مروجاوس
مروجاوس
لم أذكر أمي كثيرا لأني كنت أقرب الى أبي من أمي ولأن أمي في هذه الفترات كانت لها واجبات عديده في تربيه اخواني الصغار حيث كانت أعمارهم متقاربه جدا وكنا انا واختي واخي أكبر منهم بعده سنوات فكان ارتباطنا أكثر بوالدي رحمه الله .
نعود الى التغييرات الجذريه التى حدثت في شخصيتي، فأقرب الناس لي كتب الله لعمره التوقف هنا ولست من النوع الذي يأخذ المشوره الا من أقرب المقربين فحياتي الخاصه كانت منطقه مجهوله للعديد من صديقاتي وقريباتي،ووالدتي كما ذكرت اني اختلف معها في الكثير من أمور الحياة والآراء،وبدأت أفكر بالوضع الجديد والحياة ستستمر طبعا لكن من رحل رحل معه الجزء الكبير من الحب الذي كان له وحده.
وتفاجأت بزوجي بعد أسبوع من وفاة والدي يأتي ليخبرني بأنه أخذ اجازه لمده 6 شهور بلا راتب من عمله ولم أفكر بشيء لحظتها سوى جلوسه في البيت بلا عمل صباحي سيرهقني لأنه لن يلتزم بساعات الاستيقاظ والنوم في البيت وسيصبح البيت بلا جدول ثابت لأي شيء ومن الجانب الآخر أعاد السياره المؤجره.وأعاد علاقته بأهله الحمدلله،وبدأنا بمرحله التأقلم مع الحزن.فمازلنا لم نفيق من تلك الصدمه وان حاول كل منا العوده الى حياته لكنها كانت مختلفه عن كل الأعوام السابقه ،فمصدر الحنان الدافق في بيتنا هو أبي -الله يرحمه- وأهملت بيتي الصغير لفتره لانشغالي مع والدتي ومحاولاتي البقاء بقربها في هذه الأزمه فمهما كان حزننا لن يقارن بحزنها،وتعرضنا للكثير من المشاكل نظرا لنفسيتها المتعبه وفتره العده التي تقتضي ان تبقى في المنزل لفتره العده.
هنا أصبح منزلنا يكتظ بالعديد من النساء وفي كل وقت ،وانتهكت خصوصياتنا لدرجه اننا لا نستطيع الجلوس كأسره الا حين نجلس في غرفتي او غرفه اختي ،وفجأة أصبح كل الناس استشاريين قانونيين واستشاريين تربويين ونفسين بعض الأحيان ،أصبحنا أرض خصبه لكل من يريد أن يطبق نظريه في التربيه ،ولا أنكر ان أمي كان لها دور كبير في ذلك نظرا لحالتها النفسيه المتعبه فتحت المجال للجميع بلا استثناء للتدخل في خصوصيات حياتنا كأسره ولن أخوض أكثر بهذه التفاصيل لأنها متعبه وجارحه وأفضل نسيانها،ولم تتوقف هذه التدخلات الا بعد ان انفجر الوضع وتعرضنا لموقف اضطررنا فيه ان نتحدث بكل وضوح مع والدتي وكنت انا اول من تحدث كالعاده:ماما خلاص كافي تعبنا من الناس ،ومافي داعي كل شوي واحد ياي يعطي اقتراح في دراسه اخوي والا اقتراح في لبس اختي،لا تفتحين لهم مجال أكثر من جذيه لأن فعلا بدينا نكره أهلنا ودخلتهم بيتنا،وأي أحد يحاول يتدخل بس ماما قوليله انا امهم وأدرى بمصلحتهم وشكرا على المساعده ولما نحتاجها بنطلبها منك.
لم تعجب كلماتي والدتي وانزعجت منها قد يكون اسلوبي التهجمي على الأقارب ازعجها وقد يكون محاولتي ان ألقنها الكلام او حتى غضبي حين قلت لها بكل وضوح:ما راح يكون أحد لك كلمه علينا وأي انسان يحب يكون بطل خل يصير بطل في بيته أول تالي يستعرض قوته في بيتنا لا وما راح نسمح له وبصراحه من اليوم وانا اقولها عن اخواتي وخواتي أي انسان غير مرغوب فيه راح نترك المكان ونقعد فوق بغرفنا ولا تزعلين منا .ما نبي نخسر أكثر
هذه الأزمه علمتني ان نكون انا واخواني حزمه واحده دوما،لن نقبل بأن نفترق مهما تكون الأسباب،بدأت أراعي اخواني أكثر من السابق لاحساسي بالمسئوليه تجاههم.أو لأنهم يذكروني بكل شيء جميل في حياتي.
مروجاوس
مروجاوس
الدرس الذي غير حياتي
عندما توقفت الساعه التي أهداني اياها والدي _ربي يوسع له في قبره ويجعله روض من رياض الجنه_تركتها في بيت والدتي ومرت أيام وكل ما أفكر أن آخذها لأبدل البطارية انساها أو قد أكون اتناساها ،وفجأة وأنا في كل أحزاني وكل آلامي عدت الى بيتي فقد اهملت كل شي لمده اسبوعين وتركت كل حياتي الأسريه لأقف مع أسرتي الكبيره ،عدت الى منزلي لا أرغب بالحديث لا أرغب بالضحك لا أريد سماع أي صوت سوى شريط مسجل لي مع والدي ووالدتي واخي وأختي ،كنت تركت المسجل يسجل كل الكلام عندما كنت في المرحله الابتدائية،وكنت اضع هذا الشريط منذ عودتي الى المنزل الى وقت النوم وبالرغم من محاولاتي ان اعود كما كنت ألا ان شيء كبير في قلبي رحل ولن يعود.
فالمشاعر اختلفت تماما ومهما حاولت فكل شيء يذكرني حتى وجهي ويدي ،وحاولت بكل قوة مره أخرى أن أعود الى بيتي كما تركته وعدت لأول واجباتي وهي قراءة القرآن مع ابني في فراشه قبل النوم وقرأت آية الكرسي وبدأت أقرأ المعوذات وتوقفت عند قوله تعالى"ولم يكن له كفوا أحد"وسالت دموعي بلا توقف وجاهدت أن أخفيها واشتدت غزارتها هنا نظر ابني الي وسألني:ماما لما نموت وين نروح؟فاجبته:نروح عندالله.
ورد بسؤال أكبر:ماما باباتج راح عندالله؟
:اجبت بسرعه :نعم. فرد:ماما انا زعلان منه شلون يروح ويخلينا.
لم أستطع اكمال الحوار وتركته في الغرفه وخرجت لزوجي وطلبت منه ان يجلس معه حتى ينام فلم أعد قادره على شيء ولاحظ دموعي فسألني :هل انت بخير؟
قلت :بخير ولكن بالنسبه لي 80% من سكان الأرض اختفوا
وذهبت الى غرفتي وانا ابكي
وبعد ساعه من التفكير في الحوار مع ابني توقفت عند كلمه لما نموت.نعم فالموت حق وسنمر به يوما ما ولكن ماذا أعددنا له .
وبدأت أراجع كل عيوبي وحسناتي وماذا أعددت لهذا اليوم .هنا تذكرت آخر لحظه لأبي -الله يرحمه- حين كانت اخر كلمه منه "ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا "وتذكرته حين قال سأفوز بشيء كبير وتوقفت هنا لأبدأ بالحوار الهاديء مع نفسي .
نعم يا مسك هذا الانسان عمل كل حياته لنكون انا واخوتي الأفضل أخلاقيا وعلميا واجتماعيا ،غرس فينا صله الرحم ولا أعني بها صله الأرحام التي تصلنا لا بل كان يصل من يقطعونه ،ومن هم أقل منه وكان متواضعا مع الجميع رغم قوته فأنعم الله عليه بأن يكون آخر كلام نطق به خواتيم سورة البقرة وتوقفت انفاسه عند الآيه وكأنه يعتذر لخالقه،سبحان الله، وفجأة انتفض جسدي بطاقه لم أعهدها من قبل
يا رب الأكوان سبحانك ،وتوضأت وأمسكت المصحف وبدأت علاقتي مع نفسي تصبح من طيب الى أطيب
وبدأت بالمواظبه على قيام الليل نعم فأنا أرغب بكل جوارحي أن تكون آخر أعمالي خير أن تقف أعمالي في لحظه طاعة لله ،وتوجهت بكل قوة الى خالقي سبحانه وتغيرت العديد من المفاهيم التي اعتدت عليها فلا داعي للرد على كل من يسيء الى ولا داعي للتوقف عند كل كلمه قيلت في حقي وبدأت أعود نفسي على التسامح وبدأت صفحه جديده مع ذاتي ومع من حولي.
وسبحان الله كتب ربي لي أن أحج في تلك السنه وكانت هذه من أغرب ما حدث في حياتي ،وكأن ربي تقبل دعائي وقبلني مع العائدين الى اليه تبارك الرحمن.
كنت جالسه مع خالي وأمي وكان يتحدث عن استعداده للذهاب الى الحج وفجأة قلت له :يا ريت اروح معاك.
أجابني :صج يبا تبين ألحين نسجل اسمج في الحمله
وكان الحجاج بدأوا بالتوافد الى مكه فقد كنا في مثل هذه الأيام من السنه الهجرية
وسبحان الله فقد تسهلت كل الأمور من استعداد للحج واستأذنت زوجي فشجعني ولم أستطع النوم في الليله التي سبقت توجهي الى مكه
فقد اخذت ابني الى فراشه للنوم وبينما نقرأ القرآن فاجأني بكلمه: أحسن ان ابوج مات
يالله كلما تقربنا انا وابني أتفاجأ بكلمه مفاجئه تخرج منه وانا أعلم انه سمعها ولم يرددها من باطن تفكيره ،فهو مازال طفل وأعلم ان طفولته لا تدرك معني الموت لذا تأكدت ان الكلمه قد سمعها في مكان ما وفضلت ان اتركه واذهب الى غرفتي فلا أرغب بشيء يعكر يومي فأنا بدأت من جديد وسأذهب لأبدأ البداية الأفضل من جديد وسأقوم بأداء فرض كنت اتمنى ان تأديته منذ تخرجي من الجامعه
وذهبت الى الحج ومهم وصفت الشعور هناك لن أعبر عن روعته ،حتى اني نسيت وفاة أبي وأنا اطوف في الكعبه وانا مجتهده في الدعاء لأبي وأمي وأخواتي واخواني وان يرزقني ربي الذريه الصالحه بدأت أدعو لأبي بطول العمروتفاجأت بنفسي لأول مره أدعوا اليه وكأنه حي،فعدت ادعوا له بالمغفره والرحمه وأن يجمعنا الله في الفردوس الأعلى .
نسيت أن أذكر شيء غريب حصل معي في الحج قد أكون من القله من النساء اللاتي يذهبن للحج ويرافقهم 4 من محارمهم فقد نوى الجميع الذهاب الى الحج في تلك السنه وكانت من أجمل ذكرياتي في الحياة لازلت أذكرها وأردد لهم :خوالي يا دلالي
شعرت بكل الحب لهم في تلك الفتره وشعرت كم كانوا يحبوني ولأول مره في حياتي أشعر بمقدار حبي لأمي وكم أفتقدها .فكلما كلمتها في الهاتف كنت أقول لها :ماما انتي زينه لترد على انها بخير فأجيبها الحمدلله ما أقدر أطول بالمكالمه اخاف أبجي بس أحبج.
وهنا بدأت علاقتي بوالدتي تتغير _وان كانت لا تزال تختلف معي في الكثير من الآراء_لكن على الأقل شعوري بأني أعبر لها اني أحبها لو اختلفنا شعور مريح جدا.
وفي الحج تعرضت لعده مواقف لأرى أغلى خال يغض النظر عن من قد يحاول شده الى مشاده في الحج وكم كنت اتعجب من ابتسامته وتسامحه ،فتعلمت من تجربه الحج التحلم،نعم تعلمت ان أقف حين تدفعني رغبتي في الرد أو الانفعال مهما حاول أي طرف شدي الى غير ذلك.
تعلمت أن أقف لأرى نفسي كما أريدها وليس كما يريدها الآخرون.
في الحج اختلفت الجنسيات واختلفت الألوان واختلفت المناصب والطبقات والثقافات ولكن كنا جميعا نبكي ونتضرع للخالق بأن يقبلنا مع التائبين ويغفر لنا.
في يوم الوقوف بعرفه كان الجميع حريص أن يكسب الوقت ليدعو ويدعو وقد دعوت لكل وحده تقرأ لي اليوم (لا تستغربوا فقد دعوت لكل المسلمين والمسلمات)وكنت أحب كل الناس وبدأت أحب كل الناس منذ ذلك اليوم ،كما أن شيء آخر مهم حدث لي في الحج وهو أني تعرفت على سيده وقورة في سن أمي وبالفعل شعرت معها أني ابنتها وفتحت لها قلبي وكانت تناديني بنتي وكلما تحدثت تقول لي تذكريني في ابنتي الصغرى،وهي الى الآن تناديني بنتي واناديها أمي في الحج تعلمت منها الكثير ،وعن طريقها تعرفت ايضا على العديد من الحاجات ،وتعرفت على دكتوره الحمله وكانت لا تقل رقيا ووقارا عن ماما في الحج :) .
وعدت من الحج بكل الطاقات التي احتاجها للبدايه من جديد وبدايه صفحه جديده من المسك التي أحبها .
مروجاوس
مروجاوس
وعدت من الحج وبدأت أحلى بداية مع نفسي ومع احبتي جميعا وبدأنا باقامة الدروس الدينية في بتنا أسبوعيا وتعلمت الكثير من هذه الدروس وتعلمت الكثير من الداعيات ،وبدأت اذهب لعيادة أمراض النساء والولاده لأرى لماذا تأخر الحمل،وكانت كل الفحوصات تبشر بخير فهي مسأله وقت كما قالت لي الدكتوره .
وعلى الرغم من عدم تشجيع زوجي لهذا الموضوع نهائيا كنت أذهب وأتحمل كافه نفقات علاجي ،وبعد شهر من عودتي من الحج ذهبت لمراجعه عاديه ولم أحمل أكن أحمل غير بطاقه البنك وسددت بالبطاقه وتفاجأت بعد عده محاولات أن المحاوله مرفوضه ودفعت عن طريق الفيزا لأن الموقف كان في قمه الاحراج فأنا متأكده من أن رصيدي كافي ومدخراتي موجوده أين ذهبت.
بعد خروجي من العياده اتصلت في البنك ليخبرني بأن كل رصيدي سحب للقرض أي قرض؟؟؟ فأنا لم أقترض من البنك لأتفاجأ بالموظف يخبرني أن القرض لحساب زوجي ،اوووه تذكرت نعم فقد كفلته في القرض،وهو الآن باجازه بلا مرتب فطبيعي يسحب من الكفيل.

عدت الى المنزل وكل الغضب في داخلي ،كيف لم يحسب زوجي حساب هذه النقطه؟ومن سيتحمل نفقات المعيشه كل هذه الفتره ؟ومتى ستحل هذه المشاكل الماديه المعلقه؟
يا رب يا معين وتكاليف المدرسه ومعاش العامله وحتى بنزين السياره ؟كل هذه الأفكار كانت تتصادم وانا عائده الى المنزل.
ودخلت الى البيت لأجد طفلي مازال مستيقظا وقد عاد الى العناد مره أخرى وبكا بشده لا أريد أن آكل ولا أريد أن أغير ملابسي وزوجي في عمله المسائي،وفقدت أعصابي وبدأت أصرخ وأخذته الى غرفته بلا عشاء ومنعته من الخروج منها لإانا لدي ما يكفيني من المشاكل الآن لست بحاجه الى لحن البكاء والصراخ.
وحاولت جاهده ألا اتصل بزوجي في عمله وآثرت عودته الى المنزل لأخبره عن الموضوع،وفجأة وانا في قمة غضبي من بكاء ابني توجهت الى غرفته ولأول مره اعترف بها كنت اود ضربه ،نعم كنت أمشي وألف فكره في رأسي كيف أضربه لا بل اشبعه ضربا,ودخلت الى غرفته ..................
مروجاوس
مروجاوس
ودخلت غرفته ووبكل قوتي فتحت باب الغرفه ولا أدري لماذا وقعت عيني قبل كل شيء على صوره وضعها بالقرب من فراشه والحمدلله اني نظرت اليها حتى لا أبكي ويانبني ضميري فقد وضع صوره لي معه التقطناه ا معا قبل ذهابي للحج نظرت الى الصوره وتذكرت اني في احزاني نسيت انه طفل وبحاجه للحنان،ونسيت اني أمه ونسيت معاهده السلام قبل شهرين حينها اخذته الى غرفه الطعام وجلست اتناول العشاء معه وطلبت منه ان يشرح لي يومه الدراسي وفجأة بدأ يتحدث بلا توقف لمده ساعه وتفاجأت انه أكمل عشاءه وبدأ في كل مره يتكلم في موضوع يقول ماما مسك .وتم كل شيء بهدوء من غسيل أسنانه والحمام اليومي وذهب الى فراشه لأتفاجأ به قبل أن ينام يحتضنني ويقول :ماما مسك انا احبج،ماما تذكرين لما كنت في بطنج بيبي صغير.
يا الله كنت منذ ساعه بالضبط اود أن اضربه بكل قوتي وهو الآن يكلمني وكأنه يتذكر لحظات كان بها في بطني ،وصل حبه الى مرحله رفضه ان يكون خرج من أم أخرى وبدأ يتكلم عن والدته وكيف تقول له انا بس ماما أي أحد ثاني خالتي.وأتفاجأ بكلمات لم استطع التعليق عليها وكأنه يعتذر عن كلمات خرجت منه وجرحتني وكأنه يوضح لي كل الأفكار التي تفرض عليه في كل مره يذهب لزيارتها،وبدأت أفكر بموقفي وماذا سأفعل؟ وبدأت بعدها بالتفكير بكل طاقتي كيف أحبه وأجعله يحبني أكثر كيف سأوجه كل هذا الحب في داخلي الى هذا الطفل البريء الذي ظلم بأخطاء غيره ومازلت أغلي وبانتظار عوده والده لأخبره بالموقف الذي حدث في العياده ونام ملاكي الصغير بعد أن عبر عن كل الصرعات التي كان يعيشها في الأيام السابقه حين بعدت عنه.
وعاد زوجي من عمله وكان ممسك سماعه الموبايل وهذا ما تعودته فهو يخرج ويدخل المنزل وفي كل وقت يتحدث في الموبايل وكنت لا ألومه لأنه يسعى جاهدا التعويض عن الخسائر ولأنه يسعى بكل جهد لسداد ديونه .وحين دخل جاءت تلك الفكره "هذا الوقت لي وانا اتنازل عنه رغبه مني في مساعدته،وانا بهذا أساعده على الابتعاد عني،لي حق اتنازل عنه حتى ينعم غيري بأرباحه"وبدأ الغليان و الثوره الداخليه وبدأ الاعصار الداخلي يعود وانا حاليا أفكر كيف سابدأ وماذا سأقول وكيف سأواجهه وبنفس الوقت لا أريد ان اكون جارحه ،وفكرت بكل الطرق التي ممكن ان اذكر له عن غضبي بلا أن أجرحهه
مروجاوس
مروجاوس
وبالفعل اغلق الموبايل بعد ربع ساعه بدأ بالحديث عن عمله وبعد ساعه من حديثه لاحظ اني لا اتجاوب معه كالمعتاد فسألني عن السبب لأجيبه بشرح ما حدث وبأن البنك بدأ باستقطاع راتبي كاملا لسداد ديونه المتراكمه.وأني وبكل أسف أخطأت حين وافقت ان اكفله بالقرض وعليه ان يجد حل بأسرع وقتنانصدم من غضبي وثار من رده فعلي وبدأ بسرد تضحياته وتعبه والضغوط المتراكمه عليه من ديون وكذلك الضغط النفسي للهروب من المباحث الذين باتوا يبحثون عنه في كل مكان فقد استخرجت طليقته ورقه ضبط واحضار!!!
ضبط واحضار ؟؟؟ أنا حاليا زوجه رجل مطلوب للعداله بتهمه النصب والاحتيال فجأة وبلا مقدمات أين كنت حين حدث كل هذا ولماذا لم يخبرني؟ وبدأ النقاش يدور حول كل شيء فجأة الديون من جهة وقراره الأناني بالاجازه غير مدفوعه الراتب،وموضوع طليقته وأيضا القسط المدرسي المستحق،وفجأة تذكرت ان القسط الأول لسيارتي سيحل في آخر هذا الشهر وفجأة سألته عن القرض الآخر الذي اخذته من مرتبي لسداد دين زوجته فقد كنت أفكر ان أنهي موضوعها الى الأبد حتى لا تبقى في حياتنا في مشاكلها المستمره ولننهي هذا الموضوع لأتفاجأ به يخبرني انه أخذ المبلغ وأضافه لعمليه شراء أسهم وتبخر المبلغ في أحداث سبتمبر.
شعرت بأن عقلي لا يقوى على كل هذا وشعرت بالخذلان فقد خان الأمانه نعم الخيانه ليست فقد ان يخونني مع انثى فقد خانني بالكتمان والكذب .
وسألته عن المبلغ الذي اعطيته اياه قبل ذهابي للحج ليسدد قرضي لأتفاجأ به لم يسدد،غضبت وطلبت ان ننهي النقاش لأني لن أقوى على سماع المزيد ،وبالفعل انهارت الصوره الجميله لزوجي ولزواجي بدأت أشعر بالاغتراب فقد خذلني أقرب الناس في أشد لحظات ضعفي وخوفي من المستقبل.ولست بحاجه أن أذكر لا يوجد الآن من أثق برأيه لحل هذه المعضله ولا أستطيع البوح لأحد عنها لأنها من خصوصيات زواجي،ومازلت لا أريد ان أضعه في موقف الضعيف أمام أي انسان وبالأخص أهلي.
فقد تغيرت نظره والدتي له بعد ان ضربني في رمضان وبدأت تعامله بالكثير من التحفظ بعد وفاة والدي حتى انه في أحد الأيام وبوجود خالي كان يتحدث معها فقال لها :انا ابنك أي شيئ تطلبينه مني أمر ولا تترددين بطلب أي شيء أجابته بسرعه:لا أريد شيئا منك سوى أن تحافظ على الجوهره التي عندك وانا قادره على طلب أي شيء آخر من أولادي وأخواني انت مهمتك فقط ان تحافظ على الملكه التي أمناك اياها.
بالطبع شعر بالحرج مع اني اقف مع والدتي في هذا الموقف الى الآن فلم تقل شيء محرج او جارح فقط وضحت له عن الحياة التي تتمناها
وفجأة بدأ يتحاشى الذها لأسرتي ويحاول بكل الطرق أن يبعدني عنهم ويحاول اغراقي بالمسئوليات حتى لا أجد الوقت الكافي للذهاب لهم .
وعلى الرغم من ابتعادي لفتره لكن لم تعجبني فكره ان يجبرني ان أذهب لزياره أهله في المقابل ،وبدأت مرحله الخلافات على الزياره العائليه فهو لا يرغب بزياره اهلي ويجبرني على الذهاب لأهله في يوم زيارتهم متعذرا بأن لم يسئ أحد الي من طرفهم وبدأت السلسله الكبرى من الشرح كيف أني أشعر أني مراقبه في كل تصرفاتي ومحاولات التدخل من قبلهم في تربيه الابن وكأنني أخفيتها الفتره السابقه لأشرحها كامله اليوم .
وفي يوم الزياره العائليه التي ذهبت اليها مرغمه حدث شجار بسيط بين الأطفال لأتفاجأ بابني يبكي وفجأة سمعت كلمات لم أسمعها من قبل ابني يستخدم كل هذه الألفاظ عند الغضب واتفاجأ فجأة بوالده يضربه ويخرج، توقفت عن التنفس من هول الموقف فلم يكن الموقف يستدعي كل هذا الغضب من زوجي ولماذا يضربه أمام الجميع ويحرجه .بدأت أراقب كل تصرفات زوجي فلم يعد ذلك الانسان المتزن الذي قررت الارتباط به.وذهبت الى ابني مسرعه لآتحدث معه وتفاجأت ببعض الانتقادات ،لأقف فجأة وأخبر الجميع انا أمه وانا مسئوله عن كل تصرفاته ولو كل طفلين اختلفا امتدت خلافاتهما الى والديها فلن يبقى لنا كآباء الا ان نطلب من ابناءنا أخذنا للمدرسه ،
نحن من يربيهم وليس العكس .
وهدأت النفوس بعد فتره بدأ الجميع بانتقاد زوجي لتصرفه لم أرغب سماع المزيد وأسكت الجميع بأن يدعو له فهو يمر بأسوأ أيام حياته،لا عمل مستقر ولا أموال ومحاصر بالمباحث في كل مكان يلتفت الى كل زاويه قبل الخروج وكل أمواله تذهب لسداد الديون ونحن هنا في يوم الزياره نزيد من تدليل الابن فقط لأنه سيذهب الى والدته وكأنه سيذهب الى السجن أو المعتقل نعم نحن أخطأنا بزرع تلك الفكره في ذهنه فهي أمه ولها الحق بأن يزورها حتى لو انها تخلت عنه في صغره ،حتى لو انها قررت ان تترك مسئوليه تربيته لأي كان لا بد أن نعترف انها والدته(على الرغم من كرهي لها لأنها وضعتني في كل هذه المواقف وهزت حياتي الزوجيه و المادية لكنها كانت تدافع عن حقها من وجهه نظرها)
ملاحظه: قد لا أجيد التعبير اليوم او في الفتره اللاحقه لأني لم اتجاوز غضبي الى الآن فاعذروني لو بدأ الاسلوب يختلف قليلا: