ام بودى68
ام بودى68
مشاريع العشر للأخوات



مرات التحميل : 5853
جودة عاليةpng/151.7 KB تحميل : 1864مشاريع العشر للأخوات للقراءةpdf/993.8 KB تحميل : 1964مشاريع العشر للأخوات للطباعةpdf/976.3 KB
ام بودى68
ام بودى68

{وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} ،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، - يعني أيّام العشر -، قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيّام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» .

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره".

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته...

ها قد هلت العشر المباركة بفضل الله سبحانه العلي القدير المتفضل على عباده بمواسم للخيرات والطاعات زمانية كانت أو مكانية فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه....

هذه المواسم العاقلة من ظفرت بها فلا تتركها تذهب هباءا فقد لا تعود والليل والنهار يعملن فيك فاعملي فيهما ....

أخيتي الفاضلة .... هذه الأيام ما هي إلاّ وعاء خير وحسنات لننهل منه نهلا فلا تزهدي فيهن وتضيعهن فيما لا ينفع..

فلا تنشغلي عنهن بالأسواق والتحضير للعيد فليس العيد لمن لبس الجديد بل لمن فاز وتاب وأناب لله رب العبيد.

وقد جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما من أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام.

فلك أن تتأملي الحديث مليا أخية..

لقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم العمل الصالح .... العمل الصالح فلم يقل الصلاة لم يقل الصدقات، بل العمل الصالح.

فالإناء واسع.. لمن لا تقدر على القيام عليها بالصدقة، ومن لم تقدر على الصدقة عليها بالذكر فإن فترت فلتصل الرحم.. فإن ملت فلتطعم مسكين.. فإن تكاسلت فلتبتسم في وجه أختها.. فإن ضاق الأمر فلتعتني بأولادها وتطع زوجها.

أخية بارك الله فيك الأمر ذي سعة لا تضيقي على نفسك، ولا تستهيني بفعل أي خير فالعمل الصغير بعينك يريبيه الله لك وإنما يسند الحجر الصغير سدا..

فلا تستصغري الخير..

وكذلك لا تستصغري الشر..

وإيّاك ومحقرات الذنوب فقد تهلكك.

أخية العمل كثير والزاد قليل والسفر طويل، فتزودي من الخير في هذه الأيام ولتنظري لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة».

هل تعرفي كيف تهوني على نفسك... أي أمر تودين بلوغه... ضعي الهدف أمام عينيك دائما وتفكري به،فمن كان هدفها الجنّة فلتضع ذلك نصب عينيها ولا تجعله يفارقها.

فلتبدئي هذه الأيام ولتجعليها مشروعا وطريقا للجنان ورؤية الله الكريم المنان.

ألا تشتاقين لرؤية الله... ألم تتعب عيونك من النظر إلى التلفزيونات والمسلسلات والمحلات.

ألا تودي رؤية الجنان والمصطفى العدنان والحليم الرحيم الحنان.

بلا... أراك تقولين بلا أريد....

إذن فلتبدئي الآن أحضري ورقة وقلما وسجلي ودوني خطة مركزة هادفة قصيرة المدى،

واكتبي....

اليوم الأول سأفعل كذا.... وعددي ما ستفعلينه من عمل صالح وما ستحاولي الإقلاع عنه من عادات سيئة.

واليوم الثاني كذا... والثالث كذا ....

ولتكن خطتك معلومة محددة وقتيا فلا تقولي اليوم سأفعل كذا..

بل حددي وقتا معينا تلتزمي به....

على سبيل المثال:

اليوم الأول من ذي الحجة

من الساعة ال 5 صباحا حتى 7 صباحا تلاوة سورة البقرة، وهكذا...

وأسأل الله لك التوفيق والسداد....

أعمال صالحة عديدة يمكنك ترتيبها حسب أولوياتك في هذه الأيام من مـــثل:

- التهليل والتكبير والتحميد.

- قيام الليل.

- تلاوة القرآن.

- صلة الأرحام.

- بر الوالدين.

- الحج والعمرة.

- كسوة محتاج.

- إطعام فقير.

-إفطار صائم.

- ذكر الله.

- الصيام.

- الأضحية.

- أمر بمعروف.

- نهي عن منكر.

- توزيع شرائط ومطويات دعوية.

- كفالة الأيتام.

- عدم إيذاء المسلمين.

- محاربة الهوى.

- التوقف عن الغيبة والنميمة.

- غض البصر.

- زيارة المرضى.

- إكرام الجار.

- الدعاء للوالدين ولأخواتك في ظهر الغيب.

