أ. خلود الغفري


لكن عندي ملاحظة على جميع اسئلتك التي لا صارت ولا استوت..

وظننتِ انك بها عرفتِ من اين تؤكل الكتف..


الا تعتقدين انك كررتِ اسئلة هي عبارة عن مثاليات مسلسلات وكتب؟؟؟
ما هدفك في الحياة؟
هل تصلي في المسجد؟
هل انت بار بوالديك؟
ما مفهومك للزوجة الصالحة؟؟؟





هل تبحثين عن زوج مثالي حقا؟؟

ام انك حاولتِ احضار افضل اسئلة تعكس تطلعاتك الى المثالية التي حشاها الاعلام والناس في عقلك؟؟؟




عزيزتي..
دعيني اقول لك شيئا.. وحاولي لمرة واحدة ان تفكري خارج الصندوق..



زواجك المثالي اياه لن يتوقف على شروط مثالية براقة ومرصوصة بعناية..
ولن يتوقف على سؤال الخاطب عدة اسئلة.. رغم اهميتها في التوافق والقبول المبدئي..
وكذلك لن يتوقف على تحقيق والدك واخيك حول عريس الغفلة.. رغم اهمية وضرورة ذلك..



لا انكر ابدا اهمية ما سبق..


ولكن بالبداية والنهاية.. فان زواجك سيتوقف على امر واحد:



ماذا تريدين انتِ؟
وكيف “تعكس” حياتك ما تريدين؟؟؟؟



عندما تطلبين وتكررين في جمييييع مطالبك.. انه يصلي في المسجد..

طيب.. يصلي في المسجد يعني انه يصلي صلواته كلها في وقتها.. خلف الامام.. صح؟؟

اذن.. هل تصلين صلاتك في اول خمس دقائق بعد الاذان.. في وقتها

دون تأجيل عشان صديقتك بالتلفون او وراكِ محاضرة.. او قاعدة تفرفري في النت؟؟؟

هل تتركين كل شيء في يدك وقت الصلاة.. وتفعلين ذلك في كل صلواتك؟؟


عندما تطلبين ان يكون العريس بارا بوالديه.. وعلاقته جيدة مع اهله..

هل انتِ بارة بوالديكِ؟ هل تهدين امك قبلة كل صباح؟ ما تقولي الا حاضر ونعم.. وعلى راسي..

والا ممشية الدنيا على كيفك ومعانداها صباح مساء ومطلعة عينيها وعينين ابوكي كمان؟؟؟؟


ماذا تريدين؟؟


هل تريدين شخصا يقدر الحياة الزوجية ويتحمل المسؤولية….؟

فهل تتحملين مسؤولية اخوتك الصغار.. او مسؤولية دراستك الجامعية..

او مسؤولية ما توكلك به والدتك من اعمال في البيت..

والا تقولي: ما خصني.. مالي دعوة.. اتركوني انا حرة..

اوووه متى استقل عنكم ويكون لي بيت لوحدي؟؟؟؟




ارجووووكِ.. كفي مرة عن المثاليات وطلقي الكتب المحشوة بها..
وتعالي اجلسي هنا جلسة مصاااارحة واكشفي جميع اوراقك..



والا اقولك.. تمالكي انفاسك وخذي لك رشفة سحلب اولا




اليوم حديثي خفيف.. بخفة السحلب ورشاقته..

لن اطيل او اثقل عليكِ.. طالما انكِ اعتدتِ وتيرة الدورة وعرفت خبايا التقييم فيها..


حديثي هو عن “من؟” في خطوتين:


الخطوة الاولى: من تريدين؟


بعيدا عن القائمة التي وضعتها مسبقا في ردك على المحاضرة الاولى..

ستتعلمين اليوم كيف تحققين التوازن في شروطك فيمن يتقدم الى خطبتك،

ولكي لا تركزي على جانب واحد متأثرة بتجارب من حولك،

او جدول املاءاتهم عليكِ، او بتجربة زواج فاشلة مررت بها..




اقترح عليكِ ان توزعي طلباتك وشروطك على سبعة جوانب فيما تريدينه من “من؟“:


١. الجانب الديني :

ما يتعلق بدينه (كالصلاة والالتزام بالعبادات وغيرها)


٢. الجانب الاخلاقي/الشخصي:
ما يتعلق بشخصيته واخلاقه (كالصدق، الصراحة، الهدوء، المرح. الرومانسية.. الخ)


٣. الجانب العائلي:

ما يتعلق باسرته.. علاقته مع والديه واخوته واخواته واهله


٤. الجانب الاجتماعي:
روتين حياته.. يحب السهر او السفر.. .. جنسيته.. قبيلته..

علاقاته مع اصدقائه.. انشطته او علاقاته الاجتماعية.. الخ


٥. الجانب الوظيفي/المادي:

وظيفته.. مركزه.. راتبه.. سيارته.. طموحه المستقبلي.. اهدافه.. الخ


٦. الجانب العلمي/الثقافي:

شهاداته.. دوراته.. خلفيته السقافية.. مفاهيمه حول الزواج والابوة والتربية.. الخ


٧. الجانب الصحي/الشكلي:

التدخين.. القدرة على الانجاب.. الشكل الرياضي.. طويل واملح.. قصير وأعرج.. الخ


حددي في كل جانب من الجوانب السابقة شرطين اثنين..

لا يمكن ان تتنازلي عنهما بأي حال من الاحوال!


يمكنك ان تضعي شروطا اكثر، لا بأس..

اغرفي كما تشائين طالما اننا فتحنا دكان الشروط مؤقتا ..

ولكن حددي شرطين اثنين لا يمكن التنازل عنهما الان.


خلاص؟
أ. خلود الغفري

الخطوة الثانية: اكتبي ثم قيّمي


احضري نوتة السعد اياها وحددي شروطك.. اكتبييييييها..


واطلب منك الا تنسي ثلاثة امور:


١. كل شرط تكتبينه، يجب ان يصب في اهدافك (راجعي اسس القرار الناضج)
ويجب ان يعكس حياتك الفعلية، فلا تطالبي بشيء انتِ تفتقدينه!


٢. في حال كان الامر لديكِ سيان، يعني لا يهمك عائلته او وظيفته او شكله او او ..

فاتركي المكان خاليا..



٣. تركتُ لك خانة احتياط خاصة بك حول شروطك الشخصية المباشرة

مثل رغبتك في الانجاب في اول سنة زواج (او عدمه)،

رغبتك في اكمال تعليمك، رغبتك في التوظيف،

رغبتك في السكن بالقرب من اهلك.. الخ..

ضعي ايضا شرطين لا تتنازلين عنهما (ثم زيدي عليهما كما تشائين)


ثم قيمي نفسك في البوصلة كما هو موضح:




4





ضعي اشارة صح امام كل شرط وضعته

(بغض النظر عن مضمون الشرط..

المهم انك قررتِ ما هو هذا الشرط الذي يتوافق مع اهدافك وطموحاتك في الحياة والزواج)

ثم ضعي نقطة فيما يقابله على البوصلة :




5





الان قومي بوصل النقاط لديكِ (كما تدربنا في المحاضرات السابقة)

فيخرج لك رسم بياني اشبه بهذا الشكل:




6





في حال كانت شروطك كاملة :




7




وبهذا نكون قد انتهينا من تقييم ما يتعلق بك..

او “هي” على بوصلة الخطوبة.




وبانتظار عريس الهنا اياه.. ومع القسم الثاني من بوصلة الخطوبة: “هو


اخ انتهى السحلب بسرعة.. هل احضر لك المزيد؟؟


لا بأس.. ان كان الوقت متأخرا..




يمكنني في الجلسة القادمة ان اعد لك كوبا من الشوكولاتة الساخنة في المرة القادمة..

ولكن سيكون معها مفاجآة بنكهة خاصة..




الى حين ذلك.. اتمنى ان تكوني انتهيت من تقييمك على الشكل التالي:


9






ليصبح اشبه بالشكل التالي:

8



الى حين المحاضرة القادمة.. والتي ستكون دسمة باذن الله..



اتمنى ان تجيبيني على سؤال متحذلق مفاده:


في حال استوفى الخاطب كامل شروطك.. وكان عريس احلامك فعلا.. فما الذي يمكنك تقديمه لهذا الزواج؟؟؟؟



او.. باسلوب اخر:


ما هي توقعات الخاطب التي يمكنك ان تحققيها خلال هذا الزواج؟




وبانتظار فضفضاتك المستقبلية مرة اخرى


أ. خلود الغفري


الصراحة افحمتني الردود كثيرا هنا وعبر المنتديات،
تراوحت ما بين ولاء شديد واخلاص مثالي وتصور لحياة زوجية كاملة،
وبين تردد في مقدار ما يمكنها تقديمه “حسب الظروف والجوابات”،
وبين من هي بايعتها بايعتها.. وان كثر الله خيرها بتعطيه وجه!
(ذاك الرد اغرقني في الضحك ولا ادري ان كانت جادة ام تمزح )



وبعدين ما هي حكايتك مع اسطوانة الافلام الهندية:
سأعطيه حبي وحناني.. سأغرقه بحبي وحناني


يا عمري.. لو كانت هيفاء او نانسي توزعان الحب والحنان على خشبات المسارح وشاشات التلفاز
لتاب
شبابنا وازواجنا عنهن من زماااان


ستأتي عليكِ في الزواج فترات اخر ما يحتاجه منك زوجك هو حبك وحنانك..
واخر ما تستطيعين تقديمه بعد استنزاف شرايين صبرك وعقلانيتك هو حبك وحنانك..

روحي تسقفي لك شوية من
كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة..
وكتاب ما يريده الرجال من النساء
(الكتاب لم يخرج بعد.. لكن لا يروح فكرك لبعيد..
انهم يريدونك ان تتركيهم في حالهم ولا تطالبيهم بالتغيير ابدا )


على العموم..

لنكن متفائلات ونقول بان ردودك بشكل عام قد نمت عن عقلية واعية بمسؤولياتك في الزواج،
ومدى رغبتك في اسعاد سعيد الحظ القادم بكل تفان واخلاص..



فيما عدا……



انه لدي بعض الاعترافات الصغيرة لك..


انا يا ستي قبل عشرين عاما تقريبا كنتُ مراهقة يافعة مقبلة على الحياة..
وكانت لدي طموحات هاااائلة.. ببناء اسرة افلاطونية..
اكون الزوجة الرائعة التي لا ترد لزوجها طلبا ابدا..
الام الرائعة التي لا تصرخ على ابنائها او تضربهم ابدا..
ربة البيت الممتازة التي لا يوجد في بيتها غبار ابدا.

كنت ارفض عمل المرأة.. واعتبره ذلا ومهانة لها..
واقول مستحيييل ان اعمل حتى لو بلغت اعلى الشهادات..
مكاني هو في بيتي بين زوجي واولادي وبس..

وكنت احب الاسرة الكبيرة… واريد دستة من الاطفال..
لا بل دستتين وثلاثة. كنت واثقة من نفسي جدا..
فانا الفتاة المتميزة التي تحقق اهدافها ويرى لي الجميع مستقبلا مشرقا في الزواج وبيت الزوجية.


ثم.. وما بين حرف الثاء والميم.. تنقلب الاعمال والموازين…


لا اذكر كم مرة “طنشت” طلبا لزوجي ..
ولا اذكر كم طبخة حرقتها او خناقة افتعلتها..
ولا احصي عدد المشاكل التي اشتعلت بيني وبينه..
ولا اذكر كم فكرت في خنقه او قتله وتعبئته في اكياس سوداء..

