$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
لكن! من قال بأن جمال لم يلقى العقبات؟ ولم يصطدم مع الطلبة، لكنه يحل المشكلة بحكمته، وجمع القلوب برقته وصدق إيمانه،كان المدير يراقب وحينما يرى الطلبة يثورون على جمال ويواجههم بالحلم يقول: لكم أعجب منك يا جمال! إنك مثلما قال الشافعي ..
يقابلني السفيه بكل حمقٍ ......... فأرفض أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلماً ......... كعودٍ زاده الإحراق طيبا
فيرد جمال:كنت أول من شم الطيب،قد شممت الطيب في يد عمي محمود، فتبدلت السفاهة بالحكمة.
*********************
حينما يسهر آخر الليل، يجد ويجتهد في دروسه، يخرج من غرفته ويتوجه إلى غرفة الطعام، حتى لا يزعج معتز بضوء الغرفة، يضع كتبه فوق طاولة الطعام، ويجلس حولها، يغالبه النعاس أحياناً، فيضع رأسه فوق الكتب ويغفو، فيحس بيد عمه محمود الحانية، تلف الغطاء على كتفيه، تمسح على رأسه أثناء نومه، لكن جمال حينها، لا يقدر إلا أن يمسك تلك اليد الأبوية الحانية، فيقبلها، ويشتهي أن يقول له: شكرا يا أبتِ.
فلا يقدر.
***************
كانت سمية تجلس على الأريكة ،و تتمتم متضرعة وحزينة:اللهم رد كيد من أراد بجمال سوءاً إلى نحره، اللهم رد كيده إلى نحره.
فجلس معتز بالقرب منها لما رأى حزنها ولم ينتبه لدعائها فقال: لماذا تحبسين نفسك يا أماه؟منذ أن تزوجت أبي لم أرك تخرجين ولو مرة واحدة، ألا تخرجين فترين جمال الدنيا وزينتها؟ ألا تخرجين فترين الجنان التي في الأرض؟
سمية وقد ابتسمت ابتسامة صافية: إني أرى جمال الدنيا وزينتها من خلالك يا بني، ومن خلال جمال.. لا تقلق علي، فأنتم جنتي التي لا تفارقني(صمتت لحظة وأمرته بلطف) أذهب الآن إلى غرفتك وأكمل دراستك .
ذهب مشفقا عليها، أما هي فحدقت في السقف وابتسمت بمرارة ثم فكرت: كيف لصوت الحق أن يخرج وهم يتربصون به (مسحت جبهتها بأصابعها الباردة وقالت بألم)وبمن مضى معه.
ثم قالت بثقة: سيخرج صوت الحق من جديد، سيخرج صداحاً هذه المرة، سيخرج من خلالكم، ولن يقدر أن يكتمه أحد مرة أخرى.. فلا تستعجل .
********************
كان ضياء يدرس في ساعة متأخرة من الليل في غرفته الفاخرة، فقال والده الدكتور رائد:ضياء، لكم أشعر بالسعادة عندما أحادثك، أشعر بأنك في الفترة الأخيرة قد تغيرت وصرت رجلا.
ضياء:لست وحدي إنما كل في المدرسة، بدلنا طالب في فصلنا يا أبي، تبدل بين ليلة وضحاها و بدلنا جميعا.
الدكتور رائد: سبحان الله طالب غريب.
ضياء: هو غريب أيضا، يناديني ليداعبني "ضياء الفكر"، ينادي عبادة القاضي الفاضل، ينادي عدنان يا أصمعي، لا يترك شخصية في الفصل إلا ناداه اسما يكرمه فيه .
الدكتور رائد:حدثني عنه أكثر.
ضياء:صاحب خلق ودين، صادق الإيمان، مرهف الحس، متواضع، عبقري مثابر، عندما يحدث الشقاق يجمعنا بحكمته، وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى شجاعة وثبات، تراه في المقدمة، ويختفي حينما توزع الغنائم، كأنه جندي مجهول لا يذكر اسمه، لكن بصمته قوية في كل تقدم نحرزه، نقول له ربما تنسى المدرسة اسمك، وأنت من كنت قائداً لتقدمها، فيقول جملته التي تدل على أخلاقه النبيلة، إن نسيتم فإن الله لا ينسى.
الدكتور رائد: وماذا أيضا؟
ضياء:يحمل حزناً دفيناً، كلما طلبنا منه معرفة أحزانه قال،إنها أحزان ماضي وضعته في مقبرة النسيان، فلا تشغلوا بالكم بأمري.
الدكتور رائد:جعلتني أشتاق لمعرفته، ما اسمه؟
ضياء : جمال لمتونه.
الدكتور رائد بدهشة: من!؟ جمال لمتونه!؟
ضياء مستفسراً: هل تعرفه؟
هز رأسه وشرد ذهنه، ثم خرج من الغرفة ولو يرد على ضياء، توجه إلى الصالة، وصوتٌ من الماضي يرن في أذنه، صوته هو الدكتور رائد يجهش في البكاء، ينادي في ذاك المشهد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي(و صوت صدمة كهربائية تجعله يزيد بكاءً وتضرعاً)يا الله ..يا الله...يا الله .. يا الله.
أغمض عينيه بعنف وردد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي..
ثم فتح عينيه وتبدلت ملامحه لابتسامة: ها قد صمدت..صمود الأسود مثل جدك الأسد، أسد المغرب والأندلس، ثم رابطت مثله، لله درك أيها اللمتوني.
**************************
في آخر الليل كان جمال ينظر من خلال المرآة إلى نفسه، يقف على أطراف أصابع قدميه كأنه يتمنى أن يكبر أكثر، فقال معتز وهو مستلقٍ على سريره:يا عبد الرحمن الناصر..ماذا تفعل؟
جمال باسماً: أنا هارون الرشيد.
جلس معتز واعتدل في جلسته وسأل: متى تصالحت مع بني العباس؟
هز كتفيه وجلس بالقرب من معتز وقال: أنا هارون الرشيد، وبعزم بإذن الله ..أكيد، بيد حكمة(هز رأسه نافياً) لا يد فولاذٍ و حديد(ثم بسط كفه ورفعها ) سأرفع شأن الأمة من جديد.
معتز:ما رأيك يا هارون الرشيد، أن تنشد لجدك أبو جعفر المنصور صوت صفير البلبلِ التي نظمها الأصمعي لي أنا أبو جعفر المنصور.
بدأ جمال ينشد بصوته الندي، فطرب معتز، وبدأ يطبل فوق مكتبه
أنشد جمال:
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلِ
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي وموللي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلِ
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولِ
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذاالرجلِ
قال محمود حازماً بصوته الجهوري:كفى إزعاجا ،هيا أخلدا للنوم وإلا..
فهمس الاثنان بصوت خافت:
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي
ثم انفجر الاثنان ضاحكين.
محمود:آه منكما