مروجاوس
مروجاوس
جلسنا مع والداي وتم اعادة وضع الافطار وتعمدت تجاهله وبعد فتره ذهبت الى غرفتي والجلوس مع اختي وتجاهلت وجودهم فمازلت غاضبة،وبعد دقائق اتصل بي أبي لأنزل للجلوس معهم ،وبدأوا بالحديث جميعا ولأول مره أشعر أني لا أتفق مع أحد فلم أقبل الاعتذار الذي قدمه زوجي أمام والداي وتفاجؤا جميعا بأني لا أرغب بالعوده الى بيتي.وبالرغم من محاولات اهلي لم يكن الاعتذار مقنع بالنسبه لي وغادر زوجي للذهاب الى الدكتور مع ابني وحينها قال لي أبي أن أفكر بالوضع جيدا وأذهب لمده أسبوع لبيتي بعدها أقرر.وبالفعل ذهبت الى بيتي بمرافقه زوجي وعلى الرغم من كل محاولاته اضحاكي وجري للحديث كنت اتجاهله بمعنى الكلمه ووصلنا الى البيت والمضحك بالأمر ان العامله في المنزل كانت أشد فرحا من أي طرف آخر بعودتي (يمكن لأني انا اللي أطبخ وخروجي من البيت يعني مهام أكثر لها هههههه)ومر يومين على عودتي للبيت وكان يوم الزياره العائليه ليأتي لي زوجي ويبلغني ان اليوم يجب أن يذهب الولد الى بيت جده،وكانت أول كلمه قلتها في بيتي :ولد وبيت جده انا شنو صفتي،خلي أي أحد يمر يأخذه أو انت تاخذه في النهايه هذا بيت أبوك، واذا كنت أزورهم عشان خاطرك لي الاسبوع اللي فات من هذا الاسبوع ما راح أسوي شيء بهالدنيا الا عشان خاطري وخاطري انا بس.
وعلى الرغم من غضبي لم تتغير معاملتي للابن فقد قررت منذ فتره انه ليس طرف في أي خلاف ولا علاقه له بسوء تصرفات اي كان،وقبل ذهابه الى بيت جده أخذه والده للسوق واشترى لي طقم عطور لانكوم ميريكال(ذكرته لأني أموت فيه هذا العطر)ودخل علي زوجي وابني كل منهما يحمل هديه وقبلني زوجي على رأسي لأول مره بعد الخلاف وقال انا أعتذر .نوعا ما هدأت هنا واعتذاره وان كان ناقصا الاعتراف بالخطأ الكبير الذي حدث ولكن هدأت ونظرت اليه وقلت :أكثر شي جرحني اني حسيت انك ما تحبني ،وانك ما تحس بوقفتي معاك ،الرجل لما يحب زوجته ما يقبل انه يتصرف أي تصرف يجرح كرامتها .
هذه نظرتي فالحب ليس قلب يخفق كفراشه فقط الحب أكبر من ذلك بكثير.وبالفعل احتضنت ابني قبل ذهابه الى بيت جده وذكرته قبل النوم أن لا ينسى ما حفظته من القرأن ولا ينسى يدعي ويقول يا رب تخلي لي ماما وبابا.
ذهب زوجي الى بيت والده وذهبت انا الى صديقتي وجلست معها بعدها ذهبت الى الصالون بعدها ذهبت الى بيت أهلى ثم عدت الى بيتي لأنام،وكنت مجروحه الى تلك اللحظه،لا أدري لماذا بالغت رغم كل الاعتذارات ولكن لأننا لم نتحاور جيدا ولم أشرح له ما أريد.