وكسرت جميع القواعد التربوية في التعامل مع ابنائي..
فلا اذكر كم مرة بهدلت او صرخت او ضربت..
وعندما انجبت ابني الاول.. جاءت ابنتي الثانية والثالثة (بالعاااافية)..
فقد كنت أشد شعري من دوشة الاطفال ومسؤولياتهم وخرابيشهم وفوضويتهم،
حتى انني طفشت وقررت التنازل عن مبادئي الافلاطونية
وقررت العمل في وظيفة خارج المنزل علّي اجد “
متنفسا” وسط كل ذلك الجنون !!



وبس.. وبقية قصة توبتي والعودة الى رشدي تعرفينها من مقالاتي عبر مدونتي استروجينات


ما اريد قوله.. هو اني سألتك : ما الذي يمكنك تقديمه لهذا الزواج؟


لثلاثة اسباب رئيسية:
أ. خلود الغفري
السبب الاول:

لاجعلكِ تعرفين انكِ وغيرك (الا القليلات) ما زلتِ تفكرين بالطريقة المثالية الضيقة اياها..

قولي لي مثلا..


لماذا لم تأتِ على سيرة حمولتك او “اهل زوجك” ضمن ما يمكنك تقديمه؟
الن يكونوا جزءا في حياتك بعد الزواج وسببا في سعادة زوجك؟
ام انه سيناريو اسقطته من حساباتك أملاً منك ان تكون صورة زواجك بيرفكت من غيرهم؟؟

لماذا لم تأت على ذكر الميزانية.. المادة.. كيف ستتصرفين حيالها؟؟

لماذا لم تأتِِ على ذكر اهدافك في الحياة
وكيف يمكنك تحقيقها في اطار الزواج وفي اطار سعادتكما معا؟

لماذا لم تتحدثي حول طريقتك في حل الخلافات المتوقعة بينكما؟
كيف ستتحملين اخطاءه وتغيراته وتسعين لادامة الحب بينكما؟

شوفي يا ستي..

العقلية الاستثمارية الفاشلة..
هي التي تسرح بخيالها وترسم افضل سيناريوهات وردية للمشروع
لتصاب بالشلل عند اصطدامها بأول سيناريو سيء!

والعقلية الاستثمارية الناجحة..
هي التي ترسم جميع السيناريوهات.. الجيدة والسيئة معا..
وتتحضر لجميع الاحتمالات معا..
وتعمل على انجاح المشروع عند مواجهتها لكل سيناريو!


الزواج مشروع استثماري وشراكة استراتيجية مدى الحياة..
اكررها للمرة الثالثة والعاشرة والالف..


وعندما تبدئين بالتفكير في الزواج على هذا الاساس..
عندها ستخطين اولى الخطوات للنجاح في زواجك ان تيسر باذن الله تعالى


اهاا.. وصلت الشوكولاتة الساخنة.. وفوقها كرة أيسكريم طلبتها خصيصا لاجلك من Mado..
محلات تركية مشهورة بانتاج الحلا واجود انواع البوظة الاصلية..
ستشعرين بها تمط وتذوب ببطء في فمك لتسكر عقلك بين المذاقين الساخن والبارد..
خذي لك رشفة.. ما رأيك؟؟





طيب.. ستقولين يا استاذة خيييير انتي وافلام الرعب هذه؟
لسه قبل محاضرتين كنتِ تحكين عن فوائد الزواج وايجابياته..
فلم اليوم انقلب حالك تبشرين بالسلبيات والسيناريوهات السوداء؟

اقول لك..

بان اجمل ما في الزواج هو ان تكون الامور تحت سيطرتك..
وان تفقدي السيطرة في نفس الوقت!

ان تتركي العنان لمشاعرك.. ولاوقاتك اللحظية وايامك بالقرب من زوجك وابنائك..
فتعيشين لحظات الفرح والالم والسعادة وا لحزن كلها دون تكلف او توقع..

بنفس الوقت.. ان تكون الامور تحت سيطرتك..
فتتعلمين من كل لحظة تمر بك لتكون لحظتك التالية افضل..
وتمتنين لكل المشاعر التي عشتها لتكون المشاعر القادمة اروع..
وتضيفين لرصيد خبراتك وتجاربك..
وما تعلمته قبل الزواج الى ما تعلمته بعد الزواج..
حتى يصبح لديك منه ارثا ومخزونا هائلا..
تنقلينه بكل فخر لابنائك والناس من حولك


ستعيشين في كل عام ازمة او ازمتين “على الاقل”…
تزلزل كيان زواجك وتوشك على تدمير وانهاء مشروع عمرك..

وفي نفس الوقت..

ستعيشين لحظات ومواقف مع زوجك وابنائك..
تستجدي دموع فرحك وامتنانك وشكرك لله رب العالمين!

لن ابااااالغ.. وكررتها عشرات المرات لمن حولي..


بأن الزواج كفاح يومي مستمر.. ضد الكثير من الدعة والهدوء وراحة البال..
لتصلي الى مستويات اعلى من الدعة والهدوء وراحة البال.. وهكذا دواليك


انتهينا من النصف الاول من دورة بوصلة الخطوبة تقريبا،
تحدثنا عن “هي” واسس القرار الناضج، “هي” والزواج، “هي” و”من؟”..
وكنت اود توفير ما كتبته اعلاه للمحاضرة الاخيرة،
لكن اردت فقط ان اوقظك من نومة العسل،
لتقفي امام خلية النحل وتتعلمي جديا كيفية جمع العسل


السبب الثاني:

هو انك ربما تساءلتِ عن توقعات عريسك حول ما يريده منك في اطار الزواج..
وهو ما سيكون في محاضرتنا لهذا اليوم..


