رسالة إلى كل عاشق وعاشقة

الأسرة والمجتمع





من : الموهوب
إلى : كل عاشق وعاشقة
بشأن : كيفية التخلص من العشق

مقدمه :
الحب حب الروح للروح
اما العشق فحب الجسد للجسد
مادةالحب علوية
أما مادة العشق فسفلية
العشق ينقص بتقدم الزمن
الحب يزداد بتزايد الزمن
أعلى مراتب الحب الخلة
أعلى مراتب العشق الجنون
قد ينقلب العشق الى بغض يوما ما
ولكن الحب لا يتحول الى عداوة

العرب قديما لا يزوجون من أظهر عشقه حتى لا يظن بإبنتهم ظن السوء ، وأن بينها وبين مجنونها كذا وكذا ، ويفضلون تزويجها من غيره حتى يثبتوا للناس أنها شريفة ، وعلى هذا الأساس كان الكثير من العشاق الصادقين الراغبين في الزواج يكتمون عشقهم، ولولا مثل هذه العادة عند العرب لوجدت ثلثي العرب مجانين لفلانه وعلانه ، أما من يعشق لغير فضيلة بل للظفر بالمعشوقة ولو بالرذيلة فإنه لا يرى مضاضة في إظهار عشقه وجنونه .

هذه مقدمة بين يدي حديثي عن مراحل العشق

العشق يا أحبتي يبدأ فكرة طيبة جميلة عن شخص ما ، بتكرار هذه الفكرة تتحول الى مشاعر فيجد العاشق الفرح والسرور كلما خطر بباله المعشوق أو رأى ما يذكره به ، وبتكرار هذه المشاعر بالقصائد والخواطر والرسائل والمكالمات يبدأ الفعل وهو العشق ، وبتكراره يصير سلوكا وبتكراره يصبح عادة ، وبتكرار العادة يصير العشق طبعا ثم يصير مصيرا ، والمصير معروف إما سعادة وجنة أو شقاء ونار .
إذا مراحل العشق
أفكار
مشاعر
أفعال
سلوك
عادة
طبع
مصير

فمن أراد التخلص من العشق - لأي سبب من الأسباب يحول دون زواجهما - فعليه أن يدمر المراحل التي تسبق مرحلته التي هو فيها .

فمن كان في مرحلة المشاعر فليشوه الأفكار المتصورة في ذهنه عن الطرف الثاني وليقل هي غير حلوة او لتقل في نفسها فلان ليس حلوا ، بل قبيحا ، من يحبه ؟ صدق اللي يحبه ما له ذوق وليتذكر كل منهما عيوب صاحبه ، ليتذكر أنه يحتاج لدورة المياه - أكرمكم الله - وأنه غير نظيف ، وأن شعره غير مرتب ، وأن الصورة المخفية عنه لا تطاق ، فمثلا صوتها - أو صوته -الحقيقي ليس صوتها الآن ، ولكنها تخففه وتنعمه ، ليتذكر أن لها - أو له - صفات كثيرة غير مرغوب فيها كالغضب ، والأنفعال .... الخ .

فمن كان في مرحلة الفعل فليبتعد عن المشاعر ( مكالمات ، رسائل ، قصائد ، خواطر ، .... الخ ) .

ومن كان في مرحلة السلوك فليترك الفعل وهو العشق وليسبها مثلا في نفسه - وليس معنى هذا يلعنها لالالا - لكن بدلا من أن يقول أحبك في نفسه يقول ما أحبها ، أنا أكرهها ، وليكرر ذلك مرارا ...... الخ

ومن كان في مرحلة العادة فليقلل من هذا السلوك تدريجيا وليستبدله بسلوك أيجابي آخر ويكرر الأخير كثيرا وأفضل ما يعدل به السلوك طريقة الفلم الذهني - الخيال - وهي :

عندما تريد تغيير سلوكا سلبيا ما فكل طعاما من السكريات قليل ثم استرخ في مكان هادئ وأغمظ عينيك وخذ نفسا عميقا ثلاث مرات واحتفظ بالهواء في ريئتيك بعض الوقت ، ثم أخرجه ، ثم تخيل فلانه - المعشوقة أو تتخيل هي فلان المعشوق - تخيلي أن معشوقك أمامك ، انظر الى شكله وصورته ، انظري اليه ، قربي الصورة ، ابعديها ، حتى تكون أوضح ما يمكن .

تجردي من شخصيتك ثم انظر بمنظار الناقد الساخر ، ثم تفكري ألم ينهك رب العالمين عن الخيانة في الكلمة فقال جل من قائل سبحانه ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا )؟ ألم ينهك رب العالمين عن الخيانة بالنظرة فقال سبحانه ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)) ثم قال ( قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... الآية )
تفكري في عظم من عصيتي يا أمة الله ، تفكري وتفكر في نعمة الله عليكما بالسمع والبصر والصحة والعافية والمال ثم تسغلونها في معصيته .

تفكر يا أخي وأنت تنظر الى صورتها الآن في خيالك وتخيل لو يعامل الناس ابنتك أو زوجتك أو أختك بمثل ما تعامل به هذه المرأة هل ترضى لإبنتك أو اختك أو زوجتك أن تعامل بهذه الطريقة من قبل رجل أخر ؟أرجوك تجرد من العاطفة وأحكم بنفسك .
تذكر قوله تعالى ( يا مريم لم يكن أبوك أمرأ سوء ولم تكن أمك بغيا ) وأن معنى هذه الآية أن من يكون أبوها أمرء سوء أو أمها بغي فقد يمتد البغاء والسوء اليها فهل ترضى أن تمتد يد البغاء او يد السوء الى إبنتك أو زوجتك أو أختك أو أمك ؟

الأن هذه الصورة أمامك مفتوحة وهي كالملف المفتوح في جهاز الكمبيوتر ، أرجوك حددها ، هل حددتها ؟ حدد أبعادها وحجمها ثم احذفها نعم احذفها دمرها ، انقلها لسلة المحذوفات ، احرقها ، مزقها ، أطلق عليها النار .

هل فعلت ؟ نعم انها حذفت لم تعد موجودة ، الملف حينئذ مفتوح وفارغ الآن تخيل - ولا زلت مغمضا عينيك ومسترخي - تخيل أنك دخلت بيتك وسلمت على زوجتك وقلت الله يخليك ويحفظك ويبارك فيك ، أنا لك وأنتي لي ، أنا لك والشر ما ينالك سلمت عليها وصافتحتها وأمسكت بيدها و...... الخ

تخيل وانظر الى صورة زوجتك وهي فرحة مسرورة ، إنها تحبك ، وتقول الله ما انبله ، الحمد لله على نعمة الله ، إنها فخور بك ، أنت ملاك على الأرض ،صفاء ونقاء ، صدق ووفاء ، سمح المحيا ، سهل طيب حبيب لبيب انظر انها تحبك وتقدرك وتضحي من أجلك .
تخيل نفسك وأنت تزهوا فرحا بانتصارك على الهوى والشيطان ، تخيل نفسك السامية ، وروحك العاليه ، لا تغضب ، ولا تحقد ، ولا تسب ، ولا تشتم .
تخيل وقد أصبحت طيب السيرة ، ونقي السريرة .

أما أنتي يا أمة الله
فالآن صورة معشوقك أمامك مفتوحة وهي كالملف المفتوح في جهاز الكمبيوتر ، أرجوك حدديها ، هل حددتها ؟ حددي أبعادها وحجمها ثم احذفيها نعم احذفيها دمريها ، انقليها لسلة المحذوفات ، احرقيها ، مزقيها ، أطلقي عليها النار .

هل فعلتي ذلك ؟ نعم انها حذفت لم تعد موجودة ، الملف حينئذ مفتوح وفارغ الآن تخيلي - ولا زلتي مغمضتا عينيك ومسترخية - تخيلي أن زوجك - إن كنت متزوجة أو أبوك أو أخوك لنفرض أنك متزوجة ودخل زوجك البيت ثم استقبلتيه وسلمت عليه وقلتي له الحمد لله على السلامة ، ثم نزعتي شماغه ، وصافحتيه ، وسلمتي عليه ، وأمسكتي بيده ، وقدمت له مأكله ومشربه و...... الخ

تخيلي وانظري الى صورة زوجك وهو فرح مسرور ، إنه يحبك ، ويقول الله ما انبلها ، الحمد لله على نعمة الله ، إنه فخور بك ، أنتي ملاك على الأرض ،صفاء ونقاء ، صدق ووفاء ، سمحة المحيا ، سهلة طيبة حبيبة لبيبة انظري انه يحبك ويقدرك ويضحي من أجلك .
تخيلي نفسك وأنت تزهين فرحة بانتصارك على الهوى والشيطان ، تخيلي نفسك السامية ، وروحك العاليه ، لا تغضبين ، ولا تحقدين ، ولا تسبين ، ولا تشتمين .
تخيلي وقد أصبحتي طيبة السيرة ، ونقية السريرة .


أرجوك الان احفظي هذه الصورة الإيجابية محل الصورة السلبية في نفس الملف ثم أغلقيه ، فإن السلوك البشري يحفظ في الدماغ على شكل ملفات ، وهذه الملفات يمكن فتحها بالخيال ، ثم تحديدها بالخيال ، ثم حذفها بالخيال كذلك ، ثم الحمد لله لقد استبدلتها ببرامج سلوكية أخرى محمودة .

الآن افتح وافتحي عينيك وخذي نفسا مرة أخرى ، لاحظي الفرق فصدرك الذي كان ضيقا كيف أصبح منشرحا واسعا ، انظري الى وجهك في المرآة كيف هو طلقا سمحا متفتحا مبتسما .

كرري هذا التخيل وكرري هذا الفلم الذهني عدة مرات حول نفس المشكلة ، تأكدي أنها ستزول إن شاء الله


أما من كان في مرحلة الطبع فاطبع يغلب التطبع ، لكن لا ييئس من رحمة الله ، وليتب وليكن نادما عازما على عدم العودة مقلعا عنه .

و من كان في مرحلة المصير فمرحلة المصير مرحلة أخروية علمها عند الله ، أما المصير الدنيوي فإن كان مرضا فعليه العلاج ، وإن كان سجنا فعليه الصبر ، وإن كان حدا فليعلم بأنه تطهير له من ذنوبه .


يا إخوتي هذه أفكار تواردت علي لما أسمعه وأشاهده في الانترنت من عشق لا يمكن استثماره في الفضيلة لأن العاشق والمعشوقة متزوجين أصلا ، أو لأنهما من أماكن بعيدة جدا ، أو لأي ظرف من الظروف لا يمكنهما الزواج ، فنجد سم العشق يدب في جسديهما حتى يفعل الأفاعيل وهما أصلا أمام طريق مغلق أو مظلم مجهول .. فليتهما ثم ليتهما يقطعان خطوات الشيطان ويبطلان كيده ويحرقوا مراحل العشق حتى لا يحصل ما لا تحمد عقباه .

فآن الأوان لنقتل العشق الضار في مراحله الأولى - مراحل الأفكار أو المشاعر -، ونحافظ على العشق النافع بين الزوجين للمتزوجين أو الخاطبين ونحوله الى حب بين الأرواح بدلا من أن يكون عشقا بين الأجساد .

هذه كلمات نطق بها لساني وخطها بناني فما كان فيها من حق فمن الله ، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان ، فأوفوا لي الكيل بالنقد وتصدقوا علي بالتوجيه ، وشكرا جزيلا لكم .

الموهوب

21
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلع 2004
دلع 2004
الله يجزاك عنا خير
ماوية
ماوية
ماشاء الله تبارك الله اسلوب ممتاز
افكار مرتبة وطريقة منطقية للوصول الى المبتغى ,,,,
جزاك الله خير وفعلا العشق عبر الانترنت اصبح آفة تهدد مجتمعنا ,,
نسأل الله السلامة ,,
تحياتي
*بشائر الفجر*
*بشائر الفجر*
جزاك الله خيرا اختي على موضوعك المفيد
اسال الله ان يجعل منه الفائدة
بارك الله فيك
الموهوب
الموهوب

أشكرك يا بسكوتة
والموضوع يا أختي ويا أخواتي ويا إخوتي نابع من ما أسمعه وأقرأه في المنتديات عن ما يعانيه الشباب والفتيات من عشق يستمرون فيه في حين هم يعرفون أنهم لن يتزوجون أبدا لظروف تخصهم من عدم اقتناع بأحدهم عن الأخر ، أو لكون البنت متزوجة ، أو لكونها بعيدة وأهلها لا يزوجها من غريب مهما كان ، او لأي ظرف آخر .

فما دام الأمر كذلك فعليهم تقييم مرحلتهم التي وصلا اليها ثم هدم المراحل التي تسبق هذه المرحلة ، فالمراحل كالسلم يسقط بسقوط أي عتبة من عتباته خصوصا العتبات الأولى ( مرحلة الأفكار والمشاعر ) فهي أسهل المراحل نقض .

ففكرة أنها جميلة تراكمت كثيرا ورددها المخ كثيرا ونطيق بها اللسان أكثر وأكثر وعلاجها أن يكرر العكس والضد ويقول

فلانه غير جميلة ...... فلانه غير جميلة ....... فلانه غير جميلة .......... فلانه غير جميلة ...... فلانه غير جميلة ...........فلانه غير جميلة وهكذا
ويكرر الجملة 100 مرة يوميا لمدة اسبوع

ويقول : فلانه ما أحبها ،فلانه ما أحبها ، فلانه ما أحبها ، فلانه ما أحبها ،فلانه ما أحبها ، فلانه ما أحبها ، فلانه ما أحبها ،فلانه ما أحبها ، فلانه ما أحبها ،

ويرددها 100 مرة يوميا لمدة اسبوع

أو تقول هي في نفسها

فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... فلان غير جميل .......... 100 مرة يوميا لمدة أسبوع

ثم تقول : فلان ما أحبه ، فلان ما أحبه ، فلان ما أحبه ،فلان ما أحبه ، ....فلان ما أحبه ، فلان ما أحبه ،فلان ما أحبه ، فلان ما أحبه ، فلان ما أحبه ، 100 مرة يوميا لمدة أسبوع .وهكذا .

فإن التراكم لا شك يغير الأفكار ولذلك أُستغل من قبل أصحاب الدعاية والإعلان فتجد الإعلان للبيبسي مثلا يكرر في اليوم أكثر من عشر مرات ، فهل كرروه عبثا ؟ أو أنهم يهون الخسارة الباهضة التي تُتنفق على الدعاية والإعلان ؟ لا شك أنهم يعلمون جيدا أن التراكم يغير الأفكار ويولد القناعات .

الموهوب
دلوووعه
دلوووعه
جزاك الله خير الموهوب........كلامك واقعي وصحيح ولكن ما الحل اذا لم تفيد كل هذه المحاولات التي تكلمت عنها
وما الحل اذا تعدى العاشق كل الحدود التي تكلمت عنها....لاني سمعت قصص كثيره من اناس يعانون ولا يسطيعون البعد ولا يستطيعون الزواج......:26: