نور يتلألأ
نور يتلألأ
أختي فيض وعطر
لك مني كل شكر وتقدير على تشجيعك المستمر لي
كلماتك أنارت صفحات قصتي المتواضعة
وسوف أنشر الفصل الثالث بمشيئة الله الآن في الرد التالي
وأرجو أن تستمتعي بقراءته أنت وباقي الأخوات
وسأنتظر رأيك فيه على أحر من الجمر
فهل كمية الحوارات هكذا كافيه في نظرك
وهل لديك أي ملاحظات أخرى لعلي أصوبها في بقية القصة
نور يتلألأ
نور يتلألأ
الفصل الثالث

تعود جنى إلى البيت في أحد الأيام قادمة من مدرستها لتجد جدَّيها في البيت وعلى وجه زوجة أبيها وجدَّتها علامات البكاء. وعلى الفور انتابها شعور بأن مكروها قد حصل. دعاها جدها للجلوس بجانبه.

قال الجد بصوت حزين" أنت يا جنى فتاة مؤمنة وتعلمين بأننا جميعا سنرحل عن هذه الدنيا"

قاطعت جنى جدها وهي مذعورة "ومن هو الذي رحل عن هذه الدنيا يا جدي. بسرعة أخبرني أرجوك"

قال الجد "إنه عبد الرحمن. اتصل علينا أحد زملائه من العمل ليخبرنا عن إصابته بنوبة قلبية مفاجئة. أسرعوا به للمستشفى ولكن قضاء الله نافذ"

احتبست الدموع في عيني جنى من هول الصدمة وردت في استنكار "لا هذا ليس صحيحا. أبي لم يرحل. لقد وعدني بأنه سيحتفل معي في يوم تخرجي وسوف يفعل ذلك. أبي لا يزال حي لابد أن هناك خطأ ما"

احتضن الجد جنى قائلا "لله ما أعطى ولله ما أخذ فاصبري واحتسبي"

"إنا لله وإنا إليه راجعون" قالتها جنى بنبرة خافتة حزينة

نهضت جنى عن الأريكة بصمت واتجهت إلى غرفتها. أغلقت الباب. سارت ببطء إلى سريرها ثم جلست عليه .

للحظة شعرت جنى وكأن الدنيا بأسرها قد توقفت ثم نظرت إلى قلادتها الذهبية لترى وجه خالد فيها مبتسما فهمست له "لقد رحل والدي يا خالد. لقد رحل والدي كما رحلتم أنتم." لم تستطع جنى أن تقول حرفا آخر حيث أجهشت بالبكاء.

بكت بكاء مريرا لما يقارب ساعةً من الزمن. بعدها أحست ببعض التحسن. رفعت عينيها إلى السماء. تذكرت قرب الله منها. فقالت مبتهلةً "يا إلهي أشعر بأن الدنيا ضاقت علي بما رحبت وعلمت أن لا ملجأ منك إلا إليك. فهلا أعنتي وحرستني بعينك التي لا تنام. يا إلهي أشعر بأني وحيدة في هذا العالم فكل أحبابي رحلوا عني. يا إلهي ليس لي سواك في هذا الوجود. اجبر كسري وارحم ضعفي. يا إلهي إن والدي نزل عندك ضيفا فهل لي أن أطمع في كرمك وأنت أكرم الأكرمين بأن ترحمه وتجمعني به في فردوسك الأعلى. حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب. إنا لله وإنا إليه راجعون"

ثم تنقضي أيام العزاء ثقيلةً متباطئةً. تلفها الحيرة. فما هو حال جنى بعد تلك المصيبة يا ترى؟

استمرت جنى بالعيش في بيت والدها. مع شروق وأخويها. فالبيت هو الشيء الوحيد الذي يملكه عبد الرحمن بالإضافة إلى السيارة.

باعوا السيارة واقتسم الورثة ثمنها أما البيت فاحتفظوا به كي تعيش أسرة عبد الرحمن فيه. وجدت شروق وظيفة بسيطة في أحد المدارس الخاصة. أما جنى فقد تحملت العبء الأكبر من أعمال المنزل. وبالطبع كانت تصرفات أخيها تزداد سوءا كل يوم. إلا أنها لم تفكر بأن تغادر البيت مطلقا لأنها في الحقيقة ليس لديها مكان آخر تذهب إليه. فجداها يعيشان في بيت عمها صالح وليس من المعقول بأن تزيد الحمل على عمها هي الأخرى فآثرت الصمت والبقاء في بيت والدها.