محاضرة اليوم عن “هو”
هو بشحمه ولحمه هذه المرة.. جاء وطرق الباب اخيرا.. ليخطبك ويطلب يدك

وبغض النظر عن اختلاف مسألة عدد مرات الرؤية الشرعية باختلاف مجتمعاتنا،
لنفترض الاسوأ وانه لديكِ فرصة واحدة One Shot يعني..
فما هي افضل ثلاثة اسئلة يمكنك سؤالها للعريس؟
كيف تكتشفين دينه ودماثة اخلاقه؟


ستفعلين ذلك في خطوتين باذن الله: الحديث مع الخاطب، والتحقق من مصداقية الخاطب.


الخطوة الاولى: الحديث مع الخاطب

تتقدمين بكل ارتجافة جسدك الذي يتصبب بعرق الخجل تجلسين بجواره مطأطئة رأسك
لا تعرفين كوعك من بوعك (وربما الأخ ليس باحسن حالا منك)،
تغمغمين بدعوات غير مفهومة على استروجينات
وعلى استاذة خلود التي حرضتك على التحدث مع هذا العريس ليطمئن قلبك..

رغم انني اتمنى ان تكون هذه هي جلستك الثانية او الثالثة،
بعد ان شكّل القبول لديكما دافعا لمعرفة المزيد عن بعضكما (في وجود المحارم)
واعطاء القرار المصيري اخيرا..

ولكن لا تقلقي.. لدي اقتراح جميل لثلاثة اسئلة،
يمكن ان تساعدك في فهم عريسك بشكل افضل.. وبشكل غير مباشر


لا اشجع ابدا ان تسألي هذه الاسئلة بشكل مباشر، انما من خلال الحديث بينكما،
وبشكل عفوي بين اسئلة اخرى لديكِ،
مع التركيز على “كيفية رده” ولغة الجسد الخاصة به.


السؤال الاول: في كم تختم القرآن الكريم؟

هذا سؤال جيد لمعرفة علاقته بربه، وليس كما تعتقدين (وتعتقد اغلبنا) بصلاته في المسجد،
فكم نعرف من رجال يؤدون الصلاة كعادة وحركات، وهم لا يجدون غضاضة في ضرب او اهانة الزوجة.
في حين ان قراءة القرآن الكريم بانتظام، تعكس العلاقة الوثيقة بين العبد وربه، وتعكس محبته لدينه وبذله له.


السؤال الثاني: في حال حدوث خلاف بيننا في الزواج.. وهو امر طبيعي ووارد..
فما هو مرجعنا لحل هذا الخلاف؟
او..
كيف سيكون القرآن والسنة مرجعنا لحل مثل هذه الخلافات؟؟


وهنا افتحي باب الحديث معه.. واستشفي مقدار ثقافته “التطبيقية” حول دينه وسنة نبيه..
وحدود علمه بحقوقك كزوجة.. وحقوقه كزوج.. ومفهومه حول القوامة..
والزوجة الصالحة.. والابوة الصالحة من جهته ومن جهتك…. الخ



السؤال الثالث: على فرض ان الله لم يقدر لنا ان ننجب اطفالا.. هل تقبل ان نكفل أيتاماً؟

طبعا ربما سيثير دهشتك هذا السؤال (وربما حيرتك)..
فاعلمي ان ردة الفعل ستتفاوت مع كل خاطب

فان كان من النوع العجول غير الصبور.. او العصبي..
سيركز على الجزء الاول من السؤال وقد يهاجمك برده:
ماذا تقصدين بهذا السؤال؟ هل لديكِ مشاكل في الانجاب ولا تريدين الافصاح عنها؟

عندها يمكنك الرد بكل براءة بانه
لا توجد لدي مشاكل.. هل لديك انت مشاكل؟
لا مانع لدي في القيام بكشف صحي انا ليطمئن قلبك..
فهل لديك انت مانع للقيام بالمثل؟“…
وبهذا تضمنين الكشف الصحي بدون احراج


وان كان بطبيعته هادئا عاقلا، فانه سيركز على الجزء الثاني من السؤال،
وسيجيبك بكل اريحية .. استهدي بالله ولا تقولي مثل هذا الكلام..
وعلى العموم كافل اليتيم في الجنة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام..
وانه يقوم فعلا بكفالة الايتام.. وانه يتمنى حتى في حال الانجاب ان يكفل الايتام معك.. الخ ..

هذا الرد يعكس شخصية هادئة.. متوازنة.. حنونة ورحيمة..
ويعكس علاقة اسرية رائعة وبره بوالديه، وحبه لهما،
وهو ما سينعكس في تعامله معك مستقبلا..
فكافل اليتيم او من يكفل الايتام لا يمكن بحال من الاحوال
ان يكون قلبه قاسيا او عاقا لوالديه.


هذه الاسئلة وضعتها للقياس.. ولايصال الفكرة لديكِ..
يمكنك ابتكار اسئلة اخرى،
ويمكنكِ (ان كنتِ محرجة او لا مجال امامك) ايكال والدك او اخيك لسؤال الخاطب بها بذكاء،
مع متابعة نبرات صوت الخاطب، وسرعته في الرد ومستوى صراحته وغيرها،
لان ذلك سيكشف لك الكثير من شخصيته،
ويا حبذا لو انك تطبقين طريقة كشف الكذب من اتجاه العيون حسب البرمجة اللغوية العصبية
او تطلبين من اهلك من يراقبه في ذلك لو شعرتِ بالخجل اثناء الجلسة.

