زفـاف العــروس !! ..

الملتقى العام

-

أم إبراهيم الهاشمية ..
لها حكاية مشهــورة ..
حكاها جمـاعة منهم ..
أحمد بن جعفر بن اللبان رحمه الله ..
في كتابة المسمى :
.

قال : روي أنه كان بالبصرة نساء عابدات ..
وكانت منهن أم إبراهيم الهاشمية ..
فأغار العدو على ثغر من ثغور المسلمين ..
فانتدب الناس للجهاد ..
فقام عبدالواحد بن زيد البصري ..
في الناس خطيباً ..
فحضهم على الجهاد ..
وكانت أم إبراهيم هذه حاضرة في مجلسة ..
وتمادى عبدالواحد على كلامه ..
ثم وصف الحور العين ..
وذكر ما قيل فيهن وأنشد في صفة حوراء :
غــــادة ذات دلال ومــــــرح - - - يجد النـاعت فيها ما اقـترح
خلقـت من كل شـيء حسـن - - - طـيب فالليث فـيـها مطـــرح
زانهـا الله بوجــه جـمـعـــت - - - فيه أوصاف غريبات المـلح
وبعـين كحـلـها من غـنجـها - - - وبخــد مسـكه فـيــه رشـــح
ناعم تجــري على صفحـتـه - - - نضـرة الملك ولألاء الفـرح
أترى خـاطـبــها يسـمـعــهـا - - - إذ ندير الكأس طوراً والقدح
في رياض مـونق نرجـســه - - - كلـمـا هـب له الـريح نفــــح
وهي تدعـــوه بـود صـــادق - - - ملـئ القلـب به حـتى طفـــح
يا حبيـباً لست أهـوى غـيره - - - بالخــــواتيـم يتـم المفـتـــتح
لا تكــونن كـمــن جـــــد إلى - - - منتــهى حاجـتــه ثم جمـــح
لا فما يخطب مثلي من سها - - - إنمـا يخطـب مثـلي من ألح

قال : فماج الناس بعضهم في بعض ..
واضطرب المجلس ..
فوثبت أم إبراهيم من وسط الناس ..
وقالت لعبدالواحد :
يا أبا عبيد ..
ألست تعرف ولدي إبراهيم ..
ورؤساء أهل البصرة ..
يخطبونه على بنـاتهم ..
وأنا أظـن به علـيـهم ..
فقد والله أعجبتني هذه الجارية ..
وأنا أرضاها عرساً ولدي ..
فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها ..
فأخذ عبدالواحد في وصـف حـوراء ..
ثم أنشد :
تولّـد نـور النــــور من نــور وجــهها
فمازج طيب الطيب من خالص العطرِ

فلو وطئت بالنعـل منـها على الحصى
لأعشـبت الأقطــار من غـير ما قطــرِ

ولو شئت عقـد الخصــر منـها عقـدته
كغصن من الريحـان ذي ورق خضـرِ

ولو تفلـت في البحــر شهــد رضـابها
لطـاب لأهل الـبر شــرب من البحـــرِ

يكـاد اختـلاس اللحــظ يجــرح خــدها
بجارح وهـم القلب من خارج السـترِ

فاضطرب الناس أكثر ..
فوثبت أمر إبراهيم ..
وقالت لعبدالواحد :
يا أبا عبيد !
قد والله أعجبتني هذه الجارية ..
وأنا أرضاها عرساً لولدي ..
فهل لك أن تزوجه منها ..
وتأخذ منهي مهرها عشرة آلاف دينار ..
ويخرج معك في هذه الغزوة ..
فلعل الله يرزقه الشهادة ..
فيكون شفيعاً لي ولأبيه في القيامة .
فقال لها عبدالواحد :
لئن فعلتِ لتفوزن أنتِ وولدكِ ..
وأبو ولدك فوزاً عظيماً .

ثم نادت ولدها : يا إبراهيم ؟ ..
فوثب من وسط الناس ..
وقال لها : لبيك يا أماه ..
قالت : أي بني ..
أرضيت بهذه الجارية زوجة ..
ببذل مهجتك في سبيله ..
وترك العود في الذنوب ؟ ..
فقال الفتى : أي والله يا أماه ..
رضيت أي رضا ..
فقالت : اللهم إني أشهدك ..
إني زوجت ولدي هذا .. من هذه الجارية ..
ببذل مهجته في سبيلك ..
وترك العود في الذنوب ..
فتقبله مني يا أرحم الراحمين .

قال : ثم انصرفت ..
فجاءت بعشرة آلاف دينار ..
وقالت : يا أبا عبيد ..
هذا مهر الجارية تجهز به ..
وجهز الغزاة في سبيل الله ..
وانصرفت .

فابتاعت لولدها فرساً جيداً ..
واستجادت له سلاحاً.
فلما خرج عبدالواحد ..
خرج إبراهيم يعدو ..
والقراء حوله يقرءون :
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } .

قال : فلما أرادت فراق ولدها ..
دفعت إليه كفناً وحنوطاً ..
وقالت له : أي بني ..
إذا أردت لقاء العدو فتكفن بهذا الكفن ..
وتحنط بهذا الحنوط ..
وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله ..
ثم ضمته إلى صدرها وقبلت بين عينيه ..
وقالت : يا بني ..
لا جمع الله بيني وبينك ..
إلا بين يديه في عرصات القيامة .

قال عبدالواحد : فلما بلغنا بلاد العدو ..
ونودي في النفير ..
وبرز الناس للقتال ..
برز إبراهيم في المقدمة ..
فقتل من العدو خلقاً كثيراً ..
ثم أجمعوا عليه فقتل .

قال عبدالواحد : فلما أردنا الرجوع إلى البصرة ..
قلت لأصحابي : لا تخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها ..
حتى ألقاها بحسن العزاء ..
لئلا تجزع فيذهب أجرها .

قال : فلما وصلنا البصرة ..
خرج الناس يتلقوننا ..
وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج ..
قال عبدالواحد : فلما بصرت بي ..
قالت : يا أبا عبيد ..
هل قُبلت مني هديتي فأهنا ..
أو ردت علي فأعزى ؟ ..
فقلت لها : قد قبلت والله هديتك ..
إن إبراهيم حي مع الأحياء يرزق ..
قال : فخرت ساجدة لله شكراً ..
وقالت : الحمد لله الذي لم يخيب ظني ..
وتقبل نسكي مني .. وانصرفت .

فلما كان من الغد ..
أتت إلى مسجد عبدالواحد ..
فنادته : السلام عليك يا أبا عبيد .. بُشراك ..
فقال : لا زلت مبشرة بالخير ..
فقالت له : رأيت البارحة ولدي إبراهيم ..
في روضة حسناء .. وعليه قبة خضراء ..
وهو على سرير من اللؤلؤ ..
وعلى رأسه تاج وإكليل ..
وهو يقول لي :
يا أماه أبشري فقد قُبل المهر ..
وزفت العروس .


*

18
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت الشريف العلوي
قبل المهر وزفت العروس


لله درها ما أعظمها وما أروعها!!



كم نحن بحاجة إلى مثل هذه المرأة العظيمة..... نعم والله نحن بحاجة لمثل هذه المرأة..


لأن المرأة سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة أو أختا قد تكون أحد العوامل الرئيسة المؤثرة حين انتصار الإسلام أو أحد العوائق الكبار أمام انتصار الإسلام وعزه وذلك لأن المرأة إذا اقتنعت بأمر كانت أعظم حافز للرجال بأدائه ، وإذا عارضت أمراً كانت من أعظم الموانع له ، لا سيما إن كانت تلك المرأة أماً أو جدة يجب برها وطلب رضاها.


ونصيحة لكل أم وزوجة وأخت وابنة في هذا الزمن:

إن لم تتمكني من المساعدة والنصرة فلا يجوز لك أن تكوني عقبة في طريق الرجال إلى الجهاد لأنه حينما تثنين الرجال عن الجهاد سواء كانوا أبناء أو زوجا أو إخوة أو غيرهم فإن هذا نوع من الصد عن سبيل الله لا يرضاه الله أبداً ، فإن كانت لا تهلكي بخروجهم فليس لك حق في الشرع لتثبيطهم عن الجهاد فاتقي الله في نفسك وانظري لحال أمتك.



بارك الله فيك أخي الفاضل / فارس الهيلا........ أحسنت الاختيار
حوراء10
حوراء10
ماشاء الله قصه جميله ادمعة عيني 00 يا اخي يوجد في زمننا هذا مثل أم ابراهيم
في فلسطين والعراق ولاكن لا احد يعرف عنهن الحمد لله امتنا فيها خير أنشاء الله
جزاك الله خير
( فارس الهيلا )
-


أمـــــــــــاه أعـــــلـــم أنــك قـــــــــــــد تـحــــــــــزنــين
ويضــــــيــق صــــــــــــــدرك ثـم ينــطــلـــــــق الأنــين
وتفــيــــــض عيــنـــــــــــاك دموعــــــــــاً في حنـــــين

لكــنــــــــــــــك تأبــين دومـــــــــــــــــــاً أن ألــــــــــين
أو أن أجـــــــــــابي أو أخـــــــــــادع معــــــــرضـــــين
أو أن أرى حقــــــــــــاً يـنــــــــــــادي المــســلــمــــين

وأنـــام في ســكــــن وقـــــــــــد ديــس العـــــــــــــرين
لا ريب يـا أمــــــاه تأبـين القــعــــــــود وترفـضـــــــين
وهنـــا منـــاد قــــد دعـــا يا خـيـــــــل هـــــلا تركبـــين

لا ريـب أن سـتـــدافعــــين بكـــل غــــال أو ثمـــــــــين
هـذا ابنــكِ أمــاه كـر بسيـفه أتراك ســـوف تصــبرين
أم تطلبين وجوده في حضنك المأمون كالطفل الحزين

وتزمجــــرين بني عــد لا ضـــــير أن نكـس الجبــــين
فلقـد خطبـت لك البيــنة عـــد إلى حجــــــري الأمـــين
لك في الــزواج مــلـــــذة بـل إنــــه عــقــــــــــل ودين

مـا مـثـــــلك أمـــــاه يدعــــوني وقـــد ديـس الجـبــين
بل إن رجعت صفعت وجهي .. عد .. وقـاتل لن نلـين
قـم .. عد إلى الجـرحى إلى القتلى إلى الحق المبـين

قـم .. عــد إلى ســـــــــاح الـوغـى .. أنت المــــــدين
إمـا انتصــــــار في سـبـــــيل الله رب العــــــــالمــين
أو أن أراك مجنـدلاً إذ ذاك صـــــــــدقــك يســتبــــين

أبني لا تصــــغـي لأي مثــبــــــط وغـــــــــــد مهــــين
فالعز مقرون بظل اليسف ليس بداخل القلب المهـين
ومن البلية أن ينــــــادى مالجهـــــاد بفــــرض عـين

وشـبـابنـا المهـــزوم يرقــد في الحـــدود ويسـتـكـين
نفختـه تلك التخمة الصفـراء نفخـاً ملـؤه تبن وطـين
وتراه يبـغي الخلـد في الجنــات وهــو للشـــر قـرين


* * *
* *
*
( فارس الهيلا )
أختي الكريمة :
بنت الشريف العلوي .. رعاها الله .
أشكركِ جزيل الشكر على حسن تعقيبكِ ..
وعلى نصحك لأخواتكِ .. وحرصكِ على الخير .
بارك الله فيكِ .. ورفع قدرك .


*


أختي الكريمة :
حوراء .. سلمها الله .
نعم .. ما أكثرهن في هذا الزمان ..
وما نساء الشيشان عنا ببعيد ..
فهم سطرو لنا أروع التضحيات .

وأشكركِ أختي على المداخلة القيمة .
( فارس الهيلا )
-

أمسك بقلمي ..
وغصـة تقـف في حلقي ..
والدماء تغلي في رأسي ..
وأريد أن أكتب صيحاتي لابنة الإسلام ..
يا من تعيشين أيامك لنفسـك ..
ولا تفكرين إلا في محيــطك ..
يا من تطــوفين حـــول ذاتك ..
ولا تجـــدين ما يثـيرك ..
فتخلقين مشكلاتك بيدك ! .
اعذريني ..
لأني كالنار وأنتِ كالثلج ..
لأن الإسلام وأهله ..
يبادون في كل لحظة ..
وفي كل مكان ..
لأن مئات الشهداء ..
يسقطون في الميدان ..
وسط صيحات النساء ودوي المدافع .

لكن أتظنين أن إيمانهم قد فتر ؟!
كلا والله ..
إيمانهم في قلوبهم ..
وقلوبهم بيد ربي ..
لن يركعوا لغير الله ..
ولن يذلوا لغير الله .
سيقولون كما قال السحرة لفرعون :
لا ضير إنا إلى ربنا لمنقلبون ..
لا ضير إن فقدوا المال ..
لا ضير إن فقدوا الأولاد ..
لا ضير إن فقدوا إرواحهم ..
لا ضير على الدنيا بأسرها إن فقدوها ..
لأنها جيفة منتنه ..
ولا يتهالك عليها إلا محبي القاذورات .

سيسيرون في درب الله ..
سيحملون أرواحهم ..
ويلقون بها تحت الأقدام ..
لترفع راية الإسلام ..
سيموتون في سبيل دينهم ..
ولك أنت أن تعيشي من أجل ما تشائين .

سامحيني يا عزيزتي ..
لأن قلبي يتقطع كل يوم ..
مئات المرات على حالنا ..
ويزداد ألمي ..
عندما أراك حزينة ذابلة العينين ..
تعيشين بلا عزيمة وهمه ..
ونحن في أمس الحاجة إليك .
نحن في حاجة إلى عقلك وقلبك ..
في حاجة لكل ما تملكين ..
نحن في أزمة يا غاليتي ..
نحن نمر بأحلك الظروف ..
لأن أفظع المؤتمرات تحاك ضدكِ ..
وتحاك ضد الإسلام ..
فهم يخشونه ويحسونه الخطر القادم ؟! .

فقـومي وشمـري عن ساعديك ..
وانفضي عنك الكسل والأوهام ..

وانهضــي لتقـفي في صـف الميـــدان ..
فمكانك ينتظرك ولن يقف أحد سواك !! .



*





*