من تحت جناحك ليرتمى فى (شلة ) الله وحده اعلم بمدى صلاحها


ابحث عن نقاط اتفاق ....و طالما ان الامر لن يتعدى الحدود الشرعية فتقبل اختلافه و تفهمه ...كن مرنا و احذر من التصلب
انك مرتبط بكل فرد من افراد اسرتك بخيط رفيع .


..ابحث عنه...و اعمل على تقويته و الحفاظ عليه حتى تشعر بالسعادة و الحب
و كذلك فنحن فى حاجة دوما الى تاكيد الاحساس اننا فى حاجة الى اهلينا ...و لا يمكننا العيش بدونهم كما انهم فى حاجة الينا
و هذه الحاجة ليست مجرد احتياجات مادية من ماكل و مشرب و ملبس بل احتياجات نفسية و عاطفية لا تستقيم حالتنا النفسية الا باشباعها


فالزوج فى حاجة الى حب زوجته و الزوجة ايضا
و الاب فى حاجة الى حب ابنه و الابن ايضا
كل منا يحتاج الى حب الاب و الى حب الام فلكل منهما حب مختلف يشبع جزءا معينا من ذواتنا العاطفية ...يحتاج الى حب الابن و الى حب الابنة ...يحتاج الى حب الزوج او الزوجة


تذكر انه من حقك ان تبنى رؤية و راى عمن حولك تبعا لشخصيتك و افكارك و لكن ليس من حقك ان تلقى بالاتهامات و النقد هنا و هناك لمجرد اختلافهم عنك
و لا من حقك ان تعاقبهم على اختلافهم عنك ....تقبلهم كما هم



ثالثا : حدد تماما نقاط الاختلاف التى تحدث المشاكل :
فى علاقتك مع الآخرين حاول ان تحدد تماما النقاط المختلف عليها بينك و بينهم
او اين يكمن الاختلاف
ان دقتك فى تحديد نقاط الاختلاف يقلل من حجم المشاكل ...كما انه يجعلك اكثر قدرة على التفاهم حولها
هل المشكلة على مستوى القيم و الصورة الذهنية لها ام على مستوى الاولويات


هل المشكلة فى الافكار المختلفة ام فى العادات ام فى البيئة ام فى الاهداف ام فى المشاعر
كلما حددت السبب الحقيقى او نقطة الاختلاف بالضبط كلما كان علاج المشكلة اسهل بكثير

مثال:

علاء شخصية منظمة جدا فى حياته ...افكاره منظمه ...حجرته فى منتهى النظام و النظافة ...مواعيده فى منتهى الانضباط ....يؤدى عمله باتقان و نظام رائع
و لكن زوجته علا عكس ذلك تماما
كثيرا ما تحدث الخلافات بينهما


البيت غير منظم ....دولاب الملابس غير منظم ...الاوراق غير منظمة...المواعيد غير منضبطة
و تتوالى الاتهامات او الاهانات ....انت انسانة مهملة ...انت عنيدة و لا تسمعين الكلام .....انت تتجاهلين طلباتى ...انت ...انت


و تبدا هى فى الشكوى ...انه متزمت ...انه عصبى ...ا
و من مشكلة الى مشكلة حتى تستحيل الحياة
و عندما يدرك علاء الاختلاف ...ان الاختلاف فى قيمة النظام و موقعها فى قائمة اولويات كل منهما .

..و قد تكون المشكلة فى البيئة التى نشات فيها علا ...و قد تكون لانها نشات فى بيت يعتمد على الخادمة فى التنظيم و التنظيف فهى لا تملك هذه المهارة و لا تعلم كيف ؟


علا لا ترى اهمية لمثل هذه الدقة ....فماذا يحدث ان تاخر عن موعده خمس دقائق او حتى ساعة ....ماذا يحدث ان كانت ملابسه غير منظمة المهم انها نظيفة


وعندما تقع يده على اساس المشكلة ..هى مجرد اختلاف ...سيكون اكثر تفهما لسلوك علا و اكثر تقبلا لها و اقل انتقادا و اتهاما لها و اكثر مساعدة لها



كثيرا ما نسمع عن احداث طلاق بسبب اسباب لا تستدعى الطلاق
و لكن الطلاق يحدث ليس نتيجة تلك الاسباب و لكن نتيجة فشل الزوجين فى تحديد السبب بدقة


فالرجل يشكو من كل شئ و المراة تشكو من كل شئ ...و غالبا ما تكون الاسباب الحقيقية مجرد اختلاف بين الشخصيتين ادى الى هذا الانهيار

تمرين :
فى المذكرة الشخصية التى تحدثنا عنها فى الدرس الاول
و فى روقة جديدة اكتب اسم احد افراد اسرتك و الذى دوما انت فى خلاف معه
اكتب رايك فيه كاملا
اذكر الحسنات قبل السيئات
ضع خطا تحت الصفات السلبية التى وصفته بها : عصبى –انانى – مهمل ......
دون على الاقل خمس نقاط اتفاق بينك و بينه
فكر فى الصفات السلبية التى وصفتها به و حولها الى نقاط اختلاف
كن دقيق فى تحديد الاختلاف ...لا تتهم و لا تنتقد



رابعا : شجع الآخرين على الحديث و تعلم مهارة الانصات

من المهارات الهامة التى تساعدك على تفهم الآخرين هو ان تعود نفسك على الانصات اكثر من الكلام ...استمع اكثر مما تتكلم
و تعلم حكمة على بن ابى طالب كرم الله وجهه ( إذا تم العقل نقص الكلام ).


لا تفرض على الآخرين ان يسمعوك دون ان تنصت اليهم
وفى دورته الرائعة عن الاستماع الفعال شرح لنا الاستاذ خالد الجديع الكثير عن مهارات الانصات و كيف يساهم هذا الامر فى بناء العلاقات بين الناس


و لن اضيف على ما ورد فى دورة الاستاذ خالد جديدا فقد اوفت
و لكنى ساضيف بعض الاخطاء التى تصدر منا كازواج و اباء و ابناء و اسميها خناجر التفهم :


انها كلمات نرددها بشكل او بآخر بوعى و بدون وعى عند الاستماع الى الآخرين تقتل احساسهم انك متفهم لهم ...و تجعلهم يقولون : انه لا يفهمنى


فعندما تكون الزوجة فى حالة نفسية سيئة لاى سبب كان ...تكون فى هذه اللحظات فى امس الحاجة لمن ينصت اليها و يتعاطف معها ... انك تملك مفاتيح قلب المراة حين تنصت لها و تظهر مشاعر التعاطف


و لكن الازواج للاسف لا يدركون ذلك
إما لا يحتمل ان يسمع تفاصيل و مشاعر و شكاوى متفرقة ليس بينها رابط منطقى


او انه يقول : يا شيخة انت مكبرة الموضوع...الموضوع بسيط خالص ..يحاول تبسيط الامر .....احذر هذه اول خنجر فى صدر التفهم


او يقول : طب ايه رايك ما تاخدى اجازة من الشغل ...يقدم اقتراحات ...هذا الخنجر الثانى


او يقول : يعنى عايزانى اعمل لك ايه منا كمان تعبان و قرفان ..يشعر انها تلومه او تحمله المسئولية .......هذا الخنجر الثالث


او يقول :انا خارج ...سيبينى بقى اشوف الاخبار ....يهرب ......هذا هو الخنجر الرابع
و تستمر المراة فى تلقى الطعنات ......حتى تتوقف عن الكلام ...الا صوت الصراخ و الشجار لاتفه سبب


و عندما يكون الرجل فى حالة نفسية سيئة لاى سبب كان ...فانه يكون فى حاجة ماسة لان يبقى وحيدا ...و ان تكلم فان كل ما يحتاج اليه هو كلمات الثقة و التشجيع و التفاؤل



و لكن لا تدرك المراة ذلك و تبدا فى طعن زوجها باول خنجر :
انت السبب ...لو كنت عملت اللى قلت لك عليه ما كنش دا حصل (اللوم )


ثم الثانى : انت دايما كدة ما بتعرفش تتصرف (النقد )
يتبعه الثالث : ما انت ماعملتش زى اخويا الى عمل كذا و كذا .(المقارنة )
فالرابع : طب ما تحاول تعمل كذا ...طب ايه رايك فى كذا (النصح )


و تتوالى الخناجر حتى يسقط الزوج صريعا لمرض الخرس الزوجى
و تبدا تتساءل لماذا ؟

اعتذر لاخوانى عن اللهجة العامية المصرية .......و لكنى للاسف لا اتقن غيرها


خناجر اخرى للتفهم تظهر فى تفاعلك مع الآخرين :

- المزاح وقت الجد
- الاهانات غير اللفظية
- التوتر و فقدان الصبر
- قول : و لكنى اختلف معك
- خلق مشاعر الذنب : كدة برضه تعمل كدة
- العناد و التشبث بالراى : دا رايي و مش هغيره


ان انصاتك باهتمام و ليس مجرد الاستماع ...بالاضافة الى كونه يساعدك على فهم الآخرين بشكل اكثر عمقا و لكن ذلك يمنحهم راحة كبيرة فى التعامل معك


اعلم ان الامر صعب ....لاننا تعودنا دوما عندما لا يروقنا الكلام لاى سبب ...ان نقاطع ...وان نظهر راينا المخالف ....او ننقد ....او نقدم نصيحة ...او نلوم ..

.او نظهر عدم اهتماما
واذا كان الكلام مستفزا ...فتعودنا على رفع الصوت او السخرية و الاستهزاء او العناد و التشبث بالراى


تعلمنا كثيرا كيف نتكلم ؟ و كيف نرد ؟ و لكننا للاسف لم نتعلم كيف تستمع ؟
اننا نستمع فقط الى ما نحب ان نسمعه او مايدخل فى دائرة اهتماماتنا او نستمع الى الاقوى ...المدير او الاب
و لكننا لم نتعود على سماع ما لانحب او مالا يدخل فى دائرة اهتمامنا او ان نصغى الى الاضعف


نحتاج الى تدريب انفسنا على الاستماع الى ما لانحب و خاصة ان كان صادرا ممن نحب كالنقد او اللوم
نحتاج الى تدريب على الاستماع الى ما لا يدخل فى دائرة اهتماماتنا وخاصة ان كان ضمن دائرة اهتمام من نحبهم
كذلك نحتاج ان نتعود على الاستماع لزوجاتنا و آبائنا كبارالسن و ابنائنا على اختلاف سنهم و ميولهم




يعتقد البعض ان الاستماع الفعال يظهر المستمع وكانه موافق على ما يقوله المتكلم و يرددون لن ادع له الفرصة لينتصر على و يعتقد انى مقتنع بافكاره



ان المشكلة تكمن فى اعتقاداتنا حول قيمة الحوار ...ان الهدف من الحوار هو التواصل و ليس الحرب ....و ان غاية الحكمة ان اقنع المخالف برايي دون ان يشعر بانه منهزم


و هذا ما سنتناوله فى الدرس الرابع باذن الله تعالى



تواجهنا مشكلة أخرى :
ان كل منا ليس مستعدا فى كل الاوقات الى اعطاء مثل هذا الاهتمام ففى بعض الاوقات نتعرض لضغوط نفسية شديدة نحتاج فيها نحن الى بعض التعاطف و التفهم و لكنك تجد نفسك محتاجا اليك


وفى هذ الوقت تحتاج الى ان تعبر عن تفهمك لمشاعر الآخرين و الى الاعتذار بلطف عن عدم الوفاء بما يحتاجونه افضل من مواجهتهم بالصراخ و الغضب او التجاهل و الاهمال



يدخل عابد الى المنزل بعد يوم عمل طويل فيتلقاه ابناؤه المحبين بالصياح و التعلق به و الرغبة فى تقبيله و الرغبة فى ان يلاعبهم ..


..انهم اطفال يعبرون عن حبهم و احتياجاتهم باسلوبهم ...بالرغم من انه يحتاج الى الراحة و الهدوء بشدة
ثم يبحث عن زوجته فيفاجأ بها باكية حزينة بسبب موقف عصيب تعرضت له فى عملها



انه فى حاجة الى الراحة النفسية ...و لكن يجد ان بيته فى حاجة ماسة الى مدد عاطفى لا يقوى على اعطائه الآن ...ماذا يفعل ؟
قد يغضب و يثور و يتبرم و يتذمر بكلمات ثم يدخل حجرته و يغلق الباب على نفسه طلبا للراحة



و قد يتحامل و يتجلد و يلاعب ابنائه ثم يتجه لزوجته و يتعاطف معها و يستمع اليها ..و هذا صعب...لان فاقد الشئ لا يعطيه



و لكن ارى ان تتفهم رغباتهم و احتياجاتهم :
اشعر انكم بحاجة الى اللعب و انا كذلك احبكم و اكون سعيدا جدا لو هداتم و اعطيتمونى بعض الوقت لاستريح ثم نلعب و نلهو كما تحبون


حبيبتى اشعر انك فى حاجة الى الحديث و اشعر بالاسف لانى فعلا لا اقوى على ذلك الآن ...استاذنك فى قسط من الراحة
اليس هذا افضل من التبرم و التذمر أو التهرب و التجاهل



و قد ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم اروع المثل فى حديث (ام زرع) المشهور و قد تعجب شراح الحديث من صبر رسول الله على الاستماع الى حديث عائشة الطويل التى تذكر فيه جلسة من الجلسات النسائية و التى تتفنن فيها كل زوجة فى ذكر محامد و مساوئ زوجها


او استماعه للوليد ابن المغيرة فى حديثه الطويل و هو يعرض عليه المال او الملك او الطب ليتوقف عن دعوته



