ومر هذا اليوم ولا أذكر سوى اني نسيت كل شيء وبكيت بعد ان نام اخوتي الصغار وبقيت اختي التي كانت تدرس في الجامعه ومازالت لا تعرف شيء عن الموضوع،ودخل عمي ولما اتمالك نفسي حين رأيته فانهرت وبكيت وفعلا شعرت لأول مره بحاجتي الى أبي الآن فأنا في هذا الضعف لا أستطيع الا ان ارتمي على كتفه لأبكي.وسألته كيف حدث كل هذا؟ ورغم انهياره أجابني :جلطة في القلب.
ولن أطيل الحديث أكثر (آسفه أدري تعبتكم معاي بس من هنا بدأ التغيير الفعلي)
ومرت أيام العزاء وفي كل يوم يزداد شوقنا للجلوس مع أبي وكل ما رأيت سيارة تشبه سيارته في الشارع التفت لأنظر من يقودها.وكل ما رأيت زي عسكري في أي مكان أنظر الى الرتبة والآن سأتحدث عما حدث لغيري في هذا اليوم :
ذهب أبي-الله يرحمه- الى العمل مثل كل يوم،وجلس في مكتبه ولأنه كان اليوم الأول بعد العيد مر على كل مكتب في مبني عمله ليسلم عليهم وكان يكتب قائمه المدعوين لحفل زفاف أخي الذي كان مقررا بعد اسبوعين،وكلما مر على مجموعه ذكرهم بالدعوه،وكان يشعر بضيق في التنفس وآلام في صدره وخرج من مقر عمله في الثالثة ليعود الى مكتب نسى أن يمر عليه وسلم وهنأهم بالعيد وحرص على دعوتهم.
وتناول الغداء في المنزل مع أمي واخوتي الصغار.هنا دخلت اختي التي تصغرني وسالت عن قصة شعرها ما رأيكم ؟وعلقت والدتي عليها حيث قصت شعرها للتو،فأجابها أبي :حلو يبا حلو سوي اللي تبينه ما عليج. من أحد،ابتسمت وخرجت للجامعه والغريب أنه في كل مره تخرج للجامعه يسأله متى ستعودين لاتتأخرين.الا في هذه المره نظر اليها نظره لأول مره تشعر بها نظره مختلفه لم تجد لها تفسيرا الا بعد وفاته وحين وصلت الى الباب وأكتفى بقول عسى الله يوفقج و يحفظج .
بعدها شعر والدي بألم شديد في صدره وذهب الى الحمام واغتسل عل الألم يذهب،وتوضأ وصلى المغرب وطلب من أمي أن تأخذه الى المستشفى العسكري ،هنا دخل أخي وسلم وذهبوا معا الى المستشفى وفي الطريق الى المستشفى كان أخي مسرعا فقال له أبي : . شوي شوي لا تستعيل انا ما فيني شي يباوبدأ بقراءه خواتيم سوره البقره ووصلوا الى المستشفى وعند بوابة المستشفى كان أبي يقرأ "وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير"سألته أمي ان كان يشعر بأنه أفضل الآن ؟ أجابها :لما أقول آه أرتاح فأكمل" ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا" وفجأة اهتز وسكت حينها كانوا قد وصلوا الى مدخل الطواريء وبسرعه تمت كل الاجراءات والاسعافات ولكن كتب الله له ان يقف قلبه في تلك اللحظه .
رحمه الله
غدا سأكمل ماذا تعلمت من كل هذا.
الصفحة الأخيرة
وطلبت منه أن يتصل بأخي من تلفونه لأنه لا يرد على اتصالي واتصلت بهاتف أبي وعاودت الاتصال مرات ومرات على أمل ان لا تكون هذه الحقيقه.
ودخلت البيت لأجد أمي وزوجه عمي واحدى قريباتي هناك ،ودخلت سلمت على أمي وتجاهلتني حيث كانت تقرأ القرآن،وبدأت أنظر الى الجميع فلم أحتمل الوضع وخرجت لأجد زوجي ذهب بسيارتي واتصلت به ليأخذني الى المستشفى،رفض ولأني توقفت عن التفكير لم أفكر بأن آخذ سياره أخرى واذهب اليه ،لم أفكر بالاتصال بأي أحد لأذهب لرؤيه أبي للمره الأخيره .
واتصلت مره اخرى بزوجي لأبلغه اني بالفعل أرغب بالذهاب لرؤيته ،ورفض وقلت له :عمري ما راح أسامحك لو ما أشوفه وانت تدري اني ما انهار ولا ابجي جدام الناس ولو انهرت منو بيلومني.ألحين توديني والا صدقني ما راح أكون انا اللي تزوجتها ،أبي أشوف أبوي ألحين.
وفكرت باخواني الصغار وبالفعل هذا ما شغل تفكيري لا أرغب برؤيه انكسارهم ولا ارغب بأن يعلموا في هذا الوقت وقبل نومهم .فكرت كيف أن الجميع بدأ بالتوافد الى منزلنا ولابد أن تثار التساؤلات البريئه منهم.
وفضلت أن أكون في المنزل حتى لا أخسر أحد اخواني أيضا.
وبدأت التساؤلات واتصلت بزوجي لأسأله حادث؟ حادث؟ شلون توفى أبوي؟كله منك ومن ولدك ما خليتوني أشوفه قبل لا يتوفى. كله منك ما خليتني أروح الشاليه أمس .ماراح انسى منك كل هلأنانية.
وأعود الى الداخل لأرى اخواني فأخي الأصغر على وشك ان ينام واختي في غرفتها واختي الأخرى أغلقت غرفتها وعندما طرقت الباب فتحته لأرى اني اوقظتها،وسألتها وين تغديتوا اليوم ؟ فأجابتني انهم تناولوا الغداء في المنزل.وسألت عن أبي ولم أرغب أن أشعرها بشيء أجابت أنه كان معهم وقام من الغدا وراح غرفته ينام.وفجأة سألتني ليش وين أبوي؟فأجبتها انه في المستشفى.وتفاجأت فقلت لها ما يرد أجابت بأنها اتصلت ولم يجبها ممكن ان جدتي دخلت المستشفى لأنها تعبت مثل الشهر اللي فات.والحمدلله انها اوحت لي بالفكره أجبتها :نعم يمكن يالله تصبحين على خير حبيبتي.
وعدت لأمي وأراها وكل الوجوم في الكون رسم على كل الوجوه التي أراها
وعدت لأتصل بزوجي:متى راح تيي انا أبي عباية ولفة من أغراضي. وراجع نفسك من صجي أقول لك بروح أشوف أبوي.