روائع الشاعر ......العضو / المعتمد بن عباد

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم ورحمة الله وبعد ...
هذه أول أقصوصةٍ أكتبها .. وهي أول مشاركة لي في منتداكم لعلها تحوز على إعجابكم .

الرسالة الأخيرة :
جلس وهو لا يكاد يقرّ به المجلس ، يحس بالفراش المستأجر الذي يجلس عليه وكأنه قد استحال تحته شوكاً .. هذه الأنوار الصفراء التي تؤذي عينيه كئيبةٌ كأيام حياته .. هذه الوجوه المتجعدة الجامدة حوله تذكره بزبانية الجحيم .. عبثاً يحاول أن يمسح بمنديله قطرات العرق الذي بدأ يغمره بغزارة ، وإن كان في حقيقة أمره إنما يحاول أن يدرك تلك الدمعة التي بدأت تتقلقل في مؤقه فيمسحها قبل أن يدرك أحد الحضور الفرق بينها وبين قطرات العرق الباردة.
حانت منه التفاتة إلى ذلك الباب في آخر المجلس ونظر إلى ذلك الطفل الذي قد دلف لتوّه منه ويده تقبض على شيء لم يستطع التعرّف عليه ، فلم يكلف نفسه مؤنة التفكير في ماهيته ثم أعاد النظر إلى ذلك الطفل مرة أخرى فتأكد من أنه هو .. نعم إنه أخوها . وهل يمكن أن تكون لأحد هاتان العينان إلا أخاها . وما أكثر ما كانت تحدثه عنه تلك الأيام ! إنه يحفظ اسمه والحكايات التي كانت ترويها له عنه بصوتها العذب الحاني عن ظهر قلب .
حين وصل إلى هذه النقطة أغمض عينيه وغاب عمّا حوله .. إذ انتقلت به الذكريات إلى منحى آخر . تنهّد تنهّداً طويلا حينما تذكرها وتذكر تلك الأيام التي اختلساها من عمر الدهر … تذكر أحاديثها العذبة ، ضحكاتها الصافية ، تذكر حتى بكاءها الذي حرمه النوم عدة ليال .
ولكنه أفاق من غمرة ذكرياته على صوت المأذون الشرعي وهو يطلب حضور الشهود فأحس بقلبه يكاد يثب من مكانه . وأخذ ينهر نفسه على المجيء إلى هذا المكان هذه الليلة . كيف طوّعت له نفسه أن يحضر حفل عقد قرانها من آخر لا يساويه حسباً ولا نسبا ولا دينا ولا ثقافة ولا خلقا .. ولكن هو الواجب القبلي والأعراف الاجتماعية وأحسّكأنه يغمد بحضوره خنجراً في صدره . .. ثم انتبه إلى أن المأذون قد طلب منهم أن يذهبوا إليها بكتابه الذي يسجّل فيه العقود لتوقع بموافقتها على العقد . فلم يستطع أن يصبر أكثر من ذلك وانتصب واقفاً ليغادر المكان مسرعاً قبل أن يسمع تلك الأصوات النسائية المنكرة وهي تطلق الزغاريد التي تنوح على ضياعه وضياع حلمه . ولمّا أراد أن يجتاز الباب فاجأه أخوها بورقة يدفعها إليه يفوح منها رائحة عطرها الفوّاح الذي طالما انتشى به .، فألقى على أخيها نظرةً أخيرة وكأنه يتذكّر ملامحها الوضيئة في ملامح وجهه ثم نزل درجات المنزل مسرعا .
وفي الطريق فاجأه أبوها وهو يبتسم له تلك الابتسامة الذئبية التي عرف بها وهو يقول له ضاحكاً : إلى أين ؟! فبادله ابتسامته بنظرة تتلظى وتكاد تفصح عن مدى الألم الذي سببه له ومقدار الرغبة في الانتقام ، وود لو استطاع خنقه بيديه كما خنق أمله الوحيد ولكنه بدّل ملامحه فابتسم ابتسامة حزنٍ واعتذر بأنه يريد رؤية شيء ما في سيارته للحظة وأكمل مسيره ، فنبهه الرجل إلى أن لا يتأخر لأن العشاء جاهز ثمّ رماه بأحد سهامه قائلاً والعقبى لك إن شاء الله . فزفر الشاب زفرة قوية وهو يقول في نفسه : آه لو يدري هذا الوغد العجوز أن دعوته قد تحققت وأنني أواجه نفس المصير المظلم الذي رمى إليه ابنته . واسترجع في عقله ذلك السؤال الذي مازال يؤرقه ويتعب قلبه : كيف رضيت بغيره وقد قطعت له عهداً أنها له ولن تكون لسواه ، كيف رضيت ؟
ولكنه مع ما سببت له من الألم الشديد لم يسمح لنفسه أن يوجه لها لوماً أو عذلا فهذه حياتها وهي حرة في أن تفعل ما تشاء ، وما هو إلا دخيل عليها فما دامت لا تريده فالأولى له أن ينسحب .
لم تقنعه هذه التبريرات وهو يفتح باب سيارته ويشغل محركها فهو متأكد أن ذلك الأب المذؤوب الجشع الذي يرخص كل شيء في سبيل تحصيل المال والثراء . ولا ريب أن ذلك الخاطب قد أغراه بالقناطير المقنطرة حتى سال لعابه فضحّى بابنته ورغباتها .
نفض عنه هذه الخواطر السوداء وجمع شتات ذهنه ليقرأ آخر رسالةٍ تصله من حبيبته .. فتح الورقة التي وقعتها باسمها ولبث يتأمل خطها الحنون الذي لا ينكره وقد كتبت له فيها هذه الأبيات :
أتظنني أرخصت فيك مشاعري ؟ *** أبداً فديتك بالنفائس شاعري
لكنّهم غلّوا يديّ وأخرسوا *** صوتي وسوّدت الذئاب مصائري
فارحل بنفسك ، ما مقامك بينهم *** إني أخافهمُ عليك فحاذرِ
اليوم مذبحي الكبير فقم ولا *** تقعد لتبصر ذبحهم لمصائري

أصابه جمودٌ عجيب إذ مدّ يده إلى ناقل الحركة في آلية ، وتحرّك بسيّارته وعيناه تنظران إلى الفراغ أمامه وقد تحدّرت منهما دمعتان كان يكتمهما مذ سمع بالخبر المشؤوم ، ومازالت تتردد في ذهنه كلمات أبيها .. والعقبى لك .. العقبى لك .. العقبى لك .
53
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المعتمد بن عباد
السلام عليكم ..
هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ)

باكٍ تحدّر دمعه المهراقُ ***وتبعثرت من حزنه الأوراقُ
عبثت به أبيدي النوى وبحاله*** فشكا صروف البينِ كيف تساقُ
وسقته أيدي الحادثات مرارةً*** لا يستسيغ جحيمها العشاقُ
ويح الظعائن كيف ترحل بالتي *** سلبت فؤادَ متيّمٍ يشتاقُ
رحلت ولم تلقِ السلام تحيةً *** ومضت يتابع خطوها الإشراق
قد أظلمت دنياه بعد رحيلها*** فله إذا ذكر الهوى إطراق
وله الجوى – والهف نفسيَ– ما الجوى***وصف الجوى يا صاح ليس يطاق
أبكى الرفاق بحزنه وشجونهِ *** فجرت لما أزرى بهِ الآماق
سفرٌ .. وهل من عودةٍ ؟ أم أنه*** بُعْدٌ؟ وعاود قلبه الإشفاق
يا صاحِ هوّن إنها أقدارنا*** أتفرُّ من أقدارها الأشواقُ
( لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ *** واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ )
المعتمد
yamama
yamama
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ تحدّر دمعه المهراقُ ***وتبعثرت من حزنه الأوراقُ عبثت به أبيدي النوى وبحاله*** فشكا صروف البينِ كيف تساقُ وسقته أيدي الحادثات مرارةً*** لا يستسيغ جحيمها العشاقُ ويح الظعائن كيف ترحل بالتي *** سلبت فؤادَ متيّمٍ يشتاقُ رحلت ولم تلقِ السلام تحيةً *** ومضت يتابع خطوها الإشراق قد أظلمت دنياه بعد رحيلها*** فله إذا ذكر الهوى إطراق وله الجوى – والهف نفسيَ– ما الجوى***وصف الجوى يا صاح ليس يطاق أبكى الرفاق بحزنه وشجونهِ *** فجرت لما أزرى بهِ الآماق سفرٌ .. وهل من عودةٍ ؟ أم أنه*** بُعْدٌ؟ وعاود قلبه الإشفاق يا صاحِ هوّن إنها أقدارنا*** أتفرُّ من أقدارها الأشواقُ ( لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ *** واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ ) المعتمد
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ...
سيدي المعتمد ،،

ها قد خلعت العمامة ،،

وأوليتك الإمامة ،،

وتخليتُ عن لقب ِ (( صاحبة ِ الفخامة ))،،

سلمت لك لواء الشعر ،، فقدنا إلى فضاء ٍ أرحب وأجمل ،،

وإلى لغةٍ أصفى وأعذب ،،

ودعنا نستقبل بذواتنا الشمس ،، لنغسلها ،، وننقيها ،،

لنغسل قرائحنا التي طالما نزفت دما ً و صديدا ،،

فلا بد من كي ٍّ ،، يلملم جرحنا قبل أن يستنزف ما لدينا من بقايا صفاء ،،

***

قوافينا تتعسر ،، ولكن آمل بل أرجو أن تفتقَ قصيدتك ينابيع َ أرواحنا ،،

فصمت الوائلي ووجوم فاطمة ،، يشعرني أن هناك الكثير الكثير ،،

وعندما تستقبل في صفحتك هذا الكثير ،، سأطلق نحوك حمائميَ جذلى ،، لتربت عليها ،، ولتهذب ريشها الذي تكسر مرارا ً حين أصطدم بقفص ِ ذاتي الضيقة ،،

سأبحث عندك عن مكان ٍ أرحب وأوسع وأنا على يقين بأنني سأجده ،،

وائلي ،، فاطمة ،، صمتكم أشعرني بأننا سنستقبل السيل العرمرم ...

تحياتي لكم

يمامة
المعتمد بن عباد
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ تحدّر دمعه المهراقُ ***وتبعثرت من حزنه الأوراقُ عبثت به أبيدي النوى وبحاله*** فشكا صروف البينِ كيف تساقُ وسقته أيدي الحادثات مرارةً*** لا يستسيغ جحيمها العشاقُ ويح الظعائن كيف ترحل بالتي *** سلبت فؤادَ متيّمٍ يشتاقُ رحلت ولم تلقِ السلام تحيةً *** ومضت يتابع خطوها الإشراق قد أظلمت دنياه بعد رحيلها*** فله إذا ذكر الهوى إطراق وله الجوى – والهف نفسيَ– ما الجوى***وصف الجوى يا صاح ليس يطاق أبكى الرفاق بحزنه وشجونهِ *** فجرت لما أزرى بهِ الآماق سفرٌ .. وهل من عودةٍ ؟ أم أنه*** بُعْدٌ؟ وعاود قلبه الإشفاق يا صاحِ هوّن إنها أقدارنا*** أتفرُّ من أقدارها الأشواقُ ( لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ *** واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ ) المعتمد
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ...
يمامة الواثق أخجلتني *** وفضلكِ الغامر ألبستني
أذبتِ شمس الشعر في مقلتي *** وبالحديث العذب طوّقتني
أكرمتِ شعري بثناءٍ بدا *** كطرّةِ الصّبح وأغرقتني
أسرتِ شعري وكلامي ، وبالـ***ـفضل وبالإحسانِ قيّدتني
ما أنا إلا شمعةٌ أوقدت *** من نوركِ المغمور بالسوسنِ
fatima
fatima
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ تحدّر دمعه المهراقُ ***وتبعثرت من حزنه الأوراقُ عبثت به أبيدي النوى وبحاله*** فشكا صروف البينِ كيف تساقُ وسقته أيدي الحادثات مرارةً*** لا يستسيغ جحيمها العشاقُ ويح الظعائن كيف ترحل بالتي *** سلبت فؤادَ متيّمٍ يشتاقُ رحلت ولم تلقِ السلام تحيةً *** ومضت يتابع خطوها الإشراق قد أظلمت دنياه بعد رحيلها*** فله إذا ذكر الهوى إطراق وله الجوى – والهف نفسيَ– ما الجوى***وصف الجوى يا صاح ليس يطاق أبكى الرفاق بحزنه وشجونهِ *** فجرت لما أزرى بهِ الآماق سفرٌ .. وهل من عودةٍ ؟ أم أنه*** بُعْدٌ؟ وعاود قلبه الإشفاق يا صاحِ هوّن إنها أقدارنا*** أتفرُّ من أقدارها الأشواقُ ( لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ *** واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ ) المعتمد
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ...
أنتظر الوائلي حتى يرد :)

فاحترموا صمتي رجاء .. ولا تخرجوني من طوري ..

لا لا لا لا لا

سأتكلم ...

ففؤادي يتفتق الآن عن بعض المشاعر .. دعوني أريقها على الورق قبل أن

تتلاشى ...

لا لا لا لا

الأفضل أن انتظر الوائلي :)

تفضل يا ( حارسها اليقظان )

سأتراجع اليوم إكراماً لليمامة ,, وإشفاقاً على أخي المعتمد من ثرثرتي

المحمومة :)
الوائلي.
الوائلي.
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ تحدّر دمعه المهراقُ ***وتبعثرت من حزنه الأوراقُ عبثت به أبيدي النوى وبحاله*** فشكا صروف البينِ كيف تساقُ وسقته أيدي الحادثات مرارةً*** لا يستسيغ جحيمها العشاقُ ويح الظعائن كيف ترحل بالتي *** سلبت فؤادَ متيّمٍ يشتاقُ رحلت ولم تلقِ السلام تحيةً *** ومضت يتابع خطوها الإشراق قد أظلمت دنياه بعد رحيلها*** فله إذا ذكر الهوى إطراق وله الجوى – والهف نفسيَ– ما الجوى***وصف الجوى يا صاح ليس يطاق أبكى الرفاق بحزنه وشجونهِ *** فجرت لما أزرى بهِ الآماق سفرٌ .. وهل من عودةٍ ؟ أم أنه*** بُعْدٌ؟ وعاود قلبه الإشفاق يا صاحِ هوّن إنها أقدارنا*** أتفرُّ من أقدارها الأشواقُ ( لا تخفِ ما فعلت بك الأشواقُ *** واشرح هواك فكلّنا عشّاقُ ) المعتمد
السلام عليكم .. هذه قصيدة عارضت فيها رائعة الشاب الظريف (لا تخف ما فعلت بك الأشواقُ) باكٍ...
شكرا شكرا فاطمة

أخجلتمُ تواضعنا يا عرب

أنا من الذين يصيبهم الغرور أحيانا :) لا حظوا أحيانا :) وليس دائما كما يفعل بعض الناس ;)

احم احم .......

ما رأيكم نبدأ أولا بالشرشحة أم بالرد والثناء ؟

عفوا لساني لا قوى على الصبر :) يريد أن يشرشح أولاُ :

أأنت أتيت يا ابن عباد أم القدر جاء بك ؟

نفس المعنى :) لا تؤآخذوني يظهر أن عدوى التخريف انتقلت لي من يمامة .

القصيدة الأولى لا تثريب عليها .

أما الثانية وما أدراك ما الثانية ؟ ففيها الميدان فسيح لكي تلعب فيه المشارط والمقصات :D

نعرضك أولاٌ على الطبيب العام ، يمامة :) ثم بعد ذلك العيادة الخاصة فاطمة ثم يأتي دور الاستشاري أنا بلا فخر :D


أما القصيدة الأولى فدونك ردي عليها :

غريبٌ عالم الشعراء نارٌ ..... قلوبهم وألسنهم ترقُ

لا شيء يسري في دمي ويتغلغل في عروقي بعد كلام ربي وهدي نبيي صلى الله عليه وسلم كالشعر .

يا أيها الشاكي المسيلُ دموعه .... لفراق من تهفو له الأعماقُ

مهلاً رويدك لا تبح يا صاحبي .... إن القلوب خوازنٌ ورقاقُ

اكتم عن العذال سرك والنوى .... فشماتة الأعداء ليس تطاق

اخف المشاعر إنني أخفيتها .... ليس الورى كل الورى عشاقُ

فالناس فيهم صاحب من طبعه .... صدقٌ وفيهم كاذب بوَّاقُ

(و)
هذه الواو بناءا على طلب المشرفة
يعني الأبيات للوائلي وليست مسسروقة كما يفعل بعضهم ;)


أهلا يا ابن عباد .. حياك الله .. ولقد سررنا بوجودك معنا .. وسبحان من يحيي العظام وهي رميم :D


يمام
أي سيل هذا ؟

عندي بزبوز ( صنبور ) ويااااااا لله يقطر من الصدأ .. هل يؤدي الغرض .. وافقي فهو أحسن من العدم .


الوائلي

فما حملت من ناقة فوق ظهرها .... أبر وأوفى ذمة من محمد