***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السادسة.•´♥1 2 3 حلّق•´♥ السلام عليكم ورحمة الله و بركاته كان جمال يسند ظهره على أحدى عواميد المسجد سارحٌ ويبتسم،اقترب منه الشيخ عبد السلام وسأله:بم تحلم؟ جمال باسماً: أنا لا أحلم يا شيخي، ولكني فكرت برجل عظيم،فابتسمت. الشيخ عبد السلام: بمن فكرت؟ جمال سارحاً: بالقائد العظيم نور الدين زنكي، الذي وحد الصف المسلم بعد تفرقه، جمع الأمة بعد تفتتها، قائد أرجع الناس للدين القويم بعد أن اعوجت الطرق في معرفته، كرم علماء الدين، وبني المدارس والمستشفيات للفقراء كانت تسمى بـ البيمارستانات (صمت برهة) ما يحزنني، أن شبابنا المسلم لا يكاد يعرف هذه الشخصية العظيمة ( حلق نظره بعيدا وسأل)تراه كيف فعل كل هذا؟ الشيخ عبد السلام:بصدق النية يا بني، إن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. جمال: أجل لهذا استطاع أن يغير، لأجل هذه الحكمة مهد الطريق لصلاح الدين الأيوبي حتى يحرر المسجد الأقصى، لقد كانت ثمرة رواها بجده وقطفها صلاح الدين، بجده وإخلاصه أيضا،أنا لا أنكر فضل صلاح الدين،ولكني أعتب على شباب أمتنا أنهم لا يعرفون الجبل الشامخ، نور الدين فكلما ذكر تحرير المسجد الأقصى، ذكر صلاح الدين ونظمت له القصائد، وكانت الأناشيد من نصيبه ونسي الناس أستاذه (نظر إلى شيخه وسأل) كيف يا شيخي ننسى القائد العادل الذي سجل التاريخ بأنه سادس الخلفاء الراشدين، كيف لنا أن ننسى نور الدين محمود زنكي؟ وقف الشيخ عبد السلام وقال:إن نسينا ..فان الله لا ينسى. ********************* زائرٌ للمدير قد حضر، هو والد عبادة سالم، جاء يشكو عناد ابنه، وجرأته في الحديث معه، يطلب من المدير النصيحة، كان جمال يتابع البيانات قرب المكتب ويستمع، هو أيضاً يكره تصرفات عبادة الذي يؤذيه بأحكامه، وقف جمال ونظر إلى الفضاء من خلال النافذة، وعواصف الأفكار تلفه من كل جانب، بعضها يتعلّق بالطلبة وإساءتهم له، وبعضها من نصائح أمه، ونصائح الشيخ عبد السلام ومحمود.. فقرر الكلام وقال بأدب جم:أتسمح لي بأن أتكلم؟ حاول يا سيدي أن تفهم ابنك. سالم: عفواً. جمال وقد طأطأ رأسه تواضعاً: أن عبادة من الشخصيات القيادية التي في فصلنا، هو شخصية عقلانية،(عدل نظارته وتأمل) إنك يا سيدي إن حاورته بطريقة تشعره برجولته، سيشعر بقيمته، وقيمة من حوله(ابتسم)سترى منه ما سيعجبك، سترى منه الحكمة و حسن الخلق، وستكون فخوراً به، إنه مثل كل شباب فصلنا،يحتاجون لمن يسمعهم ويقدرهم ويفهمهم ويوجه طاقتهم. :: :: توجه المدير وجمال إلى الفصل فقال المدير: لقد أخبرني جمال أنكم تؤذونه في الفصل وكتب لي قائمةُ بأسمائكم وتصرفاتكم حامد: جاسوس..لقد قلت لكم أن هذا الفتى جاسوس، كنت أراه دائماً يتابع حركاتنا وتصرفاتنا. عبادة: انتظر يا حامد..لنرى ما لنا وما علينا. جمال بتحدي: سأبدأ مع ضياء يا سيدي المدير، ضياء يتحدى معلم الرياضيات بحلولٍ جديدة. ضياء مستنكراً: أهذا ما قدرت عليه؟ جمال بتحدي:قالت لي أمي.. إن الحلول التي يحلها هذا الفتى يدرسونها في جامعات فرنسا..إن لديه عبقرية علمية تؤهله ( ابتسم) بأن يكون من أفضل علماء رياضيات،وهو عقلية علمية معملية فذة. عبادة: وضح لنا..كفى غموضاً. ابتسم جمال وقال:عدنان..