واجب الدرس الثالث::
من خلال دراستك لموضوع التحكم العاطفى ....اكتب رسالة الى انسان اوقع عليك اذى نفسى فى الماضى تخبره فيها بحقيقة مشاعرك و تطلب منه ان يساعدك على الصفح

: كيف تفهم الآخرين؟ يوم الثلاثاء..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحدثنا فى الدرسين الاولين من الدورة عن الجزء الخاص بالتعامل مع النفس فى الذكاء العاطفى كيف تفهم ذاتك ؟و كيف تطور قدرتك على التحكم فيها ؟...و تناولنا فى الاساس الجزئية التى يركز عليها الذكاء العاطفى و هى جزئية التعامل مع المشاعر و العواطف
فى الدرسين القادمين ان شاء الله تعالى سيكون تركيزنا على (الآخرين) و سيكون عن كيف تفهم الآخرين و كيف تؤثر فى الآخرين ؟
الكثير من المصنفين يصنفون هذا الجزء (جزء الآخرين ) على انه نوعا مختلفا من الذكاء و هو الذكاء الاجتماعى
و لكن الكثيرون ايضا يعتبرونه جزءا لا يتجزأ من الذكاء العاطفى و انا شخصيا اؤيد هذا التصنيف
فان الشخص الذى يفهم نفسه جيدا و يعبر عن رغباته و احتياجاته بحرية كاملة و لديه القدرة على تطويع نفسه لتحقيق اهدافه و منها اهدافه الاجتماعية غالبا ما يكون على درجة كبيرة من النجاح و التأثير اجتماعيا
اما الذى يفتقد مهارات الذكاء العاطفى النفسى فغالبا ما يفتقد القدرة على التعامل الناجح مع الناس لانه لا يفهم نفسه و لا يتقن التعبير عن احتياجاته و لا على التحكم فى انفعالاته فكيف يرجى من انسان لا يقوى على تغيير نفسه كيف يرجى منه تغيير الآخرين ؟
اننا بحاجة الى التدريب المستمر لجهازنا الوجدانى مع دوام الملاحظة و الرصد حتى نتمكن من احداث التغيير المنشود فى انفسنا اولا ثم فى مجتمعاتنا و منها مجتمعنا الصغير (الاسرة )
درسنا اليوم يتناول اول جزئية فى تعاملنا مع الآخرين (كيف تفهم الآخرين ؟)
و انه لسؤال صعب يصعب على الكثيرين الرد عليه
و عندما تسأل هذا السؤال ؟
منهم من يقول : انا قلبى دليلى ..انا افهم الانسان من اول نظرة ....يعتمد على الحدس اساسا فى تقييم الاشخاص
و منهم من يقول انا لا اعتمد على التقييم المبدئى و لكن لابد ان يتحدث معى لأعى كلامه و افهم مقاصده
و منهم من لا يبادر الى تقييم اى انسان الا بعد التعامل المباشر معه
عندما تقابل شخص ما لاول مرة فى حياتك فان فهمك له يبدا من ملاحظة مظهره و شكله العام و عندما يبدا فى الكلام تلاحظ كلماته و حركات جسده و اشاراته و اذا توطدت العلاقة تكتشف الجديد فى شخصيته و افكاره و قيمه من خلال كلامه ثم يبدا التعامل المباشر فى كشف المزيد عن شخصيته
و تلعب الملاحظة الحسية مع الحدس دورا هاما فى اعطاء الانطباع المبدئى ثم يكون الحديث و اسلوب الكلام ثم التعامل المباشر سواء كان تعامل اقتصادى او اجتماعى او عملى
و نحن من خلال هذه الدورة لن نتطرق الى اشارات الجسد و النظم التعبيرية و انماط الشخصية و ان كانت امور مهمة فى فهم الآخرين الذين نتعارف معهم لاول مرة او معرفتنا بهم لا تزال سطحية
و لكننا سنركز على ترسيخ بعض المفاهيم التى تساعدنا على تفهم
الآخرين الذين عايشناهم شهورا و سنوات داخل الاطار الاسرى
ان تفهمك للآخرين ينبع من يقينك بان سلوكياتك هى نتاج ما يحتويه عقلك و قلبك من مشاعر و خبرات و قدرات و افكار و قيم (كما ذكرنا فى الدرس الاول )
وان الآخرين كذلك ...ان سلوكياتهم هى افراز لما تحتويه عقولهم و قلوبهم ايضا من افكار و مشاعر و مهارات و خبرات اكتسبوها عبر سنوات
ان هدفى من هذا الدرس بالاساس ان اجعلك توقن تماما بهذا الاختلاف و تتعامل مع الآخرين على اساسه و ليس على اساس انهم يبغضوك او يعاندوك او يغيروا منك او غير ذلك من الاتهامات التى نتهم بها الآخرون ...و ظهر ذلك فى بعض اجابات التمارين فى الدرسين السابقين
اولا : نحن فى حاجة اولا الى ان نتقبل الآخرين كما هم اى ان نقبلهم بخيرهم و شرهم بحسنهم و قبحهم دون القاء الاتهامات و النقد المستمر
و دون ان نفسر سلوكياتهم على انها مشاعر سلبية متجه ضدنا لان مثل هذه الافكار غير ان فيها (اساءة ظن ) و قد قال تعالى (ان بعض الظن اثم )
الا ان هذه الافكار توغر الصدور و تؤجج مشاعر الانتقام و الكراهية
و مما يعيننا على هذا اليقين بأن الاختلاف سنة الهية
قال تعالى : (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم )
فمن المستحيل ان تجد اثنين فى هذا العالم متطابقين تماما فى الشخصية
حتى التوائم المتماثلة الذين يحملون نفس الجينات الوراثية و يعيشون فى نفس البيت و يدخلون نفس المدرسة تجد اختلافا فى شخصياتهم
و كما ان التطابق مستحيل فان الكمال ايضا مستحيل ...فلكل منا نقاط ضعف و نقاط قوة
و اقتضت حكمة الله تعالى ان نختلف حتى نتكامل ...اى يكمل بعضنا بعضا
قال الله تعالى : (يايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )
و قال جل و علا (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
فمن لديه نقص فى جانب يعوضه الآخر و من لديه قوة فى جانب يعين به الآخر حتى نظل فى احتياج دائم لبعضنا البعض و نظل فى انجذاب دائم لبعضنا البعض و بالتالى يقوى نسيج المجتمع و يتحقق
قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )
فالرجل بما ميزة الله من قدرة على التفكير العقلانى المنطقى يكمل المراة التى ميزها الله بالعاطفة الجياشة
و المراة التى ميزها الله بالقدرة على النظر الى تفاصيل ادارة البيت و تلبية احتياجات كل فرد على حدة تكمل الرجل الذى ينظر بشكل اكثر كلية الى الاحتياجات الكبرى للاسرة
و الاب الذى يسعى الى تلبية احتياجات الابن المادية يكمل المراة التى تسعى الى تلبية الاحتياجات العاطفية و النفسية
و لكن للاسف الشديد مجتمعاتنا اليوم و خاصة مجتمعاتنا الاسرية لم تتفهم هذه الحكمة العظيمة من هذا الاختلاف
فجعلت الاختلاف مثيرا للخلاف و ليس للتكامل ...و اصبح كل منا يعيش فى جزيرة معزولة حتى وسط اهله و داخل بيته .... يشعر انهم ليسوا فى حاجة اليه ...و هذا الشعور يزيد الفجوة بين افراد الاسرة الواحدة
كذلك مما يعين على التقبل ان تنظر الى نقاط الضعف لديهم على انها اختلاف و ليست عيوب يجب تغييرها حتى تنعم بالسعادة
فعندما ننظر الى واقعنا الاسرى و ننظر كيف تتعالى شكاوى بين الاباء و الابناء و بين الازواج و الزوجات و تتوالى الاتهامات
انه بخيل ...انها مسرفة
انه عصبى ...انها باردة
انه انانى ....انها مستبدة
انه ظالم......انها عنيدة
انه عديم الذوق ....انها تخنقنى بالواجبات الاجتماعية
لقد تعودنا أن نلقى بالاتهامات و ان ننتقد و ننعت من نحب بصفات لا نقبلها اذا وجهت الينا و لكننا فى الواقع قد نكون ظالمين فى هذه الاتهامات
صسئء
كيف؟
ساضرب لكم مثال بسيط :
ثلاث رجال : رجل بخيل .......و رجل متوسط الانفاق..... و رجل مسرف
كيف يرى البخيل المتوسط الانفاق ؟....يراه مسرف بالطبع ....و كيف يرى المسرف ؟ يراه مسرفا جدا
كيف يرى المسرف المتوسط ؟يراه بخيلا و يرى البخيل بخيلا جدا
و هكذا تختلف رؤيتنا للآخرين لاننا نقارنهم دوما بانفسنا ....فمن اكد لك انك الوسط المعتدل ؟
قد تكون مجانبا للوسطية الى احد الاطرف و لذلك سنختلف فى تقييمنا لبعضنا البعض
و يظهر ذلك بشكل واضح فى جلساتنا النسائية ...عندما تبدا جلسات الشكوى (الطبيعية) من الازواج
فنجد زوجة تشتكى من بخل زوجها ...فانه لا ينفق على البيت و طلباته كما تريد
و نجد اخرى تشتكى من اسراف زوجها فانه لا يدخر شيئا ابدا للمستقبل
و تتمنى كل واحدة فى قرارة نفسها ان تكون رزقت بزوج مثل الأخرى
و عندما تنظر الى البيتين و مستوى الانفاق فيهما و تعقد مقارنة بينهما لا تجد اختلافا كبيرا .
..بل الاختلاف فى شخصية الزوجتين
فالمراة التى تعودت على تلبية كافة طلباتها و الانفاق بلا حدود فى بيت والدها سترى زوجها بخيلا و انانى حتما حتى و ان كان معتدلا
و الزوجة التى تعودت على الادخار و على الانفاق المتوسط فى بيت والدها قد تجد زوجها مسرفا ان لم يفعل مثل والدها
ومن الفرضيات الجميلة فى علم البرمجة فرضية تقول (الانسان ليس هو سلوكه )
اى لابد فى تقييمنا للآخرين ان نفرق بين السلوك و الهوية
فعندما يتصرف شخص ما بشكل عصبى ليس معنى ذلك انه عصبى ...لانه قد يكون غير ذلك لكن الموقف فرض عليه هذه العصبية
ففارق كبير بين ان تصف السلوك و ان تنتقد الهوية و تلقى بالاتهامات
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحدثنا فى الدرسين الاولين من الدورة عن الجزء الخاص بالتعامل مع النفس فى الذكاء العاطفى كيف تفهم ذاتك ؟و كيف تطور قدرتك على التحكم فيها ؟...و تناولنا فى الاساس الجزئية التى يركز عليها الذكاء العاطفى و هى جزئية التعامل مع المشاعر و العواطف
فى الدرسين القادمين ان شاء الله تعالى سيكون تركيزنا على (الآخرين) و سيكون عن كيف تفهم الآخرين و كيف تؤثر فى الآخرين ؟
الكثير من المصنفين يصنفون هذا الجزء (جزء الآخرين ) على انه نوعا مختلفا من الذكاء و هو الذكاء الاجتماعى
و لكن الكثيرون ايضا يعتبرونه جزءا لا يتجزأ من الذكاء العاطفى و انا شخصيا اؤيد هذا التصنيف
فان الشخص الذى يفهم نفسه جيدا و يعبر عن رغباته و احتياجاته بحرية كاملة و لديه القدرة على تطويع نفسه لتحقيق اهدافه و منها اهدافه الاجتماعية غالبا ما يكون على درجة كبيرة من النجاح و التأثير اجتماعيا
اما الذى يفتقد مهارات الذكاء العاطفى النفسى فغالبا ما يفتقد القدرة على التعامل الناجح مع الناس لانه لا يفهم نفسه و لا يتقن التعبير عن احتياجاته و لا على التحكم فى انفعالاته فكيف يرجى من انسان لا يقوى على تغيير نفسه كيف يرجى منه تغيير الآخرين ؟
اننا بحاجة الى التدريب المستمر لجهازنا الوجدانى مع دوام الملاحظة و الرصد حتى نتمكن من احداث التغيير المنشود فى انفسنا اولا ثم فى مجتمعاتنا و منها مجتمعنا الصغير (الاسرة )
درسنا اليوم يتناول اول جزئية فى تعاملنا مع الآخرين (كيف تفهم الآخرين ؟)
و انه لسؤال صعب يصعب على الكثيرين الرد عليه
و عندما تسأل هذا السؤال ؟
منهم من يقول : انا قلبى دليلى ..انا افهم الانسان من اول نظرة ....يعتمد على الحدس اساسا فى تقييم الاشخاص
و منهم من يقول انا لا اعتمد على التقييم المبدئى و لكن لابد ان يتحدث معى لأعى كلامه و افهم مقاصده
و منهم من لا يبادر الى تقييم اى انسان الا بعد التعامل المباشر معه
عندما تقابل شخص ما لاول مرة فى حياتك فان فهمك له يبدا من ملاحظة مظهره و شكله العام و عندما يبدا فى الكلام تلاحظ كلماته و حركات جسده و اشاراته و اذا توطدت العلاقة تكتشف الجديد فى شخصيته و افكاره و قيمه من خلال كلامه ثم يبدا التعامل المباشر فى كشف المزيد عن شخصيته
و تلعب الملاحظة الحسية مع الحدس دورا هاما فى اعطاء الانطباع المبدئى ثم يكون الحديث و اسلوب الكلام ثم التعامل المباشر سواء كان تعامل اقتصادى او اجتماعى او عملى
و نحن من خلال هذه الدورة لن نتطرق الى اشارات الجسد و النظم التعبيرية و انماط الشخصية و ان كانت امور مهمة فى فهم الآخرين الذين نتعارف معهم لاول مرة او معرفتنا بهم لا تزال سطحية
و لكننا سنركز على ترسيخ بعض المفاهيم التى تساعدنا على تفهم
الآخرين الذين عايشناهم شهورا و سنوات داخل الاطار الاسرى
ان تفهمك للآخرين ينبع من يقينك بان سلوكياتك هى نتاج ما يحتويه عقلك و قلبك من مشاعر و خبرات و قدرات و افكار و قيم (كما ذكرنا فى الدرس الاول )
وان الآخرين كذلك ...ان سلوكياتهم هى افراز لما تحتويه عقولهم و قلوبهم ايضا من افكار و مشاعر و مهارات و خبرات اكتسبوها عبر سنوات
ان هدفى من هذا الدرس بالاساس ان اجعلك توقن تماما بهذا الاختلاف و تتعامل مع الآخرين على اساسه و ليس على اساس انهم يبغضوك او يعاندوك او يغيروا منك او غير ذلك من الاتهامات التى نتهم بها الآخرون ...و ظهر ذلك فى بعض اجابات التمارين فى الدرسين السابقين
اولا : نحن فى حاجة اولا الى ان نتقبل الآخرين كما هم اى ان نقبلهم بخيرهم و شرهم بحسنهم و قبحهم دون القاء الاتهامات و النقد المستمر
و دون ان نفسر سلوكياتهم على انها مشاعر سلبية متجه ضدنا لان مثل هذه الافكار غير ان فيها (اساءة ظن ) و قد قال تعالى (ان بعض الظن اثم )
الا ان هذه الافكار توغر الصدور و تؤجج مشاعر الانتقام و الكراهية
و مما يعيننا على هذا اليقين بأن الاختلاف سنة الهية
قال تعالى : (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم )
فمن المستحيل ان تجد اثنين فى هذا العالم متطابقين تماما فى الشخصية
حتى التوائم المتماثلة الذين يحملون نفس الجينات الوراثية و يعيشون فى نفس البيت و يدخلون نفس المدرسة تجد اختلافا فى شخصياتهم
و كما ان التطابق مستحيل فان الكمال ايضا مستحيل ...فلكل منا نقاط ضعف و نقاط قوة
و اقتضت حكمة الله تعالى ان نختلف حتى نتكامل ...اى يكمل بعضنا بعضا
قال الله تعالى : (يايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا )
و قال جل و علا (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
فمن لديه نقص فى جانب يعوضه الآخر و من لديه قوة فى جانب يعين به الآخر حتى نظل فى احتياج دائم لبعضنا البعض و نظل فى انجذاب دائم لبعضنا البعض و بالتالى يقوى نسيج المجتمع و يتحقق
قول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا )
فالرجل بما ميزة الله من قدرة على التفكير العقلانى المنطقى يكمل المراة التى ميزها الله بالعاطفة الجياشة
و المراة التى ميزها الله بالقدرة على النظر الى تفاصيل ادارة البيت و تلبية احتياجات كل فرد على حدة تكمل الرجل الذى ينظر بشكل اكثر كلية الى الاحتياجات الكبرى للاسرة
و الاب الذى يسعى الى تلبية احتياجات الابن المادية يكمل المراة التى تسعى الى تلبية الاحتياجات العاطفية و النفسية
و لكن للاسف الشديد مجتمعاتنا اليوم و خاصة مجتمعاتنا الاسرية لم تتفهم هذه الحكمة العظيمة من هذا الاختلاف
فجعلت الاختلاف مثيرا للخلاف و ليس للتكامل ...و اصبح كل منا يعيش فى جزيرة معزولة حتى وسط اهله و داخل بيته .... يشعر انهم ليسوا فى حاجة اليه ...و هذا الشعور يزيد الفجوة بين افراد الاسرة الواحدة
كذلك مما يعين على التقبل ان تنظر الى نقاط الضعف لديهم على انها اختلاف و ليست عيوب يجب تغييرها حتى تنعم بالسعادة
فعندما ننظر الى واقعنا الاسرى و ننظر كيف تتعالى شكاوى بين الاباء و الابناء و بين الازواج و الزوجات و تتوالى الاتهامات
انه بخيل ...انها مسرفة
انه عصبى ...انها باردة
انه انانى ....انها مستبدة
انه ظالم......انها عنيدة
انه عديم الذوق ....انها تخنقنى بالواجبات الاجتماعية
لقد تعودنا أن نلقى بالاتهامات و ان ننتقد و ننعت من نحب بصفات لا نقبلها اذا وجهت الينا و لكننا فى الواقع قد نكون ظالمين فى هذه الاتهامات
صسئء
كيف؟
ساضرب لكم مثال بسيط :
ثلاث رجال : رجل بخيل .......و رجل متوسط الانفاق..... و رجل مسرف
كيف يرى البخيل المتوسط الانفاق ؟....يراه مسرف بالطبع ....و كيف يرى المسرف ؟ يراه مسرفا جدا
كيف يرى المسرف المتوسط ؟يراه بخيلا و يرى البخيل بخيلا جدا
و هكذا تختلف رؤيتنا للآخرين لاننا نقارنهم دوما بانفسنا ....فمن اكد لك انك الوسط المعتدل ؟
قد تكون مجانبا للوسطية الى احد الاطرف و لذلك سنختلف فى تقييمنا لبعضنا البعض
و يظهر ذلك بشكل واضح فى جلساتنا النسائية ...عندما تبدا جلسات الشكوى (الطبيعية) من الازواج
فنجد زوجة تشتكى من بخل زوجها ...فانه لا ينفق على البيت و طلباته كما تريد
و نجد اخرى تشتكى من اسراف زوجها فانه لا يدخر شيئا ابدا للمستقبل
و تتمنى كل واحدة فى قرارة نفسها ان تكون رزقت بزوج مثل الأخرى
و عندما تنظر الى البيتين و مستوى الانفاق فيهما و تعقد مقارنة بينهما لا تجد اختلافا كبيرا .
..بل الاختلاف فى شخصية الزوجتين
فالمراة التى تعودت على تلبية كافة طلباتها و الانفاق بلا حدود فى بيت والدها سترى زوجها بخيلا و انانى حتما حتى و ان كان معتدلا
و الزوجة التى تعودت على الادخار و على الانفاق المتوسط فى بيت والدها قد تجد زوجها مسرفا ان لم يفعل مثل والدها
ومن الفرضيات الجميلة فى علم البرمجة فرضية تقول (الانسان ليس هو سلوكه )
اى لابد فى تقييمنا للآخرين ان نفرق بين السلوك و الهوية
فعندما يتصرف شخص ما بشكل عصبى ليس معنى ذلك انه عصبى ...لانه قد يكون غير ذلك لكن الموقف فرض عليه هذه العصبية
ففارق كبير بين ان تصف السلوك و ان تنتقد الهوية و تلقى بالاتهامات

كذلك مما يعين على التقبل ان نبحث عن ايجابيات لهذا الاختلاف (و لن نقول العيوب بعد ذلك لانك قد تراها عيبا و اراه انا ميزة )
فان كنت ترى ان شريك حياتك عصبى المزاج ...فان اغلب العصبيين طيبى القلب سريعى الفئ و العودة و الاعتذار
و ان كنت تراه مسرفا ...ممكن ان تراه كرما و ليس اسرافا
و ان كنت تراه بخيلا ....فانك تراه يفكر فى مستقبل الاولاد و يدخر لهم ما ينفعهم
و ان كنت تراه شديد الحساسية ...فان اغلب هؤلاء يكونون حريصين على عدم ايذاء مشاعرك بما يجرحك
و مما يفيدك ايضا على التقبل هو الاعتقاد بان هذا الاختلاف ليس هو عندا او رغبة فى اثارة المشاكل او رغبة فى النكد كما يدعى الرجال ( زوجتى نكدية ) او النساء (زوجى يتفنن فى تعذينى )
فما منا احد يرغب فى احداث المشاكل بل هو نتيجة اختلاف التربية و البيئة و الخبرات و الافكار و جميع مكونات الشخصية و العوامل المؤثرة فيها و التى ذكرناها فى الدرس الاول و التى تجعل احد
الاطراف ينظر الى موقف ما على انه خطأ لا يمكن التغاضى عنه و الطرف الآخر يراه انه امر عادى جدا
فالرجل يرى ان مدح طعام امه او اخته امرا عاديا و المراة تراها انتقاصا لها
المرأة ترى ان مقارنة زوجها بابيها و اخيها و زوج اختها امرا عاديا و لكنه يراه انتقاصا له
الاب يرى ان الصياح و الشجار مع ابنائه امرا عاديا و الابن يراه اهانة
الابن يرى ان تاخره عن مواعيد الاكل و النوم امرا عاديا و الاب يراه تسيب و استهتار
و من الوسائل التى ساعدتنى شخصيا على تقبل الآخرين هو أن افرق بين ماهو خطأ شرعى و ما هو من الاعراف الاجتماعية
فالخطأ هو ما ورد فى شرع الله تعالى انه خطأ اى هو الخطأ الشرعى او هو المعصية التى لا يختلف اثنان على كونها خطأ ...و التى هى غالبا نقاط اتفاق بين جميع الناس
اما ما سوى ذلك من الامور التى ندخلها فى بند (العيب ) او (الذوق ) او (نظرتنا الى القيم او الصورة الذهنية لها )فقد نختلف فيها اختلافا بينا تبعا للبيئة الاجتماعية التى نشانا فيها
وكما قرأنا و تعلمنا من فرضيات البرمجة (ان لكل سلوك نية ايجابية )
فكما ان سلوكياتك نابعة من رغبة كامنة لديك فى احراز شئ ما ...و سواء عرفت انت هذا الشئ ام لم تعرفه بسبب نقص فى الوعى الذاتى لديك
فمن المؤكد ان الآخرين ايضا كذلك ...مهما كانت تصرفاتهم مشينة فانهم يحققون بهذا التصرف هدف ما او يشبعون حاجة معينة هم على وعى بها او ليسوا كذلك
كذلك تعلمنا ان (الخريطة ليست هى الواقع )
اى ان رؤيتك و تقييمك للموقف قد تكون مختلفة تماما عن رؤية الآخرين
و من اجمل ما قرأت من تشبيه لهذا الامر
افترض ان ثلاث عميان (فاقدى البصر ) طلب منهم ان يتعرفوا على الفيل و قيل لهم ان ما بين ايديكم هو الفيل
مسك احدهم الذيل وقال الفيل هو ذلك الشئ الطويل الرفيع الذى فى يدى
وقال الآخر ليس كذلك انه عريض و مفلطح ( يمسك باذن الفيل )
و قال الثالث لا انه طويل و سميك لانه يمسك بالخرطوم .
و احتد النقاش و تعالت الصيحات لان كل منهم مصر على رايه
نحن نختلف فى رؤيتنا للمواقف لان كل منا يراها من وجهة نظره هو و من منظوره هو
كذلك تعلمنا ان ( سلوك اى فرد هو افضل الاختيارات بالنسبة له )
نعم قد تتعجب من اختيارات بعض الافراد و من تصرفاتهم فى المواقف المختلفة و لكن عندما توقن انه يتصرف بناء على خبراته هو و على تفكيره هو فلن تتعجب
وعلى مستوى الاسرة نلاحظ هذا الاختلاف الواضح بين افرادها
فالذكر مختلف عن الانثى ( و ليس الذكر كالانثى )...الرجل بطبيعته الجسمانية و النفسية و العقلية و السلوكية مختلف تماما عن طبيعة الانثى
و داخل كل جنس اختلاف بين حسب اختلاف العوامل المؤثرة فى تكوين الشخصية
و الاباء مختلفون عن الابناء ...الاب بسنه و خبرته و طبيعة البيئة التى نشا فيها مختلف تماما عن ابنه
و الابناء انفسهم مختلفون ما بين ذكر و انثى و ما بين اختلافات فطرية و سلوكية اخرى
فانا مختلفة عن ابى و امى و عن اخى و اختى و عن زوجى و ابنى و بنتى ...لكل منهم شخصيته المميزة التى لابد ان أتفهمها و اقدرها و احترمها كما هى
ان بتفهمك لهذا الاختلاف ستكون قادرا على ان تتقبل الآخرين مهما كان اختلافهم عنك و ان تلتمس لهم العذر مهما كان سلوكهم و ان تكون اكثر رحمة و رفقا عن المخطئ مهما كان خطؤه
و لكن كيف يحدث هذا الاختلاف المشاكل ؟
اننا عندما نحب شخص ما وبدون وعى حقيقى باختلافاتنا فنحن لانفهم بعضنا البعض و لا نحترم اختلافاتنا و بطريقة ما تتسلل المشكلات و يتراكم الاستياء و ينتج الجفاء و الكبت و يضيع جمال العلاقة
ان هذه الاختلافات تظهر عادة بين الابناء و ابائهم فالاباء يريدون من الطفل ان يكون عاقلا حكيما هادئا خلوقا مثلهم لا يخطئ و ينسون انه طفل
ومع بداية سن المراهقة و الدخول فى مرحلة جديدة تتصاعد الخلافات حين يتعاملون مع المراهق ايضا على انه رجل كبير حكيم و يغرهم كبر حجمه و طوله و عرضه و ينسون انه ما زال يحمل من صفات الطفولة و الخبرة المحدودة و النظرة القاصرة الكثير
و مع تقدم العمر و الدخول فى تجربة الزواج تظهر هذه الاختلافات و لكن تظل الرغبة
المستمرة من الزوجين فى التمسك بلحظات الحب و البعد عن مواطن الخلاف مع عدم القدرة على حل المشكلات الناجمة عن هذا الاختلاف ...يظل هذا دافعا لتقديم التنازلات اما من طرف واحد او من الطرفين و لكن مع زيادة الضغوط و مجئ الاولاد تبدا هذه الاختلافات فى احداث الخلاف
و بدون ان نعى هذه الاختلافات سنكون على خلاف دائم مع بعضنا البعض لاننا نتوقع ان يشبهنا الاخر تقريبا و نرغب منهم ان يريدوا ما نريد و ان يشعروا كما نشعر
كنت اخرج مع زوجى للتسوق و بالطبع كاى امرأة تجذبنى الملابس و ادوات التجميل و ادوات المطبخ و الاثاث ...و كنت لا اجد من زوجى نفس الاهتمام بما اهتم .
.و كانت تراودنى فكرة انه يتهرب كى لا يشترى ...و لكن عندما تعلمت الاختلاف بين الرجل و المراة و ان المراة تهوى الجمال و ما يقرب اليه وان الرجل يهوى الاجهزة و السيارات و
الالكترونيات ...تفهمت الامر و اصبحت اشاركه اهتماماته رغبة فى التقرب اليه ...او اسمح له بالتسوق فى الاماكن التى يحبها و لا اعذبه بالوقوف بجانبى لمشاهدة ما لا يروق له
و تحضرنى قصة هدى التى جاءت تبكى يوما بعد زواجها بشهور ...انه لا يحبنى ...فعندما اغضب و ابكى ..يتركنى وحيدة مما يثير غيظى اكثر ...انه يتجاهلنى
قلت لها : حبيبتى ...
عندما تواجه زوجك مشكلة فى عمله مثلا ..ماذا يفعل ؟
قالت : احاول دوما ان اتقرب منه فى هذه اللحظات و ان ادعوه الى الفضفضة و لكنه يرفضنى و يطلب دوما ان يجلس وحده
قلت لها هذا مربط الفرس
الرجل مختلف عن المرأة ...الرجال غالبا عندما يواجهون مشكلة يريدون ان يختلوا بانفسهم للتفكير و بحثا عن حل لمشاكلهم ...اما المراة فانها تجد راحة كبيرة حين تجد من ينصت الى شكواها ويتعاطف و يفكر معها وقت الازمة
انك تقدمين الدعم الذى تفهمينه و هو يقدم الدعم الذى يفهمه...و لذلك لا يشعر كل منكما بحب الاخر
و لكن عندما نتفهم الاختلافات سنكون اكثر وعيا بما يحتاج الطرف الآخر فى هذه اللحظة و سنكون اكثر تقبلا لما يقدمه من اساليب للتعبير عن حبه
اننا نتوقع حين نحب شخصا ما ان يكون رد فعله و تصرفه تجاهنا باسلوب معين كما هو رد فعلنا و تصرفنا اذا كنا نحب شخصا ما و عندما نجد التصرفات و ردود الافعال مختلفة نشعر بخيبة امل كبيرة تمنعنا من التواصل بحب
مثال:
تشعر يارا بالاعياء الشديد ..فهذا حملها الاول فى شهورها الاولى ...و تتوقع من زوجها المحب ان يقدم بعض المساعدة فى اعمال المنزل ...و لكنه لا يقدم شيئا ..و تشعر بخيبة الامل و الحزن الشديد بسبب عدم مبادرته الى مساعدتها
و لكن عندما تتعلم مواطن الاختلاف ...و ان الرجل مختلف عن الانثى فى هذا الامر
فعندما تاتى والدتها او اختها فانها ستعلم بالظبط ماذا تحتاج يارا ..لانها امرأة تشعر بآلامها ...كما تعلم ما يحتاجه البيت فى هذا الوقت ...فستقوم بغسيل الملابس ...او تنظيف المكان الغير نظيف ..او اعداد الطعام
و لكن الرجل مختلف
الرجل لا يدرك انها تريد المساعدة من تلقاء نفسه ...الرجل لابد ان يطلب منه باسلوب هادئ و مهذب و غير آمر ...كما انه لابد ان يكون الطلب محددا ...ليس معمما ..اى لا تطلبى المساعدة فى اعمال المنزل و كفى ...بل كونى محددة ...من فضلك احضر طعام جاهز ...من فضلك ضع هذه الملابس فى الغسالة و قم بتشغيلها
كذلك عندما اتوقع ممن احبه ان يشبهنى فانا تلقائيا اوحى له دائما بانه ليس على ما يرام بشخصيته الحالية ..و هذه الرسالة عندما تصل الى الطرف الاخر ...تسبب الفشل و الاحباط فى العلاقة
فالاتهامات و النقد المستمر للطرف الآخر تصيبه بلا شك بالاحباط و احساسه بالعجز عن ارضاء حبيبه
عادل شخصية اجتماعية جدا و له الكثير من الاصدقاء و لكن زوجته علياء التى عاشت فى بيئة منغلقة الى حد كبير شخصية غير اجتماعية فهى لها صديقة واحدة فقط تلجا و ترتاح اليها
تشكو علياء من كثرة الواجبات الاجماعية التى يجبرها زوجها على ادائها ...فهذا زوجته انجبت ..و هذا تزوج حديثا ...و هذا مريض ..و هذا ابنه نجح ...غير عزائم و زيارات اصدقائه له و عندما تذمرت بدا يتركها وحيدة و يغيب كثيرا مع اصحابه
و يتهمها دوما انك انطوائية و لا تحبين الناس و لا تحبين اصدقائى
فبدأت تعود كما كانت و لكنها تشعر بالضغط الشديد نتيجة محاولتها التجاوب مع زوجها ان هذا السلوك قد يسعد عادل لمشاركة زوجته له اجتماعيا و لكنه يسبب ضغطا نفسيا شديدا على علياء يمكن ان ينفجر فى اية لحظة
ولكن عندما يتفهم عادل اختلاف زوجته سيكون اكثر تفهما و تقبلا و اقل نقدا و اتهاما
هالة ابنة بارة بوالديها و لكنها تشعر باهمال والدها لها ...انها تحتاج الى حبه ..ان الاباء حاليا و للاسف الكثير من الامهات لا يفهمون ما يحتاجه الابناء من احتياجات عاطفية و نفسية ..انهم يحتاجون الى الحب و التقبل و التشجيع و التقدير و المدح و بث الثقة فى انفسهم اكثر من احتياجهم للطعام و الملابس و الالعاب و أفلام الكرتون
عندما تتفهم هالة والدها و تتفهم انه يحبها و لكنه يحبها بطريقته هو باعطائها المال الذى تحتاج اليه
رقية فتاة رقيقة و حساسة تزوجت من عزمى الذى يتسم بالعقلانية و المنطقية هى تفكر بقلبها و حدسها و هو يفكر بعقله و حساباته
انها تريد ان تعيش اياما حالمة رومانسية و هو يريد ان ينهى اعماله المتأخرة
هى تريد ان تقضى الصيف فى مكان شاعرى و هو يريد قضاؤه فى مكان قريب من العمل
هى تريد ان تخرج معه الى اماكن هادئة رومانسية و عندما يخرج معها لا يتوقف عن مكالمات شركاؤه و عملاؤه و مرؤوسيه
هى تريد ان تعيش الرومانسية الناعمة و هو يريد ان يعيش النجاح و الانجاز
قصة متكررة فى اغلب الزيجات ...تحدث الكثير من المشاكل بسبب الاختلافات بينهما
هى تتهمه بالانانية و المادية و هو يتهمها بانها لا تقدر تعبه من اجلها و من اجل توفير مستوى مادى لائق
عن طريق فهم الاختلافات يساعدك على ان تصبح اكثر تسامحا و تحملا عندما لا يستجيب الطرف الآخر بالطريقة التى تريد
كذلك عندما تفهم هذه الاختلافات ستكف عن محاولة تغيير شخصيته...و سيكون تركيزك على تغيير طرق الاتصال و ردود الافعال و التجاوب معه و ان تنقل له احتياجاتك بطريقة يفهمها

الواجب :
اختر مشادة كلامية حدثت بينك و بين احد افراد اسرتك و حاول ان تتقمص شخصيته و تعرف كيف كانت قيمه و افكاره و مشاعره و مهاراته و خبراته التى دفعته الى هذه المشادة
مثال :
صديقة عزيزة وضعت مولودا جديدا فى فترة اختبارات نهاية العام الدراسى لاولادى و التى اعلن فيها حالة الطوارئ فاتوقف نهائيا عن الزيارات او الرد على التليفونات او اى انشطة اجتماعة اخرى ...صديقتى غضبت بشدة من تقصيرى فى الاطمئنان عليها و لو حتى تليفونيا
و عندما زرتها بعد انتهاء الاختبارات كان استقبالها سيئا و كلامها ينم عن غضب منى
وانا الان اتقمص شخصيتها ...و اتكلم بلسانها
القيم : انا اقدس قيمة الصداقة و اعتبرها من اولوياتى الاولى قبل بيتى و اولادى .
الافكار : ام عبدالعزيز صديقتى و اعتبرها بمثابة اختى الكبرى ...كنت اتوقع منها ان تقف بجانبى اثناء ولادتى و خاصة و نحن فى الغربة بلا اهل يقفون بجوارنا فى هذه الازمات ...
المشاعر : انا غاضبة منها بشدة فلم اكن اتوقع منها ذلك ابدا ....اشعر بالحزن الشديد لانها لا تبادلنى الحب الذى اكنه لها .
خبراتها : اعلم جيدا ان ام عبدالعزيز وقفت بجوار العديد من الناس فلماذا انا؟ ....يبدو انها لا تحبنى
مهاراتها : انا لا استطيع ان اصفح عنها ...كما لا استطع ان اظهر انى على ما يرام و فى قلبى مافيه ...لابد ان اشعرها بانها مخطئة فى حقى
ملحوظة : بهذا الاسلوب تستطيع ان تلتمس العذر للآخر مهما كان سلوكه سيئا
اختر مشادة كلامية حدثت بينك و بين احد افراد اسرتك و حاول ان تتقمص شخصيته و تعرف كيف كانت قيمه و افكاره و مشاعره و مهاراته و خبراته التى دفعته الى هذه المشادة
مثال :
صديقة عزيزة وضعت مولودا جديدا فى فترة اختبارات نهاية العام الدراسى لاولادى و التى اعلن فيها حالة الطوارئ فاتوقف نهائيا عن الزيارات او الرد على التليفونات او اى انشطة اجتماعة اخرى ...صديقتى غضبت بشدة من تقصيرى فى الاطمئنان عليها و لو حتى تليفونيا
و عندما زرتها بعد انتهاء الاختبارات كان استقبالها سيئا و كلامها ينم عن غضب منى
وانا الان اتقمص شخصيتها ...و اتكلم بلسانها
القيم : انا اقدس قيمة الصداقة و اعتبرها من اولوياتى الاولى قبل بيتى و اولادى .
الافكار : ام عبدالعزيز صديقتى و اعتبرها بمثابة اختى الكبرى ...كنت اتوقع منها ان تقف بجانبى اثناء ولادتى و خاصة و نحن فى الغربة بلا اهل يقفون بجوارنا فى هذه الازمات ...
المشاعر : انا غاضبة منها بشدة فلم اكن اتوقع منها ذلك ابدا ....اشعر بالحزن الشديد لانها لا تبادلنى الحب الذى اكنه لها .
خبراتها : اعلم جيدا ان ام عبدالعزيز وقفت بجوار العديد من الناس فلماذا انا؟ ....يبدو انها لا تحبنى
مهاراتها : انا لا استطيع ان اصفح عنها ...كما لا استطع ان اظهر انى على ما يرام و فى قلبى مافيه ...لابد ان اشعرها بانها مخطئة فى حقى
ملحوظة : بهذا الاسلوب تستطيع ان تلتمس العذر للآخر مهما كان سلوكه سيئا
الصفحة الأخيرة
على سبيل المثال :
*تامل وضع الشخص الذى آذانى و ماهى الضغوط التى تعرض لها
* قد يكون هذا الانسان لا يعلم مطلقا بما اوقعه من اذى على
*قد يكون لا يقصد الاذى فعلا
*قد يكون هذا التصرف جزءا من شخصيته يتصرف بها مع كل المحيطين به و لذلك فهو لا يقصد الايذاء بشكل شخصى
- عليك بسلوك ايجابى :
صارح من آذاك بمشاعرك وما سببه لك من الم
ودعونا نناقش هذه المسالة بشئ من التفصيل
إن الألم المكبوت يتحول إلى غضب ،و عندما تكبح آلامك ، فإنك تعيد توجيه هذا الغضب نحو ذاتك، ، إنه غضب لا غاية منه و لا هدف سوى توجيه تفكيرك نحو الإنتقام و شحذ رأسك بأفكار سيئة ،
و زعزعة ثقتك في ذاتك ، حيث تبدأ بالشك في مدى صلاحك .
إن إخبارك لمن جرحك بمدى ما سببه لك من ألم له عدة مميزات :
اولا : يساعد على التنفيس مما فى قلبك من غضب او حقد او غل او رغبة فى الانتقام
ثانيا :انه يعلم من آذاك بمدى ما سببه لك من أذى فقد لا يكون على علم بذلك او لا يقصد ذلك
ثالثا : لعلك تحصل على اعتذار او على تصور للظروف التى دفعته لهذا التصرف او تبرير مقبول او تعويض ممن اخطا فى حقك فان ذلك يساعد كثيرا على الصفح
و لكن قد ينطوي هذا السلوك على بعض المخاطرة لأن هذا الشخص قد يكون رد فعله سلبى
ماذا لو أطلق عليك هذا الآخر أنك : "مفرط الحساسية "
أو قال لك إن إحساسك بالألم لا يعنيه و لم يأخذ أحاسيسك على محمل الجد ؟
ماذا لو قال لك الآخر أنه جرحك بدافع من الغضب لأنك جرحته قبل ذلك ؟
و ماذا لو لم يتذكر هذا الشخص أنه قد جرحك أو أنكر ذلك أصلا؟
او ان يكون شخصا أنانياً بدرجة لا تسمح له بالفهم أو بالتذكر أو مناقشة الواقعة وقد ينتهي بك الأمر بأن تشعر بالإحباط ....مع الاحساس بالالم
أو قد يعانى هو بشكل لا داعي له مما يجعلك تشعر بالذنب او الحزن لأنك قد ناقشت الأمر.
و قد لا يكون الشخص مسيطراً على مشاعره بدرجة تسمح بحدوث محادثة آمنه أو عقلانية وقد ينتهي بك الأمر وقد أوذيت مرة أخرى.
و لذلك فانى اترك لحضرتك الخيار بين المصارحة او التنفيس بوسائل اخرى كالتى ذكرناها فى الدرس الاول (الكتابة مثلا )
اما المصارحة بشكل هادئ و متعقل و اما التنفيس بشكل آخر و الا .....
لا تخاطر بالمصارحة الا بعد ان تكون قد تدربت على القيام بها بشكل يضمن الا تؤذى مرة اخرى
من الممكن ان تتخطى هذه المخاطرة ...بتوقعها فلا تنتظر تعاطفا و تفهما من الآخر ...و خاصة ان كنت تعرف شخصيته ..... عبر عن مشاعرك و هذا يكفى .....و ذلك لان الكثير من الناس لا يستطيع ان يشعر بالتعاطف مع الآخرين .
كذلك فان اغلب الناس لا يستطيعون الاعتراف بالخطا ....حتى و ان شعر فى قرارة نفسه انه مخطئ ...فقد لا يعطيك الاعتذار او التبرير الذى تنتظره و لكنه يحاول التعويض باشياء اخرى
ففى العلاقة الزوجية نادرا بل يكاد يكون مستحيلا ان يعترف الرجل لزوجته بخطئه
وكذلك نادرا ان يعترف الاب بخطئه فى حق ولده
و لكن قد تشعر الزوجة ببعض التعويض العاطفى الذى يمنحه الزوج ...او يشعر الابن بهذا ايضا ..و يكون هذا كافيا جدا ....على شكل هدية ...نظرة حنان ...كلمة طيبة ....نزهة ...اى شكل آخر
ومن اكثر ما يؤثر على صحة العلاقة الزوجية هو هذا الكتمان للمشاعر المؤلمة....ومع استمرار الكتمان تتضخم المشكلات حتى يحدث الانفجار
و لذلك دعنا نضع بعض الخطوات التى من الممكن ان تساعدك على التعبير عن مشاعرك و لكن بشكل هادئ و متعقل
• إذا كنت قد رتبت لمحادثة وجهاً لوجه مع الشخص المعني، فحاول أن تدون وتتدرب على ما سوف تقوله فى المحادثة، إن ذلك سوف يساعدك على السيطرة على مشاعرك.
• تكلم فقط عندما تهدا و لا تتكلم و انت فى حالة عاطفية مشحونة (إن ذلك سوف يقلل مخاطر أن يلجأ الآخر إلى آليات دفاعية).
• لا تراوغ فى الكلام تكلم في الموضوع بأسرع ما يمكن لا تسرد مبررات و لا مقدمات
• حاول أن تتقمص ما يشعر به الآخر من أحاسيس حول إثارة الموضوع ...تقول : اشعر بان فتح هذا الموضوع يضايقك ...او اعلم تماما ان اعادة الحديث فى هذا الموضوع تغضبك
• لا تتهم الشخص الآخر بأنه يجعلك تشعر بأي شيء (أي "شعرت بـ ..."، وليس "إنك تجعلني أشعر بـ...")..... لا تقل ( انت ) بل قل (انا )
• لا تنسب إليه أية دوافع. بدلاً من ذلك، اطلب منهم مباشرة تقديم توضيح إذا كنت تعتقد أن ذلك سوف يساعدك على الصفح.
• أعترف بأية مسئولية من جانبك. ....اعتذر عن اى اساءة صدرت منك
• تحدث بلهجة هادئة وواقعية ومنبسطة (احرص على عدم استخدام نبرة صوت بها قدر من الاتهام او النحيب
• اختم بإبداء ملاحظات إيجابية موضحاً ماذا ستجني أنت (وربما الطرف الآخر أيضاً) إذا منحوك اعتذاراً أو شرحاً تأمل في الحصول عليه.