صباح اليوم التالي طلب مني أن نخرج رفضت وفضلت الجلوس في البيت والحديث معه فهناك أمور كثيره معلقة يجب أن تحسم أهمها الوضع المادي،ومسئولية التربية وتكاليف المدرسه وبالفعل توصلنا الى ان يكون هذا الفصل آخر فصل للابن في مدرسه خاصه وبعدها ينقل الى مدرسه حكوميه.وكذلك يجب عليه البحث عن مصدر رزق آخر فلن أضع دينار من مصروفي في البيت بعد اليوم ولن يكون جزء من معاشي مقسم بننا فلاذنب لي بأخطائه مع طليقته وطلبت منه شرح مفصل لديونه تجاه الجميع بما فيهم أنا وطليقته .وسألته عن السياره التي تبين لي أنه باعها ولم يطلعني عن الأمر،وهذا الحوار حدد الكثير من التزاماته القادمه على رأسها أن يجد له مكتب عقار ليبدأ العمل .وخرج للبحث عن بيوت للبيع ليبدأ العمل من هذه اللحظه ولسوء حظه خرج بسيارتي الخاصه ليعمل حادث بعد خروجه بنصف ساعه .وأصبح الوضع أشد سوءا
واتصل ليخبرني انه عمل حادث وعلى غير العادة سألته عن السياره هل تمشي أم يجب اصلاحها فقد كنت لا أرغب بالمزيد من المصروفات على عاتقنا.وتأثر حيث أني لم أساله عن حالته وهل تأثر؟ بسرعه أجبته :بأن صوته واضح جدا انه لم يتعرض لأذى لألح بالسؤال عن السياره .أقفل الخط وانا على يقين بأنه تأكد من اهتزاز وضعه وصورته أمامي فلأول مره لا أهتم به وأهتم بشيء آخر من وجهة نظره أقل أهميه.دخل البيت بعد الاتصال على اخيه ليحضره ،دخلا معا ولاحظ الأخ أن الوضع في البيت لم يكن طبيعي فتدارك الوضع وبعد ان تناول قهوته خرج بسرعه . لأجد زوجي ينظر لي بكل استغراب نظره وسألني:هل مازلتي تحبيني؟ ولأول مره اجيب على هذا السؤال بلا لم أعد أحبك مثل حبي لك قبل أسبوع ،كنت أحبك منذ زواجنا بعد الذي حدث في الاسبوع اللي فات خلاص اول شي انا أحبني وبعدين أحبني وبعدين أحب أبوي وأمي واخواني وولدي وبعدييييييين انت.لأ آسفه قبلك بعد صديقاتي انت آخر واحد بس هم على الأقل أحبك زين يعني في أمل انك تشد حيلك وتحاول تكون قبل صديقاتي.
وبالفعل تغيرت شخصيتي تماما فلم أعد تلك التي تجامل عندما اكون متعبه فأنا متعبه ولا يهمني غير ان ارتاح.عندما أكون جائعه آكل ولن أطالب نفسي بالانتظار لأجلس معه على سفرة الطعام.وبدأت أتصرف تصرفات لا أعرفها لم يعد يعنيني أن عطر ابني انتهى منذ أسبوع أو ملابس زوجي لم تغسل تخليت عن كل مهامي في المنزل وبقيت على جزئين مهمين تربيه الابن واعداد الطعام باقي المسئوليات أعلنت العصيان المدني ومقاطعتها بالفعل حتى اشعار آخر من زوجي بأنه وجد مصدر رزق آخر ،فلغه الحوار لم تنفع ولغه المسئولية والمشاركه لم تنفع وبالطبع لن تنفع لغه تدخل أهله لأنه مازال لا يكلمهم فلم يبقى الا الضغط بترك كل شيء مكانه حتى يتحرك .
مروجاوس
مروجاوس
وبدأت في البحث عن سيارة جديده ووجدتها ولكن شرائها يعني أن تكون فعلا لي ولن يستخدمها أحد غيري بالأخص زوجي حتى يصلح السيارة التي اتلفها أ, يشتري سياره تخصه أو يتصرف فلم أعد السند لهذه الأسره أنتهى ذلك العهد أنا الآن المرأة الضعيفه التي تعتمد على زوجها في كل شيء وان كان همشني في فتره حتى لا يظهر قوتي أنا اليوم أهمش نفسي وأترك له أمر اداره كل شيء يخص هذه الأسره .وعرض علي والدي أن يساعدني في قسط السياره فيدفع النصف هنا قلت له بابا تذكر لما كنت أقول لك أبي أتزوج واحد مثلك؟ ضحك وقال :بابا لو لقيتي نصي انا أخطبه لج .أجبته :بابا ما كو حتي ربعك حتي 1% مافي مثلك انت غير الناس.
هنا ضحك وقال خلاص انتي صيري مثلي موشرط زوجج.وكانت الكلمه تعني لي شيء نعم سأكون أنا امتداد لك يا أغلى أب وبالفعل في كل أخ أو اخت لي أرى شيء من والدي.وكل منا يظن أنه أبنه المفضل وحبيبه كان عادلا معنا بطريقه لم نشعر بالغيره من بعض أبدا رغم اننا كنا 6 (ماشاء الله ).
وأعود الى بيتي حيث كان الوضع مشجع و رمضان وصل أيامه الأخيره ولابد من التوقف عن كل شيء لاكتساب الوقت وتحري ليله القدر والدعاء وبالفعل كما عودنا أبي كنا نصلي القيام في البيت،على الرغم من كل تفهمه ومرونته لكنه كان يفضل أن نصلي القيام في البيت وان كان لم يمنعنا ولكن أوضح لنا بأن خروجنا الى وقت متأخر لا يقبله وبالفعل هذا الأمر سهل لي الكثير من الأمور مثل أن أتوقف عن القراءة حين أتعب أو أقرأ بصوت أو حتى الا أخجل من دموعي في لحظات الدعاء.
وذهبت الى فراشي ونمت لأول مره وانا مرتاحه من التغييرات التي حدثت وبالفعل رغن توقف زوجي عن الذهاب لعمله لأنه أخذ اجازه في نهايه رمضان ألا ان الوضع بدأ يتحسن من كل جانب،ونمت كطفله تحلم بالسياره الجديده والعيد وكل الأشياء الرائعه التي نحبها .لأستقيظ وانا أبكي فقد حلمت أن والدي توفي وصحوت من دموعي وبكائي استغفر الله ،حلمت أنه كان نائما في فراشه ودخلت عليه وانا أشعر انه توفي واكلمه وابكي واحتضنه ليفتح عينه وينظر الي :بابا شفيج انا نايم.
وكان أول شيء عملته أني التقطت موبايلي لأجد حبيبي اتصل بي قبل خمس دقائق.وكلمته :بابا حبيبي شلونك؟صباح الخير (وعلى الرغم من اجتهادي في اخفاء حشرجه الصوت )سألني والدي هل كل شيء على ما يرام.ولم أود أن أذكر له حلمي فقلت له الحمدلله بابا بس ولهانا عليك.
وانتهت المكالمه وتوجهت الى عملي وكنت أشد التصاقا بوالدي في تلك الفتره وخصوصا بعد الحلم وكأن مجرد الفكره أرعبتني وكنت أفكر بها في كل يوم ،ماذا لو حدث فعلا كيف سأعيش؟ هل يمكنني أن اتحمل الحياة بلا وجوده؟هل سأعيش أصلا بعد أن أسمع هذا الخبر؟
وكنت أطرد الوساوس بسرعه واوجه تفكيري الى أي شيء آخر ولكنها كانت تعود وتعود .وبالفعل كانت أفضل فكره فكرت بها :بابا عمره 50 سنه يعني الناس توصل 70 وانا من ألحين خايفه وأتعوذ من الشيطان ولكن الفكره تعود في كل لحظه .
وجاء العيد وأول يوم تعودنا أن يكون الاجتماع الأسري في بيتنا ،وذهب زوجي الى بيت والده وتسامح منهم وأصر على اصطحابي وذهبت وجلست لفتره ثم استأذنت لأذهب لأسرتي فلا أشعر بالعيد لو لم أرى بابا وماما واخواني .أصلا ما أحس انه عيد لما أبوسهم كلهم.
وذهبت الى هناك ولم افكر أني لم أشتري بدله للعيد كعادتي ولم أذهب للصالون كعادتي كان عيدا مختلفا فأنا أعلنت التقشف لأني سأستلم سيارتي قريبا وسأوفر لأدفع لها وعلى الرغم من عروض المساعدات من أبي لم أرغب أن أكلفه وأشعره بأني أموري الماديه مازالت مهتزه.