ساءت الحالة النفسية لجنى في ظل الظروف القاسية التي مرت بها. والتي لم يكن بمقدورها البوح عنها لأحد. فتذهب إلى المدرسة صامته وتعود للبيت صامته. فتدنى مستواها الدراسي بشكل كبير. وتخرجت بمعدل منخفض.

دخل عليها أخيها جلال البالغ من العمر عشر سنوات ليقول ساخرا "هل ظهرت النتائج يا جنى"

ترد جنى "دعني وشأني"

"لقد سمعت أمي تتحدث بالهاتف مع جدتي وتقول بأن نتائجك منخفضة يا غبية" يكمل ساخرا

لم ترد جنى على كلام أخيها حيث تعلمت بأن الصمت هو أفضل الحلول معه ومع مضايقاته.

ثم استطرد قائلا "أريد عشاء أنا جائع"

نهضت جنى لتحضير العشاء لتفاجأ بأن أخاها قد قلب المطبخ رأسا على عقب. وبالطبع لم تقل أي كلمة اعتراض. لأن والدته ببساطة سوف تبرر له بأنه لا يزال طفلا على أي حال.

لم تلتحق جنى بالجامعة كما كانت تحلم. وبقيت في البيت. فكرت بأن تبدأ مشروعا خاصا بالطبخ من المنزل. ولكنها لم تستطع لأن أخيها لم يكن يترك لها وقتا بتخريبه المستمر. علاوة بأن عليها رعاية أختها الصغيرة شذى أثناء غياب شروق من البيت.

بدأت جنى تحلم باليوم الذي تخرج فيه من هذا المنزل. لعل أبوابا أخرى تفتح أمامها. فمازال حب العلم يمشي في عروقها. ما زال الطموح هو رفيقها في هذه الحياة. كانت تنظر كل يوم إلى قلادتها الذهبية تعانقها وتتذكر كلمات عمها عبد الله
ليصرخ صوتا بداخلها "الله معي وأنا على يقين بأن أحوالي سوف تتغير بإذن الله."

تمسك مصحفها تقرأ فيه قصصا تحيي فيها الأمل تخبرها بأن ما تمر به هو مجرد إبتلاء سوف ينقضي في يوم من الأيام.

تمر السنوات وتبلغ جنى سن الثالثة والعشرين من غير أن يتقدم إليها أحد لطلب الزواج منها.بدأ اليأس يدب في قلب جنى. "يا ترى هل يجب أن أعيش في هذا المنزل إلى الأبد؟" تساءلت جنى في سرها وهي تقوم بغسل الأطباق ليقطع تساؤلها صراخ جلال كما هي العادة "جنى أين هو حذائي يا حمقاء؟"

فترد جنى بصوت خافت حتى لا يسمعها أخيها "لا حول ولا قوة إلا بالله"

"جنى جنى تعالي إلى غرفتي أريد أن أحدثك في أمر ما" تنادي شروق بصوت عالي

يضحك جلال ويقول "وأخيرا سنتخلص منك أيتها العالة"

"ماذا تعني؟" ترد جنى

تهتف شروق "تعالي بسرعة يا جنى"

تذهب جنى إلى غرفة شروق متثاقلة الخطى تتصارع التساؤلات داخلها عما تريده زوجة أبيها منها.
نعمة ام احمد
نعمة ام احمد
قصة جميلة وفيها إثارة
أعتقد أنك وضعت رجلك في بداية الطريق الصحيح
يانور!!
وقد تكون هذه القصة إنجازاً لكِ قبل نهاية هذا العام!!
ننتظر بفارغ الصبر نور
تقبلي مروري
أم رسولي...
أم رسولي...
رائعة جداً .... يانور

للتو فقط وقعت عيناي على قصتك الجميلة
قرأتها بـفصولها الثلاث .. ممتعة جداً
كلماتك سهلة ميسره كالماء الزلال
أحداثك مشووقة ومتتابعة في سرد الأحداث
قفلتكِ للأحداث ممتازة
متابعة لكِ وبشوق
حنين المصرى
حنين المصرى
اختى نور
فيك كل مقومات القاصة المتمكنة
من طريقة سرد ومعجم مناسب للحدث وبداية ومشكلة وذروة حدث بالاضافة الى السلاسة
استمرى بالكتابة لم ار قصتك سوى الان لكنك مشروع كاتبة رائعة سيكون لها مستقبل ان شاء الله استمرى فى انتظار المزيد