- سلامة الصدر.

- الشفع والوتر والضحى.

ابدأي صفحة جديدة مع الله.. في خير أيّام الله..

انتبهي..

إنّها أعظم فرصة في حياتك..

إنّها صفحة جديدة مع الله..

إنّها فرصة هائلة..

فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله..

فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض ما فات من الذنوب..

فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك..

فماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنعي بها؟؟

أخية... هل تعلمي أنّ من قام بأحد الأعمال الصالحة كتب من أهله.

فاطرقي جميع أبواب الخير ولا تتركي أو تغفلي عن أي من أبواب الخير.

أخية... سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيّهما أفضل؟

فأجاب: " أيّام عشر ذي الحجة أفضل من أيّام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

فلتبادري إلى اغتنام الساعات والمحافظة على الأوقات فإنّه ليس لما بقي من عمر ثمن، ولتتوبي إلى الله من تضييع الأوقات، واعلمي أنّ الحرص على العمل الصالح في هذه الأيّام المباركة هو في الحقيقة مسارعة إلى الخير ودليل على التقوى قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وقال تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} .



فادي محمد ياسين
ام بودى68
ام بودى68
54 مخالفة في الحج يجب الحذر منها

نبذة :
مخالفات وأخطاء في مناسك الحج يجب الحذر منها..







إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله، أما بعد:

فقد فرض الله عز وجل الحج على عباده؛ فقال تعالى: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ، وجعل هذا الفرض ركنا من الأركان التي يقوم الإسلام عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس ....»، وذكر منها «وحج البيت..» .

وقد رصد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المكافآت للحج، فقال صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» ، «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» .

ولا يخفى أن هذين الفضلين العظيمين مشروطان ببر الحج الذي بعض مظاهرة اجتناب الرفث والفسوق، ولكن ليس حقيقة الحج المبرور اجتناب الرفث والفسوق فقط بل حقيقته أيضا:

- الإخلاص: فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى....» ، وقد قال تعالى في بعض أعمال الحج: {لَن يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ} .

- الاتباع وعدم الابتداع: فقلوب المؤمنين وعقولهم دائما متعلقة بهدى النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف لا يكونون كذلك، وقد قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} ، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» ، وفي رواية لمسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد». وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» .

وكذلك من بر الحج ألا يشق الإنسان على نفسه في الأعمال: فإنه {لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} ، وإنما {يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ، وقال صلى الله عليه وسلم: «فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» .

ملخص أركان وواجبات الحج:

- أركان الحج:

1- الإحرام.
2- الوقوف بعرفة.
3-طواف الإفاضة.
4-السعي

- واجبات الحج:

1) الإحرام من الميقات: "للقادم من وراء الميقات، أما من كان دونها فيحرم من مكانه، أما في العمرة فإن من في مكة يخرج إلى الحل فيحرم منه".

2) الوقوف بعرفة إلى الغروب لمن وقف نهارا.

3) المبيت بمزدلفة

4) المبيت ليالي التشريق بمنى.

5) رمي الجمرات ( جمرة العقبة يوم النحر، والجمار الثلاث أيام التشريق بالترتيب).

6) الحلق أو التقصير.

7) نحر الهدي (للمتمتع والقارن دون المفرد).

8) طواف الوداع.

- أخطاء في الإحرام:

1) تأخير الإحرام لما بعد الميقات.

2) الاعتقاد خطئا أن الإحرام هو لبس ملابس الإحرام، والصواب أنه عقد نية الإحرام وأداء المناسك، أو أن الإحرام خاص بالكبار فقط فيبيحون للصغار محظورات الإحرام، وهذا خطأ كبير، أو أن الإحرام لابد أن يكون في المسجد الموجود عند الميقات.

3) اشتراط مواصفات لزي الإحرام ليست واجبة، كشرط الإحرام في النعلين، أو تحديد لون محدد للرجال أو النساء، أو ارتداء بعض النساء لما يشبه العمائم لترفع بها الخمار، وهو تكلف، وتحريم بعض النساء الحلي وهو جائز لهن.

4) مخالفة السنة، كالاضطباع من بداية الإحرام، وهو ليس سنة إلا في طواف القدوم فقط.

5) اشتراط أعمال عند الإحرام وهي لا تجب، مثل صلاة ركعتين بعد الإحرام في الميقات، أو الاغتسال.

6) اعتقاد بعض النساء أن الطهارة من الحيض والنفاس شرط في صحة الإحرام فيؤخرنها لحين الطهر، وهذا خطأ.