ولم يغير شيء في فرحه العيد أني ارتديت ملابس لبستها من قبل لمره واحده ،أو أني لم أذهب للصالون فهذا العيد مختلف أنا هنا بين أهلي وزوجي عاد الى علاقته بوالداه.وان كان مستاء من تركي له وذهابي الى اسرتي ولكن الكلمه المعتاده (كل سمجه تسبح في بحرها) ولا تضغطني رجاءا كانت اجابه شافيه
مروجاوس
مروجاوس
وكان والدي في أول يوم العيد يستيقظ مبكرا ليمر على جدتي في طريقه الى عمله فكان اول يوم العيد يوم مهم بالنسبه لقطاعه هناك العديد من الزيارات صباحا تتم الى أماكن عمل القطاع الذي ينتسب اليه والدي.واكتفيت بارسال رساله له لأني أعلم انه لن يرد قبل الواحده ظهرا وجلست في التجمع العائلي واستمتعت بلقاء أقرابي وأحبابي في هذه اليوم الى أن جاءت الساعه الثانية ليل أبي وأقبله وبالفعل بعد أن سلمت عليه قلت ألحين اسمي اليوم عيد.
والتقطنا بعض الصور وجلس أخي الأصغر في حضن والدي لأقول له الصوره القادمه انا في حضنك بابا لا تفرق بينا ترى الغيره موزينه وانا ما استحمل بصراحه أغار .وفي هذا العيد جلست في منزل والدي الى الواحده بعد منتصف الليل وتحدثت بكل شيء وعن كل شيء ،وكيف أني في أول يوم العيد حين كنت في الخامسه ذهبت الى ديوان العائله لأطلب العيديه من كل واحد وأقول له :حط فلوسك بالشمس واقعد بالظلال كنت أجرأ بنت ممكن أن توجد في ذلك المكان وذلك اليوم بالذات وضحكنا كثيرا وتذكرنا كل شيء وفعلا امتدت الجلسه من السابعه الى الواحده لذا ذكرنا كل شيء فكان هنالك الكثير من الوقت للتذكر وتكلمنا في كل شيء لأتفاجأ بأمي تقول لي :ماما شيلي أغراضج من غرفتج نبي الغرفه لأختج الصغيره.هنا بدأ الاحتجاج الرسمي فالبيت به الكثير من الغرف وكوني تزوجت هذا لا يعني أن تكون لي غرفه خاصه وبالفعل قال أبي:البنات كل وحده غرفتها لها في هذا البيت والبيت الثاني انا بنيت 3 شقق للأولاد لما يتزوجون يعني بصراحه ألحين ضمنت لكم مستقبلكم وأموت وانا مرتاح. سادت 3 ثواني من الصمت قبل أن نجيب جميعا الله يطول بعمرك ويخليك لنا. اسم الله عليك.
وكان أول عيد يقول لنا بكل صراحه أول يوم العيد لكم ولم يرد على الاتصالات المتعدده التي كانت ترد الى تلفونه،وقال :اليوم راح يكون غير اللي يبي يبارك بالعيد يتعنى ويمر ويعايد أما التلفون فما ينفع
وذكروا انهم سوف يذهبون الى الشاليه صباحا،وعدت الى بيتي واتصلت بهم صباح اليوم التالي قبل ذهابهم وكانوا قد أجلوا ذهابهم الى يوم الغد وبالفعل ذهبت مره أخرى الى بيت والداي.وحين كنا نتكلم قال لي أبي انا عندي احساس اني بفوز بشي كبير فضحكت وقلت له بابا يمكن مليونير الدانه أو الجوهره(سحب على جوائز ماليه من بنوك)فقال :يمكن ليش لأ وكنت أرغب بالذهاب معهم الى الشاليه ولكن زوجي رفض أن يذهب وشعرت بالحرج من تركه وحيدا خصوصا ان ابي ذهب الى بيت والدته.وكنت أتألم لزوجي لأن العيد بالنسبه له ناقص فابنه بعيدا عنه ولا يستطيع أخذه الى الألعاب والخروج معه لالتزامه بالزياره لأمه.
وصباح اليوم التالي شعرت بالكسل والخمول فكنت في سريري الى الواحده وحين استيقظت أخبرتني العامله بأن أبي اتصل 5 مرات ،وحين كلمت بابا دعاني للذهاب الى الشاليه :الغدا نقارير مشويه (سمك) يمي يمي يمي
وذهبت الى زوجي لأخبره ورفض الذهاب وتحجج بأن السياره التي استئجرناها 4 سلندر ولا تحتمل الطريق الطويل الى الشاليه ولسنا بحاجه الى مصاريف أكثرنوأقتنعت لعدم خبرتي في هذه الأمور فاتصلت لأعتذر من والدي عن الذهاب.وطلب زوجي أن نذهب الى بيت أسرته فرفضت (عناد وأعترف فيها عناد فقط)
وتحججت بأني سأجهز الملابس للغسيل (طبعا موصحيح)اذا كان راغبا ان يذهب فليذهب وحده اليهم.
وجاء المساء وعاد ابنه من الزياه وحضر الى المنزل وبسرعه روتين الغسيل والعشاء والنوم. وتوجهت الى عملي في صباح اليوم التالي وكان يصادف السبت 22-12-2001
وكان يوما غريبا فقد كنت أرغب في الاتصال بوالدي وتعودت محادثته هو ووالدتي عده مرات في اليوم في أوقات الراحه من العمل ولكن السبت الأول بعد العيد لا يوجد راحه من العمل فهنالك الكثير من الأمور المعلقه منذ الأسبوع الأخير لرمضان.واتصل بي زوجي ليخبرني بأن لديه مفاجأه وأنه سيحضر لأخذي من العمل ولا داعي للعوده مع صديقتي مثل كل يوم منذ الحادث.
وبالفعل جاءت الساعه الثانيه وخرجت من مركز عملي لأجد زوجي وأبني وسيارتي في الخارج في انتظاري وتوقعت اني بحاجه الى أكثر من القفز فرحا
وبالفعل ذهبت الى مكان القياده وقلت لزوجي:لوسمحت السياره بناتيه ولا تليق بالشنب الى الجهة الأخرى بسرعه.
مروجاوس
مروجاوس
وقدت سيارتي الحبيبة لأول مره وكنت في غايه الفرحه بها أولا لحاجتي الى سياره وثانيا لأنها اول سياره أدفع قيمتها من تعبي ومجهودي.ومعها بدأت أدخر من معاشي مبلغ شهريا وعن طريق الالتزام بأقساطها تعلمت ان التوفير ضرورة للحياة.فلم نتعود الادخار ولا أنسى اني ادخرت في بدايه حياتي للحصول على موبايل وانا اليوم أدخر فقط ليكون لي مبلغ وقت الحاجه فكان الادخار لمواجهة الأزمات
ورغبت في التوجه الى بيت والدي ليرى السياره الجديده ولكن زوجي رفض وفضل ان نتوجه للمنزل اولا لتغيير ملابسنا والغداء في الخارج.ولم ارغب بذلك ولكن لن يضر شيء لو توجهت الى منزل والداي بعد ساعتين.وكانت الساعه الثانية والنصف وغيرنا ملابسنا وتوجهنا الى مجمع كويت ماجيك.وبالفعل تناولنا الغداء وانا أشعر بانقباض غير طبيعي وشعرت بأنه بسبب أني تنازلت ووافقت الى المجيء هنا بدل التوجه الى بيت أبي.وبعد الغداء أصر زوجي على تناول القهوة والحلويات في سينابون وانا على أحر من الجمر وأكاد انفجر ولكن لا أريد شيء ان يعكر مزاجي اليوم فآثرت أن اتناول قهوة فلست ممن يحبون الحلويات وبعد الحلويات فرحت لأننا سنعود لأتفاجىء به يأخذنا باتجاه اللعاب، يالله يادي الطلعه اللي ما راح تخلص وبعدين،وبالفعل عند مرورنا بالقرب من الألعاب طبعا الطفل لا يقاوم اللعب وأخذناه ليلعب لمده نصف ساعه وعند خروجنا من المجمع أخيرا.
طرح زوجي فكره الذهاب الى أهلي فقلت له خلاص ألحين تغدوا وناموا خلينا نودي ولدنا البيت يغسل ويتعشى وينام بعدها نتوجه الى منزل أهلى.
وكنت اود أن أنفجر بوجهه ولكني قاومت الغضب وحاولت قدر استطاعتي الصبر.والغريب أني حتى لم أتصل بهم اليوم الى الآن لم أكلم أبي أو أمي أو أحد اخوتي.
وذهبنا الى البيت وكانت الساعه قاربت الخامسه والنصف وبالفعل بدأنا الروتين اليومي من عشاء وشاور وهذا بحد ذاته يأخذ ساعه .
وعند الساده والنصف رن الهاتف الخاص بي وكان أخي على الهاتف.
مروجاوس
مروجاوس
نظرت الى ساعتي الديور التي اهداني اياها أبي قبل 3 سنوات وكانت تشير الى السادسة والربع،وسألت أخي :صوتك شفيه مو طبيعي؟فأجابني بأنه نزل من الدرج بسرعه وكان يلهث .فأعطيت زوجي الهاتف وفكرت انه قد يحتاج اليه أمر ما.وذهبت لأطمئن على ابني لينهي حمامه بسرعه .وعدت الى زوجي وكان ممسكا بالهاتف وسمعته يقول :متى؟ أوكي اوكي. وأغلق الهاتف وتجاهل سؤالي وذهب الى الغرفة مسرعا وغير ملابسه ليعود لي ويقول لنخرج قليلا!!!!!!
نخرج قليلا قبل أن ينام الولد مستحيل انك زوجي الذي أعرفه هذا ما دار في ذهني لحظتها هل تغير زوجي فجأة وأصبح يثق بأن يأكل ابنه طعام العشاء دون مراقبه منا.
وقلت له نخرج الى أين؟؟ أخوي شفيه ؟؟ أجابني :مافيه شي بس كان يسأل عن شغلة
وركبنا السيارة وسالته :كلامك مو مقنع اخوي ما يتصل في تلفوني يسألك عن شغلة اهو عنده رقمك ليش يكلمك على جهازي؟؟وحاول أن يغير ويوجه تفكيري الى شيء آخر وسألني: منو تحبين أكثر آنا والا أبوج؟؟؟؟
يالله هذا السؤال الذي لا يمل من تكراره ولأول مره أجيبه اجابه مختلفة:ما في أحد بالدنيا أحبه كثر أبوي ولا تقارن نفسك فيه ،حبيبي المعادله في منتهى البساطة حبي لبابا ما له علاقة في حبك لك انت لما تحب ولدك أكثر يعني تحبني أقل؟أو لما تحبني أكثر تحب ابنك أقل ؟القلب فيه مكان للحب لكل الناس وكل واحد وقدره عندك وكل واحد وحاجتك له وكل واحد ومواقفك معاه.كوني أحب أبوي وايد هذا ما يعني اني ما أحبك أو أحبك أقل فالحب يختلف بين احساسي تجاه ابوي واحساسي ناحيتك.يعني مثلا انا ألحين أحب ولدك ما أنكر اني ما حبيته في البداية الا عشانك،لكن حركاته وكلماته وسوالفه خلتني أحبه بغض النظر عن حبي لك وحتى لو أكون زعلانه منك ما يتغير شي في غلاته عندي.وبعدين ليش تضيع السالفة أخوي شفيه صج انا أعرفك لما تخش عني انا حاسه ان الموضوع كبير شالسالفة؟
وفجأة توقفنا في منزل أسرة زوجي.ونزل من السياره ولم يغلق المحرك فأغلقت المحرك وتبعته.الى الصاله لتدخل خالتي أم زوجي وتسلم على وكان ألف سؤال بين عيني وعينها تلك اللحظه .وسلمت عليها وانا أنظر الى زوجي الذي تركني وذهب الى غرفه اخته وجلست انا وخالتي واخت زوجي الصغرى.وسمعت خالتي تقول :لاحول ولا قوة الا بالله.التفت اليها لأسألها:خالتي عسى ماشر شفيج؟ وهنا كانت اخت زوجي تقلب التلفزيون بين القنوات لتظهر أغنية ناري نارين فزجرتها خالتي وطلبت منها اغلاق التلفزيون طبعا استاْت وانا انحرجت لم أرغب بالجلوس أكثر من هذا الوقت اود الذهاب الى بيت أبي.
وجاء زوجي ولكن وجهه مختلف هذه المره لاحظت انه غسل وجهه وكأنه يود اخفاء دموعه وتظاهر بأن الوضع طبيعي ونظرت اليهم جميعا في منظر لن أنساه بكل تفاصيله .هنا وقفت فجأة وقلت له ما أبي أقعد هني بطلع.
وركبت السيارة وسادت ثواني من الصمت قبل أن أقول له :الله يخليك ودني بيتنا ألحين اذا صج تحبني ودي هناك.الله يخليك ما أبي أروح مكان ثاني ونظرت الى ساعتي مره أخرى لأجدها ست وربع أيضا.لم تتحرك تلك الساعه ولا ثانية ولم أفهم تلك الاشارة وتجاهلتها مع كل الاشارات السابقة لها.
وقال لي بالحرف:مسك انتي تعرفين ان الله لما يحب عبده يبتليه............................................ ز
قاطعته:منو اللي سوى حادث فيهم قول .................................................. .....
فقال:مسك ما أدري شلون أقولها لج بس مسك ........... مسك خلينا نروح البيت أحسن احنا بالشارع.........................وسكت.............. ..
وفجأة انهار ليقول لي :مسك أبوج .........عمي توفى.............................................. ......
أبوي توفي؟ اسم الله عليه
اسم الله عليه
زوجي:مسك أبوج الله يرحمه توفى ولازم تدعين له ألحين لا تخربين أجرج في هالمصيبة
التفت الي الجهة الأخرى فلم أرغب بشيء في تلك اللحظه لم أرغب بأي شيء في تلك اللحظه سوى أن تكون كحلمي قبل أيام
التفت ونظرت الى الشارع الذي يأخذني في العادة الى منزل أبي وقلت:الله يرحمه .الحمدلله على كل حال وسكت لثواني قبل أن انهار لأول مره في حياتي كل هذا الانهيار
الله يرحمك يا يبا.
الله يرحمك
واتجه زوجي باتجاه بيتي وطلبت منه ان يأخذني لمنزل والدي
وفي الطريق لا أذكر أكثر من أني كنت أبكي لأول مره بذلك الصوت لأول مره أسمع بكائي لأول مره أسمح لدموعي أن تنهال ولا أرغب بمقاومتها
الله يرحمك رددتها بكل جوارحي بكل حبي بكل مشاعري (كما أرددها الآن)
وبالفعل وكما نراها في الأفلام تمر كل الذكريات كفلاشات سريعه كيف أني كنت أجلس معه قبل أيام وذكر انه سيفوز بشيء كبير.كيف أنه وقف معي في كل عثرات حياتي،كيف فرح بتخرجي واعتذر مني لأنه لن يحضر حفل التخرج لأنه سيذهب لحفل تخرج أخي وتفوقه في بريطانيا،تذكرت رقصه النجاح واحتضان النجاح تذكرت دخوله الىالبيت في يوم ظهور النتائج وهو ينادي الأولى وينها المتفوقه وينها؟
تذكرت كيف كنت أغار لو أحد غيري يلبسه الجوارب والأحذيه حين يؤلمه ظهره.
تذكرت مرضي في كل مره يذهب لدوره في الخارج وكيف أن الليله السابقه لسفره أمرض وترتفع حرارتي ليأخذني الى المستشفى حتى أصبح هذا المرض نكتة له -الله يرحمه (طبعا انا بسافر بعد بكره وانتي بكره مريضه)
تذكرت كل شيء مر في حياتي وكانت له صلة بأبي -الله يرحمه- (|قاومت كثيرا كي لا أكتب كلمه الله يرحمه أثناء كتابتي للقصه من البداية )
وكنت أرددها في كل لحظه.أتذكره فيها
ومهما كتبت الآن لن أستطيع أن اصف تلك اللحظات بروعتها كما هي في ذاكرتي
ومهما عبرت عن حزني لن أصفه اليوم كما كان في ذلك اليوم