هذا نموذج (بتصرف) من احدى الردود المتميزة التي وصلتني
حول تجربة احدى الفتيات في سؤال الخاطب
(ولاحظي مقدار الذكاء الاجتماعي في اسئلتها):

الان.. كيف نطبق هذه الخطوة على بوصلة الخطوبة؟
أ. خلود الغفري
السبب الاول: لاجعلكِ تعرفين انكِ وغيرك (الا القليلات) ما زلتِ تفكرين بالطريقة المثالية الضيقة اياها.. قولي لي مثلا.. لماذا لم تأتِ على سيرة حمولتك او “اهل زوجك” ضمن ما يمكنك تقديمه؟ الن يكونوا جزءا في حياتك بعد الزواج وسببا في سعادة زوجك؟ ام انه سيناريو اسقطته من حساباتك أملاً منك ان تكون صورة زواجك بيرفكت من غيرهم؟؟ لماذا لم تأت على ذكر الميزانية.. المادة.. كيف ستتصرفين حيالها؟؟ لماذا لم تأتِِ على ذكر اهدافك في الحياة وكيف يمكنك تحقيقها في اطار الزواج وفي اطار سعادتكما معا؟ لماذا لم تتحدثي حول طريقتك في حل الخلافات المتوقعة بينكما؟ كيف ستتحملين اخطاءه وتغيراته وتسعين لادامة الحب بينكما؟ شوفي يا ستي.. العقلية الاستثمارية الفاشلة.. هي التي تسرح بخيالها وترسم افضل سيناريوهات وردية للمشروع لتصاب بالشلل عند اصطدامها بأول سيناريو سيء! والعقلية الاستثمارية الناجحة.. هي التي ترسم جميع السيناريوهات.. الجيدة والسيئة معا.. وتتحضر لجميع الاحتمالات معا.. وتعمل على انجاح المشروع عند مواجهتها لكل سيناريو! الزواج مشروع استثماري وشراكة استراتيجية مدى الحياة.. اكررها للمرة الثالثة والعاشرة والالف.. وعندما تبدئين بالتفكير في الزواج على هذا الاساس.. عندها ستخطين اولى الخطوات للنجاح في زواجك ان تيسر باذن الله تعالى اهاا.. وصلت الشوكولاتة الساخنة.. وفوقها كرة أيسكريم طلبتها خصيصا لاجلك من .. محلات تركية مشهورة بانتاج الحلا واجود انواع البوظة الاصلية.. ستشعرين بها تمط وتذوب ببطء في فمك لتسكر عقلك بين المذاقين الساخن والبارد.. خذي لك رشفة.. ما رأيك؟؟ طيب.. ستقولين يا استاذة خيييير انتي وافلام الرعب هذه؟ لسه قبل محاضرتين كنتِ تحكين عن فوائد الزواج وايجابياته.. فلم اليوم انقلب حالك تبشرين بالسلبيات والسيناريوهات السوداء؟ اقول لك.. بان اجمل ما في الزواج هو ان تكون الامور تحت سيطرتك.. وان تفقدي السيطرة في نفس الوقت! ان تتركي العنان لمشاعرك.. ولاوقاتك اللحظية وايامك بالقرب من زوجك وابنائك.. فتعيشين لحظات الفرح والالم والسعادة وا لحزن كلها دون تكلف او توقع.. بنفس الوقت.. ان تكون الامور تحت سيطرتك.. فتتعلمين من كل لحظة تمر بك لتكون لحظتك التالية افضل.. وتمتنين لكل المشاعر التي عشتها لتكون المشاعر القادمة اروع.. وتضيفين لرصيد خبراتك وتجاربك.. وما تعلمته قبل الزواج الى ما تعلمته بعد الزواج.. حتى يصبح لديك منه ارثا ومخزونا هائلا.. تنقلينه بكل فخر لابنائك والناس من حولك ستعيشين في كل عام ازمة او ازمتين “على الاقل”… تزلزل كيان زواجك وتوشك على تدمير وانهاء مشروع عمرك.. وفي نفس الوقت.. ستعيشين لحظات ومواقف مع زوجك وابنائك.. تستجدي دموع فرحك وامتنانك وشكرك لله رب العالمين! لن ابااااالغ.. وكررتها عشرات المرات لمن حولي.. بأن الزواج كفاح يومي مستمر.. ضد الكثير من الدعة والهدوء وراحة البال.. لتصلي الى مستويات اعلى من الدعة والهدوء وراحة البال.. وهكذا دواليك انتهينا من النصف الاول من دورة بوصلة الخطوبة تقريبا، تحدثنا عن “هي” واسس القرار الناضج، “هي” والزواج، “هي” و”من؟”.. وكنت اود توفير ما كتبته اعلاه للمحاضرة الاخيرة، لكن اردت فقط ان اوقظك من نومة العسل، لتقفي امام خلية النحل وتتعلمي جديا كيفية جمع العسل السبب الثاني: هو انك ربما تساءلتِ عن توقعات عريسك حول ما يريده منك في اطار الزواج.. وهو ما سيكون في محاضرتنا لهذا اليوم.. محاضرة اليوم عن “هو” هو بشحمه ولحمه هذه المرة.. جاء وطرق الباب اخيرا.. ليخطبك ويطلب يدك وبغض النظر عن اختلاف مسألة عدد مرات الرؤية الشرعية باختلاف مجتمعاتنا، لنفترض الاسوأ وانه لديكِ فرصة واحدة One Shot يعني.. فما هي افضل ثلاثة اسئلة يمكنك سؤالها للعريس؟ كيف تكتشفين دينه ودماثة اخلاقه؟ ستفعلين ذلك في خطوتين باذن الله: الحديث مع الخاطب، والتحقق من مصداقية الخاطب. الخطوة الاولى: الحديث مع الخاطب تتقدمين بكل ارتجافة جسدك الذي يتصبب بعرق الخجل تجلسين بجواره مطأطئة رأسك لا تعرفين كوعك من بوعك (وربما الأخ ليس باحسن حالا منك)، تغمغمين بدعوات غير مفهومة على استروجينات وعلى استاذة خلود التي حرضتك على التحدث مع هذا العريس ليطمئن قلبك.. رغم انني اتمنى ان تكون هذه هي جلستك الثانية او الثالثة، بعد ان شكّل القبول لديكما دافعا لمعرفة المزيد عن بعضكما (في وجود المحارم) واعطاء القرار المصيري اخيرا.. ولكن لا تقلقي.. لدي اقتراح جميل لثلاثة اسئلة، يمكن ان تساعدك في فهم عريسك بشكل افضل.. وبشكل غير مباشر لا اشجع ابدا ان تسألي هذه الاسئلة بشكل مباشر، انما من خلال الحديث بينكما، وبشكل عفوي بين اسئلة اخرى لديكِ، مع التركيز على “كيفية رده” ولغة الجسد الخاصة به. السؤال الاول: في كم تختم القرآن الكريم؟ هذا سؤال جيد لمعرفة علاقته بربه، وليس كما تعتقدين (وتعتقد اغلبنا) بصلاته في المسجد، فكم نعرف من رجال يؤدون الصلاة كعادة وحركات، وهم لا يجدون غضاضة في ضرب او اهانة الزوجة. في حين ان قراءة القرآن الكريم بانتظام، تعكس العلاقة الوثيقة بين العبد وربه، وتعكس محبته لدينه وبذله له. السؤال الثاني: في حال حدوث خلاف بيننا في الزواج.. وهو امر طبيعي ووارد.. فما هو مرجعنا لحل هذا الخلاف؟ او.. كيف سيكون القرآن والسنة مرجعنا لحل مثل هذه الخلافات؟؟ وهنا افتحي باب الحديث معه.. واستشفي مقدار ثقافته “التطبيقية” حول دينه وسنة نبيه.. وحدود علمه بحقوقك كزوجة.. وحقوقه كزوج.. ومفهومه حول القوامة.. والزوجة الصالحة.. والابوة الصالحة من جهته ومن جهتك…. الخ السؤال الثالث: على فرض ان الله لم يقدر لنا ان ننجب اطفالا.. هل تقبل ان نكفل أيتاماً؟ طبعا ربما سيثير دهشتك هذا السؤال (وربما حيرتك).. فاعلمي ان ردة الفعل ستتفاوت مع كل خاطب فان كان من النوع العجول غير الصبور.. او العصبي.. سيركز على الجزء الاول من السؤال وقد يهاجمك برده: ماذا تقصدين بهذا السؤال؟ هل لديكِ مشاكل في الانجاب ولا تريدين الافصاح عنها؟ عندها يمكنك الرد بكل براءة بانه ” لا توجد لدي مشاكل.. هل لديك انت مشاكل؟ لا مانع لدي في القيام بكشف صحي انا ليطمئن قلبك.. فهل لديك انت مانع للقيام بالمثل؟“… وبهذا تضمنين الكشف الصحي بدون احراج وان كان بطبيعته هادئا عاقلا، فانه سيركز على الجزء الثاني من السؤال، وسيجيبك بكل اريحية .. استهدي بالله ولا تقولي مثل هذا الكلام.. وعلى العموم كافل اليتيم في الجنة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام.. وانه يقوم فعلا بكفالة الايتام.. وانه يتمنى حتى في حال الانجاب ان يكفل الايتام معك.. الخ .. هذا الرد يعكس شخصية هادئة.. متوازنة.. حنونة ورحيمة.. ويعكس علاقة اسرية رائعة وبره بوالديه، وحبه لهما، وهو ما سينعكس في تعامله معك مستقبلا.. فكافل اليتيم او من يكفل الايتام لا يمكن بحال من الاحوال ان يكون قلبه قاسيا او عاقا لوالديه. هذه الاسئلة وضعتها للقياس.. ولايصال الفكرة لديكِ.. يمكنك ابتكار اسئلة اخرى، ويمكنكِ (ان كنتِ محرجة او لا مجال امامك) ايكال والدك او اخيك لسؤال الخاطب بها بذكاء، مع متابعة نبرات صوت الخاطب، وسرعته في الرد ومستوى صراحته وغيرها، لان ذلك سيكشف لك الكثير من شخصيته، ويا حبذا لو انك تطبقين طريقة كشف الكذب من اتجاه العيون حسب البرمجة اللغوية العصبية او تطلبين من اهلك من يراقبه في ذلك لو شعرتِ بالخجل اثناء الجلسة. هذا نموذج (بتصرف) من احدى الردود المتميزة التي وصلتني حول تجربة احدى الفتيات في سؤال الخاطب (ولاحظي مقدار الذكاء الاجتماعي في اسئلتها): الان.. كيف نطبق هذه الخطوة على بوصلة الخطوبة؟
السبب الاول: لاجعلكِ تعرفين انكِ وغيرك (الا القليلات) ما زلتِ تفكرين بالطريقة المثالية...