7 ) ارتكاب بعض محظورات الإحرام، كحلق بعض الرجال لرؤوسهم أو تغطيتها بعمامة أو ملاصق، أو ارتداء بعض النساء للنقاب أو القفاز، وهذا كله محظور.

8) عمل بعض المحرمات مطلقا، مثل ممن يحلق لحيته من الرجال، أو يهمل أمر ستر عورته جالسا أو نائما، أو من يصلى بعد العصر أو بعد الفجر وقت النهي، أو ارتداء بعض النساء لملابس معطرة أو ملفتة.

- أخطاء في التلبية:

1) التلبية بما لا يوافق السنة، وقول البعض: "اللهم إني أريد العمرة، أو أريد الحج، أو أريد الحج والعمرة.."، والصواب قول: "لبيك عمرة أو لبيك حجة، أو لبيك عمرة وحجة".

2) التلبية الجماعية.

3) بعض الرجال يسرون بالتلبية، وبعض النساء يجهرون بها.

4) التلبية مع عدم فهم معناها، أو دون تدبر المعنى، ومنهم من يهملها لفظا ومعنى وينشغل بالكلام العادي.

- أخطاء في المسجد الحرام:

1) الاعتقاد خطئا أن المسجد الحرام له أدعية وتحية تختلف عن بقية المساجد، والصواب أن أذكار المسجد الحرام وتحيته ركعتان مثل بقية المساجد، واعتقاد وجوب الدخول والخروج من باب معين.

2) البعض يصلي ركعتين تحية المسجد قبل الطواف، والبعض يطوف كلما دخل المسجد الحرام، والصواب أن طواف القدوم يكون عند دخول للمرة الأولى، ثم تكون صلاة التحية بعد الطواف، ثم إذا تكرر الدخول يكتفي بالركعتين و لا يجب الطواف.

3 ) إهمال بعض الحجاج آداب المساجد داخل المسجد الحرام فيرفعون أصواتهم، أو يمرون أمام المصلين المنفردين أو في النافلة، أو يبصقون تجاه القبلة أو على الأرض، أو يحجزون الأماكن لرفاقهم، و أصعب من ذلك مرور بعض النساء بين صفوف الرجال، أو اختلاطهن بهم.

أخطاء في الطواف:

1) في أدعية الطواف، فمنهم من يهمل الدعاء المسنون، ويدعو بأدعية مبتدعة كذلك يحدد دعاء لكل شوط، وكالذين يدعون بصوت جماعي، أو يجهرون بالدعاء.

2) تضييع شروط الطواف، كمن يطوف من غير وضوء، بل ومنهم من لا يهتم بالبدء من محازاة الحجر الأسود، ومنهم من يمرون داخل الحجر، أو هذا خطأ.

3) الإخلال بالسنن، مثل من يطوف دون اضطباع، أو يرمل الأشواط كلها، أو يمشيها كلها، أو يعكس في الرمل، والصواب أن يرمل أول ثلاث أشواط في يمشي الأربعة الباقية، ومنهم من يطوف عكس الاتجاه، ومنهم من لا يدعو أثناء الطواف، ومنه من يهمل استلام الحجر والركن أو يستلمهما باليسرى بدلا من اليمنى، ومنهم من يترك التكبير حين استلامهما.

4) الوقوع في البدع، مثل التلفظ بالنية عند الشروع في الطواف، ومثل تقبيل الركن الأيمن والسنة استلامه باليد، ومثل التمسح بجدران الكعبة، ومثل الدعاء عند مقام إبراهيم كل شوط ومنه رفع اليدين معا عند الحجر الأسود كهيئة الصلاة كل شوط، ومنه تقبيل اليد لمن أشار إليه من بعيد والسنة تقبيل العصا أو المحجن إن كان، أما اليد فيشار بها فقط. ومنها الانصراف بعد الطواف على الأقفية (بالظهر).

5) تعنت البعض، كمن يلزم نفسه بالطواف بمجرد وصوله إلى المسجد مهما كان متعبا، ومن يزاحم عند الحجر الأسود لاستلامه أو استلام الركن اليماني، والصواب أنه تكفيه الإشارة إليهما، ومنه التدافع في الطواف وإيذاء الحجاج الطائفين، وكالذي يعتقد أن تقبيل الحجر شرط لصحة الطواف.

6) العقائد الشركية، كمن يتبرك بالحجر أو الركن.

7) إهمال الآداب الإسلامية؛ فمنهم من يشتم أو يسب أو يجادل بغير حق، ومن الرجال والنساء من قد يختلطون في الطواف.