تذكر دوما انه كما أن من حقك ان يستمع لك الآخرون فان من حقهم عليك ان تسمعهم ايضا
تمرينات منزلية :

1- تدرب على الانصات – بدون تعليق – على الاقل عشر دقائق يوميا
كل يوم من الاسبوع استمع لاحد افراد اسرتك
اساله اسئلة مفتوحة ثم انصت باهتمام


2- ان كنت ممن تمكن من مهارة التحكم الانفعالى
استعد لجلسة اسميها (جلسة المكاشفة )

اسال احد افراد اسرتك عن رايه فيك و شجعه على الحديث الودى و انصت
هذا التدريب يساعدك على المهارات الثلاث من مهارات الذكاء العاطفى

- يزيد من وعيك بذاتك و رؤية اوجه كانت خافية عنك

- يختبر تحكمك فى ذاتك :قاوم محاولات التبرير و الدفاع عن النفس و كل المحاولات الدفاعية


- يدربك على مهارة الانصات الجيد


خامسا : تدرب على التعاطف مع الآخرين و هو من اهم مفردات الذكاء العاطفى او ما يطلق عليه (التقمص الوجدانى )

و هى قدرتك على الاحساس بالآخرين ....على ان تكون صادقا مع الآخر ....قدرتك ليس على التفهم العقلى فقط بل التعايش القلبى كذلك .... قدرتك على ان تعيش الآخر ...ان تضع نفسك بدلا منه ....ان تنظر للامور بمنظاره هو و ليس بمنظارك أنت ...ان تفكر كما يفكر ..


.ان تشعر بما يشعر به ...ان تعيش اللحظة التى يعيشها تماما ...و ان تشاركه فيها ..و من يتقن هذه المهارة فقد ارتقى قمة من قمم الذكاء العاطفى


فمهما كنت مختلفا عنه ...مهما كنت غير مقتنع برؤيته ...و لكنك تقدر تماما مشاعره و تحترم تماما تصرفه تجاه الموقف ....لان تصرفه نابع من افكاره و مشاعره و خبراته هو لا انت ...بل انك قد تشعر بما يشعر به و تشاركه هذه المشاعر بشكل حقيقى



قد يصعب هذا الامر فى الكثير من الاحيان فلا اقل من المشاركة الوجدانية وهى مجرد مشاركة سطحية مطلوبة تظهر فى الفاظك و فى تلميحات وجهك فى حالة عدم القدرة على ايجاد التعاطف الفعال


ومن الالفاظ التى تدل على التعاطف :
اشعر تماما بنا تشعر به ....انا مقدر مشاعرك.....انا متعاطف معك ......كان الله فى عونك ....انا حاسس بيك ...

ما احوجنا فى هذا الزمان الى هذه المهارة من مهارات الذكاء العاطفى .
و ما اجمل تعبير الحبيب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين صور هذه المهارة :
(مثل المؤمنين فى توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر )
ارأيت كيف صور معنى التعاطف كيف يشعر المؤمن بألم اخيه ...انه الرحمة المهداة صلى الله عليه و سلم
و عندما عبر القرآن الكريم عن العلاقة الزوجية قال جل و علا :
(و من آياته ان خلق لكم من النفسكم ازواجا لتسكنوا اليها و جعل بينكم مودة و رحمة ان فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
فقد أشار الله تعالى فى الآية بقوله (خلق لكم من أنفسكم ) فآدم وحواء من كيان واحد ومن أصل واحد مهما كانوا مختلفين ليظل الفرع يحن الى اصله و يظل الجزء يشتاق الى الكل


و تشير الاية الكريمة الى معانى السكن والرحمة والمودة فى العلاقة الزوجية ...فالسكن هو كل ما سكنت إليه النفس وأستأنست به والكلمة قد تحمل ايضا معانى الاحتواء و الحماية ...فالعلاقة الزوجية كالحضن الدافئ يلجأ اليه كلا الزوجين ينشد الطمأنينة و السكينة و الحب و الاحتواء



والمودة تعنى (المحبة).. أى الحب بكل ما يحمله الحرفان من معانى جميلة.. من بشاشة وتواضع وصفاء وإحترام متبادل



ولا يعنى النص ان العلاقة ستظل دائما و ابدا تحمل هذه المثالية الرائعة ولكنها حتما تصاب ببعض الشوائب التى تلوث نقائها و صفائها فكانت ( الرحمة) بما تحمله من معانى التفهم و التعاطف والعفو و التسامح



و الاية كذلك اشارة الى مسؤولية طرفى العلاقة فى المحافظة عليها بالشحن المتواصل لهذه المشاعر بكل صورها الحسية و العاطفية


والمادية وإلا إهتزت وإنهارت (و جعل بينكم ) فهى توحى بحركة ايجابية بين الطرفين فى الاخذ و العطاء .


..ولكن حينما يتوقف أحد الزوجين عن آداء دوره الإيجابى و يصاب بالاهمال و السلبية يتأثر الطرف الآخر مع مرور الوقت نتيجة برود المشاعر التى يجدها لدى شريكه


فحين يعمل الرجال و النساء جنبا الى جنب فى مراكز العمل المختلفة و يتعرضون للمزيد من الضغوط العاطفية من جراء هذا الاحتكاك المستمر فانهم يتوقون الى المزيد من التفاهم و التعاطف فى حياتهم


الزوجية ....و لكن مايحدث هو عكس ذلك مما يبرر للبعض الوقوع فى الخيانة الزوجية والقاء اللوم على شركاء الحياة بدلا من اعادة تقييم طريقة تعاملنا معهم
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
و كثيرا من بناتنا و شبابنا يقعون فريسه لعلاقات حب زائفة ينصب شباكها افاكون كاذبون يوحون لهم بانهم يتعاطفون مع مشكلاتهم و يشاركونهم همومهم
و ذلك لانهم لا يجدون من يفهمهم او يتعاطف مع مشكلاتهم ..لايجدون حضن الام الدافئ و لا صدر الاب الحنون





نحن بحاجة ماسة ...بل حاجة ملحة للغاية ..ان نتعلم هذه المهارة لعودة الدفء و الاستقرار الى بيوتنا لحماية ابنائنا و ازواجنا
ابناؤك فى حاجة الى تعاطفك حين يبكون و حين يفرحون ...شاركهم مشاعرهم





والديك فى حاجة الى تعاطفك حين يكبر سنهم و تضعف اجسادهم و تتراجع صحتهم ...شاركهم مشاعرهم



زوجك يحتاج الى تعاطفك حين يعانى من مشكلة تؤرقه ....شاركيه مشاعره



زوجتك تحتاج الى تعاطفك حين تفرح بانجاز احرزته او نجاح حققته ...شاركها فرحها




تذكر انك تحتاج دوما الى التفهم العقلى و الى التعاطف القلبى و ان الآخرين يحتاجون ذلك منك ...فلا تكن بخيلا بان تمنحهم بعض عقلك و قلبك