سنقتطع الجزء السفلي من البوصلة،
ونطبق عليه ما يخص هذه الخطوة حيث ستحتاجين لمعرفة خمسة محاور من المعلومات:

١. تلبيته لـ “من؟”


كم يتحقق في هذا الخاطب من شروطك الستة عشر التي وضعتها في المحاضرة السابقة حول “من؟”

هل تحققت كلها؟ نصفها؟؟

تذكري.. نحن نتحدث عن الشرطين الاساسيين اللذين لا تتنازلين عنهما في كل مجال من مجالات “من” الثمانية.
وما زاد على ذلك فهو خير وبركة..

ثم ضعي درجة امام كل شرط تريدينه وتحقق فيه
(ان تحقق شرط واحد وليس شرطين ضعي نصف درجة)


4


٢. تلبيتك لتوقعات “هو”

ما الذي يبحث عنه في زوجته المستقبلية؟؟؟ هل هذه المواصفات متوفرة فيكِ ام لا؟؟
حاولي الحصول على هذه المعلومات بطرق مباشرة وغير مباشرة بقدر الامكان
(عن طريقك وطريق اسرتك)
ثم ضعي درجة امام كل شرط يريده ويتحقق فيكِ فعلا.


5


٣. دعمك لـ “هو”


من اول محاضرة وانا تركتك على راحتك تشترطين.. طيب عزيزتي..
ما الذي ستضيفينه من دعم يحتاجه “هو” لتحقيق اهدافه وطموحاته وآماله
في الزواج وحياته عموما؟ ما الذي سيضيفه زواجه منك انتِ الى حياته؟

هل تعرفين اهدافه اصلا؟

ان كنتِ تعرفينها.. هل لديكِ فكرة عن كيفية مساعدته في تحقيقها؟؟؟

اعرفي اهدافه وطموحاته من خلال مقابلتك معه..
وضعي درجتك على مقياس من خمسة
(بحيث ان خمسة تعني انك تدعمينه بشدة،
وواحد يعني انه ليس لديك استعداد لدعمه ابدا)

٤. دعم “هو” لك

كم يستطيع “هو” ان يدعمك في هذا الزواج؟؟
كيف يمكن ان يدعم احلامك وطموحاتك واهدافك؟
دراستك تعليمك وظيفتك؟؟
امومتك تربيتك؟
علاقاتك الاجتماعية؟؟
طاعاتك وعباداتك؟ كل ما تريدينه في اطار الزواج الحلال؟؟؟؟؟
هل هو متفهم لما تحتاجينه وتريدين تحقيقه في حياتك؟ ١٠٠٪ ام ٧٠٪ ام…..؟؟؟

ضعي علامتك على مقياس من خمسة
(خمسة تعني انه يدعمك بشدة، وواحد يعني لا يدعمك ابدا)


٥. اكسترا..

ماذا لو لم يتحقق في الخاطب كل ما تحلمين به؟
ماذا لو كانت هناك شروط ناقصة (فيما لا يتعلق بأمور الدين الاساسية)
هل يعني انك سترفضينه ببساطة؟؟
اذن لم لا تبحثين عن المفاجآت التي يمكن ان تكون فيه
وتكسبه نقاطا يمكن ان تعوض عن شروطك الالزامية ولو قليلا؟؟

يعني مثلا ان يكون غنيا.. وانتِ لم تشترطي ان يكون غنيا اصلا..
او ان يكون طبيبا متميزا.. وانتِ اشترطتِ وظيفة عادية ومستورة..
او ان يكون له نشاط دعوي.. او حافظا للقرآن الكريم..
او ان يكون شاعرا له نفس ميولك الادبية..او ان يكون وسيما وطويلا..
او انه يعيش في نفس مدينتك.. ولم يكن هذا الامر من شروطك ولكنه كان ليسرك بالتأكيد..

ابحثي ونبشي بكل صدق عن المحاسن والايجابيات الاخرى لهذا الخاطب ..
وما قد يزيد من رصيده وقبوله لديك.. فيما هو غير وارد في قائمة شروطك..
وصدقيني.. ستجدين الكثييير من الامور الاضافية او “الاكسترا” فيه
وضعي لكل ايجابية او اكسترا جديدة درجة اضافية في بوصلتك


6


ستنتهي ببوصلة بهذا الشكل:


7


الخطوة الثانية: التحقق من مصداقية الخاطب



نصف الاجتهاد ان تسألي الخاطب اسئلة ذكية..
والاجتهاد كله ان تتحققي من اجابات خاطبك لهذه الاسئلة بذكاء!

ام سعيد.. ربة بيت لا اعرفها شخصيا ولكن اسمع عن اخبارها من حين لاخر،
فهي امرأة تملك ذكاء فطريا واجتماعيا رغم انها امية لا تقرأ ولا تكتب،
وربت دستة من الابناء والبنات بكل تفان وتضحية.
وعندما يحين سن الزواج لاحد ابنائها.. شمرت عن ساعديها..
وأخذت باللف هنا وهناك مع بعض من بناتها، بحثا عن عروس مناسبة..

وكان لها اسلوبا خاصا في البحث عن هذه العروس..
فهي لم تكن جليسة الاعراس لتتابع رقاصات.. عفوا..
فتيات الحفل وهن ينثرن ابداعاتهن على خشبة المسرح.. اقصد على منصة الكوشة..
يتنافسن فيما بينهن لجذب انتباه عيون الحموات المراقبة..
ويقلن لهن بذبذبات رقصاتهن: ها انذا.. زوجوني ابنكن!!!!

لا.. كانت ام سعيد امرأة بسيطة.. صحيح انها امية.. لكن لها نظرة ثاقبة لا تخيب..

كانت عندما تأتي منزلا فيه فتاة في سن الزواج.. تدق على اصحابه..
ثم تقول انها مارة في الطريق.. وتطلب منهم شربة ماء بسبب الحر الشديد..
وترقب ردة فعل اهل البيت!!!!


فان غضبوا او اجابوها ببرود ونفور، تركتهم وصرفت نظرها عن طلب ابنتهم،
وان تواضعوا وهشوا وبشوا وسارعوا باجلاسها اكراما لسنها واعطائها ما تيسر لديهم،
عندها، اتخذت الخطوة التالية وفتحت مجال الحديث معهم..
ومن ثم تطرقت لابنتهم (وكأن الامر مجرد مصادفة)..

ومن احد مواقفها الطريفة التي وصلتني، انها كانت جالسة مع ابنتها الكبرى،
في بيت اهل احدى الفتيات اللواتي تود خطبتها لاحد ابنائها، و
كانت تتجاذب اطراف الحديث مع أم الفتاة فسألتها بعفوية:

كم كانت نسبتها في الثانوية العامة يا أم فلانة؟
اجابتها : والله ابنتنا مجتهدة ومتفوقة.. نتيجتها كانت ٩٤٪ يا غالية..


بعد فترة خرجت الام وجاءت الفتاة ومعها بعض الشراب،
فتجاذبت ام سعيد معها اطراف الحديث وسألتها نفس السؤال:
كم بلغت نسبتك في الثانوية العامة يا ابنتي؟
فاجابت بحياء: ٨٧٪ يا خالة..

