

الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه,,,
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ,,,
{وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلُّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْراً لَهُ". رواه مسلم
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أنَّهَا قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، اللَّهمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي ، وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا ، إِلاَّ أَخْلَفَ الله لَهُ خَيْراً مِنْهَا ".
قليل من البشر من يصبر عند الأبتلاء والمرض والقليل ايضاً من يواجه ابتلائه بهدوء وسكينه وثبات
والقليلون ياخذ الابتلاء لديهم منحى جديد ودافع قوى للتشبث بالعيش والتقرب الى رب العباد فيخرج من تجربته اكثر قوه وأكثر قدره على التحمل والصبر ,,,
قد نقابل نوعيه من الناس نحاول أن نواسيهم فنجد اننا نحن من يحتاج ألى المواساه ونتعجب من قوتهم وجلادتهم ,,,
سبحان الله ملهم الصبر عند الصدمه الاولى ,,,
قال الحسن البصري رحمه الله : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك – أي : هلاكك - .
وقال الفضل بن سهل : إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها ، فهي تمحيص للذنوب ، وتعرّض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وتذكير بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للتوبة ، وحضّ على الصدقة .
وقال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا لوردنا القيامة مفاليس
لأيام مضت كنتُ أتجول فى صفحات الشبكه العنكبوتيه فوجدت مقالات للدكتورة سامية العمودي (هي استشارية نساء و توليد و عقم و أطفال أنابيب )بزاويتها الأسبوعية في صحيفة المدينة تتحدث عما أنتابها من مشاعر وما أحاط بها عندما كانت في مواجهة مفاجئة بأكتشافها الإصابة بسرطان الثدي..
سبحان الله وكأن التاريخ يعيد نفسه ,,,
وأنا أقرأ مقالتها شعرتُ بكل حرف فيها فقد خضت تجربتها وعشتها منذ عامين كاملين
عشتُ كل كلمه كتبتها وبكيت بصمت ,,,
وجدت عنوان بريدها الالكترونى فبعثت لها برساله أخبرها أنى مررت بنفس التجربه وأنا الأن أنعم بوافر الصحه ولله الحمد والمنه ,,,
كانت عندى مفاجئه ساره وأخبرتها بها ,,,
كانت مفاجئتى هى سرى الصغير الذى احمله الأن بين طيات قلبى والذى لا يعلم به أحد عدا زوجى وطبيبى ,,,,
أخبرتها المفاجئه وأنا أعلم أنها ستسعدها كما أسعدتنى ,,,
عذراً أخواتى ساحتفظ بسرى الى أن يحين الوقت لأعلنه لكن وستشاركننى فرحتى بأذن الله ,,,
جائنى ردها فى نفس اليوم مستبشره برسالتى ووضعت لى رقم هاتفها الخاص ,,,
أحياناً تشعر أن شخصاً قريباً جداً منك رغم عدم رؤيتك له ,تحبه وتتمنى له الخير وتحاول جهدك أن تتواصل معه ,,,
أحسست أنى أريد التحدث اليها أو الجلوس معها لو بمقدورى ذلك ,,,ربما لوجود قاسم مشترك بيننا,,,
لا أدرى

ولكنى اليوم أتصلت بها ,,,,
يا الله كم أسعدتنى وأسعدتها تلك المكالمه ,,
حدثتها وكأنى أحدث نفسى عن مرضى الذى أصبح ذكرى ,,,
كانت فى عيادتها ورغم ذلك لم تخبرنى انها مع المرضى ,,تحدثنا وكأن كلانا بحاجه الى فضفضه من هذا النوع أسميها الأن فضفضه مرضيه ,,,,
دعونا لبعض البعض ولمرضى المسلمين بالشفاء وتواعدنا على اللقاء مرة أخرى ,,,
يستحضرنى الأن جزء من أخر كلماتى فى موضوع رحلتى مع المرض ,,,
تفاصيل رحلتى مع المرض تجدنها على هذا الرابط
http://archive.hawaaworld.com/showthread.php?t=296733
سأضع هنا مقالات الدكتوره ساميه وتجربتى الشخصيه مع المرض
هدف نشر هذا الموضوع ليس لاستدرار العطف أو أستجداء الدعاء أنما هو رسائل حب وتنبيه لكل أنثى فالمرض لا يستثنى أحداً والتوعيه الصحيه به واجب علينا أولاً لأننا أطباء وأيضاً مررنا بالتجربه ,,
سأترككن مع مقالات الدكتوره ساميه العمودى التى نسأل الله لها الشفاء وأن يحفظها لأسرتها ولجميع محبيها.