تمرينات منزلية :
1- من التدريبات المفيدة التى تدربنا عليها فى دورة مهارات التفكير (كورت 1)
تدريب وجهات نظر الآخرين :


- تخيل موقف معين ثم اذكر وجهات نظر الاطراف المختلفة تجاه هذا الموقف
على سبيل المثال
(تريد زينب بالحاح حضور حفلة نجاح زميلتها لينا مع العلم ان عائلة لينا عائلة غير ملتزمة وغالبا سيكون فيها مخالفات شرعية )
اكتب وجهة نظر كل من زينب و والدها و زميلتها لينا و ووالدة لينا

2-




سادسا :اقرأ و تعلم و درب نفسك على التعامل مع شخصيات مختلفة عنك



اننا بشكل لا ارادى ننجذب غالبا الى من يتقارب معنا او يشبهنا
و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال :
(الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف )





اننا تعودنا منذ الصغر ان نرتبط عاطفيا بالمتشابه معنا
فاننا فى الاسرة اقرب الى الاخ المتقارب و المتشابه معنا
و عندما نخرج خارج الاسرة نميل الى تكوين صداقات مع من يشبهنا


و فى العمل نحب ان نتعاون مع من يشاركنا افكارنا و ميولنا
و ننجذب الى المتقارب معنا من الجنس الآخر



و هذا امر طبيعى ان ننجذب الى المتشابه و ننفر من المختلف

و لكن ماذا لو فرضت عليك الظروف ان تتعامل مع اشخاص تشعر بان هوة الخلاف بينكما كبيرة ....حتما ستقع فى المشاكل ان كنت غير متدربا على التعامل مع المختلف




ماذا ان كان شريك حياتك مختلفا بشكل كبير
ماذا ان كان اخوك مختلفا بشكل كبير
ماذا ان كان ابوك او امك مختلفين

هل تحل المشكلة بالتهرب منهم او بتجاهلهم
تذكر انت تحتاج اليهم ...كذلك هم فى حاجة اليك
انت فقط تحتاج الى التدريب
تدريب على ان تتقبل و لا تنتقد


تدريب على ان تحدد المختلف و لا تختلف
تدريب ان تبحث دوما على المشترك و تشارك
تدريب على ان تنصت و تتواصل ليس بالفاظك فقط بل بعقلك و قلبك و جوارحك




إن اكثر التحديات التى تواجه الازواج هى فى التعامل مع الخلافات و خاصة فى اوقات الضغط العصبى ...ففى الغالب حين يختلف الازواج تتحول المناقشات الى جدالات و صراعات و معارك و يبدا كل منهما فى تجريح الاخر



والقاعدة الاساسية تقول تجنب الدخول فى مجادلات .....ولا اعنى ان تكبت مشاعرك السلبية من اجل تفادى الصراع فتتحول حياتهم الى حرب باردة .


..و لكن اعنى ان نناقش اختلافاتنا بهدوء دون الدخول فى صراع
عمليا يبدا الازواج الجدال حول امر معين ثم بعد خمس دقائق يتصارعون حول الاسلوب الذى يتجادلون به ...و يبدا كل منهما فى تجريح الاخر ....و تشتعل المعركة




و لا شئ انجح لعلاج و لوقف استمرار مثل هذه المعارك افضل من التفهم و التعاطف




ان ثورة المراة ممكن ان تنتهى و تتوقف فى لحظة بجملة سحرية رائعة (و لكنها تبدو صعبة )هى


(اتفهم اسباب ثورتك و اشعر بغضبك انا آسف لما حدث )

و ان بركان غضب الرجل يمكن ان يخمد فى دقائق معدودة بجملة سحرية اخرى



(انا حقا مقدرة لمشاعرك حقك على )



: نسال الله تعالى ان يجعلنا منهن وان يجمعنا بهن فى جنة النعيم ....اللهم آمين
و الى اللقاء فى الدرس الرابع ان شاء الله تعالى
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
ليس هناك واجب لكن هناك تدريبات منزليه اخبروني بنتائجها فقط.
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
يوم الخميس :


الدرس الرابع : التأثير الوجداني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخوانى الاحباء ....ها نحن نحط على آخر محطة للذكاء العاطفى و هى محطة التأثير فى الآخرين
ولا اخفيكم القول بانى اجد صعوبة كبيرة فى ان اخط هذا الدرس و ذلك لانى لازلت اخطو اولى خطواتى نحو التمكن من هذه المهارة
و لكنى عقدت العزم و استعنت بالله و نيتى ان ابذل كل ما تعلمته فرب مبلغ اوعى من سامع

******

اولا ما معنى التاثير فى الآخرين : التأثير هو القدرة على احداث التغيير فى الآخرين
هذا التغيير اما يرقى الى اعلى مستويات البناء الانسانى ليكون على مستوى الروح ....و العلاقة بالخالق عز وجل و الذى يؤثر بدورة على سائر مكونات الشخصية و هو عمل الانبياء و العلماء و الدعاة الصالحين
واما يكون على مستوى العقل بما يحمله من قيم و مبادئ و افكار و خبرات ...كعمل المفكرين و المنظرين و الكتاب
واما يكون على مستوى العاطفة و المشاعر و


الاحاسيس ....كعمل الشعراء و كتاب القصة
و اما ان يكون على مستوى السلوك و العادات و المهارات ....كعمل أغلب المربين والآباء و المعلمين و المدربين
و كلما كان التأثير فى المستويات الاعلى كلما كان التغيير ارسخ و اعمق و اثبت
و كلما كان فى المستويات الادنى فقط كلما كان اضعف و اضحل و اقل ثباتا





و ليس معنى ذلك ان التاثير يبقى محدودا بالمستوى الذى هو فيه و لا يتعداه لكن التغيير فى كل مستوى يؤثر فى الآخر بشكل او بآخر تبعا لقوة المؤثر و قوة التاثير الذى احدثه و رغبة المتأثر




على سبيل المثال :
كلنا كآباء و مربين نأمر ابناءنا بالصدق و ننهاهم عن الكذب .....و هذا ما يفعله الاغلبية ...هذا الامر و النهى على مستوى السلوك ...قد يلتزم به الابن امامك فقط
و لكن إن اردت ان يكون التغيير راسخا و عميقا لابد ان تبدأ من الاصل




- ان اقوى حب الله تعالى و حب رسوله الكريم فى قلب ابنى
- ان اعلمه ان الله تعالى يراه و يحبه و انه يغضب ان رآه يكذب ...وان رسول الله يحبه و سيغضب يوم القيامة ان علم بكذبه
- اقوى قيمة الصدق بالتعرف عليها بشكل اكبر و معناها و اثرها بحيث اقنع الابن على المستوى العقلى باهميتها