وبعد فترة كان المجلس فارغا الا من الاخت الصغرى..
فسألتها ام سعيد نفس السؤال:
كم كانت نسبة اختك في الثانوية العامة يا ابنتي؟
فاجابت ببراءة: ٦٥٪ يا خالة!

طبعا لا مجال للحديث عن موقف ام سعيد من هذه الاسرة
فهي انهت اللقاء بلباقة وخرجت ولم تعد لخطبة هذه الفتاة من اهلها ابدا !

هل الهمك هذا الموقف بما يمكن ان تكشفي عنه من خلال تكرار نفس السؤال
على اناس اخرين يعرفون الخاطب حق المعرفة؟؟


لك الحق كل الحق في توكيل من يسأل عن الخاطب،
وجعل هذا الامر ذو اهمية قصوى، وطلب فرصة من اهل الخاطب اسبوعين او ثلاثة لاعطائهم جوابك النهائي،
في حين تستنفر اسرتك كلها للتحقيقات والاستخبارات حول هذا الخاطب..

وما يهمني هو مقدار مصداقيته في المعلومات التي قالها الخاطب لك او لاهلك..

فكم من استشارات مؤسفة تصلني حول زوجة بائسة تعيش هوة عميقة بينها وبين زوجها،
فقط لانها واهلها صدقوا ما قاله هذا الزوج عن نفسه في الخطبة بحجة انه ابن العم او قريب لهم،
فيدعي انه جامعي مثلا وهو خريج اعدادية، او انه موظف في منصب رفيع وهو بالاصل عاطل عن العمل..

وكل ذلك لان الاهل لم يكلفوا انفسهم عناء السؤال او البحث او الاستفسار “بضميييير”
بحجة انه قريبهم ويعرفونه واهله لن يكذبوا في شأنه

لو انك فتاة.. فرجاااء لا تستهيني بخطوة التحقق من مصداقية اجابات الخاطب بشتى الوسائل!
ولو انك ام.. فارجووووك لا تعبثي بمستقبل ابنتك وتتكاسلي انت ووالدها عن السؤال عن الخاطب
بحجة انكم ارتحتم له وانه باين عليه طيب وابن حلال!!!!!


الزواج مشروع استثماري وشراكة استراتيجية قد تدوم مدى الحياة.. فكري من هذا المنطلق وبس!!!!!!


السيدة خديجة رضي الله عنها،
ما تزوجت من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام “فقط” من مديح مولاها ميسرة له،
ولكن لانها “ايضا” لمست امانته وصدقها بنفسها في تجارته باموالها،
وبما يشهده بنو قريش كلهم للصادق الامين عليه الصلاة وافضل التسليم.

وسيدنا عمر بن الخطاب..
عندما سمع وهو يتعسعس ليلا امّا تقول لابنتها: اي بنية امذقي اللبن بالماء ان عمر لا يرانا..
فترفض البنية وتقول: ان كان عمر لا يرانا فان رب عمر يرانا..
فيسارع ويخطب هذه البنية لابنه..
فيكون من ذريتهما خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز!


وسيدنا موسى عليه السلام..
عندما يسقي بفطرة الشهامة لفتاتين كانتا تذودان عند البئر بسبب زحام الرجال حوله..
ثم ينصرف عنهما بكل ادب وخلق، فيستأجره والدهما للعمل لديه،
ويزوجه احدى ابنتيه لان: خير من استأجرت القوي الامين!

انها المواقف التي تكشف معادن الرجال… وليست الاسئلة فقط!!!


واخيرا.. اختم هذه المحاضرة بقصة مجازية..

كان احد المستثمرين يريد الاستثمار في تجارة جديدة، وهو شراء مزرعة نخيل..
وطلب من احد اصدقائه المتخصصين ان يبحث له عن ارض جيدة..
وجاء الصديق، واقنعه بأنهم دلوه على ارض متميزة، رائعة، انتاجها السنوي هائل وضخم، الخ الخ..
والمستثمر صدق معلومات صديقه.. ولم يكلف نفسه عناء الذهاب ورؤية الارض..
ووقع العقد على اساس ان يرى الارض بعد ذلك..

ثم..

ذهب ليصطدم بالواقع.. فلا الارض موقعها جيد.. ولا النخيل باجود الانواع التي طلبها..
ولا الماء متوفر.. ولا التسهيلات متوفرة…. الخ الخ..

امامه الان خياران..

اما انه يرضخ للامر الواقع.. ويبلع هذه المصيبة..
ويستمر في هذه الارض مع اجراء تحسينات هائلة عليها تستنزف جهده ووقته وماله وعمره..

واما.. ان يحاول التخلص من الارض ويتنازل عنها بثمن بخس!

اي الموقفين تريدين ان تعيشيه؟

الاول ام الثاني؟؟

ام لا الاول ولا الثاني..
وتتأكدين من صلاحية ارضك قبل ان توقّعي على عقد الموافقة والشراء؟؟؟؟؟؟؟

الخيار لك


حتى المحاضرة القادمة..
اتمنى منك تعبئة هذا الجزء من بوصلة الخطوبة الخاص بـ “هو”
(في حال وجود خاطب فعلا)..


وطبعا لم انس السبب الثالث لطرحي سؤال المحاضرة السابقة..
وهو لتحضيرك للرد على آخر سؤال من اسئلة هذه الدورة:


ماذا لو تغير خطيبك بعد الزواج (وهو امر وارد بنسبة ٩٩٪) ..
او انك اكتشفت انه لا يستوفي بعض من شروطك التي طلبتها قبل الزواج (وارد بنسبة ٩٩,٩٪)..
في هذه الحالة.. ما الذي ستقدمينه لهذا الزواج؟



وابشرك.. فهذا السؤال سيهدم اخر قلاع مثالياتك


وبانتزاااارك يا كميل