- أخطاء في ركعتي الطواف:

1) اعتقاد البعض خطئا أنهما لا تجزئان إلا خلف المقام بالقرب منه.

2) الإخلال بالسنة، فيطيل بعضهم الركعتين، أو يكثر من الركعات والسنة أنهما ركعتان قصيرتان.

3) الوقوع في البدع؛ فيجلس بعضهم بعد الركعتين يدعو ، ومنهم من يطيل هذا الدعاء، ومنهم من يرددون الدعاء جميعا بصوت مرتفع فيخالفون السنة ويشوشون على المصلين، ويشغلون المكان بعمل غير صالح.

- أخطاء في السعي:

1) في الذكر والدعاء، نجد البعض بنطق بالنية والبعض يخصص دعاء لكل شوط وهذان بدعتان.

2) وفي هيئة السعي، تجد البعض يرمل في جميع الشوط، بينما السنة أن يرمل بين العلمين الأخضرين فقط، ويمشي في بقية الشوط ونجد بعض النساء ويرملن وهو سنة للرجال فقط، ونجد البعض يضطبع في السعي كهيئته فيا لطواف وهذا خطأ، ونجد العض يبدأ السعي من المروة والصواب أن يبدأ بالصفا.

3) اعتقاد خطأ: كمن يظن أن الشوط هو الذهاب من الصفا إلى المروة ثم العودة، لكن الصواب أن الذهاب شوط والعودة شوط آخر ومنهم من يعتقد أن الطهارة والوضوء شرط في صحة السعي، وليس كذلك، ومن ذلك أن بعض النساء إذا كن حوائض أو في نفاس فإنهن لا يسعين والصواب أنه يجوز لهن السعي، ومنهم من يعتقد أن السعي يجب أن يتبع الطواف مباشرة مهما كان الحاج متعبا والصواب جواز الفضل، ومنهم من يعتقد أن السعي عبادة غير مرتبطة بالحج أو العمرة فيطوف من غيرها، والصواب أن السعي مرتبط بهما، وهو من دونهما بدعة.

4) الإخلال بالسنة، مثل من يصعد إلى الصفا ولا يستقبل القبلة ولا يدعو، أو يصعد فيهمل رفع اليدين، أو يرفعهما ولكن على هيئة التكبير في الصلاة والصواب أن يرفعهما على هيئة الدعاء.

5) يتساهل البعض فيسعى راكبا بدون عذر.

6) الوقوع في حرام، كمن يترك صلاة الجماعة ليتم السعي، أو يندفع فيضر بالحاج.

- أخطاء في منى يوم التروية:

1) إهمال البعض لهذا العمل، فيتوجهون إلى عرفة مباشرة، ومنهم من لا يثبت من مكانه إن كان في منى أو خارج حدودها.

2) مخالفة السنة، فمنهم من يترك التلبية في منى أو لا يجهر بها، ومنهم من يجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء ويقصرهم، والصواب أن يقصر الرباعية مع صلاة كل فرض في وقتها ولا يجمع.

- أخطاء في يوم عرفة:

1) إهمال البعض فينزل خارج عرفة ولا يثبت من مكانه، وهذا خطأ يبطل الحج، كمن ينزل بالجزء الأمامي من مسجد نمرة، وهو خارج حدود عرفة، ومنهم من يهمل الدعاء وهو أفضل الدعاء.

2) مخالفة السنة، فمنهم من يترك التلبية أثناء السير إلى عرفة، ومنم من يترك التلبية أثناء السير إلى عرفة، ومنم من يصوم هذا اليوم على عرفة، ومنم من يتوجه أثناء الدعاء إلى جبل عرفة والصواب أن يتوجه إلى القبلة، ومنم من ينصرف مندفعا والسنة أن ينصرف بسكينة وخشوع.

3) اعتقاد البعض خطئا، وأنه لا يصح الوقوف بعرفة إلا بصعود الجبل، وهذا خطأ، أو أنه يجب صلاة الظهر والعصر مع الإمام في مسجد نمرة، وهذا خطأ، بل صلاتهما في أي محل بنمرة تجزئه وكذلك اعتقادهم أنه الوقوف في مسجد نمرة أفضل من غيره، والصواب أن عرفة كلها موقف.

4) الانشغال بما لا يفيد من الكلام واللهو، وحجز الأماكن، أو إعادة الحاجيات للانصراف حتى من قبل العصر.

5) الوقوع في الحرام، مثل التصوير والتدخين والاستهزاء بالحجاج والسباب وغيره.

6 ) أثناء الانصراف، منهم من ينصرف مسرعا فيؤذي من حوله باندفاعه أو ببوق سيارته، ومنهم من يهمل التلبية أثناء الانصراف.