-اسرد له من القصص و الاحداث الحاضرة و الماضية ما يحرك مشاعره الايجابية تجاه الصادق و مشاعره السلبية تجاه


الكاذب ....اعاقبه على الكذب عقاب يجعله يكره الكذب لا يكرهنى انا ...اثيبه على الصدق اثابه تجعله يحب الصدق ...احرك مشاعره و اشجعه و امدحه
-ادربه على مهارة قول الحق و لو كان مرا و تحمل مسئوليته مهما كانت النتائج
هذا هو معنى التأثير و مستويات التغيير
و التاثير اوجدانى هو القدرة على احداث التغيير على مستوى المشاعر و الاحاسيس




او هو القدرة على تغيير الحالة الانفعالية للآخرين و التاثير فيهم
و لكى نعى ما المقصود بامتلاك القدرة على التاثير الوجدانى
تامل فى شخصية احد الدعاة الذين تحبهم و تتاثر بكلامهم
احد معلميك الذين احدثوا اثرا بالغا فى شخصيتك
احد ابويك الذى كان له فضلا كبيرا فى تغييرك نحو الافضل
احد اصدقائك كان له الفضل فى احداث تغيير فى حياتك



تامل ولاحظ ماهى السمات التى كانت تميزهم :
- قوة الشخصية و الثقة فى النفس النابعة من وعيهم الشديد بذواتهم و تحكم ذاتى فى مشاعرهم فلا تراهم الا بروح معنوية عالية و ابتسامة هادئة و تفاؤل و امل
- احساسك انه يشعر بك و يشعر بمشاكلك و يهتم بك و حريص عليك ...حتى و ان كان داعية تراه على التلفاز لا يوجد بينك و بينه اتصال مباشر ...قد يدفعك لتقول : انه يتحدث عنى تماما و كانه يعرفنى



- تشعر في صحبته أنك بخير و انك تحمل الكثير من المشاعر الايجابية فهم قادرون على نقل مشاعر التفاؤل و الامل و الايجابية و الحماس التى يحملونها الى غيرهم بحرفية شديدة
هؤلاء هم من يتمتعون باعلى درجات الذكاء العاطفى




و يظهر هذا التألق العاطفى عند التعامل مع من يكون في ذروة غضبه فمن يتميز بهذه المهارة لديه قدرة على التعاطف مع مشاعرالغاضب و احاسيسه ثم صرف نظر الغاضب عن موضوع غضبه بحكمة و جذبه الى اهتمام بديل يجعله يشعر بمجموعة من المشاعر الايجابية ...هذا على مستوى العلاقة المباشرة مع الآخرين
كذلك من يتمتع بهذه المهارة يمكنه التعبير عن مشاعر الجماعة الصامتة و قيادتهم نحو اهداف محددة مع معرفة كافية بمهاراتهم و دوافعهم تجعل هؤلاء الجماهير يشعرون بالحماس و الثقة و الدافعية في صحبة هؤلاء القادة
هؤلاء هم عظماء التاريخ الذين احدثوا التغيير فى اممهم و اتبعتهم الجماهير عن طواعية و حب و ليس بالاكراه و القوة هؤلاء هم القادة الطبيعيون الذين تحركوا بالجماهير نحو تحقيق اهداف الامة


****

انظروا الى شخصية الحبيب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الأثر الذى احدثه فى المحيطين به و كيف قاد امة جاهلة و غير بها وجه التاريخ لتكون خير امة اخرجت للناس ...لقد قادهم عن طواعية و حب و ليس بالاكراه و القوة



تاملوا شخصية مثل شخصية (عمر المختار ) الذى قاد امته نحو التحرر من المستعمر الايطالى و فقد حياته دفاعا عن قضية امته و كيف صورته السينما العربية تامله فى ثقته بنفسه ووعيه باهدافه و تحكمه فى انفاعلاته ...فى تفهمه لمشاكل الآخرين و تعاطفه معهم و رحمته بهم
تاملوا شخصية مثل شخصية غاندى الذى يضرب به المثل فى كتب الذكاء العاطفى الرجل البسيط الذى قاد امته نحو التحرر من الاستعمار البريطانى




و لنعد الى اطار الاسرة الذى نركز عليه
تحدثنا فى الدرس الثالث عن بعض المفاهيم التى نحتاج اليها فى تعاملنا مع الآخرين وكيف نتقبلهم بخيرهم وشرهم و كيف نحدد نقاط الاتفاق و نقاط الاختلاف معهم

**

كيف نفهم الآخرين بحسن الانصات اليهم
و كيف نتفاعل مع مشاعرهم بالمشاركة الوجدانية و التعاطف
دعونا نركز الآن على كيف نملك القدرة على تغيير مشاعر الآخرين بشكل ايجابى




اولا : عبر عن مشاعر الرضا عن الاخرين فان قناعتك و صدق احساسك سينتقل اليهم لا محالة
و هذه النقطة و ان كنا ذكرناها فى الدرسين الاول و الثانى من منطلق انها تؤثر على شعورك انت بالرضا عن الآخرين و السعادة بهم
الا اننا نذكرها هنا ايضا لان احساسك الصادق برضاك عن الآخرين و قدرتك على التعبير عن ذلك بحب تنعكس بلا شك بشكل ايجابى على مشاعرهم



اننا جميعا نحمل الكثير من نقاط القوة و بعض نقاط الضعف و قد اعتدنا على اسلوب واحد فى علاج نقاط الضعف هو اسلوب الاتهام و المواجهة بالاخطاء او اسلوب النقد و النصح المباشر




و لكن من انجح الوسائل فى احداث التغيير هو اسلوب التشجيع و التحفيز و المدح و بث الثقة
تخيل نفسك فى مجال عملك ...تحاول ان تنجز عملك على اكمل وجه ممكن ...و تبذل مجهودا كبيرا فى ذلك ..

.ثم ياتى رئيسك لينتقد جزئية لم تتم كما ينبغى ...تخيل مدى الاحباط الذى تشعر به



تخيل زوجة تصحو من النوم صباحا و تبدا فى اعمال المنزل ما بين تنظيف و ترتيب و غسيل الملابس و كيها ثم تدخل المطبخ و تعد اصناف متعددة من الطعام غير احتياجات الرضيع من رضاعة و


نظافة غير احتياجات الاكبر من مساعدة فى الدراسة .....و بعد يوم عمل مرهق يرجع زوجها لياكل ما اعدته من طعام قائلا : الملح اليوم زائد فى الطعام ...تخيل كم الاحباط الذى تشعر به
تخيل ابنك طوال العام منتظم فى مدرسته مؤدى لواجباته المدرسية مجتهد فى دراسته ثم ينقص بعض الدرجات فى امتحاناته النهائية ...فما يكون منك الا ان تقول له ؟ لماذا نقصت هذه الدرجات ؟
مهما كانت حجم الاخطاء ...عود نفسك على رؤية انجازات و مجهودات الآخرين ...اشكرهم على جهودهم و امدح انجازاتهم .....تعود على رؤية الجميل