اعلم تماما ان الامر فى غاية الصعوبة ...بل قد يراه البعض مستحيلا
و لكنى اسالك سؤالا واحدا ....هل حاولت ؟...هل جربت ؟...حاول و قد لاتنجح و تزيد الامر سوءا ....حاول مرة اخرى و ستنجح بنسبة 5% و مرة اخرى بنسبة 10 % وكلما حاولت ان تتعلم كيف تعبر عن جروحك كلما زاد اتقانك للمهارة
تذكر ان : من حقك ان تابى الصفح و لكن ليس من حقك ان تستمر على معاقبة الآخرين على اخطاء ارتكبوها فى الماضى
تعلم التعويض العاطفى
نقصد بالتعويض العاطفي هو محاولة تعويض الاثر السلبى للجرح القديم بغيره ايجابى
هناك الكثير من الجروح العاطفية و النفسية التى تعرضت لها في حياتك الماضية و التى سببت في أنواع من العجز في شخصيتك ومهاراتك واحتياجاتك المادية أو في فرص الحياة امامك
- فالتربية المنغلقة مثلا قد تؤدى الى نقص المهارات الاجتماعية و نقص الخبرات
- التربية العنيفة و القاسية قد تؤدى الى ضعف الثقة فى النفس
-التربية المدللة قد تؤدى الى ضعف الشخصية و عدم تحمل المسئولية
- زوج خائن افقدك الثقة فى كل الرجال
- زوجة متسلطة افقدتك القدرة على السيطرة على حياتك
- موت احد الزوجين ......حادث نتج عنه اعاقة جسدية ....كارثة مادية
هناك العديد من الاحداث التى اثرت بشكل كبير على تكويننا النفسى و التى نتجرع مرارتها و نعانى من آثارها حتى الآن
تحدث مع ذاتك بإيجابية لكي تركز ذهنك مرة أخرى على ما تستطيع فعله :
اننى لن استطيع ان اعيد الزمن و اغير الحدث و لن استطيع ان امنع تاثير هذا الحدث على و لكننى أستطيع تغيير تأثير الجرح على حياتي و أستطيع أن أمنح نفسي بعض التعويض للتلف الذي حدث بالفعل
إن هذه الخطوة تعنى التخطيط بعيد المدى وبعض العمل المتواصل
-مثال: الطلاق- فقدان عزيز او صديق - الخجل المزمن الراجع الى العيش في حياة معزولة في الطفولة-
-التعويض :اصنع صداقات جديدة -التحق بناد اجتماعي- او بمركز رياضي- إجازة بمفردك.
مثال :سنوات من المعاناة من زوج متسلط / أب متسلط/ نبذك من قبل اهلك
تعويض :دورة للتدرب على تطوير الذات وبناء الثقة و مهارات التواصل
المثال :الإنجاز القليل في المدرسة بسبب الصعوبات العائلية أو الإعاقة/ الرسوب في امتحان صعب.
التعويض :التعلم الدراسي الأكاديمي/ تعليم الكبار/ المزيد من القراءة/ شراء موسوعة أو أقراص مضغوط.
المثال :الآباء الطموحون أو الأنانيون الذين يفشلون في ملاحظة وتطوير الإبداع الكامن فى ابنائهم - المدرسون المتسلطون في المدرسة الذين لا يقدرون الا التعلم الأكاديمي لا غير
التعويض :تنمية الإبداعية / التحق بمجموعة التدرب على الكتابة الإبداعية/ حضور فصل من فصول الكتابة أو الفنون/ تعلم وحفظ القران الكريم
عائشة زوجة على درجة كبيرة من الذكاء العاطفى ....تزوج زوجها باخرى بعد زواج سعيد دام عشرون عاما و ابناء و بنات على وشك الانتهاء من دراستهم الجامعية ليس لشئ الا لرغبته فى الزواج الثانى ....لم يتهمها باى تقصير
تالمت عائشة كثيرا ....وقضت الليالى الطوال تغلق عليها باب حجرتها وحيدة تبكى بكاء حارا
و لكنها تساءلت بعد فترة : و ماذا بعد ؟
هل ساقضى عمرى القادم اتجرع مرارة الالم ...هل استسلم للاحزان ؟ ...ان و حدتى هذه قد تصبنى بالاكتئاب المرضى الذى ساعجز معه على تكملة رسالتى كأم ...و على ان اكمل حياتى كانسان ...كانسان من حقه ان يعيش سعيدا
تساءلت :
الزواج حدث و انتهى ....و الالم حدث و لابد ان ينتهى اليوم ....بل الآن
(و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم )
لابد ان افكر بشكل اكثر عقلانية و اكثر حكمة
قد يكون له العذر فيما يراه من اشكال و الوان النساء
قد يكون من حقه ان يمارس حقا له...و ليس من حقى الاعتراض
اليس هذا افضل من ان يقع فيما حرم الله
اليس هذا افضل من ان اتجرع مرارة وفاته و تركى وحيدة بمسئوليات لا اقوى على حملها
ماذا ساخسر من هذا الحدث ؟ ماهى السلبيات ؟ و كيف يمكن التغلب عليها ؟
ماذا ساكسب من هذا الحدث ؟ ماهى الايجابيات ؟ و كيف ساتمكن من استغلالها ؟
كتبت عائشة فى ورقة كبيرة (زوجى )
كتبت كل مشاعرها ....احزانها ...آلامها
و بعد ان افرغت شحنتها العاطفية ....
قالت لنفسها : دعينا نفكر بشكل اكثر منطقية
خسرت (نصف زوجى )...
..يكفينى النصف الآخر و يمكن تعويضه بحب ابنائى و حب والدى و حب اصدقائى
خسرت نصف ماله ...يكفينى و يكفى اولاده و زيادة
خسرت ثقتى فى نفسى .... انا لم اقصر فى حق زوجى ....عشت عشرون عاما زوجة صالحة باعترافه....فلماذا اخسر ثقتى بنفسى
خسرت نظرة المجتمع لى و لكن المجتمع ظالم فى نظرته بصفة عامه ....يظلم الاولى و يتهمها بالتقصير ....و يظلم الثانية و يتهمها بانها (خطافة رجالة ) ...و يتهم الرجل بانه (عينه زايغة )
لا اهمية لما يقوله الناس ....و لا ما يرونه ....يكفينى ثقتى بنفسى و رضاى عن نفسى و كفى
قالت :كسبت نصف وقتى و نصف جهدى ......كيف ساستغله ؟ ساستغله فى المزيد من العناية باولادى و المزيد من العناية بوالدى
ولكن كيف استغل هذا الوقت فى عمل احبه ؟
اتدرون ماذا فعلت ؟
بحثت عن عمل ....عملت فى دار للايتام .....تقضى فيه اغلب وقت فراغها بعد الانتهاء من مسئولياتها .....عوضها الله تعالى بصبرها و مجاهدتها بحب اكثر من مئة طفل ....و افرغت شحنتها العاطفية فى حبها لابنائها الجدد
تساءلت كيف يمكن لى ان اتجنب مشاعر الالم من جراء زواجه ؟
عبرت عن المها لزوجها
اتفقت مع زوجها على شئ : الا يذكر نهائيا زواجه الثانى باى شكل من الاشكال ...لا تقارن بينى و بينها ....لا تذكر اى شئ عنها سواء بالطيب او بالسئ....حتى لا تشتكى
منها ....لا اريد ان اشعر نهائيا بزواجك .....غيابك اعتبره سفر لاداء عمل و كفى
استطاعت عائشة ان تكمل مسيرتها بذكائها العاطفى و تحكمها الانفعالى....استطاعت ان تصفح ...استطاعت ان تعوض نفسها عاطفيا ...استطاعت ان تعيش كزوجة و كأم...
و استطاعت ان تكمل حياتها بسعادة اكبر بدورها الجديد فى حياة ابنائها الجدد