- أخطاء في مزدلفة:

1) إهمال البعض فلا يثبتون بمكانهم فينزلون خارج مزدلفة.

2 ) مخالفة السنة، فمنهم من يصلي المغرب والعشاء في الطريق إلى مزدلفة، والصواب أن يجمعهما قصرا فيها، ومنهم من يجمعهم ولكن يؤخرها حتى يخرج وقت العشاء، ومنم من يقضي الليل، ومنهم من لا ينتظر حتى الفجر فينصرف ليلا، ومنهم من يصلي الفجر قبل وقته، ومنهم من ينتظر حتى تشرق الشمس والصواب أن ينصرف قبل أن تطلع، ومنهم من يترك التلبية في طريقه إلى مزدلفة ثم فوقها ثم وهو منصرف عنها.

- أخطاء في رمي الجمرات:

1) اعتقاد البعض خطئا، أن الحصا لابد أن يكون من مزدلفة، أو أن الحصا لابد أن تصيب العمود القائم بالحوض، أو أنه يرمي الشياطين برمية الجمرات حتى أن البعض يطلق على الجمرات اسم "الشياطين"، ومنهم من يعتقد استحباب غسل الحصا.

2) الإهمال: فالبعض لا يهتم سواء وقع الحصا في الحوض أو خارجه، ومنهم من يوكل من يرمي عنه رغم قدرته على الرمي، هربا من الزحام.

3) مخالفة السنة؛ فمنهم من يرميها بعنف وصراخ وشتم، ومنهم من يرمي بأكثر من سبع، ومنهم من يكرر الرمي عدة مرات ومنهم من يرميها قبل الزوال وكل هذا خطأ.

- أخطاء عن ذبح الهدي:

1) مخالفة السنة؛ فمنهم من يذبح خارج الحرم، ومنهم من يذبح هديه ثم يرميه دون توزيعه أن نيابه أحد في التوزيع ومنهم من يذبح قبل يوم العيد.

2) الإهمال: فلا يهتم البعض باختيار الهدي المجزء فيذبح الهدي صغيرا أو معيبا.

3) تضييع سنن وأحكام الأضحية والزكاة.

- أخطاء عند الحلق والتقصير:

1) مخالفة السنة؛ فالبعض قد يقصر أو يحلق رأسه من جهة ويترك الباقي، وهذا منهي عنه ومنهم من يبدأ الحلق أو التقصير بالجهة اليسرى والصواب أن يبدأ باليمنى.

2) البعض يتحلل قبل الحلق، فإذا أنهى السعي تحلل ولبس ثيابه ثم حلق، والصواب أن الحلق يسبق التحلل الأول.

- أخطاء في طواف الوداع:

1) مخالفة السنة، فالبعض يطوف للوداع قبل أن يرمي الجمرات، بينما الواجب أن يكون طواف الوداع هو آخر أعمال الحج والمحرم. ومنه أن البعض بعد أن يطوف الوداع يبقى في مكة والصواب أنه مادام طاف للوداع ينصرف، ومنه أن البعض يطوف الوداع على هيئة طواف القدوم فيضطبع ويرمل ثلاثة أشواط ويمشي الأربعة، بينما ذلك من خصائص طواف القدوم فقط.

2) الوقوع في البدع، مثل من يدعو حين انصرافه بأدعية بدعية ليست من السنة، ومثل أن ينصرف بعد الطواف عن البيت بظهره حتى يخرج من الساحة أو المسجد، وهذا لا أصل له.

3) إهمال البعض لسنن الخروج من المسجد وهو منصرف عن المسجد الحرام، فينسى دعاء الخروج من المسجد، وكما سبق في أول الكلام، أن المسجد الحرام حكمه في التحية والآداب مثل بقية المساجد.

وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.



إعداد
القسم العلمي بدار الوطن
ام بودى68
ام بودى68
صيام العشر

نبذة :
قد ذهب إلى استحباب صيامها الإمام النووي وقال: "صيامها مستحب استحبابًا شديدًا"... بوستر مجانيي للطباعة....




مرات التحميل : 502
لتحميل البوستر بدقة الطباعةpdf/1 MB تحميل :
ام بودى68
ام بودى68
الوصايا الجامعة للحجاج والزوار




بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد: فإلى حجاج بيت الله الحرام أقدم هذه الوصايا عملا بقول الله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى} وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» .

الأولى: الوصية بتقوى الله تعالى في جميع الأحوال، والتقوى هي جماع الخير وهي وصية الله سبحانه ووصية رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {يَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وَ‌حِدَةٍ} وقال سبحانه: {وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَـبَ مِن قَبلِكُم وَإِيَّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي في خطبه كثيرا بتقوى الله. وحقيقة التقوى أداء ما افترض الله على العبد وترك ما حرم الله عليه عن إخلاص لله ومحبة له ورغبة في ثوابه وحذر من عقابه على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو أحد علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم- : "تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر".

وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "ليست تقوى الله بصيام النهار ولا قيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير".

وقال طلق بن حبيب التابعي الجليل رحمه الله: "تقوى الله سبحانه هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله". وهذا كلام جيد، ومعناه أن الواجب على المسلم أن يتفقه في دين الله، وأن يتعلم ما لا يسعه جهله، حتى يعمل بطاعة الله على بصيرة ويدع محارم الله على بصيرة، وهذا هو تحقيق العمل بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن الشهادة الأولى تقتضي الإيمان بالله وحده، وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه، وإخلاص جميع الأعمال لوجهه الكريم، رجاء رحمته وخشية عقابه.

والشهادة الثانية تقتضي الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله إلى جميع الجن والإنس، وتصديق أخباره واتباع شريعته والحذر مما خالفها. وهاتان الشهادتان هما أصل الدين وأساس الملة، كما قال الله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَـئِكَةُ وَأُولوا العِلمِ قَائِمًا بِالقِسطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ، وقال سبحانه: {وَإِلَـهُكُم إِلَـه وَ‌حِد لَّا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الرَّحمَـنُ الرَّحِيمُ} ، وقال عز وجل: {قُل يَـأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُم جَمِيعًا الَّذِى لَه مُلكُ السَّمَـوَ‌تِ وَالأَرضِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ يُحىِ وَيُمِيتُ فَامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِى يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَـتِهِ واتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ} ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

الثانية: أوصي جميع الحجاج والزوار وكل مسلم يطلع على هذه الكلمة بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها والعناية بها وتعظيم شأنها والطمأنينة فيها؛ لأنها الركن الأعظم بعد الشهادتين، ولأنها عمود الإسلام، ولأنها أول شيء يحاسب عنه المسلم من عمله يوم القيامة، ولأن من تركها فقد كفر؛ قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ} ، وقال عز وجل: {حَـفِظُوا عَلَى الصَّلَوَ‌تِ وَالصَّلَوةِ الوُسطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَـنِتِينَ} وقال جل شأنه: {قَد أَفلَحَ المُؤمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُم فِى صَلَاتِهِم خَـشِعُونَ} ..إلى أن قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلَوَتِهم يُحَافِظُونَ (9) أولئِكَ هُمُ الوَارثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِردَوسَ هُم فِيهَا خَـلِدُونَ} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» ، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف». .

قال بعض أهل العلم في شرح هذا الحديث: "وإنما يحشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة؛ لأنه إما أن يضيعها تشاغلا بالرياسة والملك والزعامة، فيكون شبيها بفرعون، وإما أن يضيعها تشاغلا بأعمال الوزارة والوظيفة، فيكون شبيها بهامان وزير فرعون، وإما أن يضيعها تشاغلا بالشهوات وحب المال والتكبر على الفقراء، فيكون شبيها بقارون الذي خسف الله به وبداره الأرض، وإما أن يضيعها تشاغلا بالتجارة والمعاملات الدنيوية، فيكون شبيها بأبي بن خلف تاجر كفار مكة"، فنسأل الله العافية من مشابهة أعدائه.

ومن أهم أركان الصلاة التي يجب على المسلم رعايتها والعناية بها الطمأنينة في ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها، وكثير من الناس يصلي صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها، ولا شك أن الطمأنينة من أهم أركان الصلاة، فمن لم يطمئن في صلاته فهي باطلة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركع استوى في ركوعه وأمكن يديه من ركبتيه وهصر ظهره وجعل رأسه حياله، ولم يرفع رأسه حتى يعود كل فقار إلى مكانه، وإذا رفع رأسه من الركوع اعتدل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا جلس اطمأن في سجوده حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا جلس بين السجدتين اعتدل حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، ولما رأى صلى الله عليه وسلم بعض الناس لا يطمئن في صلاته أمره بالإعادة، وقال له: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، وافعل ذلك في صلاتك كلها» . فهذا الحديث الصحيح يدل على أن الواجب على المسلم أن يعظم هذه الصلاة ويعتني بها ويطمئن فيها حتى يؤديها على الوجه الذي شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وينبغي أن تكون الصلاة للمؤمن راحة قلب، ونعيم روح، وقرة عين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وجعلت قرة عيني في الصلاة».

ومن أهم واجبات الصلاة في حق الرجال أداؤها في الجماعة؛ لأن ذلك من أعظم شعائر الإسلام، وقد أمر الله بذلك ورسوله، كما قال عز وجل: {وَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ وَاركَعُوا مَعَ الرَّ‌كِعِينَ} ، وقال سبحانه في صلاة الخوف: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلَوةَ فَلتَقُم طَائِفَة مِّنهُم مَّعَكَ وَليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَإِذَا سَجَدُوا فَليَكُونُوا مِن وَرَائِكُم وَلتَأتِ طَائِفَة أخرَى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَليَأخُذُوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم} . فأوجب الله سبحانه على المسلمين أداء الصلاة في الجماعة في حال الخوف، فيكون وجوبها عليهم في حال الأمن أشد وآكد. وتدل الآية المذكورة على وجوب الإعداد للعدو والحذر من مكائده.

فالإسلام دين العزة والكرامة والقوة والحذر والجهاد الصادق، كما أنه دين الرحمة والإحسان والأخلاق الكريمة والصفات الحميدة. ولما جمع سلفنا الصالح بين هذه الأمور مكن الله لهم في الأرض ورفع شأنهم، وملكهم رقاب أعدائهم، وجعل لهم السيادة والقيادة، فلما غير من بعدهم غير الله عليهم، كما قال عز وجل: {إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِم} .

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» وقال عليه الصلاة والسلام : «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر». .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه رواه مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) باب يجب إتيان المسجد على من سمع النداء برقم (653). «أن رجلا أعمى قال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي، قال: هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال:نعم، قال: فأجب» خرجه مسلم في صحيحه.

أما النساء فصلاتهن في بيوتهن خير لهن، كما جاء بذلك الإخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا لأنهن عورة وفتنة، ولكن لا يمنعن من المساجد إذا طلبن ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله». وقد دلت الآيات والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه يجب عليهن التستر والتحجب من الرجال، وترك إظهار الزينة، والحذر من التعطر حين خروجهن؛ لأن ذلك يسبب الفتنة بهن؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: رواه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) باقي مسند أبي هريرة برقم (9362). «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات». ومعنى تفلات: أي لا رائحة لهن تفتن الناس وقال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء» . وقالت عائشة رضي الله عنها: "لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء اليوم لمنعهن الخروج". فالواجب على النساء أن يتقين الله وأن يحذرن أسباب الفتنة من الزينة والطيب وإبراز بعض المحاسن، كالوجه واليدين والقدمين حين اجتماعهن بالرجال وخروجهن إلى الأسواق، وهكذا في وقت الطواف والسعي، وأشد من ذلك وأعظم في المنكر كشفهن الرءوس، ولبس الثياب القصيرة التي تقصر عن الذراع والساق؛ لأن ذلك من أعظم الفتنة بهن؛ ولهذا قال الله عز وجل: {وَقَرنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجَـهِلِيَّةِ الأولَى} ، والتبرج إظهار بعض محاسنهن. وقال عز وجل: {يَأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لِّأَزوَ‌جِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ} . والجلباب هو الثوب الذي تغطي به المرأة رأسها ووجهها وصدرها وسائر بدنها. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة".
وقال تعالى: {وَإذَا سأَلتُمُوهُنَّ مَتَـعًا فَسـئَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَ‌لِكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهنَّ} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رءوسهن مثل أسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها؛ ورجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها الناس» . وقوله: كاسيات عاريات، فسر بأنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها، وفسر بأن عليهن كسوة رقيقة أو قصيرة لا تسترهن، فهن كاسيات بالاسم والدعوى عاريات في الحقيقة. ولا ريب أن هذا الحديث الصحيح يوجب على النساء العناية بالتستر والتحجب والحذر من أسباب غضب الله وعقابه، والله المستعان.

الوصية الثالثة: أوصي جميع الحجاج والزوار وكل مسلم بإخراج زكاة ماله إذا كان لديه مال تجب الزكاة فيه؛ لأن الزكاة من أعظم فرائض الدين، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام. فالله سبحانه وتعالى شرعها طهرة للمسلم وزكاة له ولماله وإحسانا للفقراء وغيرهم من أصناف أهل الزكاة، كما قال عز وجل: {خُذ مِن أَموَ‌لِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهم بِهَا} .

وهي من شكر الله على نعمة المال، والشاكر موعود بالأجر والزيادة، كما قال سبحانه: {وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزِيدَنكُم وَلَئِن كَفَرتُم إنَّ عَذَابِى لَشَدِيد} ، وقال عز وجل: {فاذكُرُونِى أَذكُركُم وَاشكُرُوا لِى وَلَا تَكفُرُونِ} .

وقد توعد الله من لم يؤد الزكاة بالعذاب الأليم، كما توعده سبحانه بأنه يعذبه بماله يوم القيامة، قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} .

{يَومَ يُحمَى عَلَيهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكوَى بِهَا جِبَاهُهُم وَجُنُوبُهُم وَظُهُورُهُم هَـذَا مَا كَنَزتُم لِأَنفُسِكُم فَذُوقُوا مَا كُنتُم تَكنِزُونَ} .

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية الكريمة: أن كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.

فالواجب على كل مسلم له مال تجب فيه الزكاة أن يتقي الله ويبادر بإخراج زكاته في وقتها في أهلها المستحقين لها، طاعة لله ولرسوله، وحذرا من غضب الله وعقابه. والله سبحانه وعد المنفقين بالخلف والأجر الكبير، كما قال سبحانه: {وَمَا أَنفَقتُم مِّن شَىءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّ‌ٰزِقِينَ} .

وقال تعالى : {امِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُستَخلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَأَنفَقُوا لَهُم أَجر كَبِير} .

الوصية الرابعة: صيام رمضان، وهو من أعظم الفرائض على جميع المكلفين من الرجال والنساء، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، قال الله سبحانه: {يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ} {أَيَّامًا مَّعدُودَ‌تٍ} ، ثم فسر هذه الأيام المعدودات بعد ذلك بقوله سبحانه وتعالى: {شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ القُرءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّن أيَّامٍ أُخَرَ} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» فهذا الحديث الصحيح يدل على جميع الوصايا المتقدمة وهي الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم، وأنها كلها من أركان الإسلام التي لا يقوم بناؤه إلا عليها؛ فالواجب على كل مسلم ومسلمة تعظيم هذه الأركان والمحافظة عليها والحذر من كل ما يبطلها أو ينقص أجرها. والله سبحانه إنما خلق الثقلين ليعبدوه سبحانه، وأرسل الرسل وأنزل الكتب من أجل ذلك. وعبادته هي توحيده وطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم عن إخلاص لله سبحانه، ومحبة له، وإيمان به وبرسله، ورغبة في ثواب الله، وحذر من عقابه؛ وبذلك يفوز العبد بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة. وإنما أصيب المسلمون في هذه العصور الأخيرة بالذل والتفرق وتسليط الأعداء بسبب تفريطهم في أمر الله وعدم تعاونهم على البر والتقوى، كما قال عز وجل: {وَمَا أَصَـبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ} .

فنسأل الله أن يجمعهم على الحق ويوفقهم للتوبة النصوح، وأن يهديهم للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويوفق حكامهم للحكم بشريعته والتحاكم إليها، وإلزام شعوبهم بما أوجب الله، ومنعهم عن محارم الله؛ حتى يمكن لهم في الأرض كما مكن لأسلافهم، ويعينهم على عدوهم، إنه سميع قريب.

الوصية الخامسة: حج بيت الله الحرام، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، كما تقدم في الحديث الصحيح، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة يستطيع السبيل إليه في العمر مرة واحدة، كما قال الله سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا} .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج مرة، فمن زاد فهو تطوع » . وقال صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» . وقال عليه الصلاة والسلام: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» . فالواجب على حجاج بيت الله الحرام أن يصونوا حجهم عما حرم الله عليهم من الرفث والفسوق، وأن يستقيموا على طاعة الله، ويتعاونوا على البر والتقوى، حتى يكون حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا. و الحج المبرور هو الذي سلم من الرفث والفسوق والجدال بغير حق، كما قال الله سبحانه: {الحَجُّ أَشهُرٌ مَّعلُومَـت فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الحَج} .

ويدل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». والرفث: هو الجماع في حال الإحرام، ويدخل فيه النطق بالفحش ورديء الكلام. والفسوق يشمل المعاصي كلها.

فنسأل الله أن يوفق حجاج بيت الله الحرام للاستقامة على دينهم وحفظ حجهم مما يبطله أو ينقص أجره، وأن يمن علينا وعليهم بالفقه في دينه والتواصي بحقه والصبر عليه، وأن يعيذ الجميع من مضلات الفتن ونزغات الشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.


دار ابن الأثير