و عندما تكون صادقا فى احساسك و تعبر عنها بحماس و صدق من المؤكد ان مشاعر الرضا هذه ستنتقل إلى الآخرين و سيشعرون و انت معهم بالسعادة و الحب ...انك تشعرهم بالثقة فى انفسهم ...بانهم راضون عن ذواتهم ..بان اعمالهم مقدرة و انجازاتهم محترمة و مشكورة .انك بهذا تمنحهم الحافز و الرغبة فى الوصول الى الكمال و تدارك الخطأ


حاول ان تجرب هذا الاسلوب ....ان له مفعول السحر

جربه مع ابنائك ...عندما يصيبهم الاخفاق فى امر ما ....عندما يخطئون اخطاء غير مقصودة .....عندما يتصرفون تصرف غير مرضى ....تفهم موقفهم و تعاطف معهم و انصت اليهم ثم امنحهم كلمات التشجيع و التحفيز و الثقة

******

- تفهم :اتفهم انك كنت لا تعلم ...اتفهم انك كنت لا تقصد ....اتفهم انك كنت غاضبا
- تعاطف :اشعر انك حزين ....انك تشعر بالخجل .....اشعر بمشاعر الاحباط لديك
- انصت : حبيبى ماذا حدث بالظبط ؟
- امنح التشجيع :انا واثق من انك ستنجح المرة القادمة
انك طفل مؤدب و اثق تماما انك لن تعود الى هذا التصرف
انك ذكى وستعرف كيف تتجنب هذا الخطا مستقبلا ...انا واثق من ذلك
و لكن احذر ان تكون كلماتك ....كممثل مبتدئ يحفظ الكلمات و لا يشعر بها



ان ابنائك فى منتهى الحساسية لهذه المواقف ....اقنع نفسك بما تقوله قبل ان تقوله .....انقل مشاعرك الى ابنك بصدق
انظروا كيف ابدع رسولنا الكريم فى تشجيع صحابته و بثهم الثقة و الاعجاب


فهذا امين الامة و هذا سيف الله المسلول و هذا الصديق و هذا الفاروق و هذا ولي رسول الله ...و هذا حواري رسول الله
عود لسانك على كلمات التحفيز و التشجيع : ممتاز ...هائل ...رائع ...بديع ....برافو ...بارك الله فيك ....




عود نفسك على كلمات الشكر :شكرا ....جزاك الله خيرا ...عاجز عن الشكر
مهما كان الانجاز بسيطا ....اشعر بها فى قرارة نفسك حتى تنقلها للآخرين
******


فالكلام الصادر من القلب يصل الى القلب ...و الكلام الصادر من اللسان لا يتجاوز الآذان
ولاء زوجة رائعة تتمتع بذكاء عاطفى متألق ...و يبدو ذلك فى تعاملها مع ابنائها
انها دوما تحافظ على حالتها النفسية سعيدة .... تستمتع بوجودها مع ابنائها ...فتلاعبهم و تشاركهم ...تسعد بصحبتهم و هم ايضا يسعدون بصحبتها



انها على وعى كامل بمشاعرها و افكارها حول تربية اولادها
و تضع خطة تربوية كاملة محددة الاهداف و الوسائل تتكامل فيها كل مكونات الشخصية التى تريدها فى ابنائها (الروحية و العقلية و العاطفية و الجسدية و السلوكية )


و تمشى بخطى ثابتة ....بطيئة و لكنها فعالة ...لا يصيبها الاحباط لاى فشل او خلل تراه فى ابنائها ...بل تدرك رسالتها كام و.تعلم ان بناء الانسان اصعب من بناء ناطحات السحاب و سفن الفضاء
تتفهم طبيعة الاطفال و تتفهم مراحلهم العمرية المختلفة ..


*****

...و تتفهم الحياة التى يعيشونها فى ظل ثورة اعلامية و اتصالية ضخمة ...تركز على المدح و التحفيز و بث المشاعر الايجابية .....تعلم تماما متى تتغافل و متى تعاقب ...تعاقب عقاب المحب و ليس عقاب المنتقم .....استطاعت بذكائها ان تجذبهم بعيدا عن التلفاز و العاب الفيديو و الكومبيوتر
تعلمت ولاء ان تربى ابناءها بالحب و ان تدفعهم الى ما تريد بدافع الحب
حبيبتهم (أم عبدالعزيز)
ثانيا : تعلم النقد البناء
نريد ان نتعلم كيف نواجه الآخرين باخطائهم مع ضمان ليس عدم جرح مشاعرهم فقط (الدرس الاول ) بل و بثهم مشاعر ايجابية تحفزهم لتدارك الخطأ
كلنا يكره ان يواجهنا احدهم باخطائنا ...كلنا نكره النقد او اللوم او حتى النصح
وجزء كبير من كرهنا لهذا ليس نابعا من عدم قدرتنا على مواجهةاخطائنا بقدر ما هو كرهنا للاسلوب الذى نسمعه
لاننا لم نتدرب على الاسلوب الامثل فى القاء مثل هذه الامور
كثيرا ما كان الاسلوب مصحوبا بالاتهام او اللوم و التأنيب
كثيرا ماكان مصحوبا بالسخرية و الاستهزاء




كثيرا ما كان مصحوبا بالتنقص و الدونية
والذكى عاطفيا لديه القدرة على تقبل الآخرين باخطائهم و تحديد اوجه الخلل (الدرس الثالث )



و الاكثر ذكاء هو من لديه القدرة على مواجهة الناس باخطائهم باسلوب رائع يشعرون فيه بالحب و الرغبة الصادقة فى اصلاح الخلل لمصلحتهم اولا و اخيرا و هذا ما نريد ان نتدرب عليه
و لكن كيف ذلك ؟
اولا : لابد ان تكون النصيحة او النقد و انت فى حالة نفسية هادئة ...لاتبادر ابدا بابداء النصيحة و انت فى حالة ثائرة (الدرس الثانى )
ان يكون طرح الموضوع على انفراد و ليس امام احد (فالنصيحة على الملأ فضيحة )حتى و ان كان لطفلك الصغير و كثيرا ما نتهاون فى هذا الامر .... فانتبه



تستحب المواجهة المباشرة ...حاول ان تتجنب وسائل الاتصال الاخرى ...فانها لا تنقل الاحساس الذى تريد نقله بفاعلية
ثانيا : حاول ان تتفهم موقف الآخر ...ما الذى دفعه الى ارتكاب هذا الخطا ....كيف كانت نظرته الى الموقف....ماهى العوامل التى ساعدته على ذلك ...


.هل هذا خلل فى مكونات شخصيته (افكاره و مبادئه و سلوكه ) ام ان البيئة المحيطة هى من اعانته على ذلك ؟....التمس له العذر (الدرس الثالث )
ثالثا : اجعل حديثك معه بشكل ودى ...تقارب جسدى يسمح بالتلامس المباشر (يدك على كتفه او يدك فى يده او يدك على فخذه ) ...تواصل جيد بالعين ...


.تحكم فى اى مشاعر سلبية تشعر بها ...اجعله يشعر بالحب من خلال نظراتك و نبرة صوتك و كلماتك ....و لن يشعر بها الا ان كانت مشاعرك صادقة حقيقية

رابعا : ابدا الحديث بمدح و ذكر حسناته و انجازات فى نفس المجال الذى أخطأ فيه (الدرس الاول )


خامسا : قاماذكر الخطا او الخلل بشكل محدد تماما بنقد السلوك الذى به ....اذكر خطا واحد فقط ....لا تعدد عدة اخطاء ...ابتعد عن نقد الهوية او الافكار او القدرات



سادسا : اسمح له بالحديث عما حدث و اصغ اليه باهتمام و انصات اظهر تعاطفك معه و تجاوب مع مشاعره بمشاركته و اظهار علامات التاثر الصادق ...اوقف تماما الافكار الناقدة لكلامه ....حاول ان تتعاطف معه (الدرس الثالث )


سابعا : اظهر ثقتك فيه و امدح طائفة اخرى من انجازاته فى نفس المجال

ثامنا : ساعده على تبين اوجه الخلل و وضع اقتراحات لتجنب العودة الى هذا الخطأ فان هذا يجعله يشعر انك تنشد الاصلاح و ليس مجرد النقد

تاسعا: اختم بذكر مشاعرك الايجابية ببث المدح و التشجيع و التحفيز و الثقة


امل زوجة محبة لزوجها سمير و لكنها تتجاوز الحدود الشرعية فى ارتدائها لحجابها ...فتلبس ما لا يليق بامراة محجبة ...يقرر زوجها ان يخاطبها فى هذا الامر


يفكر سمير مليا ....انا احب زوجتى ...و هى نشات فى اسرة غير ملتزمة ...و صديقاتها و اهلها يرتدون الحجاب بنفس

الطريقة ....انها لم يقو عندها الجانب الايمانى بعد ....هى ارتدت الحجاب فقط لتلبية رغبتى .....لازالت افكارها عن الحجاب انه مجرد غطاء للراس ....ان مشاعرها تجاه الحجاب لا تزال غير ايجابية ....سمير يحاول تفهم تصرف امل ...انها تلبس غطاء للراس غير محكم ...ملابس ضيقة ....تضع ماك اب (يحدد الاخطاء )
وفى ليلة ينتهز الفرصة لحديث ودى و ياخذها فى احضانه و يبث اليها مشاعر الحب الصادقة

*****
ثم يقول : انى احبك حقا ...و انا مقدر انك لبست الحجاب نزولا على رغبتى و شاكر لك هذا الفعل ...كما انك اصبحت مواظبة على الصلوات ماشاء الله .....(انجازات ).
و لكنى ارى ان غطاء الراس يظهر بعض شعرك ( خطا واحد فقط ) ...


.فما رايك ؟ (اسمح لها بالحديث ....تفهم ...تعاطف لا تتهم و لا تجادل ....استمع باهتمام )
اختم : انا متفهم جدا لما تقولين و اشعر بانك قد تبدين مختلفة عن المحيطين بك مما يسبب لك بعض الحرج....
ما رايك ان تستخدمى نوعا اخر من غطاء الراس محكم التثبيت ....ما رايك ان تستخدمى نوعا اخر من القماش ...ما رايك .....ما رايك ....( اعرض اقتراحات )
ختام : اثق انك ستداركين هذا الامر ..فانت دوما تتقدمين فى سبيل ارضاء ربنا ثم ارضائى و انا شاكر لك هذا كثيرا (بث الثقة )...

******
اخى الزوج ....اراك تقول انه امر صعب ....و قد تقول انه مستحيل ....ان زوجتى تستفزنى بالكلام .....انت لا تعلمين زوجتى و لسانها و صوتها ....لابد ان اصرخ و اغضب حتى تستجيب و تنفذ....لماذا اجهد نفسى كل هذا الجهد طالما انى ساحصل على نفس النتيجة بالاساليب الاخرى ؟
اتفق معك تماما على انك يمكن ان تحصل على نفس النتائج بالاساليب الاخرى ....و افضل منها ايضا ....و بسرعة اكبر

*******
و لكن فارق كبير اخى بين طاعة العبد لسيده و طاعة المحب لحبيبه
عندما يامرك رئيسك فى العمل بعمل انت لا تحبه و ليس لديك اى رغبة فى انجازه ...و عندما ترفض يتهددك و يتوعدك ....فتضطر الى عمله رغما عنك ....كيف ستكون درجة اتقانك لهذا العمل ؟و كيف ستكون مشاعرك و انت تنجز هذا العمل ؟ و كيف تكون مشاعرك تجاه رئيسك فى العمل ؟
ان العمل سيتم و لكن بقدر من المشاعر السلبية و التى من المؤكد ستخرج باساليب انتقامية استفزازية اخرى
و لكنك بهذا الاسلوب الحكيم ستضيف الى رصيدك العاطفى فى قلبها بحيث تجعلها اكثر رغبة فى تنفيذ ما تريد


******
و لا اعدك انك بهذا الاسلوب ستحصل على النتيجة المرجوة فى الحال فكن صبورا و كن متفهما فالتغيير لن يحدث فى يوم و ليلة ...امر استمر سنوات لن يتغير فى ايام


و تشتكى صفية من زوجها الذى لا يواظب على الصلوات الخمس و تشعر بحزن شديد و لكنها بما تحمله من ذكاء و حكمة تعلم ان الحديث المباشر لن يؤدى الا الى مزيد من العناد


&&&&
انها تتقبل : لقد كنت مثله و لولا ان من الله علي بالهداية لكنت ما زلت مثله ....قال تعالى (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم )....لن تنظر اليه نظرة تعالى و افضلية فانه العجب ...لن تنظر اليه نظرة دونية فانه الكبر ....بل هو زوجها و حبيبها
انها تتفهم : تتفهم البيئة التى نشا فيها ...اصدقاؤه ..


.عمله الذى لا يسمح له بوقت للصلاة او عمله المرهق ...ضعف الجانب الايمانى
ثم تتعاطف مع مشاعره : انه يشعر بالتقصير ... هو يشعر بالحزن و الاحباط من اخفاقاته السابقة وعدم انضباطه
تتعلم ان تبثه المزيد من الحب و التشجيع و التحفيز بالاشادة الدائمة باخلاقه و اعماله النبيلة و حب الناس له و حب الله تعالى له بسبب ذلك
تتعلم ان تشير اشارة سريعة فى وسط هذه الاشادة برغبتها الغامرة فى ان يحافظ على صلواته

******

انها تتركه حتى يكون لديه هو استعداد للحديث عن الامر ...لا تفاتحه هى بالامر لان الرجل ليس لديه القدرة على الحديث فى مشاكله فى اى وقت كالمراة
تقترح عليه اقتراحات مبدعة و متدرجة لتساعده على الالتزام بصلواته و كيف تساعده هى شخصيا على ذلك ...بمنتهى الحب و بمنتهى الاحترام و بمنتهى الرغبة الصادقة فى الاصلاح


******
نعم .... الاخرون يخطئون ...و لكن لا تنصب نفسك حاكما تحاكمهم على افعالهم
ركز على الهدف ....اجعل الهدف (كيف اوجد لديهم الرغبة و الحافز لتدارك اخطائهم ببث المزيد من المشاعر الايجابية ) .....و ليس (كيف اجعلهم ينفذون ما اريد )
و فارق كبير بينهما ....و هذا هو الذكاء العاطفى المتالق
ان قدرتك على تطبيق هذه المهارة مع ابنائك لها نتائج رائعة على تغيير سلوكياتهم السلبية
ان الاطفال اكثر حساسية للنقد منا نحن الكبار ....لانهم ما زالوا يفكرون بعاطفتهم و مشاعرهم فلا تزال عقولهم قاصرة عن فهم المفاهيم و القيم المجردة .


***********
و القاعدة السحرية تقول ( اظهر الخطأ كبقعة حبر فى الثوب الابيض ) ...اظهر الخطا باشارة سريعة و محددة جدا وسط الكثير من الايجابيات


تاملوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلم(نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل )
لم يقل : انت لا تقوم الليل ...لم يقل انصحك ان تقوم الليل ....لم يقل :لماذا لا تقوم الليل ؟
بل اشاد و مدح و جعل عدم قيامه الليل هو الخلل الوحيد
تذكر دوما بقعة الحبر فى الثوب الابيض


****
ثالثا : كيف تتعامل مع نقاط الاتفاق :
اوضحنا فى الدرس الثالث كيف نتقبل الآخرين بالرغم من اختلافهم عنا و كيف نسعى الى اكتشاف او خلق نقاط اتفاق بيننا و بينهم
و قلنا انك مرتبط بكل فرد من افراد اسرتك بخيط رفيع ...ابحث عنه...و اعمل على تقويته و الحفاظ عليه حتى تشعر بالسعادة و الحب



فكر فى كل فرد من افراد اسرتك ....و فكر ماهو الهدف المشترك الذى من الممكن ان نتشارك فى تحقيقه ؟
قد تكون اهداف بسيطة ....قد تكون اهداف دينية ....اهداف تربوية ...اهداف عملية ....اهداف دعوية ...اى شئ مهما كان بسيطا ...
زوجتك تريد ان تداوم على ورد قرآنى ..و انت كذلك ....تعاونا على تحقيق هذا الامر



ابنك يريد ان يتعلم الكومبيوتر و يتعرف على المزيد من البرامج ...و انت كذلك ....تعاونا على حضور دورات سويا
ابنتك تريد ان تتعلم فن الطبخ و انت تريدين اتقان بعض الاكلات ....ادخلا المطبخ سويا



والدتك تريد الذهاب الى اخيها و انت تريد ان تصل خالك ....اتفقا على الزيارة سويا
انت نفسك ...عندما تقرا هذه الدورة ...لم تجلس وحدك ...لم لا تشجع زوجتك ...ابنك ...بنتك ...اخاك ...اختك ...على ان تقرءوها معا و تتبادلا الافكار حولها و تتعاونا سويا على تطبيق ما بها

*******


الكثير من دورات مهارتى درستها مع ابنى البالغ من العمر 13 سنة ....نحل التمارين و الاختبارات سويا و نتعاون معا للتطبيق ...نفكر سويا كيف يمكننا التطبيق .....يراقبنى و اراقبه ...ينصحنى و انصحه


لما لا تجعل اباك ام امك مراقبا لمدى التزامك بتلك المهارات ....لم لا تنقل لهم هذه المهارات و تطلب منهم ان يراقبوا التزامك بها
انها امور بسيطة ...بسيطة ....ولكنها تشعر الآخرين بسعادة غامرة و انت فى صحبتهم...تذكر انت فى حاجة اليهم و هم فى حاجة اليك

*********
لا تنعزل فى حجرتك ثم تقل انا لا اشعر بالسعادة مع اهلى
انت من فرضت على نفسك هذه العزلة .....انت من رضيت بمصاحبة الكومبيوتر ساعات و ساعات و رفضت مشاركة اهلك ساعة


و لكن احذر من فرض اهدافك على الآخرين ...او من وضع اهداف تجبرهم على تحقيقها ....انك تجعلهم يشعرون بانك تستغلهم لتحقيق اهدافك انت ...لابد ان تكون هذه الاهداف نابعة منهم
امينة زوجة صالحة تريد ان تحفظ كتاب الله عز وجل اتفقت مع زوجها الذى يسعى الى نفس الهدف على ان يحفظا سويا بمعدل ثابت



يوميا ....كما اتفقا على ان تقرأ هى تفسير الايات و تشرحه لزوجها
رائد و مها زوجان علاقتهم بالكومبيوتر محدودة و لكن رائد لا يجد الوقت الكافى لحضور دورات ...تحضر مها الدورات و تقوم بتعليم رائد ما تعلمته فى كل درس .
ابحث عن اهداف تحققها مع ابيك ....مع امك ....مع اخوانك ....لا تفرض عليهم اهدافك ...بل اطرح عليهم الفكرة (فكرة الاهداف المشتركة )...و تشاركا سويا فى ايجادها و خلقها و ابدآ التنفيذ

*******
ساعدهم على اكتشاف انفسهم ...اكتشاف قدراتهم و مهاراتهم ....اكتشاف اهدافهم و التعاون و المشاركة معهم فى تحقيقها
شارك اباك فى صلاة الجماعة فى المسجد ....فى مشاهدة الاخبار ...فى مشاهدة المباريات ....فى اى نشاط يقوم به و تود مشاركته فيه



شاركى والدتك فى ترتيب المنزل ....فى المطبخ .....فى تحضير الطعام ....فى الزيارات ....فى المشتروات

هذه المشاركة توطد العلاقة بشكل كبير و تجعلك تستفيد من ارائه و افكاره و يستفيد هو من ارائك و افكارك ....و يجعلك تشعر انك لست وحدك ....بل ستجد العون و المؤازرة ان احتجت اليها فى اى وقت و يشعرون انك على اتم استعداد لتقديم يد المساعدة متى شاءوا



و الاكثر جمالا و روعة ان تساعد من تحب على تحقيق اهدافه الخاصة بمؤازرتك له عاطفيا و وجدانيا ببث مشاعر التثبيت والثقة و التشجيع او بالمساعدة المادية ان امكن


تعاونك مع عائلتك فى تحقيق الاهداف يؤكد معنى المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا و يجعلكم حقا عائلة متميزة