أسال الله العليم رب العرش العظيم ان يشفيها ويشفينى ويشفى كل مرضى المسلمين

المقاله الأولى
رسالة حب
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
الابتلاء بالسرطان : رسالة حب من الله
د. سامية العمودي
الجمعة 9/3/1427هـ (7/4/2006م)
يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي.. يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد.. يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل.. وجلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي.. في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي.. وأخذت اتحسس الكتلة أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع.. في ثانية أدركت ان قضاء الله قد حل بي.. في لحظة أدركت ما عندي. لم أكن احتاج إلى فحص أو أخذ عينة فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه.. لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالٍ ان يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لانني أعلم ان الأجر انما يكون عند الصدمة الأولى.. دعوته ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه.. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي.
أولادي.. أول وأهم المحاور.. مسؤوليتي كأم وكأب جعلتني أبدأ بهم.. كان لا بد من التمهيد لهم وبالتدريج وعلى قدر أعمارهم.. كنت أريدهم ان يعرفوا المعلومة مني.. ان اعطيهم الأمان والثقة.. ان استثمر الأزمة في بناء شخصياتهم فالمؤمن كما أقول لهم يجب ان يكون قويا وبناء الشخصية الإيجابية يبدأ بمواجهة الأزمة.. واستطعت بفضل من الله ان أضعهم في الصورة معي كما أريد فكسبت أول معركة في مرضي.
أهلي وأحبتي.. عندما ترى الحب في العيون تتمنى لو مرضت كل يوم.. عندما تسمع عبارات اليقين ممن حولك فكأني بهم جميعا يتحدثون لغة عالمية واحدة تقول لك اصبر فهذا رفع للدرجات عند الله.. تشعر لحظتها بحلاوة الإيمان.. وأكثر من هذا بان نعمة الإيمان هي البديل لكل جديد في عالمنا الطبي.. وتلك هي أكبر إيجابيات هذه الابتلاءات.
ماذا بعد.. جاءت لحظة القرار في العلاج.. كان خالي خارج المملكة.. وهو من اسميه أبي وكل أهلي.. لحظة اتصلت به قال لي سأحجز لك للسفر عندي.. جاءت معركة أخرى قررت ان اخوضها عن يقين وثقة قلت له لن يعالجني غير زملائي وفي بلدي.. وضعت ثقتي بل وضعت صحتي وروحي بين أيديهم لانني أعلم من هم.. قلت لهم لن أذهب إلى أي مكان لسببين أولهما ان ثقتي فيكم هي ثقتي في نفسي وفي الطب في بلدي والثاني ان وجودي بين أبنائي وفي حضن أهلي وجودي هذا هو جزء من علاجي.. تلك هي قصتي وتلك هي بدايتي مع سرطان الثدي.
لماذا أحكي لكم عن أمر هو هم خاص بي ولأحبتي أضع قصتي هنا ليكون البوح عاليا فقد لمست إصرارا من البعض على ان تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في داخلي انه يتعارض مع الرضى والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. ولذا يجيء البوح هنا عاليا.
لنتعلم معاً الاستثمار الأمثل للابتلاءات بالاكثار من الدعوات ومواجهة الأزمات بإيجابية المؤمن وهذه المواجهة هي دعم نفسي وعاطفي واجتماعي لمن أصابهم هذا الابتلاء.. ولان مرحلة المرض وعلاجه مليئة بالكثير أستأذنكم ان تشاركوني رحلتي مع المرض والعلاج وهي رحلة إنسانية ادعو الله ان يكون فيها شيء من الدعم لكل مريض ومريضة عل وعسى ان نتلمس بهذا بابا من أبواب الأجر لي ولكم وعافانا الله جميعا والله من وراء القصد.
رسالة حب
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها: لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
يتبع سأضع المقالات كلها بعدها أفتح الموضوع
لماذا لم أكتشف مرضي في مراحله المبكرة
د. سامية العمودي
سألني كل من حولي كيف لم تكتشفي الورم مبكراً.. سألت نفسي قبلهم كيف لم أشعر بهذه الكتلة كيف أصاب بسرطان الثدي فلا أعرف في المراحل المبكرة وأنا التي أفحص مريضاتي وأنصحهن بعمل أشعة الماموجرام.. وأجيب على كل من يسألني ويقول كيف وأنت طبيبة يحدث لك هذا.. أقول انه قضاء الله وقدره وأعترف أنني انشغلت بهمومي كأم وبواجباتي تجاه كل من حولي في بيتي وعملي ونسيت نفسي فأهملتها تماما مثل كل أم وكل سيدة فنحن نذكر كل من حولنا عدا أنفسنا.. ولذلك أدعو كل سيدة لعمل الفحص الذاتي كل شهر وعمل فحص أشعة الماموجرام خاصة في ضوء الإحصائيات التي تدل على أن سرطان الثدي هو أكثر الأنواع انتشاراً بين النساء عندنا في المملكة والأخطر من هذا أن 30% من المريضات عندنا تقل أعمارهن عن 40 سنة أي شابات صغيرات في السن مقارنة بـ 7% في الولايات المتحدة والأكثر خطورة من هذا ما حدث معي من اكتشاف المرض في مرحلة تتعدى المراحل الأولى.. وتدل إحصائياتنا هنا في المملكة أن 73% من حالات سرطان الثدي بالمملكة تصل إلى الطبيب في مراحل متقدمة مقارنة بأقل من 30% بالولايات المتحدة مما يقلل من فرصة الشفاء الكامل ونحن شعب نؤمن بالقضاء والقدر لكن هذا لا يعفينا من المسؤولية ففي المسند والسنن واخرجه أيضاً ابن ماجة والحاكم عن أبي خزامة قال: (قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئاً فقال: هي من قدر الله).
التجربة التي أعيشها تحولت عندي إلى رسالة أقوم بها لدعوة كل الأخوات للمسارعة في اتخاذ الوسائل للاكتشاف المبكر.. وتخاف السيدات من أشعة الماموجرام وترفض بعضهن إجراءها أو إعادتها كما يقلن لي خوفاً من ألمها.. وهي مزعجة بعض الشيء لكنها ليست مؤلمة فقد جربتها بنفسي والأهم أن ألمها البسيط لا يقارن بالمعاناة في حالة الإصابة بالمرض ذاته لا قدر الله.. ولأن وجود أي كتلة صلبة في الثدي قد يستدعي أخذ عينة من الكتلة ترفض بعض الأخوات أخذ العينة اعتقاداً منهن أن أخذ العينة يؤدي إلى انتشار المرض وهذا غير صحيح بالمرة.. وأخذ العينة يتم تحت تأثير مخدر موضعي.. وقد تم أخذ العينة لي من الورم لفحص الأنسجة وكانت لحظة رعب لي لأنني بطبيعي أخاف من الحقن صغيرة كانت أم كبيرة.. وأظن هذا نتاجاً لما يفعله أهلنا بنا عندما كنا صغاراً بتخويفنا بالإبرة (سنعطيكم إبرة إن لم تفعلوا كذا) أو (سيعطيكم الطبيب إبرة) فيصبح الخوف كبيراً لذلك تجدني أرفض ما يقوله الزوج أو الزوجة إذا حضروا للعيادة عندي مع أبنائهم فإذا شاغب الابن قالوا له اجلس بهدوء وإلا فالدكتورة عندها إبرة وهذا أمر أرفضه تماماً.
ولذلك نخاف جميعنا من أمور صغيرة.. ولذلك كان أخذ العينة صعبا نفسياً عليّ لكنه للأمانة لم يكن بالأمر الصعب في الحقيقة وأذكر أن الطبيب الذي أخذ مني العينة كان مرتبكاً من شدة خوفي ولأنه عرف أنني طبيبة وكان من حولي يوصيه بالاهتمام بي فكان أن زاد ذلك من ارتباكه فابتسمت وقلت لنفسي لو قالوا له انني مريضة عادية لكان أفضل. المهم أن أخذ العينة تم بسهولة كبيرة وجزاه الله كل الخير عني وجاءت الفحوصات تؤكد سرطان بالثدي.. كانت الأمور متسارعة جدا لدرجة أنني لم أكن استوعب بدقة كل ما يحدث لي، يوم الجمعة احسست بالورم، ويوم السبت تم عمل الماموجرام والأحد إلى الثلاثاء فحوصات الدم والأشعة المقطعية والنووية للعظام للتأكد من عدم انتشار المرض والحمد الله كانت سليمة فأحسست بأن الله كريم معي وهذا لطف في القضاء وأجمل ما في الموضوع وربما الغريب فيه أن العينة التي تم أخذها وأثبتت إصابتي بسرطان الثدي أخذ العينة هذه كان يوم الثاني عشر من شهر إبريل 12/4/2006م وهو يوم مولدي.
تاريخ ميلادي يصادف تاريخ تأكيد إصابتي لا أعرف ما دلالة هذا ولا معناه لكن لا أنكر أن بداخلي إحساساً أليماً لهذه المصادفة.. هذه هي سلسلة الفحوصات وأقف هنا بعد وضوح التشخيص ومرحلة المرض والله معي ومعكم.
رسالة حب
إصابتي بسرطان الثدي رسالة حب أحملها لكل امرأة لأقول لها لا تنسي الفحص المبكر لاكتشاف الأورام.
يتبع