قل الشعر الذي هجوتني فيه. قاله جمال لأن عدنان رفض،فأنتقد الشعر أدبياً! وبدأ يظهر الصيغ الجمالية فيه! ثم قال بعد أن جلس مكانه: حسن يحسن الرسم بطريقة إبداعية، مهند رياضي ممتاز، كما أن أخلاقه رياضية، جاسم خطيب مفوه، مسعود مبرمج بارع، وكامل كاتب يغزل القصص ببراعة، عماد معلم قدير فإن شرح يوصل المعلومة بطريقة سلسة واضحة، علي عالم أحياء ... ذكر كل من في الفصل ولم يذكر عبادة..الذي قال: أأنت من توجهنا؟ جمال وهز كتفيه :لا..إنها أمي. فقاطعه الطلبة يضحكون إلا عبادة .. فقال جمال وهو ينظر بتحدي: هل علي أن أخجل؟إنها أمي صانعة الرجال؟ ألا تحبون أمهاتكم .. ثم أردف: اسمعوني جيدا..كنت أحكي لأمي عن حركاتكم وتصرفاتكم، فكانت تخبرني بما تبدعون وما ينقصكم، جربوا توجيهها، ولن تندموا. عبادة: لا نقدر أن نثق فيك بين ليلة وضحاها. جمال:لقد صدقت.. على كل حال...كنت مخطئ في التعامل معكم..وهاأنذا أعتذر لكم أمام المدير فهل تسامحوني؟ عبادة:على أن تفتح صفحة جديدة تتواضع فيها، ولا تعزل نفسك. وافق كل الطلبة فقال جمال: سأغير أسلوبي، فتعاملوا بطريقة تحترموني فيها . عبادة: أجل لقد قلت قولا حسناً. دخل والد عبادة وابتسم..ثم ابتسم المدير ..نظر عبادة إلى جمال مستنكراً، فقال السيد سالم وهو يهز رأسه: القاضي الفاضل.. عبادة مستغرباً:ما القصة؟ هل كانت تمثيلية!؟ السيد سالم: لقد جئت أشكوك للمدير..تصرفاتك ..فإذا بجمال يقول يا سيدي ما أراه إلا القاضي الفاضل الذي حرر المسجد الأقصى مع صلاح الدين، فأراد أن يثبت لي حكمتك وحسن خلقك، فكما قال جمال، أنت قائد عظيم ولكني لا أفهمك. عدل جمال نظارته وتأمل ثم قال مبتسماً: يا سيدي لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "نصرت بالشباب"اسمحوا لنا بفرصة ننصر الأمة فيها. ضياء:ما حملك على فعل كل هذا؟ جمال: لقد كنت أنظر بنظارة عدساتها عين ذبابة، تصور لي سوء تصرفاتكم، فقمت بتغييرها واشتريت نظارة عدساتها عين نحلة، تصور لي حسن تصرفاتكم. السيد سالم مازحاً: أين بائع النظارات هذا لأشتري لكل من في الفصل؟ هز جمال كتفيه وقال: سيكون سعيدا لأني جعلت دعاية لمتجره، على كل حال، سأطلب منه نسبة من المبيعات. ضحك الجميع ثم قال:وأنا على يقين، من أننا سنجني العسل من خلال نظارة النحل هذه. قال المدير:أجل يا ولدي، فكلنا سنلبس هذه النظارة، ونتعاون على جني العسل من خلالها ثم أردف: جمال يقترح أن نتعاون في بعض الأنشطة التي تبرز طاقاتكم فهل تقبلون وافق الطلبة..فصاروا مبدعون. ****************
¸.•´♥ غريب الدار ¸.•´♥ الحلقة السادسة.•´♥1 2 3 حلّق•´♥ السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...
مرت شهور وقد تبدل حال جمال وحال كل من في الفصل، هو نفسه يجلس على درجه، ويبتسم لهم هذه المرة، وهو نفسه ينظر إليهم وهم يلعبون بحصه الرياضة لا يشاركهم اللعب، لكنه يبتسم، ولقد أثبت جمال للجميع قدرة شباب فصله على رقي المدرسة بأكملها، بل صار ترتيبها الأول من بين المدارس، وكانت يد الجندي المجهول سمية هي التي تقود المدرسة للتقدم..
لكن! من قال بأن جمال لم يلقى العقبات؟ ولم يصطدم مع الطلبة، لكنه يحل المشكلة بحكمته، وجمع القلوب برقته وصدق إيمانه،كان المدير يراقب وحينما يرى الطلبة يثورون على جمال ويواجههم بالحلم يقول: لكم أعجب منك يا جمال! إنك مثلما قال الشافعي ..
يقابلني السفيه بكل حمقٍ ......... فأرفض أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلماً ......... كعودٍ زاده الإحراق طيبا

فيرد جمال:كنت أول من شم الطيب،قد شممت الطيب في يد عمي محمود، فتبدلت السفاهة بالحكمة.


*********************


حينما يسهر آخر الليل، يجد ويجتهد في دروسه، يخرج من غرفته ويتوجه إلى غرفة الطعام، حتى لا يزعج معتز بضوء الغرفة، يضع كتبه فوق طاولة الطعام، ويجلس حولها، يغالبه النعاس أحياناً، فيضع رأسه فوق الكتب ويغفو، فيحس بيد عمه محمود الحانية، تلف الغطاء على كتفيه، تمسح على رأسه أثناء نومه، لكن جمال حينها، لا يقدر إلا أن يمسك تلك اليد الأبوية الحانية، فيقبلها، ويشتهي أن يقول له: شكرا يا أبتِ.
فلا يقدر.
***************


كانت سمية تجلس على الأريكة ،و تتمتم متضرعة وحزينة:اللهم رد كيد من أراد بجمال سوءاً إلى نحره، اللهم رد كيده إلى نحره.
فجلس معتز بالقرب منها لما رأى حزنها ولم ينتبه لدعائها فقال: لماذا تحبسين نفسك يا أماه؟منذ أن تزوجت أبي لم أرك تخرجين ولو مرة واحدة، ألا تخرجين فترين جمال الدنيا وزينتها؟ ألا تخرجين فترين الجنان التي في الأرض؟
سمية وقد ابتسمت ابتسامة صافية: إني أرى جمال الدنيا وزينتها من خلالك يا بني، ومن خلال جمال.. لا تقلق علي، فأنتم جنتي التي لا تفارقني(صمتت لحظة وأمرته بلطف) أذهب الآن إلى غرفتك وأكمل دراستك .
ذهب مشفقا عليها، أما هي فحدقت في السقف وابتسمت بمرارة ثم فكرت: كيف لصوت الحق أن يخرج وهم يتربصون به (مسحت جبهتها بأصابعها الباردة وقالت بألم)وبمن مضى معه.
ثم قالت بثقة: سيخرج صوت الحق من جديد، سيخرج صداحاً هذه المرة، سيخرج من خلالكم، ولن يقدر أن يكتمه أحد مرة أخرى.. فلا تستعجل .

********************



كان ضياء يدرس في ساعة متأخرة من الليل في غرفته الفاخرة، فقال والده الدكتور رائد:ضياء، لكم أشعر بالسعادة عندما أحادثك، أشعر بأنك في الفترة الأخيرة قد تغيرت وصرت رجلا.
ضياء:لست وحدي إنما كل في المدرسة، بدلنا طالب في فصلنا يا أبي، تبدل بين ليلة وضحاها و بدلنا جميعا.
الدكتور رائد: سبحان الله طالب غريب.
ضياء: هو غريب أيضا، يناديني ليداعبني "ضياء الفكر"، ينادي عبادة القاضي الفاضل، ينادي عدنان يا أصمعي، لا يترك شخصية في الفصل إلا ناداه اسما يكرمه فيه .
الدكتور رائد:حدثني عنه أكثر.
ضياء:صاحب خلق ودين، صادق الإيمان، مرهف الحس، متواضع، عبقري مثابر، عندما يحدث الشقاق يجمعنا بحكمته، وفي الوقت الذي نحتاج فيه إلى شجاعة وثبات، تراه في المقدمة، ويختفي حينما توزع الغنائم، كأنه جندي مجهول لا يذكر اسمه، لكن بصمته قوية في كل تقدم نحرزه، نقول له ربما تنسى المدرسة اسمك، وأنت من كنت قائداً لتقدمها، فيقول جملته التي تدل على أخلاقه النبيلة، إن نسيتم فإن الله لا ينسى.
الدكتور رائد: وماذا أيضا؟
ضياء:يحمل حزناً دفيناً، كلما طلبنا منه معرفة أحزانه قال،إنها أحزان ماضي وضعته في مقبرة النسيان، فلا تشغلوا بالكم بأمري.
الدكتور رائد:جعلتني أشتاق لمعرفته، ما اسمه؟
ضياء : جمال لمتونه.
الدكتور رائد بدهشة: من!؟ جمال لمتونه!؟
ضياء مستفسراً: هل تعرفه؟
هز رأسه وشرد ذهنه، ثم خرج من الغرفة ولو يرد على ضياء، توجه إلى الصالة، وصوتٌ من الماضي يرن في أذنه، صوته هو الدكتور رائد يجهش في البكاء، ينادي في ذاك المشهد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي(و صوت صدمة كهربائية تجعله يزيد بكاءً وتضرعاً)يا الله ..يا الله...يا الله .. يا الله.
أغمض عينيه بعنف وردد:اصمد يا ولدي..اصمد يا ولدي..
ثم فتح عينيه وتبدلت ملامحه لابتسامة: ها قد صمدت..صمود الأسود مثل جدك الأسد، أسد المغرب والأندلس، ثم رابطت مثله، لله درك أيها اللمتوني.
**************************


في آخر الليل كان جمال ينظر من خلال المرآة إلى نفسه، يقف على أطراف أصابع قدميه كأنه يتمنى أن يكبر أكثر، فقال معتز وهو مستلقٍ على سريره:يا عبد الرحمن الناصر..ماذا تفعل؟
جمال باسماً: أنا هارون الرشيد.
جلس معتز واعتدل في جلسته وسأل: متى تصالحت مع بني العباس؟
هز كتفيه وجلس بالقرب من معتز وقال: أنا هارون الرشيد، وبعزم بإذن الله ..أكيد، بيد حكمة(هز رأسه نافياً) لا يد فولاذٍ و حديد(ثم بسط كفه ورفعها ) سأرفع شأن الأمة من جديد.
معتز:ما رأيك يا هارون الرشيد، أن تنشد لجدك أبو جعفر المنصور صوت صفير البلبلِ التي نظمها الأصمعي لي أنا أبو جعفر المنصور.
بدأ جمال ينشد بصوته الندي، فطرب معتز، وبدأ يطبل فوق مكتبه
أنشد جمال:
صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلِ
المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ
و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي وموللي
فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلِ
فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولِ
والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذاالرجلِ


قال محمود حازماً بصوته الجهوري:كفى إزعاجا ،هيا أخلدا للنوم وإلا..
فهمس الاثنان بصوت خافت:
فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

ثم انفجر الاثنان ضاحكين.
محمود:آه منكما
***بسمة أمل ***
***بسمة أمل ***
بصرااااحة اسلوبك روعة في سردك للاحداث واصلي ابداعك
بصرااااحة اسلوبك روعة في سردك للاحداث واصلي ابداعك
أسعدك الله يا أخيتي

لقد رفعتي معنوياتي :44:

وكنت كتبتها في مكان آخر ونجحت وأحبها الأخوات، وحين نقلتها هنا ولم يرد علي أحد قلت لا بد أنهن كن يجاملنني و الرواية ليست جميلة :09:

فهل هذا صحيح:angry:
بيش مثلها مافيش
سلمت الأنامل التي خطت أحداث هذه القصة ~~ إبداع خطه اليراع ~~ لاعدمناك
بيش مثلها مافيش
أين أنتِ يابسمة الأمل؟؟
~~ نحن بانتظارك ~~
همتي بديني
همتي بديني
قمة في الابداع

سلمت أناملك حبيبتي